منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > المنتدى المفتوح > حوار مفتوح

حوار مفتوح إذا كان لديك موضوع ترى أهمية طرحه في منتدانا ولا يدخل ضمن الأقسام الأخرى فلا تردد بإرساله إلينا ولنناقشه بكل موضوعية وشفافية.

إضافة رد
المشاهدات 1976 التعليقات 0
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2011, 11:10 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المحامي متروك صيموعة
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي محاكمة المحكمة ..!

ودائماً .. كما لن تستطيع أن تهرب من ظلك , أو أن تخرج من جلدك , يسكنك هذا الـ لبنان , وتحاول التقصي عن سر البريق الذي يتمتع به هذا البلد الصغير , ولماذا تبهرك هذه الأهمية التي يحتلها والتي تكاد تضارع أهمية الدول العظمى , فالشأن اللبناني يحتل أعمدة الصحف وتضخ أخباره عشرات القنوات الفضائية على مدار الساعة وعبر سنوات طويلة , فرئيسه قضية .. ورئيس وزرائه قضية .. ورئيس مجلس نوابه قضية , ونوابه كذلك , ووزارته أيضاً .. كيف ؟ ولماذا ؟ أسئلة تطرحها على عقلك كل يوم دون أن تلقى عليها جواباً شافياً , تحاول أن تبسط المسألة , أن " تفكفك" مفرداتها , لكن الأمر يزداد تعقيداً وغموضاً .
تحاول إعادة صياغة وترتيب قراءاتك للشأن اللبناني , فتزداد الأمور تعقيداً في نظرك , ويدخل كل يوم معطى جديد يجبرك على إعادة ترتيب أفكارك وقناعاتك , ويعود بك المطاف إلى المربع الأول.
وربما يصح القول أن لبنان هذا بلد مفتاحي , هو مفتاح هذا الشرق ربما , هو بوابة هذه المنطقة , هو تعبير واضح متحرك عن محيط غامض راكد , وقد تجد نفسك بحاجة لترجمة كل ما يحدث في هذا البلد رغم وضوحه وشفافيته , فلربما تلبس الحقائق فيه العديد من الأقنعة , ويصعب عليك إعادة الكثير من المعادلات إلى القاسم المشترك الذي يحكم مفرداتها , ولعلك تلاقي الكثير من العناء , وأنت تربط الأسباب بالمسببات , وتحاول التمييز بين المقدمات والنتائج أو بين الأسباب والمحصلات , فكلها تنطوي على إشكالية ما , عليك أن تضع يدك على مفارقاتها ومفاصلها وحيثياتها
ولعلي هنا في معرض التعليق على موضوع اغتيال رفيق الحريري وتداعياته , وموضوع المحكمة الدولية التي تمخضت عن ذلك وملابسات عملها , ولكن قبل ذلك لا بد من بسط الملاحظات التالية قبل الدخول في صلب الموضوع عبر مجموعة من التساؤلات :
ــ لماذا اغتيل الحريري ؟ ومن اغتاله ؟ ولمصلحة من ؟ من هو المتضرر ؟ وبالتالي من هو المستفيد ؟ وما المطلوب من لبنان , ولماذا لبنان تحديداً ؟
سوف أقارب هذه التساؤلات عبر عرض سريع حول المناخ العام الذي يسم الواقع اللبناني , وذلك قبل الدخول على موضوع المحكمة والجوانب الفنية والقانونية فيها :
1 ــ دولة لبنان الكبير في الأصل اقتطعت لمصلحة المسيحيين في الشرق , ليكون ملاذاً لطائفة عريضة في هذا الشرق المتعصب , أرادته "الأم الحنون" كذلك في البدء , رغم أن مسيحيي الشرق , وفي لبنان تحديداً , كانوا منارة فكرية وثقافية , وشمعة في ليل تعصب ديني مديد , حكم هذا الشرق العربي لقرون طويلة , فكان المسيحيون رواد نهضة , ورافعة ثقافية , وعنصراً بناءً في كيان هذا الشرق ووجوده وثقافته .
2 ــ كانت الوضعية في لبنان , والديمقراطية الطوائفية التحاجزية التي تسم مكوناته وتربط علاقاته , تتيح قدراً من حرية التعبير والنشر, في محيط كان سمته الاستبداد السياسي والديني عبر فكر ظلامي "قروسطي" معمم , مما جعل من لبنان نافذة حضارية وثقافية , وملاذاً للأحرار والمتنورين ودعاة اليقظة العربية , الذين ضاقت عليهم أوطانهم , فأصبح لبنان منتدى ثقافي وتنويري كبير , ومساحة حرة للفكر وحركة التأليف والنشر , واللجوء السياسي , وشكل بالتالي إزعاجاً مستمراً , في فضاء الاستبداد والأحادية والقهر وتكميم الأفواه , في حيّز لا يراد له أن يستيقظ من سباته المديد , ومعروفة تلك المقولة التي تضيء على شيء من الواقع الثقافي العربي قبل عقود والتي قال قائلها :
القاهرة تكتب , وبيروت تطبع , وبغداد تقرأ .
3 ــ كان لبنان الحلقة الضعيفة في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي , بعد إنشاء الكيان الإسرائيلي في فلسطين العربية , وكان يسمى جبهة المساندة وليس المواجهة , باعتباره الخاصرة الرخوة والضعيفة , نظراً لخصوصية وضعه وتركيبه السياسي والديمغرافي , وضعف إمكاناته البشرية والمادية والعسكرية , فلم يكن يتحمل تبعات مباشرة في المواجهة العسكرية مع " إسرائيل" .
4 ــ نظراً لحالة الصعود التي مثلها المشروع الصهيوني , خلال عدة عقود , حيث تمكن كيان إسرائيل من تحقيق أهدافه كاملة في المنطقة العربية , فأخرج كل البلدان العربية تقريباً من دائرة الصراع , سواء تلك المتاخمة أو البعيدة , وفق أكثر من سبب أو اعتبار , سواء باتفاقيات أو بغيرها , المهم أن الجبهات العربية لدول الثقل العربي أصبحت خارج الصراع بشكل أو بآخر , وبدأت مرحلة التسوية التي تعثرت على مدار عقود , لأن المنتصر هو الذي يفرض شروطه في النهاية , وكانت النتائج الكارثية المعروفة التي لحقت بكيان الأمة قومياً وقطرياً بخروج أقطار ذات ثقل بكاملها من التاريخ ودائرة الفعل والتأثير , وتحولها من رافعة إلى عبء ومشكلة ( العراق نموذجاً ).
5 ــ وبالنظر لوظائف إسرائيل المتعددة في المنطقة العربية ــ باعتبارها استطالة استعمارية استيطانية لغرب لم تنته مصالحه فيها بعد ــ والتي تحققت في معظمها ــ إذا استثنينا اعتباراً وحيداً , وهو أن من خسر المعركة كانت الأنظمة فقط , ولم تدخل الشعوب حلبة الصراع بطاقاتها ومكوناتها لأسباب لا مجال لشرحها ــ فإن إسرائيل هذه لا تستطيع الاستمرار في وظائفها الحيوية دون محفز البقاء , وهو الشعور بالخطر ,عبر منطق الحافة , والخطر المحدق لتبرير نظرية الأمن واستدرار الدعم وعسكرة الدولة , وهذا يشكل منبهاً دائماً للحؤول دون ترهل الكيان وتبلده , فكان لابد من جبهة توفر المحفزات وتتيح استعمال فائض القوة , وتنذر بالخطر الذي يبرر الوجود والدعم والابتزاز السياسي للغرب , فكان على لبنان أن يلعب هذه الوظيفة مكرهاً دون أن يدرك قواعد اللعبة , وهي تقتضي عدة شروط وخصائص , كان لا بد من توفيرها عن قصد أو عن حسن نية أو عن سذاجة سياسية :
ــ أن يظل لبنان ضعيفاً ويشكل عامل جذب دائم لقوى خارجية لملء الفراغ عند الحاجة أو الضرورة , وهذا يستدعي إضعاف الدولة كمؤسسة كبرى , وإبقاء مؤسسات الدولة الأخرى ضعيفة أيضاً , , لأن ذلك يتيح فرص وإمكانيات التدخل , بمنع الاندماج المجتمعي في إطار الدولة , وتغليب الانتماء الطائفي على الوطني ,وإذكاء هذا الشعور للتحكم بدرجة حرارة التعصب الديني والطائفي وإبقاء إمكانيات تفخيخه وتفجيره قائمة ومتيسرة.
