![]() |
للجرحِ ترانيمُ حنان
متعةُ الحزنِ أشهى من متعةِ الفرح ... عمرٌ من الحزنِ يمضي محمّلاً بدموعٍ وتنهّداتٍ وأوجاعٍ .. هل بقي في العيونِ بعضاً من دمعاتٍ نسكبها على آلامٍ قادمة .. هل من تنهّداتٍ أخرى تكفي هذا العمقَ من البكاء ، هل لفائضِ الأوجاعِ هذا من يحملهُ نيابةً عن عمري الميّت ... حزني أسطورةٌ سوداءُ قابعةٌ في بحار نفسي المتلاطمة ، يمتدُّ من أقصاي إلى أقصاي ومن غربتي إلى غربتي .. من تمرُّدي إلى صمتي ، أرويه بدمي كي ينبت وجعاً إثر وجع . وأبقى باحثاً عن فسحةٍ من حزن ، ألملم فيها بعضي وشتاتي .. باحثاً عنّي فيَّ عسى أجدُني ولكن هيهات .. هيهات . من ألمِ الفوضى يولدُ حزني وينمو ويكبر ، ليته يشيخ ويندرس . آهٍ منك حزني ! خُلِقْتَ فتيّاً قويّاً شابّاً، وما زلتَ تصرُّ على ملاحقتي والالتحامِ بي .. فرِحا مستمتعاً بعذاباتي وآهاتي . لم َكل ُّهذا البعد .. لمَ كلُّ هذا القرب .. بعدٌ عن الفرح .. قرب ٌمن التَّرح ، هل تخِذَتْ السَّعادةُ منّي عدوّاً فآثرت ْهجري وتركتني أتجرّعُ مرارةَ رحيلها ، وكم فقدُها غالٍ ، كحبيبةٍ غادرتْكَ فأصبحتَ بقايا ، كلّما تذكّرت شذى ذكراها ازددت ألماً ومَحْلاً . ما هذا التصحُّر الَّذي يجتاحني ، فيمحق ما تبقى من خضرتي ونمائي ، تاركاً خلفهُ سنيناً من الجدب اللامتناهي .. زارعاً بذورَ الحزن ِفي أرضي ، لتثمرَ وجعاً آخر .. موتاً آخر .. ضياعاً آخر .. أجنيها فهي غلَّتي اليوميَّة .. أخزّنها في قلبي ، فليس من يشتري تلك البضاعة . |
رد: للجرحِ ترانيمُ حنان
أشكرك على تلك المشاركة ولكن لم كل هذا الحزن فالحياة سيدي جميلة بحلوها ومرها
هون عليك فالايام الحلوة قادمة ان شاء الله |
رد: للجرحِ ترانيمُ حنان
أرأيت يا أستاذة ديمة ؟؟؟!! تاريخ خاطرتي قبل الأيام الحلوة التي نعيشها حالياً بخمسة عشر يوماً فعلاً إنها أيام حلوة على شعبنا الأبي على نقابتنا على زملائنا على أطفالنا على حياتنا على دمائنا على حرياتنا على حرماتنا على ممتلكاتنا ولكنها ليست حلوة بتقديرنا أو منظورنا لها بل بمنظور من جعل دماء إخواننا ماءً تراق على الطرقات برؤية من جعل كرامة زملائنا نوعاً من القصص الخيالية بنظر من جعل أمننا مرهون بالفساد والتسلط والظلم بإرادة من جعل بقاءنا مرهون بذلنا ونهب أموالنا بإرادة من استباح إنسانيتنا ويريد أن يحولنا إلى أدوات نعمل ونجني ليأخذ كل شيء باسم الضرائب والرسوم على أي حركة لم يبق إلا إصدار قوانين تفرض علينا رسوم وضرائب على النوم والأكل وكل ما نقوم به في بيوتنا شكراً لتفاؤلك ولكنه ليس بأرضه .......... |
رد: للجرحِ ترانيمُ حنان
استاذ نوار الغنوم :
بهرني ما كتبت عن ترانيم حنان تنبعث من أعماق نشوة الجرح الدامي أطربتني لغتك المتماسكة الجميلة وبلاغتك المتميزة وزاد النص بريقاَ ذاك الإحساس الإنساني المرهف الشفيف المتقد روحاَ وإبداعاَ لك زميلي كل الشكر والتقدير |
الساعة الآن 04:43 PM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع