حالة حصار

[frame="2 98"]حالة حصار
ناصر الماغوط : (كلنا شركاء) 12/5/2010[/frame]



[align=justify]
منذ فترة حضرت المشهد التالي، وهو مشهد حقيقي، لكنني سوف أوثقه على طريقة كتابة السيناريو .
المشهد الأول:
المكان: داخلي
الزمان: ليلي.
صالة داخلية في منزل عائلي.
مجموعة من الشباب والصبايا متوسطي الأعمار يبلغ عددهم حوالي العشرة تقريبا هم عبارة عن أقارب يقضون سهرة لطيفة مع بعضهم البعض ويشربون القهوة والشاي ويتجاذبون أطراف الحديث في مواضيع مختلفة منها ما هو "بطعمة" ومنها ما هو "بلا طعمة". أحد الحضور يسأل شخصا بجانبه.
هل شاهدت برنامج شاهد على العصر مع العقيد عبد الكريم نحلاوي على قناة الجزيرة؟
طبعا، أنا أشاهد هذا البرنامج منذ أول حلقة منه وحتى اليوم.
ما رأيك بما قاله عن الرئيس عبد الناصر.
قد أتفق معه في بعض ما قاله، وأختلف معه في البعض الآخر. الرئيس عبد الناصر يمتلك كاريزما قل نظيرها، لكن عموما يمكن القول بأنه قد حدثت بعض "التعفيسات"" في بعض القضايا والمواقف، ولا شك بأن المسؤول عنها بالنهاية هو الرئيس عبد الناصر.
صاحبة المنزل، وهي من "مريدي" عبد الناصر على ما يبدو، تهب واقفة وتصرخ بأعلى صوتها وكأن سكينا قد اخترقتها:
من الذي قال بأنه قد حدثت بعض "التعفيسات"
يسود الذهول على الحاضرين للحظة، ثم يستجمع ذلك الشخص الذي نطق بتلك الكلمة شجاعته ويقول مهدئا:
طولي بالك يا خالتي، شو كفرنا؟ أنا أقول رأيي.
ترد متحدية: إي كفرت ونص. لن أسمح لأحد أن يبدي رأيه إذا كان الرأي يتعلق بأي نقد لعبد الناصر ولو بكلمة مهما كانت بسيطة.
يحاول أحدهم أن يهدئ الجو، فيقول:
طولي بالك يا خالتي، إي الرجل ما قال شي، خذي واعطي معه، ليش هالعصبية؟ ألا تؤمنين بالديمقراطية؟
"بشراسة" لا. أنا لا أؤمن بالديمقراطية عندما يقترب الموضوع من الحديث عن عبد الناصر، لأنني أعبده.
أحد الحضور يضحك ويصفق ببراءة ويقول باللهجة المصرية:
الله أكبر، السهرة ح تحلو.
فتنظر إليه بنزق وعصبية وتقول له بتحد:
ولك، ليش عما تتكهكن متل الفلتانات
"يشعر هذا الآخر بالإحراج ويقول وهو يتلفت حوله" الله يسامحك يا خالتي، شو تتكهكن ما تتكهكن؟ حاسبي على كلامك
ماني محاسبي ولا شي. كل من ينتقد عبد الناصر هو عميل وجاسوس وبوق للإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية. وأنا لا أسمح لنفسي أن أكون ديمقراطية مع جواسيس وعملاء للإمبريالية.
يزداد التوتر وتسود جلبة في المكان. أحدهم يقول مهدئا:
طولوا بالكن يا جماعة، ما في حاجة لتطوير الأمور. شغلة بسيطة. ينظر إلى المرأة المنفعلة ويقول لها مازحا: خلص يا خالتي، عبد الناصر على راسي وعيني. وكرمال خاطرك نحنا منوعدك أنو ما نذكر عبد الناصر إلا ونقول رحمة الله عليه، مليح هيك؟ انبسطتي؟
تزداد شراسة وتصرخ: بدكن تضحكوا علي؟ شايفيني ولد زغير بدكن تضحكوا عليه بكلمتين؟ فعلا أنكم جميعا عملاء وخونة، بدكن ضرب بالصرماية، ولك عبد الناصر مقدس، وكل من يذكره بكلمة سوف أذبحه مثل النعاج، أو أضربه بالرصاص والقنابل ولو كان ابني.
وما إن يسمع الحضور بالذبح والرصاص والقنابل ويتذكرون أخوانهم الذين يذبحون على مدار الساعة في شتى أنحاء العالم، حتى يهبوا جميعا راكضين خارج صالون المنزل. يندفعون من باب الشقة وينزلون درج البناية بسرعة حتى أن بعضهم لم يتسع له الوقت كي يلبس حذاءه، البعض الآخر نراه يحمل شحاطته أو حذاءه بيده ويجري نازلا الدرج ويقفز كل خمس درجات مع بعضهم.
تلحق بهم صاحبة المنزل المنفعلة و تقف على باب شقتها وتتابع الصراخ والشتم بأعلى صوتها وتكيل لهم الاتهامات بالعمالة والخيانة، بينما يواصلون الركض فارين بجلودهم وهم أشبه ما يكونون بقطيع من الأيائل يركض أمام لبوة.
بالحركة البطيئة نشاهد الضيوف يواصلون الركض خارج باب البناية في الشارع ويتبعثرون كل في جهة بينما نسمع صوت الراوي يقول:
المشكلة أن أصحاب الرأي الآخر في العالم العربي هم نتاج ذات الثقافة التي تربوا ونشئوا وترعرعوا في كنفها.
فلا تستطيع أن تنتقد لينين أو ستالين أمام شيوعي.
ولا تجرؤ أن تتحفظ على سياسة جورج دبليو سي بوش أمام ليبرالي.
ولا أن تنبس ببنت شفة عن أنطون سعادة أمام قومي سوري.
ولا أن تتحدث عن شيخ أو داعية قديم أو جديد أمام أصولي إسلامي.
ولا أن تذكر بقرة إلا بعد إحاطتها بكل آيات الجلال والاحترام أمام هندوسي عربي مقيم في الهند.
ولا أن تشكك برقم الستة ملايين أما صهيوني
ولا أن تتفوه بكلمة ولو عن "يهوذا الاسخريوطي" إلا بعد أن تجد له الأعذار لقيامه بخيانة المسيح أمام واحد من المحافظين العرب الجدد.
ولا يسمح لك أحد أن تعبر عن رأيك بأدونيس إذا كان من تلامذته التجريبيين.
ولا تستطيع أن تنتقد تامر حسني أمام مراهق.
ولا يمكن لأحد أن يذكر هيفاء وهبي أمام المعجبين بها إلا كما تذكر الأم تيريزا.
ولا يمكن لأحد أن .....
يخفت الصوت تدريجيا وتمتزج صورة المرأة التي تصرخ مع صور أناس آخرين يصرخون على بعضهم، رجال ونساء يرفعون أصواتهم على بعضهم. الناس في السوق، الآباء وأبناؤهم، الأمهات وبناتهن، عشاق وأزواج .. كلهم يصرخون.. لا أحد يسمع الآخر على ما يبدو.. انفجارات، قنابل، سيارات إسعاف، منظر جثث وأطراف مقطعة وعمال يغسلون الدماء في الشوارع والأرصفة.. أبنية متهدمة.. جرحى في المشافي وجثث في الثلاجات..
نهاية المشهد. بلاك أوت.
[/align]

[المحامي محمد فوزي]

[frame="1 98"]
المشكلة أن أصحاب الرأي الآخر في العالم العربي هم نتاج ذات الثقافة التي تربوا ونشئوا وترعرعوا في كنفها.
فلا تستطيع أن تنتقد لينين أو ستالين أمام شيوعي.
ولا تجرؤ أن تتحفظ على سياسة جورج دبليو سي بوش أمام ليبرالي.
ولا أن تنبس ببنت شفة عن أنطون سعادة أمام قومي سوري.
ولا أن تتحدث عن شيخ أو داعية قديم أو جديد أمام أصولي إسلامي.
ولا أن تذكر بقرة إلا بعد إحاطتها بكل آيات الجلال والاحترام أمام هندوسي عربي مقيم في الهند.
ولا أن تشكك برقم الستة ملايين أما صهيوني
ولا أن تتفوه بكلمة ولو عن "يهوذا الاسخريوطي" إلا بعد أن تجد له الأعذار لقيامه بخيانة المسيح أمام واحد من المحافظين العرب الجدد.
ولا يسمح لك أحد أن تعبر عن رأيك بأدونيس إذا كان من تلامذته التجريبيين.
ولا تستطيع أن تنتقد تامر حسني أمام مراهق.
ولا يمكن لأحد أن يذكر هيفاء وهبي أمام المعجبين بها إلا كما تذكر الأم تيريزا.
ولا يمكن لأحد أن .....
[/frame]

مشاركة هامة ومشكوره زميلي المحترم والاقتباس الذي اوردته هو لب الموضوع وللاسف ان ثقافة الحوار لدينا ضعيفه ومريضه؟؟ من يحاورك يحاول ان يفرض رايه عليك واذا فشل يهمش رايك ولا يحترمه ويمكن ان يحاربك لاجله وهذا خطا كبير وخطير للسبب التالي :
@= المنتدى منبر رائع وهام لتبادل الثقافه والحوار والمعلومات والهموم والشجون وعندما يحدث خلاف فكري بين متحاورين يفترض ان يحل باابسط واجمل الطرق وهي تبادل الاراء وبيان مستند كل راي مع احترام الطرفين لبعضهما اولا ولمعتقداتهما ثانيا وقد يوفق احدهما او كلاهما بالتفاهم على امور جزئيه او كليه تكون نتيجتها اغناء المنتدى وزيادة الترابط الثقافي والاخوي وتشجيع الحوار ليشمل مساحات اوسع ومواضيع اغنى؟؟؟ تصب في النهايه بصالح المنتدى واعضائه
لكن في ظل حوار الطرشان والتشنج والتعصب الاعمى والتجاهل ومحاولة فرض الراي فرديا او جماعيا ( الشلليه السلبيه ) يمكن لكثيرون من الزملاء الافاضل ترك النقاش والساحه والمنتدى لهؤلاء وبالتالي تكون الخسارة للمنتدى وللمشاركين الذين لاحول لهم ولا قوة بالتفاهم مع هذا التعصب او التشدد بدون موضوعيه على مبدأ فرق تسد؟؟؟؟
اشكر جميع الزملاء وخاصة الذين يؤمنون بان ثقافة الحوار اول ماتعنيه هو احترام الاخر قبل واثناء وبعد سماعه .

[مازن ابراهيم]

شكرا للاستاذ فوزي

اقتباس: مع احترام الطرفين لبعضهما اولا ولمعتقداتهما ثانيا

كلام جميل يحتاج للتطبيق فقط ........في حال كان المتحاور يعلم هذا الكلام
وإذا علمه يجب أن يفهمه.


وأود أن أورد مثال على ذلك :

فإذا كنت غير مؤمن بالله مثلا
فلا يجوز لك أن تقول بإن الله غير موجود (معاذ الله)
والذي يفترض ان تقوله:إذا كنت محترما تحترم الآخرين

(أنا شخصيا لا أؤمن بوجود الله )

عندها تكون قد احترمت من يعبد الله ويعتقد بوجوده

فإذا قلت أن الله غير موجود تكون قد طعنت بمعتقدات الآخر
لذلك يجب توضيح أن ما تقوله هو رأيك .....لا أن تفرض رأيك وتذم بما يؤمن الآخرون.

[وليد الحاجي]

الزميل مازن اورد نقطة غاية في الاهمية ربما سبب التعنت في النقاش هو الطريقة المستخدمة
ففي المحاورة الي اوردتها في الموضوع لما بيحكي انو عبد الناصر عندو تعفيسات
هون هدا الشخص جعل رايو قناعة مطلقة وحقيقة لا يمكن ابداء عكسها وفرضها على الاخرين
كان بامكانه ان يقول ان شخصيا في تصرفات لعبد الناصر بشوفها غلط
هون انصار عبد الناصر رح يحترمو رايو وما يستنفرو لانو بين انو هدا راي شخصي اي بمعنى اخر اوضح انو فكرة يحتاج لتفسيرات حولها
اما التعبيرات التي تعطي نتائج قطعية للراي فهي العبارات التي تستفز الطرف الاخر وتجعل الصراخ يعلو

[المحامي محمد فوزي]

تحيه طيبه لكل زملاء المنتدى وبعد:
بالنسبة للمثال الذي اوردته زميلي مازن لااعرف ماذا تقصد منه بالضبط ؟؟ هل المقصود اني اذا لم احترم معتقد المحاور الاخر اكون قد كفرته او كفرت نفسي؟؟؟ مثالك دقيق جدا لكن حتى ازيل عليك اللبس في اصل المشاركة التي اقتبست منها الرد فيسرني ان او ضح لك ماقصدته انا ؟؟قصدت من احترام الطرفين لبعضهما البعض ان المتحاورين هما محاميين وزملاء ويفترض انهماعلى درجة كبيره من الثقافه فيجب ان لاتغيب عنا اننا نحاور امثالنا من المثقفين فلا استخفاف او تهكم او تقليل من قدر او استكبار وهذا شيء رائع ان كنت تبادله لجميع زملائك؟؟
وثانيا: وهنا على مايبدو اشكل الامر قليلا المقصود (ولمعتقداتهما ثانيا ) الامر بغاية البساطه من وجهة نظري اذا كنت تحاور شخص شيوعي وانت مسلم متدين وتربطما علاقة زماله مهنيه فهو سيحاول ان يسوق لك الافكار الشيوعية التي يؤمن بها وهذا رأيه ( ردك او لنقل ردي له انني احترم رايك ولكنني لاأؤمن به وبالمقابل يمكن ان تسوق له افكارك عن الاسلام وعن عظمة الخالق وصدقني انه سوف يحترم رايك ولكنه لن يؤمن به ويقول لك انني اخالفك الراي بهذه الحاله كلانا اضطلع على فكر الاخر وله ان ياخذ به او لا؟؟ هذه هي المسأله ببساطه؟؟ بظل حوار ثقافي راقي الجميع يربح بالنهاية؟؟؟ ماتربحه انك تعرفت على افكار وثقافة ومعتقدات الغير وبذلت جهدا في طرح افكارك للغير عله ياخذ بها يوما؟؟؟ والا فكيف يغير الانسان معتقداته اذا لم يضطلع على افكار الاخر ؟؟؟ على كل حال حوارنا لن ينته هنا جوانب عديده من الحوار يمكن ان تكون لها مشاركات اخرى لكن ماطرحته من اولويات هو هام جدا ؟؟وهو الاحترام المتبادل للفرد ولفكر الفرد الاخر ودون ان يعني هذا اننا نؤمن به لانه الاساس المتين لبدء اي حوار ومناقشة اي راي واتمنى ان كان هناك اي ردود او تعليق ان لاتبخل علي بالرد وشكرا

[مازن ابراهيم]

أنا لا أختلف معك على ما ذكرت على الإطلاق.
ولكني رغبت بتوضيح أمر هو عدم التعرض لمعتقادات الشخص بالشكل الذي يهينه أو يسيء إليه فإذا كان غير مؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة مثلا وبالحديث معه تقول أن الرجل الذي لا يؤمن بهذا الأمر هو رجل متخلف أو معقد أو مريض ،،،،ويرد عليك بأن من يؤمن بعكس ذلك هو شخص منحل ومتفلت وديوث عندها تكون قد شتمته وشتمك وبالتالي الحوار لم يعد حوار بل أصبح (خناقة).
لذلك يجب التوقف عن وصف الآخر ومعتقداته بالسوء حتى يستمر الحوار.

[المحامي محمد فوزي]

لله درك يااستاذ مازن من اين تاتي بهذا المثال وذاك الجواب ؟؟؟ طبعا انا امزح هنا؟؟؟
اولا اشكرك على الرد واقول لك ان ماذكرته ليس صحيحا فقط وهذا ليس مجامله بل انه من صميم معاناتنا اليوميه ليس في حوارنا بل في مداخلات عملنا ؟؟؟لانستطيع ان نتعاطى باي عمل دون مشقة الاقناع والاقتناع مع الغير ؟؟؟وكم هو محرج كما تفضلت ان تحترم و تجامل محاورا تختلف معه بالراي تظهر له الاحترام وبنفس الوقت تعارضه برايه فتجد نفسك امام سيل من المداخلات والنقاشات التي لااخر لها وتشعر انك لاتستطيع ان تقدم له شي ولن تقنعه بشىء ولن يفهم او يقتنع بكلمه مما ترد عليه فتتمنى ان تنهي الحوار باحترام كما بدأته دون ضغينه ودون اية اساءة ..وصدقني الامر صعب ونمارسه يوميا رغما عنا و هوان كان يغني ثقافاتنا لكنه متعب ومرهق جدا لنا وما باليد حيله هذه هي الحياة ؟

[أحمد الزرابيلي]

يقول الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه): " ما جادلت جاهلا إلا وغلبني وما جادلت عالما ًإلا غلبته"

فسيدنا علي يؤكد على أن العاقل هو من لديه القدرة، في مواجهة الرأي الآخر، سواء بالاستماع لهذا الرأي و تقبله واتباعه إذا ما ثبُتت له صحته ، أو الاعتراف بصوابيته بكل جرأة

أما الجاهل فعقله موصود على الإستماع إلى الرأي الآخر لا يمكنه أن يقبل أو يتـّبع رأيا مخالفاً لرأيه حتى ولو ثبتت له صحته ، فهو أضعف من ذلك
و هذه العقيدة بتقبل الرأي الآخر قد جاءت من القرآن الكريم بقوله سبحان و تعالى
{فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب}
صدق الله العظيم [صورة الزمر: 17،18]

و ان هذا الاختلاف هو من سمات الخلق التي أوجدها جل و علا و ليس خاضعاً لمشيئة الانسان حيث يظهر ذلك من قوله تعالى :
(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة )
فقد خلق الله البشر مختلفين في الأشكال والاحجام والألوان والالسن
وخلقهم مختلفين في الوسع والجهد والتحمل
وخلقهم مختلفين في عقائدهم
فالاختلاف أمر طبيعي يقرره القرآن والعقل والتاريخ
لذا ينبغي لنا ان نؤمن ان وجود الاختلاف امرا ضروريا ونفعيا وان يستفاد منه كدليل على صحة المجتمع وان نؤمن انه يجب ان يجير لخدمة هذا المجتمع والنفع من وجهات النظر الاخرى
فليس غريباً اختلاف البشر في الأفكار والتصورات والمعتقدات والعادات والتقاليد ولكن الغريب حقاً محاولة البعض جعل الناس كلهم يؤمنون بفكر واحد وثقافة واحدة ومعتقدات واحدة وقيادة واحدة ونيّة واحدة



و لكن المشكلة الحقيقية تنبع من خلال ماهية هذا الاختلاف و منبعه
فهل له منبع عقلي و فكري و فقهي و شرعي
أم أنه نتاج الأنا و حب الذات
أو الاختلاف لمجرد الاختلاف و الظهور

هنا تكمن المشكلة و هنا يكمن الخلاف

و للاسف فاننا اذا نظرنا تاريخياً نجد أن صفة عدم تقبل رأي الآخر غير موجودة الا عندنا كشرقيين بغض النظر عن الدين والعرق والقومية واللغة وحتى نوعية الحكم والإقتصاد والإجتماع، فنحن نملك خاصية مشتركة تتمثل في صعوبة تقبل النقد أو الرأي المخالف أو المعاكس لرأينا.
و الغريب أن معظم هؤلاء هم من المثقفين والمتعلمين و هذه الظاهرة المتأصلة فينا بدت واضحة و جلية من خلال المنتديات لأنها جديدة على مجتمعاتنا و قد فتحت أفقاً للبعض لابداء آرائهم سواء كانت صحيحة أو مسمومة
و على اعتبار أن الجميع في المنتدى قد اعتبرها مشكلة حقيقية و بأنه غير مصاب بها رغم اصابتنا بهذا المرض جميعاً
قررت البحث عن مسببات تلك المشكلة عسى أن نعرف حلها

فوجدت أن لها عدة أسباب أدت الى ذلك منها :
أننا مجتمع تغلب عليه العاطفة
و قيادة الشخص الواحد ابتداءً من الأب في الأسرة
و كذلك فقدنا للديموقراطيات الفعلية و الآراء المختلفة
فلم أستطع أن أعرف السبب الحقيقي لهذا المرض
نعم مرض على الرغم من أن الاختلاف هو أمر صحي كما ذكرت سابقاً يؤدي من حيث النتيجة الى الوصول لصوابية الرأي الصحيح الذي يعم بالخير على الجميع
و لكننا مرضنا هو عدم تقبل الآخر


فهذه الثقافة لم نتعودها فلا نعرف تطبيقها و بالتالي فخرجنا عن أدب الاختلاف
إذاً، والحال هذه، ولأنه لن تقوم لنا قائمة في ظل هذا المناخ المتحجر والجاهلي، الذي، وللأسف ننتقده جميعاً وننشد تغييره أو الخروج منه، لا بد لنا أن نقوم بكل ما يمكننا فعله على الصعيد الشخصي لتمرين أنفسنا على كيفية تقبـّل النقد والرأي الآخر، مهما اختلف مع آرائنا.

و برأيي، هناك عدد من المسلمات الأساسية التي يفترض حصول إجماع حولها حتى يمكننا الوصول إلى ما نبتغيه على هذا الصعيد معترفاً بأنني وقعت في احداها وهي:

• القبول بالتعددية
• رفض "قداسة" الآراء التي تحملها والأفكار الشخصية
• أن تكون موضوعياً.
• لا تغضب! حين يتعرض رأيك للنقد
• إبتعد عن "الشخصنة".
• لا تبالغ! إذا تعرضت لرأي أو لموقف ما بالنقد أو تعرض موقفك أو رأيك للنقد،
• احترام الآخر : فلا تظن أنك اذا كنت تملك ميزة ما تجعلك قادر على حذف رأي الآخر أومشاركته فهذا يعني الغائه أو انك تتساوى به
  
  عدم سوء الظن : فحين ترى رأياً في ظاهره تمييعاً للموضوع ابحث في أبعاده و بين سطوره ، كي لا تكون قصير النظر خاصة عندما تعرف حجم من يكتب

حينها فقط تكون قد تعلمت ثقافة الرأي الآخر و آداب الحوار

[المحامي محمد فوزي]

اشكرك جزيل الشكر استاذ احمد وضعت يدك على الجرح واتمنى ان نوفق بايجاد الدواء
سريعا لاننا على مايبدو باشد الحاجة اليه خدمة لاستمرار وتألق منتدانا الذي تعتز به

[وسيم الماكن]

حيث يظهر ذلك من قوله تعالى :
(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة )
فقد خلق الله البشر مختلفين في الأشكال والاحجام والألوان والالسن
وخلقهم مختلفين في الوسع والجهد والتحمل
وخلقهم مختلفين في عقائدهم
فالاختلاف أمر طبيعي يقرره القرآن والعقل والتاريخ

{ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ }

في الدنيا بسعة الأرزاق وقلتها، واليسر والعسر والعلم والجهل والعقل والسفه وغير ذلك من الأمور التي فضل الله العباد بعضهم على بعض بها انا شخصيا اتفق100% مع الاستاذ كبير احمد وهذا من صميم عقيدتي اما ان صادفت احد من غير ديني فهاذا لايعني اختلاف معه لقوله تعالى لكم دينكم ولي دين .

[أبو حبيب]

موضوع هام ومشاركات متميزة من الأساتذة الكرام .....
شخصيا أنا لا أجد أجمل ولا أرقى في مجال آداب الحوار من قوله تعالى : " وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين "
وقوله تعالى في مجال النصح والإرشاد : " إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "