منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى القضاء > الأنظمة القضائية

إضافة رد
المشاهدات 4655 التعليقات 0
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-2009, 03:22 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المحامي سامر غسان عباس
عضو مميز

الصورة الرمزية المحامي سامر غسان عباس

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي سامر غسان عباس غير متواجد حالياً


Arrow إشـراقات قضــائية إنســـانية

إشراقات قضائية إنسانية

مـــقدمـــــــة :
كنت منذ مدة وعدت بإتمام بحث عن القضاء في الإسلام كان قد بدأه الأستاذ عارف الشعال مشكورا , في موضوعه المتعلق برسالة ووصية الخليفة (الفاروق )عمر بن الخطاب (ر) إلى واليه أبي موسى الأشعري عندما ولاه القضاء .
و نظرا لكون المنتدى مكان لقاء وحوار لا مكان تنافر وخلاف , ولما وجدت في واقعنا الحالي من تضارب في النظر لتلك الحقبة بالذات ( عهد الخلفاء الراشدين وبداية العهد الأموي ) أضف لذلك تشعب الآراء الفقهية في الموضوع الواحد في أحيان كثيرة وتعدد التفاسير في تاريخ القضاء الإسلامي بين المذاهب الإسلامية الرئيسية , وجدت أنه من باب أولى الحديث في هذا المنتدى القانوني عن إشراقات في تاريخ القضاء , كما وجدت من باب التنويع عدم حصر الموضوع بالقضاء الإسلامي , بل الحديث عن إشراقات قضائية عالمية , والتعليق عليها حين الوجوب أو تركها كما هي والاكتفاء بنقلها كما هي من المصدر دون تعليق شخصي أحيانا أخرى , لما فيها من طبيعة فقهية بحتة تخرج عن السياق القانوني الذي هو غرض المنتدى .
بالإضافة لذلك , رأيت عدم إغلاق الموضوع بل تركه مفتوحا لكي يضيف الزملاء ما يرونه مناسبا في هذا المقام والمقال . كما رأيت تبسيط الموضوع قدر الإمكان من الناحية الشكلية وعدم تقسيمه إلى أبواب وأجزاء وفصول لما في ذلك من جنوح للناحية العلمية الأكاديمية , التي ليست غرض المنتدى بحد ذاته , وعليه تُذكر الحادثة دون تبويب مسبق أو ترتيب تاريخي .
((والله من وراء القصد )) .Samer في 20/12/2009
1- عمر ( ر ) وعام الجوع .
2- رسالة عمر ( ر) إلى أبي موسى الأشعري .
3- درجات التقاضي عند الإمام علي (ع ) .
4- وصية الإمام علي (ع) .
5- وصايا ميغيل د سيرفانتس القضائية .



1 - عمر بن الخطاب في عام الجوع :
تقضي الشريعة الإسلامية بقطع يد السارق , إلا أن الخليفة الإسلامي الراشدي الرابع عمر بن الخطاب (ر) وفي سابقة قضائية منع هذه العقوبة في عام يقال له عام الرمادة أو عام الجوع إذ كثرت فيه السرقات و كثر السارقون , بينما عقوبة القطع منصوص عليها في القرآن الكريم , وطبقت في عهد نبي الإسلام محمد (ص) فما الذي دعى الخليفة لمنع هــذه العقوبة وما الذي دفعنا لتصنيف هذا المنع ضمن قائمة الإشراقات القضائية ؟
الواقع أن فعل عمر (ر) يتسم بعدة سمات أساسية :
1- الشجاعــة ووجودها واضح ولا يحتاج لتعليل .
2- التعقل , فالخليفة لم يعطّل العقوبة النصيّةً؛ لأن القاعدة الشرعية تنص على ضرورة توفر نصاب السرقة وعندما وجد أن السارق قد سرق ليسُدَّ جَوْعه فلم يصل إلى نصاب السرقة ، فالسرقة تكون بعد قدر يكفي الضرورة .( كما ورد في سرح الإمام الغزالي في _ المستصفى_) .
3- الحكمة: وهي هنا واضحة أيضا من خلال تفصيل مقاصد الشريعة الإسلامية المعروفة التي جاءت بحفظ الضرورات الخمس وهي : النفس , والدين , والعقل , والمال , والعرض والنسل . وما فعله عمر(ر) هو البحث عن مقصد الشارع وهل هو متحقق في تطبيق الحد؟
وهل هناك شبهة تدرأ الحد ؟
إعمالا منه للقاعدة الشرعية (( تدرأ الحدود بالشبهات)) , والشبهة هنا واضحة إذ أنه في ذلك العام اختلط الأمر فحتى الغني ما كان ماله ينفع في شيء نظرا لندرة الطعام , و أصبح الشك سيد الموقف في أحوال كثيرة بين سارق لفاقة وسارق لاغتناء ؟
وأغلب القضايا كانت مستشبهة وغير واضحة , ولذا اقتضى من الخليفة القاضي درء الحد بالشبهة ,
كما أن عمل الخليفة فيه موازنة منه بين مقصد حفظ النفس و مقصد حفظ المال , فاختار الخليفة حفظ النفس فهي أغلى وأعز واشتهرعنه في ذاك العام قوله (( لا تقطع اليد في عذق ولا عام )) . العذق هو عرق نخلة , و العام هو عام المجاعة .
2 - رسالة عمر بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعري عندما ولاه القضاء :
من عبد الله عمر أمير المؤمنين ................. إلى أبي موسى الأشعري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فإنَّ القضاء فَريضةٌ محكمة وسُنّة متّبعة فافهَمْ إذا أُدْلِيَ إليك فإنه لا ينفع تكلُّمٌ بحقّ لا نفاذَ له آسِ بين الناس في مجلسك ووَجهك حَتَّى لا يطمَعَ شريفٌ في حَيْفك ولا يَخافَ ضعيفٌ من جَورك البيِّنةُ على من ادَّعى واليمينُ على من أَنكَر والصُّلْحُ جائزٌ بين المسلمينَ إلا صلحاً حَرَّم حلالاً أو أحلَّ حراماً ولا يمنعنَّك قضاءٌ قضيتَه بالأمس فراجعتَ فيه نفسَك وهُدِيت فيه لرُشْدك أن تَرجِعَ عنه إلى الحقِّ فإنَّ الحق قديمٌ ومراجعةُ الحق خيرٌ من التَّمادِي في الباطل الفَهمَ الفهمَ عندما يتلجلج في صدرك ممّا لم يبلغْك في كتاب اللَّه ولا في سنَّة النبيّ صلى الله عليه وسلم اعرف الأمثالَ والأشباه وقِسِ الأمورَ عند ذلك ثم اعمِد إلى أحبِّها إلى اللَّه وأشبَهها بالحقّ فيما ترى واجعلْ للمدَّعِي حقّاً غائباً أو بيّنة أمداً ينتهي إليه فإن أحضَر بيّنَته أخذت له بحقّه وإلاّ وجّهتَ عليه القضاءً فإنّ ذلك أنْفىَ للشكّ وأجلى للعَمَى وأبلغُ في العُذر المسلمون عُدولٌ بعضُهم على بعض إلا مجلوداً في حدٍّ أو مجرَّباً عليه شهادةُ زورٍ أو ظنيناً في وَلاءٍ أو قرابة فإنّ اللَّه قد تولّى منكم السرائر ودَرأَ عنكم بالشبهات ثمّ إياك والقلقَ والضّجر والتنكُّرَ للخصوَم في مواطن الحقّ التي يُوجب اللَّهُ بها الأجر ويُحْسِن بها الذُّخر فإنّه من يُخلِصْ نيّتَه فيما بينه وبين اللَّه تبارك وتعالى ولو على نفسه يَكْفِهِ اللَّه ما بينَه وبين الناس ومَن تَزيَّنَ للناس بما يعلم اللَّه منه خلافَ ذلك هتَكَ اللَه سِتْره وأبدى فعله فما ظنُّك بثواب غير اللَّه في عاجل رزقه وخزائن رحمته والســـلام عــلـيــك .

3 - درجات التقاضي عند الإمام علي (ع ) :
مما يلفت النظر للقارئ المحايد , هذه العلاقة القضائية الفريدة بين الشخصيات الإسلامية الثلاثة :
محمد(ص) والصحابيين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب , فقد كان محمد (ص) هو المرجع الاستئنافي والتمييزي القضائي الأول عندما ولى عليا القضاء في اليمن وهو بعد صغير سن , فكان علي في قضائه زمن النبي( ص) يشبه ما يسمى اليوم بمحكمة البداية التي تقبل أحكامها أو القضايا المعروضة أمامها النظر من قبل محكمة أعلى درجةً.
فكان علي يعرض على المتخاصمين أن يقضي بينهم بقضائه، فإن أعجبهم ما قضى به انفذوه وإن لم يعجبهم كان هذا القضاء يعطي أثرا مشابها لما يعطيه حاليا ( الحكم القاضي بوقف التنفيذ ريثما تبت المحكمة الأعلى بالموضوع ) أي كان بإمكان المتقاضين متابعة دعواهم أمام المرجع الأعلى وهو نبي الإسلام محمد (ص) وكانت له إجازة الحكم او نقضه أو تفسيره ومن باب الإجازة هذه القضية :
( قضية الزبيّة ) و الزبيّة هي شرك لصيد الأسود , و تنص أنه وعندما كان علي قاضيا في اليمن حدث ان زبيّة وقع فيها الأسد، فأصبح الناس ينظرون إليه ويتدافعون حول الزبية، فسقط رجل فيها، وتعلق بالذي يليه، وتعلق الآخر بالآخر، حتّى وقع فيها أربعة، قتلوا جميعا ، فانطلقت القبائل إلى قبيلة الرجل الأول الذي سقط وتعلق فوقه ثلاثة، فقالوا لهم: أدّوا دية الثلاثة الذين أهلكهم صاحبكم، فلولا هو ما سقطوا في الزبية، فقال أهل الأول: إنّما تعلق صاحبنا بواحد فنحن نؤدي ديته، واختلفوا حتّى أرادوا القتال، وانتهوا للتقاضي عند علي فقال لهم: لا تقتلوا أنفسكم ورسول الله حي، وأنا بين أظهركم، فإنكم تقتلون أكثر مما تختلفون فيه، فلما سمعوا ذلك منه استقاموا، فقال: إني قاضٍ فيكم قضاء فإن رضيتموه فهو نافذ ، وإلا فهو حاجز بينكم ، من جاوزه فلا حق له حتّى تلقوا رسول الله , فيكون هو أحق بالقضاء مني، فاصطلحوا على ذلك، فأمرهم أن يجمعوا دية تامة من القبائل الذين شهدوا الزبية، ونصف دية، وثلث دية، وربع دية، فأعطى أهل الأول ربع دية من أجل أنّه هلك فوقه ثلاثة، وأعطى الذي يليه ثلث دية من أجل أنّه هلك فوقه اثنان، وأعطى الثالث نصف الدية من أجل أنّه هلك فوقه واحد، وأعطى الرابع الدية تامة لأنه لم يهلك فوقه أحد، فمنهم من رضي ومنهم من كره، فقال لهم علي: تمسكوا بقضائي إلى أن تأتوا رسول الله فيكون القاضي فيما بينكم،
فوافوا محمدا (ص) بالموقف فثاروا إليه فحدثوه وحدثهم، فقال: أنا اقضي بينكم أن شاء الله، فناداه رجل من القوم: إن علي بن أبي طالب قد قضى بيننا، فقال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ: ما هو ؟ فأخبروه، فقال هو كما قضى فرضوا بذلك .

