يتداول الناس كثيرا كلمة : الحظ ؛ و فلان محظوظ ؛ و فلان في فمه ملعقة من ذهب ؛ و فلان كيف ما عمل فحظو تعيس ؛ و إلى ما هنالك من كلمات عن الحظ.
برأيي الشخصي لا يوجد هناك ما يسمى بالحظ في معناه المجرد أو إنسان محظوظ .....!
الأمور مقدرة علينا بحسب ما نصنعه بأيدينا ؛ إن فعلنا خيرا أو شرا ؛ و على الإنسان أن يفعل
و يجتهد في عمله بصرف النظر عما يفعله .
ترى طالبا يكد في دراسته للوصول إلى أعلى العلامات و يبذل الكثير لأجل ذلك ؛ و عند ساعة الإمتحان ترى تفكيره ينكمش و يعجز عن الإجابة عن بعض أو غالبية الأسئلة ؛ أو أنه و في طريقه لأداء الإمتحان تحصل له مفاجآت بحيث لا يستطيع أداء امتحانه و هكذا ..........
هل سنقول بأنه غير محظوظ بينما - و في الوقت نفسه - ترى طالبا آخر لم يجتهد بما فيه الكفاية لكنه استطاع و بطريق الغش أو الصدفة أن يجيب على سؤال لم يدرسه إطلاقا و كان ذلك سببا في نجاحه ! فهل نقول إنه محظوظ ؟ لا ... و ألف لا !
لقد قدر الله و ما شاء فعل ؛ و لا ندري لماذا فعل و لا يحق لنا أن نقول : لماذا يا الله .. لماذا هو و لست انا ؛؛؛؛ ...
يجب أن يعي الإنسان بأن كل ما يجري له هو خير ( إذا كان يؤمن بالله طبعا و بقدره ) فإن أصابته مصيبة أو نعيم فهو خير ؛ و الخير ليس بالضرورة أن يكون ظاهره شكلا جميلا فالموت ليس جميل كواقعة لكنه قد يكون جميلا عندما نحتاج إليه !
هل سنقول بعد ذلك أن فلانا محظوظ أو غير محظوظ ؟ إن كلمة الحظ موجودة في القاموس العربي لكننا لا نستطيع استعمالها كيفما نشاء .
الحظ يصنعه الإنسان بيده و لكنه يبقى رهينة نواياه و مبتغاه و الأهم من ذلك مشيئة الله التي لا يردها راد مهما صنع الإنسان بل فلنقل : قدر الله وما شاء فعل .