أول ما يلفت نظري وأنا أدخل قصر العدل بدمشق ورقة مكتوب عليها (ممنوع دخول معقبي المعاملات)
ولكن سيلفت نظرك عدم وجود الكثير من الموظفين خلف مكاتبهم
أين الموظف ؟؟؟يأتيك الجواب من زميله : موجود إنتظره سيعود
لكن أين الموظف ؟؟ صارحني أحد زملائه أنه في الدكان التي خلف المحكمة ...لكن ماذا يفعل
المشكلة في الموظفين المستشرفين ...إنهم لايتعاطون البزنيس في مكاتبهم بل هم كمكوك الحائك يتنقلون بزيارات من مكتب لمكتب ...طبعاً أصدقائهم كثر ولديهم تواصي كثيرة وما بيفشلو أحد بحكم متطلبات الصداقة
نعود لمعقبي المعاملات فهم كما يقول المثل( بيلقطوها على الطاير) وهذا حوار سمعته بين أحدهم وموظف....أنا لدي محل قرب المحكمة وبيجيني شغل كتير وحابب أتعامل معك ....الموظف: أنا جاهز بس لما تكون الشغلة عندي....المشكلة الموظف جديد وقاعدة علاقاته ضيقة
في أحد المحاكم أرى دائماً نفس الشخص يشهد على عقود زواج فقلت بحسن نية ربما أقاربه كثر وبيته قريب من المحكمة ولكن في آخر مرة شاهدته يصفي الحساب مع الموظف
في محكمة بالريف شاهدت معقب المعاملات يقف خلف طاولة الموظف المستشرف وكأنه من أهل البيت وأعز
أما المشكلة فهي أن أغلب الموظفين المستشرفين يظهرون علامات التقوى والصلاح حتى يخشى الجاهل من شدة انضباطهم لكن المفتاح مع معقب المعاملات
أما المحامي المتقيد بدستور المحاماة وأعراف المهنة وتقاليدها فما عليه إلا أن يتذكر قصة دنكيشوت الفارس في عصر النفاق فهو شبيه بعصرنا وربما في عصرنا أشد
وهنا يخطر ببالي أشقائنا العراقيين فهم صريحين أكثر منا..... أحد موكلي سألني لماذا لا يرد أحد القضاة الشرعيين السلام مع أن رد السلام واجب.....آخر سألني لماذا نصب عليه ونحن في رمضان
فقلت لهما عادي جداً وغريمك ربما كان لا يفوت صلاة ولا صيام ...أحد هم دخلته على أحد الموظفين ومعاملته كانت نظامية ووصيت الموظف به خيراً كونه غريب من العراق فضحك الموظف وقال ما بدها توصاي ....ولما خرج سألته هل مشاك فقال نعم وأخذ خمسئة ليرة