منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > المنتدى الثقافي > شعر

شعر إذا كان لك اهتمامات شعرية. أو قرآت قصيدة جميلة عمودية أو شعراً مقفى فأنعش روحنا به.

إضافة رد
المشاهدات 4019 التعليقات 1
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-2006, 11:21 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المحامي أحمد صالح الحسن
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي تحية للماغوط

منذ فترة قصيرة بعثت للمنتدى بقصيدة جفاف النهر لشاعرنا محمد الماغوط
وأمس....
تلقيت خبر وفاة شاعرنا العظيم محمد الماغوط......... فكانت الصدمة
لم اتصور يوما ان هذه القامة الفارعة والسنديانة التي لم تنحن يوما سيلقي بها شبح الموت......
لا لم يمت الماغوط بل باق في ضمائرنا لكل من يعرف الحياة .......
من بقي لديه ذرة من شرف ......أو كرامة.....
قديما قال احد الشعراء الهنود ( ان الجمال دين ا لحكماء) وهكذا انت ايها الشامخ
افنيت عمرك تبحث عن دينك فاعطيتنا الجمال واغرقت نفسك في كآبتك العظيمة حتى اسميت نفسك ملكا على مملكة الحزن ....
انت يامن قلت((( ان العدالة والاختصاص شيئان هائلان أحني لهما كل ماتبقى من الاشياء المنتصبة في جسدي المتواضع هذا))))
فأين العدالة التي بحثت عنها؟؟؟
اين الحب الذي تلفت اعصابك بحثا عنه ؟؟؟؟
كيف تموت ايها النسر وجناحاك بعيدان عنك؟؟؟؟
لا اقسم انك لن ولا ولم وبكل احرف النفي لم تمت وستبقى بيننا نبضا ينعش فينا الحياة لتحدي الايام الكالحات
تستقبلك ارضك التي نبتت منها لتضمك الى صدرها كما الام الحنون
تستقبل سلمية ابنها الذي غادرها طويلا
باشتياق العاشق
وبسمة طفل طالما تنبأت بها
ايها العاشق حتى الموت..............


واخيرا اقدم لكم بعض المقتطفات من ديوان شعره:

((ايها العرب, ياجبالا من الطحين واللذة
ياحقول الرصاص الاعمى
تريدون قصيدة عن فلسطين
عن الفتح والدماء؟
انا رجل غريب لي نهدان من المطر
وفي عيني البليدتين
أربعة شعوب جريحة , تبحث عن موتاها
كنت جائعا
و
أسمع موسيقا حزينة
واتقلب في فراشي كدودة القز
عندما اندلعت الشرارة الاولى

* * *

الحب خطوات حزينة في القلب
والضجر خريف بين النهدين
كن شفوقا بي ايها الملاك الوردي الصغير
سأرحل بعد قليل وحيدا ضائعا
وخطواتي الكئيبة
تلتفت نحو السماء وتبكي

* * *
لقد مات الحنان
وذابت الشفقة من بؤبؤ الوحش الانساني
القابع وراء الزريبة
يأكل ويأكل
وعلى الشفة السفلى المتدلية آثار مأساة تلوح
أمي وأبي والبكاء الخانق
آه ما اتعسني .... الى الجحيم أيها الوطن الساكن في قلبي
منذ أجيال لم أر زهره...

* * *
لقد فقدنا حاسة الشرف
امام الاقدام العارية والثياب الممزقة
امام السياط التي ترضع من لحم طفلة بعمر الورد
تجلد عارية امام سيدي القاضي
وعدة رجال ترشح من عيونهم نتانة الشبق
والهياج الجنسي
وجوه طويلة كقضبان الحديد
تركتني وحيدا في غرفة مقفلة ,أمضغ دمي
وأبحث عن حقد عميق للذكرى


المحامي
احمد الحسن
سلمية

وطني

أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف

ولكنني أحب الرصيف أكثر

.....

أحب النظافة والاستحمام

والعتبات الصقيلة وورق الجدران

ولكني أحب الوحول أكثر.

