مظاهرة الميدان بقيادة شيخ مجاهد !
حاول الاستعمار الفرنسي تعديل قانون الأحوال الشخصية بقانون مدني يخالف أحكام الشريعة الإسلامية تحت مسمى قانون الطوائف ..
فبدأ شيخ الميدان وزعيمها آنذاك الشيخ حسن حبنكه الميداني يوضح للعامة والخاصة من خلال خطبه , مفهوم ذاك القانون , ومدى مخالفته لأحكام الشرع , وأبعاده وآثاره على الحياة الاجتماعية ..
ثم بدأ يستثير جموع المصلين لمواجهة القانون الفرنسي , وتوحيد الجهود للعمل على إلغائه !
تم تنظيم مظاهرة أولى لبعض طلاب الشيخ ولبعض أبناء حي الميدان , بعد الفجر منادين جميع أهالي الميدان , محرضين وداعين إلى تنظيم مظاهرة كبرى ضد قانون الطوائف ..
أرسل الشيخ حسن حبنكه إلى الشيخ محمد الأشمر وإلى الشيخ بهجت البيطار , وإلى أئمة وخطباء مساجد الميدان لتحريض المواطنين على المظاهرة , وكان الشعار الوحيد المرفوع ( ديننا لا نرضى به بديلاً , وليسقط قانون الطوائف) ..
كان الميعاد مواقتاً لسفر المندوب السامي إلى حوران , ولا بد أن يكون مروره من حي الميدان , وكانت السنة حوالي 37-1938 م على ما علق بذاكرة كبّارٍ من حي الميدان رأى المظاهرة وكان ابن سبع أو ثمان , ولا يخفى أن سورية كانت آنذاك تحت سيطرة الجنرال دي مارتيل , ورئاسة هاشم الأتاسي ووزارة جميل مردم ..
بدأت المظاهرة قبيل وصول المندوب السامي , قادها الشيخ , من بين يديه طلابه , ومن ورائه رجال وفتوّات الميدان , والذي كان يسمى واحدهم بـ ( القبضاي ) حاملين الخناجر والسيوف ومع بعضهم المسدسات والبنادق , فضلاً عن بعض القنابل اليدوية ..
لكن الشيخ خطب بالمتظاهرين , مانعاً أحدهم من استخدام السلاح , فقد أرادها سلمية لا حربية ..
وبالفعل فقد شاهد المندوب السامي المظاهرة الضخمة وسمع الهتافات والشعارات ..
فعاد إلى مكتبه وقد ألغى رحلته إلى حوران , وقد أسقط في يديه أن ثورة سورية مسلحة في طريقها إلى مقر الحكومة – كما نقل لرئيس الحكومة – فطلب إليه تشكيل وفد يتحدث باسم المظاهرة ومطالبها ..
تصدر الشيخ الوفد وأصدر بياناً تلاه , عارضاً مطالبه كممثل لأحياء دمشق وعلى رأسها حي الميدان , وأعلن أن الثورة لن تهدأ مالم تلغ فرنسا قانون الطوائف ..
قرر الاستعمار الفرنسي آنذاك إيقاف العمل بقانون الطوائف فوراً..
والشيء بالشيء يذكر .. فجامع الحسن بحي الميدان هو الجامع المسمى باسم فضيلة الشيخ حسن حبنكه الميداني ..
رحم الله شيخ الميدان وزعيمها ..