منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > المنتدى الثقافي > خواطر

إضافة رد
المشاهدات 5068 التعليقات 3
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-2009, 07:39 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المحامي ناهل المصري
مدير عام

الصورة الرمزية المحامي ناهل المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي ناهل المصري غير متواجد حالياً


افتراضي خواطر وذكريات في الحج

مع دخول شهر ذو الحجة شهر الحج والتلبية والغفران خطرت ببالي ذكرى من أروع الذكريات في حياتي
ألا وهي ذكرى قيامي بفريضة الحج إلى الديار المقدسة:


كنت ممن أنعم الله عليهم ودعاهم للحج لبيته الحرام وأنا في مقتبل العمر.. فلبيت

في هذه الرحلة التي دامت عشرون يوماً رأيت ما لم تره عيني وربما ما لن تراه في عمري كله

رأيت أناساً من كل الأجناس والأعراق والألوان واللغات والثقافات والأشكال .. لا يوجد أي قاسم مشترك بينهم... بعضهم يتكلم لغات لم نسمع عنها ولا توجد أي طريقة للتواصل والتفاهم معهم..

ومع ذلك هناك أمر في غاية الغرابة ... الجميع يبتسم لك ابتسامة تودد ايمانية تشعر معها وكأنه أحد أقرب أقرباءك.. أخوك الذي لم تلده أمك.. إنها أخوة حقيقية.

رغم لغاتهم وثقافاتهم وعاداتهم المتباينة جداً ما أن يقول المؤذن الله أكبر حتى وبلحظة تجد مليوني شخص يصطفون بحركة نظامية تعجز عنها أكبر جيوش العالم المنظمة.

عندما كنت بالجيش احتاج الأمر لدورة ستة أشهر ليعلمنا المدرب النظام المنضم وكيف نصطف وكيف نوحد حركتنا بسرعة وكان عددنا لا يزيد عن خميسين رجلاً ... (ولم ينجح)... أما بالحج فتجد الحجيج ويبلغ عددهم مليونان في كل عام يصطفون بثانية بمجرد سماع كلمة الله أكبر!!!!!!

من المشاهد والذكريات التي لا أنساها بالحج أنه وبعد الانتهاء من الوقوف بعرفة والعودة والتحلل كان هناك الحلق أو التقصير .. وكان هناك مجموعة كبيرة من الحلاقين تقوم بالحلاقة للحجاج.. وهم ليسوا حلاقين ممتهنين ولكنهم مجموعة من الحجاج تتبرع للقيام بالحلاقة طلباً للثواب والآجر من الله..

وقفت متأملاً عملية الحلاقة ومتردداً بين أن أحلق بنفسي أم أذهب إلى أحد هؤلاء الحلاقين ...

بعد لحظات من التردد والتفكير قررت الذهاب لواحد بدا لي أنه عربي ومن الممكن أن أفهم عليه وأتفاهم معه .. وفعلاً تبين لي فيما بعد أنه سوري من حلب .. وهو ليس حلاقاً وإنما رئيس مجموعة حجيج سوريين تبرع بالحلاقة للحجاج ككثيرين غيره

كان يقف أمامي مجموعة من الرجال فيهم الأبيض والأسود والأشقر والأحمر والأصفر ... شيء لا يوصف ... وكان من بينهم وهو الذي يسبقني بالدور رجل يبدو أنه من دول شرق أسيا عادي جداً يرتدي منشفة مثلي تماماً ومثل كل الحجاج ويلبس بقدميه خفافة أو مشاية (شحاطة) بلاستيك مهترئة.

رغم مظهره الرث فقد كان بمنتهى اللطف والتهذيب ويبادلني أثناء وقوفنا بالدور نظرات وابتسامات الود والمحبة

جاء دوره بالحلاقة ..
بدأ الحلاق يجز رأسه ..

خاطبت نفسي وأنا أرى الحلاق يحلق له رأسه: يا إلهي هل سيضع الحلاق نفس المقص برأسي أم سيغير المقص أو الشفرة؟؟؟؟!!!!! وهل سيحلق لي بنفس الطريقة؟؟؟!!!!

ترددت وأردت الانسحاب ولكن لم يكن مجال للانسحاب فقد انتهت الحلاقة التي استغرقت أقل من دقيقة!!!!

شوارع وخرائط وجروح برأس الرجل كانت أسوأ حلاقة أراها بحياتي

بدا شكل الرجل مضحكاً جداً بعد الحلاقة

يا لهؤلاء الشرقيين كيف يقبل أن يفعل به الحلاق ما فعل!!!!!

لم يقل شيئاً .. لم ينزعج .. قال للحلاق كلمات واضح أنها كلمات شكر وامتنان على جهده الكبير الذي بذله بالحلاقة

نظر لي وللحلاق نظرة تودد ومحبة وانصرف

حالما بدأ الحلاق وأمسك رأسي بقوة وثناه حتى كادت روحي أن تخرج قلت له: عربي؟؟؟؟

قال: سوري من حلب!!!!

الحمد لله

إياك أن تحلق لي كما حلقت لهذا الآسيوي .. وأرجوك إن كان عندك مقص أو ماكينة حلاقة جديدة أن تستعملها بدلاً من تلك التي حلقت بها لهذا الرجل الذي أخشى أن يكون مريضاً بمرض جلدي معد!!!!

قال لي الحلاق: أتعلم من هذا الآسيوي الذي كنت أحلق له؟؟؟

ومن أين لي أن أعلم؟؟؟ وهل يفترض بي أن أعلم أسماء كل الحجاج؟؟؟

قال: إنه !!!!!!!!! (لن أخبركم من هو)

مجرد ذكر الاسم أصابني بالدهشة والذهول

لم يكن أي رجل لا في آسيا ولا في العالم كله ...

إنه حاكم دولة ومن أغنى رجال العالم إن لم يكن أغناهم على الإطلاق.

عندها نظرت لنفسي بخجل واستحياء .. وعلمت أنني لم أفهم معنى ومغزى الحج حتى تلك اللحظة..

لقد عرفت من ذاك الرجل معنى ومغزى الحج.

لقد جاء الرجل وتخلى عن الدنيا بكل ما فيها مالها وجاهها ومالها وخدمها وحشمها وأحبائها فقط ليقول:

لبيك اللهم لبيك







التوقيع


يعجبني الصدق في القول والإخلاص في العمل وأن تقوم المحبة بين الناس مقام القانون
رد مع اقتباس
قديم 19-11-2009, 10:33 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
رنا العدوي
عضو مساهم
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


رنا العدوي غير متواجد حالياً


رد: خواطر وذكريات في الحج

تقبل الله طاعتك أستاذ ناهل...
الله يكرمنا بما أكرمك به...
كل عام و أنت و الجميع بأتم الصحة و السعادة







رد مع اقتباس
قديم 20-11-2009, 02:56 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحمد الزرابيلي
عضو أساسي ركن
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


أحمد الزرابيلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خواطر وذكريات في الحج

من ذاق عرف و من لم يذق لم يعرف

كنت في كل مرة و قبل عيد الأضحى أرى والدتي حزينة تمسك المصحف الشريف بين يديها تقرأ القرآن حتى أول أيام العيد لتعود على طبيعتها
و بعد سنتين تجرأت و سألتها لم تكونين في هذا الموعد حزينة
فقالت لي تلك العبارة - من ذاق عرف و من لم يذق لم يعرف -
و بصراحة القول لم أفهم قصدها حينها فسألت والدي فقال لي ان والدتك تستذكر في هذا الوقت حجتها التي أكرمنا الله قبل عشرة سنوات بها و تكون بغاية الشوق للعودة
فرجعت و قلت لها جهزي نفسك للحج هذا العام فسأكون محرماً لك باذن الله
فأجابتني هذه دعوة من الله الى بيته و اذا لم نكن مدعويين فلن ندخل بيته.
فأجبتها الفيزا في جيبنا و هي فيزة زيارة لتكوني مرتاحة ،و بطاقات السفر جاهزة و ما الذي سيعيقنا
فقالت قل ان شاء الله
يوم السفر كنت أرى الفرحة على وجه والدتي ، لم أجدها يوماً تضحك و هي تودع أبنائها
ركبنا السيارة الى المطار
ترجلنا
تفقدت جوازات السفر
لم أجدها
بحثت و بحثت ووالدتي بدأت تقرأ و تدعو و تستغفر
و أنا بغاية العصبية اتصل للحصول على جوازات جديدة بدل ضائع أو أو أو
و بحنان الأم و بايمانها بأمر الله قالت - لا يوجد دعوة من عند الله فلا تحاول -
عدنا الى المنزل و هي تبتسم ابتسامة الرضا لقضاء الله
لم أر النوم هذه الليلة خاصةً و أنا أسمع أمي تصلي و تدعو الله و تستغفره و تسأله عن ذنوب تظن أنها اقترفتها حتى رفض دعوتها الى بيته
حتى طلع الصبح
باب المنزل يطرق
ارتعبنا من يطرق الباب في هذا الوقت المبكر
خير اللهم اجعله خير
قال الطارق هل يوجد شخص اسمه أحمد الزرابيلي هنا
قال أخي و هو يرتجف ظاناً أنهم أمن جنائي أو مخابرات ، لماذا ؟؟
قال له وجدنا جوازي سفر مع بطاقات طائرة باسمه و باسم والدته
عانق شقيقي الطارق من الفرحة
اتصلت بأحد أصدقائي لتعديل موعد السفر و البطاقات
أحرمنا من الشام و لم ننتظر الاحرام في الطائرة
وصلنا جدة
وصلنا مكة
طفنا طواف القدوم
و سعينا سعي الحج
و أنهينا حجنا بعد وقوف عرفات و الرمي و طفنا طواف الافاضة و الوداع و اعتمرنا ثم الى مدينة الحبيب المصطفى
و عدنا الى دمشق لا نحمل سوى الذكريات الجميلة
اللهم اجعلنا معهم مقبولين

ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد
اللهم يا معيد أعدنا
أشكرك يا أستاذ ناهل فلقد أشعلت الشوق في قلوبنا لك مني كل الخير و أن نذوق العودة مع جميع المؤمنين






آخر تعديل المحامية لما وراق يوم 20-10-2012 في 12:43 PM.
رد مع اقتباس
قديم 20-10-2012, 08:46 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المحامي نادر الخليل
عضو مميز

الصورة الرمزية المحامي نادر الخليل

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي نادر الخليل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خواطر وذكريات في الحج

الاستاذ ناهل المحترم:
وانا اقرا عباراتك حملني الحلم و وانطلق خيالي في رحلة الذكرى الى تلك الايام ,
حيث كنت اعمل في مدينة الطائف , وكنت قد عقدت العزم على الحج لبيت الله ,
قبل وقت وكان معي رجل باكستاني الجنسيه وهو سائق السيارة التي ستقلني,
كان الانطلاق من الطائف نحو مكه اشبه بالحلم , اقسم بالله كنت ارى تلك الصخور السوداء ,
والقمم الجرداء واتخيل كيف مشى اسلافنا من الصحابة مع رسول الله جنب الى جنب في هذه البقعة الطاهرة ,كنت اراقب كل شجرة
كل تله , كل صخرة والسيارة تجتاز تلك المسافه ببطئ عندما وصلت الى مكه ولاح الحرم من بعيد
نزلت من السيارة وفي داخلي شعور هو اني غير مصدق هل هذا هو الحرم , اهنا صلى رسول الله ؟
هل هنا مشى وصلى ابا بكر وعمر وعثمان وعلي وبلال والحمزة رضي الله عنهم ,
كنت طفلا يموت شوقا للقاء امه اركض لادخل من احد ابواب الحرم , وهدفي الاول ان المس الكعبه
ان اتكأ على جدارها ,وصدقا كانت المسافة بين الباب وبين الكعبه مسافة لا تكاد تنتهي بالتاكيد كان هذا شعوري
والسبب هو الشوق والثواني التي لم تكن تنتهي, اتكأت ودمعت عيني وانا اضع يديا كلتاهما واخفض راسي
نعم انا الان حيث مشى رسول الله , حيث صلى رسول الله ,التفت الى يميني باحثا عن الحجر الاسود , وجئته مقبلا
وعندما اطلت امسكني رجل الامن الذي ينظم الدور قائلا :يا شيخ في ناس وراك قلت : عذرا ,
الي ان اكملت سيري لارى مقام ابراهيم عليه السلام , وما بداخله من اثر لاقدام ابو الانبياء
وقف خلف المقام وجعلت المقام بيني وبين الكعبه الشريفه , وصليت ركعتين هدفي الاخر كان الصفا والمروة
لا زلت اذكر ان الصفا والمرة ارضها من الرخام لكن الصخور على طرفيها حيث وقفت هاجر عليها السلام
مازالت الصخور كما هي, اما نبع زمزم فارشدني احد رجال الامن ان الوضوء في موقع تحت ننزل اليه بدرج
وفعلانزلت واغتسلت ,
كل شيء في هذا المكان يدعوك للاطمئنان وهل اروع واجمل من بيت الله ليكون المرء بين يدي الله
وليكون المرء مطمئنا
ذكريات تلك الايام كانت رائعه , نقشت في خيالي ولا زلت اذكرها بتفاصيلها .
بالرغم ان هذه الرحله كانت الاولى الى بيت الحرام بالنسبة الي انها والحمد والشكر لله لم تكن الاخيرة
وزرت بيت الله الحرام مرتين اخريين, بعمرتين متتاليتين احداهما في شهر رمضان
وادعو الله ان يمن على بزيارة اخرى او اكثر وان يمن على كل مسلم بذلك
وان يعيد الحج على كل عباد الله وعلى بلدنا خصوصا بالخير
والامن والامان
وكل عام وانتم بالف خير






التوقيع


اللهم ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أتعاب المحاماة بين القانون وقضاء المحاكم أمير تريسي أدبيات وقوانين مهنة المحاماة 1 09-03-2016 06:50 PM
صندوق النقد الدولي المحامي نوار الغنوم حوار مفتوح 0 24-02-2011 06:26 PM
تقنين أصول المحاكمات المدنية المحامي محمد صخر بعث أهم الاجتهادات القضائية السورية 25 01-12-2006 01:57 PM
نظام نقل الحجاج السعودي المحامي محمد فواز درويش قوانين المملكة العربية السعودية 0 25-06-2006 01:50 PM
اتفاقية بشأن الحد الأدنى لسن الاستخدام (رقم 138) المحامي محمد فواز درويش الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية 0 28-05-2006 10:45 PM


الساعة الآن 02:54 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع