الصفحة الرئيسية القائمة الأفقية العليا تاريخ عريق لمحة تاريخية |
لمحة تاريخية
المحاماة في العصور التاريخية القديمة
إنَّ المحاماة بشكلها الحالي كمهنة وتنظيم تطورت منذ نشأتها تطوراً كبيراً، ونمت وترعرعت عبر العصور إلى أن وصلت بعد مرورها بمراحل عديدة، بين مد وجزر، سمو وغياب، إلى ما هي عليه اليوم.
لقد نشأت المحاماة منذ عصور ما قبل التاريخ مابين النهرين مع ظهور المجتمع الحضاري ونشوء حضارة سومر وأكاد والبابليين ثم امتدت غرباً على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
فحيثما وُجد القضاء ووُجدت المحاكم، وُجدت المحاماة بالتبعية كضرورة لإقامة العدالة في نظام متكامل.
المحاماة في القانون الوضعي الروماني
أحاط أباطرة الرومان هذه المهنة المهمة بكثير من التكريم والتمجيد. فكان أباء الشبان الذين يريدون احتراف هذه المهنة يرافقونهم في مواكب حافلة إلى مقر مجلس الأعيان ويقدمونهم إلى أعضائه الذين يقررون قبول أولئك الشبان في سلك المحاماة.
وقد بلغ احتفاظ الرومان بقدسية هذه المهنة، واعتبارها مع وظيفة القضاء في كفتي ميزان أن يحلف كل محام وكل قاض عند النظر في كل قضية من القضايا المعروضة، على ألا يقول المحامي إلا الحق، و على ألا يقضي القاضي إلا بالحق، وكل منهما يقوم بدوره في جلسة القضاء عند النظر في كل قضية.
بيد أن أباطرة روما أصبحوا ينظرون بعين الارتياب إلى المحاماة، لأنها تضفي على أصحابها مكانة وجاهاً ونفوذاً في الإمبراطورية، يهدد جاههم وسلطتهم ونفوذهم. فألزموا المحامين بأن يقنعوا بالتخصص في عملهم، وبالدفاع عن مصالح موكليهم. وظنوا أنهم بذلك يقصونهم عن مناصب الحكم.
لكن المحامين (رغم تلك المحاولات) احتفظوا بمكانتهم وجاههم، فعادت القوانين تقصر عليهم وحدهم وظائف حكام المقاطعات وأباحت للقضاة أن يشتغلوا بالمحاماة، لا بل إن كثيراً من الأباطرة أنفسهم لم يجدوا غضاضة في أن يتقدموا للمحاماة ليتعلموا أنظمتها ويأخذوا عنها كيف يكون توزيع العدل بين الناس.
المحاماة في القانون الفرنسي
بدأ تنظيم مهنة المحاماة في فرنسا في عهد الملك لويس التاسع الذي فرض على المحامين قيوداً شديدة محتماً عليهم ألا يتقدموا للقضاء إلا بقضايا سليمة، وأن يبتعدوا في دفاعهم عن الاعتداء على الخصم، وأن يلتزموا القصد في التعبير، وألا تتحرك شفاههم بمذمة أو نقيصة، وألا يتعاقدوا مع أصحاب القضية على أتعاب أثناء نظر الدعوى.
وفي عام 1344 ميلادي وضع برلمان فرنسا قواعد تحدد أسماء من يبقون مقيدين بجدول المحامين، وبعض تلك القواعد والقيود لم تفقد قيمتها إلى اليوم، ومن تلك القيود:
وأنشئت اللائحة للمرة الأولى عام 1790 ميلادي في فرنسا وكانت بداية عصرية لنظام المحاماة الذي تعرض في تطوره للرقابة والإشراف من جانب القضاء و خاصّة في عهد نابليون الذي كان من ألد خصوم المحامين.
ومضت مهنة المحاماة في دربها ونضالها في الدفاع عن الحق في وجه الاستبداد إلى أن صدر قانون 27 آب 1830ميلادية. وبمقتضى هذا القانون انتقلت مهنة المحاماة نقلة هامة جداً إذ اعتبرها المشرع الفرنسي عوناً للقضاء، لإظهار الحقيقة ونصرة المظلوم، وأحاط المحامي بحصانة تشبه حصانة القاضي واعتبر الاعتداء عليه وهو يمارس مهنته، اعتداءاً على القضاء.
المحاماة عند العرب قبل الإسلام
لم تكن المحاماة معروفة لدى العرب قبل الإسلام بالشكل الذي نعرفه الآن أو بالشكل الذي كان سائداً في روما، بل كان هناك ما يسمى بـ (حجاجاً أو حجيجاً) فإذا حدث نزاع بين رجلين جاز لأي منهما أن يوكل عنه حجاجاً، وكانت صيغة الوكالة هي أن يقول الموكل لوكيله: وضعت لساني في فمك لتحج عني.
المحاماة عند العرب بعد الإسلام
عندما جاء الإسلام، أخضع العرب وكثير من العجم لحكم الله تعالى، فعين رسول الله صلى عليه وسلم قضاة على الأمصار الخاضعة لحكم الله.
ولا جرم كما قلنا أن وجود القضاء يعني وجود الوكلاء، ومن هنا نشأت بذور المحاماة في الإسلام مع نشوء القضاء وفرض أحكام الشريعة على الجميع.
وفي سورية شأنها شأن بقية الدول الإسلامية وجدت فيها المحاماة في العهود الإسلامية المتعاقبة كرديف لوجود القضاء فحيث وجدت المحاكم وجدت المحاماة الشرعية أي الوكالة بالخصومة. والتي بقيت من دون أي تطور إلى أواخر العد العثماني.
| عدد المشاهدات: 90 |
أهلا بكم في موقع فرع نقابة المحامين في دمشق...
شارع 32 بناء 19 طابق 10
info@damascusbar.org
9633214123434