صيام يوم عرفة ثوابه يعادل كل دقيقة بيوم تقريبا ولك الدليل

[سامورين]

قال النبي صلى الله عليه وسلم "صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" رواه مسلم.


وهذا الحديث الشريف بأعلى درجات الصحة في صحيح مسلم

وبعملية حسابية بسيطة :
صيام يوم عرفة يوم التاسع من ذي الحجة المقابل للخامس من شهر تشرين الثاني مدة الصيام بشكل تقريبي 12 ساعة وعشرة دقائق
12 ساعة نضربها بستين دقيقة لكل ساعة =720 دقيقة ونضيف عليها عشر دقائق لأن الصيام حوالي 12ساعة 10 دقائق يصبح المجموع 730 دقيقة ( صلاة الفجر في 4:29 والمغرب في 4:37 تقريبا )


والرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا [ان ثواب هذا اليوم هو تكفير لسنتين ( سنة قبله وسنة بعده ) ومجموع السنتين من حيث الايام 365+365=730 يوم



730 يوم تقابل 730 دقيقة صيام يوم عرفة يعني بصورة شيه تقريبية كل دقيقة صيام بثواب صيام يوم كامل عند الله تعالى

فهل لنا بعد هذا الفضل العظيم أن نفرط بهذا الفضل
هذا عدا الثواب الذي نحصل عليه من فضل الصوم واليك الدليل :



لقد شرف الله تعالى هذا اليوم وفضله بفضائل كثيرة نذكر منها:



أولا: أنه أفضل الأيام:
لحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الأيام يوم عرفة)) رواه ابن حبان.
وروى ابن حبان من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ)) وفي رواية: ((إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلائِكَتَهُ، فَيَقُولُ: يَا مَلائِكَتِي، اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي، قَدْ أَتَوْنِي شُعْثا غُبْرا ضَاحِينَ)).



ثانيا: أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
روى البخاري بسنده: قالت اليهود لعمر إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا فقال عمر :إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت وأين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت: نزلت يوم عرفة إنا والله بعرفة قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا" (المائدة3).
وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها، ولأن الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم عليه السلام، ونفى الشرك وأهله فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد.

وأمام إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة فلا تتم النعمة بدونها كما قال الله تعالى لنبيه "لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ" (الفتح2).

ثالثا: إنه يوم عيد:
فعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب" رواه أبو داود.




رابعا : أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار:
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء" قال ابن عبد البر وهو يدل على أنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران.



يها الصائم بشراك بتلك المنح الفياضة فاحتسبها يعظم أجرك .

(1) فاحتسب : تحصيل ثمرة التقوى

قال الله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [ [ البقرة : 183]

والله لو رزقتها ، فقد رزقت الخير كله ، فبُشراك بُشراك ، فانظر بما اختصهم حتى لا تدخر جهدًا في إصلاح صومك ، فهم مبشرون بكل خير قال تعالى : ] الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى [ [يونس : 63-64 ] .

(2) واحتسب : التخلص من آصار وتبعات ذنوب الماضي .

(3) وانوِ نية: التعرف على الله بأحد أسمائه ألا وهو اسم الله ] الصمد [

فالصمد هو الذي لا يحتاج إلى الطعام والشراب ، فالصائم يتقربُ إلى الله بأمر هو متعلق بصفة من صفاته التي اختص بها - سبحانه - نفسه .

(4) واحتسب : الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه .

فاسمع لهذا الشرف العظيم : قال رسول الله : قال الله عز وجل : ] كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإليَّ وأنا أجزي به [ [ رواه البخاري ]

(5) واحتسب : الاستشفاء من جميع الآفات التي تحول بينك وبين الله .

وعن أبي أمامة t قال : قلت : يا رسول الله مرني بعمل .قال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له
(6) واحتسب : الوقاية من آثار الفتن .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ] فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ [ متفق عليه ]

(7) واحتسب : النجاة من شدة الحساب .

تخيل مشهد الميزان ، حين توزن حسناتك ، حين لا يذكر أحدٌ أحدًا ، وأنت تجري بين كفتي الميزان ، وهما من الضخامة بحيث لا يتصور عقل ، قال : ] يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت [ [ رواه الحاكم صحيح الترغيب (3626) ]

(8) واحتسب : الحفظ والأمان من الوقوع في وحل المعاصي والحرمان .

قال : ] الصوم جنة من عذاب الله [ [رواه البيهقي وصححه الألباني (3866) في صحيح الجامع ]

(9) الحفظ من داء وخطر الشهوة

عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ] خصاء أمتي الصيام [

(3228) في صحيح الجامع ]


(10) واحتسب : الابتعاد عن النَّار

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ] من صام يومًا في سبيل الله : جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض [

(11) طلب لسبب من أسباب الشفاعة يوم القيامة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب إني منعته الطعام والشراب فشفعني فيه ، ويقول القرآن : أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان [ [ رواه أحمد والطبراني في الكبير (984) في صحيح الترغيب ]

(12) طرق سبيل من أعظم السبل للجنة وإجابة نداء الريان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ] من ختم له بصيام يوم دخل الجنة [ صحيح الجامع (6224)


(13) دفع مهر الحور العين

فمهور الحور : طول التهجد وكثرة الصيام .

(14) سبب للهداية .

قال : ] إنَّ الله وملائكته يصلون على المتسحرين [ [ رواه ابن حبان والطبراني في الأوسط وحسنه الألباني (1844) في صحيح الجامع ]

(15) زيادة الرصيد الإيماني

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة [ [ رواه الإمام أحمد والطبراني (3868) في صحيح الجامع ]
فقد قصر النَّهار ، فسهل الصيام من غير مشقة ، فهذه فرصة سانحة لتحصيل الغنائم الإيمانية ، وزيادة الرصيد الإيماني ، وأنت – حبيبي في الله – في أمسِّ الحاجة لهذا الرصيد .

(16) التطيب بما هو أطيب عند الرحمن .

في حديث الكلمات الخمس التي أمر بها نبي الله يحيى أن يبلغها لبني إسرائيل : ] وأمركم بالصيام ، ومثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك ، وإنَّ خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك [ [رواه الترمذي وقال : حسن صحيح ]

(17) التحلي بشعار الأبرار .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ] جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار ، يقومون الليل ، ويصومون النهار ، ليسوا بأئمة ولا فجَّار [في صحيح الجامع (3097)]

(18) إبهاج القلوب الحزينة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] و للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره و إذا لقي ربه فرح بصومه [ [ متفق عليه ]

(19) شكر الله على نعمه

قال العز بن عبد السلام : " إذا صام عرف نعمة الله عليه في الشبع والري ، فشكرها لذلك ، فإنَّ النعم لا تعرف مقدارها إلا بفقدها "

(20) التحفيز على فعل الطاعات وترك المنكرات

لأنَّ الصيام يُذكر بجوع أهل النَّار وظمأهم ، فيحثه ذلك على تكثير الطاعات

(22) علاج قسوة القلب .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير [ قيل : أي في الرقة .

(23) قضاء الحوائج .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ] ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم و دعوة المظلوم و دعوة المسافر


لا تنسوا تذكير الناس من الاصدقاء والمعارف والاهل والجيران بصيام هذا اليوم فالدال على الخير كفاعله

لا شك بأن صيام يوم عرفة له ذلك الثواب الكبير لكن دعونا لا ننس بأن الصيام ليس فقط الإمتناع عن الشرب و الأكل ومن ثم انتظار موعد الإفطار إنما الصيام عبادة خالصة لوجهه الكريم و يجب أن يكون الصائم شأنه شأن الصائم الحقيقي في رمضان :
لا يغتب و لا يؤذ أحدا و يتسامح و يساعد أخاه المسلم و يكظم غيظه و غضبه و لا يتفوه بكلمات نابية حتى لو كان مازحا ؛ و يكثر من قراءة القرآن ................ تماما كما لو أنه في شهر رمضان .
المشكلة في العصر الذي نعيشه أن بعض الصائمين نسوا أو تناسوا معنى الصيام الحقيقي و اقتصروا على مفهوم الإمتناع عن الأكل و الشرب فقط ثم إملاء البطن بما لذ و طاب و............ فقط !

[سامورين]

شرع الله تبارك وتعالى الصيام لتهذيب الأخلاق ولضبط السلوك ولِكَفِّ اللسان عن الحرام، وأيُّمَا عبد صام نهار رمضان أو أي يوم كان أو قام ليله، وأخلاقه كما هي، وسلوكه كما هو، ولسانه كما هو، فهذا وأمثاله ما صام وما صلى، ولو زعم أنه تعب وسهر، وعطش وجاع!

فالصيام ليس حرمانًا من الطعام والشراب والشهوة فحسب، وإنما هو تهذيبٌ لأخلاقنا، وضبطٌ لسلوكنا، وكفٌّ للساننا، ولقد أطلق النبي صلى الله عليه وسلم حكمًا بعدم فائدة صيامه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ] رواه ابن ماجه صحيح.

وما من عبادةٍ شرعها اللهُ تعالى إلا من أجل أن تحقق هدفين اثنين:

1. هدف إيماني بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى

2. هدف تربوي بين العبد وبين الناس

ولا يمكن لهذه العبادة أو تلك أن تقبل إلا بإتقان العبد لهذين الهدفين الذين من أجلهما شرعت هذه العبادة أو تلك