منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى سوريا > سوريا يا حبيبتي

سوريا يا حبيبتي أخبار البلد وأهل البلد ويومياتهم وتجاربهم وحياتهم وكل ما يهم المواطن ببلدنا الحبيب.

إضافة رد
المشاهدات 33532 التعليقات 51
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-2011, 02:50 AM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن زيارته المرتقبة إلى فرنسا مهمة وتاريخية نظراً للمركز الدولي المهم الذي تحتله فرنسا وهذا ما يفتح أمام سورية باباً واسعاً على الساحة الدولية.

وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة (الفيغارو) نشرت أمس: إن الزيارة تكتسب أهميتها لأننا نشهد تغييراً بين سياسة فرنسا الحالية وسياستها الماضية وهذه السياسة الجديدة أكثر واقعية وتلبي بشكل أفضل مصالح بلدينا وهذا أساس متين لإقامة علاقات صحية بين البلدين.

وأشار سيادته إلى أن الوقت الذي يزور فيه فرنسا هو على غاية الأهمية لأنه يتزامن مع إطلاق المفاوضات مع إسرائيل ومع نهاية الأزمة اللبنانية وما تشكله هذه الزيارة من فرصة سانحة لأوروبا وخاصة لفرنسا لكي تلعب دوراً في تسوية عدة مشكلات مرتبطة بمنطقتنا.

دور الولايات المتحدة أساسي في المفاوضات ودور أوروبا متمم ومكمل

ورداً على سؤال حول ما إذا كان قد حان الوقت للانتقال من المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل إلى المفاوضات المباشرة أوضح الرئيس الأسد أنه في الوقت الحالي الطرفان يختبران نواياهما حيث إن عملية السلام أصيبت بالشلل منذ ثماني سنوات وجرت اعتداءات ضد سورية ولبنان وفي مثل هذه الحالات من الطبيعي أن تنعدم الثقة بين الطرفين.

وأشار الرئيس الأسد إلى أنه في مثل هذه الحالات يتوجب علينا أن نجد أرضية مشتركة لإجراء مفاوضات مباشرة وحينما نحصل على هذه الأرضية فبوسعنا أن نجري مفاوضات مع إسرائيل وأهم شيء في مثل هذه المفاوضات هو الضمانة ومن المؤكد أن دور الولايات المتحدة هو أساسي لكن دور أوروبا هو متمم ومكمل وحينما نتحدث عن الدور السياسي لأوروبا فإن دور فرنسا هو في الطليعة.

وفيما يتعلق بالمفاوضات المباشرة وإذا كان بوسع الرئيس الجديد للولايات المتحدة أن يساعد على التقدم قال الرئيس الأسد: بكل صراحة نحن لا نعتقد بأن الإدارة الأمريكية الراهنة قادرة على صنع السلام..إنها لا تملك لا الإرادة ولا الرؤيا ولم يبق لها إلا عدة شهور وحينما نتوصل إلى إرساء أرضية مشتركة بعد هذه المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل فقد يكون بوسعنا أن نقدم ضمانات إلى الإدارة الأمريكية الجديدة كي يكون التزامها أفضل..إننا نراهن على الرئيس الجديد للولايات المتحدة وعلى إدارته.

الرئيس ساركوزي متحمس للمفاوضات ويريد أن تلعب فرنسا دوراً مباشراً

20080709-101425.jpg

وحول الدور الذي بمقدور فرنسا أن تلعبه في إطار مفاوضات مباشرة بين سورية واسرائيل قال الرئيس الأسد: سأعرف المزيد حينما ألتقي الرئيس ساركوزي والانطباع الذي تولد لديّ هو أنه متحمس لهذه المفاوضات ويريد أن تلعب فرنسا دوراً مباشراً.. طبعاً أنا أتحدث عن مفاوضات مباشرة إذ تظهر فرنسا حالياً ديناميكية سياسية على درجة عالية وبوسعها ان تدفع عملية السلام الى الامام.

وفيما يخص لبنان بعد توقيع اتفاق الدوحة وإمكانية إقامة علاقات دبلوماسية معه قال الرئيس الأسد: لقد كنا دوماً نعترف باستقلال لبنان وليست لدينا سفارات في أكثر من نصف بلدان العالم ولكن هذا لا يعني أن سورية لا تعترف بسيادة واستقلال هذه البلدان وفيما يتعلق بافتتاح سفارتين في سورية وفي لبنان فقد تقدمت باقتراح للمسؤولين اللبنانيين عام 2005 بأن افتتاح سفارة يتطلب وجود علاقات جيدة بين البلدين ولكن العلاقات بين حكومتي البلدين لم تكن جيدة خلال السنوات الثلاث الماضية ونحن ننتظر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان لمناقشة هذا الموضوع معها ولن تكون هناك مشكلة حول افتتاح سفارتين وقد أعلنت هذا الأمر أكثر من مرة.

دعمنا الرئيس ميشيل سليمان وسنستمر بدعمه في عمله السياسي

ورداً على سؤال حول إمكانية عقد لقاء مع الرئيس اللبنانى قال الرئيس الأسد: أنا أعرف الرئيس ميشيل سليمان منذ عشر سنوات وقد التقينا أكثر من مرة في سورية وفي لبنان وعلاقاتنا جيدة ولقد دعمناه لكي يصبح رئيساً وسنستمر في دعمه في عمله السياسي وتجري استعدادات لتنظيم هذا اللقاء في باريس.

20080709-101506.jpg

وبشأن سلاح حزب الله ودوره السياسي أشار الرئيس الأسد إلى أنه لابد من إثارة موضوع الاختراقات اليومية المتكررة التي تقوم بها إسرائيل على حدود جنوب لبنان واحتلال إسرائيل لجزء من الاراضي اللبنانية والاعتداءات التي ارتكبتها في السنوات الاخيرة مؤكداً ان الحل الوحيد لهذا الإشكال هو السلام ولهذا فنحن نتحدث دوماً عن السلام ونعمل من أجل السلام وحينما يتحقق السلام الفعلي في لبنان وفي سورية وفي الاراضي الفلسطينية فلن تكون هناك حاجة لحمل السلاح.

ملتزمون بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة الذرية وأسلحة الدمار الشامل

ورداً على سؤال حول معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واذا كانت سورية تنتظر من أوروبا وخاصة من فرنسا المساعدة في استخدام الذرة للأغراض السلمية قال الرئيس الأسد: نحن ملتزمون بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة الذرية وأسلحة الدمار الشامل وفي عام 2003 حينما كانت سورية عضواً في مجلس الامن تقدمت باقتراح لتجريد منطقة الشرق الاوسط كلها من أسلحة الدمار الشامل وهذه الوثيقة موجودة في مجلس الامن ولكن الولايات المتحدة هي التي استخدمت حق الفيتو ضد هذا الاقتراح.. نحن لم نثر موضوع استخدام الذرة للأغراض السلمية مع الاوروبيين حتى الآن ولكن بعد ارتفاع أسعار النفط فإن موضوع الطاقة يلزمنا بالتفكير في هذا الموضوع.

وفيما يتعلق بإمكانية إيجاد تسوية دبلوماسية للملف النووي الايراني قال الرئيس الأسد: ينبغي أن يكون الحل سياسياً لا عسكرياً وكل حل عسكري سيدفع ثمنه غالياً العالم بأسره وليست فقط دول المنطقة وهذا يعني أنه يتوجب على كل الدول ان تلتزم بالقوانين التي تنظم مسألة استخدام الذرة للأغراض السلمية.

قناعتنا أن إيران لا تملك برنامجاً نووياً عسكرياً ونحن ضد الحصول على السلاح النووي

وأضاف الرئيس الأسد: إذا كانت بعض الدول تعتقد أن إيران تطور نشاطها النووي لأغراض عسكرية فهناك آليات للمراقبين للتحقق من هذا الأمر وقناعتنا أن إيران لا تملك برنامجاً نووياً عسكرياً ونحن ضد الحصول على السلاح النووي سواء أكان الأمر يتعلق بإيران أم أي بلد آخر في المنطقة خاصة إسرائيل إذ ليس من المعقول أن تملك مئتي رأس نووي.

نطالب أوروبا بمساعدتنا في تحقيق السلام ودعم التنمية

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت علاقات سورية مع فرنسا وأوروبا ستسمح لها بتحقيق تقدم في الانفتاح السياسي أكد الرئيس الأسد على أن يكون ذلك بطريقة غير مباشرة إذ سيكون تدخلاً في شؤوننا الداخلية لو كان مباشراً وهذا غير مقبول.

وأضاف الرئيس الأسد: إن الأمر يختلف إذا كان غير مباشر أي إذا ساعدتنا أوروبا وفرنسا على تحقيق السلام ودعم التنمية والثقافة والحوار كله من شأنه أن يساعد على تقدم عملية الانفتاح في سورية وهذا الدور هو ما نطالب به أوروبا ان تلعبه لا أن تعطينا دروساً في الأخلاق.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:51 AM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

الرئيس الاسد يدلى بحديث الى القناة الثانية والخامسة فى التلفزيون الفرنسى - 22/03/2007





أدلى السيد الرئيس بشار الاسد بحديث الى القناة الثانية والخامسة فى التلفزيون الفرنسى أجراه الصحفى الفرنسى تيرى تولييه.. وفيما يلى نص الحديث.. سؤال.. بداية سيدى الرئيس شكرا لكم على استضافتنا فى قصركم فى دمشق. لقد كانت سورية منذ فترة معزولة.. ولكن منذ أسابيع بدأ المبعوثون الاجانب بالتوافد اليها.. فما رأيكم بذلك... السيد الرئيس.. فى البداية.. أرحب بكم فى سورية.. والحقيقة ان موضوع عزل سورية طرح سابقا.. وأنا أجبت فى الاعلام بأن العزل لن يؤدى الى نتيجة مع سورية.. ومن يعزل سورية أو يحاول عزل سورية فهو يعزل نفسه عن قضايا المنطقة. فى الحقيقة ان وضع سورية لم يتغير.. نحن جزء أساسى من القضايا الموجودة فلسطين.. الوضع فى لبنان.. العراق.. موضوع الارهاب وأى قضية أخرى. نحن جزء أساسى من الحل.. لم يكن من الممكن عزل سورية. أعتقد بأن ما تغير هو ليس موقف سورية أو وضع سورية.. نحن مواقفنا ثابتة لم تتغير.. ما تغير هو فهم الاخرين لاهمية سورية وللنتائج العكسية لمحاولة عزلها. من جانب اخر.. الحقيقة أن أوروبا الان هى التى لم تعد موجودة على الساحة السياسية فى الشرق الاوسط.. فهم عزلوا أنفسهم. أعتقد أن الذى يحصل الان من عودة المبعوثين الاوروبيين هو الشىء الطبيعى. سؤال.. هل ترون فى هذا تحديا شخصيا لاولئك الذين أرادوا عزلكم... السيد الرئيس.. لا.. يجب أن نبتعد عن العواطف.. هذا التواصل هو ايجابى لمصلحة أوروبا ولمصلحتنا.. ونحن دائما ضد سياسة العزل.. سواء أكان عزل سورية أم عزل أى دولة فى المنطقة.. ونحن لسنا مع اضعاف الدور الاوروبى.. نحن نستفيد من وجود دور أوروبى.. لذلك نحن مرتاحون لهذا التطور وأنا صريح مع المسؤولين الاوروبيين.. وهم كذلك.. فكنت صريحا بأن ما حصل خطأ ويجب تصحيحه.. وهم مقتنعون بهذا الطرح.. أو لاقل أغلبهم مقتنع بهذا الشىء. سؤال.. حاليا العلاقات مع فرنسا ليست جيدة.. ويرجع ذلك الى عامين سابقين.. منذ متى لم يكن لديكم أى اتصال مع الرئيس جاك شيراك... السيد الرئيس.. أعتقد منذ عام /2..4/. سؤال.. هذه فترة طويلة... السيد الرئيس.. طبعا.. وهى توازى أو تعادل فترة الانقطاع بالنسبة للتنسيق السياسى بين سورية وفرنسا.. وهى أيضا فترة طويلة. سؤال.. هل تقصدون أن هناك قطيعة فعلية بين سورية وفرنسا.. أم هناك قطيعة بينكم وبين الرئيس شيراك... السيد الرئيس.. لا.. مبدئيا على مستوى العلاقات غير السياسية لا توجد قطيعة.. بالعكس العلاقات بين المؤسسات المختلفة فى المجالات المختلفة لا تزال موجودة.. وأستطيع أن أقول من دون مبالغة بأنها لم تتأثر. الحقيقة أن التأثيرات كانت فى المستوى السياسى حيث لا نستطيع أن نفصل علاقات الرؤساء عن وزارة الخارجية وبالتالى المجال السياسى.. والمسؤول عن السياسة الخارجية هم رؤساء الجمهورية فتستطيع أن تضعها فى اطار العلاقة بين الرئيسين وليس بين البلدين. سؤال.. كيف ترون ذلك... هل أنتم نادمون على هذه القطيعة... السيد الرئيس.. لا.. أستطيع أن أقول بأنها شىء غير جيد للعلاقة بين البلدين.. ولكن بكل تأكيد من تضرر منها هو الدور السياسى الفرنسى. فرنسا كانت تقود السياسة الاوروبية.. الان لا نسمع عن أى سياسة فرنسية خارجية على الاقل بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط. وذلك فى جانب منه يعود أيضا للضعف الاوروبى بشكل عام.. فأوروبا الان شبه غائبة عن الساحة السياسية.. وهذا يعود بنا للسؤال الاول بأن الغياب الاوروبى والغياب الفرنسى عن الساحة السياسية غير جيد بالنسبة لنا.. أستطيع أن أقول بأننا لسنا مرتاحين لهذا الوضع.. لكنه سيكون مؤقتا بكل الاحوال.. لا يمكن أن يستمر الى الابد. سؤال.. فى حال سنحت لكم الفرصة بلقاء الرئيس جاك شيراك ماذا يمكن أن تقولوا له قبل نهاية ولايته... السيد الرئيس.. سأساله ما هى المشكلة... سؤال.. يعتبركم الرئيس شيراك مسؤولين مباشرة عن اغتيال الرئيس الحريرى هل تتقبلون ذلك... السيد الرئيس.. لا يمكن لشخص بمستوى رئيس جمهورية أن يوجه تهما من دون أدلة.. ولا يمكن لاى شخص اخر أن يوجه تهما من دون أدلة.. فمن يريد أن يتهم سورية سواء أكان الرئيس جاك شيراك أم أى شخص اخر فليقدم أدلة. لا نستطيع أن نبنى العلاقات بين الدول بناء على العواطف الشخصية أو على المزاج الشخصى.. يجب أن تبنى العلاقات على الحقائق وعلى المصالح بين البلدين.. فهذا الاتهام من قبل أى كان مرفوض بشكل كامل. سؤال.. لقد أعلن جاك شيراك أنه لن يترشح الى ولاية رئاسية ثالثة فما رأيكم بالانتخابات أو الترشيحات الرئاسية الحالية فى فرنسا... السيد الرئيس.. طبعا.. لن نستطيع أن نحكم على الاشخاص المرشحين قبل أن يصبحوا رؤساء.. فربما يقول الانسان كلاما فى الانتخابات يختلف الى حد ما عما سيطبق من سياسات بعد أن يصبح رئيسا. ولكن نحن بالنسبة لنا فى سورية لدينا مبدأ راسخ فى اسس التعامل مع الدول الاخرى.. سواء فى أوروبا أم فى الولايات المتحدة.. هو الا نبنى سياساتنا على أشخاص وانما على سياسات تلك الدول. الان نستطيع أن نركز على البرامج السياسية التى تطرح لهؤلاء المرشحين. الملاحظ حتى الان أن أغلب الطروحات معنية بالوضع الداخلى الفرنسى.. وهذا الشىء لا يعنينا نحن كدول فى الشرق الاوسط. ما يهمنا ما هى الطروحات التى ستطرح على مستوى السياسة الخارجية... حتى الان لم يظهر شىء واضح حتى نحكم قبل الانتخابات.. ولكن يبقى الحكم الرئيسى لمرحلة ما بعد الانتخابات. سؤال.. هل تعرفون السيدة سيغولين رويا ل أو تعرفون نيكولا ساركوزى... السيد الرئيس.. لا.. لا توجد أى علاقة مع أى منهما. سؤال.. برأيكم ما الذى يجب عمله من أجل اعادة اطلاق العلاقات بين سورية وفرنسا... السيد الرئيس.. لا بد من وضع أسس واضحة لهذه العلاقات أولا احترام كل بلد للبلد الاخر.. لسياساته.. لتاريخه.. لعلاقاته. ثانيا لا يمكن أن تبنى علاقة سورية مع فرنسا عبر طرف ثالث. بمعنى أوضح لا نقبل أن تمر العلاقة مع فرنسا عبر لبنان مثلا.. أو تمر عبر العلاقة مع الولايات المتحدة كما حصل بعد الحرب على العراق. العلاقة مع فرنسا هى علاقة تاريخية.. ويجب أن تكون مباشرة عبر المصالح المباشرة. هذه الاسس ان أخذت بالاعتبار فسوف تقلع العلاقة.. وسوف تنطلق بمعزل عن من يكون الرئيس المقبل فى فرنسا. سؤال.. بما أن الرئيس شيراك كان الرئيس الغربى الوحيد الذى أتى الى التعزية بوالدكم الراحل وبما أنكم قمتم بأول زيارة لفرنسا.. كيف تجدون هذه العلاقات المتوترة... السيد الرئيس.. طبعا.. على المستوى الشخصى نحن نقدر هذه المبادرات التى قام بها الرئيس شيراك فى مراحل مختلفة.. ولكن هناك شيئا أهم من مواقعنا كرؤساء.. نحن نعمل من أجل مصالح الدول.. وليس من أجل العلاقات الشخصية.. فالشىء الايجابى أن تخدم العلاقة الشخصية مصالح الدول المشتركة.. ولكن لا تستطيع أن تكون بديلا عنها. وعلى المستوى الشخصى لا يوجد منى حقد تجاه الرئيس شيراك.. ولا أهتم بالجوانب الشخصية الى هذا الحد. يهمنى دائما أن تكون علاقاتى مع الاخرين ايجابية سواء أكانوا فى مواقع المسؤولية أم خرجوا من مواقع المسؤولية. سؤال.. يعتبر لبنان أحد نقاط الخلاف بين سورية وفرنسا وبما أنكم ستشاركون بالمؤتمر القادم فى الرياض.. برأيكم ماذا سيكون الطرح السورى من أجل لبنان... السيد الرئيس.. أعتقد أن أهم طرح بالنسبة لاى أزمة سياسية فى أى بلد هو العودة الى الدستور. هناك طرحان دستوريان يطرحان فى لبنان. الاول كان منذ أشهر قليلة هو الانتخابات المبكرة وهو طرح يحصل فى أى دولة عندما تكون هناك أزمة سياسية. الطرح الاخر المتداول الان هو حكومة وحدة وطنية.. وهذا شىء طبيعى. فنعتقد أن واحدا من هذين الحلين هو الشىء السليم طالما ان الدستور موجود والكل متفق حول الدستور. القضية ليست معقدة اذا كانت خارج اطار التدخلات الخارجية. سؤال.. هل ستمارسون الضغوط على حلفائكم فى لبنان أمثال حزب الله وأحزاب أخرى من أجل المحكمة الدولية... السيد الرئيس.. نستطيع أن نأخذ مثالا.. كيف تم الحل على الاتجاه الفلسطينى... الحل كان من خلال حكومة وحدة وطنية من دون ضغط. فى لبنان الوضع أكثر تعقيدا نتيجة تاريخ لبنان الطائفى. أى حل فى لبنان لا يأخذ بالاعتبار الاجماع اللبنانى سيعنى بداية عدم استقرار فى لبنان.. لا نعرف الى أين يذهب. فاذا علينا أولا أن نرى ما القاسم المشترك الذى يحقق الاجماع.. عندها نستطيع أن نلعب دورا. أنا لا أحب كلمة ضغط.. أنا أحب كلمة حوار. نحن قمنا بنفس الدور مع الفلسطينيين.. قمنا بعملية حوار ولم نقم بعملية ضغط. كلمة الضغط مرفوضة فى الحلول السياسية.. أى ضغط على أى طرف يؤدى لتأزيم الموضوع. أما بالنسبة لموضوع المحكمة فهو جزء من موضوع الاجماع.. وكذلك موضوع حكومة الوحدة الوطنية. لا خلاف حول المحكمة كمبدأ.. وانما الخلاف حول المسودة المطروحة للمحكمة حول مضمون المحكمة أو القانون الذى تبنى عليه وبنيتها وغيرها من التفاصيل القانونية.. هذا هو موضوع الخلاف وكلا الموضوعين مترابطان وكلاهما بحاجة لاجماع لبنانى.. ونحن مع هذا الاجماع. سؤال.. هل توافقون على استدعاء المحكمة الدولية المختصة بالتحقيق باغتيال الحريرى... السيد الرئيس.. نحن من البداية أيدنا كل الجهود الدولية المتعلقة بهذا الموضوع.. لجان التحقيق وفكرة المحكمة.. لكن يجب أن نوضح نقطة.. المحكمة ليس لها علاقة بسورية.. أى لا نستطيع أن نؤيد الا كموقف سياسى.. لان هذه المحكمة هى عبارة عن اتفاقية بين الامم المتحدة أو مجلس الامن والحكومة اللبنانية.. وهى بحاجة لتعديل مواد من الدستور اللبنانى.. ربما نسميه تنازلا عن السيادة اللبنانية فى بعض الجوانب. فنحن لسنا فى موقع أن نقول هى صحيحة أو لا.. لكن نؤيد سياسيا من بعيد الفكرة اذا كانت تساعد على الوصول الى نتائج ايجابية فيما يتعلق بالتحقيقات.. فهذا شىء جيد.. بشرط أن تكون محكمة مهنية محترفة غير مسيسة. سؤال.. برأيكم ماذا سيحصل إذا أقرت هذه المحكمة الدولية أن لسورية علاقة بمقتل الحريري وماذا سيكون ردكم... السيد الرئيس.. هذا بحاجة لأدلة.. عندما يقدم الدليل فأنا قلت سابقاً بأن أي شخص منغمس في هذا الموضوع يعتبر خائناً على المستوى الوطني وضمن القانون السوري.. وهو سيكون تحت طائلة القانون السوري.. يعني سيحاكم تحت القانون السوري وسيحكم بعقوبات أو بأحكام أقسى بكثير مما يمكن أن يحكم في أي محكمة أخرى. ونحن لن نتنازل عن سيادتنا في هذا الموضوع. سؤال.. إذاً لن تكون هناك محكمة دولية تحاكم شخصيات سورية... السيد الرئيس.. نحن أرسلنا رسالة في هذا الإطار لمجلس الأمن بأننا غير معنيين بهذه المحكمة. سؤال.. كان قد نشر تقرير للأمم المتحدة منذ فترة حول عمليات تهريب للسلاح باتجاه لبنان وعلى الأخص لحزب الله.. ما مدى معلوماتكم حول هذا الأمر... وماذا يمكن أن يكون تصرفكم لمنع هذا... السيد الرئيس.. أيضاً هذا الكلام مرفوض.. وقلنا لهم مرات كثيرة أين هي الأدلة... المخابرات الأوروبية موجودة الآن في لبنان.. وحلفاؤهم اللبنانيون موجودون.. فأين هي الأدلة...! هذا من جانب. من جانب آخر حزب الله أعلن قبل الحرب وبعد الحرب بأن لديه إمكانات كبيرة.. فليس بالضرورة أن يكونوا بحاجة إلى التسليح.. إن ما يحصل هروب من حل المشكلة الأساسية.. عليهم أن يتوجهوا باتجاه حل قضية السلام في الشرق الأوسط قبل أن يتحدثوا عن صاروخ أو آلاف الصواريخ وعن وجودها لدى جهة أو منظمة في منطقتنا. سؤال.. إذاً أنتم لستم مع نشر قوات الأمم المتحدة على الحدود السورية اللبنانية... السيد الرئيس.. لا.. نحن قلنا في موقف معلن أننا نرفض أي نشر لقوات دولية لأن هذا يعني إعلان حرب. لا توجد القوات الدولية إلا بين دولتين متحاربتين ولا مكان لها بين دولتين ليستا في حالة حرب.. ولكن وافقنا على التعاون التقني مع جهات تداولنا معها في ذلك.. أكثر من دولة اوروبية عرضت هذا الموضوع أي موضوع مراقبة الحدود السورية اللبنانية. سؤال.. إذاً.. إذا فهمت جيداً سيدي الرئيس.. ليس هناك تهريب للسلاح من سورية إلى لبنان... السيد الرئيس.. طبعاً.. عليك أن تفرق بين تهريب السلاح الموجود في كل المنطقة بين حدود الدول بشكل فردي هذا الشكل منتشر خاصة بعد حرب العراق.. على سبيل المثال نحن ألقينا القبض منذ أسابيع على شاحنة تحمل سلاحاً مرت من العراق إلى سورية وذهبت إلى لبنان وألقينا القبض عليها.. أما إذا كان المقصود تهريباً رسمياً عبر الدولة فلا.. هذا الكلام غير صحيح. سؤال.. هل أنتم مع نشر قوات للأمم المتحدة في جنوب لبنان وأن يبقى وجودها مستمراً... السيد الرئيس.. نعم.. موقفنا معلن.. نحن قبل الحرب وقبل القرار/17.1/ أكدنا على ضرورة تعزيز قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.. والحقيقة أن الولايات المتحدة هي التي عمدت إلى تخفيض هذه القوات لذلك نحن وافقنا على القرار /17.1/ عندما صدر بغض النظر عن الكثير من الجوانب غير الإيجابية أو غير الموضوعية في هذا القرار.. بالنسبة لنا تعزيز قوات اليونيفيل ضمن صلاحيات قوات الأمم المتحدة الحالية هو شيء صحيح وإيجابي. سؤال.. أي إنكم ترون أن النتائج المحققة لغاية الآن من قبل هذه القوات.. هي إيجابية... السيد الرئيس.. نعم.. هكذا نرى. سؤال.. لقد شاركت سورية منذ عدة أيام في قمة حول العراق في بغداد.. ماذا يمكن لسورية أن تقدم من أجل وقف الحرب الأهلية الدائرة في العراق... السيد الرئيس.. طبعاً.. أي حل يجب أن يكون عراقياً أولاً.. ونحن دورنا مساعد للعراقيين.. ما نقوم به هو أن نبدأ حواراً مع كل الأطراف.. سواء الداعمة للعملية السياسية أم المعارضة للعملية السياسية.. المنغمسة في المقاومة ضد قوات الاحتلال أم غير المنغمسة.. وكل ذلك بهدف إيجاد القواسم المشتركة بالنسبة لهذه الجهات. وجهة نظر سورية أنه بعد أن توجد هذه القواسم المشتركة يجب أن يكون هناك مؤتمر وطني عراقي وليس مؤتمراً دولياً.. مؤتمر وطني بدعم إقليمي وبدعم دولي لمساعدة العراقيين على خلق حوار. الحوار يناقش كل المواضيع وفي مقدمتها الدستور.. وتبنى المؤسسات بناءً على هذا الدستور.. هكذا تكون بداية الحل في العراق.. هذا ما نعمل عليه.. ومازلنا الآن في المرحلة الأولى.. أي جمع المعلومات والمعطيات من الجهات المختلفة. سؤال.. لقد اتهمت سورية في العديد من المرات بجعل إرهابيين يمرون عبر حدودها الى العراق.. هل أغلقتم هذه الحدود أو هل منعتم هؤلاء الإرهابيين من المرور الى العراق... السيد الرئيس.. تعودنا على هذه الإدارة الأمريكية بأنها دائماً تلقي بفشلها على الآخرين ولا تعترف بفشلها. المشكلة في العراق هي مشكلة سياسية.. فشلهم السياسي في العراق هو الذي أدى لهذه الفوضى. هم يقولون بأن عدد الإرهابيين ثلاثة آلاف.. هل تصدق بأن ثلاثة آلاف إرهابي يمكن أن يقوموا بخلق فوضى من هذا النوع في بلد عدد سكانه/26/مليوناً... هذا كلام غير مقبول من الناحية المنطقية. أما بالنسبة للحدود.. فمن الطبيعي عندما تكون هناك فوضى أن يكون هناك فلتان في حدود الدولة. أما بالنسبة لدور سورية في ضبط الحدود فعندما تريد أن تضبط الحدود فيجب أن يتم ذلك من الجانبين وليس من جانب واحد. لو ذهبت إلى الحدود العراقية السورية ونظرت إلى الجانب العراقي فلن ترى أحداً.. بينما على الجانب السوري هناك قوات مسؤولة عن حماية الحدود. هذا وحده غير كافٍ لضبط أي نوع من أنواع التهريب سواء أكان تسلل إرهابي أم تهريب سلاح أم مخدرات أم أي شيء من هذا القبيل.. لكن مع ذلك لو أخذنا كل التهريب عبر الحدود العراقية على سبيل القياس فإنه لا يوازي شيئاً من الفوضى الموجودة في العراق التي سببها الأخطاء السياسية الأمريكية. لذلك نحن كنا دائماً نرفض هذه الاتهامات ولا نعطيها أية أهمية. سؤال.. برأيكم ما نتائج السياسة الأمريكية الخاطئة ليس فقط في العراق بل في المنطقة بأكملها... السيد الرئيس.. إن الفوضى في بلد بشكل عام سوف تنتقل لجواره وربما إلى الشرق الأوسط بأكمله نتيجة الطبيعة الاجتماعية والفسيفساء الاجتماعية المتشابهة في منطقتنا.. من البحر المتوسط إلى بحر قزوين.. ومن الخليج إلى أواسط آسيا. إنه تأثير الدومينو.. وبالتالي أي فوضى في أي بلد سوف تنتقل إلى دول أخرى وهذا يؤكد جوابي على سؤالك السابق بأنه ليس من مصلحتنا أن يكون هناك فلتان على الحدود أو فوضى في دولة مجاورة.. لأننا سندفع الثمن في يوم من الأيام بنفس الطريقة مهما حاولت لسنوات من الممانعة.. لكن في النهاية ستدفع الثمن مباشرة. سؤال.. برأيكم.. هل أمريكا مسؤولة عن هذه الفوضى في كامل المنطقة... السيد الرئيس.. هي التي قامت بهذه الحرب.. طبعا مع بريطانيا وبعض الحلفاء الآخرين.. هي مسؤولة مسؤولية كاملة وليست مسؤولية جزئية. وكل من وقف معها طبعا قبل الحرب أو بعد الحرب يتحمل جزءاً من هذه المسؤولية. سؤال.. لقد استقبلت الرئيس أحمدي نجاد وذهبتم عدة مرات إلى إيران.. برأيكم ما مدى أهمية العلاقات السورية الإيرانية... السيد الرئيس.. لا شك بأن إيران دولة مهمة في الشرق الأوسط.. سواء اتفقت أم اختلفت معها بعض الدول. بالمحصلة إذا كنت تريد الاستقرار فعليك أن تتعامل مع كل الدول. العلاقات بين سورية وتركيا لم تكن جيدة لعشرات السنين.. انظر الفرق الآن بعد أن أصبحت هذه العلاقات ممتازة بين سورية وتركيا.. كم من الاستقرار تحقق خلال ثلاث سنوات فقط... فبكل تأكيد نفس هذه العلاقات لإيران مع سورية أو بقية الدول في المنطقة هي هامة جداً من أجل هذا الاستقرار.. فلذلك لا مفر من أن نقيم علاقة جيدة مع إيران كجزء من العمل للاستقرار. سؤال.. هل تدعم سورية بشار الأسد الطموح النووي الإيراني... السيد الرئيس.. طبعا إذا كان سلمياً كما يقال.. فهذا حق لها ضمن القانون الدولي ولا توجد أية مؤشرات بأن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي.. هذا حق لها وحق لدول العالم دون استثناء بحسب القانون الدولي. سؤال.. وفي حال امتلكت إيران القنبلة النووية في يوم من الأيام.. فهل ترون ذلك غير مقبول... السيد الرئيس.. نحن قدمنا مسودة لقرار في مجلس الأمن في عام/2003/حول إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل.. كمبدأ نحن ضد امتلاك أية دولة لأي سلاح نووي أو أي سلاح آخر مشابه.. ولكن بمقدار ما نرفض أن تتملك أية دولة هذا السلاح فإننا نطلب تطبيقه دون محاباة لأحد فنفس الشيء بالنسبة لإسرائيل التي تمتلك الآن أسلحة نووية.. إذاً هذا الموضوع يجب أن يطبق على الجميع.. لا نستطيع أن نأخذه بشكل مزاجي أو انتقائي تجاه دولة ونغض النظر عنه تجاه أخرى. سؤال.. هل توافقون على ما قاله الرئيس أحمدي نجاد من أنه سيمحي إسرائيل من على الخارطة... تدركون بالطبع ماذا تكون ردة فعل الفرنسيين على مثل هذه التصريحات. السيد الرئيس.. ولكن بنفس الوقت إذا أردت أن تأخذ هذا التصريح فيجب أن تأخذ تصريح الآخر الذي يقول فيه بأن إيران لا تشكل تهديداً لأحد.. لماذا نأخذ تصريحا ونترك التصريح الآخر... هذا أولا.. ثانياً يجب علينا دائماً أن نحكم على السياسات. نحن كسياسيين لدينا تصريحات تحكمها ظروف معينة.. لكن المهم ما هي السياسة التي تطبق... هذا من جانب.. من جانب آخر هناك شخصيات هامة إسرائيلية دينية وسياسية صرحت بضرورة استخدام القنابل النووية ضد العرب.. وبضرورة إبادة الفلسطينيين. لا نستطيع أن نفصل الفعل ورد الفعل عن بعضهما. سؤال.. هل تنتقدون شخصيا هذه التصريحات للرئيس أحمدي نجاد... السيد الرئيس.. لا.. لا أنتقدها لأنها جزء بسيط من صورة كبيرة.. إذاً علينا أن نتحدث عن الصورة الكبيرة وليس عن زاوية صغيرة لأن هذا الكلام في السياسة ليس موضوعياً. يجب أن نأخذ الصورة ككل وأن نرى الجانب الآخر الإسرائيلي الأكثر تطرفاً في تصريحاته وفي قتله اليومي.. على الأقل إيران لم تقم بقتل الإسرائيليين.. أما إسرائيل فتقوم بقتل الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين.. فإذاً الفرق كبير.. هذه هي الصورة المتكاملة. سؤال.. بما أنكم أتيتم على ذكر إسرائيل.. هل توجد هناك مفاوضات سرية بين سورية وإسرائيل... السيد الرئيس.. لا.. نحن نرفض كاملاً مبدأ المفاوضات السرية.. لماذا نخفي شيئاً...! إذا كنا نتحدث علنا عن السلام فلماذا نخفي السلام عن الشعب...! إذا كان الشعب يدعم عملية السلام فلماذا نخفيها عنه...! هذا أولا.. ثانياً عملية السلام بحاجة إلى دعم شعبي.. لا يهم ما هي الأشياء التي يمكن أن تتوصل إليها في مفاوضات سرية.. في المحصلة عندما تريد أن توقع الاتفاق يجب أن يكون معلناً.. إن لم يكن هناك دعم شعبي لتفاصيل المفاوضات فلن يكون هناك دعم شعبي للاتفاق.. وبالتالي لن تصل إلى أي نتيجة ايجابية أو لن تستطيع أن توقع الاتفاق. لذلك هذا المبدأ مرفوض تماماً. سؤال.. إذاً.. أنتم مستعدون لإقامة السلام مع إسرائيل... السيد الرئيس.. طبعا هذا مبدأ ثابت بالنسبة لسورية ولا نغيره. سؤال.. بأي ثمن... وسيكون هذا سؤالي الأخير. السيد الرئيس.. القضية ليست تجارة بضائع.. وإنما هي قضية حقوق.. فربما أنت تقبل بأي ثمن عندما تقوم بعملية تجارية.. ولكن عندما يكون هناك حق لك.. فلن تتنازل عنه.. ونحن لنا حق في الأرض كاملة.. يجب أن تعود الأرض المحتلة كاملة.. وأي تفاصيل أخرى قابلة للمفاوضات.. أما الأرض فهي غير قابلة لأنها أرض سورية. سؤال.. شكراً سيدي الرئيس.. شكراً لكم. السيد الرئيس.. شكراً لكم.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:52 AM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

أدلى السيد الرئيس/بشار الاسد/ بحديث شامل الى قناة دبى الفضائية اجراه الاعلامى المصرى المعروف /حمدى قنديل/ وفيما يلى نص الحديث.. سؤال.. أهلا بكم.. بعد الانتصار الحاسم للمقاومة فى لبنان.. وأنا أقول الانتصار الحاسم ويقول غيرى.. للاسف الصحف الاجنبية منها /الايكونومست/.. تقول.. حزب الله يكسب الحرب فى الوقت الذى تشكك فيه صحف عربية بهذا الانتصار. بعد الانتصار الحاسم للمقاومة فى لبنان.. وتعلق أبصارنا وقلوبنا بلبنان قلب المقاومة.. أظن كان من البديهى أن نتجه الى سورية قلب الممانعة باللغة السياسية العربية الجديدة.. فى سورية قلب الممانعة ضيفنا الليلة الرئيس السورى الدكتور /بشار الاسد/. الدكتور بشار أشكرك على المقابلة.. وكنت أتكلم عن الانتصار الحاسم للمقاومة فى لبنان.. وهذا الانتصار الحاسم سموه فى بعض الاحيان منعطفا تاريخيا.. لكن سيادة الرئيس منذ وعيت على الدنيا دائما يقال لنا.. اننا فى منعطف تاريخى وراء منعطف تاريخى.. لدرجة أننا لم نعد نصدق تماما اذا كنا نعيش لحظة تاريخية.. مفصلا تاريخيا أم لا. هل انتصار المقاومة فى لبنان هو مفصل تاريخى فعلا أم مجرد هبة مؤقتة.. مهما كان لها قيمة ستعود فيها الامة الى النوم الذى كانت مستغرقة فيه... الرئيس الاسد.. أهلا وسهلا بك فى سورية ليس كضيف.. وانما ابن لخط قومى معروف على مستوى الساحة الاعلامية العربية. كل شىء جديد يحصل بالنسبة لاى دولة أو لاى شعب أول مرة فى التاريخ هو تاريخى.. لكن أن نقول.. مفصل تاريخى علينا أن نحدد أين يذهب بنا هذا المفصل التاريخى غزو العراق هو مفصل تاريخى.. لكن هل تعنى كلمة تاريخى شيئا ايجابيا.. ليس بالضرورة. غزو العراق مفصل تاريخى باتجاه الوراء.. باتجاه الخسارة.. باتجاه التخلف.. باتجاه الدمار بكل معانيه السلبية.. لا شك أن ما حصل فى لبنان هو مفصل تاريخى.. ربما تسمع اراء مختلفة على الساحة السياسية العربية.. لا أريد ان أحدد بأى اتجاهات.. ولكن أعتقد أن الساحة الشعبية بشكل عام تنظر اليها كمفصل تاريخى بالاتجاه الايجابى وبالاتجاه الصحيح وباتجاه مصلحة الامة العربية بشكل عام. مهما قلنا بأن اندفاع هؤلاء الناس كان عاطفيا.. لكن لا شك بأن الشعب العربى عبر تجارب العقود الماضية تكون لديه حس عفوى بالاتجاه الصحيح.. أحيانا يسبقنا كسياسيين.. ولا نستطيع لو استبعدنا الاراء السياسية للعاملين فى هذا الحقل الا أن نأخذ بالاعتبار هذه الرؤية. فنعم أعتقد أن ما حصل هو شىء تاريخى.. ولكن أيضا التاريخى يكتمل بكيف تستفيد من نتائجه.. كيف تحول النتائج السلبية لهذا الحدث بالاتجاه الايجابى الذى تريده. سؤال.. يبدو أن النتائج سيادة الرئيس ستكون بأى شكل من الاشكال /شرق أوسط جديد/.. لكن هنا سيادة الرئيس تصادم الرؤى ما بين رؤية أمريكية ل/شرق أوسط جديد قائم على الديمقراطية/ وبين رؤية سورية.. /شرق أوسط جديد قائم على المقاومة/.. أى /شرق أوسط جديد/ تريد سيادة الرئيس... وهل ممكن تحقيق هذا /الشرق الاوسط الجديد/.... الرئيس الاسد.. هى ليست قضية أى شرق أوسط نريد على طريقة صناعة أى منتج أو أى منتج مخبرى فى المخبر.. هنا واقع.. والواقع هو الذى يفرض عليك أى شرق أوسط.. وهذا الواقع فيه شعوب.. فيه مئات الملايين.. فى المنطقة العربية على الاقل.. وأكثر من مليار فى المنطقة الاسلامية.. فهذا الواقع سيفرض نفسه بهذا الاتجاه. وما أثبتته التجارب خلال السنوات الاخيرة منذ بدىء بطرح هذا المفهوم /الشرق الاوسط الجديد/ أن ما يطرح فى الخارج هو طرح نظرى لا يمكن تطبيقه بمعزل عن الاخطاء الكثيرة التى يقومون بها.. فالشىء المؤكد فى هذه النقطة لا يمكن أن يكون هناك شرق أوسط الا كما يريده أبناء الشرق الاوسط.. هذا ما تحسمه الوقائع وليس وجهة النظر السورية. سؤال.. ماذا يريدون سيادة الرئيس... الرئيس الاسد.. شرق أوسط.. وربما عالم.. وليس فقط شرق أوسط.. خاضع خانع يقبل بما يريدون دون تردد.. كالكمبيوتر تضع فيه معلومات فيعطيك نتائج. هذا ما يريدونه بكل وضوح. سؤال.. شرق أوسط خاضع لهيمنة أمريكية أم هيمنة اسرائيلية. سيادتك تعرف أن النقاش القديم.. هل أمريكا تحرك اسرائيل أم اسرائيل تحرك أمريكا على الاقل فى منطقة الشرق الاوسط.... الرئيس الاسد.. هناك علاقة تبادلية.. فى الانتخابات شىء وفى الحرب شىء اخر.. وأنا لست خبيرا بالساحة الامريكية.. لكن واضح أن هذه الحرب كانت حربا.. فى جانب كبير منها.. أمريكية.. فى القرار.. وفى المماطلة بالنسبة لوقف اطلاق النار.. كان فيها جانب أمريكى يخدم قضية /الشرق الاوسط الجديد/.. لكن صمود المقاومة أفشل هذا الموضوع ورد فعل الشارع العربى أيضا أفشل هذا الموضوع أو سيفشله فى المستقبل. سؤال.. أين إيران من هذا /الشرق الأوسط الجديد/. هل هو /شرق أوسط جديد/ اللاعب الرئيسي فيه أمريكا وإسرائيل كما كنا نقول.. أم أن اللاعب الرئيسي فيه إيران.. أم اللاعب الرئيسي فيه هم العرب... الرئيس الأسد.. ما يهمني هو العرب.. طبعاً إسرائيل لاعب رئيسي من خلال العدوان.. والولايات المتحدة من خلال موقعها كقوة عظمى ومن خلال دعمها غير المحدود لإسرائيل.. أما بالنسبة لإيران فهي دولة في هذه المنطقة منذ الأزل. لكننا نريد أن نقول.. الأهم من أن نرى إن كانت إيران لاعباً رئيسياً.. أن نرى بأننا الغائب الرئيسي كعرب عن الساحة السياسية في منطقتنا.. في صناعة القرار وفي صياغة مستقبل هذه المنطقة.. هذه النقطة التي يجب أن نراها.. أهم من أن نضيع وقتنا في الحديث عن أن إيران تلعب دوراً يجب أن يكبر أو يصغر. الأفضل أن نقول ما هو دورنا. لا يحق لنا أن نتحدث عن أدوار الآخرين ولا نستطيع أن نراها بحجمها الحقيقي إن لم نمتلك دوراً. سؤال.. بالتأكيد أنا متفق معك سيادة الرئيس بأن دورنا هو الأول.. إنما إيران تبعث لدى البعض بعض المخاوف. في منطقة الخليج مثلاً إيران محتلة جزرا من الإمارات.. الدور الإيراني في العراق. كل هذا يثير بعض الشكوك والمخاوف من إيران في الوقت الذي تأخذ فيه إيران دوراً متميزاً في الوقوف إلى جانب المقاومة.. في الوقوف إلى جانب الصمود والممانعة العربية... الرئيس الأسد.. يجب أن نسأل الدول العربية مم تتخوف؟ رأيت أن البعض يتخوف من هذا الدور الذي سألت عنه.. وأنا قلت بأن الخوف هو من غياب الدور.. نعود لنفس النقطة. ولكن إن كانت إيران تلعب دوراً أساسياً وكبيراً فهذا لمصلحة المنطقة.. نحن ليس لنا مصلحة بأن نكون دولا ضعيفة.. الدول القوية إن كانت تلعب دوراً عادلاً أو دوراً أساسياً إيجابياً فهذا يحقق استقرار المنطقة. التخوف من ماذا... من دور ايراني في العراق... علينا أن نسأل العراقيين. لا يمكن لإيران أن تلعب دوراً في العراق من دون العراقيين. إذاً علينا أن نسأل العراقيين عن هذا الموضوع قبل أن نتحدث من خارج العراق عن دور إيران في العراق على سبيل المثال ربما يتخوف البعض من المشروع النووي الإيراني.. وإيران تقول إنها لا تريد قنبلة نووية.. وبالقانون الدولي لديها الحق كأي دولة بأن تمتلك مفاعلاً للأغراض السلمية.. مم التخوف... أنا شخصياً لم أر شيئاً واضحاً موضوعياً.. وبنفس الوقت طرحنا هذا الموضوع مع الإيرانيين.. قالوا إنهم مستعدون.. وتحركوا لطمأنة الدول العربية.. كما رأينا مؤخراً.. فالحل هو بالحوار مع ايران. سؤال.. سيادة الرئيس.. ألا تخاف من نمو النفوذ الإيراني مما يؤدي إلى نمو التيار الديني في المنطقة كلها.. وربما القضاء على التيار القومي الذي تنتمون إليه والذي ازدهر لعقود في المنطقة العربية ويبدو أنه يتراجع حالياً كما يقال أمام التيار الديني.... الرئيس الأسد.. نحن دولة قومية ودولة علمانية.. ومع ذلك لا توجد أي مشكلة بالتعاون بيننا وبين إيران.. لم نر بأنهم ضد الدولة القومية أو أنهم لا يستطيعون التعاون معها.. فلا أعتقد أن هذا الكلام كلام موضوعي. انظر الى ما يحدث في العراق.. أعتقد بأن القوى الغربية التي تتحدث عن العلمانية بشكل مستمر هي التي تعمل لتقوية تيار التطرف.. ولا أتحدث عن تيار ديني.. نحن مجتمع في معظمنا مسلم.. وطبعاً لدينا مسيحيون.. ومعظمنا مؤمن وملتزم بدينه فلا يوجد تناقض بين الأولى والثانية.. ولكنني أرى أن بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة هي التي تكرس التطرف في منطقتنا وهذا هو ما يقلقنا. سؤال.. اسمح لي.. سيادة الرئيس.. الحكام عادة يخشون من نمو التيار الديني بصرف النظر عن التطرف.. يخشون من نمو التيار الديني في بلدانهم في معظم الأحوال... الرئيس الأسد.. خارج إطار التطرف هذا شيء جيد.. الدين أخلاق.. والدين محبة وتعاون وفيه كل الأشياء التي نتحدث عنها في خطابنا السياسي فلماذا نرفض التيار الديني... ولكنني أعتقد بأن الغالبية تقصد تيار التطرف الذي يسمى تيار تطرف ديني.. لكنني أنا أقول التطرف.. والتطرف هو الخروج عن الدين. سؤال.. وطبعاً كانت الخشية من الانتصار الذي أحرزه حزب الله مؤخراً وهنا الموضوع الثاني الذي سنتطرق إليه.. انتصار حزب الله في الواقع ليس فقط كما أراه أنا انتصارا عسكريا.. وإنما انتصار مؤسسي.. انتصار تنظيمي. حزب الله الذي لم يتفوق فقط في الحرب وإنما تفوق في السلم بعد الحرب.. وأظن أن الكفاءة كانت بالغة بعدما انتهت الحرب في إصلاح ما تهدم وفي صرف التعويضات وإلى آخره. إنما لفت نظري قصة سمعتها البارحة قبل أن نلتقي.. وهي قصة أحد إخواننا السوريين هنا وتصادف أنه التقى تسعة أيتام لبنانيين فقدوا الأب والأم وأحب أن يستضيفهم وأن يصبحوا جزءاً من عائلته ليستمروا معه لكنه تفاجأ بعد أن اتخذ هذا القرار بأن رجال المقاومة في لبنان قالوا إن أبناء رجال المقاومة.. أبناء الجنوب.. حتى ولو كان الأمر في سورية.. حتى ولو كان أحد اخواننا.. نحن نريد لهم آباء وأمهات في المقاومة. رفضوا أن يستضافوا في أي مكان آخر. الحقيقة.. لفتت نظري هذه القصة البسيطة.. إنما دلت على أنهم ينتبهون إلى أولادهم الصغار أين ذهبوا ومن أين أتوا ومن فقد أباه ومن فقد أمه. أريد أن أسأل سؤالاً.. لمن هذا الانتصار الذي حققته المقاومة... هل هو انتصار للبنان... هل هو انتصار لسورية... هل هو انتصار لفريق من العرب... هل هو انتصار لإيران... أم لمن بالضبط هذا الانتصار... الرئيس الأسد.. من دون أدنى شك.. هو انتصار للبنان. ولا داعي لأن نوسع أكثر من ذلك مساحة الانتصار.. لأن من قاتل هم اللبنانيون.. ومن دفع ثمن العدوان الإسرائيلي هو لبنان. أغلبنا شاهد ما حصل عبر شاشات التلفزيون.. ولكن يحق لكل الدول العربية أن تفرح بهذا الانتصار.. وأن تعتبر بأنها تستطيع أن تربح من نتائج الانتصار.. أن تحقق شيئاً لمصلحتها. بالمحصلة.. قد يكون هناك انتصار غير مباشر للدول العربية.. أما الانتصار المباشر.. فلا أحد يستطيع أن يشارك اللبنانيين به. وهذا يرتبط بالقصة التي ذكرتها. طبعاً هي درس لنا كدول عربية.. ويجب أن نستفيد منها أيضاً في سورية. واضح تماماً أن صمود حزب الله السياسي قبل صموده العسكري.. وأن كل ما بناه حزب الله في الماضي.. هو الذي جعله يحقق هذا النصر اليوم.. ولكن لم يكن بالإمكان تحقيق هذا الشيء.. السياسي أو العسكري.. من دون الاحتضان الشعبي. وهذا مؤشر صغير أو نموذج صغير للدول الأكبر لتعرف أن القرارات الكبرى والانجاز الحقيقي والربح إنما يحصل بهذا الاحتضان. سؤال.. عدد غير قليل من الحكام العرب لم يعتبروا أن هذا الانتصار لهم. الرئيس الأسد.. من يحق له أن يقول بأن له دورا معنويا.. أو أقل أو أكثر من معنوي بهذا الانتصار.. من يحق له أن يقول هذا الكلام.. هم المقاومون. ربما تقوم أنت بالوقوف مع المقاومة.. ولكن يبقى دورك من دون تأثير.. وربما تقوم بدور بسيط ويكون له تأثير. من يحق له أن يحدد من ساهم في هذا الانتصار.. إن كانت هناك مساهمة.. هم المقاومون اللبنانيون.. ولبنان بشكل عام. أما نحن في سورية.. فلم نعتبر أنفسنا سوى جزء من الشعب العربي السعيد بهذا الانتصار. وبنفس الوقت قلت في خطابي أنه يجب أن نستفيد من هذا الانتصار لمصلحة عملية السلام. ونحن جزء من الدول العربية التي تستطيع أن تستفيد من هذه الحالة. سؤال.. سيادة الرئيس في الحديث عن لبنان.. يجب أن أقول في البداية.. أنا كنت هنا في سورية منذ حوالي عشرة أيام أو أسبوعين. تشرفنا بلقائك وقتها.. وزرنا بعض الأماكن التي استضفتم فيها الوافدين. والحقيقة أعجبنا جميعا.. الوفد الشعبي المصري.. إعجاباً كبيراً بما قامت به سورية في هذا الوقت. ونرجو أن يتذكره اللبنانيون دائماً. نحن كنا عبرنا عن امتناننا الكبير لكم وللدور الذي قمتم به في ذلك الوقت. طبعاً سورية تحملت مع لبنان عواقب ما حدث في الأسابيع الأخيرة.. لكن السؤال هو.. لماذا يتحمل لبنان لوحده.. أو في المقدمة.. لماذا يتحمل كل هذا العبء نيابة عن الأمة كلها. أليس هذا سؤال يطرح في الوقت الحالي.. ويطرحه أكيد اللبنانيون... الرئيس الأسد.. هذا يطرحه اللبنانيون عندما يفترضون أن ما يحصل في لبنان إنما يحصل بتكليف من دول عربية.. أو يقصدون من خلاله الإيحاء بأن هناك مقاومة في لبنان.. ربما فقط تحمل الجنسية اللبنانية من خلال أشخاصها.. ولكنها لم تصنع في لبنان ولا تقاتل من أجل لبنان وإنما تقاتل من أجل دول إقليمية أو صراعات دولية وما إلى ذلك. هذا الكلام غير صحيح هذا الكلام أنا أرفضه طبعاً كنتائج.. وكما قلت هذه الحرب تستفيد منها كل الأمة العربية.. إن عرفت كيف تستفيد. لكن الثمن لا تدفعه الدول العربية.. بنفس الوقت لو كان هناك إجماع عربي ودعم للبنان خلال هذه الحرب لتحول الوضع وخفف عبئاً كبيراً عن لبنان.. بمعنى كي أوضح هذه النقطة.. لا شك بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تمادوا في العدوان على لبنان نتيجة الموقف العربي أو الوضع العربي أو التفكك العربي.. هذه حقيقة.. لو كان هناك موقف عربي موحد صلب لما كان بالإمكان لإسرائيل أن تقوم بهذا النوع من العدوان الذي لم نره في السابق.. فإذاً هناك جوانب.. أنا أرى الموضوع من جانبين أردت أن أتحدث عن الجانبين. سؤال.. سيادتك قلت في خطابك الأخير أمام اتحاد الصحافيين أن العدوان كان مخططاً مسبقاً.. كيف... الرئيس الأسد.. أولاً.. من خلال المعلومات التي سربت من تحقيقات حصلت مع شبكة العملاء اللبنانيين لصالح إسرائيل.. سواء التي كشفت قبل الحرب أم التي كشفت خلال الحرب.. هذا دليل صارخ ودليل ملموس على أن الحرب محضرة وعلى أن الأهداف موجودة. النقطة الثانية.. هناك أحاديث أو مقالات تظهر في معظم الصحف الأميركية والبريطانية تتحدث عن هذا الموضوع ويقال بأن التخطيط بدأ فعلياً في عام /2004/.. ومن جانب آخر كان هناك قبل الحرب أحاديث عن شيء سيحصل.. وأعتقد بأن المقاومة في لبنان كانت محضرة لشيء ما ولكن لم يكن هناك وضوح.. ما أوضح الأمر بشكل كامل هو موضوع العملاء. سؤال.. سيادتكم قلتم في خطابكم الأخير إن بعض الأطراف اللبنانية شاركت في هذا الإعداد.. ووصفت هذه الأطراف التي توصف بأنها الأكثرية أو الأكثرية النيابية بأنها منتج إسرائيلي.. في نفس الخطاب أيضاً تنبأت بأن حديثك عن هذا المنتج الإسرائيلي سيثير ضجة في وسائل الإعلام.. يعني أنكم كنتم تعرفون مسبقاً أنك وأنت تقول ما قلته ستثير ضجة هل كان المقصود عمداً استفزاز هذه القوى في لبنان... الرئيس الأسد.. لا.. أنا كنت أوجه خطابي للشعب السوري.. نحن الآن في مفصل كبير جداً كما قلت عنه أنت في بداية الحديث.. مفصل تاريخي.. في هذه الحالة لا أستطيع أن أتكلم كلاماً دبلوماسياً.. وعموميات.. الأفضل ألا نتحدث.. أنا الآن أريد أن أعطي حقائق للشعب.. يجب أن يعرف كل مواطن في سورية من يتآمر علينا ومن لا يتآمر. وأريد أن أوضح نقطة عندما قلت جماعة إسرائيل لا اقصد تحديداً الأكثرية.. الأكثرية هي أكثرية منتخبة.. هناك من ينطبق عليه هذا القول وهناك من لا ينطبق عليه ذلك.. على سبيل المثال كان وزير الخارجية السوري في زيارة للبنان منذ أسابيع قليلة خلال الحرب والتقى رئيس الحكومة وهو من الأكثرية.. قبلها اتصل به رئيس الوزراء السوري وأيضاً تحدث معه عن التعاون وماذا يمكن أن تقدم سورية للبنان خلال الحرب.. لذلك قصدت بهذا التيار بعض الرموز المعروفة وجزء منها له تاريخياً علاقة مع إسرائيل منذ الغزو الإسرائيلي للبنان.. البعض الآخر بدأ بالتعامل مع الموقف الإسرائيلي وليس بالضرورة إسرائيل.. ليس بالضرورة أن تكون لدينا معطيات كاملة.. من خلال القرار /1559/ والذي قال المسؤولون الإسرائيليون بأنهم هم من سعوا من أجله.. وهم تبنوا هذا القرار.. القرار /1680/ الذي يضرب العلاقة السورية اللبنانية لمن هذا القرار... هل هو من أجل سورية أو من أجل لبنان... من أجل إسرائيل. الحرب الأخيرة فضحت هذه المواقف لذلك كان لا بد من الحديث بشكل واضح.. هذا بالنسبة لنا في سورية. من جانب آخر عندما نقول بأن ما قامت به هذه المقاومة منذ بداية الحرب حتى نهايتها بمعزل عن الانتصار أو النتائج.. لا أريد أن أقول أن ما قامت به هو من أجل العرب.. وإنما كان هناك تعاطف عربي ودعم عربي شعبي وأكثر من شعبي حتى رسمي في كثير من الأحيان لهذه المقاومة.. المعروف بأنهم تبنوا الورقة الأمريكية الفرنسية الأولى.. ولولا تغير الأوضاع الميدانية لكانت هي القرار /1701/.. فهذه القوى سارت بكل هذه المخططات ضد المقاومة فهي من ناحية المقاومة التي تعنينا كعرب.. ولا أتحدث عن المقاومة كموضوع داخلي لبناني.. وإنما كموضوع يعني الآن أي مواطن عربي.. وترى أنت الآن أعلام حزب الله في كل مكان.. فهم تآمروا مع إسرائيل بهذين الاتجاهين. سؤال.. سيادة الرئيس.. السيد /حسن نصر الله/ حاول أن يستوعب هذه القوى وربما كان هناك اتجاه ضمن هذه القوى أن يقبل بالموقف الراهن ويقبل بانتصار المقاومة بل حتى ويشيد بانتصار المقاومة. فقيل إن خطابك في ذلك الوقت حرك هذه القوى مرة أخرى وأظهرها على الساحة مرة أخرى واستفزها لترد ردوداً قوية مرة أخرى وربما كان من الأوثق أن نلملم الجراح بدلاً من أن ننكأ هذه الجراح. الرئيس الأسد.. الجراح ستبقى موجودة.. والكلام لن يغير من الجراح. أن يكون هناك شخص يتعامل مع إسرائيل.. فالجراح موجودة.. إن لم تتحدث عنها أو إذا أغفلتها لن تحقق شيئاً.. وهذا ما قمنا به في المرحلة الماضية.. أغفلنا كل هذا الموضوع.. ما الذي حصل... بقيت الجراح كما هي. أما بالنسبة لحزب الله.. فهذا دليل أن حزب الله ليس صنيعة سورية أو إيرانية.. هو حزب لبناني.. ويتعامل مع الموضوع من منطلق لبناني.. أما نحن فنتعامل مع الموضوع من وجهة نظر سورية التي ربما تختلف.. هذا شيء طبيعي.. وهذا شيء جيد. سؤال.. سيادة الرئيس.. هل تعتقد بأن العلاقات ممكن أن تتطور ايجابياً بينكم وبين الأكثرية اللبنانية في الوقت الحالي بعد هذا التوتر... الرئيس الأسد.. حاولنا كثيراً أن نغض النظر عن كل ما حصل سابقاً تجاه سورية.. وخاصة في موضوع التحقيق بمقتل الحريري.. هذه المجموعة لم توفر فرصة لكي تضرب سورية بشكل مباشر من خلال التحقيق أو غيره.. وأصبحت هذه القضايا مفضوحة.. والكل يعرف هذا الشيء حتى خارج المنطقة العربية. مع ذلك غضضنا النظر.. وقلنا نحن نريد علاقة جيدة مع لبنان.. وما يهمنا هو لبنان.. العلاقة تبنى بين البلدين.. وليس بين الحكومتين تحديداً.. ولكن الحكومتين لهما دور أساسي في هذا الموضوع.. طبعاً ممكن لكن بشرط أن تكون الأمور واضحة وأن تكون الطروحات صادقة من دون استخدام لغتين ومن دون وضع أقنعة على الوجه.. لا توجد مشكلة وكما قلت أنت استقبال الشعب السوري للشعب اللبناني بشكل عفوي دليل بأن الشعب السوري يريد علاقة جيدة مع لبنان. سؤال.. لكن يبدو أن الأمور لن تكون واضحة إلا لو حسم التحقيق في مقتل الرئيس الحريري.. أليس كذلك... الرئيس الأسد.. فإذاً المشكلة عندهم.. ليس عندنا.. نحن لا توجد لدينا مشكلة.. نحن لم نربط شيئا بالتحقيق.. هم يربطون الموضوع بالتحقيق.. فإذاً حتى ينتهي التحقيق لن تكون هناك علاقات جيدة بكل وضوح. سؤال.. إذا تجاهلنا موضوع التحقيق هناك موضوع مزارع شبعا.. وهنا يلاحظ أنه يوجد تضارب في الموقف الرسمي السوري.. بمعنى أن بعض المسؤولين السوريين قالوا بصراحة إن مزارع شبعا لبنانية وبعض المسؤولين السوريين قالوا إن موضوع مزارع شبعا لن يحل إلا ضمن إطار حل شامل يتناول الجولان. لماذا سيادة الرئيس لا تقدمون صكا أو وثيقة إلى الأمم المتحدة تعترف فيها سورية بمزارع شبعا صراحة... الرئيس الأسد.. أولاً.. لا يوجد تناقض بين النقطتين.. بالعكس يوجد تكامل.. أنا قلت في أحد الخطابات بأن مزارع شبعا لبنانية.. لكن ما هي حدود مزارع شبعا... ما هي الحدود... ألا يوجد ترسيم! كيف يحصل الترسيم... هم يطرحون الآن الترسيم على الخريطة لكي يخدموا إسرائيل.. هذا أيضاً في نفس الموضوع.. هذه هي الحقيقة. وكانت بعض القوى الدولية تضغط على سورية في المرحلة الماضية من أجل تحقيق هذا الشيء.. لا يوجد ترسيم بين دولتين على الخريطة.. الخريطة هي التي تعكس الأرض وليس العكس.. الترسيم يحصل على الواقع من خلال إحداثيات معينة هناك جانب تقني.. فأولاً تحدد هذه الإحداثيات ثم تثبت هذه الإحداثيات على الخريطة.. ومن ثم يسجل الاتفاق النهائي على هذه الإحداثيات لدى الأمم المتحدة بالاتفاق بين الدولتين. في موضوع الاتفاق لا تدخل الأمم المتحدة..أي موضوع حدود هو علاقة بين دولتين.. وهذا تم مع الأردن منذ سنتين.. رسمنا الحدود خلال عام تقريباً.. وأنهينا الموضوع.. وعادت الأراضي إلى الطرفين.. وهناك وثائق تحضر.. إذاً لا توجد مشكلة ولكن هذا لا يمكن أن يتم وإسرائيل موجودة في شبعا.. وإسرائيل موجودة.. بمعنى هل المشكلة بين سورية ولبنان أم المشكلة بين لبنان وسورية وإسرائيل... هم نقلوا المشكلة باتجاه سورية ولبنان.. وأصبحت إسرائيل كأنها المقيم الشرعي في هذه الأرض. سؤال.. ولكن المسألة أيضاً وضع العربة أمام الحصان أم وضع الحصان أمام العربة.. بمعنى أنه يتم جلاء إسرائيل عن المنطقة أولاً أم يتم الترسيم أولاً حتى في وجود الاحتلال الإسرائيلي بمعرفة أو بشهادة من الأمم المتحدة... الرئيس الأسد.. بكل الأحوال المطلوب من سورية أن تدخل إلى مزارع شبعا وترسم والإسرائيلي موجود.. وكأن الأمور طبيعية.. الأولوية للتحرير هذا أولاً. السؤال الثاني.. ما هي القضية الهامة في شبعا لكي يركزوا عليها في لبنان ما هي المشكلة... المالكون للأراضي موجودون إن كانوا من سورية أو لبنان فالجميع موجود في أرضه بمعنى لا توجد مشكلة حقيقية.. القضية هي طرح إسرائيلي كي يسحبوا المبرر من المقاومة.. هذه هي اللعبة وهي واضحة.. الكل يعرف هذه القضية.. فإذاً لا يمكن أن يكون هناك ترسيم لمزارع شبعا.. وهذا بلغ للبنانيين في زيارة وزير الخارجية الأخيرة إلى لبنان.. لا ترسيم لمزارع شبعا قبل خروج القوات الإسرائيلية.. هذا الموضوع محسوم بالنسبة لنا. سؤال.. وهل قبل هذا الموضوع من الطرف الآخر... الرئيس الأسد.. البعض يقول نعم. السبب أن هناك أكثر من طرف.. هذه هي المشكلة. سؤال.. سيادة الرئيس مادمنا نتكلم عن الحدود فهناك موضوع قوات الأمم المتحدة اليونيفيل.. يقال في الوقت الحالي أنها لن تقف بعد أن تكبر هذه القوة وتصل إلى 15 ألفا.. ولو كان ممكن وصولها إلى 15 ألفا.. لن تقف فقط على الحدود الفلسطينية اللبنانية وإنما أيضاً على الحدود اللبنانية السورية.. وسوف يكون هناك حسب تيري رود لارسن أربعة آلاف جندي مقرر وقوفهم على الحدود السورية اللبنانية. كيف تنظرون إلى هذا الموقف وقوف اليونيفيل على الحدود بينكم وبين لبنان. الرئيس الأسد.. هذا يعني خلق حالة عداء بين سورية ولبنان.. أولاً.. هذا ينفي سيادة لبنان.. لا توجد دولة في العالم تقبل أن تضع على منافذها الحدودية جنوداً من خارج جنسيتها إلا إذا كانت هناك حرب مع دولة أخرى كما هي الحال في الجولان أو الحال في جنوب لبنان.. هذا طبيعي. فهذا أولاً سحب للسيادة اللبنانية.. وهم يتحدثون عن السيادة اللبنانية بشكل مستمر.. وتسليمها لجهات أخرى. النقطة الثانية هي موقف عدائي تجاه سورية ومن الطبيعي أن تخلق مشاكل بين سورية ولبنان. سؤال.. لكنهم يتخوفون من أن تستخدم سورية ممراً لدخول السلاح إلى جهات لا يرغبون أن تصل إليها هذه الأسلحة.. كذلك تسرب عناصر من هذه الحدود تساند فريقاً من اللبنانيين إزاء فريق آخر. وربما هذا مبرر لهواجسهم تبرر وجود مثل هذه القوة... الرئيس الأسد.. إذا كان هناك جيش لبناني فهو مسؤول عن هذا الموضوع.. لماذا الجيش اللبناني مسؤول عن حراسة اسرائيل.... سؤال.. هل تدعو سيادة الرئيس الحكومة اللبنانية إلى رفض وجود قوة دولية على الحدود بين لبنان وسورية... الرئيس الأسد.. نحن ندعوها لتحمل مسؤولياتها كأي دولة أخرى.. وهي ستحمل مسؤولية إذا كانت تريد أن تخرب العلاقة بين سورية ولبنان.. هي حرة.. تستطيع أن تتحمل المسؤولية.. وهناك تيار في الحكومة اللبنانية وفي تيار الأكثرية يسعى لهذا الشيء. سؤال.. سيادة الرئيس.. الفرقاء الموجودون في لبنان الذين أشرت إليهم عدة مرات.. ماذا تتصور أن يكون عليه الموقف بينهم... هل تعتقد أن هؤلاء الفرقاء في لبنان سوف يتصادمون بأسلوب آخر... هل تعتقد سيادة الرئيس أن الأمر سيتطور في لبنان بالأسابيع وربما الشهور القادمة إلى ما يشبه الحرب الأهلية أو إلى حرب أهلية... الرئيس الأسد.. نتمنى ألا يحصل هذا الشيء لأن سورية دفعت ثمناً غالياً من أجل وقف الحرب الأهلية في السابق.. فعندما تحصل هذه الحرب الأهلية سنشعر بأننا دفعنا ثمناً مقابل لا شيء.. فإذاً نتمنى ألا يحصل هذا الشيء.. ولكن لا تكفي التمنيات لتحقيق هذه الحالة المستقرة التي نراها اليوم.. حتى هذه الوحدة الوطنية.. هذا يعتمد على بعض القيادات السياسية التي مازالت مصرة أن تأخذ الأوامر من الخارج.. لا يمكن أن يستقر بلد طالما أن الأوامر تأتي من خارج الحدود.. بكل بساطة لا توجد أية عوامل أخرى أهم من هذا العامل.. عدا عن ذلك أنا لا أرى أية مؤشرات لحرب أهلية أو انقسام. سؤال.. سيادة الرئيس خلال حديثنا حتى الآن عبر إجابة وأخرى أشدت بالمقاومة الإشادة المتوقعة.. إنما قد يخطر ببالي سؤال هنا مادمتم إلى هذا الحد معجبين بالمقاومة اللبنانية وتشيدون بها لماذا أو كيف تكون هذه المقاومة في لبنان دليلاً لكم للحصول على حقوقكم في سورية... كيف ستواجهون الاحتلال الإسرائيلي بالاستفادة من تجربة المقاومة اللبنانية... الرئيس الأسد.. كما قلت في البداية الدولة تبني جيشاً.. والجيش من مهامه تحرير الأرض.. حرب /1973/ التي خاضتها سورية ومصر بنيت على هذا الأساس.. لكن الجيش عندما يخوض حرباً يجب أن تكون الأمور محضرة بشكل جيد.. نحن نعرف أن هناك حصارا شبه كامل.. خاصة في التسعينيات.. على سورية.. وبالمقابل هناك إمداد كبير لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة.. والأسواق الأخرى مفتوحة لها وأحياناً بالمجان. هذا يعني بأننا غيرنا مهام الجيش.. هذه من مهامه.. ونحن نسعى بشكل مستمر.. وفي السنوات الأخيرة قطعنا خطوات جيدة باتجاه التحضير.. على الأقل في المرحلة الأولى للدفاع عن أرضنا لأن إسرائيل بلد توسعي.. وبمرحلة لاحقة إن لم يتحقق السلام.. فعندما تقول اللاحرب واللاسلم سيأتي إما حرب وإما سلم.. فإن لم تتحرك عملية السلام من أجل عودة الحقوق.. فالحرب هي المستقبل الطبيعي في هذه المنطقة.. وسورية هي المعني الأول في هذا الموضوع. أما من الناحية السياسية كما قلت علينا أن نرصد أولاً الجو العربي واستعداده للتحرك على أرضية الانتصار.. وليس على أرضية اللامنتصر واللامهزوم. سؤال.. إلى أي حد ستصبرون على الاحتلال الإسرائيلي سيادة الرئيس... الرئيس الأسد.. هذا ما ستحدده المرحلة القصيرة المقبلة.. وأنا قلت في هذا الخطاب بشكل واضح بأن الأجيال الحالية ربما تكون آخر أجيال تقبل السلام.. فإذاً سينتهي هذا الصبر مع انتهاء صبر هذه الأجيال. بمعنى أن عملية المقاومة هي عملية شعبية.. ليست قرار دولة أن تبدأ بالمقاومة.. فعندها ربما تتجاوز الناس حكوماتها أو دولها وتقوم هي بهذا العمل المقاوم.. فتحرك عملية السلام كما نسمع الآن.. في منطقتنا وفي الغرب.. هناك حديث مكثف عن عملية السلام.. إن تحركت فربما تذهب العملية باتجاه المفاوضات. سؤال.. سيادة الرئيس.. الكثيرون كانوا يتوقعون أن تنتفض سورية وتهب لنجدة المقاومة اللبنانية التي حاربت وحدها طيلة هذه الأسابيع.. كان البعض يتوقع أن تتخذ سورية إجراءً عسكرياً ما.. ليس فقط عندما حلقت بعض الطائرات الإسرائيلية فوق قصر الضيافة في اللاذقية وإنما حتى منذ سنتين عندما أغارت إسرائيل على موقع عين الصاحب التي كانت فيه الجبهة الشعبية.. كانوا يتوقعون عندما قصفت القاع وذهب في هذه المجزرة عشرات من المواطنين السوريين.. ولكن سورية حافظت على أعصابها بشكل أثار الاستغراب... الرئيس الأسد.. أولاً.. حزب الله لم يطلب النجدة من أحد.. وواضح تماماً بأنه حزب محضر بشكل جيد لخوض معركة قاسية جداً.. فهو لم يطلب النجدة من أحد. ثانياً.. كما قلت قبل قليل الحزب والمقاومة اللبنانية.. والآن ربما هما جهة واحدة.. هما من يحق لهم أن يتحدثوا عمن قام بواجبه ومن لم يقم بواجبه.. لا يحق لنا أن نتحدث عن مدى ما قمنا به.. على الأقل من الناحية السياسية والمعنوية.. أما بالنسبة للقاع فهي ارض لبنانية في قلب لبنان.. من الجانب الآخر إسرائيل كانت تريد هذا الشيء. سؤال.. كانت تريد استفزازكم... الرئيس الأسد.. كانت تريد ذلك في المراحل الأولى.. هذه مجرد معطيات غير مدققة.. لكن نحن نعتقد أن انتصار حزب الله كان كافياً لتلقين إسرائيل الدرس.. وكما قلت قبل قليل عندما يخوض الجيش معارك.. يجب أن يخوضها لتحقيق هدف.. وعندما لا تكون الأمور مكتملة باتجاه تحقيق هذا الهدف يجب ألا تكون الحرب قضية انفعال.. بمعنى أن لها متطلبات معقدة. سؤال.. أليس في سورية غيرة أن حزب الله حقق ما حققه وأن كل السوريين يجب أن تكون لديهم الغيرة أننا لم نستطع أن نحرر الجولان حتى تاريخه بأي وسيلة سواء كان بالجيش أم بالمقاومة... الرئيس الأسد.. قبل هذه الحرب بعدة أشهر بدأ الحديث في سورية عن موضوع تحرير الجولان ولو انه بدىء على شكل حديث سياسي تثقيفي للأجيال الجديدة التي لا تعرف سوى عملية السلام ولا تعرف شيئاً عن المراحل التي سبقتها.. يسمعون الكثير عن السلام.. ولكن في الحقيقة لا يعرفون الكثير عن التحرير.. فبدأ طرح هذا الموضوع لأن عملية السلام متوقفة.. ماذا ننتظر! لا خيار سوى المقاومة أو الحرب.. إن لم نكن نرغب بالحرب فلنتجه باتجاه المقاومة. هذا حديث بدأ ينتشر.. خاصة مع الذكرى الستين لعيد الجلاء في سورية في شهر نيسان الماضي.. هذه الحرب كرست هذه المقولة.. وأنا ذكرتها في الخطاب.. قلت إن تحرير الجولان بأيدينا وبعزيمتنا.. لكن هذه العزيمة بالنسبة لنا كدولة تأخذ الاتجاه السياسي وتأخذ الاتجاه العسكري.. كما قلت بالعودة لموضوع المقاومة هو قرار شعبي لا تستطيع أن تقول دولة ما.. نعم.. سنذهب باتجاه المقاومة.. هذا كلام غير منطقي.. الشعب يتحرك للمقاومة بمعزل عن دولته عندما يقرر هذا الشيء. سؤال.. هل يمكن أن نشهد مقاومة مسلحة في الجولان... الرئيس الأسد.. ذكرت الجواب سابقاً.. الشعب هو الذي يقرر.. أعود وأقول إذا لم يحقق السلام عودة الحقوق فهذا هو الخيار الطبيعي والبديهي.. والأمور ستذهب بهذا الاتجاه شئنا أم أبينا. سؤال.. سيادة الرئيس.. تقول إن الشعب هو الذي يقرر.. هل الشعب مستعد.. كما تحس.. وأنت تعرف إحساس الشعب بالتأكيد.. هل الشعب مستعد للمقاومة المسلحة في الجولان... الرئيس الأسد.. دائماً هناك تيارات وهناك رؤى.. هناك من يتحدث بشكل حماسي عن الدخول اليوم في هذا الموضوع.. وهناك من يقول يجب أن نحضر أنفسنا.. لكن هذه الحرب كرست هذا الخيار.. ويبقى ماذا تفعل أنت كدولة وكشعب لكي تحضر نفسك للحظة قد يكون فيها عدوان.. ليس بالضرورة أن يكون موضوع التحرير مهماً فقط لأن العدوان هو أيضاً أحد الاحتمالات العسكرية الهامة وماذا ستفعل لتحرير أرضك بالتوازي مع المسار السياسي. سؤال.. سيادة الرئيس.. الشعب يكون مستعداً للتضحية عادة عندما يحس حقيقة أن البلد بلده.. وأنا أقدر إلى حد كبير قيمة الحريات وأحس ببلدي عندما أحس بالحرية فيها وعندما أحصل على حقوقي فيها.. ومن ضمن حقوقي في بلدي أن أتحدث بحرية. تتذكر سيادتكم عندما التقينا منذ عدة شهور وقلت لك أنه أين /بشار الأسد/ الذي كان يظهر دائماً بين الناس.. هذه هي الصورة التي رأيتها منذ ست سنوات في بداية حكمكم كنا دائماً نراك بين الناس.. العائلة الشابة التي تبشر بأنه يوجد دم جديد يمشي في أوردة الوطن.. لكن هذه الصورة غابت بعد وقت.. وأنا أقرن هذه الصورة مع الحديث عن الحريات لأنه في اعتقادي ليس كل المواطنين في سورية متمتعين بما يريدونه من حريات... الرئيس الأسد.. هذه الصورة لم تتغير.. وأنا قبل الحرب بأسبوع كنت بين الناس.. دائماً أعيش حياة أقرب ما تكون إلى الطبيعية.. لم تتغير هذه الصورة.. ولم يتغير شيء سوى هذا الشهر الأخير نتيجة الظروف وضغط العمل في هذه الظروف الخاصة. وهذا شيء جيد.. عندما تعيش بين الناس تعرف حاجات الناس.. وتفهم المجتمع بشكل أكبر. لا تستطيع أن تطور بلداً فيه ملايين الناس.. فقط من خلال وجهة نظر شخصية.. بكل الأحوال أن تعيش في عائلة ومجتمع صغير.. مهما وسعت علاقاتك.. تبقى لديك رؤية محدودة نسبة إلى حجم الوطن الكبير.. فلا يكفي أن يكون هو الرئيس الشاب أو الرئيس الذي يعيش مع الناس لكي يكون قادراً على تحقيق كل ما يريده في زمن قصير.. هذا الشيء بحاجة لزمن طويل. نحن قطعنا خطوات.. نسير في هذا المجال بخطوات ثابتة.. لكن لدينا أيضاً وضوح في الأسس التي تسير عليها هذه العملية.. بمعنى أن هناك حريات في دول مجاورة أنت تعرفها ولكن لا نريد الحريات التي تستغل من الخارج.. وهذه موجودة.. الحريات ضمن إطار الوطن من يعرف الإطار الوطني أيضاً... هذا موضوع آخر.. ولكن نحن كدولة علينا الآن أن نعرف هذا الموضوع لكي لا ندخل في إطار الفوضى ولا في إطار التبعية ولاحقاً في إطار التلاعب في وضعنا الداخلي. سؤال.. طبعاً سيادة الرئيس.. أنا لا أتحدث دفاعاً عن جماعة الغادري أو الخدم.. جماعة خدام وغيرهم من الذين يتغطون بغطاء أجنبي.. ولا بالإخوان المسلمين الذين يرتكبون هذا الخطأ الاستراتيجي بالانضمام إلى فئات يغطيها الغرب.. وإنما أنا أتحدث عن الناس العاديين من المثقفين مثل جماعة منتدى الأتاسي والأعضاء في الاتحاد الاشتراكي وأشخاص آخرين قد يكونون أكثر ولاء للبلد وهم في المعتقل من بعض الذين هم خارج السجون... الرئيس الأسد.. هذا ما قلت بأنه الحد الواضح.. الولاء للبلد ليس فقط بألا تكون عميلاً معلناً لدولة أجنبية.. الولاء للبلد يكون بعدم القبول بتدخلات أجنبية من خلال أي سفارة.. وأنا واضح في هذا الموضوع دائماً.. أو من خلال أية حكومة أجنبية تتدخل بنا مباشرة.. وأنا قلت هذا الموضوع للأوروبيين بشكل واضح عدة مرات.. قلت لهم.. كل شخص ستتدخلون أنتم من أجله سنضعه في خانة اللاوطنية.. فعليكم أن تتوقفوا عن التدخل وإرسال الرسائل.. هذا الكلام محسوم بالنسبة لنا.. لدينا حساسية عالية جداً تجاه التدخلات الأجنبية.. عدا عن ذلك.. الكل موجود.. ولو أردنا أن نمنعهم عن الكلام كما يشيع البعض لكانوا كلهم في السجن.. الحقيقة ليست كذلك.. نحن قطعنا خطوات ولا ندعي بأننا حققنا الكثير.. قطعنا خطوات معقولة ضمن الظروف التي نعيشها.. البعض يراها أقل من اللازم.. البعض يراها أكثر من اللازم.. دعنا نقف في الوسط.. ولكن علينا أن نسير بشكل حذر.. نحن لا نسير بجو طبيعي.. ولا يشك أحد.. حتى من السوريين أو غير السوريين.. بأن هناك تدخلاً أو محاولات تدخل يومياً في الشأن الداخلي السوري. لا نستطيع أن نكون ساذجين ونقول الأمور جيدة أو الكل وطني.. القضية ليست قضية حسن نية.. بالعكس تماماً.. لا بد أن نرى الأمور بالمنظار الآخر.. ولكن نحن مررنا بظروف كثيرة.. خاصة في السنة الأخيرة من أصعب الظروف التي يمكن أن تمر بها دولة ما.. ولو لم تكن لدينا وحدة وطنية لما كنا تجاوزنا هذه الظروف بهذه الطريقة.. فإذاً لا نستطيع أن نقول بأن الصورة سلبية.. هي صورة إيجابية ولكن فيها سلبيات وهذا شيء طبيعي.. وإلا لماذا نتحدث عن التطوير إذا كان كل شيء ممتازا... فإذاً نحن لا ننكر ما تقوله ولكن يجب أن نضعه في الإطار الواقعي والموضوعي.. هذا ما أريده. سؤال.. في الحقيقة إنني أتفهم كثيراً الحساسية تجاه الجهات الأجنبية عندما تتدخل إنما أرجو ألا تكون هناك مثل هذه الحساسيات عندما تكون جهات عربية تتدخل وأظن أن سيادتك التقيت بحركات شعبية متعددة سواء المحامين أو الأحزاب أو الصحفيين وقدموا لك مجموعة من المطالب... الرئيس الأسد.. ولبينا لهم عدداً من تلك المطالب. سؤال.. وأعرف أنكم لبيتم مطالبهم وأرجو أن تلبى باقي المطالب.. إن لم يكن هناك مانع أمني كبير. الرئيس الأسد.. المهم ألا يكون هناك مانع وطني. سؤال.. سيادة الرئيس.. لا أريد التطرق كثيراً للقوانين الجديدة كما أنني لم أكن أرغب أن أتطرق كثيراً إلى المواضيع الداخلية لأن الموقف العربي والموقف الدولي هو الذي يستحق منا أكبر قدر.. لكن آخر سؤال لي في الوضع الداخلي يتعلق بالقوانين الجديدة التي وعدتم بإصدارها ولم يصدر منها شيء هام حتى الآن مثل قانون الأحزاب ... الرئيس الأسد.. هناك كثير من القوانين تصدر. وقانون الأحزاب كان بحاجة لوضع رؤية معينة.. ومن ثم عرضها على المواطنين في سورية.. لأن هذا القانون هام جداً. في الحقيقة نحن أخذنا قراراً في مؤتمر الحزب في الشهر السادس من العام الماضي عام/2005/.. ومباشرة بدأت الهجمة علينا وموضوع التحقيق وكل القضايا الأخرى التي تعرضت لها سورية. لا شك بأن الهجوم الذي نتعرض له أخر الكثير من القضايا الداخلية التي كنا سنقوم بها على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى السياسي وعلى المستويات المختلفة.. لكن هذا الموضوع لم يتوقف.. وبكل تأكيد أنت الآن في هذا الظرف تسألني عما نقوم به الآن.. الآن كنا متفرغين تماماً للمعركة التي كانت تحصل في لبنان ولتداعياتها.. وهي لم تنته بعد.. لكن نحن مستمرون وأخذنا قراراً.. يبقى أن تسمح لنا الظروف أن نتفرغ أكثر لإنجازه. سؤال.. سيادة الرئيس.. لقد استفضت في حديثك فيما يتعلق بالعلاقة بين الدولة والشعب.. أنت في خطابك الأخير وجهت دعوة كانت غريبة على زعيم عربي أن يوجهها.. وجهت دعوة إلى الأنظمة العربية أن تنحاز إلى الشعوب وهذه دعوة خطيرة توجهها سيادتكم إلى زملائك القادة العرب.. هل تعتقد أن نتائجها ممكن أن تكون كبيرة بالنسبة للعلاقات السورية العربية.. هل هذا سيسهم في عزل سورية عن محيطها العربي... الرئيس الأسد.. لا.. نحن نتحدث من تجربة واقعية عمرها عقود.. في كل المراحل والأزمات التي مرت بها سورية.. تحديداً ما بعد حرب عام/1973/ ودخول مصر في كامب ديفيد والصراعات التي دخلت فيها المنطقة العربية.. وكانت سورية دائماً في قلب العاصفة.. وتعرضت لمؤامرات خطيرة داخلية وخارجية.. من حمى سورية كوطن هو الشعب.. ولم نعتمد على جهة خارجية.. دول كثيرة أخرى في العالم اعتمدت على الدعم الخارجي فلم تنجح.. أنا الآن أتحدث عن الاستقرار.. نحن نريد الاستقرار.. نحن الآن تعلمنا أيضاً من بعد حرب العراق.. نحن نعيش ما بين حرب العراق وما بين الانقسامات الحاصلة أو الخلافات الحاصلة في لبنان والتي تؤثر في لبنان وفي محيط لبنان وفي كل ما نعيشه كلنا كعرب.. الأوضاع غير مريحة ومع ذلك ما يساعدنا هو الحالة الشعبية.. لا يمكن أن يكون هناك استقرار وحالة شعبية مستقرة من دون أن تنحاز الدولة إلى حد ما إلى جانب الشعب.. فهي نصيحة أنا طرحتها على المستوى العام من خلال تجربة ولا أعتقد بأنها خطيرة.. الاستقرار ليس خطيراً.. أعتقد العكس. سؤال.. الاستقرار ليس خطيراً.. ولكن توجيه النصح هذا كان مستغرباً. الرئيس الأسد.. وأنا أنصح نفسي على كل الأحوال.. وأضع نفسي معهم. سؤال.. هل حرقت سورية أوراقها العربية بالملاحظة الشديدة التي قلتها في خطابك.. الملاحظة المتعلقة بأن الحرب أسقطت أنصاف المواقف أنصاف الرجال... الرئيس الأسد.. دعني فقط أكمل نقطة بالنسبة للسؤال السابق.. لست أنا الوحيد الذي ينصح بهذه النصيحة.. هناك رؤساء عرب يطبقون هذه الفكرة.. لا أريد أن أقول أنهم الأكثرية ولكن هناك من طبقها فلست أنا الوحيد.. أما بالنسبة لسؤالك حول ما إذا كنا حرقنا أوراقنا العربية.. فلم يحصل ذلك لأن أنصاف الرجال موجودون دائماً في كل المواقف وفي كل الأماكن وهي كلمة عامة ربما تشمل مسؤولاً أو صحفياً أو كاتباً.. وكان التفسير واضحاً بالنسبة لهذه النقطة في الخطاب.. هؤلاء من يأتون متأخرين بالموقف بعد أن تظهر موازين القوى. سؤال.. وهل يوجد أحد يتخذ موقفاً.. باستثناء القادة والحكام... الرئيس الأسد.. هؤلاء أخذوا موقفاً منذ البداية.. وربما تعارضت مواقف البعض مع موقف سورية.. ولكن الإعلام اتهم تلك الدول.. الحقيقة كانت المواقف موجودة منذ البداية.. ولنتحدث عن الطبقة السياسية.. الطبقة السياسية أصحاب المصالح السياسية ينتظرون.. ليس بالضرورة أن يكون الآن مسؤولاً.. لكن ربما هو فاعل في السياسة أو هو زعيم سياسي وهكذا.. البعض منهم ربما يكون مسؤولاً يأخذ موقفاً. سؤال.. سيادة الرئيس.. بعد هذا التصريح بالذات.. وهذه الجملة بالذات.. أثارت الصحف في دول بعينها وبصراحة في مصر والسعودية والأردن.. وردت بهجوم على الموقف السوري بردود شديدة.. هل أثرت هذه الردود في مواقفكم.. هل عمقت هذه الردود من الهوة بين موقفكم وبعض المواقف الرسمية العربية الأخرى... الرئيس الأسد.. الحقيقة لم تؤثر.. لأن من أثارها هو جزء من الإعلام العربي.. وهذا الجزء بالأساس يقف في الموقع المخالف لموقعنا.. بالأساس هذا الإعلام أو الإعلاميون ربما.. هم أشخاص في الإعلام العربي.. هم من الخاسرين باعتقادهم من انتصار المقاومة لأنهم كانوا يسوقون العكس.. فتركوا كل ما ورد في الخطاب ولجؤوا إلى هذه الجملة.. وتفسيرهم خاطئء.. لأنه كما قلت من لا يأخذ الموقف هو غير من يأخذ الموقف.. هذه الدول التي ذكرتها أخذت موقفاً ولكن كان يختلف عن موقفنا.. أو موقفنا يختلف عن موقفها.. لكن أنا تحدثت عن من لا يأخذ موقفاً على الإطلاق ومن يأتي لاحقاً.. وأنا عندما أتحدث في خطاباتي.. أتحدث عن عموميات.. عن مبادئء نرفضها أو نقبلها.. ونحدد بوضوح ما نقبل وما نرفض.. أما عندما أريد أن أتحدث فأنا لست بحاجة إلى التلميح.. أنا في نفس الخطاب قلت المسؤول الفرنسي.. كلامي واضح.. وفي خطاب سابق ذكرت مسؤولاً عربياً في دولة بالاسم.. بمعنى أنني لست مضطراً للتلميح.. ولكن هذا التعميم أو هذا الحديث أو هذا المصطلح بعمومياته ربما يشمل كما قلت شرائح مختلفة.. فأنا شملت كل هذه الشرائح.. جزء منها نعرفهم بالاسم وأجزاء كبيرة لا نعرف من هم.. ولكنهم يأتون في نفس هذا الإطار.. أنا كنت أريد أن أحمل المسؤولية لهؤلاء غير الواضحين في مرحلة تتطلب الوضوح لعدم أخذهم المواقف ونطلب منهم أو على الأقل نقول لهم في المستقبل.. لن يكون لكم دور.. هذا هو الهدف. سؤال.. هل حصلت اتصالات بعد الخطاب بينكم وبين مصر بينكم وبين السعودية وأنا أذكر هاتين الدولتين بالاسم لأنهما معكم ب/دول إعلان دمشق/ هل انهار هذا الإعلان.. انتهى... الرئيس الأسد.. لا أعرف ماذا كان منه فعلياً.. العمل بإعلان دمشق هو بالأساس توقف منذ سنوات طويلة.. ولكن نعم.. حصلت اتصالات.. مؤخراً أنا قلت دائماً في عدة تصريحات صحفية.. هناك دائماً خلافات تحصل بيننا وبين الدول العربية.. مثل هذا الموقف.. موقفنا من المقاومة.. موقفنا من الحرب.. كان هناك خلاف واضح.. بين موقف سورية وعدد من الدول العربية منها السعودية ومصر.. وعلينا دائماً أن نتواصل لكي يفسر كل واحد موقفه.. وبالمحصلة ربما نبقى على موقفنا.. وربما هم يبقون على موقفهم. ولكن تحصل هذه الاتصالات وحصلت. سؤال.. وهل أدت إلى استيعاب التباين في المواقف.. وقبول مثل هذا التباين في المواقف من جانبك ومن جانب قادة مصر والسعودية... الرئيس الأسد.. حتى الآن.. الاتصالات على مستوى السفراء.. بمعنى أنه لم يتضح شيء.. ولكن لم نعد نسمع مواقف جديدة تجاه الحرب من تلك الدول.. فلا نعرف ما هو الموقف النهائي ولا بد أن نسأل.. بمعنى أنني لا أستطيع الآن أن أعطيك جواباً نهائياً.. لا يوجد شيء واضح. سؤال.. ونحن نتكلم عن سورية وإيران.. ما يلفت النظر أن جيرانكم العرب علاقتكم بهم متردية.. دعنا نقل.. سواء كانت مع لبنان أو مع الأردن أو مع العراق.. وتكادون تكونون معزولين.. محاصرين جغرافياً على الأقل.. وليس لكم من منفذ إلا الجار غير العربي تركيا... الرئيس الأسد.. ليس بالضرورة أن تكون الصورة مئة بالمئة كذلك.. لأن التواصل يحصل من خلال المواطنين.. بمعنى أن المواطن العراقي.. يأتي بشكل مستمر إلى سورية.. ويرغب عدد من المسؤولين في العراق أن تكون هناك علاقة جيدة مع سورية لكن الاحتلال يمنعهم من هذا الشيء.. هناك شرائح كبيرة في لبنان تريد علاقة جيدة مع سورية.. شرائح سياسية وغيرها.. في الأردن نفس الشيء. ليست الصورة تماماً بهذا السواد ولكن الشيء الصحيح بأن الدولة التركية هي كانت الأكثر تعاوناً مع سورية في المراحل السابقة ولا زالت.. خاصة في مرحلة التحقيق الدولي.. عندما تهرب البعض من العرب من قيامه بواجباته كما نتوقع منه.. على الأقل بالنسبة إلى موقع التحقيق.. بينما تركيا وافقت ولم نطلب منها.. هي بادرت.. بينما العرب طلبنا منهم. سؤال.. بالتأكيد الحصار ليس عربياً فقط على سورية.. وإنما الحصار الأساسي من الغرب والحصار من أمريكا.. وبالطبع الحصار أيضاً فرنسي خاصة بعد التطورات الأخيرة في لبنان.. كان الملفت للنظر أن الحصار أيضاً يمتد إلى المانيا التي كانت تتخذ موقفاً في السابق أفضل من الموقف الحالي..