*****************

فأنا أسهر كثيراً يا أبي‏

أنا لا أنام‏

حياتي سواد وعبوديّة وانتظار‏

فأعطني طفولتي‏

وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز‏

وصندلي المعلّق في عريشة العنب‏

لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري

*********

المرأة هناك

شعرها يطول كالعشب

يزهر و يتجعّد

يذوي و يصفرّ

و يرخي بذوره على الكتفين

و يسقط بين يديك كالدمع

**** *****

وطني

.......

على هذه الأرصفة الحنونة كأمي

أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويلة

سأنتزع علم بلادي عن ساريته

وأخيط له أكماماً وأزراراً

وأرتديه كالقميص

إذا لم أعرف

في أي خريف تسقط أسمالي

وإنني مع أول عاصفة تهب على الوطن

سأصعد أحد التلال

القريبة من التاريخ

وأقذف سيفي إلى قبضة طارق

ورأسي إلى صدر الخنساء

وقلمي إلى أصابع المتنبي

وأجلس عارياً كالشجرة في الشتاء

حتى أعرف متى تنبت لنا

أهداب جديدة، ودموع جديدة

في الربيع؟

وطني أيها الذئب الملوي كالشجرة إلى الوراء

إليك هذه "الصور الفوتوغرافية"

**********

لماذا تنكيس الأعلام العربية فوق الدوائر الرسمية ،

و السفارات ، و القنصليات في الخارج ، عند كل مصاب ؟

إنها دائما منكسة !

**** ****

اتفقوا على توحيد الله و تقسيم الأوطان

********

((مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير

أناشدك الله يا أبي:

دع جمع الحطب والمعلومات عني

وتعال لملم حطامي من الشوارع

قبل أن تطمرني الريح

أو يبعثرني الكنّاسون

هذا القلم سيقودني إلى حتفي

لم يترك سجناً إلا وقادني إليه

ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه))




المحامي
احمد الحسن
سلمية

من مسرحية (خارج السرب) 1999


في نهاية المسرحية يقول عاطف مُستخدَم المسرح : بطل المسرحية

معقولة جولييت وهم؟ وروميو وهم؟ وشكسبير وهم؟
والحب والصداقة والزمالة ورفقة المسرح والسفر والمدرسة والطفولة والمعتقلات وهم؟
وثورة الفكر والفن والعلوم، والفلسفة والفلك والرياضيات، والثورة الروسية والثورة الفرنسية وثورة سبارتاكوس وهم؟
وموسيقى بيتهوفن، وأوبرا فاغنر وقصائد لوركا وأراغون وعيون إلزا وهم؟

والتراث والمعاصرة والمتنبي والمنفلوطي، ويوسف وهبي ويوسف الخال ومجلة شعر، والناقد والآداب والأديب، والمعارك الأدبية وهدير المطابع وهم؟
والتاريخ والجغرافيا وجبال الصوان، وبعلبك أنا شمعة على دراجك، وياحرية يا طفلة وحشية، وشوارع القدس العتيقة والحديثة وفيروز والرحابنة وأطفال الحجارة وكهول الحجارة وأزهار غوغان، وسنابل فان كوخ وملائكة روفائيل، والربيع الخريف وكل الفصول والحضارات والفنون والأطفال والعصافير والفراشات بهالعالم وهم؟
وما عاد فيه حقيقة بهالعالم غير اسرائيل والبترول؟
أكيد هي مؤامرة ليجننوني مسرحياً وعاطفياً واقتصادياً، بس أنا ما راح جن، بجنن بلد، لأني أنا مو وهم.. أنا حقيقة وهي إيدي، وهي رجلي، وهادا كتفي، وهادا انفي، وهادا راسي ومؤمن عليه كمان.

وهادا مسرح، وهادا شباك تذاكر، وهَي مكنسة وهاد صرصور وهادا وطن.

يحدّه من الشرق البحر الأبيض المتوسط وجزيرة قبرص وجزيرة مالطا، ومن الغرب المحيط الهندي ومضيق هرمز والطنب الكبرى والطنب الصغرى
ومن الجنوب تركيا والبحر الأسود وبحر قزوين ومضيق البوسفور ومضيق الدردنيل
ومن الشمال كينيا ونيجريا ومنابع نهر النيل ومضيق جبل طارق وبقية افريقيا
وفوق بالسما.. القمر العربي عربسات عم يراقب الرايح والجاي، وتحت الأرض سجون ومعتقلات وزنزانات فردية وجماعية، وغير ذلك من البنى التحتية المعروفة من المحيط إلى الخليج، وكلها من الباطون والاسمنت المسلح، وبواب وشبابيك حديد ما بتمر منها البرغشة، فـ... وين بدها تطير اسرائيل؟ وين؟
(وينتصب على قدميه شامخاً باسماً مرفوع الرأس كجندي نازي في ذروة انتصاراته)





المحامي
احمد الحسن
سلمية

محمد الماغوط.. السخرية هي ذروة الألم...العربية.نت

ذات يوم شتائي بارد ولد محمد الماغوط في مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماة السورية في شباط 1934 وكسائر فقراء ذلك الزمان الذين لم تسعفهم الحال للتحصيل العلمي، لذا كانت طفولته على قدر من البؤس والحرمان الذي تمرَّد عليه لاحقاً في القراءة وفي البحث عن أداته لمواجهة الظلم، وربما عثوره على تلك الأداة التي هي الكلمة فتحت أمامه درباً زرع على جنباتها شجرة الباسق، شعراً ومسرحاً وكانت تلك الكلمة كما تقول زوجته سنيّة صالح هي بمقدار ما تكون في الحلم طريقاً نحو الحرية، نجدها في الواقع طريقاً إلى السجن، وهكذا عرف الماغوط مبكراً السجون، وخلف قضبانها بدأ يصوغ نصَّه بمفرده جعلته واحداً من كبار شعراء الحداثة، وكتاب المسرح في عالمنا العربي.

هذا الرجل النسر العتيق الذي جمع حطام الأيام وأقام عزلته خلف جدار مليء بالصور والذكريات، تقرأ على مائدته سيرة شاعر مسكون بالتمرد هذا الرجل الذي يمنحه صوت فيروز أملاً جديداً، لكي تعرفه أكثر سل عنه رفيقة عمره آخر النساء في خيمة حزنه زوجته سنية التي تقول إنه ولد في غرفة مسدلة الستائر اسمها الشرق الأوسط، ومنذ مجموعته الأولى "حزن في ضوء القمر" وهو يحاول إيجاد بعض الكوى أو توسيع ما بين قضبان النوافذ، ليرى العالم ويتنسم بعض الحرية وذروة هذه المأساة هي في إصراره على تغيير هذا الواقع وحيداً، ولا يملك من أسلحة التغيير إلا الشعر، فبمقدار ما تكون الكلمة في الحلم طريقاً إلى الحرية نجدها في الواقع طريقاً إلى السجن، ولأنها - أي الكلمة - كانت دائماً إحدى أبرز ضحايا الاضطرابات السياسية في الوطن العربي، فقد كان هذا الشاعر يرتعد هلعاً إثر كل انقلاب مرّ على الوطن، وفي إحدى هذه الانقلابات خرجت أبحث عنه كان في ضائقة وقد تجره تلك الضائقة إلى السجن أو إلى ما هو أمرّ منه، وساعدني انتقاله إلى غرفة جديدة في إخفائه عن الأنظار. غرفة صغيرة ذات سقف واطئ حشرت حشراً في إحدى المباني بحيث كان على من يعبر عتبتها أن ينحني.. ينحني وكأنه يعبر بوابة ذلك الزمان.
"ضع منديلك الأبيض على الرصيف
واجلس إلى جانبي تحت ضَوْء المطر الحنون
لأبوح لك بسرّ خطير
اصرف أدلاءك ومرشديك
وألق إلى الوحل أو إلى النار بكل ما كتبت من حواشي وانطباعات
إن أي فلاّح عجوز
يروي لك في بيتين من العتابا كل تاريخ الشرق
وهو يدرّج لفَّافَته أمام خيمته
أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف ولكنني أحب الرصيف أكثر،
أحب الغابات والمروج اللانهائية ولكنني أحب الخريف أكثر،
أحب الشهيق والزفير ورياضة الصباح
ولكنني أحب السعال والدخان أكثر".

ندم الكتابة

ويعترف الماغوط في برنامج روافد الذي بثته "العربية" أنه لم يندم قط على أي كلمة كتبها، وأن أكثر اللحظات التي شعر بها في الندم في أيام الطفولة مثل أن سرقة "مشمش من البساتين..نسرق دجاج بالنهار.. نسرق دراجات لنركب عليها".
ويعترف كذلك الماغوط للإعلامي "أحمد علي الزين" بابتعاده عن جدلية النصر والهزيمة "القضية لا تكمن عندي في النصر أو الهزيمة، فأنا لا أجيد شيئا سوى الكتابة، أما نتائج المعركة فلست أهتم لها.. لست رجل خطط، ولا اعرف كيف أخطط لشيء ولذلك كنت أفشل عسكري".
ويرى الماغوط أن الكتابة الساخر هي "ذروة الألم" وأن الإنسان الذي يكون جديا على طول الخط هو بالضرورة " إنسان مريض".
"طفولتي بعيدة..
وكهولتي بعيدة..
وطني بعيد.. ومنفاي بعيد..
أيها السائح أعطني منظارك المقرِّب
علَّني ألمح يداً أو محرمةً في هذا الكون تُوْمِئُ إليَّ
صوِّرني وأنا أبكي وأنا أقعي بأسمالي أمام عتبة الفندق
وأكتب على قفا الصورة هذا شاعرٌ من الشرق".

عاشق القضايا الخاسرة

في شبابه ذهب الماغوط إلى دمشق لدراسة الزراعة ولكن انسحب من هذا الاختصاص رغم تفوقه??? مؤكدا أن اختصاصه هو"الحشرات البشرية" وليس الحشرات الزراعية، وفي هذا الصدد يقول "كان عندي إحساس بأن هناك ثمة غلط تاريخي ينبغي إصلاحه بين البشر ولذلك أنا مع القضايا الخاسرة حتى الموت".
وعند ولوجه سجن المزة بدمشق عام 1955 على خلفية انتمائه السياسي لم يجد الماغوط سوى لفائف السجائر ليكتب عليها مذكراته، واخرجها معه داخل ملابسه الداخلية بعد قبل أن يذهب إلى بيروت؟، حيث وجد نفسه وحيدا وغريبا، كما تقول زوجته الشاعرة الراحلة، وعندما قدمه أدونيس في إحدى اجتماعات مجلة شعر المكتظة بالوافدين، وقرأ له بعض نتاجه الجديد الغريب بصوت رخيم دون أن يُعلن عن اسمه، وترك المستمعين يتخبطون من هذا؟ هل هذا الشعر لبودلير أم لرامبو، ولكن أدونيس لم يلبث أن أشار إلى شاب مجهول غير أنيق أشعث الشعر وقال: والشاعر. لاشك أن تلك المفاجأة قد أدهشتهم، وانقلب فضولهم إلى تمتمات خفيفة. أما هو كنت أراقبه بصمت والكلام لزوجته، فقد ارتبك واشتد لمعان عينيه بلغة هذه التفاصيل، وفي هذا الضوء الشخصي نقرأ غربة محمد الماغوط، ومع الأيام لم يخرج من عزلته بل غيّر موقعها من عزلة الغريب إلى عزلة الرافض.
" المرأة التي أحلم بها
لا تأكل ولا تشرب ولا تنام
إنها ترتعش فقط
ترتمي بين ذراعيّ وتستقيم
كسيف في آخر اهتزازه".




