بئس المحامي الذي يضيع حق موكله

[المحامي عارف الشعَّال]

بئس المحامي الذي يضيع حق موكله

يوم الخميس الماضي شاهدت " أبو زهير " في القصر العدلي يجلس على الدرج العريض في البهو ، شارد الذهن ، تعلو محياه أمارات الهمّ و الحزن ، فذهبت إليه لأطمئن عليه و لأعرف آخر أخبار قضيته .

" أبو زهير " خال أعز أصدقائي ، راجعني في العام 1993 عارضاً عليّ مشكلته التالية :

يملك بيتاً في شارع العابد بدمشق ، كان مؤجراً لامرأة عجوز تسكنه لوحدها ، لها ابنة وحيدة متزوجة و تسكن في بيروت مع أسرتها منذ سنوات طويلة ، توفيت العجوز و شغر المنزل .

كان أبو زهير محتاطاً لهذه اللحظة ، إذ سبق له أن أجرى وصف حالة راهنة للمأجور قبيل الوفاة بعدة أشهر ، ثبّت بموجبها أن المستأجرة تقيم لوحدها في المأجور .

ذهب أبو زهير بعد الوفاة ليتفقد البيت فوجد فيه شخصاً ممكن كانوا يترددون على العجوز و يهتمون بها أواخر أيامها ، و زعم هذا الشخص أنه مستأجر للمنزل من العجوز و أن له حقاً به ، فتشاجر معه و انتهى بهما المطاف بمخفر الشرطة أحدهما مسلحاً بورقة من المستأجرة تقول أنه مستأجر ، و الآخر مسلح بوصف الحالة الراهنة ، فقامت الشرطة بختم المنزل بالشمع الأحمر طالبة منهما مراجعة القضاء ، فقام هذا الشخص برفع دعوى تثبيت علاقة إيجارية .

عندما عرض عليّ أبو زهير مشكلته في العام 1993 كان الطريق لحلها واضحاً و سهلاً و بسيطاً ، و هو دعوى إنهاء علاقة إيجارية ترفع على ابنة المستأجرة المقيمة في بيروت بالإضافة لأي ورثة آخرين محتملين لها ، و معالجة الدعوى التي رفعها الخصم .

و لكن أبو زهير لم يقبل أن يدفع الأتعاب التي طلبتها آنذاك ، و فضّل توكيل محام آخر أخذ منه أتعاب أقل من نصف المبلغ الذي طلبته - كما أخبرني صديقي فيما بعد - و رفع له ذاك المحامي دعوى تسليم مأجور على المستأجرة المتوفاة نفسها و على الشخص الذي عارضه بالإيجار ، فقلت لصديقي حينها أن خاله لن يستفيد شيء و سيخسر الدعوى بالنتيجة – بسبب رفعها على ميت – و بعد سنوات سيعود للطريق الوحيد الذي قلته له .

و مضت السنوات و بقيت أخبار أبو زهير و قضيته تردني حينما أراه مصادفة بالقصر العدلي أو عند صديقي ، و بالنتيجة خسر الدعوى التي رفعها ، و خسر خصمه دعوى تثبيت العلاقة الإيجارية ، و غيّر أبو زهير المحامي ، فرفع الجديد دعوى فاشلة أخرى فخسرها ، و في إحدى المرات حتى يتخلص المحامي و ضغط أبو زهير و إلحاحه دفعه للدخول للمنزل عنوة بدون قرار قضائي قائلاً له أنه كسب الدعوى و بإمكانه استلام البيت ، و بالفعل قام أبو زهير باقتحام البيت هو و أولاده و إشغاله ، فكان خصمه له بالمرصاد ، حيث اشتكى عليه بجرم فض أختام مما تسبب بتوقيف أبو زهير و أولاده .

و هكذا و نحن بمستهل العام 2013 يكون أبو زهير أمضى عشرون عاماً بالمحاكم دون أمل حقيقي باستلام منزله ، متنقلاً من محام لآخر همهم اقتناص قرشين و رفع أي دعوى كيفما اتفق و لو كانت خاسرة ، دون أن يجمعه الحظ مع محام ينصحه برفع الدعوى اللازمة لهذه الحالة .

عشرون عاماً عبارة عن مأساة قانونية عاشها أبو زهير ليس سببها القضاء و النظام القضائي البطيء ، و إنما بضعة محامين همهم الكسب بأي طريق كان .

أقول قولي هذا و أستذكر المادة 58 من قانون المهنة :

(( يعتبر زلة مسلكية كل إهمال غير مبرر أو جهل فاضح من المحامي أو من ينيبه يسبب الضرر لموكله و يستلزم تضمين المحامي الأضرار اللاحقة بموكله من جراء ذلك ))

و المادة 78 من النظام الداخلي :

(( على المحامي أن يتقيد في كل أعماله بمبادئ الشرف و الاستقلال و الاستقامة ))

إخواني :

بكل أسف بضعة محامين يتسببون بكل هذه السمعة الرديئة للمهنة و لزملائهم ، آن الآوان للتخلص منهم .

[المحامي عبدالرحمن عبدالله]

بكل أسف بضعة محامين يتسببون بكل هذه السمعة الرديئة للمهنة و لزملائهم ، آن الآوان للتخلص منهم . ( وفضحهم )

[المحامي نادر الخليل]

الاستاذ عارف المحترم :
منذ فترة جائتني سيدة حكت القصة التالية باختصار:
كانت مستأجرة لبيت منذ اكثر من ثلاثين عاما وكان المؤجر قد رفع عليها دعوى تخمين فوكلت محام وكان سؤالها الدائم
شو صار بالدعوى استاذ؟ فيكون الجواب ماشية لصالحنا .المشكلة بعد عدة سنوات فوجئت السيدة بصدور حكم باخلاء المنزل
بالرغم من انها تقيم فيه و لا تؤجره بحسب كلامها المنزل ثمنه عشرة ملايين وهذا معناه انها تستحق اربع ملايين حسب القانون
في النهاية السيدة في الشارع خسرت المنزل والتعويض ولا تعرف ماذا تفعل, التحليل المنطقي هو انها كانت محلا للبيع بلا شك( اذا صدق كلامها )
لذلك اقول ان المحامي الذي يخطئ او يهمل قد يكون هناك عذر له ولكن في هذا الموقف ماذا يمكننا ان نطلق عليه اقل من كلمة خائن.
تقبلو تحياتي