بوغدانوف: النظام السوري يفقد السيطرة على البلاد ولا يجوز استبعاد احتمال انتصار المعارضة

[تيسير مخول]

بوغدانوف: النظام السوري يفقد السيطرة على البلاد ولا يجوز استبعاد احتمال انتصار المعارضة

"موسكو تعول على عقد اجتماع جديد لمجموعة العمل حول سورية وستصر على بيان جنيف، والابراهيمي سيزور دمشق في القريب العاجل"
قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف, يوم الخميس, إن "السلطات السورية تفقد سيطرتها على سورية أكثر فأكثر ولا يجوز استبعاد احتمال انتصار المعارضة", فيما شدد على ان موسكو لا تزال تتمسك بتطبيق بنود بيان جنيف, معربا عن أمل بلاده في عقد اجتماع جديد لـ"مجموعة العمل" حول سورية.


وأوضح بوغدانوف, في كلمة ألقاها في الغرفة الاجتماعية الروسية, نقلتها قناة (روسيا اليوم), على موقعها الالكتروني, "فيما يتعلق بالاستعدادات لانتصار المعارضة، فلا يجوز استبعاد ذلك بالطبع, يجب النظر إلى الوقائع، هناك توجه إلى هذا المسار, النظام والحكومة تفقدان السيطرة على البلاد أكثر فأكثر".
ودخلت الأزمة السورية شهرها الـ 21، وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجيش ومسلحين معارضين في عدد من المحافظات السورية، لاسيما في دمشق وريفها وحلب والمنطقة الشمالية الشرقية، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا وتهجير مئات الآلاف خارج البلاد، وسط فشل جهود دولية لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية.
وفيما يتعلق باتفاق جنيف بشان سورية, قال بوغدانوف ان "روسيا ستصر على تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف, وقلنا لشركائنا الغربيين والعرب إنه يجب مواصلة العمل على أساس بيان جنيف", مبينا ان موسكو "تعول على عقد اجتماع جديد لـ"مجموعة العمل" حول سورية ".
وتتمسك روسيا، بالاتفاق الذي عقد في جنيف خلال اجتماع لمجموعة العمل التي تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الامن (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا).
وعقدت مجموعة العمل الدولية" اجتماعا في جنيف, آخر حزيران الماضي, بناءا على اقتراح المبعوث الاممي السابق كوفي عنان من اجل انقاذ خطته بشان سورية, حيث اتفق المشاركون على خطة تتضمن وقف العنف وتطبيق خطة عنان وتشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من السلطة الحالية في سورية.
وأضاف بوغدانوف "نحن لا نطرح ما يعارض نتائج الاجتماع في مراكش، وإنما نقول فقط إن لدينا أساسا للتسوية السياسية للأزمة السورية حظي بالموافقة عليه بالإجماع، يبدو لنا أنه يجب بذل كافة الجهود لتحقيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف"، وأضاف "سنصر على ذلك".
وأردف بوغدانوف "أود أن أدعو إلى النظر في تصريحات صدرت عن مختلف الأعضاء الذين لم يحضروا مؤتمر مراكش, وتلك التصريحات تنتقد بشدة قرارات الاعتراف بالائتلاف الوطني, هم لا يوافقون على ذلك".
واستضافت العاصمة المغربية مراكش, يوم الاربعاء, مؤتمرا لمجموعة "أصدقاء سورية", حيث اعترف المشاركون بـ"الائتلاف الوطني" المعارض "ممثلا شرعيا للشعب السوري",كما دعموا قرار حلف الأطلسي بنشر صواريخ "باتريوت" على الحدود التركية، لافتين إلى أن أي "استخدام للأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري "سيواجه بحزم وجدية من المجتمع الدولي".
من جهة أخرى, أعلن بوغدانوف "أنه تقرر أن يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفدا لمعارضة الداخل السوري في 14 كانون الأول يرأسه قدري جميل، عضو الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير المعارضة".
ووصل أعضاء الوفد السوري اليوم إلى العاصمة موسكو, حيث من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, بحسب بوغدانوف.
واستضافت روسيا في الأشهر الأخيرة عدة وفود من تيارات المعارضة السورية منها أعضاء من "المجلس الوطني المعارض".
وأشار بوغدانوف إلى أن "المبعوث الأممي العربي الإبراهيمي سيزور دمشق في القريب العاجل لإجراء مباحثات مع كافة الأطراف المعنية".
وزار الابراهيمي سورية مرتين, وعقد لقاءات مع عددا من المسؤولين السوريين, وعلى رأسهم الرئيس بشار الاسد, اضافة الى لقائه معارضة الداخل, كما قام مؤخرا بجولة الى المنطقة شملت عدة دول وأجرى خلالها مباحثات حول تطورات الاوضاع في سورية.
ورحبت عدة دول عربية وغربية بتعيين الابراهيمي مبعوثا امميا, مبدية دعمها جهود الوساطة التي سيقودها من اجل حل الازمة السورية, في حين اعلن الابراهيمي مرارا ان الازمة السورية خطيرة , كما ان مهمته ستفشل, داعيا المجتمع الدولي الى تقديم الدعم له, فيما اعلنت الحكومة السورية انها ستبذل كل مابوسعها من اجل دعم مهمته.
ويشهد المجتمع الدولي خلافات شديدة في كيفية التعامل مع الأزمة السورية, حيث تطالب دول عربية وغربية بالإضافة إلى أطياف معارضة بتشديد العقوبات على سورية, واللجوء إلى مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار تحت البند السابع يسمح باللجوء إلى "القوة العسكرية القسرية", فيما تعارض كل من روسيا والصين صدور أي قرار يقضي بالتدخل العسكري في سورية, لافتين إلى أن ما يحدث شأن داخلي يجب حله عبر حوار وطني.
وسعت عدة دول الى انهاء الازمة السورية عبر تقديمها مبادرات وخطط, الا ان الجهود فشلت في إيجاد مخرج لهذه الازمة, وفي مقدمتها خطة المبعوث الدولي السابق لسورية كوفي عنان، وسط تبادل الاتهامات بين السلطات والمعارضة بعدم الالتزام بتطبيق تعهداتهم في بعض منها, كما فشل مجلس الامن مرارا في تبني قرار موحد بشان سورية, وسط تصاعد اعمال العنف والقصف والاشتباكات في البلاد, الامر الذي ادى الى سقوط ضحايا.

رابط الموقع : http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=155121