الخطيب: النظام لم يعط أي رد واضح على مبادرتي .. ونرفض التدخل الأجنبي بحال تعقل النظام وإلا فالخيارات مفتوحة

[تيسير مخول]

الخطيب: النظام لم يعط أي رد واضح على مبادرتي .. ونرفض التدخل الأجنبي بحال تعقل النظام وإلا فالخيارات مفتوحة

"المواقف المتباينة داخل المعارضة أمر طبيعي والكل متفق على رحيل النظام"
أعلن رئيس "الائتلاف الوطني" المعارض معاذ الخطيب, يوم الاثنين, إن "النظام السوري لم يعط أي رد واضح على مبادرتي للحوار", مهددا بالتخلي عن المبادرة في حال تبين أنها "ستسقط الثورة", مشيرا إلى أن رفضه "التدخل الخارجي في حال تعقل النظام أما اذا استمر في التعنت فالخيارات كلها مفتوحة".

وقال الخطيب, في مؤتمر صحفي, عقب اجتماعه مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي "إذا تبين أن مبادرتي للحوار مع النظام السوري ستسقط الثورة فسوف نتخلى عنها".
وأضاف الخطيب أن "عرضنا للمبادرة ليس ضعفا وانما من باب الحرص على وقف نزيف الدم"، مضيفا "اننا نطالب النظام السوري بأن يرحل ولا مانع ان نفنى جميعا حتى تحرر سوريا والشعب لن يتوقف عن ثورته وعلى النظام ان يرحل".
وكان الخطيب اعلن، يوم الاحد، ان عدم تجاوب النظام مع مبادرته كان سلبيا جدا", فيما اشار الى استعداده الى التفاوض مع ممثل عنه في مناطق شمال سورية تسيطر عليها المعارضة.
ولفت الخطيب إلى أن اجتماعه مع العربي تركز حول المسألة السورية والازمة التي يعيشها الشعب السوري، وأوضح ان "الثورة السورية تقوم على ركنين اساسيين اولهما عسكري والثاني سياسي ونحاول بكل الطرق ان نرفع المعاناة عن شعبنا الذي تحمل شيئا لم يحدث في التاريخ ابدا".
وأردف ان "الثورة ستستمر ولن تتوقف ابدا ونحن لا نوقف الثورة بل ندفعها نحو نتيجة تضمن مصالح الشعب السوري ونحن نطالب النظام بكل اركانه ان يتفهم معاناة والام الشعب السوري وان يرحل توفيرا للدماء وللمزيد من الخراب"، مبينا "اننا لا نريد الحرب ولكن ليس لدينا مانع ان نتابع الثورة حتى نفنى جميعا وتتحرر سوريا من هذا النظام".
وردا على سؤال حول ما اذا كان هذا الكلام يعني فشل المبادرة التفاوضية التي طرحها، قال الخطيب ان "الموضوع عند النظام فهو لم يعط جوابا واضحا وصريحا حتى الان بأنه يقبل الرحيل توفيرا للدماء والخراب".
وأعلن الخطيب, في وقت سابق, قبوله إجراء حوار مع "ممثلين عن النظام السوري حقنا لدماء السوريين"، وفق شروط معينة، وحدد لاحقا نائب الرئيس فاروق الشرع للتفاوض، لافتا إلى أن التفاوض معه ينبغي أن يقوم على مبدأ "رحيل النظام بأقل الخسائر", الا انه هدد بسحب مبادرته الاحد في حال لم يطلق النظام سراح النساء المعتقلات, في حين دعت الحكومة السورية المعارضة لإجراء حوار, دون شروط, كما قدمت ضمانات بوقف الملاحقة لكل القوى السياسية المعارضة التي ترغب بالمشاركة في الحوار الوطني.
وأوضح الخطيب ان "المعارضة قدمت مبادرات قبل الخروج من سورية ورد عليها النظام بمزيد من الاعتقالات", مشيرا الى ان "هناك محاولات لزعزعة المعارضة وتفتيت لحمة الشعب السوري, ولكن نحن متفقون على رحيل النظام وما يصدر من مواقف متبانية داخل المعارضة أمر طبيعي".
ونفى أن تكون مبادرته قسمت المعارضة لكنه أقر بوجود "اعتراض على طريق تنفيذها" وقال "نحن نعتبر ذلك من الديمقراطية الثورية فكل فرد من المعارضة يدلي بدلوه وإذا كنا لا نتحمل أن يعبر أحدنا عن رأي معارض فكيف سيكون الأمر ببقية الناس فيما بعد.. فما حدث أمر صحي".
وأشارت تقارير في وقت سابق إلى أن أعضاء بالائتلاف تتحفظ على المبادرة فيما ترفضها قيادات أخرى.
وتعاني المعارضة السورية من انقسامات داخل مكوناتها، الأمر الذي يؤدي إلى فشل في توحيد الرؤى تجاه الأوضاع في سوريا، ما ينعكس سلبا على وضعها كمكون ممثل لجزء من السوريين, حيث أن هناك أطياف من المعارضة تنادي بضرورة التدخل العسكري الخارجي في سورية ومنها "المجلس الوطني" المعارض فيما تعلن معارضة الداخل كـ "هيئة التنسيق الوطنية" و"تيار بناء الدولة السورية" وغيرها.. رفضها لهذا الأمر.
واتفقت أطياف من المعارضة, خلال اجتماعهم في الدوحة, في الـ11 كانون الأول الماضي, على تشكيل "ائتلاف وطني للمعارضة السورية", برئاسة انتخاب أحمد معاذ الخطيب , من اجل توحيد صفوف المعارضة, حيث حصل هذا الائتلاف على اعتراف العديد من الدول الغربية والعربية.
ورفض الخطيب "التدخل الخارجي في سورية في حال كان النظام عاقلا, أما إذا استمر بتعنته ويذبح الشعب، فكل الخيارات مطلوبة ومفتوحة أمام الشعب السوري".
وتابع "هناك اجتماع خلال أيام للهيئة السياسية للمعارضة للسورية لمناقشة الأمر ودراسة الخطوات التالية"، مشددًا على أن "الاستمرار في المبادرة من عدمه مرهون بمصلحة الشعب السوري"، مضيفا "نحن لا نبحث عن العنتريات في العلاقة مع النظام ولكن نبحث عن الأمر الواقع الذي يقول إن هذه المبادرة أشعرت شعبنا بكثير من عوامل الأمان".
إلى ذلك، نفى الخطيب وجود أية ترتيبات لمقابلة ممثل عن النظام السوري، وقال إنه "لم يحدث ترتيب او اي اتصال رسمي حتى الان مع اي طرف".
وكانت تقارير تحدثت أمس عن أنه يجري الإعداد للقاء بين الخطيب وممثلين على السلطات السورية، مرجحة أن يكون نائب الرئيس فاروق الشرع، بحسب مصادر دبلوماسية.
وأوضح الخطيب، حول نتائج محادثاته مع العربي، أن "هناك توافقا حول ضرورة البحث عن حل لايجاد مخرج تفاوضي وسليم يوفر معاناة الشعب السوري".
وتعثرت الحلول والمبادرات السياسية التي طرحت لحل الأزمة السورية سلميا, فيما تقترب الأزمة السورية من دخول عامها الثاني، وسط احتدام المواجهات والعمليات العسكرية بين الجيش ومسلحين معارضين، في وقت قدرت تقارير أممية عدد الضحايا منذ بدء الأزمة بنحو 60 ألف شخض، في حين اضطر ما يزيد عن 700 ألف شخص للنزوح خارج البلاد هربا من العنف الدائر في مناطقهم.

سيريانيوز