قد تُسعد الأم السورية وأُسعدٌ معها بحصول أولادها على جنسيتها ... وتمتعهم بجنسيتين .. فكلنا نحب التكاثر بالأموال والأولاد والجنسيات .. ولكنهن لا يدركن ما قد يسببه ذلك لغيرهن من السوريين والسوريات .. فأرجو أن يفهمن ويدركن
[align=justify]
أعلم أن حديثي اليوم ستتورم منه أنوف البعض منكن وستجحظ عيون البعض راغبات بضربي أو شتمي أو تنتيفي ..
وأعلم أنني سأُتهم بأني شبيح ومندس وسلفي منحط وطالباني وخمير حمر ورجل شرقي مافيوي متزمت يعيش في العصر الحجري في قوقعة الذكورة بدائي متخلف سادي عدو للمرآة والرجل وحقوق الحيوان.
ولكنها كالعادة كلمة حق لا أكثر ورأي حر أقوله ولا أخشى فيه لومة لائم
لن أدخل في العمق القانوني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للموضوع... وهذه المقالة ليست مقالة قانونية تتناول المشكلة بكل جوانبها القانونية بقدر ما هي دردشة وحديث من القلب للقلب ..
وكلامي أيضاً عن هذا الموضوع ليس من قبيل التمييز ضد المرآة فكل من يعرفني يعلم علم اليقين أنني أميل وأجنح دوماً لصالح الجنس اللطيف ضد الجنس الخشن الغليظ ولكن إلى حد معين لا أبطل معه حقاً أو أحق باطلاً...
وأحب نون النسوة أكثر من واو ونون الرجل وجمع المؤنث السالم أكثر من جمع المذكر السالم. وأحب الشمس أكثر من القمر..
كما لا أعتبر كلامي خوضاً في قضية من قضايا المرآة ولا أعتبر هذا الموضوع أصلاً من قضايا المرآة بل وأرى أن كل من يحاول طرح هذا الموضوع على أنه قضية من قضايا المرآة إنما يحاول أن يعطي للموضوع بعداً إنسانياً أو عالمياً بغرض الوصول إلى مكاسب غير محقة هي أبعد ما تكون عن منح الجنسية السورية لبضع عشرات أو مئات أو ألوف من الأجانب
إذا كنت الجنسية قضية انتماء وولاء فتعدد الجنسيات سيخلق لنا مشاكل لا تحصى من حيث تعدد الانتماءات والولاءات
وإن كانت قضية حقوق وواجبات فتعدد الجنسيات سيوقع صاحبه ويوقع دولته في مشاكل تعدد الحقوق والواجبات لدولتين مختلفتين وقد تتعارض واجباته تجاه جنسيته الأولى مع واجباته تجاه جنسيته الثانية مثال بسيط: قد يُطلب المواطن الذي يحمل الجنسيتين للخدمة العسكرية في البلدين الذين يحمل جنسيتهما فأي واجب سيلبي؟؟!!
وسيوقعنا كدولة وكشعب بمشاكل سكانية ومعيشية واقتصادية وسياسية نحن بغنى عنها في الوقت الراهن وفي المدى المنظور ..
ماحنحكي عنها..........
هذه المسائل القانونية وغيرها لن أدخل بتفاصيلها وسأتركها للباحثين من كل الاختصاصات
ولن أدخل بالقضية من منطق الدفاع عن نقاء (الدم السوري الآري) ولا من منطق يلي ما بياخد من ملته بيموت بعلته !! .. فللسورية الحق بالزواج بمن تشاء من الأجانب ولن أسلبها هذا الحق .. والحمد لله فنساء بلدي مرغوبات للزواج من كل رجال العالم .. والمتل العربي يقول (تزوج سورية أو شامية وعيش عيشة هنية) وقد تمت ترجمة هذا المثل إلى كل لغات العالم تقريباً.. وتغار وبتدوِّد منها معظم نساء العالم لهذا السبب ..
وسبب كون سوقها ماشي بالزواج توفر كل الصفات المطلوبة في الزوجة فيها (الأخلاق الحسنة والطيبة والجمال والمعشر الحسن والطبخ اللذيذ فالطريق لقلوب كل الرجال معدتهم.. فهي زوجة صالحة وأم حنون وسيدة منزل محترمة) والأهم من ذلك لهجتها المحببة وكلامها الجميل .. فالرجال تغرهم عبارات المرآة الشامية أو السورية من قبيل (ابن عمي تؤبرني، تشكل آسي، تكفني، تؤبر عيوني، تطلع على قبري) ويحبون هذا النوع من العشق العنيف المواتي ... ولا يقدِّرون العواقب والنتائج.. وبعضهم يقول في سره أحياناً (آمين)
ماعلينا....
كما قلت لن أناقش كل هذه الأوجه حتى لاأطيل ولا أُمِل ..
ولكني سأناقش القضية من منطق الدفاع عن حقوق بقية السوريين المقابلين للنساء المتزوجات بأجانب وهم الأغلبية الديمقراطية
فإن كان موضوع حق فلا حق للمرأة السورية المتزوجة بأجنبي بمنح الجنسية السورية لأجنبي وإن كان لها هذا الحق فيجب أن يمنح لكل السوريين رجالاً ونساءً حق منح الجنسية السورية متزوجين محلياً أو من أجانب لشخص أو أشخاص يختارونهم حتى يكون هناك توزان بالحقوق بين جميع السوريين!!
بمجرد أن تلد المرآه وينفصل عنها جنينها ويرى طفلها الحبيب النور (وإن شاء الله ألف ألف مبروك) فهو يكتسب بحسب قانون ما جنسية بلد ما هي جنسية الأب .. وبهذا المعنى وهذا المنظور ومن هذه الناحية لم يعد من حق المرآة أن تهبه حقاً لا يملكه ولا تملكه بالحصول على جنسية أخرى فلكل إنسان من وجهة نظري الحق بالحصول على جنسية واحدة فقط .. فإن حصل على هذه الجنسية بأي شكل من الأشكال وبأي وجه من الأوجه ومن أي طريق كان فلا حق له بعدها بالحصول على جنسية أخرى سواء من جهة الأب أو من جهة الأم .. ولا حق لأي إنسان إن يتعدى على حقوق بقية المواطنين ويهبه هذا الحق بدون مبرر إنساني قوي
أنا أعوذ بالله من كلمة أنا وليعلم الحاضر الغائب ضد أي قانون يمنح الجنسية السورية لأولاد المرآة السورية المتزوجة من أجنبي للأسباب التالية بكل اختصار:
الموضوع عندي كما قلت ليست قضية إمرآة أو عدد معين من النساء قلَّ أو كثر إنما هو موضوع تعدد فأنا ضدد التعدد بكل شيء تعدد الأحزاب وتعدد القيادات والمجالس وتعدد الزوجات وتعدد الطبخات على المائدة وتعدد الجنسيات وأؤمن برب واحد جل جلاله لاشريك له ... ووطن واحد ورجل واحد وزوجة واحدة ووجبة واحدة وجنسية واحدة إلا لمن يطلب اللجوء السياسي أجارني وأجاركم الله من أن نصل لهذه الدرجة
سوريا دولة مصدرة للسكان ولا مجال فيها لاستيراد السكان أو فتح باب آخر لزيادتهم فقد اكتفت واكتظت وعانت ما عانت وأُرهقت بعد أن استقبلت كل العالم في حضنها الحنون (فلسطينيين ، عراقيين، لبنانيين وغيرهم) (وللأسف لم يرد كثير منهم الجميل!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟) .. وأصبحت المعيشة غالية طعاماً وشراباً وسكناً وكهرباء ووقوداً وتعليماً وعملاً وانخفضت حصة المواطن السوري من كل شيء ابتداء من الكهرباء والماء وصولاً لحصته وحقه بتناول وجبة صحية من اللحم والبيض والخضار
وإن منح الجنسية السورية لهؤلاء في وقت قد يبدو للوهلة الأولى حق لبعض السوريات إلا أنه في الحقيقة اعتداء على حقوق كل السوريين واعتداء على حصتهم في الحياة واعتداء على ملكيتهم وبيوتهم وأراضيهم وعملهم وكهرباءهم وماءهم ولحمهم وخضارهم وبيضاتهم
إنه اعتداء على حق أولاد كل السوريين فابن السورية المتزوجة من أجنبي الذي يُمنح الجنسية السورية سيكون له فرصتين في كل شيء في الحياة يختار بينهما الأفضل وسيكون له مجموعتين من الحقوق يمارسهما في كل دولة من الدولتين اللتين يحمل جنسيتهما (الحياة والعيش الكريم ، الحقوق ، الحريات ، التعليم ، العمل ... الخ) بينما ابني وابن كل السوريين الآخرين لن يكون أمامه إلا فرصة واحدة قد لا يحصل عليها بسبب وجود شخص يزاحمه عليها .. وهذا الشخص الذي يزاحمه لديه فرصة أخرى أفضل بكثير في مكان آخر ودولة أخرى..
وهذا الأمر بعيد كل البعد عن مبدأ المساواة والعدل وتكافؤ الفرص فليس من العدل أن يحمل السوري المولود من أبوين سوريين جنسية واحدة ويتمتع المولود من أم سورية وأب أجنبي بالمزايا والحقوق التي تمنحهما له جنسيتان!!
إن منح الجنسية السورية لأولاد السوريات المتزوجات من أجانب فيه افتئات واعتداء على حقوق أولاد كل السوريين والسوريات الآخرين .. وتمييز يمارس من المرآة المتزوجة بأجنبي ضد كل السوريات والسوريين !!!
إن منح الجنسية للأولاد ليس حقاً للأم ولا حقاً من حقوق المرآة الخاصة
وأؤكد أن الأمر ليس موضوع تمييز ضد المرآة أو امتياز للرجل دون المرآة .. أو لماذا نعطي أولاد السوريين الجنسية دون أولاد السوريات؟؟ لا .. لا .. أبداً .. أبداً .. ليست كذلك وما هكذا تؤكل الكتف.. القضية أن من حصل على جنسية ما بأي طريق كان عن طريق أبوه أو أمه أو جدته أو حماته لم يعد من حقه أو حق أمه أو تيتته أو عمته أو خالته منحه جنسية إضافية .. ولا من ضرورة أو مبرر أو معنى لمنحه جنسية أخرى مجاناً ودون مبرر عام وخاص قوي جداً يبرر ذلك ..
وما دامت الدولة والأمة بغير حاجة لزيادة عدد سكانها وإدخال عناصر أجنبية من حاملي الجنسيات الأخرى في جسدها مع عدم توفر الأرضية والإمكانيات الضرورية فلا مبرر لهذا الأمر..
وأؤكد ثانية وثالثة وكما قلت المسألة مسألة حق وتعدد وليس تمييزاً أو وقوفاً ضد بعض نساء بلدي .. فالمسألة عندي هل يحق لهن أم لا؟؟ والجواب برأيي هو لا ......
ولأثبت كلامي أقول أنني مع وبشدة منح الجنسية لأولاد المرآة السورية التي لسبب ما لا جنسية لأولادها .. أو لمن يتخلى أولادها عن الجنسية الأخرى جنسية الأب ويطالبون بالجنسية السورية ويرضون بها فقط بشروط وضوابط مدروسة بعناية بعد دراسة الحالات الموجودة على الأرض واقعاً ..
هل تصدقون أن أحداً منهم سيتخلى عن الجنسية الأخرى ليحصل على السورية ؟؟؟!!! فكروا بالأمر ...
أعلم أناساً وكلكم وكلكن تعلمون وتعلمن وهذا واقع للأسف يبيعون سوريا بمن عليها ولا يتخلون عن الجنسية الأخرى فلماذا نهبهم الجنسية السورية على طبق من ذهب مقابل لاشيء وهم ينتمون ويدينون ولا يحترمون إلا تلك الدولة أو تلك؟؟ خلونا واقعيين هذا أمر واقع وموجود ...
هو سعي للحصول على امتيازات إضافية ومدخلاً لأمور أخرى لن أخوض بها وليس مجرد مطالبة بحق مشروع!!!!
لماذا لا يُعطى أولاد السوريين المتزوجين من خليجيات أو عربيات أو أجنبيات جنسيات تلك الدول؟؟؟ ولا يعطون حتى أبسط حقوق الإنسان ويُعاملون معاملة الرقيق؟؟؟؟؟!!!! فكرن فيها ...................
من جهة أخرى وكرمال عيون كل السوريات فأنا لا أرى مانعاً من دلالهن وإكرامهن وإعطاءهن بعض الميزات الخاصة، وكرمال عين تكرم مرج عيون... مثل:
1- منح الأولاد حق الإرث وحل هذه المشكلة الرئيسية فاختلاف الجنسية يجب أن لا يكون حائلاً أمام حق الإرث المحفوظ والثابت شرعاً وقانوناً
2- منحهم امتيازات خاصة بالدخول والخروج والإقامة بشروط معينة وفي حال كان الزواج مثلاً في سوريا وإقامة الأم الدائمة في سوريا
وبكل بساطة منحهم منزلة بين منزلتين فيكون لدينا (مواطن سوري لا يتمتع بأي حقوق.. وأجنبي يتمتع بكل الحقوق.. وأجنبي من أم سورية له بعض الحقوق)
سيداتي بنات بلدي الغاليات المتزوجات من أجانب أنا لا أنكر عليكن حقكن بالاعتقاد أن منح الجنسية السورية لأولادكن هو حق من حقكن .. ولا أنكر عليكن حقكن بالنضال من أجل ما تعتقدن ولو خطأً أنه حقكن وسأقف معكن في نضالكن... ولكن أرجو أن لا تنكرن علي حقي بمخالفتكن واعتقاد خطأ ما تعتقدن وأن أبين رأيي في ما تظنن ...
وتفضلن بقبول فائق الاحترام
[/align]