4
- وصية الخليفة علي بن أبي طالب بضرورة عدم التمثيل بالقاتل

وضرورة تناسب العقوبة مع الجريمة :
((بعد ان تمكن ( ابن ملجم ) من مغافلة علي بضربة سيف وهو يصلي بغية اغتياله , التف حوله (الإمام) أصحابه وبنوه فخاطبهم من على فراشه ناهيا عن قتل قاتله أو التمثيل به فقال :
"يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون: قُتل أمير المؤمنين. قُتل أمير المؤمنين. ألا لا يُقتلن إلا قاتلي. انظر يا حسن، إن أنا متُّ من ضربته هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثل بالرجل، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور".
وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم نهاهم علي قائلا ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين ) .
5 - من القضاء العالمي (( وصايا )) سيربانتس :
أورد هذه الوصايا كإحدى الإشراقات القضائية الإنسانية في وصية ميغيل دي سيربانتس على لسان
(Don Quijote De La Mancha ) الذي أرسل تابعه سانشو بانزا إلى جزيرة ليحكم ويقضي فيها : قال دون كيخوت مخاطبا سانشو:
1 – عليك يا ولدي أن تخاف الله لأن في خوفه تكمن الحكمة , وحين تكون حكيما لا يمكن أن تخطئ أبدا .
2- ((.... ولا تترك المزاج يقودك فهو يلعب دورا كبيرا عند الجهلة الذين يتباهون بحدة الذكاء .
3 - ولتلقى دموع الفقير شفقة عندك و لكن ليس أكثر عدالة من حجج الغني
4 - حاول أن تكتشف الحقيقة بين وعود الغني وعطاياه , كما بين انتحاب الفقير ومنغصاته.
5 – وحين تستطيع ويكون عليك أن تفسح المجال للعدالة فلا تنزل بكل صرامة القانون على المجرم , فليست سمعة القاضي الصارم بأفضل من سمعة القاضي الرحيم
6 – وإذا ما لويت عصا العدالة فلا يكن ذلك من ثقل الهدايا , بل بثقل الرحمة.
7 – وإذا حدث وحكمت في قضية لعدو لك . فأبعد عن فكرك الإهانة و ركز ذهنك على حقيقة الحالة .
8 – لا تدع عاطفتك تعميك في قضايا الغير , لأن الأخطاء التي ترتكبها كقاضي لن يكون لها في معظم الأحيان علاج , وإن وجد العلاج فسيكون على حساب إيمانك وعدالتك بل ومالك أيضا .
9 – وإذا ما جاءتك امرأة تطلب العدالة فأبعد عينيك عن دموعها وسمعك عن أنينها , وفكر بتأن بالحكم على ما تطلبه إذا كنت لا تريد أن يغرق عقلك في بكائها وطيبتك عن تنهداتها.
10 – من عليك أن تعاقبه عمليا , فلا تعامله بكلمات سيئة , إذ يكفي البائس التعذيب بالعقوبة دون الكلمات السيئة .
11 – المذنب الذي يقع في قبضة عدالتك يجب أن تعتبره رجلا بائسا خاضعا لظروف طبيعتنا الفاسدة. وبرهن له من جهتك وبكل مقدورك عن رحمتك وتقواك , دون ان تسبب الإهانة للغير , لأنه وعلى الرغم من أن جميع أسماء الله متساوية ولكن رحمته تسطع وتخيّم علينا أكثر من عدله .


ثم يتابع سيرفانتس في كتابه على لسان دون كيخوت :
إذا اتبعت هذه المبادئ والقواعد يا سانشو طالت أيامك وخلدت شهرتك..... وتجاوزت سعادتك حد الوصف
هذا الذي قلته لك حتى الآن وثائق يجب أن تزين روحك , فاسمع الآن ما يفيدك منها لتزيين الجسد.)) انتهى المقال حتى تاريخه باللاذقية 20/12/2009
وللحديث صلة....
المصادر :
أولا :موقع شبكة فلسطين للحوار http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=496720
ثانيا : رسالة الفاروق لأبي موسى الأشعري : http://www.3nazh.com/vb/showthread.php?t=30973
ثالثا : موقع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب مقال للشيخ محمد ملص .
رابعا :وصية الإمام علي عند وفاته موجودة على موقع http://www.mekkaoui.net/
خامسا : وصايا ميغل سيربانتس من كتاب Don Quijote De La Mancha بالعربية
( دون كيخوت دو لامانشا ) لكاتبه الراحل الباقي (ميغل د ثربانتس ) من الفصل الثاني والأربعين ص 886 طبعة دار ورد عام 2004 ترجمة رفعت عطفة






التوقيع


سوريا - هاتف : 0947738638

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:46 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع