![]() |
|
حوار مفتوح إذا كان لديك موضوع ترى أهمية طرحه في منتدانا ولا يدخل ضمن الأقسام الأخرى فلا تردد بإرساله إلينا ولنناقشه بكل موضوعية وشفافية. |
![]()
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]() بحث ودراسة مُبسطة في سيكولوجيا الرجل الشرقي – العربي ((1)) كلمة رجل أو رجولة لها وقعٌ خلاب في النفس البشرية للإنسان العاقل (المُعاصر)(1) وقد كانت كذلك في فترات سابقة من التاريخ، وعلى مختلف المناطق الجغرافية في العالم، وما ذلك الوقع الخلاب إلا لارتباط هذه الكلمة في العقل البشري بمعانٍ ودلالات إنسانية وأخلاقية سامية غالباً ما تصف بها الذكور الناضجين فكرياً والمتفوقين على أقرانهم من نفس جنسهم قِيمِيَّاً وأخلاقياً وحياتياً. هذا وناهيك عن دلالات أحرف هذه الكلمة (كلمة رجولة) لما لها من أثر في النفس.. ففي مثل هذه الكلمات تتجلى عبقرية اللغة، حيث تحمل الكلمة في وقعِها السَمعِي أثراً يشبه ويُعَبر عن معناها. لكن الخوض في مثل هذا الأمر يتطلب بحثاً أخر لسنا بصدده الآن. إن منظومة القيم المرتبطة بمعنى الرجولة غالباً ما كانت توظف أو تُستغل من قبل الكثيرين بطرق غير نبيلة وبآفاق ضيقة.. الأمر الذي أفقَدَ هذه الكلمة معناها الحقيقي وبَرِيقها الخلاب.. فتحول مفهوم الرجولة ليصبح مُرتبطاً بالتَسَلطِ والتَجَبُرِ على الضعفاء. سأحاول في هذا البحث الإشارة إلى أهم النقاط التاريخية التي أدت إلى حدوث تحولات في طريقة تفكير الإنسان (الذكر تحديداً) ووضع اليد على أسباب هذا التحول الذي غالباً ما كانت نتائجه سلبية. في انعكاساتها على المجتمع البشري، وتتجلى هذه السلبية في أن (الذكر) اعتلى رأس هرم التسلط الذي صنعه هو بنفسه. (وهو الأن يوشك على السقوط من أعلاه إذ لم نقل أنه سقط). لكن قبل الانتقال إلى البدء بهذا البحث البسيط والمتواضع تجدر الإشارة إلى أن دور البطولات الفردية لم يعد وارداً في عصر التطور والتقدم التكنولوجي، فالبطولات الفردية التي ساهمت بشكل أو بأخر في تحديد معنى الرجولة والتي سادت في عصور سابقة كانت مرتبطة بالقوة الجسمانية لرجال الأبطال أكثر مما ارتبطت بالقدرات الفكرية والعقلية.. والتاريخ العربي والعالمي حافل بمثل هذه الشخصيات من الأبطال أمثال (جلجامش ومردوخ وأنكيدو) في عصور بدء التاريخ في منطقتنا العربية. وأمثال (أوديسيوس وأكلسيز أو (أخيل) وأجاممنون.. وغيرهم) في بلاد اليونان والإغريق. أما في العصر ما قبل الإسلامي من أمثال (كُليب وأخية الزير سالم وعنترة.. وغيرهم) وقد نُسجت حول هذه الشخصيات القصص والأساطير التي تتحدث عن بطولاتهم وقوتهم الخارقة.. لكنها لم تذكر أثرهم الفكري.. فأرباب الفكر في ذلك الوقت لم يعتبروا أبطالاً.. كـ (تالس وفيثاغوث والإدريسي.. وغيرهم من العلماء) إلا في عصور لاحقة. أما في العصر الإسلامي وما بعده فقد تغير مفهوم الرجولة وأصبح مرتبطاً بحَمَلة الفكر والقيم الإنسانية ومدى التزامهم بها.. كبعض أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين لهم ومن جاء بعدهم من أمثال: (الإمام علي ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان وعمر بن عبد العزيز وسيف الدولة الحمداني وصلاح الدين الأيوبي).. ويبقى الاختلاف حول "فكر" هذه شخصيات نسبياً أو يتبع لأصل سياسي. __________________________________________________ _____ (1) نظراً لافتقادها.. أو لافتقاد منظومة القيم والمعاني المرتبط بها.
