دور الفساد في تدمير البلاد

[المحامي فوزي هايل عريج]

دور الفساد في دمار البلاد

أن ظاهرة الفساد الإداري والمالي من رشوة ومحسوبية واستغلال للسلطة ، أصبحت معضلة كبرى تقض مضجع كل مواطن شريف على امتداد هذا الوطن بعد أن تغلغلت واستشرت في أوصال الكثير من الأنظمة والحكومات العربية أن لم نقل جميعها وضربت أطنابها في العمق .
حيث انتشر الفساد على يد قلة من الناس الفاسدة ذممهم وضمائرهم والمنهارة قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم فغلّبوا شهواتهم الرخيصة الدنيئة على مصلحة أوطانهم ومصلحة إخوة لهم في المواطنة ، فأعماهم حب المال والجاه و السلطة ، وسوّلت لهم نفوسهم الضعيفة الدنيئة استغلال المناصب والوظائف التي كلفوا بها لمآربهم الشخصية والعائلية العشائرية والاستيلاء على منافع وأموال ليس لهم فيها أي حق مستغلين سلطانهم ونفوذهم لتحقيق تلك المنافع الخاصة لهم ولأقربائهم ومواليهم وكل من يسبح بحمدهم صباح مساء .
فأضحت الصورة قاتمة و مظلمة ، وغدت قضية الفساد ظاهرة علنية في الوطن العربي تهدد كيانه وأمنه وأصبح الثراء الفاحش المجهول مصدره لبعض المسئولين والمتنفذين في أجهزة الدولة واضحاً للعيان ، وقصورهم واستثماراتهم وسياراتهم المظللة الفارهة تبرز أوجه الفساد ، وان كل ما نسمعه ونقرأه في إعلام الوطن العربي على مختلف أشكاله وألوانه عن القوانين و ألأنظمة التي سنت للتصدي للفاسدين والمفسدين تم الاحتيال عليها بأساليب وطرق تفوق براعة صياغتها وتنظيمها وأصبحت لا تساوي قيمة الورق المكتوبة عليه .
إني أعلم تمام العلم أن عملية التصدي لمحاربة الفساد مهمة كبيرة وكبيرة جداً وترهق كاهل الدولة وبالتالي فهي تحتاج إلى تضافر كافة الجهود الصادقة و المؤمنة بأن الوطن للجميع هوائه ومائه وخيراته .
ومن المؤلم ذكره هنا هو أن إحدى الدراسات الحديثة أوضحت إن الأموال التي هدرت بالفساد وغيره على مستوى الوطن العربي خلال عام واحد قد بلغت 15بليون دولار وعلى مستوى العالم بين 20 - 40 بليون دولار وبينت الدراسة أن الأموال التي تهدر في مجال الفساد تكفي لانتشال بليون شخص من خط الفقر على مستوى العالم .
فالوظيفة أمانة كبيرة كما هو الوطن ، والمنصب تكليف لا تشريف ومن كلف بها إنما كلف لخدمة الوطن والمواطنين على اختلاف درجاتهم وألوانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم السياسية دون تمييز أو محسوبية ، و يكفي أنهم شركاء في تراب وهواء الوطن ويتحملون كل أنواع وإشكال الضرائب والرسوم العادلة والغير عادلة ، وعلى كاهلهم يقع العبء الأكبر في حماية الوطن والذود عن حياضه ليبقَ حراً عزيزاً مكرماً .
ولكن للأسف الشديد فقد تفشت الرشوة وانتشرت المحسوبية وعم الفساد واستغل كثير من أصحاب النفوذ نفوذهم لا يفرّقون بين حلال وحرام، وأصبحوا هم أصحاب السطوة والكلمة ، فيساعدون من لا يستحق ويحرمون المستحق ويساندون القوي ضد الضعيف لأنهم باختصار ضمنوا غياب الرقابة والمحاسبة وأمنوا من العقاب ومن يضمن ذلك يفعل ما يحلو له وأكثر .
قال حكيم : على الإنسان أن يحافظ دوماً على شرفه حينما يموت جوعاً أو حينما يغرقونه بالذهب .
وقال عمرو ابن العاص : لا سلطان إلا برجال ولا رجال إلا بمال ولا مال إلا بعمارة ولا عمارة إلا بالعدل .
فعماد الأوطان واسها العدل والمساواة في ظل منظومة القيم والأخلاق السوية .
فقد كان سلفنا الصالح يعي تماماً خطورة واثر الفساد المتمثل في أكل المال الحرام على الدولة والمجتمع ، فكانوا إذا ما دعي احدهم لتولي وظيفة أو منصب رفيع في الدولة كالقضاء وغيره يسارعون للاعتذار عنها والرفض بشدة لعظم الأمانة والمسؤولية وخشية الوقوع في الغلط وإغضاب وجه الله تعالى .
فأين نحن اليوم من هذا !
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .....
وبرأي المتواضع : إن معظم من وضعتهم الظروف في وظائف ومناصب حساسة لا يمكنهم استغلال نفوذهم الوظيفي لو كان هناك قوانين صارمة تلزمهم في الإقرار عن كل الثروات والممتلكات العائدة لهم ولمن في ولايتهم من زوجات وأبناء وبنات قبل تسلمهم الوظيفة أو المنصب وتسألهم وتحاسبهم بشدة عما ارتكبت أياديهم من فساد بعد ذلك .
و اقسم انه لو طبق ذلك لاعتذر الكثير منهم عن تولي الوظائف والمناصب لأن القانون واضح وصارم وهو لهم ولأمثالهم بالمرصاد.
فمن يجرأ بعد ذلك على العبث والمساس بالوطن ومقدراته
المحامي / فوزي هايل عريج

