الرشوى .. واقعٌ هل نتخلص منه؟؟؟؟؟؟

[وسيم حمادة الخياط]

كنت منذ أيام أتحدث عبر الفيسبوك مع زميلٍ لنا في محافظة اللاذقية وهو متمرن في عامه الأول ،ودار بيننا حوار عن مشاهداته في المهنة وانطباعاته الأولى عنها ..ولم أتفاجأ حين أجابني عن أن أبرز الهموم التي لاحظها هي الرشوى التي باتت منتشرة بشكل مزعج للأسف في محاكم محافظته ،وأجبته على الفور بأن ذلك قائمٌ لدينا في دمشق بشكل أفظع وأوهن للأسف بحكم طبيعة اتساع حجم العمل عما هو عليه في محاكم اللاذقية ..
تبادر إلى ذهني للفور أنني كنت قبل دخولي المهنة متمسكاً بمبدئي الذي كنت عليه آنذاك من عدم دفع أية إكرامية لموظف حكومي مهما كانت الأسباب ،بل وأنني اختلفت مع والدي –رحمه الله- ذات مرة حين ذهبت لإنجاز معاملة حكومية وعسرها لي الموظف بغية الارتشاء طبعاً ،فما كان مني إلا أن عدت أدراجي للمنزل دون إنجاز ماهو مطلوب مني ما سبب غضبه – رحمه الله – لأني لم أشرح لي الحيثيات ..وحين أخبرته بحقيقة الأمر بعد انتهاء فورة الغضب تفهم مني وأثنى علي وقام بالتكلم مع شخصٍ يعرفه كي يسهل لنا الأمور ،وكان ما حصل في اليوم التالي أن الموظف أُجبر على الاستجابة للواسطة رغماً عنه وقام بتسهيل أموري على مضض ‘وحين أنهى المعاملة ابتسم في وجهي ابتسامةً لم أفهم معناها تبين لي فيما بعد أنها ابتسامة (الإكرامية) ..وحين (طنشت) ومشيت ناداني بصوتٍ عالٍ قائلاً: (مرجوعك لعندي.......) دون أن أفهم معنى ذلك أيضاً......
دارت الأيام ونزلت القصر العدلي لليوم الأول لي مع أستاذي وقبل حلفي اليمين حتى ،فكان أول ما تعلمته منه هو والزملاء في المكتب (تسعيرة كل موظف وكيفية تمرير النقود له) !!!!!
في البداية تعجبت ورفضت الأمر بيني وبين نفسي ..بل وظللت متمسكاً بمبدئي بعدم إعطاء أية رشوى مهما كانت الأسباب .. فكان أن تشاجرت مع أحد المحضرين شجاراً عنيفاً كاد يفضي بنا إلى ضرب بعضنا !!!!!!
هنا بدأت بمراجعة حساباتي ،وهل أنا على خطأٍ أم صواب؟؟؟
استشرت أستاذي .. وسألت بعض زملائي من القدامى .. وأصدقائي من الحديثين بالمهنة .. بل وحتى سألت أحد رجال الدين .. وكانت النتيجة التي توصلت إليها من مجمل ذلك أن المبدأ مبدأ غير أن ما يحصل في أروقة المحاكم شيء ، وما تكنه في نفسك شيءٌ آخر عليك التمسك به بينك وبين نفسك لفترة على الأقل حتى تغدو مشهوراً ، أو حتى يُقلع الموظفون عن نهمهم بالارتشاء ، فأنت لا تستطيع من الناحية العملية أن تمرر أية معاملة إلا عبر (الإكراميات) كما يحلو لهم أن يسمونها –الموظفون-
ومن يومها –وللأسف- بتُّ مضطراً لتقديم فروض الولاء للموظفين كلما أردت أن أقوم بعملٍ ما ،وأنوي في نفسي تحقيق هدفي بخدمة موكلي ضمن الشرع والقانون ..
بعض الموظفين تعطيهم عن طيب خاطر ويشكرونك ويستشعرون كرمك ..غير أن كثيراً منهم يعاملونك كمواطن عادي ويعسرون أمورك حال أقترت عليهم ... وفي الحالين لاتملك إلا الاستغفار والتوبة إلى الله ،فما باليد حيلة ..
بل وفوق ذلك لاحظت خلال سنوات تواجدي بالمهنة أن من لايتعامل من الموظفين بالرشوى إنما يعد على أصابع اليد الواحدة ، وأذكر عندما تعرفت على واحدة من أولئك الشرفاء المتمسكين بمبدئهم في أحد دواوين القصر العدلي فباتت حديثي بيني وبين زملائي ، وأصبحوا جميعاً يريدون التعرف عليها !!!!!!!
لا أنكر أن هناك بعض الشرفاء بالمهنة ممن لايزال للآن متمسكاً بمبدئه ويرفض إعطاء الرشاوى للموظفين - ومنهم أحد الأساتذة الكبار الذين كان مدربه أحد أصدقائي ويروي لي باستمرار الخلافات بينه وبين أستاذه بسبب تسييره الاضطراري للأمور بتلك الطريقة ورفض الأستاذ تعويضه عما يدفعه بهذا الخصوص ولو كان العمل المنجز خالصاً للمكتب - غير أن الكثير منهم باتوا يحفظون الدرس ، وبتنا جميعاً جزءاً من تلك المنظومة للفساد الآخذ بالاستشراء في المفاصل الإدارية للدولة شيئاً فشيئاً دون حسيبٍ أو رقيبٍ ....
وأتساءل بعدها عن موقف إخواننا الزملاء أصحاب الخلفيات الدينية المحافظة – وأنا منهم – حين يجدون أنفسهم مجبرين على مخالفة الحديث النبوي: (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما) .....
وأدعو الإخوة الزملاء للتعليق على هذا الموضوع شاكرين.........

[المحامي فوزي هايل عريج]

بكل اسف زميلي العزيز ...عوجة من يوم يومها ،تعبنا من الحديث والتكلم عن هذا الموضوع وفي كل مناسبة ومنذ سنين طويلة، ولكن لاحياة لمن تنادي ، وما بتصلح الا بثورة حقيقة ضد الفساد والفاسدين لاجتثاث هذا المرض العضال المستشري في كافة وزاراتنا ومؤسساتنا .

[المحامي باسل]

استاذ أنت قلت انه واقع ،والواقع لا يتغير الا بتغير أسسه ومرتكزاته .

[المحامي نادر الخليل]

الاستاذ العزيز:
حالتك هذه مررنا بها كثيرا واذكر ان احد رؤساء الدوواوين
اجبرني على ان ادفع ، فقلت له اعلم ان الحديث الشريف
يقول : لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما
لكني اعلم تماما ان الايه الكريمه
تقول:بسم الله الرحمن الرحيم فمن اضطر غير باغ
ولا عاد فلا اثم عليه .والله يشهد اني مضطر واني لست باغ
واطلب العفو من الله سبحانه وتعالى على ما قمنا به وسوف نقوم به
لان الرشوة لم تعد مرضا بل هي عادة .
كلامي السابق ليس فتوى .انما هو موقف في لحظة , وهو رد على
تصرف اجبرت ونجبر عليه,
والسلام عليكم

[المحامي باسل العلي]

والمصيبة الكبرى ... انه وخاصة بعد الازمة التي تمر بها البلاد فان الفساد قد ازداد وتضاعف اضعافا" مضاعفة من قبل معظم الموظفين الحكوميين وخاصة موظفي وزارة العدل وذلك بدلا" من ان تتراجع مؤشرات الفساد احتراما" لدماء السوريين التي تسيل كل يوم على الاقل !!!
فقد اجابني احد المحضرين بكل وقاحة ان تسعيرة التبليغ قد تضاعفت بسبب غلاء المعيشة وصعوبة التبليغ بسبب الاوضاع الامنية في بعض مناطق دمشق فاذا لم نبدأ بانفسنا ونرحم بعضنا البعض فان الفرج بعيد المنال وهو مؤجل الى اجل غير مسمى

[اكثم منصور]

إني أعاني كثيرا من هذا الموضوع في المالية والعقارية والقصر العدلي هناك موظفين يطلبون بكل وقاحة ولايستحون حتى عندما تضع يدك في جيبك فينظرون إليها حتى ولو كنت واقفا تتحدّث معهم لقد أعمت الرشوة قلوبهم أحيانا أدفع لتسهيل عملي ولاأقول لأستاذي خجلالأن أستاذي لايحب أن يعطيهم لأنه دائما يقول لي إنهم مرتشين جشعين للأسف لقد أصبحت الرشوة جزأ من تراثنا وثقافتنا

[المحامي نادر الخليل]

الاستاذ المحترم:
الرشوة ليست في القصر العدلي او الدوائر الماليه او العقاريه فقط
ولكنك تشاهدها كونك على احتكاك بهذه الدوائر, الرشوة في كل مكان
في مؤسسات الكهرباء والماء والغاز والافران وفي كل مخافر
الشرطه وفي الجامعات والمدارس والمستشفيات والبنوك باختصار
لا يجب ان تبحث اين توجد الرشوة بل يجب ان تبحث اين هي غير موجودة
وطبعا ان وجدت من لا يرتشي فهذا هو االاستثناء وليس القاعدة.
*

[المحامي فوزي هايل عريج]

زملائي الاعزاء بكل اسف اقولها ان الفساد وما يتبعه من رشاوى واستغلال للسلطة والمناصب اصبح جائحة كبرى اجتاحت كل مفاصل الدولة في بلدنا وتحتاج الى حل جذري وحازم

[المحامي نادر الخليل]

اساتذتي الكرام:
يقول الشاعر
انما الامم الاخلاق ما بقيت ......................فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
واقول يا استاذ فوزي :
لن يصلح العطار ما افسد الدهر

[المحامي محمد ايمن الزين]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد

تحية الحق والعروبة
اسأل زملائي السؤال التالي :
من ارتكب اول جرم رشوة في الاسلام ؟ وكيف تم التخلص من هذا الجرم الشائن وبتره نهائيا في عصور الحكم الاسلامي للبلاد التي حكمها ؟

[وسيم حمادة الخياط]

حبذا لو تفيدونا بالجواب أستاذ حيث لاعلم لنا صراحةً

[ريم زيدان]

برأيي إذا انطلقنا من انفسنا وتضامنو جميع المحامين بعدم دفع اي رشوة سواء خلفيتهم دينية أم لا لأنهابالفعل ازمة اخلاقية اولا واخيرا وتفعيل الشكوى الحقيقية امام القضاء لمحاسبة الموظف طالب الرشوة والفاسد مهما كانت صفته او وظيفته وعدم الخوف وعدم السكوت عن الخطأ والنأي عن مصالحنا الشخصية وتوظيف الاعلام بتسليط الضوء على الراشي و المرتشي بعينه لفضحه يتحقق الردع العام شيئا فشيئا. بس أمل إبليس بالجنة ...........