ــ تحييد وإزاحة أية زعامة تستطيع إحداث خرق لحواجز الطوائف , أو تكون عابرة لطوائفها أو تستطيع العبور من دهاليز الطوائفية , نحو رحاب الوطن الجامع ,عبر حالة شعبية ووطنية لا تحركها الغرائزية الطائفية ,بمعنى : إقصاء أو تغييب أية زعامة تستطيع تحويل لبنان من حالة ضعف تستدرج التدخل , إلى حالة قوة تستغني عنه , فهذا النوع من الزعامات , ممنوع عليها الاستمرار أو البقاء , لأن ذلك يقف حجر عثرة في طريق هدف الإبقاء على لبنان بؤرة للتدخل والعبث , ليس فيه وحده , وإنما عبره للمنطقة بأسرها , فكان زعماؤه البارزون ومثقفوه وصحفيوه ضحية وهدفاً لكل القوى التي تستهدف إبقاء لبنان في دائرة الاستنقاع والتحاجز الطائفي , بمحاولة الإجهاز على عقله الثقافي المحرك والمؤثر , والأسماء كثيرة وعديدة ومتنوعة المشارب والاتجاهات , من قادة سياسيين ورجال فكر نيّر وصحفيين ..والجامع بينها الفكر والثقافة والوطنية الحقه والانتماء غير الطوائفي المنفتح والمستنير.
ــ الغريب أن الوضع اللبناني يؤلف بين الأعداء , وتسقط العداوات فيه على مذبح المصالح :
فالعرب وإسرائيل لهم مصلحة مشتركة في بقاء لبنان الطوائفي , في ظل دولة إسمية واجهية , يكون الولاء لها ضعيف وظاهري , فالعرب لهم مصلحة أن يظل لبنان ساحة مفتوحة للتدخل , وحلبة جاهزة لصراع غير جدي ومبرمج بالوكالة ( مع إسرائيل ) للتحريك السياسي , بعدما تنازلوا عن خوض معاركهم بالأصالة , فالنيابة في الحرب أقل كلفة وأسلم عاقبة , يخوضونها بالوكالة من أجل المساومة وفي سبيل تحسين شروط الاستسلام بالحصول على أوراق ضغط لإنقاذ واستمرار أنظمتهم .
وإسرائيل لها مصلحة في استمرار لبنان ساحة جانبية للصراع , لإبقاء شروط تحفيز مجتمعها الذي يترهل بغياب الخطر , ومن أجل صرف فائض القوة التي تملكها بين الفينة والفينة , ولشحذها وتجديدها , لأن عدم صرف الشحنة الزائدة من القوة يضر بكيانها , فبقاء شحنة عالية القوة , في جسد صغير وضيق يؤدي إلى الموت صعقاً بفائض القوة .
ــ لبنان القلق وغير المستقر والمقبوض عليه , يريح العرب من عدوى الحرية والديمقراطية , ومن تصدير الأفكار وتعميم الثقافة وعصرنة الحياة , ومن منطق التعددية , ومن كونه ملاذاً للمعارضين , من حملة الأقلام والأفكار , فكثير من العرب أوحوا لشعوبهم , أن انظروا ماذا تفعل هذه الديمقراطية , وكيف تودي بحاملي راياتها إلى الموت والاقتتال والحروب الأهلية ..! الأسلم أن تظلوا رعية تحت جناحي وفي كنفي ..
وهو ــ أي لبنان ــ يريح إسرائبل أيضاً , ويوفر لها فرص دس أنفها في كل صغيرة وكبيرة , بحجة الأمن والحدود , وبحجة النفوذ من هنا وهناك , فحالة ضعف وإضعاف لبنان وعدم استقراره ,هي حالة مشتركة عربية وإسرائيلية .
ــ لبنان المستقر والمتعايش ينسف فكرة الدولة اليهودية , أو يهودية الدولة , وبالتالي فإن لبنان غير المستقر , يقدم مثالاً على استحالة التعايش الطائفي والديني , لأن ذلك يوفر الذرائع لـ" إسرائيل " لطرد العرب مستقبلاً , فلبنان المتصادم طائفياً يبرر لإسرائيل تهويد الدولة الذي يشكل مقدمة لطرد العرب عبر "ترانسفير" جديدة بحجة عدم إمكانية التعايش , قياساً على الوضع اللبناني .
ــ وجود رجل يعبر الطوائف ليشكل حالة وطنية جامعة , يزعج العرب الذين يهمهم تكريس النفوذ وبقاء إمكانية التدخل , عبر لبنان جريح أو كسيح أو عليل , يستنجد ويستدعي التدخل , فلبنان المعافى غير مقبول عربياً وإسرائيلياً على السواء , وهو يزعج إسرائيل لأنه يأخذ البلد نحو حالة وطنية تجهض هدف إسرائيل البعيد في اللعب على الطوائفية , للبدء بالمرحلة الثانية من التجزئة , التي تجعل من إسرائيل عملاق المنطقة , ذلك أن المرحلة التالية من المشروع الغربي الذي يستهدف الأمة هو التفتيت الطائفي , ولبنان هو الساحة والنموذج .
لنعد لموضوع اغتيال الحريري , والمحكمة الخاصة به , حيث يمكن القول :
لقد عاد الحريري إلى لبنان من بوابتين : بوابة السعودية ومركزها ونفوذها في عموم المنطقة , وما يمثله الوضع السعودي في عالم المال والنفط والإعلام المباشر وغير المباشر .( استطاعت السعودية شراء أنظمة بكاملها ووسائل إعلام مرئية ومسموعة أو رشوتها على الأقل ,على امتداد الوطن العربي , وحتى في الخارج .. والهدف واضح ..) .
وبوابة المال , حيث الحريري يتكئ على عدة مليارات من الدولارات قابلة للزيادة المضطردة , وعلى وضع طائفي محدد , حيث خولته هذه المليارات , أن يلعب دور "السني" الأول في لبنان مضافاً لذلك عدة ميزات منها :
ــ شبكة من العلاقات العربية المميزة عبر الباب السعودي الواسع والمؤثر .
ــ شبكة من العلاقات الدولية مع شخصيات ورؤساء دول ورجال أعمال ومنظمات وهيئات , تجعله في موقع مميز ومؤثر وفعال عبر بوابة المال وبعض الكاريزما الشخصية .
ــ شبكة هائلة من المصالح والشركات ووسائل الإعلام والمنظمات الخيرية التي تدخله إلى كل الشرائح بقوة ويسر .
وهذه .. وغيرها أيضاً يترتب عليها بعض النتائج منها :
ــ تبوؤه مركز رجل السنة الأول دون منازع , حيث لم تكن هذه الطائفة قد عرفت رجلاً بهذه القوة والنفوذ منذ عقود , فلم يكن زعيماً صيداوياً فحسب , بل عبر باتجاه بقية المناطق حتى طرابلس وغيرها قاطعاً خطوط الولاء على كافة الزعامات السنية في بيروت وغيرها من المناطق, وبالتالي وحّد شرائح عريضة من السنة خلف زعامة واحدة , وهذه لم تكن متيسرة لغيره , وبالتالي شكلت قلباً للموازين التقليدية غير المسموح بها لبنانياً .
ــ عبر من خلال وضعيته باتجاه شرائح واسعة من طوائف أخرى عبر ضخ المال والخدمات والإعلام , جعلته رجلاً استثنائياً في بلد لا يحتمل هذا النوع من الرجال .
يتبع







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اجتهادات هامة جزائية ردين حسن جنود أهم الاجتهادات القضائية السورية 1 17-12-2013 07:51 PM
قانون الاجراءات الجزائية الفلسطيني رقم (3) لسنة 2001م أحمد الزرابيلي قوانين دولة فلسطين 0 26-11-2009 12:32 AM
قانون أصول المحاكمات الجزائية اللبناني أحمد الزرابيلي قوانين الجمهورية اللبنانية 0 08-11-2009 08:33 PM
قانون الإجراءات المدنية السوداني لسنة 1983م المحامي ناهل المصري قوانين جمهورية السودان 0 23-05-2006 02:05 PM


الساعة الآن 01:33 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع