بلاغ للناس في سوريا وفي العالم أجمع

يا أهل سورية .. يا أهل ذاكرتي .. يا دمي , يا روحي , يا عشقي يا أنفاسي , يا أهلي

أكتب , وقد اختلطت دموعي بدمي

أكتب , لا حبا في الكتابة , ولا أكتب كي يقرأ حرفي ..لا ..لا

فأنا أكتب الصرخة , فستسمعونها ... أكتب اللوعة ...أكتب الرجاء ...و أكتب ملء الحزن والغضب ..أكتب لأني سوري ..أكتب لخوفي أن تتداعى عليكم الأمم لو خطبتم ود الكرى , وجافيتم سنن اليقظة

ستفهمون قلمي فهو أقوى من القراءة ... لا تظنونها نرجسية أنفثها ...لا ..لا يا أحبتي

فالقلم الذي أخط به ...هو قلم الأم الرؤوم ..مداده بردى ...و دفاتره كل صفحات العز التي شهدها قاسيون والأربعين , فيحق للأقلام أن تعتمر أغطيتها , وتهاجر إلى حين , أمام قلم تراب الشام كلها , أعلم أنكم تسمعون , يقين هو يساكنني في أنكم أهل الوعي , ولكن ....خوفي من انطفاء النار بارتكانكم جدران الصمت , وتخبط البعض في تفسيرات الأحداث , بعفوية خاطئة , واتباع سحرة فرعون العصر الجديد , يدفعني بكل طاقة الجوارح في استنهاضكم , فالذئاب لا ترحم من تنطفىء ناره ...فلا تنسوا جذوة الفخار التي يحملها قلب كل سوري وسورية , أنتم يا ريحانة العمر..يا أهل بلدي , أنتم .. ولكم ...وبكم ...أكتب صرختي ..فاسمعوها

أشهد الله أمامكم , أنكم من أنبه العاشقين , بل أنتم اعظم من تيم بقرينة روحه .... وأي عشق هو ...؟؟
عشقكم هذا التراب , هذا الياسمين , هذا الجبل والبحر , هذا السهل وتلك الأنهار , هذا التاريخ , وذاك الخضاب الذي لون بطهره أديم سوريتكم , فلا تغفلوا عنها , لا تخافوا , لا ترتعدوا , فلم أع فيكم خوارا ولا سكونا , من يعارض منكم , له احترامي , له محبتي , فهو منا ومن هذه الشرايين , شئنا أم أبينا , غذته خضار الغوطة وفواكهها , سقته قطرات الخير في كهوف بضت سحر ماء الشام الفذ المتفرد , خالطته الآمال والآلام نفسها , فنسأله بكل تلك الحقوق أن يعود ... أن يرجع بهدي الخير والرحمة في هذا البلد ... نسأله ألا ينساق وراء أضغاث الكوابيس , فهي أبعد ما تكون عن الأحلام , فلا أعلم عاقلا يبدل واقعه الجميل , بكابوس يضغط الصدور , ويخنق المكان , معارضة البعض , والشرفاء الذين أعلم فيهم حسن النوايا في التعاطي , لا من باعوا القلعة والحميدية والسهل والجبل بفتات الموائد وعفن الخبز , بل الشرفاء منهم , يا أحبتي ..يا أهلي , يا أخوتي , أهذا أوان ما تفعلون ...؟؟ لا والله الذي في سموه وسماه ..ما هكذا تورد الإبل ...ما هكذا ..فلا تكونوا من يؤكل بعدها في اليوم نفسه .. يوم ذبح الثور الأبيض .... فندامة الكسعي ستكون سعدا , أمام عذابات كل ندم ستواجهون ...نحن من سيبقى ..فلا تبيعوا الباقي بزائل ....لا تبيعوه وتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ...

انظروا ...بالعقل .... لا بالعاطفة ..فلربما توجستم خيفة في أنها قد تكون مسحة عاطفة تزول ...لا...بالعقل ..تعالوا وانظروا ...واحكموا .. إننا أصبحنا في جزيرة .. محاطة بما تعلمون .. لكن..الأسوار والله عالية ... والموانىء عصية .. والقلب نابض سرمدي ... فمن سيقدم على فتح البوابة كي تدنس تلك الأرض , ليبيعوا يوسف من جديد بأبخس الأثمان , و يكرروا جريمة قطع الفضة في بيع عيسى , لن ترحمه هذه الأرض من اللعنات , بل سيلحق العار أبد الدهر بكنيته , باسمه , بعائلته ...فمن ذا البائع الخسيس..؟؟

والله إن البلد بخير ... والله إن البلد بخير....ووالله إن البلد بخير

فلا تدمروا هذا الخير... فالبلد آمن , قوي , عزيز , ولا تنسوا..إن رأيتم بعض زكام في الجسد ..فالعلاجات والأمصال ليست ببعيدة عن الشرايين ... بل والله إننا نراها ونحسها وسينتصر الجسد على هذه العوارض الآنية ... فهلا صبرتم على عارض خفيف , مآله إلى صلاح , ولكن قليل من الصبر والحكمة بيننا نحن أهل هذا البيت وأصحاب هذا الجسد ... فلا نبدل الزكام بسرطان .. ولا نزلة البرد الخفيفة تلك بعلة عضال ....!!؟؟

التفوا حول قائدكم ...فوالله الخير فيه وأنتم تعلمون ...ساعدوه ..تعاوروا فيما بينكم .. شمروا عن سواعدكم .. ولتكن لبنات البناء قد تلمست كل الأكف الخيرة ... فمن هذا الشاب الذي يقود...؟؟ هلا سألتم أنفسكم عنه..؟؟
هو ابن هذا البلد..من هذا التراب... تنفس الهواء نفسه ..خطت قدماه الشوارع نفسها ...درس في المدارس التي درستم ..وجاور فكان خير الجار ... هو أقرب الناس للناس ..أحب الناس فأحبه الناس ...عشقه عشقكم ..حزنه حزنكم ..فرحه فرحكم ...ألم تعهدوه يمسح آلامكم ..ألم يقترب منكم حتى خالط أكثركم..؟؟ من منكم لم يصادفه يوما في سوق من الأسواق بين الناس..؟؟ من منكم لم يرقص منه القلب سعدا وبهجة حين وجد رئيسه اختار أحد المساجد في قلب دمشق ليؤدي صلاة جمعة كأقرب نفس زكتها الخيرات..؟؟

فمن يريد ضم الشام وحب الشام وأرض الشام...فليضم هذا الأسد ...فهو الأمان ..والساعات حالكة , ولن أبالغ في إنقاص ما للأمر من جدية نعيشها ....لكن...لهذه الجدية التي فرضت علينا ...فالموج يحتاج لأن نصنع من أجسادنا كواسر للصد.....يفتتون الجيران كي يصلوا للقلب...ماذا آل حال العراق إليه من بطشهم..؟؟ زرعهم الفتنة في كل مكان يحيط بنا , علنا نضعف..لكن كونوا أقوياء بتمتين الجوهر ...فلا والله ليس من الخير , ولا يريدون خيرا , في توحشهم هذا ...يحرضون الجار التركي...يحرضون الجار الغربي في لبنان... وفي العراق وفي الجنوب وكل مكان...لماذا...؟؟ لو لم يكن بشارنا , وبشارتنا فيه كل الخير ...لما كانت كل تلك الحملات المسعورة...
فلا تنسوا يا شعبي..لا تنسوا يا أخوتي..أن بشار هو رمز لسورية...بشار هو رئيس للجمهورية العربية السورية...ومن يمس هذا الرجل بكلمة سوء , فهو مساس بكم أنت ..وانتقاص من قدركم أنتم ..وتجرؤ عليكم أنتم.. وما فعله مجرم قناة الفوكس , لأكبر دليل على استكلابهم وتكالبهم التعس الخائب ....
فهو رمزنا ...فلا تنظروا للأمور نظرة حقدهم على رجل...بل حقدهم على دولة وأرض يمثلها ويمثل شعبها هذا الرجل....
فعاهدوا الله وعاهدوا ضمائركم , وكرامتكم , وترابكم في الذود عن ذرى الشام و ربوعها في الذود عن حاميها وأسها وأساس أدارتها وحكمتها... اقتربوا منه يا أخوتي...قدموا أي نصح..أي جهد هو مشكور لنا جميعا.. فبه وبكم سنرد تلك الحماقات المأفونة ....
و اعلموا أن من يتعدى بحرف شر على بيرقنا وحاميه...سيعلم معنى المهل الذي يشوي الوجوه ....

حسبي أن بلغت.....اللهم فاشهد



أحمد علي المصطفى شام برس

[المحامي علي عبد الرحيم]

كلام واعي ومسؤول وهو خير ما قيل
اشكرك عل نقله