المحامي سعيد كوزال
الإنسان هذا المخلوق الضعيف يتهاوى مثل أوراق الخريف ولا شيء منه يبقى إلا كلمة طيبة قالها وفعل خير أتاه واهم نقطة ضعف في الإنسان هي الغضب وليس من إنسان لا يغضب ولكن بقدر يختلف عن آخر، فهذا يغضب من أهل بيته وذاك يغضب من جاره وغيره يغضب من صديق يثقل عليه الكلام وكثير يشده الغضب من عدو يبيّت له الشر.
وما يغضبنا نحن المحامين الوقوف أمام كشك بيع الطوابع وكشك قطع الإيصالات المالية والوقوف في زحمة دائرة التنفيذ وأمام الأبواب المغلقة عند بعض السادة القضاة والوقوف للركوب في سيارات الأجرة إلى غير ذلك من محطات الوقوف التي تلازم حياتنا المهنية فنأسف لحالنا معها ويتملكنا الغضب منها ونرجع من عملنا منهكين من التعب متخمين بالغضب.
إن أشد ما يتعب الإنسان هو الغضب وأفضل ما يقي الإنسان من التعب هو الحلم والصبر، وتروي لنا سير الحكماء والفلاسفة أن امرأة الفيلسوف ( أفلاطون ) دخلت عليه ذات مرة وهو في محله بين الفلاسفة وقالت له أن يفض المجلس ويأتي للطعام، ولما تأخر في المجيء عادت لتصرخ به وبأعلى صوتها أن يأتي للطعام، ولما لم يصغ إليها حملت سطلا من الماء ودخلت عليه وأفرغته فوق رأسه، فتعجب الحاضرون واستغربوا فقال لهم ( أفلاطون ) لا تتعجبوا من هذا فإن امرأتي كالسماء تبرق وترعد ثم تهطل بالمطر !.
فأين نحن من حلم أفلاطون ؟.