نقابة المحامين بطرابلس تقاطع مؤتمر المحامين العرب بدمشق

 

قرر مجلس نقابة المحامين في طرابلس بالإجماع مقاطعة اجتماعات المكتب الدائم ومؤتمر اتحاد ‏المحامين العرب المنعقد في دمشق ما بين 18 و22 كانون الثاني 2006 وذلك لأسباب تم شرحها بموجب ‏مذكرة أرسلت للأمين العام النقيب إبراهيم السملالي.‏

نتيجة لذلك، زار نقابة المحامين في طرابلس وفد من الأمانة العامة في اتحاد المحامين العرب، ضم ‏نائب الأمين العام عبد العظيم المغربي والأمينين العامين المساعدين صابر عمار وعمر الزين، ‏حيث تم التداول والنقاش بينهم وبين النقيب وأعضاء مجلس النقابة تم بنتيجته تأكيد موقف ‏النقابة لجهة مقاطعة أعمال المكتب الدائم والمؤتمر، ولقد أبدى النقيب فادي غنطوس ‏استعداد نقابة المحامين في طرابلس لاستقبال أعمال المكتب الدائم المقبل.‏

‏وقد جاء في نص المذكرة التي أرسلتها نقابة محامي طرابلس إلى الأمين العام لاتحاد المحامين العرب ‏النقيب إبراهيم السملالي والموقعة من النقيب فادي غنطوس الآتي نصه:‏

جواباً على مراسلات الأمانة العامة تاريخ 01/11/2005 و28 و29/12/2005 والمتضمنة قرار ‏الأمانة العامة عقد المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب والمؤتمر العام الـ 21 في العاصمة ‏السورية دمشق، تحت شعار:‏
‏«الدفاع عن سوريا واجب قومي وإنساني»
وبعد الإطلاع على أهداف المؤتمر وجدول أعماله، يهم نقابة المحامين في طرابلس وبالإجماع تأكيد ‏توضيح ما يلي:‏
‏1 - إن نقابة المحامين في طرابلس تؤكد التزامها الثوابت الوطنية والقومية في الدفاع عن ‏الديموقراطية، وتداول السلطة، وحقوق الإنسان والحريات العامة والفردية كمدخل أساسي ‏للمعاصرة والحداثة في سبيل إرساء دولة الحق والعدالة وفي بناء عالم عربي أفضل.‏
‏2 - إن نقابة المحامين في طرابلس تؤكد موقفها الثابت والمبدئي في الدفاع عن قضايا العرب ‏المحقة لا سيما إدانة الاحتلال الإسرائيلي وحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته الوطنية ‏والديموقراطية المستقلة وحقه بتقرير مصيره وفقا لإرادة شعبه الحرة مدينين ممارسة الاحتلال ‏الإسرائيلي في قمعه الوحشي للشعب الفلسطيني الشجاع في القطاع والضفة.‏

‏3 - إن نقابة المحامين في طرابلس إذ تؤكد موقفها الثابت والمبدئي في إدانة الاحتلال الأمريكي ‏للعراق الشقيق يهمها إبداء تعاطفها مع إرادة الشعب العراقي الحرة في استعادة تقاليده ‏الديموقراطية وحقه في تقرير مصيره وبناء دولته وفقا للصيغ والقوانين والمؤسسات التي تحمي ‏تنوع العراق ووحدته الوطنية.‏

‏4 - إن نقابة المحامين في طرابلس إذ تؤكد أيضا على موقفها الثابت والمبدئي في دعم أي موقف ‏عربي في مواجهة التدخلات الخارجية الفظة من أي جهة أتت، دولية أو عربية.
وهي تعتبر أن المدخل الحقيقي والفعلي في مواجهة التحديات والتدخلات الخارجية الأجنبية تكمن ‏في تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية لكل بلد وذلك لن يكون إلا بإشاعة الديموقراطية ‏والحريات العامة والفردية ومحاربة الفساد، وتعزيز استقلال السلطة القضائية وإعادة ‏الاعتبار لمفهوم المواطن وإلغاء التدابير والمحاكم الاستثنائية وقوانين الطوارئ.
إن استمرار تحكم شعور الخوف وقانون الصمت لدى شعوبنا العربية هو الذي يمدد لسلطات ‏الاستبداد في الداخل وللتدخلات الأجنبية في الخارج.
سندا لما تقدم وبعد التداول في مجلس النقابة، تم الاتفاق، وبالإجماع، على الموقف التالي:
أ - فوجئنا واستغربنا انعقاد مؤتمر اتحاد المحامين العرب في دمشق علما أن المكتب الدائم ‏الأخير المنعقد في صنعاء بتاريخ 29/05/2005 لم يناقش إطلاقا قضية انعقاد المؤتمر لا من حيث ‏المبدأ أو من حيث المكان أو الزمان.
أكثر استطرادا، كنا نأمل على الأقل التشاور فيما بين النقابات أعضاء الاتحاد والأمانة ‏العامة سيما في ظل الظروف الاستثنائية وغير الطبيعية التي تسود العلاقات بين لبنان ‏والشقيقة سوريا.
ومع تأكيدنا على ضرورة مساهمة اتحاد المحامين العرب في قيادة مساعي حميدة وايجابية تخفف ‏التوتر بين سلطات البلدين الشقيقين الذي سينعكس حكما على علاقات الأخوة والتعاون بين ‏الشعبين.‏
ولكن، مع الأسف، فإن الأمور لم تكن على ما نشتهي ونأمل من الأمانة العامة سيما أننا نظن ‏أن ظلما كبيرا وانحيازا فاضحا طبع الإعداد لهذا المؤتمر بعد إسقاط أي ذكر لما يتعرض له ‏لبنان من تجاذبات وتهديدات واغتيالات وتفجيرات في هذه المرحلة وعدم إدراج ذلك في بند مستقل ‏ضمن قضايا الوطن العربي علما انه في المحادثة الهاتفية التي جرت بين سيادة نائب الأمين ‏العام الأستاذ عبد العظيم المغربي ونقيب المحامين في طرابلس - لبنان النقيب فادي غنطوس تم ‏الاتفاق على ضرورة إدراج قضية لبنان كبند مستقل في إطار لجنة قضايا الوطن العربي بعد ‏أن تم التحفظ من قبل النقيب على إدراج سوريا ولبنان ضمن بند واحد.
ب - تعلمون سيادة الأمين العام أن لبنان بلد عربي، سيد، حر، مستقل وهو عضو مؤسس في ‏جامعة الدول العربية وان نقابة المحامين في طرابلس هي نقابة مؤسسة في اتحاد المحامين العرب، ‏ولا يجوز التعامل معه كأنه جزيرة معزولة، أو هونغ كونغ، أو إمارة موناكو. إن هذا ‏النمط من التعامل وتلك النظرة الدونية يشكل امتهانا لكرامتنا الوطنية أو انتقاصا من ‏قرارنا الوطني المستقل وتعديا على شخصيتنا الوطنية الحرة.
ج- تعلمون سيادة الأمين العام، إننا نرفض بالمطلق أي استهداف لسوريا دولة وشعبا ‏ونتضامن معها في مواجهة أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية وفي سيادتها الوطنية، لكن ذلك ‏لن يكون إطلاقا على حساب حقنا الوطني والطبيعي في إدارة شؤوننا بأنفسنا.‏
إن هذا الواجب التضامني مع الشعب السوري ليس شرطا يملى علينا إنما هو اختيار حر نابع ‏من واقع لبنان ومصالحه، لكننا في المقابل نرفض أن يستمر التعامل مع وطننا على انه ‏‏«ملف» أو مجرد «ورقة» تستخدم للضغط أو المساومة.
فمن حقنا كشعب وكوطن على الجميع وعلى الأقربين قبل غيرهم الكف عن التعامل مع لبنان ‏بوصفه «ساحة» أو «ملفا» أو «ورقة» والإقرار بحقنا في تشكيل السلطة التي نراها مناسبة ‏لتحقيق طموحاتنا والدفاع عن مصالحنا الوطنية.‏
د- إن لبنان يتعرض منذ تشرين الأول 2004 لجرائم مستمرة ومنظمة تستهدف ليس فقط قياداته ‏الوطنية ورجالات إعلامه ومؤسساته الصحافية والصناعية والسياحية والتجارية، إنما تستهدف ‏فعلا استقراره الوطني وأمنه السياسي والاقتصادي والمالي، ظنا أن ذلك سيحبط ويخيف شعبه في ‏استعادة استقلاله وسيادته وقراره الوطني المستقل تمهيدا للإمساك بمصيره الوطني.
إننا سيادة الأمين العام كنا نأمل تضامنا أكبر وأفضل وأكثر موضوعية من جانب الأمانة ‏العامة تجاه لبنان وشعبه. والصراحة تقضي بأن نبلغكم بوضوح بما نفكر وما نشعر به من ‏أسى وألم وخيبة...
هـ - إن نقابة المحامين في طرابلس تؤكد على موقعها المهني والحقوقي بتأييد قرارات الشرعية ‏الدولية لا سيما القرارات المتعلقة بإنشاء لجنة التحقيق الدولية بشأن اغتيال رئيس ‏وزراء لبنان الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. كما أننا مع إنشاء محكمة ذات طابع دولي أو ‏محكمة دولية لمحاكمة المجرمين المشتبه بهم أيا كانوا، وصولا لإدانتهم أو لتبرئتهم.‏
إن تسييس التحقيق أو تضليله من أي جهة أتى لهو عمل يتنافى مع المهنية والحرفية والثقافة ‏الحقوقية، لذا فإننا نستغرب استباق الأمانة العامة لتقرير لجنة التحقيق الدولية ‏النهائي وتصنيف التقريرين الإجرائيين - وهما بمثابة إحاطة لمجلس الأمن - ووضعهما في خانة ‏المخطط الأميركي للمنطقة وذلك في جدول أعمال لجان المؤتمر.‏

و- إن كشف الحقيقة المتعلقة باغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري وترسيم الحدود بين سوريا ‏ولبنان بدءا من مزارع شبعا وتبادل التمثيل الدبلوماسي هو المدخل العلمي والصحيح ‏لاستعادة علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين والمستندة إلى التكافؤ والندية ‏واحترام الخيارات.‏
وكنا نأمل أن يكون هذا الموضوع في صلب أعمال المؤتمر أو المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب.‏

ز - نأمل ونتمنى على سيادة الأمين العام النقيب إبراهيم السملالي ومن يراه مناسبا من ‏أعضاء الأمانة العامة زيارة لبنان من اجل المزيد من التشاور وتوضيح وجهات النظر ‏المتبادلة حرصا منا على تعزيز وتوطيد العلاقات الأخوية والمهنية التي تربط بين نقابتنا ‏والأمانة العامة للاتحاد.‏

وأخيرا سيدي الأمين العام،
فإننا، وبكل أسف، نعتذر وللمرة الأولى في تاريخ نقابتنا عن المشاركة في أعمال المكتب ‏الدائم في 18 و19 كانون الثاني 2006 وفي أعمال المؤتمر في 20 - 22 كانون الثاني للأسباب ‏التي أدلينا بها أعلاه.‏

آملين ومتمنين على سيادتكم تأجيل إملاء أي مركز شاغر في الأمانة العامة للإتحاد أثناء غياب ‏نقابتنا عن المشاركة في أعمال المكتب الدائم الحالي لكي تتسنى المشاركة الفاعلة كنقابة في ‏المكتب الدائم المقبل.‏

شاكرين سلفا تفهمكم وحسن تقديركم وتجاوبكم.
 

( للمناقشة و إبداء الرأي حول هذا الموضوع الرجاء اضغط هنا )