إيقـاف رئيس محكمـة النقـض
قضيـة كيـديــة ؟!
تحت يافطة محاربة الفساد في القضاء
انتهاك وخرب سيادة القانون و ارتكاب مخالفات كيدية عديدة ..؟؟؟
لماذا أوقف رئيس محكمة النقض و نائبه في سوريا ؟؟؟؟؟؟
نزار عادلة : ( كلنا شركاء) 23/8/2005
منذ أن طرح شعار الإصلاح الإداري والاقتصادي في سوريا بدأت ازدواجية في الرؤية والتفكير والعمل 0 وتجاذب الإصلاح ما بين النظرة الضيقة وما بين النظرة الموضوعية 0 لقد بدا الإصلاح ولكنه من منطلق اجتماعي ضيق استهدف عدم المساس بالامتيازات التي تتمتع بها قوى عديدة في السلطة وخارجها تسعى للحفاظ على جوهر ومضمون السياسة الاقتصادية والوظيفية الراهنة 0 وخداع المواطنين بتغييرات شكلية هنا وهناك كجزء من التغطية على المأزق الاقتصادي والتستر على الفساد والمحسوبية والتفسخ الإداري وانتهاك القانون 00 ومع انتهاك القانون يعم الفساد وتنتشر الرشوة وتتحول المؤسسات إلى دويلات 0 يفقد القانون سلطته 0 أي يفقد التشريع سلطة القرار لتتقاسم مؤسسات عديدة القرار كيفما تشاء
2
0 وفعلا لقد تم اقتسام القرار في القضية التي نحن بصددها الآن ومن المؤسف أن تشارك مؤسسات عديدة السيد وزير العدل في اقتسام القرار 0 نعم 0 في اقتسام القرار وليس في محاربة الفساد 0 لان محاربة الفساد في الجسم القضائي أو الإداري وفي كافة مفاصل الدولة تبدأ أولا من خلال سيادة القانون وليس من خلال انتهاك القانون وقد تمّ انتهاك القانون و التلاعب به من خلال توقيف القاضيين : ( محمود سليمان ) و ( علي الآغا ) بتهمة إصدار قرار خاطئ مضر بالدولة مقابل رشاوى , و أكد ذلك السيد وزير العدل عندما قال في تصريح " قاضيان أبطلا قراراً قطعياً ...وهذه الدعوى خروج عن مثيلاتها و قد بدأنا في محاربة الفساد "......
المخالفات المرتكبة :
تمّ توقيف القاضي محمود سليمان رئيس محكمة النقض سابقاً ,حيث أحضر من منزله بالبيجاما دون مذكرة توقيف .
تمّ توقيف القاضي علي الآغا دون مذكرة .
تمّ الاعتقال من قبل الأمن السياسي , و استمر التوقيف فيه و التعذيب مدة ثلاثين ساعة , وهذا الإجراء غير قانوني
حركت الدعوى العامة من قبل النائب العام بعد أخذ موافقة لجنة الأذن و قرار قاضي التحقيق و كل هذه الإجراءات مبنية على الإجراءات الباطلة ابتداء وكلها لا تستند إلى القانون بل إلى الأوامر الشخصية للسيد وزير العدل و بدون وجه حق .
لا يوجد أي دليل مقبولاً قانوناً في الملف يبيح التوقيف حيث أنه :
أ?- لا يقيد بضبوط الأمن السياسي التي تؤخذ بالإكراه .
ب?- بالأساس لا علاقة للأمن السياسي بالقضاة ,و إجراءاتهم بالكامل باطلة . ونسأل وقد حللنا فرحاً بأن الإصلاح و محاربة الفساد بدأ في القضاء و هو الأهم في مفاصل الدولة .
3
نسأل لماذا محمود سليمان رئيس محكمة النقض المتقاعد و علي الآغا مساعده المتقاعد .
و تأتي الوقائع و الحقائق لتقول :
بتاريخ (24) أيلول (2001) صدر قرار عن محكمة الأمن الاقتصادي برقم (875) يقضي بإلزام جميع المدعى عليهم في قضية " سادكوب" و عددهم أكثر من ثلاثين شخصاً بدفع كامل التعويضات للدولة وحجز أموالهم المنقولة و غير المنقولة تأميناً لحق الدولة بما فيهم جماعة نبيل عنوز بالإضافة إلى الاستيلاء على المنشآت القابلة للاستثمار .
و بتاريخ 23 / 12/2001 أصدرت الغرفة الاقتصادية بمحكمة النقض القرار رقم 655/2001 يتضمن تصديق قرار محكمة الأمن الاقتصادي .
طعن المتهم نبيل عنوز بالقرار المذكور أمام الهيئة العامة لمحكمة النقض بالاستناد إلى وجود أخطاء قانونية وقعت بها المحكمة ,لأنه لا يحق لها أن تحكم بعقوبة أشد إذا لم يكن هناك اتهام بهذه العقوبة من قبل الهيئة الاتهامية و النيابة العامة .
أخيراً أصدرت الهيئة العامة لمحكمة النقض المؤلفة من رئيس محكمة النقض و ستة مستشارين من كبار القضاة و أقدمهم في سورية
القرار رقم /5/ تاريخ 28/2/2005/ يتضمن تصحيح الخطأ القانوني فقط , أي تصحيح العقوبة و ليس له علاقة بالغرامات المالية أو الحجوزات .
و قد تمّ توقيف القاضيين محمود سليمان و علي الآغا و لم يتم توقيف الآخرين و هم ستة مستشارين , و قرار الهيئة صدر من سبعة قضاة , و بالتالي فإن رأي القاضيين المذكورين لا يؤثر في قرارات الهيئة العامة طالما أن القرارات تتخذ بالأكثرية .
رئيس محكمة النقض الحالي و نائبه ومستشاريه مشتركين بالقرار
ذاته ومنهم من كتب مشروع القرار بخط يده و الرئيس الحالي كان أول الموقعين عليه .
4
نتائج قرار الهيئة :
الأموال المنقولة و غير المنقولة للمتهمين والمحكومين جميعها محجوزة بقرار من المحكمة و بموجب الأمر العرفي رقم
/150/6/2/تاريخ 4/7/1999 أيضاً و القرار الصادر عن الهيئة العامة لم يتطرق إلى موضوع الأموال و لم يرفع الحجز عنها و بذلك فالقرار لم يؤثر على الدولة و لم يمس حقوقها إطلاقاً.
إن الضجة المفتعلة حول خسارة الدولة مبالغ كبيرة و طائلة لا أساس له من الصحة و إنما ضجة مفتعلة هدفه الإساءة إلى القاضيين .
القرار الذي صدر عن الهيئة العامة ليس فيه رحمة للطاغيين و إنما ستحرك الدعوى العامة بحقهم من جديد وفق أحكام المرسوم/ 4/ لعام 1965 وتصل العقوبة بذلك حتى الإعدام .
أي إن القرار تضمن تصحيح الخطأ القانوني في الحكم فقط .
إن الدعوى بعد أن صدر القرار بها من قبل الهيئة العامة بعد تحريك الدعوى العامة من جديد ستحال إلى الغرفة العسكرية باعتبارها صاحبة الاختصاص .
و الغرفة الاقتصادية بمحكمة النقض تعتبر متشددة بحقوق الدولة أكثر من القضاء العادي .
و هذا يؤكد أن القرار سليم من الوجهة القانونية .
لماذا تمّ اختيار القاضي نائل محفوض برئاسة محكمة النقض وهو من وقع على القرار .
وزارة العدل تقول :
إن إجراءات توقيف القاضيين صحيحة والحقيقة تقول :
إن الإجراءات القانونية الصحيحة تتمثل بالآتي :
إحالة القضية إلى التفتيش القضائي ليحقق بها.
6
إذا كان هناك جرم مجلس القضاء الأعلى بناء على مرسوم رئاسي يتخذ قراراً بإحالة الأوراق للنيابة العامة .
النائب العام للجمهورية يحقق بالأمر إن وجد هناك جرم يطلب من لجنة الاذن إعطاء الاذن بتحريك الدعوى العامة .
إن قررت اللجنة إعطاء الاذن يمكن للنائب العام في الجمهورية تحريك دعوى الحق العام وهذه سلطة جوازية يمكنه عدم التحريك .
وبعد تحريك الدعوى يعين قاضي تحقيق من بين أعضاء الهيئة العامة لمحكمة النقض ليحقق في موضوع القضية . و إن وجد أن هناك جرم أكيد و أدلة دافعة هنا و هناك فقط يحق له التوقيف و قبل ذلك لا يجوز له التوقيف بتاتاً .
وما حصل من إجراءات , جميعها غير شرعية و غير قانونية .وهي إجراءات كيدية وهذا يعني أن كل قضاة سوريا برسم الاعتقال بهذه الطريقة و بالأوامر من السيد وزير العدل تحت يافطة محاربة الفساد , وعملياً هو ضرب القانون في الصميم .
لقد سلك القاضيين الموقوفين مسلكاً قانونياً وخالف وزير العدل القانون .
سألت رئيس محكمة النقض العليا المتقاعد , لو عدت إلى رئاسة المحكمة هل كنت تسلك نفس السلوك ؟
قال: نعم , لأن حقوق الإنسان فوق أي اعتبار , و القانون فوق الجميع وأنا كنت أطبق القانون رغم كل ما تعرضت له خلال /40/ عاماً .
وسألت نائب رئيس محكمة النقض لماذا تم توقيفك ؟
قال : لأنني كنت مرشحاً وزيراً للعدل , و لأنني تقدمت بمذكرة للقيادة شرحت فيها أسباب الفساد و عوامل الفساد و قدمت وثائق تدين /20/ مسؤولاً بتهمة الفساد عام /1996/ ,لذلك يجب أن يتم إيقافي بتهمة الفساد.
المهـم والأهـم؟!
حــول الجدل الدائر حول إصلاح القضاء وآلياته
سميرة المسالمة : الاقتصادية 7/8/2005
هل يؤكد الجدل الدائر حول إصلاح القضاء وآلياته أن لدى القضاء السوري وبين رجال القانون أشخاصا فاعلين حقيقة ويجتهدون لتمثل عملية الإصلاح?
وهل يمكن أن نعتبر أن اختلاف الرأي حول هذه الآليات في الإصلاح هو حالة صحية, ستؤدي الى فعل منتج يقطف ثماره المتطلعون الى نتائج هذا الإصلاح?
ثمة أسئلة كثيرة تقلق الشارع عند كل فعل باتجاه القضاء, ربما لأن ما يجمع عليه السوريون هو أن كل عملية إصلاح لابد أن تكون في مصلحة المواطن- أي مواطن- وانه لا يجوز في غمرة إصلاح القضاء أن ننسى ضرورة أن يكون هذا الإصلاح يعيش تحت مظلة القانون لا خارجها, وأن أي فعل لا يرويه نبض هذا القانون من أوله الى آخره هو حالة استفهام تبقى مخيفة, ما لم تتوضح معالم طرقها القانونية ووسائل استخدامها كاملة.
ولكن ما لا يجب أن نتجاهله أبدا في ظل هذا الجدل الدائر اليوم حول إصلاح القضاء, أن هذا القضاء يخضع لعملية إصلاح شاملة, قد تبدو خطواتها هادئة ولكنها مستمرة- وهذا هو المهم- وإن كان مقدرا لهذه الخطوات أن تتسارع أكثر فأكثر بحكم الضرورة, ووفق مقتضيات برنامج إصلاحي كلي.
وقد لا يتفق الجميع على أن بعض الخطوات قد أفلحت هنا أو هناك, كما قد لا يتفقون على الأولويات أو الأساسيات أو حتى الجزئيات, إلا أن الجميع يتفق على حقيقة مفادها أن الوقت لم يعد يسعف أحدا في مسألة إصلاح القضاء.
ومن المهم في كل حين, أن نؤكد أن القضاء السوري بخير, وهذا لا يتعارض مع وجود الفساد ولا يتعارض مع وجود الفاسدين, إذ إنهم كانوا ومازالوا حالة شاذة, وقلة قليلة ولأن الأصل يتغلب دائما على ما هو طارئ ووافد.
ومع ذلك يجب ألا ي فهم أن الأمر عادي أو يجوز التهاون فيه أو لا يشكل خطرا مستقبليا , ولاسيما أن مرفق العدالة هو العمود الفقري لكل المرافق الأخرى, ولذلك فإن أعضاء هذا المرفق من قضاة ومحامين وعاملين هم الأكثر مسؤولية من كل الفئات الاجتماعية الأخرى في صيانة وحماية القضاء, ولاسيما في خصائصه المميزة له, وهي خصائص دستورية أولها استقلاله وسيادته.
والسلطة القضائية سلطة مستقلة, ويجب أن ي فهم هذا الاستقلال في حدوده, فهو ليس مجرد قضية مفهومية, بل هو قضية اجرائية أيضا , بمعنى أن استقلال القضاء يعني بصراحة أنه لايحق لأحد سواء أكان من السلطة التنفيذية أم السلطة التشريعية أم القيادات السياسية أو الحزبية أن يتدخل بأي معنى كان في عمل القضاء وشؤونه وحركته وقراراته, إذ إن خلاف ذلك يشكل اعتداء على مبدأ فصل السلطات وهو مبدأ دستوري, واعتداء على مبدأ سيادة القانون وهو أيضا مبدأ دستوري, ومن هنا فإن واجب القضاء الدفاع عن ذاته والدفاع عن المبادئ التي تحكم وجوده, ومن وجوه هذا الدفاع أن تبادر السلطة القضائية بذاتها الى محاسبة من يتدخل في شؤونها ويعطل تنفيذ قراراتها مهما علا شأنه, وألا تستمر بالشكوى من أن البعض في السلطات التنفيذية لا ينفذ قراراتها, على سبيل المثال, أو أن البعض يتدخل في شؤونها.
ولعل الحديث عن استقلال القضاء لا يمكن أن يكون بمعزل عن الحديث عن استقلالية ذات القاضي, وهو الأمر الأهم, حيث إن هذا هو الذي يعطي للقضاء هذه الاستقلالية الحقة, فمن المفترض أن استقلال ذات القاضي كتلة لا يمكن أن تتجزأ, بعضها يخسره لمصلحة جهة ما, وبعضها يحتفظ به لقضايا أخرى, فهو إما أن يكون مستقلا أو لا يكون, كما أنه من المفترض أن هذا الاجتزاء للاستقلالية لا يتعلق فقط بجهات الدولة, لأنه عندما لا يكون القاضي متمسكا ومتقويا باستقلاليته, يكون جاهزا للتنازل عنها لمصلحة أي طرف وعلى حساب أي مصلحة مهما كانت تمس شرف القضاء ونزاهته ومصلحة الوطن والمواطن, إذ لا يعقل أن يكون الاستقلال المقصود هو استقلال طرف دون آخر.
وعود على بدء, فإن أهل هذه السلطة من محامين وقضاة يترقبون الخطوات الجديدة الاجرائية التي سوف تنعكس على محاربة الفساد ورموزه, وعلى استعادة السلطة القضائية مكانتها, وهذا أمر ليس صعبا أو مستحيلا ذلك أنه- ببساطة- ليس هناك سر وليس هناك مجهول فكل شيء معلوم, ومكامن الوجع وثغرات الفساد محددة, وعجلة الإصلاح تدور وستبقى تدور.
ورغم أن البعض يشير الى بعض القضايا الجزئية أو بعض التفاصيل الصغيرة, ويقدمها على بعض الأساسيات, فإن من الواجب الانتباه الى أن مثل ذلك لن يفيد في عملية الإصلاح بالمعنى النهائي والمنشود, وإن بدت بعض النتائج تؤشر الى خلاف ذلك, فالبعض مثلا يتحدث عن قانون السلطة القضائية وضرورة اجراء تعديلات فيه, وهذا شأن مهم ولكن هناك ما هو أهم, والبعض يتحدث عن ملفات بعينها وهذا مهم ولكن هناك ما هو أهم, والبعض يتحدث عن مكامن للفساد وهذا مهم ولكن أيضا هناك ما هو أهم, ومن ذلك نستنتج أن الاختلاف على الأولويات دليل معافاة, وأن تسمية العلل بأسمائها دليل وعي ومعرفة, وأن المشكلة ليست في التشخيص ولكن المشكلة حقيقة هي في وجود آليات عطالة داخل السلطة القضائية ذاتها, فالإصلاح يستهدف وجودها, والفساد ليس شخصا وليس اسما , بل هو حيث يكون مؤسسة اسمها ببساطة (مؤسسة الفساد), ويخطئ من يعتقد انه يمكن محاربة الفساد عبر محاربة أشخاص بعينهم فقط, بل يجب تحديد أسباب ومعاني ومحددات ظاهرة الفساد للتمكن من مواجهتها وتعطيل عجلتها ثم تطويقها لتبدأ مرحلة انحسارها, وهي عملية قانونية اقتصادية واجتماعية وقبل كل ذلك هي قضية ثقافية أيضا .
إن السلطة القضائية موجودة وقوية وحاضرة وهي المرجع الأعلى لضمان القانون وتطبيقاته, وإن اعتقد البعض خلاف ذلك فعليه ألا يكتفي برمي القضاء بحجارته, بل عليه أن يتجرأ ويعلن ويقول ويحدد ويشير الى مواضع الخطأ ومكامن الفساد بعيدا عن شخصنة الأمور, وبعيدا عن الكيدية, وبعيدا عن السياسة والذاتية والأنانية وكل عصاب آخر.
وعلى الذين يتحدثون عن إصلاح القضاء والذين يريدون فعلا إصلاح القضاء, أن يتمترسوا فقط خلف وطنيتهم وسوريتهم, وأن يذكروا دائما أن القضاء حي وصحيح وموجود وقوي وأن بوسعنا أن نجعله مثاليا وأن نعيد له ما خسره.