الأمل الباقي
غاصَ فينا السيفُ
حتّى غصَّ فينا المِقبَضُ
غصّ فينا المِقبَضُ
غصَّ فينا .
يُولَدُ النّاسُ
فيبكونَ لدى الميلادِ حينا
ثُمّ يَحْبونَ على الأطرافِ حينا
ثُمَّ يَمشونَ
وَيمشونَ ..
إلى أنْ يَنقَضوا .
غيرَ أنّا مُنذُ أن نُولَدَ
نأتي نَركضُ
وإلى المَدْفَنِ نبقى نَركضُ
وخُطى الشُّرطَةِ
مِنْ خَلْفِ خُطانا تَركضُ !
يُعْدَمُ المُنتَفِضُ
يُعدمُ المُعتَرِضُ
يُعدمُ المُمتَعِضُ
يُعدَمُ الكاتِبُ والقارئُ
والنّاطِقُ والسّامِعُ
والواعظُ والمُتَّعِظُ !
حسَناً يا أيُّها الحُكّامُ
لا تَمتعِضوا .
حَسَناً .. أنتُم ضحايانا
وَنحنُ المُجْرِمُ المُفتَرَضُ !
حسَناً ..
ها قدْ جَلَستُمْ فوقَنا
عِشرينَ عاماً
وَبَلعتُم نِفطَنا حتّى انفَتقتُمْ
وَشَرِبتُمْ دَمَنا حتى سكِرتُمْ
وأَخذتُم ثأرَكمْ حتى شَبِعتُمْ
أَفَما آنَ لكُمْ أنْ تنهَضوا ؟ !
قد دَعَوْنا ربَّنا أنْ تَمرُضوا
فَتشا فيتُمْ
ومِنْ رؤياكم اعتلَّ وماتَ المَرضُ !
ودعَونا أن تموتوا
فإذا بالموتِ من رؤيتِكم مَيْتٌ
وحتّى قابِضُ الأرواحِ
مِنْ أرواحِكُمْ مُنقَبِضُ !
وهَرَبْنا نحوَ بيتِ اللهِ منكُمْ
فإذا في البيتِ .. بيتٌ أبيضُ !
وإذا آخِرُ دعوانا.. سِلاحٌ أبيضُ !
هَدّنا اليأسُ،
وفاتَ الغَرَضُ
لمْ يَعُدْ مِن أمَلٍ يُرجى سِواكمْ !
أيُّها الحُكامُ باللهِ عليكُمْ
أقرِضوا اللهَ لوجهِ اللهِ
قرضاً حسَناً
...وإنقرضوا