أصبحت الميكروباصات وحافلات النقل الداخلي والأماكن المزدحمة كالأنفاق والأسواق وحتى الشوارع العامة ,مكاناً يمارس فيه التحرش الجنسي من قبل الكثير من الشبان, الذين يجدون في الفتيات فريسة سهلة يفرغون فيها غرائزهم المكبوتة دون أن يأخذوا بعين الاعتبار كرامة البنت أوشرفها ,أوحتى حيائها الذي يخدشونه كل يوم آلاف المرات, والأمثلة على هذه الممارسات- للأسف- كثيرة ومتنوعة.
روت لي الآنسة (م) : أنها في طريقها إلى الجامعة , ركبت الميكروباص فبدأ الشاب الجالس بجانبها بالالتصاق بها حتى كاد يجلس على حجرها, ثم قام بلمس صدرها بطريقة متعمدة وهو يغلق النافذة, وبعد أن وصل إلى المكان الذي يريد النزول فيه وضع يده على فخذها واتكىء عليه ثم نزل .
كما حدثتني الآنسة (ر): أنها تعرضت إلى( القرص) في عدة أماكن في جسدها لعدة مرات, وخصوصاً في المناطق المزدحمة مثل نفق الآداب .
وقالت لي الآنسة (ش): أنها في يوم كانت تركب الحافلة في المقعد الأخير, ظل شابان يتحرشان بها بمختلف الوسائل والأساليب, من الكلام إلى اللمس ,حتى أمسكها أحدهم من (بطة رجلها)فصرخت ونزلت فزعة .
كما أخبرتني قريبتي (ع): أنها فيما كانت تتمشى في حديقة كليتها شاهدت إحدى الفتيات تضع يدها على وجهها بفزع وتصرخ, وحين نظرت إلى ما أفزع الفتاة رأت أحد الشبان (يزر) سحاب بنطاله ويهرب .
كما قالت لي صديقتي (ن): أنها عندما كانت تمر في أحد الشوارع العامة في وضح النهار تقدم شاب باتجاهها, وانقض عليها بطريقة وحشية, ووضع يده على (.............)ثم نطق بألفاظ سوقية جداً, ومشى وكأنه لم يفعل شيء, طبعا اصفر وجهها واتجهت إلى بيتها وشرعت تبكي, ولكنها لم تستطع إخبار ذويها عن السبب, لأن حيائها وخوفها من أهلها منعها لأن مجتمعنا للأسف يلقي اللوم على الفتاة في هذه المواقف حتى لو كانت ضحية .
أنا لست أسرد هذه القصص بقصد التسلية أو الإثارة وإنما بهدف كسر حاجز الصمت والخوف والوصول إلى حل لهذه المشكلة, التي باتت تؤرق الكثير من الفتيات اللواتي لا يجدن عزاء لهن سوى الصمت والخجل والدموع والحديث عن هذه الحوادث في مجالس الصديقات المغلقة .
أنا هنا لأرفع صوتي وأقول لهؤلاء الشبان أنني بصفتي فتاة تتعرض لهذا الأذى سأحاول كسر حاجز خجلنا الذي تحتمون خلفه وتمارسون من ورائه تحرشاتكم ,وأقول على الملأ أننا يجب أن نرفع هذه القضية لتصبح قضية عامة ,وينبغي أن ندفع المتضررات منها إلى اللجوء إلى القانون, وندفع القانون كي يتخذ إجراءات صارمة بحق هؤلاء, ليصبحوا عبرة لغيرهم وتتوقف هذه الممارسات البشعة حتى تصبح دمشق مدينة نظيفة من المنحرفين .