هذه الفكرة هي من مشاهدات محامي لكن هذه المرة ليست في اروقة المحاكم وانما في اروقة المجتمع
صدف ان اتصلت بي سيدة لديها بعض الاعمال وارادت ان توكلني للقيام بها ,فعلا بدأت بالعمل على ما تم الاتفاق عليه, وكانت كل فترة تتصل بي لتسألني أين اصبح العمل , اللافت أنها دائما كانت تناديني : دكتور بدل كلمة استاذ , وانا أجيبها استاذ ولكني انوي أن اصبح دكتورا , اذا قدر المولى ولكن دكتور في القانون ,فكانت تعتذر قائلة : لا تؤاخذني يا استاذ من كثرة مراجعتي للدكاترة ( أخده على لساني) , قلت لها في كل مرة , عافاك الله وانشاء لله (ما على قلبك شر) ,وانتهى ما كنت أقوم به فاتصلت بها قائلا: مدام لقد انتهى العمل ,وأنا اليوم سأمر بك وأنا عائد لأسلمك الأوراق ,وكان هذا تعاطفا معها كونها مريضة وتراجع الاطباء كثيرا وفعلا, ذهبت وبعد ان قدمت لي فنجان من القهوة السادة وقطعة من الكاتو ,قلت : مدام كيف صار وضعك الصحي انشالله احسن , قالت : انا ؟ انا لست مريضه قلت :اذا لماذا تراجعين الاطباء ؟
جائني الجواب صاعقا : (لا والله استاذ مو أنا بس هاد (بن) كان تعبان ما خلينا دكتور الله وكيلك) استدركت : مين (بن) ابنك؟
قالت : لا والله هاد الكلب تبعنا , والله يا استاذ بدو مصروف عشرة الاف ليرة بالشهر (أشياء لا يمكن كتابتها خجلا -بالاضافة للطعام الخاص وغيره و غيره).
سكتت ولم يعد لي رغبه برشف فنجان القهوة ,موقفي ليس عدائيا اتجاه الحيوانات وخاصة الأليفة , لكن ما معنى ان يصرف الانسان مبلغا كهذا , في وقت هناك الالاف من البشر ليس لديهم ما يسدون به رمقهم باختصار هذا هو قمة البطر.