التحريض على الحقد الديني ممنوع في الدول الأوربية، ومن يفعله يعاقب بالسجن أو الغرامة المادية.
تتضمن قوانين معظم الدول الأوروبية بدءا بالدانمارك حيث نشرت الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد بنوداً أو أحكاماً تحظر الإساءة إلى الأديان غير أنها نادراً ما تطبق.
ولا تستخدم عبارة "التجديف" التي تشير إلى الإساءة لما هو مقدس أو ديني إلا في قوانين عدد قليل من البلدان فيما تتحدث قوانين معظم الدول عن "الإساءة إلى الدين" و "التحريض على الحقد الديني".
وينص القانون الفنلندي على عقوبة السجن لمدة أقصاها ستة أشهر بحق كل من يدان بتهمة "التجديف بالله علناً" أو الإساءة لما يعتبر مقدسا من جانب كنيسة او طائفة دينية.
وفي هولندا يشترط القانون أن يكون الفعل أو الكلام التجديفي صدر عن سابق تصميم ونفذ بطريقة "مشددة" حتى يتم تطبيقه.
ولم تصدر إلا ثلاثة أحكام استنادا إليه منذ بدء العمل به في الثلاثينات.
أما النمسا، فيسمح قانونها بملاحقة أفراد بتهمة "التجديف" غير أن رسام القصص المصورة غيرهارد هاديرير أدين بتهمة الإساءة إلى الديانة المسيحية في اليونان إذ لم يرفع أي كان في بلاده شكوى ضده لتصويره المسيح في شخص مدخن حشيشة في قصته المصورة "حياة يسوع". وقد ألغت محكمة استئناف فيما بعد هذا الحكم.
وفي اليونان حيث لا فصل بين الكنيسة الأرثوذكسية والدولة هناك قانون ينص على معاقبة "التجديف بالديانات عبر الصحافة".
إن القانون في غالبية الدول الاوروبية الأخرى يعاقب على الإساءة إلى الديانة أو التحريض على الحقد الديني.
وان كان القانون الجزائي الدنماركي ينص على معاقبة "كل من يسيء أو يهين علنا ديانة معترفا بها في البلد"، إلا أن هذه المادة تعارضت مع حرية التعبير في قضية الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد.
فقد رد مدعي عام شكوى قدمتها 11 منظمة اسلامية ضد الرسوم التي أثارت موجة الاستنكار والعنف المنتشرة حاليا في العالم الاسلامي واعتبر أنه لا يمكن قبولها.
وفي أسبانيا تعاقب مادة في القانون جرم "الإساءة إلى المشاعر الدينية" بغرامة فيما تعتبر إيطاليا جرما "الإساءة إلى الديانة" و"التحريض على الكراهية بين الديانات".
وأضيف إلى القانون البريطاني أخيراً نص يجرم التحريض على الكراهية الدينية الذي ينطبق فقط على السلوك والكلام الذي ينطوي على تهديد بهدف واضح هو التحريض على الكراهية غير أنه لا يشمل الانتقادات والإهانات والإساءات والمواقف المستهزئة بديانة أو بمعتقد ما.
كذلك يعاقب القانون البولندي "كل من يمس بمشاعر الأخرين الدينية بشتمه علناً رمزاً ما أو مكان عبادة".
وفي روسيا يعاقب من يرتكب جرم "التحريض على الكراهية القومية أو العرقية أو الدينية" بالسجن ما بين سنتين وثلاث سنوات. وقد حكم على يوري سامودوروف مدير متحف ساخاروف عام 2005 بدفع غرامة بقيمة 2800 يورو لتنظيمه معرضاً ضد الكنيسة.
وفي ألمانيا ينص قانون العقوبات على السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات لمن يشتم "جمعية دينية أو منظمة تعرض نظرية خاصة بها عن العالم" غير أن هذه المادة قلما تطبق.
أما القانون البرتغالي فينص على معاقبة الذين "يسيئون علنا إلى الغير مستهدفين معتقداته الدينية بما يؤدي إلى بلبلة النظام العام".
وفي النرويج ينص قانون على السجن لمدة أقصاها ستة أشهر بتهمة الإساءة إلى المعتقدات الدينية غير أن هذه المادة من القانون لم تستخدم منذ الثلاثينات من القرن الماضي.
ولا يفوتنا أن نذكر قوانين معاداة السامية التي صدرت في العديد من الدول الامريكية والأوربية[/align]