من اعلام المحامين السوريين المحامي محمد سعيد العرفي

[المحامي محمد ايمن الزين]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبعد

تحية الحق والعروبة
المحامي محمد سعيد العرفي
ولد المحامي العرفي في احضان مدينة دير الزور هذه المدينة الاصيلة في عروبتها والتي يتغنى بجمالها الادباء والشعراء حيث يتجول في ربوعها نهر الفرات ليبث فيها روح الحياة ويزيدها بهاء وجمالا
ولد عام /1896/ ميلادية الموافق لعام /1314/ هجرية وتوفي بسبب المرض في عام /1956/ الموافق لعام /1375/ هجرية
كان السيد العرفي سليل اسرة عربية اصيلة عرفت بكونها اسرة دين وعلم ونسب مما اثقل شخصيته المتميزة كعربي صافي العروبة من صدق وامانة وجرأة وشجاعة وعزة وأنفة وحزم وحلم وايثار وعفة وترفع وزهد وتقى واستقامة وصلاح في كل ما يقول او يسلك او يفعل والتي كان من خلالها رجل كبير القدر والشأن والمنزلة إن كرجل علم ودين وسياسة
امضى السيد العرفي حياته وقفا على الجهاد في سبيل امته العربية في خلال الدفاع عنها والنهوض بها وذلك عبر مختلف الميادين والمجالات
وقد تمثل جهاده هذا من ناحية ثورته على الاستعمار والاستعباد والظلم والطغيان والجهل والامية والفقر والمرض والجمود والتحجر والتأخر والتخلف والتحلل والفساد والسقوط والانحطاط والنزاعات الجاهلية والشعوبية مما كانت تنوء تحت وطأته الامة العربية
كما تمثل من ناحية مقابلة في دعوته الى الاصلاح للشعب العربي الى الاخذ بأسباب العلم والمعرفة والقوة والعمل والكفاح والى التوجه نحو التعاون والتضامن والتكافل الاجتماعي والاتحاد مما يتيح لهذا الشعب نهضته المنشودة
حياته العلمية
درس في المدرسة الابتدائية الرشيدية بدير الزور وانتقل لدراسة الفقه والتشريع حتى اجازه مفتي محافظة الفرات المرحوم العلامة الشيخ حسين الازهري ثم انتقل الى دمشق ليتم دراسته على يد الشيخ بدر الدين الحسني ثم تابع دراسته في الازهر حيث كان من مدرسيه الشيخ محمد السيمحي الشرقاوي شيخ الشافعية بمصر والشيخ محمد النجدي من هيئة كبار علماء الازهر
انتخب عام /1943/ عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق والف العديد من الكتب سنذكر بعضها فيما بعد
حياته العملية
مع دراسته كان يعمل في النسيج وبعد ان انهى دراسته
عين ضابطا في الجيش التركي
ثم استلم نيابة المحكمة الشرعية بدير الزور
ثم محاميا للخزينة بدير الزور
ثم مديرا للمالية بالوكالة
ثم مارس مهنة المحاماة لعدة سنوات ومن خلال هذه المهنة
- انتخب مفتيا لمحافظة دير الزور عام /1939/
- ثم انتخب عام /1950/ في المجلس الاسلامي الاعلى في سورية
حياته السياسية
ساهم في الثورة العربية الكبرى ثم حارب الفرنسيين حربا لا هوادة فيها فسجنوه مدة ثم ابعدوه نفيا الى انطاكيا ومصر من عام /1922 وحتى عام /1936/
وبعد عودته لم ينقطع عن محاربة الفرنسيين
- انتخب عام /1936/ نائبا عن دير الزور في المجلس النيابي وكانت له مواقف وطنية مشرفة
- وكان عضوا في مؤتمر الوحدة العربية المنعقد في مكة عام /1942/
- وعضوا في مؤتمر بلودان المنعقد في عام /1937/ لبحث القضية
الفلسطينية
- وعضوا في المؤتمر البرلماني العالمي المنعقد في القاهرة عام /1938/
مؤلفاته
1- انحلال الامة العربية ووهن المسلمين
2- بماذا يتقدم المسلمون ( محاضرة )
3- اللغة العربية رابطة الشعوب الاسلامية ( محاضرة )
4- موجز سيرة خالد بن الوليد
5- المقالات الريفية
6- موجز الاخلاق الحميدة
7- مبادئ الفقه الاسلامي
8- هتلر والعرب المسلمون
9- تفسير القرآن الكريم مطول ومختصر
10- الموسوعة الدينية
11- كتاب وسائل الاستعباد ودسائس الاوربيين
12- كتاب ثروة النجاة
13- كتاب تاريخ دير الزور
14- رسالة في العروض
15- رواية العصر المظلم
16- رواية البائس الشرقي
17- كتاب تذكرة نائب
18- كتاب النقد الصريح لترجمة البخاري والصحيح
في مصر ساهم بتأليف وتحقيق العديد من المؤلفات منها
19- المفصل لابن يعيش
20- بستان العارفين
21- الكامل في التاريخ
22- تاريخ بغداد
توفي في عام /1956/ وما زال مسجلا في جدول محامي سوريا دون ان يتم شطبه او اغفال اسمه من الجدول رغم ممارسته لكل المناصب التي اخلص لها وابدع فيها
رحم الله السيد العرفي حيث كان لنا شرف بأن يكون هذا الرجل الجليل القدر بين ظهراني المحامين الاوائل في سوريا

المرجع مجلة الهداية 1960