(وا لحّاماه )رسالة الى الزميل المحامي السيد رئيس مجلس الشعب :
بداية نتمنى لك ايها الاستاذ الزميل جهاد اللحام التوفيق في حسن تمثيلك للشعب السوري وأن تكون أداة له توصله لبر الأمان في الخروج من أزمته الحالية , وقد سعدنا كمحامين بوصول شخص حقوقي و محامي إلى الموقع الذي انتم فيه وهذا امر حسن بحد ذاته , اذ لطالما شكونا النقص في الحقوقيين من اعضاء المجلس و نرى بوجودكم في مكانكم هذا بارقة امل بتحسين الوضع التشريعي غير الجيد والذي كرسته المجالس السابقة أما بعد :
لطالما كانت دهشتي كبيرة يا سعادة النائب عندما سمعت خطابكم عقب توليكم مهامكم , ومن على منبر رئاسة البرلمان السوري , وعقب كل ما مرت به البلاد , ووسط ترقب وكالات الانباء , وبينما العيون كلها مفتوحة عليكم ( فوجئت ) بخطابكم تتوجهون به بالثناء والمديح والتعهد و المعاهدة لمقام رئاسة الجمهورية ممثلة بشخص السيد الرئيس ,
لست اقول ذلك من باب التقليل من مقام رئاسة الجمهورية , ولا من باب عدم أحقيتكم في التعبير عن قناعاتكم الشخصية وقناعة من انتخبكم من داخل المجلس او خارجه ,
إنني اقول ذلك من باب انكم قد اصبحتم أو يفترض انكم انتخبتم من الشعب بصفة شبه مباشرة وأنكم توازون في مقامكم مقام السيد رئيس الجمهورية المستفتى على منصبه من قبل الشعب أيضا .
فكما يقتضي مبدأ فصل السلطات يفترض أنكم ومقام الرئيس في مقام واحد .
وكون السيد الرئيس يمثل الامين العام للحزب الذي تنتمي له سيادتك , فهذه مسألة تخصكم انتم داخل الحزب الذي تنتميان إليه , ولا تعنينا نحن بحال من الاحوال وحبذا لو أجلتم مديحكم وثنائكم ومعاهدتكم الى حين وجود جلسة اجتماع خاصة بحزبكم لا ان تجاهروا به في جلسة البرلمان .
يحضرني هنا مثال بسيط وأنتم تفهمونه أكثر من غيركم :
كنت منذ حوالي عشر سنوات متمرنا في مكتب رئيس فرع نقابة سابق , وكانت قد جرت العادة ان يقوم رئيس الفرع الجديد المنتخب مع اعضاء مجلس فرع النقابة الجدد بزيارة يقدمون فيها فروض الطاعة والولاء للسيد رئيس فرع الحزب الحاكم في المحافظة وإلى السيد المحافظ كل على حدة , وكانت تتلوها احيانا زيارة لقائد شرطة المحافظة وأحيانا لبعض رؤساء الأفرع الأمنية .
المهم أن استاذي الممرن رفض الذهاب لزيارة أحد ممن ذكرت عقب نجاحه وقال لي ساعتها :: (( نحن محامون وهذه انتخاباتنا وقد نجحنا فمن الذي يجب أن يهنئ الأخر ويزوره نحن أم هم )) .
المهم ان الأستاذ ورغم كونه من الاعضاء المؤسسين في الحزب الحاكم الذي تنتمي له مقامك لم يزر أحدا خلافا للعرف ولم يقدم فروض الولاء لاحد, وبالمقابل لم يقم لا امين فرع الحزب الحاكم ولا المحافظ بزيارته واكتفوا باتصالات هاتفية لتهنئته وارسال اكاليل الورد .
صحيح أن مدة ولاية رئيس الفرع مرت ببرود مع الهيئات الأمنية والفعاليات الحزبية و الادارية في المحافظة , لكنها مرت بكرامة, وصحيح أن استاذي المذكور لم ينجح مرة أخرى في الانتخابات النقابية , لكني كنت وسأبقى اعتقد ان في تصرفه الكثير من الكبرياء المتوجب الوجود في المحامي اينما وجد .
ولأكمل القصة فقد رسب الاستاذ ولم يتم ترشيحه فيما كان يسمى ( استئناسا ) وجاء زميل عزيز جديد اول شيئ عمله بعد انتخابه هو زيارة المذكورين اعلاه والصفيق لهم .. وهكذا عادت حليمة ....
المهم المغزى من كل ذلك اننا نتمنى ان يكون المجلس الجديد مختلفا في كل شيئ في العقلية والتخطيط والتنفيذ وكل شيئ ويكفي ما قاله السيد النائب ( قدري جميل ) أثناء الجلسة عساكم تعيدون الاستماع له فتقهموا صرختنا وا لحّاماه ) ... ونحن مع الله ورسوله في انتظار ان نرى عملكم كما تقول الأية القرآنية الكريمة ..........................