![]() |
|
حوار مفتوح إذا كان لديك موضوع ترى أهمية طرحه في منتدانا ولا يدخل ضمن الأقسام الأخرى فلا تردد بإرساله إلينا ولنناقشه بكل موضوعية وشفافية. |
![]()
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]() الدرويش والسلطـان محمـد الفاتـح تم تحقيق حلم المسلمين ، وهزم البيزنطيون ، وفتحت مدينة القسطنطينية – أي : مدينة اسطنبول أو إسلامبول - موكب السلطان (محمد الفاتح)، وهو يدخل المدينة من جهة (طوب قابي) ممتطياً جواده الأبيض، يحف به الوزراء والعلماء والقواد والفرسان. كان الآلاف من أهالي المدينة قد التجؤوا إلى كنيسة (أيا صوفيا) ينتظرون الفرصة الأخيرة للخلاص ، فقد أوهمهم بعض رجال الدين ، بأن ملاكاً سينزل من السماء ويحرق المسلمين ، وأن المسلمين لن يستطيعوا الوصول إلى كنيسة (أيا صوفيا) ، لأن الملاك لن يسمح لهم بتجاوز المنطقة التي تسمى الآن : (جامبرلي طاش) ، وهي لا تبعد إلا مسافة 300 متر تقريباً عن الكنيسة. أما باقي الأهالي ، فقد دفعهم الفضول لرؤية هذا الفاتح الجديد ، فتجمعوا على الطريق الواصل بين ( طوب قابي) وكنيسة (أيا صوفيا). وفجأة اندفع من بين هذه الجماهير، درويش من دراويش الجيش العثماني، وتقدم إلى الأمام وأمسك بعرف جواد السلطان مستوقفاً السلطان ، والموكب كله ، ومخاطباً السلطان : - لا تنسى أيها السلطان … لا تنسى أنه بفضل دعائنا نحن الدراويش فتحت هذه المدينة. ابتسم السلطان (محمد الفاتح) ابتسامة خفيفة ، ثم مد يده على سيفه وسله من غمده حتى نصفه قائلاً : - صدقت يا درويش ! … ولكن لا تنسى حق هذا السيف أيضاً. روائع من التاريخ العثماني ، لأورخان محمد علي ، ص 42 يتبع ....................
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||||
|
![]() الولي والسلطان مراد الثاني كان السلطان (مراد الثاني) (1403 – 1451م) والد السلطان (محمد الفاتح) يحب الوالي (حاجي بيرام)، ويحترمه، ويوقره كثيراً، ذلك لأنه كان من أكبر زهاد ومتصوفي وعلماء عصره ، وبلغ من حبه وتوقيره له ، أن أصدر أمره بعدم أخذ الضريبة من مريدي هذا الوالي الذي كان يسكن في مدينة (أنقرة) التي كانت آنذاك مدينة صغيرة. ولكن ما إن انتشر هذا الخبر، (أي خبر إعفاء مريدي ((حاجي بيرام)) من كل الضرائب) بين أهالي (أنقرة)، حتى بدأ الجميع يدعون أنهم من مريدي هذا الولي، مما أوقع موظفي الضرائب ، وجباتها في حرج وفي حيرة شديدة. ما العمل ؟ لم يكن من المعقول أن يكون أهالي المدينة كلهم من المريدين ، ولكن كيف يمكن فرز الصادقين عن المدعين الكاذبين ، ولم يكن هناك إلا حل واحد ، وهو مراجعة السلطان وإحاطته علماً بالموضوع ، وانتظار ما يأمر به. طلب كبير محصلي الضرائب المثول بين يدي السلطان ، وعندما أذن له بذلك قال للسلطان : - يا مولاي … نحن لا نستطيع أن نجبي الضرائب من مدينة (أنقرة) . - وما السبب في ذلك ؟ أيمتنعون عن دفعها ؟ - كلا يا مولاي ، ولكن أوامرك تقضي بعدم جبايتها من مريدي هذا الولي (حاجي بيرام). - أجل … ولكن ما علاقة ذلك بموضوعك ؟ - يا مولاي إن أهالي (أنقرة) كلهم يدعون أنهم من مريدي هذا الولي. - جميع الأهالي ؟ - نعم يا مولاي. - وهل صدقتم ذلك ؟ - لم نصدق ذلك يا مولاي … ولكن كيف نستطيع فرز الصادقين عن غير الصادقين ؟ - صحيح … يصعب ذلك … ولكني سأكتب إلى (حاجي بيرام) وأساله عن عدد مريديه. أرسل السلطان (مراد الثاني) رسولاً يحمل رسالة منه إلى الولي (حاجي بيرام) في (أنقرة). قرأ (حاجي بيرام) رسالة السلطان ، ثم التفت إلى يمينه إلى أحد المريدين في مجلسه وقال له : - أريد من جميع المريدين أن يجتمعوا الأسبوع المقبل في الميدان الكبير ، وألا يتخلف منهم أحد. وحدد اليوم و ساعة الاجتماع . وقام المريد بمهمة الإبلاغ هذه. وفي اليوم والمكان المحددين، اجتمع جميع أهالي (أنقرة) تقريباً، ولم يكن في الميدان إلا خيمة كبيرة، وخرج منها الولي (حاجي بيرام) وتوجه إلى الناس المجتمعين، والمتلهفين لمعرفة سبب هذا الاجتماع وقال لهم: - من كان مريداً لي ويعدني شيخاً له فليتقدم ، وليدخل إلى هذه الخيمة فإني سأقدمه ضحية في سبيل الله تعالى، وسأسكب دمه خارج الخيمة . تقدم إليه شاب من مريديه : أنا يا شيخي . أخذ (حاجي بيرام) هذا الشاب ، (وأدخله الخيمة) ، وهناك أمر بذبح شاة ، وسكب دمها ، أمام أنظار الناس خارج الخيمة. عقدت الدهشة والذهول ألسنة الناس المجتمعين ، فقد اعتقدوا أن الشاب ذبح وسكب دمه. ثم خرج الولي من الخيمة ، وكرر طلبه السابق : هل من متقدم آخر ؟ أريد مريداً آخر: - أنا يا شيخي . وكان هذا شاب آخر من أخلص مريديه ، وجرى له ما جرى للأول … وبدأ الناس ينفضون شيئاً فشيئاً ويتركون الميدان. - هل من مريد آخر ؟ - قالت له ذلك إحدى النساء المجتمعات. وفي المرة الرابعة سكت الجميع ، ولم ينبس أحد ببنت شفة ، ولم يتقدم أحد إذ كانت الأنظار مصوبة إلى بقع الدماء القريبة من خيمة الولي . في اليوم نفسه كتب (حاجي ببرام) رسالة جواب إلى السلطان مراد الثاني قال فيها: إن عدد مريديه في (أنقرة) يبلغ ثلاثة فقط … رجلان وامرأة واحدة فقط . روائع من التاريخ العثماني ، لأورخان محمد علي، ص36 يتبع ..............
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||||
|
![]() سنان باشا والسلطان محمد الفاتح بعد أن تم فتح مدينة ( اسطنبول ) ، وضع السلطان ( محمد الفاتح ) تعليمات معينة حول القلاع ، والأسوار المحيطة بالمدينة ، ومن هذه التعليمات ، أوامر مشددة على وجوب سد وغلق جميع أبواب أسوار هذه القلاع بعد أذان المغرب ، وتبقى هذه الأبواب مغلقة حتى أذان الفجر . وعينت مفارز عديدة على هذه القلاع ، لتطبيق هذه الأوامر ، وذلك لدواعي الأمن ، وبذلك كان يمنع أي شخص من دخول المدينة ، أو الخروج منها ضمن هذه الفترة . كان ( سنان جلبي باشا ) على رأس إحدى هذه المفارز في القلعة الموجودة في منطقة ( أون قباني ) . في أحد الأيام ، والسلطان ( محمد الفاتح ) مع كوكبة من حرسه خارج أسوار مدينة ( اسطنبول ) ، وتأخر في الرجوع إلى المدينة ، إذ عندما وصل إلى باب السور منطقة ( أون قباني ) رأى أن الباب مغلق ، إذ كان أذان المغرب قد أذن قبل مدة . صاح أحد حراس السلطان : سنان باشا … سنان باشا … افتح الباب . قام ( سنان باشا ) من مكانه ، وتطلع إلى تحت … لم يستطع أن يتعرف على أحد ، فقد كان الظلام مخيماً … نزل إلى تحت وصاح من خلف السور : - من أنتم ؟ قال السلطان ( محمد الفاتح ) : افتح الباب ( يا سنان جلبي ) . - من أنتم ؟ ولماذا تأخرتم حتى الآن ؟ لم يستطع أن يميز صوت السلطان ، ولم يكن السلطان يعلن عن هويته . قال السلطان : لا تسأل من نحن … افتح الباب . احتد ( سنان باشا ) : كيف لا أسألكم ؟ ألم تسمعوا بأمر السلطان ؟ كيف أستطيع أن أفتح باب القلعة في هذه الساعة المتأخرة ؟ اذهبوا من هنا ، أو انتظروا حتى أذان الفجر … لا أستطيع مخالفة أمر السلطان ، أم تريدون أن أسمع منه تقريعاً بسببكم ؟ ضحك السلطان : كلا ( يا سنان جلبي ) … لن تسمع تقريعاً من السلطان … إنني أتكفل بهذا لك . - لكن من أنت حتى تستطيع أن تكفلني لدى السلطان ؟ أم تحسب نفسك سلطاناً ؟ - أنا السلطان يا ( سنان جلبي ) … ألم تعرفني ؟ فوجئ ( سنان باشا ) عند سماعه هذا ، وأسرع بفتح الباب وهو يدمدم : - أعذرني يا مولاي … لم أعرفكم … لم أكن أتوقع أن تخالفوا التعليمات التي وضعتموها بأنفسكم يا مولاي . دخل السلطان من باب السور ، ثم ترجل عن جواده ووضع يده على كتف ( سنان باشا ) وقال له : - أنت عسكري جيد يا ( سنان باشا ) … لقد سررت جداً من التزامك بتعليماتي ، لذا فتمن منى ما تشاء . ذهل ( سنان باشا ) من كلام السلطان ، فها هي كل الأبواب مفتوحة أمامه .. يستطيع أن يطلب أي مبلغ ، وأي منصب … كان السلطان ينظر إليه مبتسماً ، منتظراً الجواب منه … لم يتردد ( سنان باشا ) طويلاً … كلا لن يطلب من السلطان لا مالاً ولا جاهاً سيطلب منه تحقيق أمله الذي كان يحلم به منذ سنوات : - ابنِ لي يا سلطاني جامعاً باسمي … لا أريد منك شيئاً آخر … جامعاً باسمي . قبل السلطان هذا الرجاء ، وأمر ببناء جامع باسمه . فإذا قدر لك أن تزور ( اسطنبول ) فاسأل عن ( جامع سنان باشا ) وزر هذا الجامع التاريخي الجميل ، فقد عرفت قصة بنائه ، وبعد انتهاء صلاتك ، ادع لروح ( سنان باشا ) . روائع من التاريخ العثماني ، للأورخان محمد علي ، ص 43 يتبع ...............
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||||
|
![]() وفد نصراني بين يدي السلطان لما فتح السلطان العثماني مراد الثاني مدينة سلانيك عام 1431 م وهزم البندقيين شر هزيمة ودخل المدينة منتصراً- أعلم الحاجب السلطان أن وفداً من مدينة ( يانيا ) قد حضر، وهم يرجون المثول بين يديه لأمر هام .. تعجب السلطان من هذا الخبر، إذ لم تكن له أي علاقة بهذه المدينة التي كانت آنذاك تحت حكم إيطاليا . كانت مدينة ( يانيا ) تحت حكم عائلة ( توكو ) الإيطالية ، وعندما مات ( كارلو توكو الأول ) عام 1430م ، ولي الحكم بعده ابن أخيه ( كارلو توكو الثاني ) ولكن أبناء ( توكو الأول ) غير الشرعيين ثاروا وطالبوا بالحكم ، فبدأ عهد من الاضطراب والفوضى والقتال عانى منه الشعب الأمرين ، وعندما سمعوا بأن السلطان ( مراد الثاني ) بالقرب منهم في مدينة (سلانيك) ، قرروا إرسال وفد عنهم . أمر السلطان مراد رئيس حجابه بالسماح للوفد بالدخول عليه ، ثم قال لرئيس الوفد بواسطة الترجمان : أهلاً بكم ، ماذا أتى بكم إلى هنا ؟ وماذا تبغون ؟ قال رئيس الوفد : أيها السلطان العظيم ، جئنا نلتمس منكم العون ، فلا تخيب رجاءنا . - وكيف أستطيع معاونتكم ؟ - يا مولاي، إن أمراءنا يظلموننا ، ويستخدموننا كالعبيد ، ويغتصبون أموالنا ثم يسوقوننا للحرب . - وماذا أستطيع أن أفعل لكم ؟ إن هذه مشكلة بينكم وبين أمرائكم . - نحن أيها السلطان لسنا بمسلمين ، بل نحن نصارى ، ولكننا سمعنا كثيراً عن عدالة المسلمين ، وأنهم لا يظلمون الرعية ، ولا يكرهون أحداً على اعتناق دينهم ، وإن لكل ذي حق حقه لديهم .. لقد سمعنا هذا من السياح ، ومن التجار الذين زاروا مملكتكم ، لذا فإننا نرجو أن تشملنا برعايتكم وبعطفكم ، وأن تحكموا بلدنا لتخلصونا من حكامنا الظالمين . ثم قدموا له مفتاح المدينة الذهبي .. واستجاب السلطان لرجاء أهل مدينة ( يانيا ) ، وأرسل أحد قواده على رأس جيش إلى هذه المدينة ، وتم فتحها فعلاً في السنة نفسها ، أي في سنة 1431 م . هذه ليست قصة خيالية .. ومع أنها قصة غريبة ، إلا أنها حقيقة وتاريخية .. لقد كان المسلمون رمزاً للعدل والإنصاف. روائع من التاريخ العثماني ، لأورخان محمد علي ، ص 32 يتبع...............
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||||
|
![]() يوم ذي قار كان من أعظم أيام العرب ، وأبلغها في توهين أمر الأعاجم ، وهو يوم لبني شيبان ، وهوأول يوم انتصرت فيه العرب على العجم . وخبره كالتالي : ذكر كسرى بن هرمز يوماً الجمال العربي ، وكان في مجلسه رجل عربي يقال له : زيد بن عدي ، وكان النعمان قد غدر بأبيه وحبسه ثم قتله ، فقال له : أيها الملك العزيز إن خادمك النعمان بن المنذر عنده من بناته وأخواته وبنات عمه وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة . وأرسل كسرى زيداً هذا إلى النعمان ومعه مرافق لهذه المهمة ، فلما دخلا على النعمان قالا له : إن كسرى أراد لنفسه ولبعض أولاده نساءاً من العرب ، فأراد كرامتك ، وهذه هي الصفات التي يشترطها في الزوجات . فقال له النعمان : أما في مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته ؟ يا زيد سلّم على كسرى ، قل له : إن النعمان لم يجد فيمن يعرفهن هذه الصفات ، وبلغه عذري . ووصل زيد إلى كسرى فأوغر صدره ، وقال له : إن النعمان يقول لك : ستجد في بقر العراق من يكفينك . فطار صواب كسرى وسكت لكي يأمن النعمان بوائقه ، ثم أرسل إلى النعمان يستقدمه ، فعرف النعمان أنه مقتول لا محالة ، فحمل أسلحته وذهب إلى بادية بني شيبان حيث لجأ إلى سيدهم هانئ بن مسعود الشيباني وأودع عنده نسوته ودروعه وسلاحه ، وذهب إلى كسرى ، فمنعه من الدخول إليه وأهانه ، وأرسل إليه من ألقى القبض عليه ، وبعث به إلى سجن كان له ، فلم يزل به حتى وقع الطاعون هناك فمات فيه . وأقام كسرى على الحيرة ملكاً جديداً هو إياس بن قبيصة الطائي ، وكلفه أن يتصل بهانئ بن مسعود ويحضر ما عنده من نساء النعمان وسلاحه وعتاده ، فلما تلقى هانئ خطاب كسرى رفض تسليم الأمانات ، فخيره كسرى إما أن يعطي ما بيده ، أو أن يرحل عن دياره ، أو أن يحارب ، فاختار الحرب ، وبدأ يعد جيشاً من بكر بن وائل ومن بني شيبان ومن عجل ويشكر والنمر بن قاسط وبني ذهل . وفي أثناء ذلك جمع كسرى نخبة من أبطال الفرس ومن قبائل العرب التي كانت موالية له وخصوصاً قبيلة إياد ، ووجههم ليجتاحوا هانئاً ويحضروه صاغراً إلى كسرى . فلما وصل جيش كسرى وحلفاؤهم من العرب أرسلت قبيلة إياد إلى هانئ : نحن قدمنا إلى قتالك مرغمين ، فهل نحضر إليك ونفرّ من جيش كسرى؟ فقال لهم : بل قاتلوا مع جنود كسرى ، واصمدوا إلينا أولاً ، ثم انهزموا في الصحراء ، وإذ ذاك ننقض على جيش كسرى ونمزقهم . وقدم الجيش الفارسي وحلفاؤهم من إياد فوجدوا جيش هانئ قد اعتصم بصحراء لا ماء فيها ولا شجر ، وقد استقى هانئ لجيشه من الماء ما يكفيهم ، فبدأ الفرس يموتون من العطش ، ثم انقضوا على جيش هانئ كالصواعق ، وبينما هم في جحيم المعركة انهزمت قبيلة إياد أمام هانئ وانقضت على الفرس الذين حولها ، فأثخنت فيهم ومزقتهم ، وقتل كل أبطال فارس الذين أرسلهم كسرى لإحضار هانئ حياً ، فلما رجعت بعض فلول الفرس إلى كسرى إذا هم كالفئران الغارقة في الزيت . وكانت ساحة ذي قار أرضاً يغطي الزفت والقطران كثيراً من أرضها ، فلما رآهم كسرى على ذلك الشكل قال لهم : أين هانئ ؟ وأين أبطالكم الذين لا يعرفون الفرار، فسكتوا فصاح بهم ، فقالوا : لقد استقبلنا العرب في صحرائهم فتهنا فيها ومات جميع القادة وخانتنا قبيلة إياد حين رأوا بني جنسهم ، فكاد كسرى يفقد عقله ، ولم يمضي عليه وقت قصير حتى مات حسرة ، فتولى مكانه ابنه شيرويه . وقد حدّث بعض من حضر يوم ذي قار أن قبائل بكر استصحبوا من خلفهم نساءهم وانقضوا على الجيش الفارسي ، فبرز أحد العلوج وطلب المبارزة فانقض عليه عربي من بني يشكر اسمه برد بن حارثة اليشكري فقتله ، وكان هانئ قد نصب كميناً من وراء الجيش الفارسي ، فانقض الكمين على الملك الجديد الذي كان كسرى عينه خلفاً للنعمان بن المنذر ، وفي أثناء ذلك أحس العرب روابط الأخوة التي تنتظمهم ، فانسحب من جيش فارس كثير من العرب الذين كانوا يعطون ولاءهم لفارس من قبائل تميم وقيس عيلان فانقضوا على الفرس الذين يلونهم بعد أن كانوا يدينون بالولاء لهم ، وعرف العرب أنهم كانوا مخدوعين بملك رخيص كان كسرى يضحك به على بعض أذنابه منهم . وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه لما بلغه انتصار قبائل بكر بقيادة هانئ بن مسعود الشيباني على عساكر الفرس قال : ( هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم ، وبي نصروا ) . والحق أن انتصار العرب على العجم في ذي قار كان نواة لمعركة القادسية التي أعز الله فيها قبائل العرب بنور الإسلام ، ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام . أبطال ومواقف ، لأحمد فرح عقيلان ،ص 11 ، وأيام العرب في الجاهلية لمحمد أبو الفضل وآخرين ،ص6
|
|||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصص زواج قادة عرب | الباشا | استراحة المحامين | 0 | 19-10-2010 02:46 PM |
خمس قصص للعبرة والتفكير بعمق | المحامي سميح الزعيم | استراحة المحامين | 0 | 17-07-2010 12:43 AM |
لمحة تاريخية عن اليوم العالمي للمراة | المحامي سميح الزعيم | أخر الأخبار | 0 | 08-03-2010 03:51 PM |
جوارب الصوف وجرعات الأمل.. وصفات لعلاج ضحايا قصص الحب الفاشلة | المحامي سميح الزعيم | استراحة المحامين | 1 | 14-12-2009 05:23 PM |
![]() |