كثر في الآونة الاخيرة الحديث عن حقوق الإنسان.. ومصادر تلك الحقوق..وباتت تلك الكلمات تشكل الهاجس الأكبر للعالم على مد واتساع الكرة الارضية..
وأني أعجب غاية العجب ان الناس للاسف تتجه أنظارهم لدول معينة على انها الراعي الاساسي لحقوق الانسان .. وينسون عن عمد او غفلة أن الراعي الاول في هذا العالم لحقوق الانسان هو منشئ تلك الحقوق ومبتديهاأنه الخالق وحده جل بعلاه..
هيئة الامم المتحدة التي عرفت حقوق الانسان ودافعت عنها لم تكن منذ اقدم العصور بل هي أنشئت بعيد الحرب العالمية الثانية حين اتفق العالم على كرتنا الارضية على الاستظلال بمظلة دولية واحدة يحتكم لها الجميع ليعيش الناس ضمن ضوابط واصول قد تشكل النظام العام العالمي..كل هذا عظيم وجيد جدآ..بل وانجاز هام للبشرية..
ولكن لكل شئ أصل.. وصدقوني مخطئ من يظن ان حقوق الانسان لابد ان تستورد من الخارج.. حقوق الانسان ولدت عندنا ونحن أسيادها .. حقوق الانسان لن تجد من ينظمها ويرعاها أحسن من ديننا الإسلامي الحنيف الذي نظم أصولها وضوابطها..والذي تولت به محكمة العدل الربانية مهمة الدفاع عن تلك الحقوق..
ديننا الحنيف دين وعقيدة ونظام حياة..
والله لن تجد نظامآ يدافع عن حقوق الانسان كالاسلام.. واني اعجب لحال المسلمين اليوم يتركون شرعة حقوق الانسان المكرسة بالقرآن الكريم ليلهثون وراء استيرادها من الخارج.. ديننا لم ينظم فقط حقوق الانسان بل امتد ليرعى حقوق الحيوان.. حين جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ ألف واربعمئة واثنين وثلاثين عامآ ليكون رحمة للعالمين ويرسي بالاسلام حقوق كل الخلائق أين كانت تلك الدول التي نركض الآن وراءها لنحصل على نسخ مشوهة لحقوق الانسان.. بطبعة غير متناهية الدقة.. كم وكم كثيرة هي أخطاؤها!!!!!
قرآننا الكريم وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أرست معالم المجتمع المدني الحديث ومعالم المجتمع الدولي الراقي..
قرآننا راعى حقوقك ونظمها كإنسان بغض النظر عن جنسك وطبقتك وعمرك ومذهبك عمومآ.. ثم جاء ليراعي حقوقك الخاصة كرجل أو امرأة طفل أو شاب أو شيخ فان,أبآ او امآ او زوجآ, كرس لك مفاهيم الحرب والسلم, ونظم لك بيعك وشراءك ومسكنك ومأكلك وشرابك وطبابتك وزواجك وحبك ومشاعرك الانسانية ووضع أسس الثواب والعقاب وكل ما له علاقة بك من كبير او صغير.. بل امتد لينظم حقوق الحيوان والنبات والبيئة..
وجعل الاسلام من قاض السماء صاحب العدالة الحقة الله جل جلاله القاضي الأمثل.. فويل لقاضي الارض من قاض السماء!!
فمحكمة العدل الربانية لن يفلت منها أحد في الدنيا نرى قصاص الخارجين عن قانونها وفي الآخرة نرى أيضآ قصاص الخارجين عنها.. دعونا يا اخوتي نعود لاصول ديننا الحنيف ونعمل النظر به مجددآ حتى نرفع شعارات حقوق الانسان منه ومنه وحده بدل ان نستوردها من الخارج.. لنكون نحن امثلة يخلدنا التاريخ في سجلاته .. نحن عظماء بديننا الاسلامي الحنيف حين تخلينا عنه تخلى الله عنا والله أقسم لكم لن يرفع الله تلك الفتن والمصائب إلا برجوعنا لله تعالوا نرسم حقوق الانسان بالقرآن فمن استنصر بغير الله ذل.. اول إية بقرآننا
\بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين\أي أن ديننا نظام كون للعالمين جميعآ لا للمسلمين فقط, وآخر آية بقرآننا\قل أعوذ برب الناس\ جميع الناس وليس المسلمين فقط..
تعالوا نتمسك بكتاب الله جل بعلاه ونعتصم بحبله ونعز أنفسنا به قبل أن يأتي يوم تتداعى علينا الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها...
وبالنهاية حين تطوى السماء كطي السجل.. وينادي الله تعالى الارض والسماء فتأتياه صاغرتين.. وحين تفنى الدول والمنظمات العالمية والدولية , ويموت الجميع بما فيهم ملك الموت وجميع الملائكة , عندها ينادي الله الواحد لمن الملك اليوم؟ فلا يكون ثمة مجيب, فيرد سبحانه على ذاته الالهية المعظمة(لله الواحد القهار)