أيها السادة ..أيها الزملاء .....أنتم لا تعلمون ما تمتلكون من جواهر ...
إننا نمتلك جوهرتين ثمينتين وهما ..الكرامة و الحرية ..
علونا وارتفعنا بهما على أبناء جلدتنا من البشر وبهما تفوقنا وتقدمنا على العالمين أجمعين
فلم ولن يسبقنا بهما أحد .......
فمن لدن أفكارنا ولدتا فنحن المخترع و نحن فقط .... و دون مساعدة أحد و بجهودنا وحدها كان الانجاز و حافظنا عليه طويلاً ...وحميناه من أيادي الغدر والاستعمار والرجعية ..
فأما الكرامة :
أي كرامة ا لمواطن فهي محفوظة و لا خوف عليها و في الدرجات العليا وضعوها ....فغلفوها ثم فرزوها في تبريد هي اهل له .... وبعد ذلك كله حموها حماية ما بعدها حماية ....
فلا أحد يستطيع الاقتراب نحوها كائن من كان وبحال من الأحوال.. ولا حتى المواطن نفسه فليس له المطالبة بها أو مقابلتها أو سماع صوتها أو شم ريحها أو رؤية مفاتنها أو التحدث عنها أو إليها أو فيها أو منها .... لا لشئ فهي محصنة مصانة محمية والخوف عليها لا منها ...... فهي في الحفظ والصون وبعيداً عن المهاترات بين هنا وهناك فالكرامة مقدسة وقدسيتها تتطلب رفعها ....
ومن يطلبها فهي موجودة وبخير لكنها في مكان بعيد ومن أصر على الحصول عليها ولتعذر نقلها إليه سينقلونه إليها ويعيش بجوارها حياة لا موت بعدها فسيقرر من تلقاء نفسه ألا يعود وله في ذلك كل الحق ....
اما جوهرتنا الثانية فهي الحرية ......
أيها السادة إن التعبير وحرياته جميعاً بأفضل حال ...فالحرية جوهرة شأنها في ذلك شأن الكرامة وموضوعة بذات الخزنة فلا خوف عليها......
ونظراً لتعذر تشريف الحرية والتي هي صناعة وطنية نحونا في سابق الأيام تم الاستعاضة عنها بمنتج شبيه إلى حد ما لكنه أجنبي الصنع ....
وهو موجود أي المنتج الأجنبي شبيه الحرية في متناول الجميع ففي الشارع أو المدرسة او السوق تجده بكثرة .... وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أمام الجموع من مواطنين رجالاً ونساءً وأطفالاً و حتى أمام رجال الشرطة الموقرين المنوط بهم حماية الوطن والمواطن أضحى من الطبيعي جداً ان يتراشق المتراشقون بكافة انواع الشتائم الرذيلة والمقززة وبدرجات الصوت المختلفة والنغمات المتنوعة لا بل ونظراً للتطور الحضاري التي تعيشه بلادنا أصبحت هذه الشتائم بلغات مختلفة .... كل ذلك دون رادع ولا حتى دون أدنى خجل و لا رقيب ..... وقد يقول أحدهم أو يعتقد إن في شئ من ذلك أو كله تتمثل الحرية أو شبيهها على اعتبار أن للمرء قول ما يريد بأي زمان ومكان .......
ولذلك يرجى من الجميع أخذ العلم ........ أن مثل هذه التصرفات تنزل بالمجتمع دون الصفركما أنها لا تشبه الحرية المحفوظة والمخباة فحريتنا جوهرة وكرامتنا جوهرة .......
وجواهرنا لا يصح ان ننزل بها إلى الطرقات والحانات فهي ثمينة إن ضاعت او خدشت أو سرقت لا قدر الله ..... قد لا نستطيع الحصول مثلها أو غيرها في قادم الأيام ...