أيتها الزميلات أيها الزملاء المحترمين
‏أيها الزوار الكرام
تحية الحق والعروبة

بدايةً أرحب باسمي وباسم مجلس فرع نقابة المحامين في دمشق وأعضاء لجنة ‏المعلوماتية بالزوار الكرام لموقعنا الجديد ، موقع فرع نقابة المحامين بدمشق , ‏آملين أن يحظى بإعجابكم .‏

تشكل شبكة الإنترنت إحدى العلامات الفارقة للعالم المعاصر , وعتبةً رئيسةً ‏لولوجه و التفاعل معه , بل وحقلاً واسعاً للتأثر به والتأثير فيه .‏

و إذا كانت مسيرة الإنسان قد شهدت على الدوام نقلات نوعية في رحلة التقدم ‏والتحضر , منذ اكتشاف النار , واختراع الآلة البخارية , والطائرة حتى غزو ‏الفضاء , غير أن الشبكة العالمية للمعلومات شكلت تكثيفاً نوعياً لمجمل التطور ‏العلمي ، وذروة إنسانية شاهقة بلغها البشر في رحلة سعيهم ودأبهم للكشف عن ‏عالم يحتاج دائماً للكشف .‏

ومن نافل القول أن الإنترنت غدا سمةً مميزةً لحياتنا المعاصرة ، وعموداً رئيساً ‏للقرية الكونية ، وبالتالي فإن إدارة الظهر لـه وتجاهله ، سيقود إلى غربة علمية ‏ومعرفية مريرة في زمن لم يعد يتيح مكاناً للمتعبين والكسالى .‏

والمحامون بوصفهم شريحةً اجتماعية واعية وفاعلة ، كانوا ومازالوا على مر ‏الزمان طليعةً مؤثرةً تلتقط كل جديد وتعمل مفاعيله حولها .‏

وقد لعب المحامون في الجمهورية العربية السورية ، من موقعهم القانوني ‏والاجتماعي الهام ، دوراً بارزاً في بناء الدولة الحديثة وتعميم الوعي القانوني ‏وإشادة صرح العدالة ، وكان فرع نقابة المحامين في دمشق على الدوام طليعةً ‏واعية في العمل الحقوقي والإنساني العام .‏

وإيماناً من المحامين بأهمية التطوير والتحديث التي أطلقها ويقودها الدكتور بشار ‏الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية والتي تتناول كافة ميادين الحياة ‏الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية والعلمية فقد كانت مبادرة فرع نقابة ‏المحامين بدمشق لأحداث هذا الموقع إسهاماً بهذه المسيرة الشاملة ، وحيوية تطوير ‏وتحديث القوانين فيها وهو ما يشكل خطوة هامة تترجم صلة هذا الفرع بالعصر ، ‏وسعيه لآخذ موقعه في حقل من أهم حقول التأثير والتفاعل في عالم اليوم .‏

إن شبكة الإنترنت التي يزداد زوارها ومستخدموها يوماً بعد يوم ، نظراً لما أثبتته ‏من جدارة وفائدة في تقريب العالم من بعضه وهدم المسافات بين الدول والشعوب ‏والسرعة في نقل المعلومات ونشر الثقافة والمعرفة والإنجازات العلمية الحديثة ، ‏وبث الأخبار المتنوعة بسرعة فائقة ، والاتصال والتخاطب بين الأفراد بعضهم ‏البعض أو بين الأفراد وحكوماتهم وبين المؤسسات والزبائن ، وبين الطلبة ‏والجامعات وغيرها الكثير ، أصبحت واقعاً إنسانياً مميزاً لا يمكن العيش خارجه ، ‏ولا التأخر عن ولوجه تحت أي مسوغ كان .‏

وإيماناً منا بأهمية الاشتراك في هذه الشبكة العلمية التي نعتبرها من أهم الإنجازات ‏العلمية المتممة لجهاز الكمبيوتر ، أعظم إنجاز علمي حققه الإنسان في العصر ‏الحديث فقد أقمنا موقعنا هذا ووضعنا على عاتقنا عند إنشاء هذا الموقع هدفين ‏اثنين .‏

أولهما :‏

تحقيق الفائدة العلمية القانونية من هذا الموقع من خلال رفد زوار الموقع بأهم ‏القوانين والتشريعات والمراسيم الحديثة والاجتهادات القضائية الحديثة .‏

ثانيهما :‏

تحقيق أكبر قدر من الخدمات للزملاء المحامين من خلال البريد الإلكتروني ‏المجاني وتزويدهم بالمعلومات المفيدة التي تسهل عملهم وتوفر عليهم الوقت ‏والجهد والتساؤلات والاستفسارات التي يرغبون الاستيضاح حولها والحصول ‏على المعلومات المتعلقة بالعمل القضائي في سورية .‏

ولا يتوجه موقعنا إلى الزملاء المحامين في سورية فقط وإنما لكل مهتم بالقانون ‏وللزملاء المحامين العرب والأجانب الذين يرغبون بالمعرفة والاطلاع على بعض ‏القوانين السورية وأحدث المراسيم التشريعية ، وهو بذلك يسهم في إشاعة حوار ‏قانوني مثمر بين رجال القانون والمهتمين من شأنه إغناء معلوماتهم وأعمالهم .‏

ونفيد زوارنا الكرام بأن الموقع سيتم تطويره بشكل مستمر ، وسيستفيد دائماً من ‏كافة الملاحظات والمقترحات والأبحاث التي ترده في سبيل تحقيق الفائدة العلمية ‏لجميع المهتمين بالقانون عامةً والمحامين في سورية خاصةً .‏

أخيراً ، إذا كانت الإنسانية بنت الكثير من الجدران ، ولم تبنٍ جسوراً بما فيه ‏الكفاية ، وكانت جميع المسافات ألغيت بفضل العلم ماعدا المسافة بين الإنسان ‏والإنسان ، فإن شبكة الإنترنت هي محاولة إنسانية فـذة لمد جسور المعرفة ‏والتواصل بين البشر ، وسعي حثيث لهدم جدران المسافة والغياب .‏

الأستاذ المحامي
محمد جهاد اللحام
رئيس مجلس فرع نقابة المحامين بدمشق
رئيس لجنة المعلوماتية