لم تكن دالين تتوقع يوماً أن هالة الرقي التي تحيط بأستاذها العظيم تخفي ورائها ذئباً لا يختلف عن غيره كثيراً عندما يتعلق الأمر بإشباغ رغباته مهما كانت الوسيلة التي يلجأ إليها دنيئة.
كانت دالين تدرس الحقوق وكغيرها من الطلاب كانت بحاجة إلى مساعدة في إحدى المواد فاستشارت أستاذها راسم الذي أبدى إستعداده لمساعدتها بشكل شخصي وعرض عليها أن يقوم راسم بإعطائها دروساً للتقوية في تلك المادة، باعتباره الأستاذ الكبير والخبير العظيم فيها ولا يوجد أستاذ سواه قادر على إعطاء دالين ما سيقوم هو بإعطائها.
كانت الدروس تتم في مكتب راسم الذي اختار موعداً لها بين الساعة الثانية والخامسة باعتباره الوقت الذي يكون فيه المكتب خالياً من الموظفين وحتى من المراجعين.
وأثناء أحد الدروس عرض راسم على دالين شرب فنجان من القهوة وقام بنفسه ليحضّره في مطبخ المكتب، ليقوم عندها بخلط القهوة بمادة مخدرة تفقد الإنسان السيطرة على أعصابها وإن لم تفقده وعيه، وعاد إلى دالين ليقدم لها نتاج يديه وفكره من القهوة.
وما هي إلا لحظات حتى بدأ دالين تفقد السيطرة على أعصابها وشعرت بأنها غير قادرة على الحراك رغم انها واعية لما يجري حولها، ليبدأ بعدها راسم بنزع ثيابه وينزع معها مجموعة الأقنعة التي كانت تغطيه وتظهره على أنه الأستاذ المنفتح المتحرر ذو المكانة الإجتماعية العظيمة.
بعد فترة استعادت دالين وعيها لكن هول الصدمة جعلها عاجزة عن التفكير، لملمت ما بقي من كرامتها المجروحة وغادرت بعد أن عرض عليها أستاذها الزواج.
بعد تفكير طويل وافقت دالين على فكرة الزواج، وعندما اتصلت به لتخبره موافقتها رفض ذلك وعرض عليها مئتي ألف ليرة سورية، فما كان من دالين إلى أن لجأت إلى القضاء لتحرك الدعوى العامة ضد راسم بجرم الإغتصاب.
أودعت أوراق القضية عند قاضي التحقيق الذي يسارع في العادة إلى توقيف المدعى عليه، غير أن المدعى عليه في هذه القضية محام كبير وثروته كبيرة ونفوذه واسع ومعارفه كثير ولأحد هذه الأسباب لم يتم توقيف راسم حتى الآن رغم مضي مايقارب أكثر من أربعة أشهر على إقامة الدعوى العامة بحقه.
والآن إذا ثبت الجرم بحق راسم فما هو الإجراء الذي يحب أن تتخذه النقابة بحقه؟
منقول