حجاب: مقومات تشكيل ونجاح الحكومة الانتقالية غير مكتملة
اعتبر رئيس الحكومة السابقة المنشق رياض حجاب، أن "مقومات تشكيل ونجاح الحكومة الانتقالية غير مكتملة"، لافتا إلى أن "الانشقاقات ترعب النظام السوري" وتجعله في حالة "هستيرية"، مشيراً إلى أن "النظام لم يكن يتوقع ان تدعمه روسيا وتقف إلى جانبه إلى هذا الحد"، مؤكدا أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل بوجود الرئيس بشار الأسد".
وقال حجاب، في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية، نشرته في عددها الصادر يوم الخميس، إن "هناك مقومات لنشوء الحكومة الانتقالية، وما زالت هذه المقومات غير مكتملة، منها الاعتراف الدولي والقانوني قبل الاعتراف السياسي، ولا بد من توفر إمكانات مادية لتقوم الحكومة بعملها سواء في العمل الميداني والإغاثي، والأكثر أهمية دعم الجيش الحر بالسلاح، حتى يكون قادرا على حماية المدنيين الذين يتعرضون للقصف".
ولفت إلى أنه "تم عقد اجتماعات كثيرة من أجل سورية، لكن كل هذه الاجتماعات لا تعدو كونها ندوات سياسية لا أكثر، لم نر الدعم المادي كما تم الإعلان عنه من بعض الدول الأوروبية، والمطلوب أن تكون الحكومة في الداخل لذلك هي تحتاج إلى منطقة آمنة وهذا غير متوفر الآن".
ويأتي ذلك عقب أيام من إعلان "الائتلاف الوطني" المعارض، خلال اجتماعه في اسطنبول الاثنين، إن "قادة المعارضة السورية أرجأوا تشكيل حكومة انتقالية"، وتشكيل لجان للتشاور مع الأطراف المؤيدة والدول الصديقة، كما أعلن "الائتلاف", في وقت سابق من الشهر الجاري, أنه يعمل حاليا على تشكيل الحكومة المؤقتة بعد توحيد العمل العسكري من خلال هيئة الأركان، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بالمرحلة المقبلة، أوضح حجاب أنه "يعمل من خلال التجمع الوطني الحر، على التواصل مع مسؤولين في الداخل لمنع انهيار مؤسسات الدولة".
ورياض حجاب الذي انشق عن النظام في شهر آب الماضي، شكل مع عدد من المنشقين المدنيين "التجمع الوطني السوري الحر" لحماية مؤسسات الدولة في حال سقوط النظام، ويقيم حجاب حالياً في العاصمة الأردنية عمّان.
إلى ذلك، أكد حجاب أن "النظام في سوريا سيقاتل حتى النهاية"، مشدداً على ان "الرئيس الأسد لم يفكر يوماً في الرحيل ومنذ اليوم الأول للأزمة لم يتردد النظام في القتل وسحق المدنيين".
و أكد حجاب انه "لا يمكن أن يكون هناك حل بوجود الأسد"، لافتاً إلى ان "النظام السوري مرعوب من الانشقاقات فهي تهز أركانه وتجعله في حالة هستيرية ودرجة الخوف يمكن أن تلحظها في حجم الرقابة التي يفرضها على المسؤولين".
وشهدت سوريا خلال الاشهر الاخيرة، انشقاق العديد من الشخصيات العسكرية والدبلوماسية التي غادرت البلاد، فيما قللت الحكومة السورية من اهمية هذه الانشقاقات.
وعن الدعم الروسي للنظام السوري قال حجاب ان " النظام لم يكن يتوقع ان تدعمه روسيا وتقف إلى جانبه إلى هذا الحد"، معتبراً ان "الرئيس الأسد يعتمد على إيران وليس روسيا ومبادرته إيرانية، فالدعم الإيراني يتركز في الجانب العسكري ويتلخص في توصيل النفط والسلاح، وهي مستمرة حتى الآن والخبراء الإيرانيون موجودون في أكثر مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية".
وتتهم عدة دول غربية وعربية, فضلا عن اطياف من المعارضة السورية, ايران بانها تلعب دورا سلبيا في الأزمة السورية, من خلال تزويد الحكومة السورية بالدعم اللوجستي, كما تساعدها ضد الاحتجاجات, الأمر الذي تنفيه طهران, في حين تتهم طهران الدول الغربية بالتورط بالأزمة السورية.
ودعت عدة دول عربية وغربية إلى ضرورة تنحي الرئيس الأسد عن السلطة, من اجل إنهاء أعمال العنف في البلاد, كما شددت على ضرورة الانتقال السياسي للسلطة, فيما اعتبرت الحكومة السورية تلك الدعوات بدون قيمة وتدخلا في شؤون سورية الداخلية.
ودخلت الأزمة السورية شهرها الـ 23، وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجيش ومسلحين معارضين في عدد من المحافظات السورية، لاسيما في دمشق وريفها وحلب والمنطقة الشمالية الشرقية، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا، قدرت أعدادهم الأمم المتحدة مؤخرا بنحو 60 ألفا, إضافة إلى تهجير مئات الآلاف خارج البلاد.
سيريانيوز