منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى سوريا > سوريا يا حبيبتي

سوريا يا حبيبتي أخبار البلد وأهل البلد ويومياتهم وتجاربهم وحياتهم وكل ما يهم المواطن ببلدنا الحبيب.

إضافة رد
المشاهدات 3116 التعليقات 1
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-2011, 03:20 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المحامي ياسر محرز
عضو مساهم نشيط

الصورة الرمزية المحامي ياسر محرز

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي ياسر محرز غير متواجد حالياً


افتراضي بشار الأسد وتحديات العصر


بشار الأسد وتحديات العصر
عندما تسلم بشار الأسد سدة الحكم في سوريا في العام 2000 ، كان الرهان صعباً ومحيراً على قدرة طبيب العيون الشاب على حمل تركة ثقيلة من الملفات الداخلية التي تندرج تحت تصنيف “الإصلاح” اقتصادياً سياسياً قانونياً تربوياً تعليمياً... الى ملفات تتقاطع جميعها مع ملف واحد وهو الأكثر ثقلا: الفساد. أمام الأكوام من الملفات الشائكة والخطرة، كانت الأنظار مشدودة إلى بشار الأسد وإلى برنامج الإصلاح الذي أطلقه بالتزامن مع حملة لمكافحة الفساد، الأمر الذي حول سوريا حينها إلى ورشة كبيرة لصناعة الأمل. بدت الأمور وكأنها تسير بسرعة لتحقيق التغيير المنشود، لكن وما أن أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش حربه العالمية الاستباقية على الإرهاب عقب أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ، حتى بدا أن الأهواء الدولية سوف تثقل فترة حكم بشار الأولى بتحديات جديدة، على حساب برنامج التغيير الداخلي. ومع بدء التحشيد الاميركي لغزو العراق، بدأت معالم التحديات الصعبة تتضح، حين رفض بشار الأسد بخلاف مواقف قوى دولية وإقليمية عربية الوقوف مع أميركا في احتلالها للعراق. كان رفض الأسد تلك الحرب مبنياً على أن الثمن الذي سيترتب على تأييد الحرب أكبر بكثير من الثمن الذي سيترتب على رفضها.

دخلت الدبابات الاميركية العراق، لتصبح أكبر قوة عسكرية دولية على تخوم الحدود الشرقية لسوريا، بالتوازي مع تصعيد التهديدات باحتلال سوريا وقلب نظام الحكم، فقد سبق ان حذرت اميركا الأسد من انه إذا هو لم يسر في ركابها فسوف يدفع الثمن، لكنه رد بقوله: “ستربحون الحرب وتغرقون في الرمال وستنطلق المقاومة”. هم راهنوا على قوتهم وهو راهن على المقاومة وعلى الواقع التاريخي والجغرافي. انطلقت المقاومة. ولم تهنأ القوات الاميركية ساعة واحدة في العراق. أما الأسد فكان عليه تسديد الثمن وكانت البداية إحكام الطوق على سوريا، من خلال إصدار إدارة الرئيس بوش قانون محاسبة سوريا على خلفية وجودها في لبنان، وفرض عقوبات اقتصادية صارمة عليها ومن ثم فتح الساحة اللبنانية كمصدر لتهديد أمن واستقرار النظام في دمشق.

في هذه الأجواء صدر القرار 1559، في العام 2004 ، الذي يلزم سوريا بالانسحاب من لبنان، وفي العام 2005، اتخذت الأحداث مساراَ تصاعدياً بتضييق الخناق على سوريا، التي جرى وضعها في قفص الاتهام الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وصارت في مواجهة ليس فقط اميركا المرابطة على حدودها، وإنما المجتمع الدولي كدولة مارقة. ولعل العام 2005 كان الحاجز الأصعب الذي يترتب على بشار الأسد تجاوزه، إذ عقدت رهانات الغالبية الدولية على انهيار النظام السوري بمجرد الانسحاب من لبنان، وراحت وسائل الإعلام تروج لسوق أركان النظام الى السجون، في ضخ إعلامي يصب في إطار “الحرب النفسية”، وهي الطريقة التي طبقتها اميركا في العراق، حيث نجحت في إسقاط بغداد إعلامياً قبل انتهاء المعركة.
الأمر كان مختلفاً مع سوريا، فتلك الحرب الإعلامية الضروس التي شنت عليها كان لها مفعول عكسي لدى الشعب، فازداد تماسكاً والتفافاً حول القيادة السياسية وشخص الرئيس، كرمز للصمود ومقاومة الأطماع الاميركية، التي لم تجلب الى المنطقة سوى الدمار. كانت عين الشعب على العراق الذي يقدم كل يوم عشرات الأدلة والبراهين على قذارة الحرب الاميركية، ليكون الخوف من مصير مشابه دافعا كافيا للاستبسال ضد مساعي اميركا في المنطقة، ليكون الحرص على الأمن والاستقرار أولا ، ولم يكن هذا عبثاً، وثبت أنه حصن سوريا ونظامها ضد الهجمة الخارجية الشرسة.
محنة عام 2005 وما شهده العام من تحقيقات دولية تتعلق باغتيال الحريري ، جعلت الأسد أكثر ثقة بنفسه وبشعبيته وبشعبه، فتمسك بمواقفه في لعبة المسافات الطويلة، مراهناً على فشل سياسات إدارة بوش في المنطقة، كونها تغفل الواقع على الأرض. ثلاث سنوات من الضغط الاميركي المتواصل والمتصاعد، الذي واكبه عزل أوروبي وعربي إلى حد ما، حاول خلالها الأسد خرقها بالاقتصاد تارة من خلال تنشيط التبادل في سوريا مع دول الخليج، وتارة بالسياسة، والدعوة إلى الحوار، منطلقاً من إيمان عميق بأنه لا يمكن تجاوز دور سوريا في المنطقة، وهو ما كان يعززه بنسج حزام أمان عبر التحالف مع تركيا على أرضية المصالح المشتركة، وتجاوز الخلافات التاريخية، بمعنى تأجيلها إلى أن يتم حلها بالحوار، وأيضاً تعزيز التحالف مع الدول الممانعة وفي مقدمها إيران رافعا مع قوى المقاومة في لبنان وفلسطين، الساحتين الملتهبتين، شعار تلازم طلب السلام مع دعم المقاومة. وعلى الصعيد العربي طور علاقاته مع قطر الراغبة في لعب دور على المستوى العربي.

وبدأت المعادلة تنقلب لمصلحة سوريا. عندما أعلن الأسد انسحاب جيشه من لبنان، وجرى ذلك بسرعة قياسية مذهلة، في نيسان 2005 توقع الكثيرون انهيار النظام السوري، وخراباً اقتصادياً واجتماعياً جراء عودة آلاف العاملين السوريين من لبنان، لكن ما جرى كان العكس. النظام ازداد ممانعة وصلابة، والعقوبات الاقتصادية الدولية التي فرضت على سوريا جعلت الرساميل السورية تعود من الخارج لتتدفق على المصارف المحلية، في مواكبة نشاط استثمار عربي رأى في سوريا البلد الأقرب إلى العراق والذي يمكن أن يكون في المستقبل القريب قاعدة لإطلاق عملية إعماره. في غضون ذلك، فتحت سوريا حدودها على مصراعيها أمام اللاجئين العراقيين، وكما دخل مئات الآلاف من الفقراء دخل أيضا المئات من الأثرياء، وتحركت السوق السورية ونشطت حركة الاستثمار العقاري. وقد تكون الحكومة السورية تحملت عبئاً فوق طاقتها لاستقبالها مليوناً ونصف مليون لاجئ بما يعنيه ذلك من ضغط هائل على بنيتها التحتية وعلى الخدمات والواقع الاجتماعي، إلا أنها ربحت على المستوى الشعبي، وهو ما أضيف الى رصيد بشار الأسد ورصيد سوريا على المستوى العربي وحتى الدولي، في الوقت الذي قصرت فيه الدولة المحتلة ولم تقم بواجبها تجاه المتضررين من حربها.

ولقد أسهم تدفق الرساميل على الصعيد الاقتصادي في اعطاء دفع لعملية الإصلاح الاقتصادي، واتخاذ جملة من القرارات الاقتصادية المشجعة كالسماح بافتتاح مصارف خاصة، وقوانين استثمار جديدة... إلخ، وخلق ظروف تساعد الاقتصاد السوري على الصمود في وجه العقوبات المفروضة عليه، وبدا الأمر وكأن سوريا تولد من جديد في الوقت الذي كان هناك من يحضر لجنازتها.

حرب تموز (يوليو) على لبنان (2006)، ضربة أرادتها اميركا أن تكون القاضية، ليس لقوى المقاومة في لبنان والمنطقة، وإنما لنظام بشار الأسد الداعم للمقاومة، لكن الصمود الذي أظهرته المقاومة، والدور الكبير الذي لعبته سوريا للحؤول دون تحقيق إسرائيل وأميركا أهدافهما، كانا انتصاراً كاسحاً. رغم حملات العداء التي كانت تقاد من لبنان ضد سوريا، وعندما وقع العدوان الإسرائيلي سعت سوريا قيادة وشعباً الى احتضان اللبنانيين الفارين من جحيم القذائف الإسرائيلية، في مشهد تضامن وتآخ شعبي نادر، وراحت كفة الميزان ترجح لصالح قوى الممانعة، وتضاعف الأمل بقدرة المقاومة على مواجهة أقوى جيوش العالم، الجيش الاميركي والجيش الإسرائيلي.

تعززت مكانة سوريا وبرز بشار الأسد بطلاً قومياً على الضد من مراهنات أعدائه وخصومه، وهو ما كان غير متوقع من طبيب العيون الشاب المتواضع بعد عامين من الضغط الشديد والمتواصل، والذي كان عليه أن يقارع سياسياً زعماء في عمر والده الرئيس الراحل حافظ الأسد.

غير أنه ولغاية العام 2007، لم تفقد إدارة بوش الأمل في أن تفلح سياسة العزل والضغط في حمل الأسد على الاستجابة لطلباتها، ومضت في مساعيها مع تعديل الهدف من “تغيير نظام بشار الأسد” إلى “تغيير سلوك نظام بشار الأسد”، وعادت المراهنات من جديد، لكن على نتائج ما بعد حرب تموز في لبنان، وما تلاه من أزمات أخذت شكلا دمويا ورشحت لأن تكون حربا أهلية ينزلق إليها سلاح المقاومة. وما بين مد وجزر عاش لبنان بقلق أقلق راحة بشار الأسد إلى أن حسم الأمر في مؤتمر الدوحة وتم وضع الأزمة على سكة الحل لتكون بداية سقوط المراهنات على إضعاف سوريا وعزلها عن لبنان وفك تحالفها مع إيران والقوى المقاومة.

في ذلك الوقت، كانت إدارة بوش تستعد للرحيل، وراح الأوروبيون يشعرون بالتحرر من ثقل سياسة بوش الحربية، فسارعت فرنسا الى تحسين علاقاتها مع سوريا وإعادة رتق ما تمزق من دورها في المنطقة، بعدما ثبت أنها لم تجنِ شيئا من فتح الساحة اللبنانية على الفوضى سوى خدمة المصالح الاميركية. أما الدول الأوروبية الأخرى ومنها بريطانيا، فاكتفت بدور المتفرج المدهوش على مشهد المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل عبر الوساطة التركية، وهي مفاوضات أرادها بشار الأسد لجس نبض إسرائيل ومعرفة مدى جدية رغبتها في السلام في الوقت الضائع ريثما ترحل إدارة بوش. فإذا هي كانت جادة تتم تهيئة الأرضية لانطلاق مفاوضات مباشرة برعاية اميركية ـ أوروبية، وإذا لم تكن جادة فإنها تكشف إسرائيل أمام الرأي العام الدولي بشهادة تركيا المشرف على التفاوض غير المباشر، إلا أن إسرائيل لم تنتظر كثيراً لتكشف للعالم أجمع عدم رغبتها الجدية في السلام وقامت بالاعتداء على غزة، ليبلغ بعدها التشرذم والانقسام العربي ذروته في مطلع العام 2009، وتتقدم تركيا لملء الفراغ العربي الحاصل نتيجة انحسار الدورين السعودي والمصري، وانكفاء الإدارة الاميركية الجديدة عن وضع سياستها في التعامل مع الملفات الساخنة التي خلفها بوش في البيت الأبيض.










رد مع اقتباس
قديم 04-02-2011, 10:06 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ريمه عبد الإله الخاني
عضو جديد مشارك

الصورة الرمزية ريمه عبد الإله الخاني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ريمه عبد الإله الخاني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بشار الأسد وتحديات العصر

السلام عليكم
أوثق ردي محامينا القدير,حتى استطيع العودة لهذا الموضوع الثمين...
حقيقة ماقلته رائع فعدم انهيار سوريا أمام تلك الرياح العاتية, دليل على نجاح سياستنا وذكاء رئيسنا الغالي بشار.
لك تقديري الكبير
وسوريا الله حاميها.....







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصفات الأساسية للسياسة السورية في عهد الرئيس بشار الأسد المحامي ياسر محرز سوريا يا حبيبتي 3 01-04-2011 03:45 PM
الرئيس الأسد في حوار لم يُنشر من قبل : تيسير مخول سوريا يا حبيبتي 1 09-03-2011 11:07 AM
اليوم الذي رأيت فيه الأسد عاش بعث العرب خواطر 2 11-10-2010 11:11 AM
النـص الكامل لحديـث الرئيـس الأســد سلطان سوريا يا حبيبتي 0 31-03-2006 11:22 AM
ســورية عام 2005 المحامي سميح الزعيم سوريا يا حبيبتي 0 28-12-2005 08:14 AM


الساعة الآن 10:29 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع