عندما يبدأ المحامي حياته المهنية ويبدأ بالتوكل شخصيا عن عدد من الموكلين تكون الفرحة غامرة فهاهي بداية الانطلاق نحو العمل الشخصي .وهذا ما حصل معي شخصيا وبدعوى شخصية "لوالدي واخيه"حيث توكلت بالدعوى في بداية عام 2010 والدعوى عبارة عن تخمين لمحل تجاري في دمشق وبدات اعمل بكل طاقتي حيث احضرت مندوب الوكالات الى المنزل "طبعا حرصا على راحة الموكل " والمستاجرين كانوا ثلاثة ,حضر المدعى عليه الجلسة الاولى عن نفسه ووكيلا عن البقية ,حتى انه لم يوكل احد من الزملاء المحامين ,فقلت في نفسي صارت الدعوى اسهل وحُدِد موعد للكشف والخبرة وطبعا تكلمت مع السادة الخبراء ومتل العادة "تكرم عينك استاذة "وبعد الانتهاء من الكشف قدم السادة لخبراء خبرتهم على الضبط مباشرة وهنا كانت الصفعة الكبرى لي حيث كان العقار مقدر قبل 5 سنوات ب850,000 أما حضرات الخبراء فقدروه ب 600,000 حينها وقفت صامتة من هول ما سمعت لم اكن ادري وقتها الى اين ساذهب "الى المنزل لاخبروالدي ؟ كان الموقف صعب جدا .
المهم طلبت من الاستاذ بدر نيساني اعادة الخبرة وكان قد تفاجا ايضا بان الاجرة بدلا من ان تزيد نقصت فاسعار العقارات بازدياد!!!
فاصدر قرار اعداديا بالاستيضاح من الخبراء وعن العوامل الى ادت الى نقص الاجرة وطبعا الاستيضاح كتب بليلة واحدة وقد زاد الطين بلة .
وبعد تشكيلات المحاكم اصبحت الاستاذة هنادي هي القاضي وطبعا فوجئت ايضا بما قرأت ,فاصدرت قرارا اعداديا باعادة الكشف والخبرة هنا احسست بان بصيصا من الامل قد عاد لي وطبعا اخترت خبيري استناداً لخبير المحكمة واختار الخصم خبيره
وجاء موعد الكشف فاعتذرت القاضية لاسباب صحية وتاجل لموعد اخر هو يوم الثلج !!!!ومع ذلك خرجنا وكان كشفي هو اخر كشف وانتظرت قرب العقار حوال الساعة والنصف حتى تجمدت قدامي وجاءت سيارة الخبراء وانتظرنا سيارة القاضي واذا بالهاتف الجوال يرن ويكلمني السائق "استاذة الغي الكشف " لان الكاتبة قد تزحلقت ووقعت واخذت الى المشفى ثم ينظر الى سائق سيارة الخبراء :استاذة حاسبينا بالاجرة !!!
حسبي الله ونعم الوكيل تاجل الموعد مجددا ً.والموعد الجديد الغي ايضا "لم يات الخبير حالة وفاة "
واخيرا "الرابعة ثابتة وليس الثالثة" تم الكشف واستمهل الخبراء على اعتبار ان هناك كشف سابق ووعدوني خيرا وان العقار سيقدر بأكثر مما كان عليه وقت قيد الدعوى ومضت الايام والشهور والجلسات ولم يعد التقرير الى ان جاء موعد الجلسة قبل غد واتصلت بخبير المحكمة وسالته عن الملف فقال لي بان التقرير قد كتبه خبيري الاستاذ .....واعطاه الملف ليوقع والملف موجود عنده لاكثر من شهر لا يدري ما يفعل به على اعتبار ان خبير الخصم يرفض التوقيع ايضا لانه لايريد للاجرة ان تزيد ثم اعطاني محاضرة على الهاتف باصول الخبرة ومعاتبا لم رفعت الدعوى ابتداءا واحسست بانه بدا من التنصل بوعوده السابقة بان لاجرة سوف تزيد وانه سيعمل ما بوسعه ,فما كان لي ان عاودت الاتصل بخبري الاستاذ ...
فاخبرني بان هناك تضامن وتعاطف ما بين خبير الخصم والمحكمة بعدم التوقيع على التقرير .
لم اعد ادري ماذا حصل للبشر ؟ هل المال يغير النفوس والقلوب فالحق بيّن والباطل بيّن
هل المبلغ الذي تقاضاه الخبيرين كبير جدا حتى انه اعمى بصيرتهم.
وهل حقوق الناس اصبحت بين اصابعهم بسهولة يديرونها وفق اهوائهم .
لا أقول الا حسبي الله ونعم الوكيل ": الله يجيب التقرير بالسلامة"
يتبع ...............