كان يعيش في الغابة نمر ضخم مغرور كسول صاحب سطوة تهابه حيوانات الغابة كلها وكان ذلك النمر يستغل خوفهم منه ليزيد فتكه فيهم وجبروته عليهم وكانت تلك الحيوانات تتجنبه وعندما يسير في الغابة تهرب منه يمنة ويسرى .....
وكان يوجد بجانب المكان الذي يسكنه ذلك النمر عش نمل وكان النمر كلما مر بهم داس بغروره على ما استطاع من النمل فيسحقهم تحت كفه القوي العتيد دون سبب ومن باب الكبرياء والتسلية بهم وهو يضحك ويسخر بهم ....
نقل النمل عشهم ليبعدوه عن طريق هذا النمر لكن دون فائدة فقد استمر الوضع على ما هو عليه .....
فكر النمل كثيراً وملياً لماذا لم تتحرك الحيوانات الضخمة والكبيرة في الغابة لتتخلص من هذا النمر ومن عجرفته وإيذائه بهذه الغابة وحيواناتها فلا الفيل فيل ولا الدب دب ولا الفهد فهد .... إذاً لا بد أن يجدوا الحل بأنفسهم .... لكن كيف وأين هم من قوة هذا النمر المتعجرف ؟؟لكنهم فكروا ووجدوا الحل ......
استطاعت أعداد منهم في الصباح الباكر أن تحرك غصناً صغيراً مدبب الرأس لتجعله يتجه بالآتجاه الذي يمر به النمر فوق عشهم , وفعلاً استيقظ النمر الكسول متأخراً ليمر كالعادة ليدوس على أعشاش النمل لكن ذلك العود أو الغصن خدش النمر خدشاً بسيطاً سالت منه بضع قطرات من دمه وأكمل طريقه إلى الغابة ليعيث فساداً فيها وعند المغيب عاد النمر إلى المكان الذي يسكن فيه وأخذ مضجعه وبات في سباته وهنا بدأت الخطة ب عند النمل فتحركت أعداد غفيرة منهم الى الجرح البسيط الذي ينز دماً وتجمعت هذه النملات حول جرحه وراحت تنهش في ذلك الجرح وتزيد فيه وهكذا حتى الصباح استيقظ النمر في اليوم التالي وقد أحس بألم فظيع من الجرح الذي اتسعت رقعته وزاد عمقه وأحس باضطراب في مشيته لكنه كابر على نفسه وهمهم للذهاب في مشواره اليومي فذهب ثم عاد قبل المغيب لتعبه فكررت النملات ما فعلته في الليلة السابقة وزادت في الجرح فتكاً وعمقاً ....
ثم وبعد عدة أيام لم يعد النمر قادراً على السير وزاد مرضه من جراء الجرح الذي بدأ يعم أرجاء جسده وراح النمل يسرح ويمرح ويزيد من فتكه في جسد النمر وتملك النمل جسم النمر كيفما أرادوا حتى ما لبث أن هلك ذلك النمر ومات بعد فترة بسيطة ....
وهكذا استطاع النمل الضعيف البسيط بذكائه ومثابرته أن يخلص الغابة من شر هذا النمر ...
وتغلبت كثرة النمل على قوة النمر .....
يوسف قدورة