معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
آخر
مواضيعي |
|
|
الزعيم .. أنا !
الزعيم .. أنا !
تصغر القاعدة الشعبية المكونة لشيء ما موجود على الساحة وتعلو , لتتحول إلى قمة صغيرة من القيادين والزعماء والرؤوس , والتي تنأى بنفسها عن العمل الميداني لتتحول إلى اتخاذ القرارات وبسط التعليمات !
وهذه ببساطة هي فكرة التطور المهني التي يعتنقها الكثير من التجمعات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية على السواء , فأنت - مثالاً - تبدأ كعامل بسيط لتتدرج إلى مشرف ثم رئيس قسم ثم ... هلم جراً إلى أن تصل – إن كنت من المؤهلين – إلى القيادة العليا !
ولكن المشكلة تكمن حين ينبثق من رحم القيادة ( سبيعي ) و يتروس على عجل دون المرور بمراحل النمو الطبيعي الذي يصنع من الطفل رجلاً أهلاً كفؤاً !
والمشكلة الأكبر تظهر حين ينسى العمال بمجملهم دورهم العملي الميداني البنّاء , ويتنافسون على كراسي القيادة والإدارة , فيتحول الجميع إلى قادة مكتملي البنيان والكيان والهيبة .. لا ينقصهم إلا من يقودونه !
تظلّ النخب المتعلمة في الغالب أكثر وعياً من غيرها , فهي على قدر من الثقافة وحسن التعامل مع الحدث ما يجعلها في مأمن من الوقوع في الأخطاء , فالنخب – والمحامون من بينهم – لم يصابوا بأمراض العصر ولن يصابوا , خلا هذه الحالة , فمرض القيادة لم يُكتسب , بل هو متجذر فيهم , كيف لا وهم خلقوا للقيادة !!!
يؤسفني أن أخط هذه الكلمات ونحن في وقت أشد ما نحتاج فيه إلى وحدة في الحال والمآل والهدف , و يؤسفني أكثر أن ما يعوق ذلك هو رغبة البعض بأن يكون هو القائد , ورغبة آخرين ألا يكون هو القائد , ورغبات متعددين أن يكونوا هم القائد , وهو ما يدعوني لأستهجن هذا المبدأ ابتداءاً , وأسعى ومعي الجميع أن نتمثل فكر الغيرية ونسيان فكر الأنا !
فأنا !!! لا يهمني شخصياً من سيقود الجمع , إن كان سيقودهم نحو تحقيق الهدف , ولكن .. يهمني كيف سيقوده , وإلى متى سيقوده , وهل سيسلم خَلَفه بكل ديمقراطية حين انتهاء مهمته أو عدم قدرته على تحقيق مهمته !
إن الأيام دول بين الناس , وأظن أن الجميع سيمارس القيادة , فلا تستعجلوها , وبما أنّا اتفقنا على مبدأ التداول , فلا مانع إذاً أن أبدأ - من بعد أمركم - بالقيادة , فلن أجد لكم ولن تجدوا لأنفسكم زعيماً , غيري .. أنا !
التوقيع |
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الـــــــــحياة عقـــيدة وجـــهاد
المحامي محمد عصام زغلول
|
|