[المحامي يوسف قدورة]

صدقت أستاذ فوزي ..........

و إذا أردنا تشبيه الفساد ببلدنا فإنه أشبه ما يكون بشجيرة ضارة بدأت صغيرة هشة ...............

هذه الشجيرة وجدت تربة خصبة ومناخ مناسب و سقاية قوية على مدار الساعة ...

أي أنها وجدت كل دعم وعناية ورعاية بدلاً من أن تخلع بسهولة لضعفها آنذاك .......

وعلى مدى سنوات قويت هذه الشجرة وترعرعت وضربت جذوراً قوية عميقة وطالت أغصانها عنان السماء ........

الآن استيقظنا فجأة لنجتث هذه الشجرة ....... وقد كنا نرعاها لسنوات طويلة ....

كيف وقد وصلت إلى ما وصلت إليه ......

حكاية بتحيّر ..........

[المحامية ديمة حمو سندس]

الندم لا يفيد.. تعالوا يدآ بيد نحارب الفساد قدر الإمكان..تعالوا نجتث أولآ الفساد من داخلنا.. لنغير ثقافتنا من ثقافة الفساد لثقافة إبدأ من نفسك..تعالوا نبدأ من أنفسنا..نحن كمحامين وكموظفين وكقضاة وكبائعين وكموزعين للمازوت والغاز وكأطباء..نحن كأب وكأم مسؤولين عن جيل وأجيال.. تعالوا نبدأ معآ يدآ بيد من أنفسنا ومن أسرتنا ومن حينا.. أدرك أن الأمر ليس إطلاقآ غاية بالسهولة..ولكن أن تشعل شمعة خيرآ من أن تلعن الظلام.. ورحلة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة..
حين نبدأ تلك الخطوة سنصل.. صدقوني فالخير فينا ما يزال ولن يزال وإن كان الفساد باطلآ.. فإن للباطل ساعة أما الحق فيبقى حتى قيام الساعة...

[المحامي باسل العلي]

من وجهة نظري : ان إحدى طرق محاربة الفساد تكمن في ادخال مادة في المناهج الدراسية تحض على محاربة الفساد وتبين مفاسده ودنائته من ناحية تربوية واخلاقية ووطنية ولا مانع من استثمار التربية الدينية في هذه المجال ... يجب ان نربي اولادنا على ان المرتشي محتقر في المجتمع وفعله منبوذ ومثير للاشمئزاز ... ومع الايام سنصل الى مجتمع نظيف من الفساد والمفسدين

[waliaman]

[B][FONT="Arial"]،و الله يا أستاذ لا فض فوك لقد إستخدمت هذه المشابه بدقة متناهية وقد عكست الواقع الذي نعيشه ،إضافة الى أسباب أخرى . و النفس الإنسانبه فيها شوائب تغري و تحرض الطمع لكن بالتربيه نستطيع التغلب عليها ، كما أن إحقاق الحق و إقامة العدل يساعد الى حد بعيد ، لكن المراقبه و المحاسبه هي المهم في وقتنا الحاضر ، حيث هما الأداة اللازمه و لا غنى عنها في سبيل الإصلاح. لا حول ولا قوة إلاب الله .

[أكرم منصورة]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحامي باسل العلي     من وجهة نظري : ان إحدى طرق محاربة الفساد تكمن في ادخال مادة في المناهج الدراسية تحض على محاربة الفساد وتبين مفاسده ودنائته من ناحية تربوية واخلاقية ووطنية ولا مانع من استثمار التربية الدينية في هذه المجال ... يجب ان نربي اولادنا على ان المرتشي محتقر في المجتمع وفعله منبوذ ومثير للاشمئزاز ... ومع الايام سنصل الى مجتمع نظيف من الفساد والمفسدين

تحياتي زميل باسل
فقط أردت أن أبدي إعجابي وتأييدي الكامل للفكرة التي طرحتها.. لأنها فكرة عملية
كل الود لك ولهذا المنتدى الجميل
المحامي أكرم حسن ( منصورة)

[المحامي باسل]

السادة الزملاء.....
الفساد .....انني أرى الفساد أينما ذهبت ،حتى في مثل هذه الظروف التي نمر فيها تخيلو بان تستغل حاجة الشعب الى مادة المازوت لتبدأ عمليات السمسرة والمحسوبيات .
فمثلاً في طرطوس : أعطيت للفرق الحزبية مهمة الاشراف على توزيع هذه المادة ،وبعد مدة اسبوعين سحب منها هذا (التخويل) بسبب الواسطات والرشاوي والمحسوبيات ليعاد الى شركة سادكوب .
لا أدري ماذا أقول ..... حسبنا اله ونعم الوكيل .

[المحامي احمد ابو حمده]

الاستاذ فوزي المحترم
الف شكر لك لطرح الموضوع وشكرا لنبلك وحرصك
لدي اقتراح بخصوص الفساد وكيف يمكن اجتثاثه وبكل سهولة
الفكرة بسيطة تحتاج فقط لارادة
اذا كان الفساد متفشي فلديكم في سوريا العزيزة مشرعين وقانونين من الذين يفخر بهم الوطن العربي
فليشرع قانون لمكافحة الفساد وليكن له اي اسم وليطبق بحزم وصدقني خلال فترة ستزول كل مظاهر الفساد ان اعطي قضائكم النبيل فرصة تطبيق مثل هكذا قانون
مع محبتي ودعواتي لكم بغد دائما افضل

شكراً أستاذ فوزي على هذا الموضوع الهام والراهن , فالفساد في بلادنا ليس ظاهرة فقط , بل هو جائحة تحتاج لاستنفار وطني وأخلاقي وثقافي , للقضاء على حواضنه كافة و واخطر الحواضن هي الحاضنة السياسية ’ لأنها هي الأب الروحي لكل أشكال الفساد , تحتاج هذه الظاهرة لعلاج مديد ..

أشكرك أستاذ فوزي و واشكر السادة أصحاب المداخلات المفيدة .