منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى الأخبار > أخر الأخبار

إضافة رد
المشاهدات 7675 التعليقات 0
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-2005, 11:41 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المحامي سميح الزعيم
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي سميح الزعيم

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي سميح الزعيم غير متواجد حالياً


افتراضي المفتي العام للجمهورية يصدر بياناً

المفتي العام للجمهورية يصدر بياناً يطالب فيه برفع التحفظ عن التبني وحرية الدين ويقترح إعطاء الوصية الواجبة ضمن ثلث التركة للطفل

أجرينا حوار مع الشيخ أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية: وهذا نصه

? أقبل أن يعترضوا على البيان ويقنعوني لأتراجع عنه. ‏

? أشد المتحفظين على الاتفاقية لم يقرؤوها ولم يفهموها بل سمعوا عنها ‏

? مؤسستي فيها فوضى... وكل إمام مسجد يعتبر نفسه مفتياً ولكن فتواه حسب مذهبه ‏

? لم تعودي تجدين اليوم قضية المذهب الواحد ويجب أن نغير خطابنا بما تحويه قيمنا وحضارتنا ‏

? من يشنون الحرب على الاسلام من المسلمين قراءتهم جاهلة للنص وهي من أخّرتهم وليس الاسلام ‏

? لا ألوم الشبان والفتيات الذين يتخلون عن اسلامهم وليسوا مذنبين ‏

? اياكم الا تحترموا حرية الطفل في الفكر والوجدان والدين وكل دين يؤخذ بالإكراه يهرب ‏

? التحفظات ليست بحجة الشريعة الاسلامية.. بل لمخالفتها المذهب ‏

? التبني العصبي في ظاهره أمان مادي، أما التبني التربوي فهو أمان روحي ‏

? افتيت بالاسلام.... وأخذت بمصالح الطفل ‏

? لماذا نحن نتلقى السهام من العالم ولانعرف كيف نرد؟ ‏

? خطاب كلية الشريعة يحتاج الى تحديث وبسرعة وبعض المدرسين في ردة فكرية الى الخلف ‏

? العالم لم يعد ينتظرنا والاسلام قادر على ألا يكون فكراً بدوياً وهو فكر حضاري ‏

? نحتاج الى دراسة اجتماعية هادئة في قضية التحول الحضاري ‏

? الخطر علينا من اصرارنا على قراءات مضى عليها 800 سنة لديننا وقيمنا ‏

? أنا لا أقول بقتل المرتد والاحكام هنا تحتاج لاعادة دراسة وعرض ‏

? تجاوزت المذاهب الى ساحة الفكر الاسلامي الوجداني الاول ‏

? مع الاسف كل ما يأتينا من الغرب نشك بأنه موجه ضدنا ‏

? ليس لدينا شيء مقدس إلا كلام الله وشخصية النبي(ص) وكل غير ذلك قابل للحوار والاختلاف ‏

منذ مدة ليست بالقصيرة وأنا أسمع بأن هناك جهات رسمية تعمل لالغاء باقي التحفظات الموجودة على اتفاقية حقوق الطفل وتابعت كغيري عدة ورش عمل جمعت العديد من اصحاب الشأن... لكن الهمسات التي كنت اسمعها خارج تلك الجلسات الرسمية... أن هناك من يسعى لان نكون كالغرب نجيز التبني او غيره.... وان هناك مؤسسات رسمية لديها مثل هذه التوجهات... سألت حينها رئيسة هيئة الاسرة د. منى غانم: هل صحيح ان الورش هدفها ازالة التحفظات؟ وهل سنجيز التبني ونحن منذ 14 سنة وضعناها؟ .. وقالوا: انها تخالف الشريعة الاسلامية... اجابت وبشكل قاطع نحن لانخالف الشريعة الاسلامية ولانقبل اصلاً بذلك ولكن انتعاشاً يجري في اوساط مختلفة ويعاد دراسة التحفظات وحضرت بعض الورش. ‏





يوم الاربعاء الماضي كنت استمع الى نشرة الاخبار وتوقفت قليلاً عند خبر ان المفتي العام للجمهورية سلم رئيسة هيئة الاسرة بياناً لرفع التحفظات عن اتفاقية حقوق الطفل اتصلنا بالمفتي العام للجمهورية... وعندما التقيناه فاجأنا ليس بصحة البيان بل كما يفاجئنا في كل مرة نلتقيه او نسمع اراءه بقوة حجته وعلمه وفقهه... كان الحديث في بدايته محصوراً في التبني وحرية الدين لكنه وبوسع علمه ومعرفته نقلنا الى البحث في العديد من المجالات الشائكة في السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني والعولمة.. ‏

وقبل أن نذكر نص الحوار نذكر السادة القراء بأننا نرحب بمشاركة الجميع بالرأي سواء في البيان الصادر او غيره من المواضيع المعلقة. ‏

ومن هنا لابد ايضاً من التذكير بالتحفظات الموضوعة لدينا على الاتفاقيةمنذ عام 1991 لتساعدنا في قراءة البيان بشكل اوضح: ‏

المادة 14: ‏

1 ـ تحترم الدول الأطراف حق الطفل في حرية الفكر والوجدان والدين ‏

2 ـ تحترم الدول الأطراف حقوق وواجبات الوالدين وكذلك تبعاً للحالة الاوصياء القانونيين عليه، في توجيه الطفل في ممارسة حقه بطريقة تنسجم مع قدرات الطفل وتطوره. ‏

3 ـ لايجوز أن يخضع الاجهار بالدين او المعتقدات الاللقيود التي ينص عليها القانون واللازمة لحماية السلامة العامة او النظام او الصحة او الآداب العامة أو الحقوق والحريات الأساسية للآخرين. ‏

المادة20: ‏

1 ـ للطفل المحروم بصفة مؤقتة اودائمة من بيئته العائلية او الذي لايسمح له حفاظاً على مصالحة الفضلى بالبقاء في تلك البيئة، الحق في حماية ومساعدة خاصتين توفرهما الدولة. ‏

2 ـ تضمن الدول الأطراف وفقاً لقوانينها الوطنية، رعاية بديلة لمثل هذا الطفل. ‏

3 ـ يمكن ان تشمل هذه الرعاية في جملة أمور الحضانة أو الكفالة الواردة في القانون الاسلامي او التبني او عند الضرورة، الاقامة في مؤسسات مناسبة لرعاية الأطفال وعند النظر في الحلول ينبغي ايلاء الاعتبار الواجب لاستصواب الاستمرارية في تربية الطفل ولخلفية الطفل الاثنية والدينية والثقافية واللغوية. ‏

المادة21: ‏

تضمن الدول التي تقرو تجيز نظام التبني ايلاء مصالح الطفل الفضلى الاعتبار الاول والقيام بمايلي: 1 ـ تضمن ألا تصرح بتبني الطفل إلا السلطات المختصة التي تحدد وفقاً للقوانين والاجراءات المعمول بها وعلى اساس كل المعلومات ذات الصلة الموثوق بها ان التبني جائز ، نظراً لحالة الطفل فيما يتعلق بالوالدين والاقارب والاوصياء القانونيين وان الاشخاص المعنيين عند الاقتضاء قد اعطوا عن علم موافقتهم على التبني على اساس حصولهم على ماقد يلزم من المشورة ‏

2 ـ تعترف بأن التبني في بلد آخر يمكن اعتباره وسيلة بديلة لرعاية الطفل اذا تعذرت اقامة الطفل لدى اسرة حاضنة او متينة او اذا تعذرت العناية به بأي طريقة ملائمة في وطنه . ‏

3 ـ تضمن للطفل المتبني في بلد آخر ان يستفيد الطفل من ضمانات ومعايير تعادل تلك القائمة فيما يتعلق بالتبني الوطني. ‏

4 ـ تتخذ جميع التدابير المناسبة لكي تضمن ان عملية التبني في بلد آخر لاتعود على اولئك المشاركين بكسب مالي غير مشروع. ‏

5 ـ تعزز عند الاقتضاء اهداف هذه المادة بعقد ترتيبات او اتفاقات ثنائية او متعددة الاطراف وتسعى في هذا الاطار الى ضمان ان يكون تبني الطفل في بلد آخر من خلال السلطات او الهيئات المختصة. ‏

? أصدرتم بياناً« استغربتم» فيه وضع تحفظات على قضيتي التبني وحرية الفكر والدين والمعتقد لابل اقترحتم اعطاء الوصية الواجبة ضمن التركة للطفل لماذا هذا التوقيت تحديداً وما الذي دفعكم لاصداره؟ ‏

?? اولاً ليس التوقيت هو المستغرب، بل التأخير هو المستغرب، الامر مضى عليه أكثر من عام وهو يدرس في ندوات ولقاءات، ولكن الذي استغربته ان أشد المتحفظين حينما سألتهم عن الاتفاقية والبيان وجدتهم انهم لم يقرؤوه ولم يفقهوه. وانما سمعوا عنه وحينما اجد أننا تأخرنا في كثير من الامور عن تحديث قوانينا. واعتقد ان السيد الرئيس قد اعطى لكل وزير بكل موقع حرية البناء الجديد وحرية الصياغة الجديدة.. نحن نرى بعض المؤسسات بدأت تتحرك بصياغات جديدة وبعض المؤسسات الاخرى حتى اليوم لاتزال تفكر هل تصوغ صياغة جديدة ام تبقى على حالها. فانا في المؤسسة التي دخلت عليها... دخلت الى مؤسسة فيها فوضى. فالفتوى تصدر في كل مسجد وكل إمام مسجد يعتبر نفسه مفتياً. بل كثير من المواطنين الذين يحضرون كل دروس بعض العلماء يصدرون فتاوى... وحينما تأتي اي مسألة من خارج وطننا او من داخل وطننا للاستفتاء تتحرك جهات عدة لتصدر فيها فتاوى.. وكل يصدر فتاوى من مذهبه. واليوم قضية المذهب الواحد ماعادت تجدي. نحن نحاول اليوم بوجود ساحة العلم والعالمية وارفض كلمة العولمة. يجب أن نخاطب العالم بمايصلح لقيمنا بما تعطيه حضارتنا فيجب ان نغير خطابنا. فهل يستطيع اسلامنا تغيير الخطاب في هذا الزمن. اسلامنا سبقنا بعصور ومازال يسبقنا ونحن الذين تأخرنا وليس الاسلام. الدول الاسلامية هي المتأخرة وليس الاسلام المتأخر. لذلك وجدت في بعض مؤسسات الفضاء الامريكية عدداً من المهندسين المسلمين الامريكان وليسوا العرب وهم متألقون في مواقعهم العلمية.التقيت بواحدمنهم امام النبي(ص) في المدينة المنورة واذهلني خشوع صلاته والتزامه وهو امريكي مسلم من اصل ايطالي. فقد سألته ماعملك. قال: مهندس الكترونيات في وكالة ناسا الفضائية مامنعه اسلامه من أن يكون متألقاً في علمه. اليوم كثير من الشعوب الإسلامية التي لم تقرأ الإسلام ومن القوميات التي عاشت في حضن الاسلام يبدأ بعض مثقفيها بإعلان حرب على الإسلام وهم لايفهمون انه ليس الإسلام الذي أخرهم. إنما قراءة جاهلة للنص الاسلامي هي التي أخرتهم. وهذا ماحدث في هذه الاتفاقية. ان اكثر من قرأها لم يستوعب المعاني التي فيها. نحن حينما اصدرنا هذا البيان في انه لاتحفظات عليها حينما قرأناها وجدنا أن الامم المتحدة قد راعت نوعية الدول وقوانينها في كل نص من نصوص الاتفاقية واعطت لكل الذين يشتركون في هذه الاتفاقية« حرية» التحرك في عدة جهات. فلو جئنا الى المادة/14/ التي هي منتقدة الآن اكثر: تحترم الدول الأطراف حق الطفل في حرية الفكر والوجدان والدين. هل هناك اكراه في ديننا على شيء: الله تعالى يقول: لاإكراه في الدين. ‏

وحينما يقول سيدنا عمر « هذبوا أولادكم على غير تربيتكم: فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم» لماذا لم يقل ربوهم على تربيتكم، أو ليس هذا النص موجوداً عندنا منذ ألف واربعمئة سنة او ليس الطفل له الحق ان يعرف الحقيقة دون إكراه أو ليس الطفل عليه أن يعرف لم يصلي بدل ان أكرهه لأن يصلي او ليس حق الطفل ان يعرف لم يصوم بدل أن أقول له إن لم تصم تذهب الى النار. اذاً حينما نقول ان الطفل له حرية الفكر والوجدان والدين . من الذي يكون هذا الفكر ومن يكون الوجدان ومن يكون المفهوم الديني غير الابوين. فأنا حينما تتساهل الاسرة في تكوين طفلها ويذهب الى المدرسة هناك ويأتي مدرس فيغير تكوين الطفل من المسؤول هل الوالد والوالدة ام المدرس ام الفراغ الذي وضعناه في الطفل؟ انا حينما يجلس طفلي امام التلفاز ويستطيع التلفاز ان يخترقه بأفكار جديدة.. من المقصر انني لم اعط مناعة لابني في قناعاته الدينية او الوجدانية او الفكرية فأنا اليوم حينما ارى اكثر شباب المسلمين وفتياتهم يتخلون عن الاسلام لا اجد انهم مذنبون. المذنب من لم يثقفهم بالاسلام من بداية حياتهم لوفقهوا الاسلام لماتخلوا عنه. يقول(ص) « هذبوا اولادكم على ثلاثة خصال: حب نبيكم وحب ال بيته وقراءة القرآن» لماذا لم يقل طاعة نبيكم وطاعة اهل ابيته وتعلم القرآن. بل القراءة.. قال القراءة شيء والبحث في العلوم شيء. هو في الطفولة يقرأ، أما بعدها يفكر فأنا علي أن أعلمه القراءة ومن قرأ القرآن قرأ العربية بأكملها. فكأنه يقول(ص) اعطوا أبناءكم حصانة الحب وحب النبي حب النموذج الانساني. فماذا يفعل حب النبي : إنه قيم واخلاق. انا زرت العالم بأجمعه لاصورة ولاتمثال للنبي(ص) اذاً حينما احب النبي كيف سأحبه. سأحبه من خلال القيم التي سيحدثني ابي وامي ومجتمعي عنها وهذا مانحبه في كثير من الاشخاص الذين لم نعرفهم انما نحبهم من خلال القيم التي تنقل الينا وحب آل بيته. هل تعني ان اكون شيعياً او سنياً او حب آل بيته اي حب الاسرة اي حب النبي واسرته حتى تتعلم حب ابيك وأمك واسرتك. آل بيتك هذا اسمه النظام الاجتماعي في الحب فسرناه (نظام مذهبي).هو في الاصل اعداد البيئة لتتكامل مع بعضها البعض ثم قراءة القران، البدء بمعرفة الكلمة ومعانيها لتصل فيما بعد إلى معرفة الكون والمجتمع اذاً البند الاول في المادة /14/ التي تقول: تحترم الدول الاطراف حق الطفل في حرية الفكر والوجدان والدين. انا واحد ممن أقول ذلك إياكم ألا تحترموا حرية الطفل في الفكر والوجدان والدين إياكم لان كل دين يؤخذ بالاكراه اويدخل بالاكراه يخرج بالهروب. فإن اباً يكره أولاده على الصلاة إن غاب عن البيت لن يصلوا. ‏

أول من يفتي رسمياً في العالم الاسلامي ‏

? هذا ضمن الطائفة الواحدة( الاسلام) ماذا لوخرج الى اديان اخرى. ما العمل؟ ‏

?? لم يحدث تاريخياً ان هذا الطفل الذي يعيش في اسرة مسلمة ان يتحول الطفل إلى دين آخر. انما المشكلة هنا حينما يتنبى طفل من قبل مؤسسة اخرى.. طفل مسلم تبنته مؤسسة غير اسلامية ( مثلاً) على هذه المؤسسة ان تحترم دين الطفل انتبهوا هذا ماتقوله الاتفاقية( الامم المتحدة) حينما تتبنى مؤسسة مسلمة طفلاً مسيحياً من ابوين مسيحيين عليها أن تحترم دين الطفل الذي تتبناه . التبني التربوي هنا وليس التبني العصبي. ‏

لذلك هذه الجملة هي في واقعها صياغة اسلامية.. صياغة دينية. ‏

? سماحتكم اول شخص يفتي بعدم التحفظ على المادة/14/ الخاصة بالتبني في الدول الاسلامية واصدرتم هذا البيان؟ وتطالب بالوصية الواجبة ايضاً؟ ‏





لا... لا.. هناك دول اسلامية وافقت على كل الاتفاقية بدون تحفظ... اليمن وافقت على الكل بدون تحفظ ابداً. ‏

? اليمن وافقت على كل الاتفاقيات الدولية كلهابدون تحفظات لان لديها قراراً بعدم التطبيق وعدم التنفيذ مسايرة دولية؟ ‏

?? بالنسبة لهذا الموضوع احترم دائماً رأي الاخر وأصوغ رأيي بما يلائمني ولكن مع احترامي لرأي الاخر. ان نقول ان الدول الإسلامية كلها لم توقع أنا أتحدى ان يكون هنالك، (واقول بعض الدول الاسلامية) تحفظت اعلم ان بعض الدول الذين تحفظوا بحجة الشريعة الاسلامية اعلم علم اليقين انهم لم يقرؤوا الشريعة الاسلامية كشريعة. انما قرؤوها كمذاهب والذي يقرأ هو الآن يتحفظ بحجة المذهب الذي ينتمي اليه هذا الانسان. أنا في هذا التحفظ او في منع التحفظ وجدت بعض المذاهب لاتتلاءم مع هذا الفكر والمذاهب الاخرى تتلاءم فتجاوزت المذاهب الى ساحة الفكر الاسلامي الوجداني الاول وجدت ان هناك مساحة واسعة لقبول هذا الفكر وعدم التصادم معه لذلك افتتيت بالاسلام ولم أفت بمذهب. أنا لوعدت الى مذهبي الذي درسته لرأيت ان مذهبي الشافعي. هذا المذهب الشافعي قد يتحفظ على بعض في موضوع الوصية الواجبة ليس عندنا الوصية الواجبة. ولكن هنالك مذهب من المذاهب الاسلامية استنتج أن الوصية الواجبة يمكن ان تعطى لهذا الطفل فأخذت بهذا لان مصلحة الطفل تخالف مذهبي فأخذت بمصلحة الطفل وليس بمصلحة المذهب. ‏

فعلى الذين يفكرون بالاتفاقيات الدولية ألايفكروا من زاويتهم المذهبية إنما يفكروا أولاً من زاويتهم الدينية الواسعة . ثانياً الانسانية. ثالثاً العالمية. والاسلام لم يصطدم مع العالمية فنحن كل يوم نكرر الحمد لله رب العالمين فهو الله رب العالمين ونبينا ارسله رحمة للعالمين( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) فنحن عالميون ونصوغ والذي صاغ هذا بعضهم ايضاً في الامم المتحدة من الدول الاسلامية كانوا في صياغة هذه الاتفاقية ولكن نحن نسميهم علمانيين. فهل كان على الامم المتحدة ان تدعوا بعض الجهات الدينية لتشارك في هذه الصياغة نعم كان عليها فكانت الصياغة تكون الطف من هذا. الصياغة أما المحور فسيؤدي الى نفس النتيجة. ولكن عليهم كان ان ينتبهوا الى كثير من الصياغات فالصياغة مطلوبة جداً. ‏

« 14 عاماً» مخالف للشريعة الاسلامية ‏

? الاتفاقية.. سورية وقعت عليها في عام 1991 ومنذ ذلك الحين (14عاماً) نحن نقول « تحفظنا» على بعض المواد سواء في هذه الاتفاقية او اتفاقية (سيداو) للمرأة لانها تخالف الشريعة الاسلامية وكان دائماً في كل اللجان رجال دين. هل لم يكن رجال الدين بهذا المستوى وجميع اللجان التي وضعت التحفظات؟! ‏

?? ارجو أن أقرأ ماكتب خلال(14سنة) نحن نمشي وراء إشاعات كثيرة.. ‏

اذكر التحفظات في 2001 واذكر تحفظات النائب العام للجمهورية. لأن الذي فسر.. هنالك عندنا التفسير تشكيكي.. اننا نشك الان كل مايخرج من الأمم المتحدة او من الغرب كل مايأتينا نشك فيه وانه موجهه ضدنا.. وعلينا ان نأخذ الحذر من كل مايأتي ولوكان فيه إشارة بسيطة. أولاً هذه الاتفاقية تذكر في اخر بنودها... ان للدول الحق في الاعتراض مستقبلاً على اي بند من البنود يتعارض في تفسيراته مع قيمها وقوانينها موجود هذا ..ياليتهم قرؤوا ذلك. فإذاً أنا يجب إذا فسرت هذه البنود يوماً مامن الامم المتحدة تفسيراً يخالف موافقتي فلي الحرية ان انسحب من كل الاتفاقية ولست مجبراً بها فلماذا نحن نضع التحفظات مع انه بيدنا ان نتركها اذا فسرت تفسيراً يخالف قيمنا. نحن علينا ان نفسر هذه التحفظات بمايوافق قيمنا ونعيد للامم المتحدة هذه التحفظات واضحة اثناء تحفظنا بكذا وكذا وكذا ووافقنا على شرط ألاتصطدم هذه القوانين او هذه المواد مع قيمنا نضعها في ملفنا الذي سنوافق عليه فإذا غداً جاء من يفسر هذه القوانين بما لايتلاءم مع ديننا وشريعتنا. فنحن لنا الحق في نفس الاتفاقية ان نقف في وجههم. ‏

أنا أول ما اطلعت عليهافي عام2002 وقرأتها كان جوابي فوراً لايوجد بها شيء لكن قرأتها بهدوء. ‏

? ولكن تحفظنا على البنود 14 سنة بحجة الشريعة الاسلامية اخذين باراء رجال دين؟ ‏

?? اولا ارجو ان ننتبه الى قضية رجال الدين. هل هناك عندنا رجال اختصاص كثيرون ممن اخذوا شهادات شريعة ولكن ليس كلهم مؤهل لان يكون الدارس للقانون الدولي اولاً لدينا في الحقوق النظام الدولي والقانون الدولي والشريعة المقارنة ودراسة الشريعة المقارنة اكثر الدارسين في سورية وفي مصر وفي بعض البلاد العربية هم يدرسون الشريعة المذهبية. الشريعة الاسلامية المذهبية المرتبطة بالمذهب الذي يعيشونه. نحن حتى الآن لم ننطلق الى الدراسات الاسلامية المقارنة. ان نقارن بين المذاهب الاسلامية. والمذاهب الاسلامية روعتها انني حينما درستها« مقارنة» وجدت ساحات من الفكر لم اكن اعهدها في المذهب الذي درسته في اول حياتي. فأنا درست حتى الثانوية في مدرسة شرعية تدرسني مذهباً من اللحظة الاولى قالوا لي: اي مذهب ستدرس فقلت (شافعي) فكان الاستاذ الذي يدخل علي استاذ شافعي، فإذا دخل استاذ حنفي وسألني سؤالاً اقول له انا شافعي. ياترى لماذا لم ادرس دراسة مقارنة. لماذا لايدرسون هذه الدراسة هنا يجب ان ننتبه ان سورية مازالت المساجد والمدارس مدارس مذهبية في اكثريتها وقد يكون مجمع أبو النور في دمشق ومعهد الفتح في بعض ومضاته بدأ يتجه الى الدراسة العالمية من خلال عدد الطلاب الوافدين الى سورية واستطعنا ان نعطيهم فكراً عالمياً اكثر منه فكراً مذهبياً. انا اقول في بعض النواحي ولست في حالة رضا عن كل المناهج ولا عن كل الاساتذة انما علينا ان نحدث. وحتى خطاب كلية الشريعة في سورية يحتاج الى تحديث وبسرعة. لانني ماسمعته في السنوات الاخيرة ان هناك بعض الاساتذة الجدد عادوا الى الخلف بدل ان يتقدموا الى الامام فهم يدرسون مذهباً فكرياً سلفياً مغلقاً تماماً. وقد كانت اختي طالبة في كلية الشريعة ونقلت لي بعض المحاضرات ...بعض المدرسين في كلية الشريعة الآن في عملية ردة فكرية الى الخلف وارجو ان تنتبه كلية الشريعة الى هذا النوع من المدرسين لا أن تفصلهم كما نفعل بالجهاز دائماً( المحاسبة و عملية الفصل) ، بل أن نفتح حوارات واسعة مع هذا النوع من المدرسين، إما يقنعوننا بما عندهم من فكرية سلفية مغلقة او نقنعهم أن العالم ماعاد ينتظرهم وان عليهم ان يفكروا أن الاسلام قادر على ألايكون فكراً بدوياً فقط... قادراً على ان يكون فكراً حضارياً فهو الذي استطاع ان يدخل الى الاندلس ويحول بفكر ابن رشد.... فكر الحضارة المسيحية المعاصرة وان يعطيها نوعاً من التفكير الجديد فلماذا لايستطيع الآن ان يخرجنا من هذا أفيه النقص أم فينا؟.. . لا النقص في عدم فهمنا لمساحة الاسلام الواسعة. ونظرتنا الى المذاهب كقيود مع ان المذاهب هي في الحقيقة بطرق متعددة توصل الى الاكمل في الحياة فحينما ادخل الى المذاهب فأقول هذا المذهب لايجوز، اذاً لايجوز، لا أبحث عن المذهب الآخر والمذهب الثالث ودليل كل مذهب من المذاهب حتى اصل الى مايحول الانسان المسلم الى انسان يسابق الحضارة ولاتسبقه الحضارة وهذا مافعله اجدادنا من الصحابة رضي الله عنهم ‏

? هناك حديث شريف يقول: ‏

الضرب في الاسلام ‏

«امروا اولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم ابناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع» ‏