المحامي
احمد الحسن
سلمية

محمد الماغوط، بكى نزار قباني ذات مرة على كتفيه



أجرى الحوار: يوسف كركوتي

واحد من أهم الأصوات الشعرية العربية في خمسينات وستينات القرن الماضي، وبقي لما يقارب الخمسين عاماً من أكثر الشعراء العرب غزارة وتنوعاً في الإنتاج، فبالإضافة إلى الشعر كتب للمسرح والسينما، ولا تقل كتاباته النثرية أهمية عن كتاباته الشعرية، وبقي طوال حياته كاتباً وشاعراً إشكالياً ومتمرداً، وحاد المزاج في رؤياه السياسية، ولاذعاً في نقده للأنظمة العربية الشمولية، حصل على العديد من الجوائز العربية كان آخرها جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية.

الماغوط خص جريدة "الخليج" بهذا الحوار وفتح قلبه التعب لها بعد أن لزم الصمت لسنوات عديدة أمام وسائل الإعلام المختلفة، استقبلني في منزله وهو في حالة صحية صعبة، كان خلال حديثه المتقطع بعبارات كنت ألمّها بصعوبة يجلس تارة ثم يعود إلى الاستلقاء ثم ينحني حائباً وكأنه يبحث عن جلسة تهدأ فيها أوجاعه، وهكذا كانت حركته تتبعثر وترتجف يداه، كما كانت ترتجف "سيجارته" التي لم تفارقه طيلة حياته، وصوته المتهدج الذي كان يبحث أيضاً عن وتر أو نغم تسكن فيه حروفه الضائعة، هنا نص الحوار معه:

* نادراً ما ذكرت الشرطي في قصائدك لكنه يبقى بطلها بامتياز، هل ما زال الشرطي يقف سداً بين روحك والانطلاق بعيداً؟ وهل ما زال يقف خلف الباب، أم أصبح ساكناً لروح الإنسان الشرقي المستلب؟

- نعم ما زال يقف ولن يزول أبداً، والشرطي كما أراه ليس شرطاً أن يكون ذلك الرجل الذي يرتدي ثياب الشرطة، ربما يكون أي شيء، جمعية أو شيخاً، ما عدا المتعارف عليه بلباسه المعهود.

الشرطي لم يكن سداً بل كان حافزاً على الإبداع، فالشرطي الآن هو أمام الباب وخلفه وعلى يمينه ويساره حر في كل مكان، فأنا أستخدم الشرطي في إبداعاتي، وإنني على استعداد لاستخدام أي شيء آخر في الإبداع من أجل الإنسان والحرية، فأنا لا أحب الخمول بل أحب الصراع، ولكن النجوم عندنا ليست حرة طالما هي مراقبة من الأجهزة الأمريكية.

* جرى مؤخراً سجال ملفت حول نتاجكم الأخير، فالبعض رأى فيها تكراراً للذات وغير ذلك، هل الشاعر نتاج للمعاناة أم المعاناة حالة ملازمة للشاعر الحقيقي بحكم حساسيته المفرطة بغض النظر عن المعاناة المباشرة واستمرارها؟

- أنا لا أفسر، ولا أشرح. أنا من أكثر الكتّاب العرب صدقاً وبساطة، وأصل إلى الناس بسهولة عن طريق الشعر، وإن لم يكن عن هذا الطريق فليكن عن طريق المسرح أو التلفزيون أو الإذاعة وهكذا.
إن دروبي عديدة للوصول إلى القارئ لأنني أعلم أن محمد الماغوط من أكثر الكتّاب الذي يقرأ له الناس، فالعالم العربي كله قرأ كتابي "سأخون وطني" وكان من أكثر الكتب قراءة في فلسطين والسجون "الإسرائيلية"، والعديد من المناضلين والمجاهدين، وكان أبرزهم المناضل الراحل الشيخ أحمد ياسين الأب الروحي لحركة حماس الذي كان حريصاً على متابعة كل أعمالي ونتاجاتي. مع كل ذلك لو أنكرني الجميع، سأظل كما أنا ولن أغير أو أبدل كلمة واحدة أو أعدل في أسلوبي.

