صديقي أيوب حفار القبور
كيف حالك هل تذكرني
أنا من كنت أجلس في المقعد الأول قرب منضدة المدرس
صديقي أيوب حفار القبور
قبل يومين وأنا جالس في مأتم أحد أقربائي الحقوقين جاء الواعظ ذو الكرش الكبير ليلقي موعظته
لقد سمعت هذا الواعظ نفسه في أكثر من مأتم وربما روى نفس القصة
على كل حال لشدة تعبي فقد أسندت رأسي لصدري وأغمضت عيني ثم شردت وحلمت واستغفرت
حلمت أن رب العزة الرحمن الرحيم قد أجاز ملك الموت ليرتاح سنة
نعم لقد دغدغت نفسي مشاعر الفرح والسلم والأمان
ثم فجأةً تذكرتك في مكتبك المريح بوسط المقبرة تأمر مساعديك من حفاري القبور بأن يحفروا ذلك القبر وينبشوا على ذلك الميت قبره أو يواروا تلك الميتة
نعم وتذكرت وتذكرت
تذكرت سارقي القبور تذكرت ناهبي العظام
تذكرت المتسولين في المقابر تذكرت الوعاظ المترزقين
تذكرت كل ذلك ،تذكرت كاتبي تقارير الوفاة والناعين والمغسلين والدافنين
وقلت في نفسي من سيطعمهم من أين سيعتاشون كيف سيتسببون
فقطع الأعناق لا قطع الأرزاق
صديقي فجأة انتهى الحلم ووجدت نفسي واقفاً أقول لكل من ألقاه عظم الله أجركم