الخلوي و أخطاره الصحية

[أحمد صوان]

ندوة عن الخلوي ...تأثيرات وأضرار

صحيفة الثورة السورية - منال السماك - الثلاثاء 15-6-2010
كثير منا لايتردد بأن يعود أدراجه إلىالبيت في حال نسي هاتفه النقال ، وإن لم يتسن له ذلك ،فإنه سيقضي يومه مرتبكاًمتوتراً ، فأرقام الهواتف والساعة والمهام والمواعيد والانترنيت ،
مهام يؤديهاالجوال تجعله رفيقاً ملازماً لناأينما ذهبنا ، حتى عندما نأوي إلى الفراش يغفوبقربنا ، وربما قلة قليلة الذين لايحملونه ، هذا إن لم يقتن الشخص هاتفين معاً ...‏
خوف وقلق ...لماذا ؟؟‏
فإذا كان الجوالمن أبرز الاختراعات العلمية في العقد الأخير من القرن العشرين ، فإنه أيضاً من أبرزالابتكارات التي ثار الجدل الطبي حولها نتيجة لماذكرته بعض الأبحاث عن أخطارهالصحية المتعددة... ولكن لماذا كل هذا القلق من استخدامه ؟ فحتى هذه اللحظة لايوجددليل قاطع على أثره على ذاكرة الانسان ،وليس هناك أيضاً أي مؤشر أكيد على أنه يسببالسرطان.‏
ماسبق بعضمماأثارته الندوة التي أقامتها الجمعية الوطنية للتوعية الاجتماعية، وكانت بعنوان (التأثيرات الصحية للهواتف الجوالة) فناقش الدكتور محمد زهير القاوي حائز علىالبورد في الأمراض العصبية الجانب الصحي ،بينما استعرض المهندس خالد الحمصي عضومجلس إدارة الشركة السورية الألمانية للاتصالات آلية عمل الجوال ،وأهم الدراساتالتي تناولت مخاطر الاشعاعات الصادرة عنه.‏
الأبراج...‏تأثيرات وأعراض‏
فقد اتضح منخلال إحدى هذه الدراسات أن السكان القاطنين في الأماكن القريبة من أبراج الجوالاتيعانون صداعاً - فقدان ذاكرة- رعاشاً لاإرادياً - دوخة - أعراض إعياء - قلقاً - انزعاجاً في النوم وقد كان هناك فرق معنوي واضح في هذه الأعراض بين الأشخاصلإشعاعات أبراج الجوالات ، وبين غيرالمعرضين لها.‏
كما وجد العلماءخلال هذه الدراسة أن السكان الموجودين في المبنى الذي عليه البرج كانت شكواهم منالأعراض السابقة أقل من الأشخاص الساكنين في المباني الموجودة مقابل البرج ، وقديفسر ذلك بأن السقف الاسمنتي قد يكون امتص بعض الإشعاعات الصادرة عن البرج .‏
كذلك فقد وجدتدراسة أخرى أن هذه الأعراض كانت موجودة لدى الأشخاص الذين يسكنون قرب أبراجالجوالات في حدود 300 م أو أقل بينما أكدت دراسة ثانية أن خطر الإصابة بالسرطانيرتفع بين السكان الموجودين في حدود 200 م أو أقل من هذه الأبراج.‏
وذكر م. الحمصيتجربة قام بها باحثون حيث تم وضع بيضة بالقرب من جهازي جوال ، وقاما بالتحدث عبرالسماعة الخاصة بكل جوال حتى لاتتغير المسافة ،وللدهشة أنه بعد 15 دقيقة لم يطرأ أيتغير يذكر ، وبعد 25 دقيقة بدأت قشرة البيضة تسخن وبعد 40 دقيقة نضج البياض أما بعد 65 دقيقة فقد أصبحت البيضة مسلوقة بالكامل ،وهذا يدل على مدى الضرر المحتمل حدوثهللجسم.‏
وأشار م . الحمصي أن مايثير القلق الأثر الطويل الأمد للإشعاعات الكهرومغناطيسية ، والتي لميتمكن العلم من إثباتها بصورة قطعية أونفيها. ولاتزال إلى الآن هي أخطار محتملة ،وحتى يتم التأكد من النتائج ، علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي بانتظارماسوف يكون ،وعندها سيكون حدث مالا تحمد عقباه...‏
طفرة جينية‏
بعد ذلك استعرضد. القاوي بعض التأثيرات الصحية الناتجة عن استخدام الجوال، بدلالة أن هذه الأمواجالكهرومغناطيسية هي نفسها التي تستخدم في أفران التسخين والطهي والفرق بينها هو فرقبالشدة فقط، فالأمواج في الأفران شديدة لدرجة تستطيع الطهي والتسخين في دقائقمعدودة ، وكذلك في الجوال، وهناك خبرة للجميع بملاحظة سخونة الأذن بعد مكالمة طويلة، وذلك بسبب الطاقة الخارجة من الجوال ، وهذه الأمواج لها قدرة على حمل الطاقة ،والنفوذ من خلال الحواجز يعتمد على طبيعة الحاجز وسماكته.‏
ولفت د. القاويبأن هذه الطاقة لها قدرة على زعزعة البنية الذرية ، وذلك يعتمد على الطاقة المحمولةوسرعة التردد، ففي كل خلية من خلايا الجسم هناك مجموعة أوامر موجودة في نواة الخليةومحتجزة في ذرات الحمض النووي ،فإذا تأينت هذه الذرات تغير تركيبها، ومن ثم تغيرتالأوامر التي تعطيها لتركيب البروتينات وما إلى ذلك ، وعندها تحدث مايسمى بالطفرةالجينية ، وهذه الطفرة عندما تحدث في الخلايا تكون طفرة جينية قد تؤدي إلى مرضوراثي وعندما تحدث في خلية جسمية تغير من طبيعة تكاثر الخلية وتؤدي إلى حدوثالأورام.‏
أشد ضرراً علىالأطفال‏
كما أن أنسجةالجسم تمتص هذه الطاقة من الجهاز في الأماكن القريبة من الهوائي كالأذن والرأسواختراق الأمواج للرأس قد يصل من 4-6 سم ، وهو أكثر أثراً لدى الأطفال وأشد ضرراً ،لأن الأنسجة لاتزال رخوة ورقيقة ،بينما لدى الكبار فالتكلس يعمل كحاجز لمرور الطاقة، فطفل بعمر 5 سنوات قد تصل الأمواج إلى الأذن المقابلة ،بينما لدى طفل بعمر 10سنوات تصل إلى نصف الكرة المخية المقابلة.‏
وذكر د. القاويأن الأشخاص الذين يفرطون في استعماله يزداد احتمال دخولهم المشافي بسبب الصداع - الشقيقة - الدوار والا ستخدام المديد على جهة واحدة ،قد يترافق مع ظهور أورامدماغية كمايشكل خطراً على النساء الحوامل.‏
وفي نهايةالندوة نصح كل من د. القاوي وم. الحمصي توخي الحذر والاعتدال في استعماله وأنيستخدم بعيداً عن الجسم، وذلك عبر مكبر الصوت أوالسماعة أوالاقتصار على الرسائلالنصية بدلاً من الكلام وذلك إلى أن تثبت الدراسات مضاره
. صحيفة الثورة السورية - منال السماك - الثلاثاء 15-6-2010