* هل حقاً أن ما كتبته في البدايات كان تعبيراً عن حالة نفسية نتيجة ظروف اجتماعية وسياسية تأثرت بها وأثرت بها في آن في وقت كانت فيه كل الجماهير العربية تتطلع إلى صوت جريء يجعل من الديمقراطية والحرية عنواناً لإبداعه؟

- لقد كنت ضد منطق الغوغاء منذ صغري، والهزائم التي لحقت بالأمة العربية على جميع الصعد تثبت هذا، كان حلمي الوحيد أن أتزوج ابنة عمي أو ابنة خالتي أو جارتي لنعيش بأمان، لكن الظروف كلها كانت ضدي وضد رغبتي إلى أن وصلت بي الحال إلى السجون والقهر والجوع والتشرد، لقد أصبح الحزن قدري وتحول كأي مهنة تلازمني كل دقيقة.

* لماذا أنت حزين إلى هذه الدرجة؟

- في أوائل الخمسينات وعندما كنت داخل مقهى "الهافانا" بدمشق وهو ملتقى الكتاب والشعراء آنذاك دخل سعيد الجزائري رئيس تحرير مجلة "النقاد"، وكان برفقته الشاعر نزار قباني الذي كان يرغب بالتعرف إلي، فاقترب مني الجزائري وقال موجهاً كلامه إلى الشاعر قباني هذا هو محمد الماغوط - فوجه لي التحية وقال لي بالحرف الواحد: "أنت شاعر كبير وستبقى كبيراً ولن تنتهي"، وقد بكى على كتفي ذات يوم، وقال: "أنت أصدقنا وأبرأنا".

* الشعر ليس مجرد رسالة حب أو "مانشيت" سياسي بل هو رؤية للحياة، وفي شعركم ألاحظ بأنكم عكستم في كثير من الأحيان رؤية تجمع بين عبثية الموت والحياة وتجعلهما متساويتين في حالة الاستلاب التي تعيشها مجتمعاتنا حتى لتكاد بعض قصائدكم تصور الأمر مجرد لعبة؟

- ليس عندي أي شيء في الحياة لعبة وأنا لم ألعب بالحياة ولم أعبث بها وما من صدفة في الحياة حتى اسم صدفة في فيلم الحدود كان مدروساً، ولكن فليكن في علمك أن هناك فرقاً بين الارتزاق والافتعال والصدق.

هل يمكن اعتبار العبثية موقفاً قائماً بحد ذاته؟
ممكن للبعض ولكن بالنسبة لي، لا. أن الحياة بقدر ما هي ساخرة هي جادة. وعلى كل حال لكل إنسان قدره.

*في لحظات الانكسار التي تمر بها الأمة العربية وحالة الخراب الذي بدأ يعصف ببلادنا أرضاً وإنساناً. من أين يستمد الشاعر قوة الإرادة للاستمرار في الكتابة؟

- من الصدق والمثابرة شرط أن يكون الشاعر نظيف اليد والعقل والعاطفة. وما من شيء رخيص في هذه الحياة حتى حبة البذار ثمنها باهظ في بعض الأحيان.

* بعودة المنطقة العربية إلى المربع الأول من احتلالات مباشرة وسيطرة وهيمنة وتسلط من الدوائر الغربية. هل سنرى عودة الشعر إلى المربع الأول في حقبة الاستقلال حيث المباشرة والحماس؟

- الشعر دائماً في المرتبة الأولى ولن يتراجع أبداً وهو الأول والأخير إن كان مربعاً أو مستطيلاً.

* يأخذ البعض على الشعر العربي الحديث بأنه يعطي الأولوية للمضمون على حساب التقنية. ما قولكم في هذا؟

- في الشعر الجيد المضمون والتقنية أخوة، ثم ليس هناك "شعر ولا شعر" فأنا ضد التصنيفات.

* كرست كل كتاباتك للحرية، بعد هذا العمر هل بت تمتلكها؟

- نعم أمتلكها إلى حد ما طالما أكتب ما أريد وأحلم كما أريد، طبعاً هناك ثمن باهظ وقد دفعته بكل نبل وإخلاص. ثم باختصار، أنا مع القضايا الخاسرة حتى الموت كما أشار إنعام الجندي في إحدى مقالاته النقدية.

* دمشق لم تغب يوماً عن إبداعك، ولكن بعد استقرارك فيها بعد طول ترحال، فهل ما زلت تحمل ذات الألق لقصيدتك؟

- دمشق ملهمتي في الكتابة فعلاً حتى ابنتي اسمها شام، لكن دمشق التي أعطيتها صدري أربعين عاماً لا أجرؤ أن أعطيها ظهري ثانية واحدة.

* كيف للمبدع أن يشتغل بالسياسة دون أن يؤثر ذلك في مساحة الحرية التي يحتاجها من أجل مواصلة إبداعه؟

- أنا لا أعمل بالسياسة المباشرة ولا أتعاطى معها، نحن كلنا ضحايا الضجر الأمريكي.

* ما آخر أعمالك؟

- لي أعمال جديدة ستصدر قريباً وهي بعنوان "البدوي الأحمر" وهي عبارة عن نصوص جديدة تتناول كل شيء.

وصدر لي مؤخراً مجموعة بعنوان "شرق عدن غرب الله" تتناول كثيراً من القضايا العربية. وآخر عمل مسرحي لي هو "قيام، جلوس، سكوت". وأول عمل لي هو مسرحية "المهرج" وكان عمري نحو 34 سنة.

* لقد فزت بجائزة العويس للشعر. كيف وجدت ذلك؟

- إن فوزي بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر كان مثابة تكريم لي. وهي أدخلت السعادة في قلبي، وإن هذا الفوز هو فخر لي وللثقافة العربية، وهي دليل قاطع بأن هناك أناساً ما زالوا يهتمون بالكلمة الحلوة.

كما حصلت على جوائز أخرى مثل جائزة "سعيد عقل" وجائزة "النهار" لقصيدة النثر وجائزة "احتضار" 1958.

الخليج- الشارقة
26- فبراير- 2006

المحامي
احمد الحسن
سلمية







رد مع اقتباس
قديم 10-04-2006, 09:22 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المحامي ياسر محرز
عضو مساهم نشيط

الصورة الرمزية المحامي ياسر محرز

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي ياسر محرز غير متواجد حالياً


افتراضي

تعازينا القلبية لك يا زميل أحمد الحسن بوفاة الشاعر الكبير محمد الماغوط وشكرا لنشرك تلك القصيدة ومبروك للرفيق نوالله الماغوط قريب فقيدنا الكبيرمنصب عضو قيادة فرع الحزب في طرطوس







التوقيع

المحامي ياسر محرز
مواليد 1/5/1970 درس الحقوق
•إجازة في الحقوق جامعة دمشق 19 تشرين الثاني 2001
•إجازة في المحاماة بقرار مجلس فرع نقابة المحامين رقم116 /12أيار 2004
•عضو إتحاد المحامين الدولي موقع الإتحاد على شبكة الأنترنت www.uianet.org
•عضو محكّم في المركز السوري للتحكيم التجاري المحلي والدولي
. عضو محكم في مركز أرادوس للتحكيم التجاري المحلي والدولي
•عضو لجنة المعلوماتيه في فرع نقابة المحامين في طرطوس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحية من القلب موضوع يلامس الوجدان العربي المحامي يعرب حسن سوريا يا حبيبتي 1 09-07-2011 06:33 PM
تحية الحق والعروبة .. المحامي علي عبد الله سوريا يا حبيبتي 1 10-04-2011 09:23 PM
أدبيات المحاماة المحامي بسام محتسب بالله أدبيات وقوانين مهنة المحاماة 1 20-11-2009 10:55 AM
حول..."مبدا المشروعية"... jawad أبحاث في القانون الجنائي 0 26-05-2008 09:13 PM
تحذير نقابة المحامين تنوي طرد بعض أعضائها بحجة الفساد abdoullahali أخبار نقابية 1 15-11-2005 10:57 PM


الساعة الآن 10:14 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع