في احدى الزيارات لاحد الاصدقاء ,وبينما كنا نتبادل اطراف الحديث عن اوضاع البلد واموره ,كانت زوجته في الداخل تحاول ان تشرح لولدها درس او وظيفه ,ولكن تناهى الى سمعي قولها لابنها
تضرب بهالشكل متل الفلاح),في الحقيقه وباللا شعور نظرت في نفسي تفقدت بنطالي وقميصي ,ولكن وجدت ان الافضل ان اغادر بعد ان اعتذرت بكل ادب ,وفي طريقي الى المنزل سرح خيالي وراح يجري كنسمة من نسيم تلك القريه الوادعه, التي ضمتني صغيرا وكنت عاقا لها كبيرا, وفي ثوان كنت ارى والدي وهو يحمل رغيفه وملحه قبل شروق الشمس ليتناول فطوره بين مساكب البندورة والخيار والرشاد ,كان يتناول فطوره ليحمل معوله بعدها ,وتتعانق يده مع خشب المعول ليزيد طهارتهما ويزيد من قدسيته بالنسبة الي, نعم ابي كان فلاحا كل قطرة عرق سقطت من جبهته التي لاحت الشمس كاملها تنزل الى حبة تراب لتتحد معها وتشكل ملحمة من ملاحم الدهر واساطيره ,نعم انسان لا يعرف القراءة والكتابة الا اليسير منها ,لكنه انجب ثمانية اولاد باحد عشر شهادة جامعيه وحياته على صعوبتها ,كانت بسيطة سلسة ,نعم هذا هو الفلاح ,هذا هو الانسان المكافح الذي لا يختلف عن اي انسان في هذا الوطن في الاهمية والقدر ولا اظن في هذا ما يستحق ان تصبح كلمة فلاح مسبة او شتيمه.