قد يخيل للبعض ان عمل المحاماة هو من ارقى الاعمال في الكون, وهذا نظريا صحيح فهي مهنة ممتعة تعتمد الذكاء والقدرة على الابداع, لكن في الحقيقه هناك الكثير من الاشياء التي يعلمها الجميع لكنهم يغفلون او يتغافلون عنها , عندما يدخل المحامي الى قصر العدل حيث يجب ان يكون العدل موجود , يشعر بشعور عارم من العزة والفخار اوليس هو من فرسان الساحة في هذا المضمار , او ليس من الاشخاص الذين يحلون ويعقدون , لكن ما ان يصل المحامي الى اول موظف حتى يتطاير هذا الشعور من داخله , يجد الموظف او الموظفه لم ياتي او تاتي بعد بالرغم من الساعه تجاوزت العاشرة (فيلطع) على باب مكتبها هو وحظه ساعه ساعه ونصف، والانكى انها هو او هي تحضر وعلى وجهها عبوس وكاننا نحن من ضربنا اباها او ابوه او كانه يعمل لدينا سخرة وبدون اجر, المهم وبعد ان يتفقد المحامي اوراقه النقديه ذالت الخمسين والمائه هل هي في مكانها يبدا يومه ,اولا باسترضاء اصغر اذن في القصر العدلي, والذي لايرد عليك السلام بدون ان تدس له شيئا مافي جيبه,وهو يجيبك باحترام شديد , حاضر استاذ ,وتصل بك الرحله الى احدى الدواووين , ابعدك الله لتجد عشرون موظف ,لا اعرف ما عمل اي واحد فيهم, سوى اني متاكد من انهم يجتمعون على الفطور الصباحي على الفول والفته والمخلل والبصل ,والويل لك اذا ازعجتهم بسؤال اثناء تناولهم الطعام, فيجيبك الموظف ,(طول بالك استاذ لنزلط اللقمه) واما اخر المطاف فتصل الى الكتاب والذين يعاملوك كما لو كانوا قضاة او مستشارين بحيث اذا سالت احدهم مثلا: لو سمحت وين الجزاء التانيه,رمقك بنظرة لا تترجم الى العربيه الا بمعنى ايها الكافر ايها الزنديق فهنا انت كمحام تشعر بذنبك وجريمتك فتنسحب بهدوء مطاطا الراس خانع ,وكل ذلك بكفه والكاميرات بكفه انها فكرة عظيمه ولكن براي المتواضع كان عليهم تركيب كاميرات في دورات المياه ايضا,
الحقيقه كنت اتساءل ان كان الموظف , في اي مكان يشعر بانه غير راض عن وظيفته ولا تعجبه ,لماذا لا يتركها , عل و عسى يعين موظف يريد ان ياكل لقمته بالحلال , من دون خمسينات ولا مئات , واذا كان هو يعرف بانه ان ترك وظيفته هذه سيعيش في الشوارع , لماذا لا يلتزم بها ويعمل بضمير , ثم اين الرقابه على هؤلاء المرتشين, اين يمكن للانسان السوي ان يشتكي من دون ان تتوه شكواه في دروج النسيان ,لماذا لا يكون هناك عقوبات صارمه ,على مثل هكذا تصرفات,وعتبي على الاساتذة المحامين , الذين بشكل او باخر يساعدون على استشراء مثل هذه التصرفات ,ام نحن لسنا كذلك واذا كان المحامي يجب ان يدفع فمن يجب ان يقف في وجهها ويدافع عن حقوق المظلومين والفقراء ,ام ان الامر على راي الشاعر:
مات الضمير وشيعوا جثمانه
فلم يعد في الدنيا ضمير يذكر
في اخر الكلام اريد ان اوجه شكري لكل انسان شريف في هذا الوطن وهؤلاء الشرفاء والذين على قلتهم يذكرونا بان الدنيا بخير اما اولئك اصحاب الوجوه السوداء اقول لهم الدنيا لا تغني عن الاخرة ,ودمتم