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||||
|
![]() [align=justify] مقدمة: ((2)) في البدء ومع نشأت الحياة كما دلت ألُقى والآثار القديمة أن المجتمعات أو التجمعات البشرية التي عاشت في فجر الوجود الإنساني كانت مجتمعات أمُومِية أي أنثوية بامتياز. فكانت المرأة هي الأم الجَامِعة والمُوحدة والحَامية لتلك التجمعات، وكانت الرّبة والآلهة، ومع بدء نشوء حالة الوعي الإنساني ارتقت ضمن المجتمع الذي كانت هي سيدته فأبدعت وتطورت فكانت المُعلمة والطَبيبة والمُزارِعة.. وغير ذلك من مهن إبداعية.(1) والجدير بالذكر أيضاً أنه لم تنشأ حروب طاحنة أو كبيرة (حروب تصفيه) في المجتمعات الأمُومية، فلم تتعدى حروب هذا المجتمع حالات الاقتتال الفردي بهدف البقاء وليس بغاية تحقيق مكاسب توسعيه أو سياسية (كما هو حال المجتمعات الذكورية). إن الاستقرار الذي ساد المجتمع الأمومي كان حالة طبيعية صحية ونتيجة متوقع لتطور المجتمع، ويتجلي هذا التطور بزيادة الخصوبة بمعناها الكلي وبالتالي زيادة عدد أفراد هذه التجمعات.. وهذا يعني الحاجة إلى موارد وإمكانيات أكثر تُلبي مختلف الاحتياجات وتكفي للحفاظ على البقاء والاستمرار. وبدأ المجتمع الأمومي يتحول نتيجة هذا التطور إلى مجتمع المُلكيات والإقطاعات الخاصة بكل تجمع. لكن بدون قوانين ناظمة لحماية هذه المُلكيات. هنا برز دور الذكر.. فأصبحت إحدى مهامه حماية هذه الإقطاعات والمُلكيات بالإضافة إلى دوره في تأمين الغذاء والطعام من الصيد والعمل في الزراعة تحت إشراف وإدارة الأنثى وضمن سلطتها.. وبعد تعاظم دور حُماة المُلكيات (المتمثل بالذكور بشكل خاص).. بدأ التفكير بأهمية هذا الدور وبضرورة منح سلطات وصلاحيات أكثر اتساعاً لهؤلاء الذكور.. ومع الرفض من قبل الأنثى (الأم الكبيرة) لاقتسام السلطة التي تمثلها وتجعلها آلهة، والتي يُدير شؤونها مجموعة من الكاهنات والعرفات(2). نشأت حركات التمرد والعصيان الذكورية على أوامر الأم الكبيرة أو الآلهة الأنثى. لعدة أسباب أهمها رغبة الذكور بالحفاظ على المَكاسب التي حققوها عن طريق التوريث الذي لم تكن قد تبلورت فكرته بعد، لكن لا يمكن ذلك إلا خلال تحديد نسله ومعرفة أبنائه(3). هنا يمكننا الإشارة إلى أسطورة يونانية تحكي قصة تسمية مدينة (أثينا) بهذا الاسم لأنها تلخص أو تعكس بداية انتقال السلطة من يد الأنثى إلى يد الرجل(4). واستمر الصراع لقرون طويلة (بين سلطة الأنثى وتمرد الذكر عليها) إلى أن بدأ توطيد الأمر للسلطة الذكورية مع ظهور الديانات السماوية المُمنهجة. والتي سَعت لتحطيم الوجه التقدمي والدور الحضاري للمرأة. وعملت على تشويه صورتها والحَط من قيمتها. ويتمثل ذلك في مجموعة كبيرة من الأفكار التي عمدت هذه الديانات على ترسيخها في العقول.. وإعادة قراءة أحداث بدء الخلق بصورة مختلفة أو معاكسة تماماً لما تم تناقله حسب الفهم السائد آنذاك. سنذكر من هذه الأفكار على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: 1- نشوء المرأة من ضلع الرجل: هذا تعبير عن رفض أن الكينونة الأولى هي كينونة مؤنثة، وتأكيد أن المرأة تدين بوجودها للرجل.. وأنه يملك قدرات خلاقة تفوق قدرات المرأة التي هي أحد وظائفها الحيوية. وفي فكرة نشوء المرأة من ضلع الرجل إشارات أخرى كثيرة يمكن قرأتها وإيضاحها في بحث مستقل. 2- المرأة هي التي أخرجت الرجل من جنة الخلد: فأغضبت بهذا السماء واستحقت سخط الرجل الأبدي، وبالتالي تحميل المرأة وزر هذه الخطيئة إلى الأبد. 3- تقليل شأن ودور المرأة: من خلال نشر وتوطيد ثقافة مؤداها أن المرأة لا تملك عقلاً كاملاً، وأنها أقل طهارة من الرجل(5)، وأن روحها شيطانية خبيثة تحيك المكائد وتلقي بذور الفِتَن أينما حلت. إلى غير ذلك من الأفكار التي شأنها الحط من دور وقيمة المرأة إنسانياً. 4- ممارسة الحجر والوصاية الذكرية على المرأة ومحاولة تقييدها أو سجنها لقتل ومحاصرة قدراتها الإبداعية وذلك بحجة الشرف(6) تارة أو أنها عورة تارة أخرى. فوصل الأمر لدرجة أن المرأة لم تعد تملك من أمرها شيء، وفقدت السلطة على جسدها فغدت لا تملك حتى حرية التصرف ببعض أجزائه دون مراقبة الذكر. والكثير من هذه الأفكار مازالت مُستَشرية في مجتمعنا لهذا اليوم، هذه الأفكار التي تجذرت في العقل حتى أصبحت جزءاً من كيانه وتركيبته عند الرجل الشرقي الذي لا يمكنه الانفصال عنها بسهولة، حتى بعد إدراكه لحقيقتها. وبنفس الطريقة تجذر هذه الأمر عند المرأة نتيجة الانصياع الطويل لهذه الأفكار حتى أصبحت جزءاً منها، فنراها اليوم تحارب كل ما يدعو إلى تحررها من قيود التبعية للرجل. بحجة الالتزام الديني. كأن الالتزام الديني لا يكون إلا بالتمسك بهذه التبعية التي فرضها الرجل. ليُحكم بها سيطرته عليها. في نهاية هذه المقدمة يمكن الخلوص إلى القول بأن الأديان الوثنية أعطت المرأة صفات الإلوهية والكثير من السلطة، أما الأديان السماوية فقد دعّمت ووطدت سلطة الرجل وأنزلت المرأة منزلة أقل شأن من الرجل. ______________________ (1) كانت المرأة هي سيدة كل شيء لأن الذكر كان يعتقد أنها تملك قدرات خلاقة وخارقة، فكان يُظن أن المرأة تلد بقدرتها وإرادتها وحدها. وليس بسبب الجماع بينها وبينه.. وكان يُعتقد أنه عندما تلد المرأة تكون في أوج قدرتها على تحويل أي شيء لما تريد.. فكان يُظن بأنها تحول الماء إلى حليب وترضعه للصغير من ثديها.. وكانت المرأة تُرهب الذكر بإبقائه مذعوراً منها بسبب قدراتها السحرية المُعتَقدة.. فكان يخشى الذكر إذا غضبت عليه المرأة أن تحوله إلى حيوان صغير وحقير كضفدع أو جرذ أو غيره من الحيوانات الوضيعة والدميمة.. وقصة النساء الأمازونيات مشهور جداً في تاريخ الشعوب. (2) الكاهنات والعرفات يقابلن اليوم السلطة السياسية والتشريعية. (3) ففي تلك الفترة كان الأطفال يُنسبون إلا أمهاتهم وليس إلا أبائهم.. لأن الجنس كان مشاعا إلى ذلك الحين.. فكان كل الذكور ملك لجميع الإناث. (4) تجسيد هذه الأسطورة الصراع بين آلهة الحكمة المؤنثة التي تمثلها أثينا (أو مينيرفا) برمزية شجرة الزيتون.. وبين الإله الذكورة بوسيدون (إله البحر) الذي يمثل القوة والسطوة والجبروت.. وعندما انتصرت أو تفوقت ألهه الحكمة (المؤنثة) على إله القوة (المذكر).. ثارت ثائرته ودمر المدينة بأكملها.. يمكن قراءة الأسطورة بكل تفاصيلها من كتابات الشاعر اليوناني القديم هوميروس.. (ملحمة الألياذة) ومن كتابات أسخيليوس.. في (نصوص متفرقة). (5) فيما يتعلق بمفهوم طهارة المرأة خصوصاً في فترات الدورة الشهرية ومرحلة الولادة وما بعدها، تم تحويل فهم هذه الفكرة من معناه الإنساني إلى معنى يقلل من شأن المرأة. فأنا أرى أن الله عز وجل أسقط التكليف عن المرأة في هذه الفترات رأفة بها لأن وضعها الصحي قد لا يسمح لها بأداء الفرائض والعبادات (قبل اعتبارها تعيش حالة دنس).. وشتان ما بين المعنيين. (6) بهذه الطريقة تم حصر مفهوم الشرف (شرف الرجل) داخل مثلث الأنوثة عند المرأة التي يعتبر نفسه وصياً عليها. فأصبح شرف الرجل الشرقي (العربي) مرهوناً بأعضاء المرأة التناسلية. [/align]
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||||
|
![]() تسلط الرجل باسم (فكر) الديانات السماوية: ((3)) • لنبدأ مع فكر الديانة اليهودية كما سبق وذكرنا في المقدمة أن الفكر الذي تمخض عن الديانات السماوية وطد سلطة الرجل. فكان الرجل في الفكر الديني اليهودي لا ينظر إلى نفسه على أنه جزء من الموجودات الطبيعية التي خلقها الله فحسب.. وأن الله قد سخر له هذه الطبيعة. بل يرى نفسه مُسلطاً عليها وأن الله خلقه على صورته كما جاء في سفر التكوين (.. وقال الله: لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا، وليتسط على سمك البحر وطير السماء والبهائم وجميع وحوش الأرض وكل ما يدب على الأرض)(1). والمقصود بالإنسان هنا الرجل لأنه وحسب التوراة إلى ذلك الحين لم تكن حواء قد خلقت بعد (راجع العهد القديم - سفر التكوين ). وبعد أن اقترف الثلاثة الحية والأنثى والذكر معصية بمخالفة أوامر الرب وأنزل الله بالأثمين عقاباً شديداً وأبدي.. فالحية التي أغوت المرأة قال لها الرب: (.. فأنت ملعونة من بين جميع البهائم وجميع وحوش البر، على بطنك تزحفين وتراباً تأكلين طوال أيام حياتك... وقال للمرأة: أزيد تعبك حين تحبلين، وبالأوجاع تلدين البنين، وإلى زوجك يكون اشتياقك، وهو عليك يسود.. وقال لآدم: لأنكَ سمعتِ كلام امرأتك فأكلت من الشجرة التي أوصيتكَ إلا تأكل منها تكون الأرض ملعونة بسببك، بكدك تأكل طعامك منها طوال أيام حياتك..... حتى تعد إلى الأرض لأنك منها أخذت)(2). وفي العهد القديم أو التوراة الكثير من هذه النصوص التي تؤكد وتُعلي سلطة الرجل أمام المرأة. فأقل ما يمكن قوله عن تسلط الفكر اليهودي(3) على المرأة هو حرمانها من دخول دور العبادة، وحرمانها من ممارستها للشعائر الدينية وطقوس العبادات.. لخنقها روحياً.. بحجة أنها ملعونة في الأرض كما لعنها الله في السماء.. وهذا فهم بمنتهى التخلف والتدني العقلي. والمثير أكثر من هذه كله أنه ما زال معمولاًُ به إلى يومنا هذا عند بعض العائلات اليهودية المتشددة دينياً. • في الفكر المسيحي؟ أما في فكر الديانة المسيحية فلم تكن سطوة الرجل أقل منها عن سابقتها اليهودية. علماً أن للمرأة دور بارز في هذه الديانة لأنها تمثل الأم الكبرى التي أتت بالخلاص للبشرية جمعاء. وقد ظل الفكر المسيحي محافظاً على اعتداله وسلامته من التشوه إلى أن اعتلى عرش روما الملك الوثني قسطنطين (285 - 337)(4) حيث قام بحرق الأناجيل الموجودة وما كان قد كتبه (الرسوليون)(5) عن تلاميذ السيد المسيح.. والتي تتحدث عن المسيح الإنسان صاحب الشخصية المُذهلة التي أحدثت تحولات كبيرة في تاريخ البشرية ككل.. فألهم الملايين وابتكر الفلسفات الجديدة وأنصف الفقير من الغني والعبد من سيده والمرأة من الرجل والمظلوم من الظالم. وساوى بين القلب والعقل.. فكان قائداً فريداً في تاريخ البشرية جمعاء. لكن قسطنيطن ملك روما وبالتواطؤ مع بعض المستفيدين والداخلين في الدين المسيحي لغاية دنيوية أو لمصلحة. قاموا بحرق الأناجيل وأعادوا كتابتها من جديد فأسقطوا منها كل ما يتحدث عن المسيح الإنسان. وأبرزوا وزينوا تلك الصفات التي أظهرت المسيح بصفات إلهيه. وعاقبوا كل من يتبع غير ما وضعوه بتهمة الهرطقة. التي كانت عقوبتها الإعدام بالطريقة التي تراها الكنسية مناسبة (كالحرق بالنار وتكسير المفاصل ثم الشنق أو الصلب أو....). وبالتالي أسقطوا دور المرأة من الديانة المسيحية لصالح توطيد سلطة الرجل الدينية والسياسية فيها والتأكيد على قدراته الإلهية الخلاقة.. ليقبضوا بذلك مرة أخرى على زمام الأمر. وما يجدر ذكره في هذا المقام من تسلط الرجل على المرأة داخل البيت المسيحي في العصر الوسيط (ما يسمى بحزام العفة)(6) الذي انتشر في القرن الخامس عشر في أوربا وتحديداً في إيطاليا. العاصمة الدينية للفكر المسيحي. ولا يدل استخدام حزام العفة إلا على تسلط واستبداد الفكر الديني الرجعي الغبي آنذاك على عقول الرجال الذين قاموا بدورهم بممارسة هذا التسلط على من هم أضعف منهم خلقاً وهن النساء. كما يجب ألا ننسى قصة قتل ساحرات أوربا اللواتي اتهمن بالهرطقة في نفس العصر. وبنظرة تاليوتارية على ما كانت تقوم به هذه الساحرات من ممارسات ونشر فكر من شأنه التقليل من أهمية الدين ورجال الدين المتغطرسين(7) أمام العلم والفكر الحر، نجد أنهن سعين في محاولة شبة محكومة بالفشل سلفاً لاستعادة ذمام المبادرة بهدف قيادة حركة المجتمع مرة أخرى. لكن ذلك انتهى بمحرقة عظيمة لتلك الساحرات. • في الفكر الإسلامي؟ أما عن الرجل في الفكر الإسلام: فقد حاول الإسلام المتمثل بشخص النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يُنصف المرأة بقدر ما سمحت الأعراف والتقاليد السائدة آنذاك، فأول ما حاول الإسلام محاربة هو تلك العادة الوحشية التي كانت تدعو إلى وأد الفتيات الصغيرات خشية العار. كما عمد الإسلام أيضاً إلى المساواة الإنسانية بين الرجل والمرأة بالحقوق والواجبات، فأصبحت المرأة ترث والديها كالرجل تمام. لكن سوء فهم النص القرآني الذي يتعلق بموضوع الإرث جعل المرأة – مرة أخرى- أقل شأن من الرجل فيما يتعلق بالإرث. فانتقص حقها. وأول امرأة حُرمت من ميراث أبيها في الإسلام هي السيدة فاطمة (عليها السلام) ابنته النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. بحجة أن الأنبياء لا يورثون.. علماً أن هناك نصوص قرآنية تقول أن الأنبياء يورثون.. حيث جاء في النص القرآني: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ..}(8) وكلاهما نبي. والآية {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً{5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً{6}(9) فالمتكلم هنا نبي الله زكريا فوهبه عز وجل ابناً أسماه يحيى.. وكان يحيى نبياً.. فورث أباه الذي ورث عن آل يعقوب. فإذا قال البعض أن هذا النص خص الذكور بالميراث دون الإناث..!! نكون قد عدنا إلى النقطة الصفر التي يجب الخروج منها. ((وهي التقليل من شأن المرأة)) أما إذا قال البعض الأخر أنها لا تخص الذكور فقط فلماذا لم ترث فاطمة أباها عليهما السلام. (الخوض في هذه التفاصيل مثير للشجون ولسنا في صدده الآن). كما أن المرأة فقدت المكانة التي حاول منحها إياها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته مباشرة فقد عمد كل من جاء بعده على أفسد كل ما حاول عليه وعلى آله الصلاة والسلام توطيده لصالح المجتمع السوي الصحيح. فانتشرت المكائد وعمت الحروب وسادت الانقسامات. وبنظرة خاطفة إلى هذا المعنى نجد أن أحد ممن تولى سدة السلطة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يمت إلا قتلاً.. (باستثناء أبو بكر الصديق رضى الله عنه). وهذا يعكس مدى وحشية المجتمع الذكوري ورغبة كافة أفراده باعتلاء هرم السلطة عندما يتوفر لهم الحد الأدنى من الإمكانيات لذلك. بل وقد سخر البعض المرأة لتكون حجة في حربه باتجاه السلطة (معركة الجمل). وبنظرة أكثر خصوصية إلى المجتمع الذكوري نجد أن أعلى شكل من أشكال تسلط الرجل على المرأة وعدم احترام مشاعرها والاستخفاف بها كإنسان من خلال توطيد أحقية الرجل والسماح له بالزواج بأكثر من امرأة من غير وجه حق، بحجة أن الشريعة أباحت له ذلك، متجاهلاً شروط تعدد الزوجات، وضارباً بعرض الحائط حق المرأة برفض هذا التعدد، والأذى النفسي والوجداني الذي قد يصيبها من جراء هذا التعدد(10). مما سبق نلاحظ أن الفكر الذي تمخضت عنه الديانات السماوية – إذا سلمنا جدلاً بصدقيتها- لم تتجاهل حق المرأة ولم تجعل الرجال فوق النساء مكانة على الأقل في المقام الإنساني.. بل جاهدت لفتح باب المساواة بين جنسي النوع البشري، لكن التسلط الذكوري بكل أشكاله الاجتماعي والسياسي والديني والاقتصادي هو الذي وقف في وجه إرادة السماء ليغلق الباب الذي يُمَكّن المرأة أن تبرز من خلاله. على سبيل الطرفة المحزنة والتي كان سببها شدة الجهل والغباء. وهي أمر حقيقي.. فقد بلغ الأمر ببعض القيادات السياسية الدينية التي سادت في منطقة الشرق في عصر الانحطاط الإسلامي أيام المماليك والسلاطين العجم والديلم والعثمانيين... وغيرهم، أن منعوا الحذاءين من صناعة أحذية للنساء كي لا يخرجن من بيوتهن.. وهذا يساوي ما أمرت به القيادات السياسية الدينية التي حكمت أوربا في العصر الوسيط باعتماد ما يسمى بـ (حزام العفة). طبعاً هذا غيض من فيض والأمثلة أكثر من إحصائها الآن. من اللمحة العامة والسريعة التي ألقيناها على الديانات السماوية الثلاثة، نلاحظ أن هذه الديانات المتمثل بشخوص الأنبياء - كمُصلحين اجتماعيين- الذي حملوا عبء إيصالها إلى الناس بذلوا كل ما استطاعوا ولم يدخروا جهداً لإحلال المساواة في المجتمع الإنساني لكن من جاء بعدهم حرّف النصوص وغير التفاسير والشروح وتلاعب بالألفاظ لتتوافق مع استبداد وتسلط الذكر. ______________________________ (1) التكوين: 1/ الخليقة: 26 (2) التكوين: 3 / السقوط 14- 19 (3) ليس المقصود هنا الفكر الذي جاء به نبي الله موسى عليه السلام، بل المقصود ما عَمِل كبار رجال الدين اليهودي على توطيده من خلال شرحهم وتفسيرهم لبعض النصوص.. وحذفهم لبعض النصوص التي تُنصف المرأة. ليتم لهم بذلك توطيد حكمهم عليها. (4) الملك قسطنطين ظل وثنياً طوال فترة حياته، وقد تم تعميده وهو على فراش الموت. حيث كان أضعف من أن يقاوم من أرادوا تعميده. (5) تلاميذ رُسُل السيد المسيح عليه السلام. (6) حزام العفة: هو أداة على شكل حزام يصنع من الجلد أو الحديد يستخدم لمنع حدوث اللقاء الجنسي أو الاغتصاب، وهو عبارة عن طوق له قفل يلتف حول خصر المرأة فيغلق فتحتي الفرج والشرج مع بقاء فتحات صغيرة لأداء الوظائف الحيوية لهذه الأعضاء. وكان بعض الأزواج يضعون حزام العفة هذا لنسائهم في حال مغادرتهم لمنازلهم لأوقات طويلة. (7) ولم يكتفي رجال الدين في أوربا خلال العصر الوسيط بهذا وحسب.. فقصة صكوك الغفران تخلص مدى التسلط الديني على عقول العامة، ويمكن تلخيصها بما يلي: حيث كان رجال الدين يبيعون أراضٍ في الجنة للناس مقابل مبالغ مالية يتقاضونها. ثم يقولون لمن يدفع لقد حجزت لك أرض في ملكوت السماء. إلى أن جاء رجل وقال أمام الجميع أريد أن أشتري جهنم وأصر على ذلك وبعد أن دفع ثمنها.. قال أيها الناس لا تشتروا أراضي في الجنة بعد اليوم، لأني اشتريت جهنم ولن أسمح لأحد بدخولها. وهذا يعكس مدى قصور وغباء الفكر الديني آنذاك. ومدى غباء الشعب المؤمن بهذه السلطة. (8) النمل: 16 (9) مريم: 5 - 6 (10) إن شرط تعدد الزوجات يقوم على الفهم الصحيح للنص القرآني ومفتاح ذلك فهم الفرق الدقيق بين (القسط والعدل).
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||||
|
![]() مظاهر وأسباب استبداد الرجل العربي في عصرنا الحالي (الحلقة رقم 4) كيف تم تكريس الاستبداد الذكوري؟ أن الفكر الاستبدادي أو العقل التسلطي الذي ورثه رجل اليوم عن رجل الأمس حتّم عليه أن يسعى دائباً للاحتفاظ بهذه السلطة بأي شكل، فمارس القهر والحجر والتضييق بأبشع أشكاله على المرأة. بدأ بحرمانها من أبسط حقوقها كحق التعليم واكتساب المعرفة كي لا تصبح نداً للرجل بمعرفتها، أو خشية منه أن تتفوق عليه بهذه المعرفة فتخرج من تحت سيطرته. وحصر معارف ومدارك المرأة بمتطلبات الحياة الزوجية(1) والبيتية كالطبخ والمسح والغسيل وكيفية العناية بشؤون المنزل وتدريبها على الانصياع لأوامر زوجها ونقل هذه المعرفة إلى أبنائها (الذكور عن طريق منحهم حق التسلط ضمن البيت، والإناث عن طريق تكريس ثقافة الانصياع والخنوع في نفوسهن). وكل ذلك برضا الرجل وتحت رقابته وإشرافه بشكل أو بأخر. أين هي المرأة؟؟ المرأة في المجتمع الشرقي تعمل عمل غير مأجور في منزل زوجها، لسبب واحد هو كي لا يقع عليها الطلاق. وكم من امرأة - وأولهن أمي - تتحمل القهر والظلم الذي يقع عليها بفعل تسلط الرجل أو الابن، فتجلس وتبكي بسخاء.. ولا تملك من حق الرفض أو الصراخ أو الاعتراض شيء فقط كي لا ينبذها المجتمع. (لأنها ستصبح امرأة مُطلقة أو أنها لم تحسن تربية أولادها). لذا فالمرأة تعمل بشكل دءوب على تمرميم حماقات الرجل أو الابن في المجتمع الشرقي العربي. إن الحرمان من حق التعلم يؤدي إلى انعدام القدرة على الاستقلال الاقتصادي، من أصغر حلقات المجتمع إلى أكبرها، فلا يسمح للمرأة (زوجة أو ابنة أو أخت) أن تعمل إلا في منزلها على خدمة الذكر الموجود (زوج أو أب أو أخ) انتهاء بمؤسسات الدولة القيادية التي لا تملك المرأة حق توليها.. إلا في حالات نادرة الحدوث حتى في الدول المتقدمة. بحجة أن المرأة عاطفية وتنقاد خلف أهوائها لذا فهي لا تصلح لقيادة أي شيء. حتى "سيارة خاصة" كما هو الحال في الدولة التي تعتبر نفسها دولة الإسلام الأولى (المملكة العربية السعودية). أن الاستقلال المادي بمفهومه العام هو أول خطوة على طريق التحرر من التبعية للغير. وللتخصيص في هذا الشأن نقول طالما أن المرأة لم تحصل على هذا الاستقلال المادي فستظل تحت رحمة وتسلط الرجل.. ويعمد الرجال على محاصرة المرأة المستقلة مادية وفكرياً ومحاربتها اجتماعياً إما عن طريق تهميشها أو تسخيف وتسفيه عملها وجهدها، والسعي للانتقاص قدرها والحط من شأنها، كالقول السائد والمعرف في كل أصقاع العالم العربي (آخرة المرأة في المطبخ حتى لو كانت وزيرة)(2). أو من خلال تشويه صورة المرأة المستقلة بقذفها بأقذع الألفاظ واتهامها بإثارة الفتن والفواحش في مجتمع منغلق على نفسه.. والعمل على تحقير فكر المرأة وبأنه لا يصلح لأي شيء، من خلال ونشر وتعميق ثقافة القول الذي يفيد (بأن رأي المرأة فاسد ولو بعد أربعين عاماً). فليس أصعب على الرجل الذي يرى نفسه أفضل من المرأة إنسانياً واجتماعياً وعقلياً وأخلاقياً.. أن يكون قولها سديد ورأيها رشيد وعقلها راحج وعملها ناحج وفكرها منفتح... هل يمكن أن نتعبر أن محاولات تضييق الرجل على المرأة عقد نفسيه أم اجتماعية؟ أنا شخصياً أعتقد أن تعاظم عُقد الذكور في عصرنا الحالي تجاه المرأة تعود إلى غيرة الرجل من المرأة على مختلف المجالات، وأول شكل من أشكال هذه الغيرة هي: (الغيرة من جمال المرأة) فنرى الكثير من الذكور يسعون إلى التشبه بالنساء من خلال الألبسة والاهتمام بأخر أشكال الموضة وصرعاتها واعتماد بحة الصوت الأنثوية واستخدام أدوات الزينة التي تخص النساء وغير ذلك من الأشياء التي تُفقد الرجولة معناها تُسقط صفاتها عن هؤلاء الذكور. (هنا أتذكر قول لفيلسوف فرنسي هو "روجي غارودي" حيث قال أن الرجل الذي ليس فيه عرق من الأنوثة "لكن ليس بمعنى التخنث" لا يمكنه أن يحكم، والمرأة يجب أن يكون فيها عرق من الرجولة "لكن ليس بمعنى الاسترجال") هذا وناهيك عن غير الرجل من تفوق ونجاح المرأة الجميلة.. فيبدو الأمر من وجهة نظر الذكر أقرب إلى حالة التكامل المزعج الذي يثير حفيظته وحنقه أي (تفوق + عقل + جمال + نجاح) كل هذا لا يمكن احتماله من وجهة نظر الرجل التقليدي (الشرقي - العربي) بفكره الغبي الذي ورثه عن أجداده الأغبياء ومن خلال احتكاكه بأصدقائه الحمقى الذين ورثوا مثل ما ورث هو بطريقة أشبه ما تكون بامتلاك أحقية المعرفة دون بذل الجهد للحصول عليها.. فالغباء قد يُورث كالغنى.. ولا يمكن التحرر منه إلا ببذل الجهد الحقيقي للتحول إلى المعرفة التي لا يمكن تحصيلها إلا بسعة الإطلاع وبعقلٍ منفتح. هل في مجتمعنا مثل هذه النماذج حقاً؟ نعم موجودة وبكثرة، فمن المُلاحظ أن أغلب حالات التفوق والتميز والإبداع هي حالات ذكورية، لكن هذا لا يعني أن العقل الذكري عقل مبدع أكثر من العقل الأنثوي.. بل يمكن إرجاء أسباب هذه الإبداعات إلى أن مساحة الحرية المُتاحة أمام الذكر أوسع وأرحب من مساحات الحرية المُتاحة أمام الأنثى (هذا أن وجدت). وعطفاً على ما سبق يمكن القول بأن العلاقة الطغيانية والاستبدادية التي يمارسها الذكر على المرأة في المجتمع الشرقي حولتها إلى تابع للرجل بدل أن تكون نداً له، والتابع لا يمكنه أن يكون مُبدعاً.. ليس لخلل أو نقص عقلي فيه بل لأنه مُقيدٌ بتبعيته. ومحكوم بالتسلط عليه. كما أن أحد الأسباب المهمة التي لم تساعد المرأة على البروز في مجالات الإبداع عبر التاريخ إلى يومنا هذا هو تكوينها الفيزيولوجي، فمراحل القُعُود والوهن والضعف الجسدي التي تمر بها المرأة بسبب دورتها الشهرية وفترات الحمل والولادة والإرضاع... كل ذلك من الأوقات التي تُلزم المرأة أن تتخلي عن الإبداع لو إلى حين لفائدة الرجل الذي استغل هذه النقطة لصالحه. وراح يعيب على المرأة قلة إبداعها عبر العصور وفي التاريخ. إذا مساحة الحرية المتاحة أمام الرجل هي التي ساهمت في إبداعه. كل هذا ساهم في تشكيل نفسية وطريقة تفكير الرجل وولّد بداخلة إحساس بالفوقية في المجالات الإبداعية، فيقول بتبجح لا يوجد في التاريخ الإبداعي شاعرة بمنزلة المتنبي ولا امرؤ القيس ولا عنترة.. فأفحل الشاعرات هي الخنساء.. ولا باحثة اجتماعية في التاريخ كابن خلدون أو ابن رشد أو ابن عربي... وغيرهم. أما عالمياً فلا يوجد رسامة أو موسيقية بمنزلة دافنشي ولا فان كوخ ولا بيكاسو ولا بتهوفن ولا موسارت ولا فيفالدي أو شوبن.. ولا يوجد عالمة كفيثاغورث أو أديسون أو أينشتاين.. إلى أخر ذلك من شؤون إبداعية وعلمية.. أما في عصرنا الحالي فأين هن الكاتبات والروائيات والقاصات والشاعرات وكم عددهن أمام عدد الرجال في نفس المجالات الإبداعية، علماً أن نسبة الإناث في المجتمع العربي تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور التي تصل إلى 49%. نخلص ما سبق في سطرين؟ هكذا نرى أن مساحة الحرية التي لم يسمح الرجل بوجودها أمام المرأة حَدّتْ من قدراتها الإبداعية.. فعابها بذلك من غير وجه حق.. وظلمها مرة أخرى. وهذه إحدى صفات المتسلط. ----------------------------------- (1) مع هذا بقيت ثقافة المرأة الجنسية دون الصفر لأن الخوض في مثل هذه الأمور ضرب من الحرام. الذي يعتبر أنه يخدش حياء المرأة. (2) والقصد من هذا القول أن جميع النساء متساويات في المذلة والمهانة أمام الرجل سواء كانت متعلمة أو غير متعلمة. لكن أن تكون المرأة متعلمة وتعمل خارج منزلها وداخلة فهذا منتهى النجاح والتفوق الذي تحققه.. وأكثر ما يثير غضب الرجل هون نجاح المرأة على هذين الصعيدين.
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||||
|
![]() [align=justify]
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||||
|
![]() عفواً لكن قبل الاتهام بكلمة (منقول) يرجى إدارج المرجع أو المكان المنقول منه.. ثم بعد ذلك نتابع الحديث.
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
![]()
طالما أن الأستاذ المحامي مازن ابراهيم وخلال الفترة الماضية لم يقوم بإدراج اسم أي مرجع أو موقع لتأكيد قوله (أن هذا المقال منقول بالحرفية). فأعتقد أن من حقي أن أطالب باعتذار عن هذا الاتهام غير الصحيح. بغض النظر إذا كان يوافق على مضمون ما جاء في الموضوع المُدرج أم لا. الأن أعود لأتابع الحلقة الخامسة الرجل العربي والأسباب التي أفقدته رجولته من دون مواربة ومن غير خجل يمكن أن نقول بأن الرجل الشرقي - العربي (رجلٌ مَخْصِيٌّ نفسياً)(1) بكل ما تعني كلمة الإخصاء النفسي من معنى.. فنجده غير قادر على تحقيق أبسط أحلامه مهما صَغُرتْ بطرق أخلاقية ومشروعه أو من غير مواربة والتفاف.. وما ذلك إلا نتيجة لحالة الاستبداد والقهر السائد في المجتمع على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.. فأصبح الاستبداد التراتبي أو التصاعدي بدأ من الفرد ثم الأسرة مروراً بجميع التجمعات والفعاليات والمؤسسات في المجتمع وانتهاءً بأعلى مستويات السلطات الحاكمة. كل هذا الاستبداد ساهم في مسخ الرجل وافقده دوره البناء في المجتمع.فقد هوجمت الشعوب العربية وقُتِلَ الأطفال والشيوخ والنساء واحتُلت الأراضي واستُعمر الفكر العربي وانتُهكت المقدسات وسُرقت خيرات البلاد.. ولم تهتز شعرة في الرجل العربي الذي تلبد إحساسه بأرضه ووطنه وقيمه وشرفه الكبير.. لكن إذا أخطأت أنثاه بشيء أو نظرت إلى غيره أو سمحت أن يَنظُرَ إليها غيره.. تثور ثائرته وتظهر فحولته ويبرز تجبره بأقبح صوره على أنثاه الضعيفة.. وفيوسعها غضباً واستبداداً وسخطاً.. هذا ما يسمى منتهى القهر والجهل.. هذا هو الرجل العربي باختصار شديد. إذا حاولنا أن نُلقي النظر على الأسباب التي حولت الرجل العربي إلى ما هو عليه من هذا الوضع المزري نجد عدة أسباب يمكن تلخيصها بما يلي: 1- حالة الفقر العامة في أغلب المجتمعات العربية: فالفقر يُضيق الأفق، ويقلل مساحة الإبداع، ويحد أو يقضي على القدرات والمواهب. ويحول الرجل إلى آلة تعمل طوال الوقت لتأمين الحد الأدنى من مستلزمات وأسباب الحياة، الأمر الذي يجعل جانب تطوير المدارك والمعارف عنده ثانوياً، فيحل محله الجهل والأمية وفقدان القيم الإنسانية. لذا نرى أن العربي يشعر بالتقزم أمام غيره من الشعوب المتقدمة، ويبقى مصاب بحالة من الدهشة المزمنة مما وصلت إليه الشعوب الأخرى المتقدمة. 2- هيمنة العقل الديني المتزمت السيئ السمعة والضيق الأفق على كافة جوانب الحياة: فنرى هذه العقلية تنكر جميع أشكال التطور الفكري والعلمي وتحاربها وتنادي دائماً بالرجوع إلى عصور سابقة. فهذه العقلية التي تتسم بأحادية التفكير وترفض التنوع وكل ما هو جديد لا يمكنها أن تطور المجتمع وتنقله إلى وضع أفضل(2) بل تسعى دائماً لتكريس ما هو سائد حتى لو كان خطأ، وترفض مناقشته بعين الناقد الموضوعي وغير المُنحاز. 3- الاستبداد السياسي: الذي يتمثل بفقدان حرية الرأي وغياب الديمقراطيات في كافة جوانب العمل والعمل المؤسساتي، ونرى ذلك من خلال غياب أو رفض وجود الرأي مخالف أو معارض، والعمل على قمعه ومحاربته لقتله – بحجة القضاء على البدع - قبل أن تظهر للوجود. وأهم ميزات هذه السياسات أنها لا تضع الأشخاص المناسبين في أمكانهم الصحيحة بل تسعى لتنصيب من يدينون لها بالولاء حتى لو لم تكن لديهم المؤهلات والكفاءات الكافية لما يتولونه من مناصب حاكمة. أما كيف ينعكس هذا الاستبداد على الشعوب؟ فنراه من خلال تحويل الشعب بكامله إلى مجموعة من القردة التي ترقص وتهرج وتصفق للحاكم الذي يَعتَبِر نفسه الأب الأول والأوحد للشعب والرمز الأعلى للسلطة. 4- فقدان الوثوقيه بين السلطات بجميع أشكالها مستوياتها والشعب بكافة أطيافه: الأمر الذي يتيح المجال ويفتح الباب على مصرعيه أمام صغار النفوس وعديم القيم الإنسانية لتحقيق المكسب الغير مشروعة وإفشاء حالة الرشوة والفساد والمحسوبيات وتعميم فكر الاستعبادي لأصحاب السلطات والأموال وأرباب الأعمال على من هم دونهم في المكانة الوظيفية ولاجتماعية. 5- التمسك الشديد والغبي بالعادات والتقاليد التي لم تورث هذه المجتمعات إلا التخلف والجهل: ويكون الدفاع عن هذا التمسك تحت شعار إحياء التراث، وبذل الأموال الطائلة في محاولات ميؤس منها لنفخ الروح فيها من جديد. كل هذه الظروف والمعطيات التي ذكرت على سبيل المثال لا الحصر ساهمت في خلق رجل عربي كسيح هزيل مخصي غبي غير قادر على الإبداع أو تطوير نفسه، فيعمل هذا الرجل على إثبات وجوده واستعادة رجولته المفقودة من خلال ممارسة سلطته الاستبدادية على المرأة، تلك السلطة التي لم يحصل عليها بجدارته وقدراته وتفوقه على المرأة عقلياً وفكرياً وإنسانياً.. بل قدمتها له على طبق بشع من الذهب المرجعيات الدينية. وهنا يجب أن نميز بين الدين كمنظومة فكرية من الأخلاق والقيم والأساليب الإنسانية التي تحكم المُعاملات البشرية، وبين المرجعيات الدينية الممثلة برجال وعلماء الدين الذين يحكمون ويفتون باسم الدين وبحسب المصالح السياسية للقادة الذين وضعوهم في الأماكن التي تبوؤها، وبحسب أهوائهم الشخصية. فيحللون ويحرمون كيفما يحلو لهم.. ففي كتاب الله عز وجل لا يوجد إلا ثلاثة عشر محرم فقط. أما اليوم كيف ما نظرنا نجد المحرمات التي شرعها هؤلاء الرجال باسم الدين. في النهاية يمكن القول بأن عقل الرجل العربي على وجه الخصوص والعقل العربي بصورة عامة بحاجة إلى إعادة ترتيب وإعادة هيكله ليتمكن من قبول الأخر. الأخر الذي يخالفه الرأي والفكر والانتماء وقبول التعامل معه على الأساس الإنساني، والابتعاد عن كافة أشكال التسلط والاستبداد على من هم أضعف منه. بالإضافة إلى ضرورة نشر الوعي المعرفي والاجتماعي من خلال الإطلاع على الثقافات الأخرى وتجارب الشعوب، وعدم الاكتفاء بالموجود للخروج من حالة التقوقع التي يعيشها. انتهى
|
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||||
|
![]() حواشي الحلقة الخامسة
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||||
|
![]() [align=justify]
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
![]()
لن ألح في طلب الاعتذار فقد حمل كلامك مضمونٌ أهم فالاعتذار ليس غايتي بل رفع اتهامك بكلمة (منقول) عن هذا الموضوع عموماً مازلت أنتظرالرد المُطول لنناقش هذه الأفكار لنرى إن كانت مستوردة أم أنها وليدة العقلية العربية
|
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الرجل الشرقي والرجل الغربي | د جمال سواس | حوار مفتوح | 1 | 03-04-2011 12:25 PM |
بين الرجل والمرأة .. فروقات جميلة تجذب كل منهما الاخر.. | بنت البلد | حوار مفتوح | 0 | 30-12-2010 02:00 AM |
من هم الرجال | تيم حسن | استراحة المحامين | 2 | 09-10-2010 09:11 PM |
لماذا الذكر ليس كالانثى | رحاب عتمة | حوار مفتوح | 0 | 07-12-2009 07:03 PM |
محكمة طريق الحقيقة............ للفكر السياسي والثقافي في... | محمد تومة - أبو إلياس | مقالات قانونية منوعة | 0 | 03-12-2004 09:10 AM |
![]() |