?? قضية الضرب في القرآن والسنة... لوبحثناها في ساحة المذاهب كلها لوجدنا انها شيء عجيب... قال الضرب ليس عاماً انما طفل من الاطفال وجدنا أن دواءه لايمكن ان يقوم به الا عن طريق التأديب ليس فقط الصلاة... حتى المدرسة إذا ابنك رفض الذهاب الى المدرسة مرة واثنتين وثلاث ماذا تفعل... حتى الاكل إذا رفض الأكل ووجدت أنك إن هددته بالضرب أكل. وهذا ماتفعله بعض الامهات. ‏

فالضرب هنا ليس ضرباً انتقامياً ولا قهرياً.. أنا أقول أي طفل يصل إلى الصلاة بالضرب سيترك الصلاة ويكون والده قد قصر في إفهامه لماذا الصلاة.. لمكانة الصلاة.. فأنا حينما أضربه للصلاة أنا مقصر لأنني أوصلته إلى مرحلة يرفض فيها الصلاة.. وهذا الحديث أيضاً يحتاج إلى إعادة نظر في سنده.. لأننا نجد أن النبي (ص) ما ضرب طفلاً قط وكان يحمل الحسن والحسين على كتفه في المسجد.. وكانا يركبانه وهو يصلي لمَ لمْ يضربهما وهو يصلي. فهذا الحديث يحتاج أيضاً إلى إعادة تفسير ونظر. وأعود فأقول انتبهوا هناك ضرب انتقامي وضرب تأديبي: فأنا أضرب أحياناً ولدي وقلبي يبكي عليه ولكن حتى في الطب الحديث قالوا: ان التبول اللاإرادي أحد أدويته إخافة الطفل بما يخاف فإن كان يخاف من الابرة فأقول له سأضربك إبرة إن تبولت. فإن كان يخاف من الضرب يمكن أن أمسك أذنه. أما حينما أخرج من ساحة العملية الجراحية رأيت دكتوراً بدأ يضربني على وجهي عدة ضربات. فلو كان يضربني وأنا دون العملية لقامت الدنيا وقعدت. ولكن هنا ليس ضرباً حقدياً إنما ضرب إيقاظي فما المانع أن أضرب حتى يستيقظ . في التربية نحن منعنا الضرب كلياً. لا.. الضرب التربوي غير الضرب القهري وعلى الأستاذ أن يتعلم الضرب التربوي.. حتى الشرطي حينما يضرب السارق.. فارق أن يضربه انتقاماً وإيذاءً وبين أن يضربه تربية ووصولاً إلى الحقيقة وتأديباً. ونحن نحتاج إلى دراسة اجتماعية هادئة في قضية التحول الحضاري إلى الغرب.. هل لا يوجد ضرب في الغرب.. أكثر عملية ضرب تحدث اليوم في الغرب.. وأمريكا هي أكبر دولة يحدث فيها ضرب. فالضرب ليس دائماً انتقاماً وقهراً وإذلالاً.. قد يكون نوعاً من الدواء التأديبي وهذه تحتاج لدراسة وأعود إلى أطباء النفس الذين يقولون: نعم نحتاجها أحياناً.. اذهبوا إلى مشافي الأمراض النفسية فنرى بعض المرضى لا يمكن شفاؤهم إلا بالضرب. فكلمة الصلاة والضرب أن نربط الصلاة دائماً بالضرب. لا.. الضرب هنا نوع من أنواع العلاج التربوي ليس من أنواع الانتقام. ‏

? وكيف نلزم الطفل ‏

?? الالزام لا يكون عن طريق القهر.. عن طريق أن يتعود الطفل على هذا أن يتعود عليه لكن كما يتعود على كتابة الوظيفة.. هناك طفل يرفض كتابة الوظيفة بأي شكل.. هل نعطيه حريته.. فيخرج أمياً جاهلاً.. هناك أطفال لا يودون الدراسة بأي شكل.. يهربون من المدرسة فإن كانت «الاتفاقية» تقول ان حرية الفكر والوجدان والدين أن أتركه أمياً.. (يعطيهم العافية) سيتحول العالم إلى أميين.. أطفال أمريكا لا يحبون الذهاب إلى المدارس وأطفال أوروبا لا يحبون في البداية. فنستعمل الضرب من أجل مصلحتهم وليس إكراههم.. من أجل تنميتهم فكرياً ووجدانياً لأن الطفل في مرحلة من المراحل لا يعرف مصلحته فعلي أن اكون أنا الذي أوجهه ولذلك موضوع الضرب بالذات.. ضرب المرأة وضرب الطفل الذي ورد في القرآن يحتاج إلى إعادة دراسة ومحاضرات وليس رفضاً أو قبول اًفهناك من يضرب فيكسر (لأن القرآن أمره بالضرب فالرجل ليس عنده غير القرآن لتنفيذه فيضرب) لهذا نقول أنت لم تفهم نظرة القرآن.. أنت لم تفهم هذا السر فأنت في ضربك لولدك سيكره الصلاة ولن يصلي بعد.. فإذاً الضرب التربوي غير الضرب الحقدي والانتقامي وغيره.. هذا يحتاج إلى محاضرات نفسية وحوارات. ‏

? البيان سماحة المفتي قلتم أصدرتموه بعد التشاور مع أصحاب الاختصاص هل من الممكن التعرف على بعض من هذه الشخصيات؟ ‏

?? كان هناك أئمة في العديد من الجلسات في اللاذقية وحلب ودمشق كان هناك أئمة وخطباء ورجال دين من الإسلامي والمسيحي. لا أريد أن أخصص أسماء لأن العدد كان كبيراً وكلهم تحاورنا معهم. ‏

العديد من العلماء بهذا الرأي ‏

? ألا تخشى من حملة تقاد ضد هذا البيان؟ ‏

?? أنا بالنسبة لي إذا أثيرت ضدي الحملة ليست مشكلة ولكن أعرف أن هناك كتباً مرفوعة عند الهيئة (هيئة الأسرة السورية) عندها كتب من العديد من العلماء عودوا إليها وستجدون أنهم ليسوا مع التحفظات ومكتوبة بخط أيديهم وتواقيعهم. ‏

? هل يحمل البيان أي رسائل سياسية؟ ‏

?? لا اعتقد أن هنالك أي شيء تصدره الأمم إلا وله ثوب سياسي.. فهل نحن نستطيع أن نستوعب هذا الثوب السياسي الذي ترسله الأمم المتحدة لنصوغه بصياغة سياستنا وفكرنا ووجداننا وقيمنا ونعيده.. نعم نحن قادرون على ذلك ونحن عندنا هذه القوة ولا نخاف إذا صيغ هذا البيان بصيغة سياسية تحمل قيمنا وأفكارنا لنرسلها إلى الأمم المتحدة ونقول نحن سبقناكم في هذا ألفاً وأربعمئة سنة. ‏

? البيان الذي أصدرتموه هل هو للإرضاء الدولي؟ ‏

?? لا.. المشكلة نحن بالنسبة لنا لو درسنا من عام 300 ـ 400 هـ لوجدنا أن هذا الذي يذكرونه الآن بشكل أممي أننا أطلقناه بشكل عالمي قبل 400 سنة حينما وقف ذاك الطفل أمام الحجاج بن يوسف الثقفي وقد كان الرجال الكبار يخافون منه. فسلم عليه. فقال: يا غلام كبر كبر ووجد أن يتكلم طفل أمامه عشيرته هذا احتقار للحجاج الأمير المخيف. فقال الطفل: أيها الأمير إن كان الأمر بالسن ففي قومي من هو أسن منك فانزل انزل ليجلس من هو أسن منك. إنما المرء بأصغريه ؛قلبه ولسانه. فقال الحجاج: ويحك صغير السن كبير العقل والحكمة.. ماذا تريد. قال: أيها الحجاج إن الله ملكك علينا وائتمنك على أموالنا وأعراضنا.. وقد شحت الموارد فأطلق يدك فيما ائتمنك الله عليه لناولا تعطينا من مال أمك وأبيك. فقال الحجاج: يا غلام كم سنك.. قال اثنان وثلاثون. قال: وتكذب. قال: لا يا حجاج سألتني كم سنك.. قال ما هذا قصدت. قال: قل كم عمرك والله قال وما يعمر من معمر ولا يأخذ من عمره شيء.. أنت سألتني عن أسناني قل لي كم عمرك.. قال: كم عمرك قال: احد عشر ربيعاً. قال: لم قلت ربيعاً. قال: لأن الانسان فطر أن يذكر أجمل أيامه وأن يهرب مما يؤلمه في حياته فأذكر جمال عمري.. قال صدقت.. هل تحفظ شيئاً من كتاب الله؟.. قال: يا حجاج قيل لي عنك انك تحفظ كتاب الله واستغرب منك ما وعيت ولا حفظت فهل كتاب الله يحتاج لأن يحفظه مثلي ومثلك: قال الله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، قال: ما هذا قصدت، قال: قل لي هل وعيت شيئاً من كتاب الله.. قال: صدقت، قال: نعم ـ قال الله تعالى: «إذا جاء رسول الله والفتح ورأيت الناس «يخرجون» من دين الله أفواجاً». قال الحجاج: ويحك «يدخلون» قال في زمن النبي يدخلون أما في زمنك يخرجون من ظلمك. قال ويحك ماذا تريد؟ لا أريد ان أقتلك. ‏

قال الطفل:جف الضرع ويبس الزرع وما بقي عند الاشداء طعام ولا ماء وها نحن رسل عشيرتنا إليك فأعطنا من مال الله. لامن مال أمك وأبيك. قال الحجاج: اعطوا الغلام مئة دينار ومن معه كل واحد عشرة دنانير.. قال: بئس متحدث القوم أنا إن أخذت أكثر ممن جاؤوا معي قال الحجاج: اعطوا كل واحد مئة دينار، قال الطفل: بئس الوفد نحن إن أخذنا لأنفسنا ونسينا العشيرة التي ارسلتنا. قال: اعطوا كل واحد من عشيرته مئة دينار. قال: بئس العشيرة نحن إن تنعمنا وبقيت العشائر حولنا في فقر وقعر.. قال اخرجوا الطفل فإنه ان وسعها فإنه سيصل إلى ما أنا جالس عليه. ‏

هذا الطفل ليس واحداً في تاريخنا العربي إنما أسامة بن زيد قاد أقوى جيش وعمره 17 سنة.. والقرآن الكريم حدثنا عن دور الشباب في القرآن «انهم فتية امنوا بربهم» سيدنا يوسف ابن سبع سنوات. سيدنا ابراهيم سمعنا فتى يذكره.. فقضية الفتوة والشباب والجيل والحضارة موجودة عندنا قبل أمريكا وقبل الأمم المتحدة ونحن تأخرنا في إعادة دراسة ذاتنا. نعم كان هناك في بعض الفترات ليل. جاءنا من بعض الخلفاء العثمانيين وليس من كلهم ثم جاءنا ليل من الاستعمار الفرنسي ثم جاءنا ليل آخر من حكومات لم تفقه دور هذه الأمة حضارياً. والآن بدأت اليقظة فما المانع أن نتحرك بسرعة لنرمم ما فات ونلحق الركب الذي نستطيع بما عندنا من قيم أن نسبقه وليس أن نعطيه إرضاء له: ‏

? هل هو رأيك قبل أن تصبح مفتياً للجمهورية؟ ‏

?? نعم من اللحظة الأولى قرأتها لحقوق الطفل ولحقوق المرأة.. وقلت هذه التحفظات هي تحفظات عن أمور سبق الإسلام في صياغتها بسنوات وأعتقد أن كثيراً ممن تحفظوا تحفظوا لأنها وردت من الأمم المتحدة ونحن عندنا شك منها وحق لنا أن نشك فيها ونشك بكل قراراتها لأننا نعرف أن الأمم المتحدة اليوم هي مع القطب الواحد وليست مع العدالة في الأرض. وهي التي أصدرت تقسيم فلسطين.. فكل ما يأتي منها جاء موضوعاً تحت مجهر الشك.. فإن وجدنا كلمة فيها شك نرفض المضمون كله ومن هنا يجب ان نتنبه أننا يجب أن نفسر كل نص وألا نرفض كل نص. فإن كان يمكن أن يخدمنا نستخدمه وإن يعارض قيمنا وحضارتنا فنرده ليس رد رفض إنما رد تصحيح، للأمم المتحدة، نحن عضو فاعل في الأمم المتحدة والعالم الإسلامي عضو كبير في الأمم المتحدة كأمة واحدة ولن نرد نحن دولة واحدة، والذي صنع الحدود هم لا نحن. نحن أمة واحدة لو استطعنا ان نلتقي ونضع هذه التحفظات أمام الأمم المتحدة ونفرض ما يجب عليها من تعديل لقبلت الأمم المتحدة وهذا حدث في مؤتمر بكين للمرأة. يوم قام عدد من النساء العربيات المسيحيات والمسلمات وتحفظن على قضية الفلتان الجنسي ووضع التحفظ في الأمم المتحدة واخذ به وعدل. ‏

إذا كان هذا دور نسائنا فما بال حكامنا ورجال علمنا ومشايخنا لا يقومون بهذا العمل. ‏

? لماذا غيب دور رجال الدين الاسلامي في صياغة الاتفاقية برأيك؟ ‏

?? هناك مغيب وهناك غائب. نحن أعناهم على تغييبنا.. لماذا لا يغيب البابا فإن تنتظر العالم لأن يدعوك لتوجد خطأ كبير ـ قل لي ماذا تفعل لتوجد نفسك في العالم. فالأنبياء ما انتظروا الشعوب لتوجدهم إنما هم تحملوا أحجارهم. وكل أصحاب القيم هم اوجدوا القيم وليس الناس. ليجتمع عندنا علماء العالم الإسلامي. لدينا رابطة العالم الإسلامي منذ 25 ـ 30 سنة ماذا فعلت؟! عندنا المؤتمر الاسلامي ماذا فعل.. منذ أسابيع عقد مؤتمر في جدة سموه مؤتمر كبار العلماء.. من قال انهم كبار العلماء من أعطاهم الوصف، هل هي السياسة ـ هل هي شعوبهم.. هل هي شهاداتهم.. اعتقد أن معظمهم ولكن هناك موازين دعي بها الناس لأن الهيئة الداعية دعت أناساً يتماشون مع أهدافها. ويبعدون أناساً يحملون فكراً جديداً يحمل إليهم لإبقاء مؤسساتهم على فكر، هم حددوه ليبقيهم في سدة السلطة الدينية. ولكن إلى متى يبقون قادرين فالعالم الاسلامي يستيقظ. ‏

? هل من مخاطر تتوقعها برفع التحفظات عن التبني وحرية الفكر والدين؟ ‏

?? عجيب تقولون بمخاطر.. المخاطر ممن.. لا يدخل عليك الخطر إلا إذا ضعفت نفسك فأنت حين تضعف قيمك وثقافتك وحضارتك أنت في خطر.. أما أن توافق على رفع التحفظات ونقول نحن في خطر.. خطأ. ‏

لم يستطع أحد في العالم أن يخضع أصغر قبيلة على أن لا تلتزم بقيمها. نحن نعرف الالتزام بالقيم لا يخضع للضغوط. في استراليا الآن اخذوا حقوقهم وبدأت الحكومة الجديدة تعتذر لهم وما استطاعوا صهرهم. فالعالم الاسلامي أنا أرى الآن في يقظة جديدة ولكن هناك فوضى ... الخطر علينا من عدم معرفة أنفسنا ومن عدم قراءة قيمنا قراءة جديدة واصرارنا على قراءات مضى عليها 800 سنة لتراثنا وقيمنا وديننا ونريد أن نطبقها الآن ولو وجد من كتبها لغير قراءاته. ‏

لو أردنا الآن دراسة ما يحدث في العالم الاسلامي سنجد هناك صراعاً خفياً بين السياسة والشعب أولاً في أكثر بلاد المسلمين وكثير من السياسات فشلت وظن قادتها أن الشعب لم يكن شاكراً وانكره وما فعلوا أنهم لم يكونوا يواصلون شعوبهم. وأقول كلمة لا يستطيع الغزاة فكرياً وعسكرياً واقتصادياً أن يدخلوا على وطن إلا إذا كان فيه طغاة ( اقتصاديون، ثقافيون، عسكريون..) فإن الغزاة لا يستطيعون الدخول إلا بهذه الشروط حينما يقوم صناعيو بلدي بإنتاج شيء لا اؤمن به ولا استعمله.. حين يتخذون الانسان للاستهلاك وليس كرامة. أنا اخذ اقتصاداً آخر.. متى اخذ ثقافة الآخر حين لا يستطيع مثقفي أن يحولني من قطري من مذهبي إلى عالمي اتجه للرواية العالمية، هنا خطورة بعض الثقافة والاقتصاد في العالم الاسلامي والسياسة كذلك. ‏

قد تكون سورية ومنذ 50 سنة بدأت بهذا التحول وكان يخبو ويضيء وكان فيه مواقع جيدة في فترات وكانت فيه اخطاء ؛ أخطاء سياسية وأخطاء دينية وبدل أن يتكاملوا تصادموا وكان هذا مأساة في فترة من الفترات.. الآن نمر بفترة اعتقد أن السيد الرئيس الذي انعم الله به على سورية إنما يستطيع الآن أن ينقل سورية نقلة حضارية جديدة وهذا ما يقوم به ومن خلال سفره إلى إسبانيا وتركيا وفرنسا وبريطانيا.. وجدنا أثر كل السفرات في المثقفين في تلك الدول. والتقيت بعدد من المثقفين الإسبان والفرنسيين.. قالوا ان سورية بدأت تحمل فكراً جديداً.. ونحن الآن مطالبون بتعزيز هذا الانتماء الثقافي والقيمي وحينما يشاهدون في سورية الحوار الثقافي الاسلامي ـ المسيحي والمذهبي الحوار المفتوح بين طبقات كثيرة من الشعب واعتذار من بعض إخواننا الذين يريدون ان يقفزوا قفزات سريعة باسم المجتمع المدني أقول لهم مجتمعنا مدني قبل العالم بأجمعه.. فالإسلام دين مدني ويحفظ حقوق الإنسان بشكل كامل جداً.. فكلمة المجتمع المدني ليست مستوردة.. فاجعلوا مجتمعكم مدنياً ينبع من قيمكم لا ممن يصدره الآخر إليكم ومن تعريفات تردنا بمقاييس معينة تخدم الآخر أكثر مما تخدمنا.. فمن هنا أجد أننا صدرنا منذ الأربعينيات اساتذة الشريعة إلى عدد من الدول العربية والاسلامية فلو عرفتي الآن ان مفتي كوريا الجنوبية من حلب اسمه الشيخ عبد الوهاب ولو علمنا أن عدداً من الوزراء الآن في معظم الدول العربية اساتذتهم في الشريعة من سورية. نحن قصرنا في دراسة تأثيرنا في العالم العربي من خلال مثقفينا تقصيراً عظيماً. لماذا كان يطلب الاستاذ السوري إن كان في الجغرافيا أو غيره لأنه كان يستطيع أن يكون عربياً واسعاً وعالمياً فكرياً ولم يكن قطرياً ولو كان كذلك لم يستطع التأثير في بلد آخر وهذا ما ميزه عكس الذين انصهروا بتلك الدول من غير السوريين، وهذا احصائياً وليس تعصباً للسوريين. ‏

أشعر ان سورية الآن ينظر إليها كومضة فكرية ثقافية حضارية وهذا ما قاله رئيس الوزراء في ماليزيا الأسبق مهاتير محمد وقال سنرسل بعضاً من أبنائنا علماء الدين ليتدربوا عندكم وقريبا تحدثت مع السفير الفرنسي ليرسل بعض الأئمة والخطباء الفرنسيين ليقوموا بدورات في سورية ليشهدوا هذا الفكر المتألق والمحاور الذي يصاغ في سورية. وقد يكون في البداية ولكنه يتطور. ‏

? سماحة المفتي البعض سيفهم فيما لو رفعت التحفظات رسمياً عن التبني وحرية الدين أننا في سورية أجزنا التنبي شرعاًو حبذا لو نوضح المسألة بشكل أكبر.. وما المطلوب لتسويقها كما ينبغي ومن سيتولى الشرح مستقبلاً؟ ‏

?? الاتفاقية تقول بشكل واضح: الطفل المحروم بصفة مؤقتة أو دائمة من بيئته العائلية والذي لا يسمح له حفاظاً على مصالحه الفضلى بالبقاء في تلك البيئة والحق الحق في حماية ومساعدة خاصتين توفرهما الدولة.. «كيف توفرهما»؟ تقول الاتفاقية تضمن الدول الأطراف وفقاً لقوانينها الوطنية رعاية بديلة لمثل هذا الطفل. وأرجو التمعن وفقاً لقوانينها الوطنية. ورعاية بديلة، هذا الطفل من بيئة مسلمة يجب أن ترعاه بيئة مسلمة بيئة مسيحية يجب أن تضع له بيئة مسيحية، رعاية بديلة لمثله.. يمكن ان تشمل هذه الرعاية في جملتها «الحضانة أو الكفالة الواردة في القانون الإسلامي أو التبني عند الضرورة التي يكون فيها غير القانون الاسلامي . فالقانون الاسلامي لايسمح ، أما المسيحيون فيسمح قانونهم بذلك، ونحن في معاهدة النبي (ص) للمسيحيين سمح لهم ان يطبقوا شريعتهم وان يطبقوا قوانينهم، فلماذ أمنع حكم التبني بشكل مطلق وقد جاز في بعض الشرائع السماوية لأنه حتى في شريعتنا كان التبني جائزاً ولكن جاء بنص ما كان محمد أباً لأحد من رجالكم فقبل أن يأتي هذا النص كان زيد هو ابن محمد (ص). ‏

المادة 20 والمادة 14 في مضمونها ليس فيها صدام مع الدين الإسلامي ولا صدام مع سياستنا ولا قيمنا. ‏

? حبذا لو توضح لنا أكثر (التبني في الاسلام) ماذ قصدت به الآن؟ ‏

?? هناك نوعان من التبني (التبني التربوي ـ التبني العصبي) التبني التربوي هو ما فعله النبي (ص) في المرحلة الثانية والتبني العصبي هو ما فعله النبي(ص) في المرحلة الأولى ففي الأولى: يوم كان زيد عبداً عند خديجة وقد سرق وأسر من قبيلة عربية وهو يمني الأصل وعندما تزوج النبي (ص) خديجة وهبت له زيداً وبعد سنوات عرف أهل زيد بعد تتبع ولدهم أن زيدهم في مكة. وكان زيد في الرابعة عشرة من عمره فجاء والد زيد وعمه وهو لا يعرف بأنه سرق طفلاً. عانقوه وتكلموا معه فقال زيد: أنا عند رجل كريم أنا عند رجل يقدرني.. قالوا نريد أن نأخذك فقال: اطلبوا ذلك منه، فتحدثوا مع النبي (ص)وقالوا: ان هذا ابننا كم تريد ثمنه نعطيك. فقال «ص» أنا أدع هذا لزيد إن شاء أن يبقى معي كان وإن شاء أن يذهب معكم فلكم ذلك دون ثمن فهو يختار ..وجلس معه والده وعمه وحاوراه ساعة فرفض وقال لن أترك محمداً. وعندما شعر النبي «ص» بهذا الوفاء من زيد أراد أن يكافئه ويطمئن أهله ونادى ياأهل مكة: ليعلم كل واحد منكم ان زيداً هذا ابني أرثه ويرثني. فكان هذا هو التبني العصبي الذي يدخله ضمن العائلة وإن مات الأب يصير واحداً من الأخوة والأسرة وهذا يبطل بعض الأحكام الشرعية التي تكونت فيما بعد فلما بدأ تكوين الدولة الإسلامية والأسرة الاسلامية بدا توضيح الحقوق الشرعية والميراثية فنزلت: ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. فأعلن الإسلام إلغاء التبني. ولكن ماذا نفعل لهؤلاء.. جاء الاسلام ليقول: فاخوانكم في الدين ومواليكم. اي اخوتكم فهذا الولد الذي اتبناه يصير أخي في الدين ومولاي في الولاء موالياً لي. فتكون حقوقه محفوظة في الدين أكثر من العصبية. فقد اختلف مع ابني في الدين أو العصبية ونتقاتل ولكن مع أخي في الدين لانتقاتل. لأنه أعطاهم مرتبة أعلى بكثير فاخوانكم في الدين ومواليكم. ‏

وهذا أعطاه للأيتام. فعندما يفقد الطفل أباه جعل الله المجتمع بأجمعه في خدمته قال: فأما اليتم فلا تقهر. هنا كفل الله المجتمع بأجمعه بخدمة اليتيم فتحول اليتيم من فقد أبيه الى وجود آباء. ‏

لذلك نظام التبني التربوي أقوى وألطف من نظام التبني العصبي. التبني العصبي صحيح انه في ظاهره أمان مادي ولكن نظام التبني التربوي أمان روحي وإذا أمنت الروح سعدت. ‏

ليس بياناً شخصياً ‏

. هل تعتقد أن العموم من الناس ورجال الدين سيتقبلون هذا البيان كما أصدرته؟ ‏

.. أولاً نحن ليس لدينا رجال دين هم العلماء. فالعلماء الذي يدرسون هذا البيان في دراسة متأنية سيقبلون. والذين يعترضون هنا أقبل الاعتراض وإن أقنعوني فيه أعود وأصدر بياناً أتراجع فيه عما قلت إن كنت أخطأت، فأنا أقبل التصحيح إن كان لديهم تصحيح وأنا ما أصدرت هذا البيان إلا عن قناعة كاملة بعد مشاورة وسماع لأطراف كثيرة من علماء الدين ومن متخصصين. أصدرت هذا البيان ليس بياناً شخصياً إنما بيان نابع عن معرفة وعلم ان هذا لايتضارب مع الشريعة الاسلامية في شيء وإنه يعطي جزءاً مما أعطته الشريعة الاسلامية والشريعة أعطت في هذا الكثير. ‏

تحملت أحجاراً على مواقفي ‏

. هل كان هناك توجيه ما لدراسة هذا البيان؟ ‏

.. هيئة الأسرة ارسلت لنا اسئلة ودرسناها وبعد ورشات عمل أجبت بهذا البيان ولم يكن هناك أي توجيه لي في أي قضية طوال حياتي منذ صعدت المنبر حتى اليوم إلا من ربي واعتقادي ويقيني وهذا ما أعلنه ولذلك تحملت احجاراً كثيرة على كثير من المواقف. ‏

الخلاف ممنوع والاختلاف قوة ‏

. هل ترى سماحة المفتي أننا بحاجة الى فتح حوارات دينية لتقريب وجهات النظر؟ ‏

.. أولاً الاختلاف مصدر شفاء وقوة في المجتمع والخلاف ممنوع. الاختلاف جائز والخلاف ممنوع. والاختلاف أن أرى صورة وأخرى ونتحاور فإن وصلنا الى صورة ثالثة نتفق فيها من خلال الصورتين فقد كان الاختلاف رحمة. لأنه أدى الى فكرة تجمع الأمة وإن بقينا كل واحد مقتنعاً بفكرته. فله الحق أن يقتنع بفكرته دون ان يرفض فكرة الآخر، لأن الآخر له حق في التفكير، ولكن ان يعلن خلاف الآخر وعداء الآخر فهذا ممنوع في المجتمع الاسلامي لذلك الله تعالى أذن بالاختلاف وقال: ûومن آياتي اختلاف السنتكم والوانكم‎ فالاختلاف ان نتحاور فإما ان نتفق أولا فإن لم نتفق فلك رأيك ولي رأيي على الا نتصادم، والخلاف ان يعطي كل منا ظهره للآخر، وهذا ليس مقبولا، فالصحابة اختلفوا في قضايا جهادية في موضوع المرتدين، واختلفوا في شأن اسرى بدر وفي مانعي الزكاة لكن لم ينشئ هذا الاختلاف خلافاً بينهم انما انشأ هذا الاختلاف نماء فكريا وقوة يعزز بعضها بعضا.. ‏

وأنا اليوم أقول: بأني اصر على هذه الحوارات ويوم تنام هذا الحوارات يضمرالفكر الاسلامي ولأن المذاهب الفقهية يوما ما كانت أكثر من 23 مذهبا، ولماذا ضمرت لا أدري؟ ومن جمال هذا الاختلاف ترك لنا المئات من الكتب فأنا عندما أرى (24) تفسيرا للقرآن والقرآن واحد أو ليس هناك اختلاف في فهم الآية ولو لا هذا الاختلاف لفسر القرآن بعقل واحد، في مذهب الحنيفة ان تلامذة أبي حنيفة اختلفوا معه، وحينما أجد في آل البيت مذهب الامام زيد والامام جعفر والامام اسماعيل.. هذه المذاهب نحن فسرناها احزابا وسياسات والاصل هي مذاهب فكرية ولكن نحن البسناها لباس قداسة وجعلناها قيودا، لا .. في الاصل ليس عندنا شيء مقدس إلا كلام الله عز وجل وشخصية النبي (ص). أما بعد هذا ليس مقدسات، انها كلها قابلة للاختلاف وللحوار ويجب ان نفتح هذا الحوار وبجرأة لا نخاف، الحوار لا يؤدي الى الضياع.. إنما يؤدي الى الحقيقة ولكن بشرط ان يكون المتحاورون هم طلاب حقيقة وليسوا طلاب هوى... ‏

? في حرية الدين والمعتقد ولو رفع التحفظ ـ القانون السوري يمنع المسيحيين من التبني هل ستدعمهم لو طالبوا بتعديل القانون؟! ‏

?? أولا الغاء القانون لا يكون عاما لانه يجب ان يكون موائما للشريعة فإن كان الأخ المسيحي عنده التبني جائز، الغاء القانون أسمح به للمسيحيين وليس للمسلمين، إن كانت شريعتهم تجيزه وتدعمه.. أجتمع مع قياداته ان جاؤوا بنصوص قالوا نحن عندنا التبني ونحن ما أخذنا بالشريعة الاسلامية فليس لي الحق أن أمنعهم من ذلك، الآن أنا ديني يمنع الخمر ولكن معاهدة النبي (ص) ألا اريق خمورهم وألا اكسرها فإذا قالوا لي ان شريعتهم تبيح ذلك فما الداعي منعهم من ذلك. ‏

الدين الاسلامي لا يمنع ان يطبق الآخرون دينهم ولكن يمنع التطاول على الاديان، وكل ذلك يدرسه العلماء إن وجد العلماء ان هناك في ظاهرة التبني العصبي نفعاً عند الطائفة المسيحية والطائفة المسيحية وضعت له شروطه التي لا تضيع النسب، اذا كنتم تعتقدون ان الشريعة المسيحية تعطي التبني العصبي حرية كاملة فأنتم مخطئون، أنا حاورت بعض المطارنة والقسس بوضع التبني العصبي على ألا تكون الأم له أماً عصبية إنما ام متبنية وعندهم نظام الميراث لا يعطي كما عندنا، قد يعطي الأب كل ماله الى ولد من أولاده وهو يختلف عندنا تماما، فهنا يحتاج الأمر الى لقاءات بين رجال الدين المسيحي وعلماء المسلمين وعلماء القانون ويصلون الى نتيجة. أما التبني العصبي الذي تتصورونه في أوروبا فهذا لا يمكن ان يكون فنحن نرى انه في صورة سيدنا يوسف عليه السلام، حاول سيد أن يتبنى يوسف عصبيا فقال عسى ان ينفعنا أو نستفيد منه ولدا، ولكن زوجته ما استطاعت ان تستوعب التبني العصبي فأرادت ان تتزوج يوسف و هو المتبنى في بيتها، فقال يوسف معاذ الله انه أبي احسن مسواي أي سيدي الذي قال لي بأنك ابني فكيف اخونه فيمن يعتقد انه امي. ‏

التبني العصبي غير ممكن كما تتصورون ان ينتقل الولد الغريب الى ابن حقيقي له نفس الاحكام العصبية، حتى في الشريعة المسيحية وأنا سألت، غير ممكن وقالوا نحن نسميه «تبني عصبي» ولكن لا يحصل على حقوق اخوته من الأم والاب ونحن نعلمه بأن هذا موقفه لانه يمكن ان يتزوج الفتاة التي تربت معه، اذا نحن نعطي الآن الآخر أوسع من مساحة. ‏

في الدول الاسكندنافية هناك عدد كبير ترفض المرأة الانجاب ويرفض الوالد ويطلبون تبني ولد (نشتري لعبة) هذا سموه التبني العصبي، وهنا ليس له اخوة أو اخوات ويعطونه اموالهم.. هذا وضع خاص.. ‏

فإذاً هناك حاجة لتبيين موضوع التبني التربوي والتبني العصبي من خلال النظام الشرعي ونحن في سورية لدينا هذا النظام لا تخافوا، لا خوف، استغرب من خوف البعض وأقول لهم ثقفوا انفسكم شرعيا وعلميا ستجدوا ان هذه التحفظات لم يكن لها وجود لان شريعتنا اوسع من هذه التحفظات ولا تصطدم مع شريعتنا إنما نخاف من صياغتها ونحن علينا ان نرد هذه الصياغة في صياغة نقول فيها نحن بالنسبة لهذه التحفظات عندنا ما هو تكريم للانسان اكثر مما هو لديكم، والاتفاقية تضمن في نصوصها الحرية لنا بالاستمرار أو التوقف. ‏



تضييع للحقوق ‏

?كيف تصف من يتبنى عصبيا بطرق غير مشروعة؟ ‏

??مضيع لحقوق الانسان ومضيع لحقوق نفسه، أنا حينما اعرف هويتي اسعد أكثر بكثير وحينما تلعب بالهوية ثم يكتشف الحقيقة فيما بعد أكره من لعب بهويتي ولقد جاء في أكثر من عشر حوادث كان الطفل المتبني يكره امه وأباه الذين تبنوه عصبيا حينما يكتشف كذبهم وزورهم ويبتعد عنهم، الله عندما انهى التبني العصبي انهاه لمصلحة الطفل ولمصلحة المتبني.. ان تكتشف الحقيقة ويعرف ان مجتمعاتنا منكشفة على بعضها وقد حدثت امامي حادثة ان شاباً و صل الى 30 من عمره واكتشف انه ليس ابن هذه الرجل والمرأة بعد ان زوجوه وكتبوا لهم اموالهم، همست له امرأة في اذنه انك لست ابنهم ـ واراد ان يعرف اباه وأمه واصيب بحالة اكتئاب وحزن كبيرة وبقي يبحث حتى عرف الشاب قبر امه وأبيه وسمع لشهود عن وفاة والديه.. ‏



لا أقول بقتل المرتد ‏

?في الاسلام مقولة (حكم المرتد القتل) والطفل مجهول النسب حسب القانون السوري، مسلم الى ان يثبت العكس، كيف ترى الأمر؟ ‏

?? أولا الطفل اللقيط لا نعرف اذا كان مسلماً أو مسيحياً أو غيره هو في مجتمع يتبع مجتمعه والقانون قال ان المجتمع السوري مسلم، حتى يثبت العكس على هذا الطفل، والآن العلم تطور وأصبح يكشف الحقيقة ، القانون لا يعارض واذا اكتشف اهله لا مشكلة في ذلك وإذا لم يكتشف فهو على دين مجتمعه. ‏

أما في قضية الردة وقتل المرتد لي شأن آخر، أنا لا أقول بقتل المرتد، القتل حينما يتحول المرتد الى داع للردة، أما حينما يرتد في نفسه ويبتعد ولا يكون داعيا لردة فما علي ان اقتله لأنني استطيع ان اقبله، إنما الذي اعتقد ان المرتد يقتل اذا صار داعية للردة فالمرتدون قوتلوا لانهم بدؤوا يجعلون من الردة دعوة، ولذلك انا امنع التبشير في سورية في قرية اسلامية مثلا لانه يعتدي على حريتي، وأخرجه ولهذا نحتاج نحن اليوم لاعادة دراسة موضوع احكام المرتد وليس كما يدعي البعض ان المرتد لا يقتل ابدا أو يقتل فورا، ليس هذا ولا ذاك. ‏

الآن كم هم تاركو الصلاة/ وتاركو الصيام.. وتارك الصلاة مرتد، هل يقتله احد، نحن ايضا نهول بهذه الالفاظ ونعطيها مساحة كبيرة.. الآن امام وجود دعوات دينية اسلامية متطرفة وجدت دعوات ضد الاسلام متطرفة أيضاً، عندما اقول رجم الزاني وقطع يد السارق وقتل المرتد.. وكأن الاسلام يرفع السيف فقط، لا ليست المسألة هكذا ؟ ‏

? ولكن الحدود تطبق في بعض الدول الاسلامية؟ ‏

?? اسألك على من تطبق الحدود، هل رأيت أميرا أو أميرة قطعت ايديهم وهل هم لا يسرقون، نحتاج الى اعادة نظر في تطبيق الحدود هل وجدت وزيراً قطعت يده وهو سارق في العالم الاسلامي لنعد الى قضية احكام الاسلام وانهاتطبق بناء على تطبيق المنهج كله وليس على استجزاء جزء منه، الاسلام ليس رقعاً الاسلام كل متكامل وليس رقعة. الله حينما يقول لا اكراه في الدين.. ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لا يسمح لي الاعتداء على الآخرين بقيمهم ودينهم إنما يمنع من يجعل من الدين إكراها أو كفراً للآخرين يمنع من التبشير الاكراهي ويسمح لي بالتبشير الحواري، تبشير القيم وهذا جائز للكل، ولكن بشروط ألا تستخف بالاديان أو تسب الاديان، الحوار احترام رأي الآخر وأضع ما عندي امامه.. ‏

? برأيك هل تقبل الاسرة تغيير الدين لابنائهم؟ ‏

?? عليك كأسرة ان تكوني.. والاسرة لو حدث مرض مع ابنك هل ستضعينه في المصح ام هناك خطوات قبل ذلك الحوار. علي أن اعالج وما ارتد إلا لأمر وجده في المجتمع، الاسلام ليس اكراهاً واعطى الاختيار. ‏



لا بد من ان نعطي العالم من حضارتنا ‏

?عمليا ماذا نستفيد من رفع التحفظات فيما لو تم ذلك؟ ‏

?? أولا قضية عالمية القوانين نحن نتجه باتجاهها فهل الاسلام قادر على أن يصنع من قيمه وحضارته جزءاً من حضارة العالم المعاصر.. نعم قادر على أن يعطي من قيمه، التحفظات لم تكن ضد الدين الاسلامي انما كانت اجتهادات بعض الاخوة ولو درسوا بعمق لوجدوا ان التحفظات تعطيهم قيداً ولا تعطيهم حرية، فلماذا اقيد نفسي في شيء لم يقيدني به الدين انما وضع لي حلولا لهذه المشكلة وغيرها ..ومن هنا رفع هذه التحفظات بالنسبة لي يعطيني حوارا فكريا واسعا مع الآخر.. واجذبه إلي وأقول ان ديني لم يمنعني اذا رأيت اي قانون حضاري في مصلحة الطفل أو مصلحة المرأة ان أتعاون في بنائه، العالم الاسلامي اليوم حضاري أكثر من أوروبا واليوم نجد خمس رئيسات وزراء مسلمات (تركيا ـ باكستان ـ بنغلادش ـ اندونيسيا) نحن يوما ما كانت عندنا هذه المساحات الواسعة والعجيب ان كل رئيسات الوزراء كون تحالفات بينهن وبين الاحزاب الاسلامية في حكمهن لو كان الاسلام يمنعهن لما كن كذلك، لماذا نحن اليوم نتلقى السهام من العالم ولانعرف كيف نرد. ‏

نص بيان المفتي العام للجمهورية ‏

مايخص التحفظات على اتفاقية حقوق الطفل للامم المتحدة: ‏

بعد الاطلاع على مواد اتفاقية الامم المتحدة لحقوق الطفل والتحفظات السورية عليها وبعد دراستها علمياً وعرضها على اصحاب الاختصاص تشاوراً، تبين لنا: ‏

انه من المستغرب التحفظ على المادتين 14 و20، وقد اعطتا الحرية للدول الاطراف في اختيار مايناسبها ضمن النظام العام لدى كل دولة، وإذا كانت تطبق الشريعة الاسلامية فإن الاتفاقية اعطتها مساحة تعامل مع الاتفاقية، دون ان تتنازل عن الشريعة والامم المتحدة لن نتدخل في تعديل اي حكم من احكام الشريعة الاسلامية، فكيف يصاغ التحفظ؟؟ ‏

ثم إن حرية الدين والمعتقد مصونة في الشريعة الاسلامية، لان الاصل هو النصح والارشاد والتذكير والتوجيه دون إكراه أو إلزام يقول تعالى: ( ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ومسألة التبني موجودة في الشريعة الاسلامية بصورة ارقى عبر التبني التربوي وهو أكبر بكثير من التبني العصبي، والامم المتحدة في نص الاتفاقية مع النظامين ( التبني التربوي، والتبني العصبي) وأعطت للدول الاطراف حرية أن تختار كل دولة مايناسب نظامها العام ونحن في سورية عندنا نظام التبني التربوي. ‏

وبما أن المادتين :14و20 . قد راعتا الشريعة الاسلامية والنظام العام للجمهورية العربية السورية فإنه ليس هناك اي اعتراض او تحفظ من الناحية الدينية على مواد الاتفاقية. ‏

لذا نأمل من المفتي العام للجمهورية العربية السورية وادارة الافتاء العام والتدريس الديني من الهيئة السورية لشؤون الاسرة ان ترفع الى الجهات المختصة لسحب التحفظات على المواد المذكورة ضمن اتفاقية حقوق الطفل. ‏

كما نتقدم باقتراح لدراسته وادراجه ضمن المواد القانونية المتعلقة بالوصية الواجبة، ينص على أن: الطفل الذي تتم رعايته: يعطى من الوصية الواجبة ضمن ثلث التركة. ‏

المفتي العام للجمهورية العربية السورية ‏

الدكتور الشيخ احمد بدر الدين حسون‏



تشرين







التوقيع

ان تنير شمعة خير من ان تلعن الظلام
اذا كنت على حق هل يتحتم أن أكون أنا على خطأ؟

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التحكيم في عقود B.0.T -Build-Operate-Transfer سامر تركاوي أبحاث في القانون الإداري 1 12-04-2011 06:40 PM
قانون أصول المحاكمات الجزائية اللبناني أحمد الزرابيلي قوانين الجمهورية اللبنانية 0 08-11-2009 08:33 PM
القواعد الإجرائية و قواعد الإثبات لدى المحكمة الجنائية الدولية المحامي ناهل المصري الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية 0 27-05-2006 11:23 PM
نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية المحامي ناهل المصري الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية 0 27-05-2006 11:21 PM
قانون تنظيم أعمال التأمين الأردني وتعديلاته رقم 33 لسنة 1999 المحامي محمد فواز درويش قوانين المملكة الأردنية الهاشمية 0 03-05-2005 12:32 AM


الساعة الآن 01:14 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع