الحــــب
كنت أمشي في طريقٍ لا مشمسٍ و لا مقمر، لا حارٍ و لا بارد....
ليس سهلاً و لا وعراً، لا طلوع فيه و لا نزول.. أمشي أتجاوز حجرة هناك أو أدور حول صخرةٍ هنا..
لم أدري كم كان سهلاً و لا ظننت أنه يسير، إلى أن سقطت في حفرةٍ ما ظننتُ لها قرار..
و لكنه كان لها قاعاً عميقاً موحلاً.. شديد العمق و الظلمة..
و ليس بغير توفيق من الله عثرت على سلمٍ صعدت به إلى طريقي من جديد.. لكنه كان حاراً مشمساً وعراً و شديد الصعوبة، و ما زاد صعوبة المشي فيه آثار الطين السميكة على قدميّ و ملابسي، تثقلني.. ترهقني.. و الشمس تزداد حدةً بلا غروب أو انحدار.
ظننت أنه عقاب لغفلتي و عمى بصيرتي.. لكن الشمس جففت الطين.. و ما زال يتساقط عني.. وحده أو بيديّ من حين إلى حين حتى لم يبقَ منه إلا اليسير اليسير و كلما تساقط كلما شعرت بالخفة و السعادة، بالراحة و السكينة، كلما أحسست بالراحة و الحبور..
بدأت الأعشاب بالحلول محل الحجارة، و الغيوم تخفي الشمس حاجبةً عني حرارتها تاركةً لي نورها يملئ قلبي و وجداني... و فكرت.
فكرت بك ربي.. ما أرحمك يا الله ما أرحمك.. اللهم أرزقني من حكمتك.. اللهم أرزقني من حكمتك، ما أحسست بقيمة شيءٍ في طريقي و ما أسعدتني الأشجار و الأعشاب إلا بعد الحجارة و الأخشاب.. ما عرفت قيمة الغيوم إلا بعد حروق الشمس.. رباه ما أرحمك.
يا إلهي كم أنت رحيم.. حليم.. غفور.. صبور.. كريم..
كم كنت كريماً معي لطيفاً خبيراً عليماً بذات الصدور.. ربااااه
يا الله لك الحمد.. ذاقت نفسي حبك قبل أن تذيقها الموت فلك الحمد..
ملئ قلبي إيماني بك و بعظمتك و إلوهيتك فاغتنيت لا أبغي من حولي شيئا ً و لا أرى و لا أبصر إلا رغبتي برضاك عني..
يا الله أرحمني و أغفر لي و أجعلني من عبادك المقربين الصالحين..
يا رب أهدني إلى ما تحب و ترضى و أبعدني عما لا تحب و لا ترضى..
يا رب إن لم تهدني فيالي من الخاسرين..
يا رب يا كريم يا رحيم يا غفور...
اجعل قلبي عامراً بالإيمان بك..
نوّر بصيرتي بالإيمان بك..
قوّم حياتي بالإيمان بك..
يا رب إني أحبك حباً لم أعرفه قبلاً و لا أعرف بعده شيء..
اللهم إني نذرت لك نفسي و ما تقدره و تحمله و ما تفعله و ما تنويه و ما تريده و ما تسعى إليه..
اللهم اقبلني.. اللهم اقبلني..