![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]() علمتني المحاماة ليست خواطر ولا عبرات .. لا سلبيات ولا إيجابيات .. لا حسنات ولا سيئات .. لا أعراف ولا تقاليد .. لا أدبيات ولا أخلاقيات مهنية .. هي من رحى الواقع وليست من وحي الأقلام .. هناك قدسية لهذه المهنة الإنسانية العظيمة .. قدوة عرفية .. لمسات سلوكية .. سحر اجتماعي .. وقار مرئي .. نبل أدبي .. فن كلامي .. تفرد فريد وتميز شرفي .. مهارات وطيبة وثقة وإقناع وحجة وروية وراحة نفسية .. إغاثة وشجاعة وتضحية .. رسالة وفضيلة وأخلاق وحياة .. إن سمة المحاماة الأولى هي الوقار فإن فقد المحامي وقاره ،فقد موكله، وفقد قضيته ،فقد قاضيه وفقد نفسه .. المحامي أحمد شنن ، نقيب المحامين بالقاهرة سابقاً . المحاماة تجعل المرء نبيلاً عن غير طريق الولادة والميراث ، غنياً بلا مال ، رفيعاً دون حاجة إلى لقب ، سعيد بغير ثروة .. الفقيه روجير ، رئيس مجلس القضاء الأعلى الفرنسي . أين نحن من هذه الدرر .. هل نحياها .. هل نراها .. هل نتمثلها .. هل نعكسها .. هل تدب الحركة في أوصالها أم أن الواقع غيبها .. المرء يتعلم باستمرار من كل شيء .. من حياته .. من أطفاله .. من تجاربه .. من المحيطين به .. من مشاهداته .. ومن عمله أيضاً .. فماذا علمتنا المحاماة !! ماذا علمتنا من واقعها المعاش وليس من كلمات عمالقتها الأفاضل !! هل لها علينا عتب .. أم لنا عليها فضل .. هل تخجل منا .. أم نختال بأنفسنا بها .. لي بمسيرتك خمس سنوات .. ما أزال غضة العود في عرف الكبار لأتكلم عنك .. أعرف ذلك .. لكنني كتبت مرة عن يوميات المتمرن والآن سأكتب عما علمتني إياه خلال سنواتي الخمس بصحبتك .. كل منا له جعبته الخاصة عنك .. ذكرياته الحميمة معك .. مغامراته المجنونة برفقتك .. لحظات عصيبة عاشها بسببك .. نجاحات وارتكاسات .. نزوات ونزعات .. نهج ارتضاه ليكمل مشواره على دربك .. قيم تعلمها وأخرى صدم فيها .. مبادئ تكسرت على أرض واقعك .. نجمات تهاوت في سماء ردائك .. سلوك رآه من محبيك أو من المتنكرين لك أو من المتشدقين بخصالك .. سلوك أعجبه بطريقة أو بأخرى فتشبث به .. * أين نحن من المحاماة * و ** ماذا علمتنا **
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||||
|
![]() شكرا" مرة ثانية استاذة لما .... كلمات جميلة اصابت كبد الحقيقة والواقع ....
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() استاذتي الفاضله لما: |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||||
|
![]() ممتنة من كل قلبي لمروركم الكريم وكلماتكم المعبرة أستاذباسل وأستاذ نادر .. على بركة الله.. علمتني المحاماة أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن تعطي الأخلاق لمن نشأ بلا أدب وبلا مربى أصيل فمن شب على شيء شاب عليه .. النبل والخلق السامي سمة يتشربها المرء من خلال مرباه الطيب وتأتي المحاماة لتثقله وتنقيه من أي شائبة ممكن أن تخفف من لمعانه .. فالأدب والرقي بالتعامل لؤلؤة لا تنتجها المحاماة بحد ذاتها لأنها تستخرج من أعماق المنشأ الأسري في صدفة عنوانها الفضيلة والأخلاق .. المحاماة لا تعطي آدابها الفاضلة لشخص تربى على أن يكون انتهازياً مستغلاً فالطبع غلب التطبع والمحاماة لن تصلح من أفسدته تربيته البيتية .
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() سيدتي : |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||||
|
![]() أستاذ نادر الخير والبركة متأصلة عند كثيرين .. صدقني .. وكلمة الحق غالية ينطق بها راسخو القلب مهما كان السوء مستشرٍ حولهم .. وكما يقال اثبت على الحق ولو كنت وحدك .. على بركة الله.. علمتني المحاماة أن أحلى ما فيها هي إغاثة الملهوف وطمأنته وبث الهدوء في روحه دون النظر لأي مقابل مادي أو حتى شكر صريح .. مساعدة تكون بأغلب الأحيان عابرة طيارة تمر مرور الكرام لكن أثرها أكبر من أن يوصف .. الجهل مقيت وأغلب الناس لا تفقه بالقانون شيئاً اللهم إلا ما تسمعه وتردده من عنتريات كاذبة وشطحات سلطوية تقفز فوق أي قانون وفي أحيان كثيرة تكون واقعاً له السمع والطاعة للأسف الشديد . المحاماة لا تدخل في حساباتها الواسطة والمحسوبيات رغم أن ذلك يفرض عليها بعد أن يكم فمها لغرض ما في وقت ما ولطرف ما .
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() إستاذه لما كم هي كلماتك جميلة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||||
|
![]() أستاذ شكري بارك الله بك وسمع منك .. أنا أحب المحاماة بزمن رجالاتها الثقات الأمناء .. الزمن القديم الجميل للمحاماة كما أسميه الذي كنت أتمنى أن أكون أحد فرسانه .. أتمنى أن يعود للمحاماة بريقها الذي تستحقه وأن تعتلي مكانتها العالية الرفيعة من جديد . على بركة الله.. علمتني المحاماة أن زمن الفرسان المطلق أمسى أسطورة تقرأ في كتب المحاماة الأولى .. حكاية من حكايات الطاولة المستديرة في المدينة الفاضلة .. قصة نبيلة ضمن وريقات ماضٍ جميل .. نحن نحيا زمناً ضاعت فيه الفروسية وبات الفرسان النبلاء كالذهب العتيق ندرة وضآلة .. علمتِني أن أبحث عنهم لأستنبط وأنهل الفروسية من فراستهم بفهم الأشياء وتسميتها بمسمياتها الصحيحة دون مواربة وتحايل فهم رجال بحق .. رجال للقانون والفكر بجدارة مع مرتبة الشرف .. عاهدوا وأقسموا فصدقوا وأوفوا .. المحاماة لم تتوج فرساناً لكنها رسمت لهم مخطوطات الفروسية وتركت لهم خرائط النبل وعلمتهم كيف تكون الفراسة والاستقراء ودلتهم على درب الحق وتركت لهم الاختيار فتخلى أغلبهم عنها مقابل المال والجاه والمظاهر الخداعة الكاذبة فأمسوا فرساناً بلا خيول ولا سيوف ولا كرامة .. وباتوا أنصاف فرسان .. لكنهم لن يضروا إلا أنفسهم في النهاية .
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||||
|
![]() على بركة الله .. علمتني المحاماة أن المحامي يختلف عن القاضي في رؤيته للدعوى وكل منهما له نظرته الشخصية فيها .. أغلب القضاة يشكلون رأياً معيناً عن دعوى ما .. رأياً خاصاً يكيف الحكم من خلاله وترجح الكفة بناء عليه .. رأياً له اعتبارات وأسس لا صلة للواسطة والمال فيها وهذه الإشارة للحق والإنصاف وكي لا يشت الفكر لغايات غير شريفة .. هو رأي عن موقف أو تجربة من رحم الحياة فالقاضي إنسان بالنهاية .. صحيح أن الآراء الشخصية لا دخل لها بالقانون والعدالة لكن لها سلطة لا يستهان بها في تحديد توجه القاضي لكيفية الفصل النهائي طالما كان بالإمكان إعمال للسلطة الموضوعية وخضوع لها أو كان هناك عدة احتمالات للمشهد الأخير المتمثل بالحكم الذي سيمسي عنواناً للحقيقة .. وللصدف الجميلة أو من حسن الطالع كما يقول الفلكيون تغيير تشكيلات القضاء التي لها أثر بالغ على صعيد الدعاوى المنظورة أمام المحاكم .. أثر ربما يصل لتغيير المسار الكلي للدعوى وإعادة كل شيء أو أغلبه من نقطة الصفر .. هو خبر مفرح للبعض وسيء للبعض الآخر لكن في آخر المطاف هو خطوة لتحقيق العدالة المنشودة . رأي المحامي ورؤية القاضي طبيعية ومفهومة بل هي من الأبجديات السليمة للمنظومة العدلية لكن ما هو شاذ عن القاعدة ومؤذٍ للعين والعقل معاً أن يشب خلاف قانوني جدلي عادي بإمتياز عن ثغرات قانونية واختلافات اجتهادية وفجأة ودون سابق إنذار تنتقل المسألة لحرب ضروس .. حرب إلغاء وإثبات للذات وكأن ثأر الجاهلية ولد من جديد .. حرب لا رابح فيها .. ننتقل بها من خلاف بسيط له حل قانوني أكيد إلى خلاف شخصي تتعلق عليه الكرامة برمتها .. المحاماة والقضاء وجهان لعملة واحدة .. جناحان للعدالة .. والاختلاف لا يفسد للود قضية .. والمفروض أن لا يكون بينهما منافسة أو مناكفة أو مكاسرة لأن الخاسر الأكبر سيكون البلد بمن فيه .. لا مجال للمقارنة بينهما لأنهما يتكاملان معاً نحو تحقيق هدف وحيد هو الحق والعدالة فالظلم ظلمات وحقد وضغائن .. التشبث بالرأي لا يوصل لحق ولا لعدالة لكنه يحقق مآرب ضحلة ضيقة دون أن يثبت تفوقاً أو يرسخ تميزاً .. الميزان هو رمز للاتزان والتوازن وكفتيه لا تتساويان إلا إذا كانت العدالة مطلقة ..
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||||
|
![]() على بركة الله .. علمتني المحاماة أنه من المتوجب أن لا يطلق المحامي الوعود والأماني للموكل " ويعشمه بالنجوم " و " أنه سيخرج الزير من البير " ليحصل على توكيله رغم أن هذا الحاصل فعلاً في كثير من الأحيان من ضعيفي الأنفس وشحيحي الأرواح .. والذي يزيد في الطنبور أنغاماً مزعجة وقت يمتنع المحامي عن إكمال ما بدأ به ويعزى السبب للموكل أو لفشله المهني لأن وعوده كانت رنانة فارغة .. صح أن عدم دفع الموكل للأتعاب والالتزامات التي تعهد بها ووافق عليها قبل التوكيل يكون غالباً السبب الرئيسي لإحجام المحامي عن إكمال مسيرة التقاضي إلا أن ذلك لا يعد تبريراً مقنعاً لأنه يبقى هناك التزام أدبي مسلكي مهني يفرض على المحامي إتمام العملية القضائية لنهايتها رغم جحود الموكل وبعد الانتهاء يكون لكل حادث حديث .. المحاماة تسعى لتقديم المساعدة والإرشاد والمحامي ملزم ببذل عناية وليس بتحقيق غاية لذلك يجب أن لا يحمل نفسه ما لا طاقة له به ويطلق العنان لها ليمنحها صكوك امتيازات خارقة جزافية .. عليه أن يعمل بصدق يعمل بإخلاص ويكون واثقاً من النتيجة دون أن يتعهد بضمانها حتمياً .
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() استاذتي الفاضلة لما: |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||||
|
![]() أستاذ نادر تكون هذه الخطوة عندما يكون المحامون على قلب رجل واحد لكن نهجي في حياتي هو أن نضيء شمعة صغيرة خير من أن ننفق العمر نلعن الظلام .. نعمل بصدق ثم نترك خواتيم الأمور على الله .. إذا كل فرد منا بدأ بنفسه ولم يرم ِ بالطائلة على غيره وقام بخطوة إيجابية دون النقد للنقد فسنصل إلى أبعد ما نصبو إليه . على بركة الله .. علمتني المحاماة أن الخبراء والمحكمين ومن لف لفهم جزء من المنظومة المهنية .. وإذا اعتبرناها لوحة فهم أحد ألوانها .. وللأسف أحياناً يشكلون اللون الأسود القاتم أو الوجه المظلم بإمتياز .. هم الذراع المساعد للمحامي والقاضي وآرائهم وتقريرهم وخبرتهم يكون لها كلمة الفصل في أغلب الأوقات .. كلمة قد تكون كلمة باطل تقلب الحقوق وتضيع الأمانات .. مصداقيتهم هذا الزمن باتت على المحك لأن أغلبهم خذل الثقة وحنث باليمين وتستر بالفضيلة .. باع ضميره ودينه لغايات شتى وظل يتشدق بالشرف والحرص لاطمئنانه أن القانون عول على أمانته الدينية والمسلكية والمهنية ويمينه الذي أقسمه قبل أداء عمله فسن له ما هو كفيل بحمايته وحماية تقريره . المحاماة والقضاء تبنيان صروح العدالة فلا تكونوا ( أيها الخبراء والمحكمون ) المعول الهادم لهذا البنيان .. اتقوا الله في حقوق العباد ولا تضيعوا الأمانة ولا تكونوا عوناً لتفوق الباطل .. الثقة غالية ونحن نثق بكم فأنتم سندنا في إظهار الحق من خلال ما تقدمونه من مشورة ورأي .
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() استاذه لما: |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||||
|
![]() على بركة الله .. علمتني المحاماة أن كتاب المحاكم وموظفي الدواوين والمحضرين والأذنة ومن حام حماهم مقطوعات من سيمفونية العمل اليومية ولكل منهم نغمته الخاصة وآلته الموسيقية وعزفه الفريد .. لكن القاسم المشترك بينهم جميعاً أنهم يعملون ويتعاملون مع من يفوقونهم درجة أو درجات علمية واجتماعية وهذا بحد ذاته يولد تلقائياً عند أغلبهم جينات عدائية بالفطرة .. تقلب لهجومية بشكل سلس وسريع إذا ما قوبلوا باللؤم أو السخرية أو التعالي.. غالبيتهم يترجم هذه العدائية المبطنة أو الشعور بالنقص بمماطلة في تنفيذ ما طلب منهم أو تباطؤ بالتلبية أو حتى عدم إجابة ورفض أو إرباك وبلبلة أو تحجج بتعاميم موجودة ومنسية أو مختلقة وملفقة فقط لعرقلة إنجاز أعمالهم أو طلب لطوابع ما أنزل الله بها من سلطان .. منهم من يمرر الأمر ومنهم من يؤزمه .. منهم من يجادل لإثبات صوابية رأيه" القانوني " ومنهم من يتعنت لفرضه ومنهم من هو جاهل أصلاً بأبجديات عمله ومنهم ومنهم ومنهم .. طوال اليوم تسمع في القصر العدلي نغمات من هنا وهناك .. مطربة حيناً ونشاز أحياناً .. لكن بالنهاية يجب أن يكمل العمل وينجز .. باللطف باللين بالمراهم بالدراهم بالخناق بالجدل وبالفرض لا يهم .. وكما يقول المثل كل الدروب توصل للطاحون ونحن لا نريد محاربة الناطور بل نريد العنب فلماذا لا يكون الدرب هو البشاشة الحازمة دون لؤم ودون ميوعة ودون استعطاف ودون استكبار .. الاعتدال والوسطية " المحافظة على شعرة معاوية " سمة مهمة في التعامل اليومي لأنك إذا كسبت جولة بوجه من تراه كل صباح بلؤمك واستعلائك وسلطتك فتأكد أنك ستخسر الجولات القادم فالديمومة للود وطيب التعامل والأسى يورث الحقد وسيأتي وقت ستحتاج فيه لمساعدة ما ممن لاقيته يوماً بالسوء والتكبر . المحاماة لا تهتم بالنتيجة فقط بل بكيفية الوصول إليها أيضاً .. لا تضم في قاموسها أن الغاية تبرر الوسيلة .. ولأنها تاج مرصع بالوقار والتواضع فلا ضير من سلوك طريق الود الحازم بلهجة طيبة حاسمة لإنجاز العمل المطلوب .. دون تكلف ودون غرور ودون زهو ودون تأفف ودون تهريج ودون خفة دم فلكل مقام مقال ومهما كانت الأسباب تبقى المحاماة عقد فريد من الأدب المحسوب والشدة المتقنة .
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() استاذتي الفاضله : |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 16 | |||||
|
![]() على بركة الله .. علمتني المحاماة أن أحبها في هذا العصر والزمان عبر الشابكة .. هي أحلى وأرقى وأسمى من خلال التواصل المعلوماتي اللاسلكي .. المثاليات تتكلم والأدبيات تفرض وتشعر أنك تعيش ضمن أسوار الفضيلة وفي كنف الفرسان النبلاء .. العالم الافتراضي يعطيها رونقها الأصيل ويعيد لها هيبتها الضائعة ويمتن أواصر الاحترام والتقدير بين ممتهنيها بل ويتيح للنخبة منهم أن يتعرفوا وتتلاقى أفكارهم لإعلاء كلمة الحق بحق .. ثم يأتي الواقع ليسرق منها ألوانها وخيولها وفرسانها بل ويعدم لمسة المساعدة المفعم به العالم الافتراضي ويطلق رصاصة الرحمة على ما تبقى من خير إلا من رحم ربي .. وهكذا تدور الأيام بين الافتراض والواقع في محاولات حثيثة لإنعاش ما يمكن إعادته للحياة والواقع المعاش من السمات المسلكية النبيلة . المحاماة قصور وبيوت ملكية .. بحيرات للبجع .. حدائق للتوليب .. بيادر للقمح .. كل مرة تراها بشكل وزاوية ووجه مختلف حسب المرآة التي تنظر من خلالها .. فمن وقف على أرض الواقع بين شرفات وردهات وغرف وقاعات القصر العدلي اكتأب واكتأب واكتأب .. ومن اطلع عليها من خلال الكتب كبر قلبه وعقله وطار بين جنان أقلام المبدعين الأوائل .. ومن نظر إليها وغاص في بحر عالمها الافتراضي تعلم وعلم وساعد وأغاث وشعر بالسعادة والرضى وأحس بأن الدنيا ما تزال بخير .. ومن سمع عنها من انتهازي كرهها .. ومن تعلمها من أستاذ فاضل أحبها .. ومن ومن ومن .. وبالنتيجة أن تكون مثالاً كريماً يحتذى ويسعى لأن يكون أفضل رغم صعوبات ومعوقات ومطبات الواقع هو خطوة للأمام على درب النهوض بأرقى مهنة في الحياة .
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 17 | |||||
|
![]() على بركة الله .. علمتني المحاماة أنها لا تورث ولا تعلم بل يولد المرء حاملاً لجيناتها ومورثاتها فإما يكتشف هذه الهبة الربانية التي منحه الله إياها ويعمل على صقلها وإما تضيع في غياهب الحياة وتبقى في سباتها العميق .. بمعنى آخر ليس بالضرورة أن يكون فرخ البط عوام ضمن مهنتنا .. لكن العرف العملي جرى على أنه يجب ويجب بل يجب حتماً أن يكون كل أو أحد أبناء المحامي محامياً بالضرورة ليرث العرش والمملكة ولا يذهب تعب سنين هباءاً منثوراً ليكمل مسيرة أباه ولو كان لا يحبها ولا يريدها ولم ينلها بمجموع علامته الثانوية ولا يفقه شيئاً عن تاريخها وأدبياتها .. صح أنه يمكن أن يكون الأستاذ الابن خلفاً فاضلاً جيداً يستحق شرف حمل هذه الرسالة لكن ولأن العرف بات كذلك فإنه سيدخل المعترك والصفة ملتصقة به إلى أن يثبت جدارته الذاتية على ساحاتها وقلة من صمد وأظهر فروسيته بكد يمينه كما يقال . منذ ولادة هذه الحتمية والمهنة في تراجع مستمر لسبب بسيط يختصر بأنه رغم قيام الأستاذ الأب بتلقين ابنه مفاتيح العمل ودروبه وأبجدياته وتعليمه أصوله وأسراره أي قيامه بإعطاء فلذة كبده "ماديات المهنة " إلا أنه لن يستطيع بحال من الأحوال أن يمنحه " روحها ومعنوياتها ونباهتها " وهنا يكمن التميز و بيت القصيد .. نيل لقب أستاذ والحصول عليه سهل وسلس بشكل يفوق الوصف بوجود أب أستاذ له أقدمية مهنية فذلك سيزلل الصعاب والعقبات طبعاً بوجود زملاء الدرب ورفاق المسيرة وأصدقاء العمل وسيكون اختبار الأستذة احتفالية للإشادة بقدر وعلم ومكانة وتاريخ الأستاذ الوالد الكريم والذي يحتم بالضرورة أيضاً أن يكون الابن البار قد تشرب كل ذلك دون البحث في جدارته وعلمه وما استحصل عليه وفي كثير من الأحيان يمرر الامتحان الذي من المفروض أن يكرم المرء فيه أو ينال ما يستحقه جراء فشله بإعفاء تام من أي سؤال مهما كان بسيطاً أو سهلاً وإن فرضنا جدلاً طرحٌ للسؤال المنتظر الذي وجد أصلاً لتقييم جدارة الممتحن يأتي في أسلوب يتضمن إجابته منعاً للإحراج ومنعاً للإرباك وحفظاً لماء الوجه وحفظاً لسمعة المحاماة . المحاماة يجب أن لا تعامل باستخفاف وأنها تحصيل حاصل كإجابة واحد زائد واحد رياضياً لأنها تأتي بالسليقة وتثقل بالجهد والعمل الصادق .. لا تورث ولا يجب أن تولد بالضرورة من أصلاب وأرحام الأساتذة الأفاضل الأوائل فهي نتيجة غير حتمية لذلك وإن تمت هذه الولادة فستكون قيصرية في الأعم الأغلب وستنتج طفلاً ميتاً سريرياً ولن تسري الروح في أوصاله ولو وصل بألف جهاز إنعاش .. ارحموا المحاماة يا أساتذتنا القدامى القديرين ولا تكونوا أنانيين في حبكم لها فهي رسالة قبل أن تكون مهنة تدر أموالاً وماديات .
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 18 | |||
|
![]() الاستاذة الفاضله الآنسة لما : |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 19 | |||||
|
![]() الأستاذة لما
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 20 | |||||
|
![]() على بركة الله .. علمتني المحاماة أن لعب دور المحامي المتمرن مفيد جداً في بعض المواقف .. فالعرف المهني جرى على أن يقدم الأساتذة المساعدة للمحامي المتمرن في مجالات القانون والعمل الإداري بشكل تلقائي مرحب دون استغراب لعدم معرفته ودون النظر لحجم معلوماته .. لأنه ببساطة ما يزال محام تحت التدريب .. ونفس هذا العرف اقتضى بالضرورة ودون البحث بالأسباب الموجبة اعتبار أي محام أستاذ خاتماً للعلم ملماً بكافة جوانب وجنبات المهنة وبالتالي فهو في غنى عن المساعدة بل حتى من المعيب عليه أن يسأل صراحة عن أمر يجهله إن كان إدارياً أو قانونياً مع أن ذلك طبيعي وصحي جداً .. وحل هذه المعضلة هي العودة لمقاعد التمرين لاستنباط الأجوبة الشافية بأقصر الطرق من الأساتذة الكرام المتواجدين في مكان الحدث - خاصة إن كان العمل إدارياً بحتاً - بطرح أي تساؤل عليهم للوصول للصحيح المتوجب عمله دون تلكؤ أو تباطؤ فأحياناً يكون الوقت عاملاً حاسماً في نجاح أو فشل أداء العمل ولا يتحمل الالتفات إلى ماهية السائل أو تبرير سبب الجهل بكيفية إنجاز المطلوب . المحاماة لا تفترض التفوق فيها افتراضاً .. ولا تصنف الممتهنين بها حسب الأقدمية أو العمر أو النوع .. هي حصيلة تراكمية للمعلومات والخبرات ونتاج فردي للمثابرة والاجتهاد الشخصي دون تعلق ذلك بفرز مادي مبني على قوالب معلبة وقواعد جاهزة مسبقة الصنع .. السؤال فيها ليس عيباً فالبحث عن المعرفة لا يعد ضرباً من ضروب التبذير .. فالمحامي لا يولد عالماً فقهياً بل يعمل ليكون مرجعاً قانونياً مؤتمناً وموثق به .
|
|||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أتعاب المحاماة بين القانون وقضاء المحاكم | أمير تريسي | أدبيات وقوانين مهنة المحاماة | 1 | 09-03-2016 06:50 PM |
المحاماة .. رسالة ومهنة | المحامي سليمان الأحمد | أدبيات وقوانين مهنة المحاماة | 4 | 23-12-2011 01:24 PM |
مقترحات زميل أردنى فى مشروع قانون المحاماة الأردنى الجديد | الشحات مرزوق المحامي | أدبيات وقوانين مهنة المحاماة | 1 | 10-12-2007 07:50 PM |
قانـون المحـــامــــاة .. بــــين الإلغـــــاء والتعــديل | المحامي نذير سنان | أدبيات وقوانين مهنة المحاماة | 0 | 01-09-2007 08:43 AM |
قانون تنظيم مهنة المحاماة ـ رقم 39/1981 | المحامي محمد صخر بعث | موسوعة التشريع السوري | 0 | 03-12-2006 03:57 PM |
![]() |