بعد أن ألغى وزير الخارجية الألماني زيارته لسورية بعد تصريحاتكم الأخيرة... الرئيس الأسد.. لا.. موقف ألمانيا لم يتغير.. وتصريحاته بعد إلغاء الزيارة بقيت إيجابية.. بأنهم يريدون الحوار مع سورية.. والاتصالات بينهم وبيننا الآن مستمرة ولم تنقطع. طبعاً هم اتصلوا بنا.. اتصل وزير خارجية ألمانيا بوزير خارجيتنا وقال له أنا كنت أتيت بمهمة سلام.. ولكن أنا فهمت بأن الخطاب هو خطاب حرب.. وأن سورية لا ترغب بالسلام.. لا أذكر حرفياً ما الذي قال.. طبعاً تم توضيح هذه النقطة لاحقاً.. مع أن الخطاب واضح. هو خطاب يتحدث عن السلام.. فلا يوجد قلق من هذه الناحية.. لا توجد عزلة. وزير الخارجية السوري ذهب إلى فنلندا والتي هي الآن رئيسة الاتحاد الأوروبي.. والأمور تسير بشكل طبيعي.. ولكن طبعاً علينا أن نتوقع أن البعض لم يفهم تماماً موقفنا.. وعلينا أن نتحاور معه ونشرح له ماذا نقصد بكل كلمة وبكل موقف. سؤال.. يبدو أن سيادتكم متفائل.. بأن هذا الحصار سيزول قريباً... الرئيس الأسد.. في الحقيقة.. أولاً.. أنا قلت لبعض المسؤولين الاوروبيين الذين التقيت بهم أن موضوع عزل سورية فشل.. هذه حقيقة من يعزل سورية سيعزل نفسه عن القضايا الأساسية.. هذا الموضوع.. الواقع يفرضه وليست مناوراتنا السياسية.. أو تكتيكاتنا.. وهم فهموا هذا الموضوع. الحقيقة أن العزل الأوروبي كان بضغط فرنسي / أمريكي.. الآن تحدثوا بشكل واضح بأن هذا الموضوع لن يقبلوا به بعد الآن.. ولن يؤدي إلى نتائج.. بالعكس سيؤدي إلى تراجع الأمور.. فهم متحمسون إلى الحوار ولكن علينا أن نخلق أرضية لهذا الحوار مع الأوروبيين. سؤال.. سيادة الرئيس ونحن نتكلم عن الوضع العربي والأوضاع المحيطة بكم.. خطابك الأخير مرة أخرى.. وكان خطاباً هاماً.. قلت فيه أن الجانب الإيجابي من الحرب في لبنان كان تعرية الوضع العربي.. أو رأينا العرب دون مساحيق.. وفي واقع الأمر.. الحال هو كذلك بالتأكيد. هل انفرط العقد العربي من وراء هذه الحرب.... الرئيس الأسد.. أيضاً عندما نتحدث عن شيء.. ربما تكون هناك وجهات نظر مختلفة. ما هو العقد العربي... إذا كان هذا العقد موجوداً ما هي وظيفته... إذا كان هذا العقد من أجل أن أتغنى به.. فهذا موضوع شكلي وحينها لا يهم إذا كان موجوداً أو غير موجود. أما إذا كانت له وظيفة فعلينا أن نحدد متى تكون وظيفة العقد العربي.. أو الإجماع العربي.. مطلوبة.. في حالة الراحة أم في حالة الشدة. في حالة الشدة هناك تجارب قريبة.. الحرب الأخيرة وغزو العراق. في الحالتين عندما بدأ الحديث عن الحرب في العراق وفي لبنان.. انقسمنا كعرب. فإذاً ربما هو يكون موجوداً ولكنه هش.. ولنقل بأنه غير فاعل.. فما قيمة أن يكون موجوداً وهو غير فاعل...! هذا هو السؤال. أما أن يكون موجوداً وانفرط في الحرب الأخيرة فهذا يعني أنه غير موجود في الواقع وهو مجرد عنوان نضعه.. وهذا نفسه ما يصل إلى فكرة المساحيق. نحن نجمل هذا العقد العربي.. هذا ما أقصده. ونعتبره موجوداً من خلال البيانات التي تأتي كحل وسط لإرضاء مواقف كل الدول.. لكنها بالنتيجة تخرج بدون موقف واضح.. هذا في السابق.. فإذاً هذه هي وجهة نظري بأن العقد العربي من الناحية الفاعلة غير موجود. والدليل أيضاً ما حصل في نيويورك عندما لم يهتموا بالموقف العربي. الدول الكبرى لعبت لعبتها.. والآن الصراع على القوات الدولية في لبنان هو صراع بين دور فرنسا ودور أمريكا. سؤال.. ألم يستطع العرب على الأقل عندما وحدوا إلى حد ما وجهة نظر موقفهم وذهبوا إلى نيويورك أن يبدلوا قليلاً في القرار الدولي. الرئيس الأسد.. لا. ما بدله هو الوضع الميداني. هو الذي أثر في تبديل المواقف. طبعاً نحن جزء من العرب.. عندما أقول وفد عربي.. ذهب باسمنا جميعاً.. لكن الوضع الميداني هو الذي بدل. والتوحد لمرحلة واحدة.. فترة قصيرة.. لن يخلق التأثير المطلوب في الساحة الدولية. يجب أن نكون موحدين في معظم القضايا ولفترة طويلة كي يبدأ الوجود العربي بأخذ مداه على الساحة العربية. الحقيقة هو غير موجود. سؤال.. بالتأكيد لأنه يبدو أنه ليس هناك توحد على الإطلاق.. بالعكس.. كما يتراءى لي هناك جبهتان على أصعدة مختلفة.. هناك مثلاً جبهة الصمود وجبهة الاستسلام أو السلام كما يقال.. أمام جبهتين مرة ثانية جبهة للشعوب وجبهة للحكام.. هناك جبهة العرب الذين يستقوون بإيران.. وجبهة العرب الذين يستقوون بأمريكا.. هناك جبهات متعددة يبدو معها أن العقد قد انفرط. الرئيس الأسد.. ليس بالضرورة أن تكون جبهة بمعنى محور سياسي بين دول.. هذه الجبهة دائماً تكون موجودة بين من يريد أن يصمد ومن يريد أن يستسلم.. حتى في الدول التي تصمد.. هذا التيار موجود.. أي هي حالة عامة. نحن في سورية قررنا منذ زمن طويل ألا نتنازل عن حقوقنا فنحن نصمد. جبهة الشعب وجبهة الدولة هي حالة من اللاثقة بين الشعب والدولة. في معظم الدول العربية نتيجة تراكمات تاريخية معينة.. ولكن ربما تظهر هذه الانقسامات أكثر في هذه الظروف. لذلك أعود وأقول بأن ما نراه الآن هو الوضع الطبيعي سواء الوضع على مستوى العلاقات الداخلية للدول العربية أم بين الدول العربية.. ولكنه ظهر وانكشف في هذه الحرب.. وهذا ما قصدته أنا بتعرية الوضع العربي. سؤال.. في تعرية الوضع العربي الذي لفت نظري جداً في خطابك هو قولك أن هناك جبهة المعنيين بقضية الحرب والسلام ووضعت تحت هذا العنوان المعنيين سورية ولبنان وفلسطين بصفتنا لنا أراض محتلة.. ووضعت الباقين كلهم في سلة واحدة.. أنتم لستم معنيين لا بحرب ولا بسلام.. ليس لكم شأن.. أتيحوا لنا الفرصة. هل حقيقة أنتم فقط المعنيون بقضية الحرب والسلام... الرئيس الأسد.. لا. أنا قلت تتمة الكلام بأننا نريد دعم إخوتنا العرب وكل من يريد أن يقف معنا من غير العرب.. بالعكس أنا قلت نحن نريد وهذا أساسي.. ونحن لا يمكن أن نكون أقوياء من دونهم. ونحن إذا كنا إخوة ونعيش في المنزل الواحد.. لا يوجد بيننا رسميات وربما حواجز.. ولكن يوجد أصول للتعامل.. بمعنى إذا كان أحد الإخوة لديه مشكلة.. لا يمكن أن تجتمع العائلة وتحل المشكلة بمعزل عن صاحب المشكلة الذي هو واحد من هذه العائلة. ما يحصل أحياناً بأن البعض من المسؤولين العرب يتصرف بهذا الموضوع وكأننا غير موجودين.. بتصريح.. بمبادرة.. بتحرك. ما هي الخسارة لو أتى هذا المسؤول إلى سورية وسألها ما هي تصوراتها عن عملية السلام...! كان لدينا على سبيل المثال وزير الخارجية التركي لأنه المثال الأخير.. وقبله كان لدينا الأخ الشيخ حمد أمير دولة قطر.. تحدثنا في كل هذه القضايا ولكنهم أتوا إلى سورية وقالوا.. ما هو الموقف... كيف تعتقدون بأننا نستطيع أن نتحرك... ووضعنا تصوراً. والآن يستطيعون أن يتحركوا معنا.. وأحياناً من دوننا.. في مواقع ربما لا نستطيع أن نتحرك فيها.. في هذا الموضوع. تخيل لو أردنا أن نحل قضية دارفور أن نقوم باجتماع قمة على سبيل المثال.. بما أنها قضية ساخنة.. ولا نسأل السودان ما الذي تريده... هذا ما نقصده. أحد الأمثلة هي خارطة الطريق.. حيث وضعوا فيها سورية ولبنان ولم يأخذوا رأي سورية أو لبنان.. وكانت هناك أطراف عربية مساهمة في خارطة الطريق.. لم نسأل.. رفضنا الدخول فيها بشكل كامل منذ البداية. فما أردت أن أحدده للمرحلة المقبلة.. أن هناك أسسا لا نستطيع أن نتجاوزها.. لا يمكن أن نتحدث عن إجماع عربي.. في غياب الطرف العربي الأساسي.. أبقى أنا صاحب القضية.. أنا من سأفاوض.. وإذا لم تنجح المفاوضات وحصل حرب.. فأنا من سيحارب.. فهذا ما أردت أن أضعه كأسس ولكن الدور العربي أساسي.. ولكن علينا أن نحدد كيف يسير الدور العربي بالاتجاه الصحيح.. لكي لا يكون ضاراً. سؤال.. ذكرت زيارة أمير قطر لدمشق.. وما نشر بواسطة الوكالات والصحف السورية بأنها زيارة عمل. أي عمل... الرئيس الأسد.. قطر طبعاً الدولة العربية الوحيدة الآن في مجلس الأمن.. ودورها أساسي. علاقتنا مع قطر تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة.. ولقطر مصداقية بالنسبة لنا بدورها السياسي. لقطر علاقات مختلفة. سؤال.. سيدي الرئيس.. قلتم مصداقية... الرئيس الأسد.. نعم بالنسبة لتعاونهم معنا.. بالنسبة لنا في سورية. سؤال.. أنا أعتقد بأن هذا سيكون مستغرباً قليلاً أن تكون قطر على نفس الخط مع سورية. يعني أنا محتار في وضع قطر على الخريطة السياسية. فبما أن سيادتكم التقيتم بهم عدة مرات ولكم صداقات.. في السنين الأخيرة.. ماذا تفعل قطر بالضبط... الرئيس الأسد.. نحن لا نطلب من قطر أن تكون سورية.. ولا من مصر والسعودية والمغرب أن يكونوا سورية. كل دولة تختلف عن الأخرى بجوانب.. لكن على الأقل إن لم تكن قادراً أن تكون مثلي أو أن تقدم ما أريد.. كن واضحاً معي.. لا تقدم وعوداً وفي المرحلة الصعبة نرى شيئاً آخر. ما قامت به قطر أنها كانت واضحة معنا.. الأمور واضحة على الطاولة.. فعندما وصلنا إلى المفاصل المختلفة لم نر منهم أي شيء يختلف عما قالوه.. هذا كاف. قد لا تكون دولة كبيرة ولكن المصداقية مطلوبة الآن.. ويجب أن تلعب كل الدول دوراً.. الكبيرة والصغيرة. من جانب آخر لديهم علاقات.. حاولوا أن يساعدونا بشكل جدي في مواقع مختلفة.. وتمكنوا ضمن إمكاناتهم أن يقدموا شيئا. مداخلة.. كان موقف أمير قطر في بيروت / الكلام الذي قاله هناك / كان موقفاً حاسماً وواضحاً وقوياً في واقع الأمر. الرئيس الأسد.. تماماً. فآليات العمل كانت في هذا الإطار. سؤال.. هل تقوم قطر في الوقت الحالي /من ضمن أهداف الزيارة/ بالمساعدة على عقد قمة عربية... أم أنهم لا يرون جدوى من مثل هذه القمة... الرئيس الأسد.. يبدو أن هذا الطرح تراجع مؤخراً.. ولكن أيضاً السؤال البديهي ما هو الهدف من القمة... لماذا تجتمع... ما هي النقاط المطروحة... لا توجد لدينا أية معطيات في سورية. لا نعرف ما هو الهدف من هذه القمة. قمة بدون مضمون.. بدون نتائج.. فالأفضل ألا تعقد. ويبدو الآن أن الطرح تراجع من خلال الاجتماع الأخير. أما في لقائي مع الشيخ حمد.. فلم نطرح هذا الموضوع.. نعتقد أنه تراجع كما قلت. سؤال.. إنما سيكون استنتاجا بديهيا من قبلي على الأقل أن أقول أنه طرح موضوع الحرب والسلام بين سورية وإسرائيل.. وقطر لها علاقاتها المعروفة بإسرائيل. هل هناك مقترح طرح في هذا اللقاء الأخير بشأن السلام مع إسرائيل.. الرئيس الأسد.. أولاً أنا لا أعرف حجم العلاقات بين قطر وإسرائيل.. ما نعرفه هو المكتب.. متى تزداد.. متى تنقص.. أنا لا أعرف. مداخلة.. نحن نقرأ جرائد فقط. الرئيس الأسد.. وأنا أقرأ مثلك. ولكن ما يهمنا في الموضوع هو دور قطر في مجلس الأمن وعلاقاتها الدولية. عملية السلام بحاجة لعلاقات دولية.. وهذه العلاقات تخدم في وضع التصور العربي لدى المسؤولين الأجانب الذين يتبنون غالباً الطرح الأمريكي المتطرف أو الإسرائيلي. فدور قطر هنا مهم جداً من خلال معرفة وجهة نظر سورية ومن ثم نقلها إلى الدول الأخرى. هذا هو التصور. سؤال.. هل هناك مقترح محدد طرحه عليك سمو أمير قطر.. الرئيس الأسد.. لا. بالنسبة لسورية لا يوجد شيء محدد يختلف عما طرح في مؤتمر مدريد. لا توجد لدينا أية اقتراحات إضافية. مؤتمر مدريد كأسس كان كافياً.. ونستطيع أن نستمر فقط على هذه الأسس. سؤال.. الأستاذ محمد حسنين هيكل في حديث له مؤخراً الأسبوع الماضي قال دون أن يحدد المصدر إن هناك اقتراحا وجه إلى سورية.. ولم يذكر مصدر هذا الاقتراح.. بأن تحرك جبهة الجولان وأن تحريك جبهة الجولان سوف يساعد على بدء عملية السلام الحقيقية. الرئيس الأسد.. كمقترح من دولة.. مداخلة.. مقترح يبدو أنه من دولة ما. الرئيس الأسد.. كما قلت لك هناك طرح شعبي أحياناً باتجاه هذا الموضوع لأهداف أخرى وليس بهدف أن يكون عملية تحريك. ولكن كما تعرف هناك حوارات تحصل على مستويات مختلفة بين مسؤولين أجانب ومسؤولين سوريين ربما طرح أحد المسؤولين هذا الموضوع على مستوى ما.. ولكن لم نأخذه بشكل جدي.. وأنا لم أسمع به..أي لم يصلني أي شيء من هذا القبيل. سؤال.. يبدو أن هناك بشائر لحل ما.. لحركة ما. أول شيء لوحظ على خطاب سيادتكم الأخير بالرغم من أنه كان خطاباً قوياً ويمكن أن يوصف بأنه عنيف وفي بعض الأحيان بأنه مستفز لبعض الفرقاء.. إنما البعض لاحظ أيضاً أن هذا الخطاب هو خطاب سلام. كررتم كلمة السلام في أكثر من موقع / طبعاً بشروط ما / إنما كان الخطاب على ما يبدو خطاب سلام. عندما صدر هذا الخطاب من هنا.. من دمشق.. خطاب السلام هذا.. وصدر من إسرائيل بعض التصريحات التي تقول إننا شكلنا لجنة خبراء في وزارة الخارجية.. أو البعض الآخر الذي يقول سلموا الجولان لسورية وننتهي من هذا الموضوع.. وهذا ما قاله وزير الأمن الإسرائيلي.. وننتهي من الموضوع.. بدا أمام العامة.. وليس أمام الصحفيين والمراقبين.. أن هناك عملياً شيئاً يتحرك في الخفاء أو في العلن حتى. الرئيس الأسد.. القاعدة العامة بالنسبة لنا في سورية.. كل شيء في العلن. لا نقوم بأي شيء مخفي.. لسنا مضطرين.. لدينا الدعم الشعبي في هذا الاتجاه. لكن بالنسبة للخطاب.. هو ليس خطاب حرب بكل تأكيد.. وكان واضحاً هذا الكلام. وأنا سعيد أن أسمع منك هذه الرؤيا لأن البعض أراد.. ربما بشكل مقصود أو غير مقصود.. أن يراه كخطاب حرب.. وغير واقعي. مداخلة.. أنا رأيته خطاب سلام مشروط. الرئيس الأسد.. هو سلام مشروط مع أسس واضحة ولكن هو خطاب الفرص الأخيرة.. عندما تحدثت عن الأجيال.. هذا يعني بأن هذه الأبواب المفتوحة الآن هي تضيق.. ومع الزمن لن نرى هذه الأبواب. وعلى الطرف الآخر الرافض للسلام / وهو إسرائيل / أن يستغل هذا الموضوع. لا أضع الخطاب في الإطار لا العنيف ولا كل هذه المواصفات. هو خطاب واضح.. إذا أردت الدعم الشعبي عليك أن تقول لهم كل شيء.. ونحن لم نتعود في المنطقة العربية على كلام واضح.. تعودنا دائماً على المجاملات.. بالرغم من أن البعض بحسب ما سمعت وقيل لي كان عاتباً لأنه لم يكن واضحاً كفاية.. هناك من يريد وضوحاً أكثر. سؤال.. كل شيء في العلن. إنما كيف يتحرك هذا الشيء.. كيف تتحرك مبادرة جديدة للسلام في ضوء المعطيات الجديدة... كيف ترى سورية بداية لهذا التحرك... هناك مثلاً طرحت مؤخراً فكرة أن مصر والأردن والسعودية سوف يقدمون مقترح سلام جديدا إلى مجلس الأمن.. هل أبلغتم بهذا... ألم تستشاروا...كما لم تستشاروا في مواقف سابقة... الرئيس الأسد.. لا. لم نستشر بهذا الموضوع.. لكن قيل مؤخرا.. في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير أن هذا الموضوع كان مجرد طرح.. وربما لو كان هذا الطرح سيستمر.. فربما كانوا شاوروا سورية والأطراف الأخرى.. الفلسطينيين واللبنانيين في هذا الموضوع. ولكن هذا يؤكد ما قلته أنا.. أي طرح لا يمكن أن يسير بدون العودة لأصحاب العلاقة.. هذا ما أكدته.. وأتمنى من الإخوة العرب أيا كان.. أن يشاورونا في هذا الموضوع.. ولكن المعطيات الأخيرة أن هذا الموضوع متوقف. سؤال .. سيادة الرئيس.. هناك موضوع أخير.. الحرب طرحت عدة ثنائيات. رأيتها أنا على الأقل على الشكل التالي.. رأيت ثنائية السلام والمقاومة.. نظرية السلام ونظرية المقاومة .. ثنائية الحكمة والتهور .. من يطالبون بالحكمة ومن لا يرون غضاضة في المغامرة أو أن المغامرة مطلوبة. رأيت ثنائية القرار الوطني.. وهذا من خلال خطابكم سيادة الرئيس.. القرار الوطني مقابل القرار الدولي .. أنتم طالبتم في خطابكم .. قلتم القرار الوطني هو الذي يسود.. مقابلك مباشرة تيري رود لارسن في تصريحه الأخير ببيروت.. قال ان القرار الدولي يجب أن ينفذ ... الرئيس الأسد.. أولاً كل هذا خروج عن دور الأمم المتحدة. ومجلس الأمن.. هو مجلس لحفظ الأمن وليس مجلس ذراع أمريكي للتدخل في الشؤون الداخلية للدول. لا يمكن أن نلجم هذا المجلس إن بقينا نخضع له بشكل مطلق.. أي أوصينا بإطاعة الوالدين.. بكل شيء ولكن ليس ضد الدين.. فنحن نتعامل مع مجلس الأمن وكأنه أعلى من كل هذه الأسس. هذا شيء خطير غير مسبوق.. وهذا سيشجع الدول الكبرى .. بعضا منها تحديدا.. على أن تستغل مجلس الأمن لكي يكون لديها غطاء شرعي لاعتداءاتها وتدخلاتها. الآن الإخوة في السودان أخذوا قراراً منذ أشهر بأنه لن تدخل قوات أجنبية إلى دارفور.. هذا الشيء أعلن ومعروف. هذا هو الحل الوحيد. فإذا كنا نريد أن نقول بأن مجلس الأمن أعلى من القرار الوطني.. لماذا نوجد قرارا وطنيا... لنتنازل عنه منذ البداية..ونعتبر محافظة في دولة الأمم المتحدة.. هذا كلام غير مقبول. سؤال .. الثنائية الأخرى.. سيادة الرئيس.. هي ثنائية التضامن القومي مقابل الاعتزاز الوطني.. القطري.. مثلاً الأردن أولاً / أنا لا أقصد الأردن بالذات لأن هناك عددا من الدول العربية.. أولاً / وأضحت العروبة هي آخراً والتضامن القومي هو في المؤخرة.. ماذا ترى في التضامن العربي مقابل الاعتزاز القطري ... الرئيس الأسد.. بمعزل عن التنظير والقواميس التي تتحدث عن هذه التفاصيل.. أنت تحب قريتك ومدينتك وهذا لا يمنعك من أن تحب بلدك.. وأنا أحب بلدي سورية.. بكل تأكيد أنا أعمل من أجلها كل يوم أكثر من عملي لبقية الدول العربية.. وهذا لا يمنعني من أن أعمل من أجل بقية الدول العربية. قلت سابقاً بأن تكون بلدي أولا..، ليس شيئاً خاطئاً.. إذا كانت الدول العربية هي ثانياً.. ولا أحد يتوقع من مواطن في بلد عربي أن يحب بلداً عربياً أكثر من بلده. هكذا نراه.. بالمختصر لا يوجد تعارض. سؤال .. سيادة الرئيس.. ونحن متجهون إلى نهاية الحديث بما يسمح به وقتك.. السؤال الذي يجب أن يطرح قبل أن ينتهي الحديث ما هي انعكاسات الوضع كله على العراق وفلسطين.. فعلى ما يبدو ونحن في غمار الاهتمام بما يحدث بلبنان.. وضعنا جانباً أو نسينا قليلاً أو كثيراً ما يحدث في فلسطين وما يحدث في العراق. انتصار المقاومة الحاسم بلبنان.. كيف سيؤثر على الوضع في فلسطين والوضع في العراق... الرئيس الأسد.. لا شك بأن انتصار المقاومة في عام 2000 أثر في موضوع الانتفاضة التي اندلعت بعد ذلك بأشهر.. وفي تصميم الفلسطينيين على الاستمرار بالمقاومة..كنا نتوقع بأن تستمر الانتفاضة أسابيع ومن ثم أشهرا.. فاستمرت سنوات. ما حصل في العراق.. المقاومة العراقية أيضاً أثرت بشكل آخر باتجاه لبنان وباتجاه فلسطين.. وفلسطين تؤثر في كلا الجانبين. هناك تبادل في التأثير بينهما.. ولكن هذا الانتصار بهذا الشكل وبهذه النوعية.. سيؤثر بشكل مباشر في ما يحصل في العراق.. ويقال بأنه أثر من خلال ارتفاع نسبة العمليات في شهر تموز أو ربما ليس بالضرورة شهر تموز وإنما شهر الحرب في لبنان.. بنسبة 4. بالمئة حسب الإحصائيات الأجنبية.. فكان هناك تأثير مباشر.. وأعتقد بأن ثقافة المقاومة انتشرت الآن بشكل كبير في العالم العربي وأنت تراها من خلال أعلام المقاومة.. أعلام حزب الله.. صور السيد حسن نصر الله.. الخطابات التي ألقاها البعض يسعى للاحتفاظ بها.. الأناشيد الوطنية أو القومية التي ظهرت. سؤال .. هل أدى انتصار المقاومة في لبنان إلى تحرك مواقف لبعض الأطراف في العراق... الرئيس الأسد .. لا أستطيع أن أعطي جواباً الآن.. لم نرصد الساحة العراقية بعد.. ولكن رأينا مسيرة المليون دعماً للمقاومة.. كما قلت نتائج العمليات تصاعد.. وهذا دليل آخر.. فإذاً هناك تغير في العراق.. ولو لم نرصده فأنا أتوقع بأن يكون هناك تغير وبوادر هذا التغير ظهرت من خلال ثقافة المقاومة وانتشارها. سؤال .. الأمريكان سكتوا أخيراً عن اتهامهم الدائم لكم بمناسبة وبغير مناسبة أنكم أنتم من تحركون الأمور في العراق بشكل أو بآخر.. سكتوا عنكم فيما يتعلق بموضوع العراق قليلاً.. في الفترة الأخيرة.. هل لهذا تفسير... الرئيس الأسد.. أولاً لم يعد مقنعاً لأحد في هذا العالم هذا الكلام. أذكر في البداية بعد احتلال العراق كان كثير من المسؤولين الأجانب غير الأمريكان يأتون إلينا ويتحدثون عن هذا الموضوع.. هم أنفسهم الآن يقولون أنهم يعرفون أن هذا الكلام غير صحيح.. أصبح واضحاً أن المشكلة هي مشكلة الأداء الأمريكي في العراق ومشكلة الحرب نفسها.. لذلك لم يعد مقنعاً هذا الشيء. من جانب آخر بالنسبة للشعب الأمريكي أغلب المقالات تهاجم أداء الإدارة الأمريكية.. وأصبح هناك تصور واضح داخل الولايات المتحدة بأن الفشل في العراق سببه أداء الإدارة الأمريكية وليس أية دولة أخرى.. لذلك أعتقد بأنهم توقفوا عن الهجوم على سورية. سؤال .. بالنسبة لفلسطين.. لا زالوا يثيرون استضافتكم لفصائل المقاومة الفلسطينية منها حماس والجهاد وغيرهما.. الرئيس الأسد.. طبعاً بعد فوز حماس بالانتخابات خف هذا الشيء إلى درجة كبيرة.. وخاصة من الأوروبيين. الأوروبيون الآن مقتنعون أنها حكومة منتخبة ولا بد من التعامل معها.. فهموا بأن تمسكنا بالتعامل مع هذه الفصائل لأننا نعرف ما هي توجهات الشعب الفلسطيني.. وليست قضية علاقة بمنظمات أو بفصائل..أغلب أعضائها هم في الداخل الفلسطيني وليسوا في الخارج. سؤال .. في الحقيقة أنا لست أفهم لماذا تتحمل سورية هذا وحدها... طبعاً سورية تشكر انها استضافت فصائل المقاومة الفلسطينية.. إنما لماذا هذا العبء على سورية لوحدها... لماذا لا تستضيف دول عربية أخرى بعض هذه الفصائل...ألم يجر نقاش بينكم وبين آخرين حول هذا الموضوع... الرئيس الأسد.. أولاً.. هل تريد الفصائل أن تخرج من سورية ... مداخلة .. ربما تريد أن تخفف عن سورية المسؤولية ... الرئيس الأسد.. حتى لو أرادت ذلك.. أي إنسان يريد أن يخرج من بلد آخر يعود إلى بلده. هذا شيء طبيعي.. إسرائيل طردتهم.. فما الفرق في أن يكونوا في سورية أو أي بلد آخر.. بالنتيجة هم خارج الأراضي الفلسطينية.. هذه هي القضية.. وهذا ما طرحناه مع الأجانب قلنا لهم بأنهم طردوا من أراضيهم.. حتى لو أرادت سورية فرضاً أن تقوم بطرد.. فهي تطرد شخصا إلى بلده.. أما أن تطرده إلى بلد آخر فهذا شيء غير منطقي. هذا الكلام أعتقد بأنهم تجاوزوه.. ولديهم الآن مشاكل أكبر بكثير عليهم أن يقنعوا العالم بها قبل أن يتحدثوا عن قضية وجود منظمة في سورية تتهم بالإرهاب ومن ثم يتهمون سورية بدعمها للإرهاب. سؤال .. كيف ترى.. سيادة الرئيس.. الموقف في فلسطين في الفترة القادمة بعد ما حدث في لبنان.. هل هو إلى تصعيد أكبر.. تصعيد مقاوم أكبر.. أم إلى اعتراف إسرائيل بأن شيئاً ما يجب أن يتخذ لكي ننهي هذه القضية ... الرئيس الأسد.. لا أستطيع أن أحدد إلى أين تسير الأمور.. ولكن كما قلنا بما أن المقاومة في لبنان حققت شيئا فسينعكس باتجاه مماثل في الأراضي الفلسطينية إلا إذا فهمت إسرائيل بأن القوة لا تنفع. المشكلة هي إسرائيل وليس الفلسطينيين ولا اللبنانيين ولا سورية ولا غيرها.. المشكلة هي إسرائيل.. هل فهمت إسرائيل الدرس... الآن نسمع حديثا عن طروحات لها علاقة بالسلام في إسرائيل..ولكن التجربة علمتنا ألا نكون ساذجين.. فأولاً هناك تصريحات متناقضة من قبل مسؤولين إسرائيليين مختلفين.. ربما لأسباب داخلية.. ربما هي بوالين اختبار لجس النبض.. ونحن نقوم برد فعل من دون حسابات.. فيبنون موقفهم في المستقبل على رد الفعل العربي.. أو ربما الدولة المعنية.. فإذاً علينا أن ننتظر وألا نتسرع لنرى تماماً ما هو بالون الاختبار النهائي الذي ستطلقه إسرائيل والذي سيكون هو الموقف النهائي.. وتكون استقرت الأمور الداخلية في إسرائيل بعد هذه الحرب.. عندها نستطيع أن نحدد كيف ستسير الأمور.. سواء بالنسبة لفلسطين أم بالنسبة لسورية أم بالنسبة للبنان. لكن هناك جانب إيجابي في فلسطين سمعنا به مؤخراً أمس.. هو عن العمل باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية.. وهذا ما كنا ننصح به منذ أشهر قليلة.. وكنا نعتقد بأنه هو الحل وهو أيضاًَ يوجه رسالة لإسرائيل. أيضاً الانقسام الفلسطيني لن يغير الاتجاهات الإسرائيلية.. توحد الفلسطينيين سيغير الأداء الإسرائيلي وربما سيخدم اتجاه مفاوضات السلام أو أي شيء آخر لا نعرف.. لكن بالاتجاه الأفضل. سؤال.. السؤال الأخير.. سيادة الرئيس.. هو ما نسأله عادة من عامة الناس.. نحن الصحفيين.. وأنا بدوري أسألك إياه.. حرب أم سلام... ماذا سيحصل في المنطقة بعد الذي حصل في الفترة الأخيرة... هل ستحارب المنطقة كلها.. العراق أم لبنان أم سورية أم مصر أم غيرها ... الرئيس الأسد.. طالما تحدثنا عن خيار السلام الاستراتيجي وتبنيناه منذ سنوات.. وكما قلنا قبل قليل فإن خطابي كان خطاب السلام.. فإن ما نرغبه وما نتمناه هو أن يتحقق السلام.. لأنه يعني عودة الحقوق بدون ثمن باهظ. أما الحرب.. أية حرب.. ففيها ثمن باهظ.. ولكن أيضاً النتيجة هي استعادة الحقوق.. فإذاً الهدف هو استعادة الحقوق إذا كان بالسلام فهو الحل الأفضل.. لا يوجد إنسان عاقل يسعى باتجاه الحرب إذا كانت هناك بدائل أخرى. فإذاً علينا أن نستنفد نهائياً الفرص المتعلقة بالسلام قبل أن نتحدث عن الحرب. مداخلة .. أن نستنفدها في وقت قصير وقريب... الرئيس الأسد.. لذلك بدأت الحركة الدولية التي نتحدث عنها في هذا الاتجاه.. لذلك أقول الأسابيع المقبلة ربما شهر أو أشهر قليلة جداً هي التي ستحدد الرؤية النهائية بهذا الاتجاه. كما قلت نحن نتمنى أن تكون عودة الحقوق عن طريق السلام ولكن بالواقع الأشهر القليلة المقبلة ستحدد الحرب أو السلم وسيعتمد ذلك على الإسرائيليين بالدرجة الأولى.. وعلى عودة الوعي للبعض من المحافظين الجدد والمتطرفين في الإدارة الأمريكية الذين يدفعون باتجاه الحرب وليس باتجاه السلام. سؤال .. أرى في ذلك الفرصة الأخيرة التي ربما تكون لعدة شهور أو ربما لعدة أسابيع فقط.. عندها ستتحدد فرص الحرب و فرص السلام في المنطقة ... الرئيس الأسد.. صحيح. تعليق .. شكراً سيادة الرئيس. الرئيس الأسد.. شكراً.. وأهلاً وسهلاً بكم في سورية.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:53 AM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

ادلى السيد الرئيس بشار الاسد بحديث الى شبكة / بي بي اس / التلفزيونية الامريكية أجراه مع سيادته السيد تشارلي روز وفيما يلى نص الحديث..

الصحفى..هذه فترة مشهودة فى تاريخ الشرق الاوسط.. فهناك تغيرات فى لبنان وفى العراق بطريقة جديرة بالاهتمام. أخبرونى كيف ترون هذا التغير والدور الذى ترغبون بأن تلعبه سورية...الرئيس الاسد..أولا.. لا أستطيع رؤية سورية بمعزل عن الدول التى تجاورها وبمعزل عن المنطقة بشكل عام. نحن لا نستطيع رؤية المنطقة بمعزل عن العالم.ثانيا.. أود أن أميز بين ما نرغب برؤيته فى مستقبل بلدنا ومنطقتنا وبين ما يجرى الان. أعتقد أن ما نود رؤيته يشبه ما يرغب به أى بلد.. السلام والحياة الامنة والازدهار ومستوى معيشى أفضل والاصلاح الذى نتحدث عنه منذ سنوات فى بلدنا. هذا هو أملنا. فى الحقيقة.. اذا تحدثت الان عن الواقع فان الامور تسير فى الاتجاه المعاكس.. المزيد من التطرف.. والمزيد من الارهاب.. والقليل من فرص العمل للناس العاديين.. وهذا يعنى اقتصادا أسوأ الان وفى المستقبل. لكن هذا لا يعنى أن نلقى باللوم على الاخرين.. كأن تتحدث عن الحرب فى العراق أو أن تتحدث عن الغرب. هناك دور نلعبه وسنقوم بلعب دورنا.. لكن هناك فرق.. فعندما تقود.. لنقل.. السفينة أو عندما تقودالسيارة.. يكون هناك من يشاركك هذه السيارة. لذلك لدينا الكثير من العقبات وبعض هذه العقبات له علاقة بنا ولا بأى أحد اخر والبعض الاخر مرتبط بالوضع الدولى. ولذلك فاننا نتحدث فى أغلب الاحيان عن الاصلاح على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والتى تعتبر مهمة كقاعدة لاى اصلاح.الصحفى..عندما تتغير الازمان.. يرغب كل قائد بأن يفهم. أخبرونى كيف تريدون أن تفهمكم القيادة الامريكية والشعب الامريكى... الرئيس الاسد..عليهم أن يفهمونى عن طريق فهم ثقافتى كشخص. واذا أرادوا أن يفهمونى كرئيس فعليهم أن يفهموا من أمثل.. وهذا مرتبط بالثقافة وبشعبى. هذه هى المشكلة مع الغرب.. اذا أردت اجراء تناظر تمثيلى بين جهازى كومبيوتر بنظامين مختلفين /اذا تحدثنا عن نظام ويندوز/ فاننا نلاحظ أن هذين الجهازين يقومان بنفس العمل لكن لهما أنظمة مختلفة. ولذلك يجب أن تكون لديك بعض البرمجيات للقيام بالترجمة بين النظامين. لا يجب علينا أن نتحدث عن الاحداث.. بل يجب علينا أن نشرح ونحلل هذه الاحداث وأن نترجمها من ثقافتنا للثقافات الاخرى. هذا ما نريده من الاعلام فى بلادكم ومن السياسيين. بهذه الطريقة يمكن أن يفهموا وبعد ذلك سيفهمون بأننا بحاجة للسلام.. وبحاجة للازدهار وبحاجة للاصلاح.الصحفى..لديكم المصلحة ذاتها بالنسبة للاستقرار فى العراق وهى مصلحة المواطنين العراقيين ومصلحة الولايات المتحدة...الرئيس الاسد..تماما. اذا وضعنا مصلحة الولايات المتحدة فى العراق جانبا.. فان لدينا مصلحة بأن يسود الاستقرار فى العراق لان أى تأثير فى منطقتنا سيكون مشابها لتأثير لعبة الدومينو.. وخصوصا اذا كانت هناك فوضى. فاذا كان مايجرى فى العراق سيئا.. فسيكون له تأثيرات سيئة على سورية.الصحفى..هذا رأيكم. سأناقش قضية العراق لاحقا فى حديثنا هذا.. لكن اذا وقعت حرب أهلية فانها ستجر سورية وايران ولبنان.الرئيس الاسد..واسيا الوسطى.الصحفى..والمملكة العربية السعودية.الرئيس الاسد..ودول الخليج والشرق الاوسط لان لدينا نفس النسيج الاجتماعى.. وسيرتكز جزء من هذه الفوضى على نسيج مجتمعنا. ولذلك سيكون لهذا أثر على المنطقة برمتها.الصحفى..هل تسمحون لى بدقيقة واحدة للحديث عن مسيرتكم الشخصية... كنتم فى انكلترا تدرسون طب العيون وقد قضى أخوكم.. الذى كان يعد ليتسلم زمام الامور فى سورية.. فى حادث سيارة مأساوى عام /1994/ وتلقيتم اتصالا هاتفيا من والدكم.. ماذا قال لكم...الرئيس الاسد..فى الواقع.. أنا اتصلت به لاننى عرفت قبله عندما اتصل بى أحد أفراد عائلتى وأقاربى. اتصلت بوالدى من لندن لاخبره بأنهم أخبرونى بهذه الاخبار السيئة.الصحفى..هل كان يجب عليكم اخباره بموت أخيكم...الرئيس الاسد..لم أكن أعلم أنه توفى. قلت فقط بأنه تعرض لحادث. ولذلك لم تكن لدى أى معلومات.. كان هذا مباشرة بعد الحادث وبعدها عدت الى دمشق فى نفس اليوم.الصحفى..وأنتم تعرفون أن عالمكم قد تغير...الرئيس الاسد..ليس تماما. لكننى غادرت وشعرت بهذا بنفس اليوم عندما عدت الى دمشق واتخذت قرارى بالعودة.الصحفى..وبعد ذلك أمضيتم ست سنوات من الانخراط فى جوانب الحكومة المختلفة ومنها الجانب العسكرى على سبيل المثال. كان بامكان والدكم أن يعطى دروسا فى سياسة الشرق الاوسط للمسؤولين.. أخبرونى ماذا تعلمتم منه...الرئيس الاسد..ستفاجأ لو أخبرتك بأننا لم نتحدث قط فى السياسة لقد عشنا كأى أسرة عادية.. ومنذ كنا يافعين كان حريصا جدا على ابقائنا بعيدا عن الحياة العامة داخل بيتنا. لكن فى الحقيقة.. عندما تكون ابن رئيس فى منطقتنا فانك جزء من الحياة العامة سواء أردت هذا أم لا. وبالتالى فانك ستكون على احتكاك مع الناس والمشاكل العامة.. وستتعلم من الناس وستحظى بفرصة تحليل شخصية والدك كرئيس من خلال مواقفه وقراراته السياسية ومن خلال شخصيته كشخص فى بيته.الصحفى..اذا سأغير السوال من خلال مشاهدتكم لوالدكم ما الذى تعلمتموه من هذا الرجل الذى حكم سورية لوقت طويل...الرئيس الاسد..عادة مثل أى ابن يتعلم المبادىء.. هذا أولا. ثانيا.. تتعلم الطريقة التى يتعامل فيها مع الازمات لاننا عشنا فى الازمات لعقود من الزمن. لذلك يمكن أن تتعلم كيف تتعامل مع الازمات وكيف يمكن أن تكون صبورا مع هذه الازمات.هذا أهم شىء يمكن أن تتعلمه.الصحفى..توفى والدكم عام 2000 واستلمتم زمام الامور منذ ذلك الوقت.. ماهو أكثر شىء أدهشكم فى سورية فى ظل وجود هذه التغيرات من حولكم...الرئيس الاسد..أكثر الامور التى أدهشتنى هى أنه كيف تمتلك الدول المتقدمة.. وخصوصا الولايات المتحدة.. هذه التكنولوجيا العالية التى يستخدمونها من أجل استقبال وارسال المعلومات.. هذا من جانب واحد. من جانب اخر.. كم من المعلومات لديهم لكن كم من المعرفة يحتاجون لتحليل هذه المعلومات. أعتقد أن الدول المتقدمة هذه تمتلك جميع الوسائل لتعرف المزيد عن منطقتنا على الاقل /أنا لا أتحدث عن بقية أجزاء العالم/ هذا يثير الدهشة بالفعل.الصحفى..أنتم تعتقدون أن الولايات المتحدة على سبيل المثال لا تفهمكم كسورية والمنطقة بالرغم من كل أنواع التكنولوجيا التى تمتلكها...الرئيس الاسد..كما قلت منذ قليل.. عندما لا تفهم الثقافة فانك لا تفهم السياسات.. خصوصا فى منطقتنا. فاذا لم تفهم الثقافة والسياسة.. فانك لا تفهم أى قرار نتخذه كقادة ولماذا.. وماذا نقول ولماذا. لهذا السبب هناك دائما سوء فهم عندما نقيم حوارا مع الكثير من الوفود التى تأتى الينا من الغرب.. وخصوصا من الولايات المتحدة. هم يسالوننا أسئلة تظهر الطريقة التى يسيئون فيها رويتنا ومعتقداتنا وأهدافنا.الصحفى..وفى حقيقة الامر هذا مجتمع متنوع جدا ويضم مختلف المعتقدات المتنوعة...الرئيس الاسد..وأيضا طوائف وأديانا.الصحفى..اذا جلستم مع جورج بوش.. هل ستحاولون أن تشرحوا له ما هى سورية...الرئيس الاسد..تماما.. والشرق الاوسط لان سورية جزء من الشرق الاوسط. وسأشرح لاى أمريكى أيضا.. كما نفعل دوما.. لماذا فشلوا فى العراق ولماذا يزداد الوضع سوءا.الصحفى.. لماذا فشلت الولايات المتحدة برأيكم... أولا.. أخبرونى لماذا لم تنضموا الى التحالف عندما طلبوا منكم ذلك... لا بد وأنكم شعرتم بالكثير من الضغط. لقد دعم والدكم الحرب عام /1991/الرئيس الاسد..هناك فرق كبير بين الحربين. كانت الحرب الاولى لتحرير الكويت.. ونحن دعمنا تحرير الكويت. لقد كنا ضد غزو الكويت من قبل صدام. لكن ما تفعله الولايات المتحدة الان هو ما فعله صدام للكويت. لقد غزوا العراق.. هذا أولا.وكمبدأ نحن ضد الاحتلال. ثانيا.. أعتقد أن البعض فى الولايات المتحدة.. سياسيين كانوا أم صناع قرار.. استندوا فى غزو العراق الى ايديولوجيتهم وبعض المفاهيم بأنهم سيكسبون الحرب اذا فازوا ببعض المعارك. وقد كنت صريحا معهم.. قبل الحرب.. حيث استقبلت العديد من الوفود وكان بعضهم من الكونغرس والبعض الاخر من الادارة الامريكية.. وقلت لهم.. أنتم ستفوزون بالحرب بدون شك.. وأعنى هنا الحرب الاولى.. أى الجزء العسكرى منها .

الصحفى..أتعنون بأنهم سيسقطون صدام...الرئيس الاسد..تماما. لم يكن هناك أدنى شك. لكن بعد أن تحتلوا العراق.. ستعانون من الفوضى والمقاومة وستغرقون فى مستنقع العراق. وما قلته لهم يحدث كل يوم. لذلك أعتقد أن هذا هو سبب فشلهم. وهناك أيضا المعلومات الخاطئة. ربما كانت لديهم أهداف مختلفة.. لا أعرف. لكن هذا هو السبب الرئيسى.الصحفى..ماذا سيحدث فى العراق برأيكم...الرئيس الاسد..اذا انسحبوا أم لا...الصحفى.. اذا بقوا فى العراق..الرئيس الاسد..الان لدينا مشروع رائد. اذا وضعت المبادىء جانبا.. فلنتحدث عنه كمشروع رائد. لقد أمضوا فى العراق ثلاث سنوات حتى الان.. ماذا جرى... لا يوجد لدينا أى دليل على أن الوضع يتحسن.. لكن لدينا جميع الادلة التى تدل على ان الوضع يزداد سوءا. لذلك فان ما سيحدث بعد ثلاث سنوات لن يكون مختلفا عما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية.. وهذا منطقى.الصحفى..دعنى أخبركم ماذا سيقولون.. سيقول نائب الرئيس أو الرئيس لقد وضعنا هدفا.. لقد حققنا تقدما وكانت هناك انتخابات ونحن نتفاوض الان مع الاطراف.. وليس الولايات المتحدة.. لخلق حكومة على أمل أن يفضى هذا الى الاستقرار.. لكن جرى كل نوع من أنواع الانتخابات كما هو متوقع له.الرئيس الاسد..اذا أردت أن تحكم على كرئيس.. ماذا أنجزت.. يجب عليك أن تعرف ما الذى يريده الشعب. هذا أولا. لذلك من سال العراقيين ماذا يريدون... ثانيا..اذا تحدثت عن الانجازات.. فلست أنا من يتحدث عن الانجازات.. بل الشعب هو من يتحدث عن شىء أنجزته أنا من أجلهم. ولذلك دع العراقيين أولا يدلوا بدلوهم فى هذا الشأن. لن أستمع الى أى مسؤول أو أى شخص من خارج العراق لان العراق شأن العراقيين فقط. لذلك يجب عليك أن تسال العراقيين أولا وليس أى شخص اخر. لكن ما من أحد سالهم.الصحفى..أنتم لا تشكون فى أن أغلب العراقيين يشعرون بالسعادة لذهاب صدام...الرئيس الاسد..اذا تحدثت عن أغلبية أو أقلية.. فلا توجد لدى معلومات موثقة. لكن هناك فرق كبير بين أن يكون صدام قد ذهب وبين أن يكون بلدى محتلا. لذلك لا يوجد معنى لربط الموضوعين ببعضهما البعض. اذا قلنا ان صدام ذهب لانه كان دكتاتورا.. فماذا يعنى هذا... لقد قتل مئات الالاف. لكن كم شخصا قتلت هذه الحرب /200/ الف شخص تقريبا. اذا.. أريد أن أتخلص من هذا الدكتاتور لاحميكم.. لكننى أقتل فى ذات الوقت مئتى الف شخص اخرين. لا يوجد منطق.لذلك ماذا يعنى ذهاب صدام...الصحفى..اذا هذا ثمن باهظ جدا كما تعتقدون...الرئيس الاسد..تماما. مهما كان الثمن على الاقل فمن الذى سيدفع هذا الثمن... الشعب هو من سيدفع الثمن.. العراقيون سيدفعون الثمن. لذلك يجب عليك أن تسالهم اذا كانوا يريدون دفع الثمن أم لا. لكننى لست ذلك الشخص كسورى أو أمريكى أو أى أحد فى العالم ليتحدث بالنيابة عنهم ويقول ان هذا ثمن جيد أو نتيجة جيدة. هم مسؤولون عن هذا.الصحفى..قلتم فى بداية حديثكم بأنه كان هناك تعاون بعد أحداث 11 أيلول بين حكومتكم والحكومة الامريكية. كانت هناك معلومات استخباراتية مشتركة مع حكومتكم بسبب مراقبتها لجماعة الاخوان المسلمين.. ولانها فهمت العلاقة مع القاعدة وفهمت المنظمات وقدمت معلومات مفيدة. وكان هناك أيضا حديث حول سياسة ماوراء الكواليس فيما يتعلق بتبادل المعلومات مع وكالة الاستخبارات الامريكية. وقيل ان المعلومات التى أتت من حكومتكم ساعدت الحكومة الامريكية بمنع بعض الهجمات فى البحرين وغيرها من الاماكن.الصحفى..لماذا توقف ذلك التعاون... ما الذى حدث...الرئيس الاسد..فى الواقع.. اتخذت المبادرة أولا بعد أحداث 11 أيلول لمساعدة الامريكيين.. لماذا... لاننا عانينا من هذا الارهاب لعقود من الزمن.. فاذاهاجمت القاعدة.. لنقل.. فى بلدك فى الولايات المتحدة.. أو فى شرق اسيا أو افريقيا فانها ستهاجم سورية فى يوم من الايام. لذلك فان الارهاب مرتبط.. كالانترنت.. ولا حدود له.الصحفى..وأنتم لديكم نفس الخوف من الارهاب الذى تعانى منه الولايات المتحدة...الرئيس الاسد..تماما.. لان ما حدث فى نيويورك قد يحدث فى سورية. ولذلك قلنا انه يجب علينا أن نتحرك الان وقد حاولنا فى الثمانينيات اقناع بعض الدول الاوروبية بأنه يجب علينا اقامة تحالف ضد الارهاب. فى ذلك الوقت لم يبد أى أحد اهتماما بما قلناه. أما الان وبعد أحداث 11 أيلول ولان أغلب العالم مقتنع بهذه الفكرة.. فقد قلنا لنتحرك. لذلك نحن بدأنا هذا التعاون وقلنا لهم هذا. قلت لاحد المسؤولين فى وكالة الاستخبارات الامريكية.. لديك المعلومات.. لكن نحن لدينا المعرفة لاننا هزمناهم كما قلت.الصحفى..الاخوان المسلمون...الرئيس الاسد..تماما. لكن المسالة ليست مسالة تنظيم كما تسميها أنت أو مسالة شخص أو مجموعة. هذه حالة فكرية. يجب علينا أن نعرف الثقافة من أجل أن نعرف كيف نحارب هذه الحالة الفكرية.. لان هؤلاء الارهابيين يستخدمون أى قضية ويعتبرونها كعباءة ليقوموا بأعمال ارهابية. لذلك فنحن نعرف أى عباءة يتخذون ونعرف كيف نحاربهم وكيف نتعامل معهم. لقد ارتكبوا الكثير من الاخطاء فى الولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية الامن. لكن لم يكن هذا هو السبب الرئيسى. ان السبب الرئيسى هو أنه لا يمكن أن يكون لديك تعاون جيد وطبيعى ومتطور بين الاستخبارات ولديك فى نفس الوقت عداوة فى المجال السياسى. لذلك فاما أن تكون لدينا علاقات طبيعية على جميع المستوياتأو نوقف هذا التعاون.الصحفى..اذا.. ماذا أردتم أن يقدموا لكم مقابل تبادل المعلومات والمعرفة ولم يفعلوا...الرئيس الاسد..الا يكونوا ضدنا على الاقل. نحن لا نريد أى شىء منهم. لكن الا يكونوا ضد سورية وقبل كل شىء فى عملية السلام. لقد تحدثنا بشأن السلام.. ونحن بحاجة للسلام. لكن هذه الادارة لا تعير اهتماما للسلام أو عملية السلام.الصحفى..أى عملية سلام...الرئيس الاسد..عملية السلام بين سورية واسرائيل التى بدأت عام 1991 وهى مشلولة الان. لدينا سفك دماء كل يوم فى منطقتنا.. فى العراق وفى فلسطين وفى الاراضى المحتلة فى سورية وفى لبنان. لقد حاولوا فرض حصار على سورية فى الوقت الذى طلبوا فيه مساعدتنا فى مجال القضايا الامنية.وحاولوا منع أى نوع من الدعم من جهة الدول الاوروبية لسورية. وعملوا ضد اتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبى. ومنعوا حتى الشركات الخاصة من القدوم الى سورية لتقديم المساعدة فى تطوير بلدنا.الصحفى..هل قاموا بهذا.. برأيكم.. لانكم لم تنضموا الى التحالف لكى تحاربوا فى العراق...الرئيس الاسد..تماما. وهذا شىء لا نرغب القيام به.الصحفى..هنا شىء اخر قد يطرحونه.. سيقولون ان جزءا من المشكلة معكم هو دعمكم لحزب الله. فنحن فى الولايات المتحدة.. كما يقولون.. نعتقد أن حزب الله منظمة ارهابية ونعتقد بأنه يقدم الاسلحة للفلسطينيين وللمنظمات الارهابية التى هى جزء من الشعب الفلسطينى وأنتم لا تعملون على ايقافهم. أنتم تدعمونهم وتشجعونهم ولا توقفونهم. وتدعمونهم فى لبنان أيضا.الرئيس الاسد..أولا.. هناك مقاومة فى أى مكان فيه احتلال.. ونحن لا نصنع هذه المقاومة.. فى سورية. أنا لا أعتقد أن هذا المصطلح.. الارهاب.. هو مصطلح واضح. هذا هو الواقع وعليهم أن يفهموا هذا الواقع سواء أحبوه أم لا. هذا هو الواقع.الصحفى..أى واقع...الرئيس الاسد..طالما هناك احتلال.. هناك مقاومة. أعتقد أن حزب الله انبثق فى منتصف الثمانينيات.. ولا أعرف متى انبثقت حماس والجهاد.. لكنهما انبثقتا بسبب احتلال الاراضى الفلسطينية. لذلك فان هذا شىء لم تصنعه سورية. لكن اذا سالت عن دعم المنطقة بأسرها.. فان الناس يدعمون المقاومة. واذا وصفهم أحد ما فى العالم أو فى الولايات المتحدة بالارهابيين.. فان هذه سمة لا نعترف بها.الصحفى..دعونى أفهم سيادة الرئيس.. اذا قالت الولايات المتحدة الامريكية ان حماس منظمة ارهابية وأنتم قلتم انكم لا تعتبرونها كذلك.. اذا بغض النظر عما قاموا به تجاه اسرائيل من عمليات انتحارية وأنشطة ارهابية.. فأنتم لا تعتبرون حماس منظمة ارهابية...الرئيس الاسد..اذا كنت تريد أن ترى الصورة لا بد من أن تراها كاملة. اذا تحدثت عن العنف فلنتحدث عن أربعة الاف فلسطينى قتلوا خلال السنوات الخمس الماضية بينما لم يقتل من الجانب الاسرائيلى سوى بضع مئات. لذلك اذا ما أردت التحدث عن العنف وأطلقت على هذا العنف اسم ارهاب تجد أن اسرائيل قتلت من الفلسطينيين أكثر مما قتلوا هم من الاسرائيليين. هذا أولا. ثانيا.. عليك أن تنظر للطرفين. هم يتحدثون عن حماس وعما قامت به فى اسرائيل لكنهم لا يتحدثون عن اسرائيل وعما قامت به فى الاراضى الفلسطينية المحتلة.هم يغتالون المسؤولين من وقت لاخر وعلنا ويعلنون هذا. هذه هى الصورة كاملة. على أى حال لا تهم أى سمة نصفهم بها لاننا اذا أردنا أن نجد حلا علينا أن نتعامل مع الحقائق وليس مع المصطلحات سواء أكانوا ارهابيين أم لا. ليست هذه هى المشكلة. الحقيقة هى أنه ما لم يكن هناك سلام سيكون هناك المزيد من سفك الدماء. لذلك نحن.. فى سورية.. لا ندعم العنف. وهذا جزء من القصة.الصحفى..أنتم لا تدعمون حماس اذا تورطت فى تفجيرات انتحارية. واذا ما تورطت اسرائيل فى أعمال احتلال من شأنها تدمير الحياة فانكم لا تدعمونها.الرئيس الاسد..أنا أعنى بكلمة لا ندعم أننا لا نشجع . نحن ندعمهم سياسيا لان لديهم الحق بأن تكون لهم دولتهم المستقلة ولديهم الحق باستعادة أراضيهم ولديهم الحق بتنفيذ قرارات مجلس الامن. هذا هو ماندعمه.الصحفى..لكن هناك أمرا مثيرا للاهتمام. حماس.. على سبيل المثال.. فازت فى الانتخابات والان هم يحاولون تشكيل حكومة. بلدكم والمملكة العربيةالسعودية وأعضاء اخرون فى جامعة الدول العربية اجتمعوا فى بيروت وناقشوا خطة سلام مع اسرائيل تدعم حق اسرائيل بالوجود. اليس هذا صحيحا...الرئيس الاسد..نعم.. أنت تقصد المبادرة العربية...الصحفى.. مبادرة الامير عبد الله.. انذاك.الرئيس الاسد..نعم.. بالضبط.الصحفى..لكن حماس لا تقبل ذلك. أى أنها لا تقبل حق اسرائيل بالوجود.الرئيس الاسد..دعنى أوضح هذا. خذ على سبيل المثال سورية. فى عام 1991 بدأنا بمفاوضات سلام مع اسرائيل وقلنا عندما تنسحب اسرائيل من أراضينا نعترف بها. اذا أنت تقول انك تعترف بدولة عندما تحقق السلام. فى جميع الاحوال.. عندما تجرى محادثات سلام مع اسرائيل هذا يعنى أنك تقر بحقيقة اسرائيل. لكن عندما تقول فعليا أنك تعترف بها سياسيا فهذا سيأتى كنتيجة للسلام.وهكذا هو موقف حماس. فى الماضى كانوا يقولون انهم لا يقبلون باسرائيل لكنهم الان لم يعودوا يقولون ذلك. مؤخرا أصبحت حماس براغماتية جدا وواقعية جدا.الصحفى..لكنهم فى الواقع لم يغيروا أيا من مبادئهم...الرئيس الاسد..هم يقولون اذا كنتم تريدون منا أن نقوم بشىء فما هو المقابل... على سبيل المثال عندما بدأنا بمحادثات السلام مع اسرائيل كان الهدف هو استعادة أرضنا. الان لا يوجد شىء تقدمه اسرائيل واذا ما كنتم تريدون من حماس أن تقوم بشىء على اسرائيل أن تقول انها مستعدة لتقديم شىء. يجب أن يتلاقوا فى منتصف الطريق.الصحفى..لكن الا يتوجب على حماس أن تقول انهم يعترفون بحق اسرائيل فى الوجود وانهم مستعدون للتفاوض كما كانت السلطة الفلسطينية تفعل...الرئيس الاسد..سأخبرك عن أمر مشابه قمنا به. سأعود الى تجربتنا. أعتقد أن على كلا الطرفين أن يعترفا بقرارات مجلس الامن والامم المتحدة.هذا هو الحل. بموجب هذه القرارات هناك دولة اسرائيلية ودولة فلسطينية وهذه فكرة جيدة جدا. اذا سيحصل كل جانب على دولة لكن بموجب قرارات مجلس الامن.الصحفى..كما تفضلتم.. سيادة الرئيس.. لا يمكننا التعامل مع هذا من دون أخذ الصورة الكاملة. فى الاسبوع المقبل ستنتخب اسرائيل زعيما جديدا ينتمى لحزب جديد ويقال ان المرشح الذى من المحتمل أن يفوز هو أيهود أولمرت. ويقال انه يريد أن ينسحب من المستعمرات فى الضفة الغربية لكنه سيتشدد فيما يتعلق بحدود اسرائيل خلال السنوات العشر القادمة من خلال جدار الفصل. يقال اذا ما أصبح أولمرت رئيس وزراء وفاز حزبه بأغلبية الائتلاف فانه يريد أن يحكم الحدود الاسرائيلية من خلال جدار الفصل الذى يتم بناؤه فى الوقت الحالى وانه يريد الانسحاب من مستعمرات الضفة الغربية.الرئيس الاسد..هذا يعود بى الى ما قلته فى الجواب السابق.. وهو أن الحل يكمن فى قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن. وقرارات مجلس الامن تعرف الحدود بأنها حدود الرابع من حزيران 1967 . اذا الحاجز أبعد بكثير من هذا. أقصد أنه خلف الاراضى الفلسطينية وهذا لن يؤدى الى أى حل. لقد أثبتت الوقائع أن الجدار لن يحقق الكثير لاسرائيل لذلك أنصح أى اسرائيلى عاقل أن يعود الى هذه القرارات. هذا هو الحل الوحيد. أحيانا قد تكسب معارك سياسية أو أمنية أو عسكرية لكنك فى نهاية المطاف ستحتاج للاستقرار وهذا لا يحدث الا فى ظل علاقات طبيعية. الجدار لن يعطيك علاقات طبيعية وهى متعلقة بالشعوب وليس بالحكومات.الصحفى..لا يمكن أن تكون هناك علاقات طبيعية ما لم تكن حماس مستعدة للاعتراف بحق اسرائيل فى الوجود. أنتم وبلدكم وايران تقدمون الدعم الاقتصادى لحماس..اليس كذلك...الرئيس الاسد..لا.. نحن لا ندعم حماس. قبل كل شىء نحن ندعم الفلسطينيين وكما قلت نحن ندعم حقوقهم. كنا فى الماضى ندعم حماس لاننا رأينا أنها تمثل رغبة الفلسطينيين وهذه هى الديمقراطية. لقد أثبتت الانتخابات الاخيرة أننا كنا على حق.الصحفى..ان لديهم شعبية.الرئيس الاسد..بالضبط. الان هم منتخبون واذا أردت أن تطلق عليهم اسم ارهابيين.. يجب أن تسميهم الارهابيين المنتخبين. هذا لا يهم طالما أنهم منتخبون. فهم يمثلون الفلسطينيين ولا يمكنك القول ان كل الشعب ارهابى.الصحفى..هل تعتقد أن حماس التى تسيطر الان على الحكومة والتى فازت فى الانتخابات والتى تشكل الاغلبية مستعدة للاعتراف بحق اسرائيل بالوجود...الرئيس الاسد..اذا كان الامر متبادلا.. فالجواب هو نعم. لكن اذا ما كنت تتحدث فى اتجاه واحد فلا أعتقد ذلك. لا بد من أن يكون ذلك متبادلا. ماذا عن اسرائيل...هل يعترفون بدولة فلسطينية... علينا أن نسالهم نفس السؤال.الصحفى..كيف نحقق ذلك...الرئيس الاسد..من خلال قرارات الامم المتحدة. منذ عامين على ما أعتقد أو أكثر تحدث جورج بوش عن دولتين اسرائيلية وفلسطينية.الصحفى..كان هو الرئيس الامريكى الاول الذى تحدث عن حق الفلسطينيين فى أن تكون لهم دولتهم الخاصة بهم.الرئيس الاسد..هذا ما نريده وهذا ما تريده حماس ويتوقعه كل الفلسطينيين. لم يقل أحد انهم سيحصلون على دولة خاصة بهم ومن ثم سيجعلون دولة اسرائيل تختفى. لم نسمع بهذا.الصحفى..على ماذا تشجعون أو تشجع حكومتكم حماس...الرئيس الاسد..نشجعهم على التمسك بحقوق الشعب الفلسطينى وهى حقوق سياسية. هذا واضح جدا. هذه الحقوق تشمل حقوق اللاجئين لان لدينا نصف مليون لاجىء فلسطينى فى سورية و بين خمسة أو ستة ملايين لاجىء فى بلدان عربية أخرى ممن لا يسمح لهم بالعودة الى أراضيهم كما تشمل تلك الحقوق الحق بأن تكون لهم دولة مستقلة والحق بالتمتع بعلاقات طبيعية مثل أى دولة أخرى.

الصحفى..اذا ما قال الاسرائيليون والامريكيون انهم لن يتنازلوا أبدا عن القدس ولن يسمحوا أبدا بحق العودة و لن يتراجعوا أبدا الى حدود ال 1967 هل يصبح السلام عندها مستحيلا...الرئيس الاسد..نعم يصبح كذلك لان السلام يتحقق من خلال الحوار وأخذ حقوق الجميع بعين الاعتبار ومن خلال التسويات ومن خلال تنفيذ ما يريده المجتمع الدولى من قرارات مجلس الامن.الصحفى..لقد اقترب والدكم جدا فى المفاوضات مع الاسرائيليين من التوصل لاتفاقية سلام بين سورية واسرائيل بعد أن تستعيد سورية مرتفعات الجولان وتقديم بعض الحقوق للاسرائيليين. كنتم قريبين جدا من ذلك. الرئيس الاسد..كان ذلك أيام حكومة رابين.. وفى الحقيقة رابين كان جادا جدا فى جهوده لتحقيق السلام مع سورية قبل اغتياله. واذا ما كان لنا أن نستخدم الارقام يمكن القول اننا فى تلك المفاوضات توصلنا الى 80 بالمئة تقريبا. وما تبقى كان متعلقا بالمياه لاننا توصلنا الى حل للترتيبات الامنية ولم يتبق سوى بعض التفاصيل مما يعنى أننا اقتربنا بالفعل من السلام.. الا أن اغتيال رابين الغى وأوقف كل شىء.الصحفى..دعنى أنتقل الى حزب الله. قال لى مسؤولون أمريكيون ان السبب وراء وضع سورية على قائمة البلدان التى تدعم الارهاب وجعلها موضع نقد من أميركا هو علاقتها بحزب الله. ذلك أنهم يعتبرون حزب الله منظمة ارهابية بغض النظر عن أنه فاز فى الانتخابات فى لبنان.الرئيس الاسد..دوما يجب أن تعود الى أغلبية الشعب. منذ شهر تقريبا كان هناك استطلاع فى لبنان حول عدد اللبنانيين الذين يدعمون حزب الله وقد أظهر الاستطلاع أن نسبة 80/85 بالمئة من اللبنانيين تدعم الحزب. اذا الامر لا علاقة له بسورية ولا بتصنيفكم لحزب الله بل هو متعلق بالشعب. هذا ما أريد من المسؤولين لديكم أن يفهموه. نحن ندعم الشعب اللبنانى.. فقد تعرضوا للاحتلال الاسرائيلى لمدة اثنين وعشرين عاما ولهذا السبب أصبح لديهم حزب الله وغيره من المنظمات.الصحفى..لكن الاسرائيليين غادروا لبنان عندما كان ايهود باراك يتولى رئاسة الوزراء.الرئيس الاسد..بالضبط. لكن ذلك حدث من دون معاهدة سلام. كان عليهم أن يوقعوا معاهدة سلام مع سورية ولبنان وبعدها كان كل شىء سيصبح طبيعيا.لكن الان كل لبنانى يشعر بالقلق من هجوم اخر تقوم به اسرائيل.. والطائرات الاسرائيلية مازالت تخترق المجال الجوى اللبنانى. لهذا لا يوجد سلام فى حقيقة الامر والاسرائيليون انسحبوا عسكريا فقط.الصحفى..لكن هل تعتبرون حزب الله منظمة ارهابية...الرئيس الاسد..لا.. فهم لم يحصل وأن هاجموا أى مدنى. هم فقط يدافعون عن وطنهم وغير مهتمين بشن أى هجوم داخل اسرائيل. هم فقط يدافعون عن الحدود اللبنانية وهذا هو حقهم.الصحفى..اذا حزب الله لا يقوم بأى هجوم...الرئيس الاسد..لا. لا يقوم بأى هجوم.الصحفى..هل السبب هو أن سورية.. أو أنتم.. تحثونه على ذلك...الرئيس الاسد..نحن بحاجة للاستقرار بشكل عام كما أننا بحاجة للاستقرار فى لبنان. ولهذا السبب نحن دوما نلعب دورا لتحقيق الاستقرار لكن عندما تكون لديك الرغبة بتأدية هذا الدور فانك بحاجة للتعاون. على سبيل المثال.. فى الاسبوع الماضى تلقيت مكالمة هاتفية من السيد انان حول حدود لبنان الجنوبية حيث طلب منى أن العب دورا لانهم سمعوا بعض الاشاعات حول حصول بعض النزاع. فقلت له نحن مستعدون لذلك و نحن بحاجة للاستقرار لكن من يستطيع ممارسة الضغط على اسرائيل... ذلك أن هناك طرفين ولا يمكنك التحدث عن طرف واحد فقط. عندما تتحدث عن الحدود وعن بلدين عليك أن تتحدث عن جانبين. الصحفى..هل يعنى انسحاب سورية من لبنان أن ايران تتمتع بنفوذ لدى حزب الله يفوق النفوذ الذى تحظى به سورية..الرئيس الاسد..نحن نتمتع بنفوذ لدى جميع اللبنانيين وليس فقط لدى حزب الله. حزب الله يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين وايران تتمتع بعلاقات جيدة معه ومع الكثير من اللبنانيين. لذلك لا يمكن القول ان نفوذنا فى لبنان بدأ يضعف كما لا يمكن القول ان الدور الايرانى أخذ يتعزز أكثر. أعتقد أن الوضع مازال على ما هو عليه ولكن بطريقة أخرى. حيث تنتهج كل من سورية وايران طرقا مختلفة لمعالجة المشاكل اللبنانية الان.الصحفى..لماذا سحبتم الجنود السوريين من لبنان...الرئيس الاسد..فى الحقيقة نحن بدأنا بذلك منذ خمسة أعوام وبالتحديد فى العام 2000 وقمنا بذلك لان الوضع فى لبنان أصبح أكثر استقرارا بين نهاية الحرب الاهلية وعام 2000 عندما بدأنا بالانسحاب. فى ذلك الوقت انسحبت اسرائيل من الجزء الاكبر من لبنان فى عام 2000 وعندما يكون جيشك خارج البلاد يكون الامر مكلفا من الناحية السياسية والاقتصادية وغيرها من النواحى.الصحفى..لكن الم يكن ذلك احتلالا...الرئيس الاسد..لا.. فقد دخلنا لبنان بناء على طلب لبنانى.الصحفى..اذا أنتم لا تعتبرون وجود الجنود السوريين فى لبنان احتلالا...الرئيس الاسد..لا.. لا نعتبر ذلك احتلالا. ولو كان احتلالا لكانت هناك مقاومة لذلك الاحتلال. لم نكن محتلين والا فكيف قاتل اللبنانيون اسرائيل لمدة اثنينوعشرين عاما ولم يقاتلوا سورية... ذلك أننا لم نكن محتلين. الصحفى..يشير معظم الناس الى أن قرار سحب معظم الجنود السوريين من لبنان جاء بعد اغتيال الحريرى.الرئيس الاسد..هذا صحيح. ففى عام 2000 بدأنا الانسحاب من لبنان لانه كان علينا القيام بذلك. وقبل اغتيال الحريرى كان هناك القرار رقم /1559/ الذى استصدر فى نهاية عام 2004 مطالبا بسحب كل الجنود السوريين من لبنان. قبل ذلك القرار كنا قد سحبنا 63 بالمئة من جنودنا من لبنان الا أننا اتخذنا القرار الكامل بمغادرة لبنان بعد اغتيال الحريرى.الصحفى.. وما هو السبب...الرئيس الاسد..لان جزءا من اللبنانيين اعتقدوا أن سورية هى التى اغتالت الحريرى. ووقفوا ضد سورية بعد أن كانوا حلفاء لنا. ولهذا السبب انسحبنا. لا يمكننا البقاء فى لبنان عندما يكون بعض اللبنانيين ضد سورية.الصحفى..اعذرنى.. سيدى.. بالقول انه ربما كان محققو الامم المتحدة والرأى العالمى يعتقدون الى حد كبير أن سورية لها علاقة باغتيال الحريرى..الرئيس الاسد..هذا لان بعض اللبنانيين قالوا ذلك. بعد اغتيال الحريرى حاولوا توجيه الاتهام الى سورية. ولا يوجد أى منطق فى ذلك. فرفيق الحريرى كان صديقا لسورية ودعمها فى أصعب المهام التى أنجزها وهى التمديد للرئيس لحود. على الرغم من أن الحريرى كان ضد ذلك الا أنه قام به من أجل سورية.الصحفى..وبالقيام بذلك كان يتحدى سورية...الرئيس الاسد..لا.. فقد وافق على ما أردناه.الصحفى..أخبرنى ما الذى حصل فى الاجتماع المشهور بينكم وبين الحريرى قبلاغتياله...الرئيس الاسد..تحدثنا عن التمديد وقلنا له اننا نعتقد أن التمديد ضرورى الان. فقال انه ليس مع ذلك القرار لكنه مع ذلك.. سيقف الى جانب سورية. كان موقفه جيدا جدا وهذا ما حصل. قلنا له.. لا نريد أن نحرجك فى هذا الموضوع فلك الحق أن توافق أو تعارض . ولو عارض لما كان من الصعب بالنسبة لسورية أن تقوم بذلك أو اقناع الاخرين بالقيام به. قلت له يمكنك أن ترد علينا خلال يومين أو ثلاثة بعد يومين قال انه سيقف الى جانب سورية ويدعم التمديد. هذا ما حصل فى ذلك اللقاء.الصحفى..هذه ليست هى المرة الاولى التى ستسمعون فيها ما سأقوله الان. القصة التى أشيعت تقول انكم قمتم بتهديده وبأنكم /ستكسرون لبنان على رأسه/.الرئيس الاسد..نحن ندين الجريمة....الصحفى يسأل مقاطعا..الاغتيال كان جريمة وأنتم تدينونه لانه لم يكن جيدا بالنسبة لسورية... الرئيس الاسد..بالضبط. لكن اذا وضعنا هذا جانبا هل ستلجأ للتهديد اذا كنت ستقوم بأمر بمثل هذا السوء... بالطبع لا. ثانيا.. اذا كنت ستهدده فأنت تهدده لتجعله يقوم بشىء ما وأنت تنفذ تهديدك عندما لا ينفذ ما تطلبه منه لكنه نفذ ما طلبته منه اذا لماذا تؤذيه... اذا كان قد نفذ ما طلب منه لا داعى لان تلحق به الاذى. هنا يوجد تناقض.الصحفى.. قيل انه بعد عودته الى لبنان قال لابنه انك قمت بتهديده.الرئيس الاسد..هذا ليس صحيحا. لقد سمعنا فيما بعد انه قال ان شخصا من الاستخبارات السورية وجه مسدسا الى رأسه.. لكن الحريرى بنفسه أخبرنى أن بعض المسؤولين من الغرب أخبروه أنهم غاضبون منه لانه وقف الى جانب سورية. لقد أخبرنى ذلك لكنه ربما يكون قد أخبرهم ذلك لهذا السبب. فى الحقيقة لم أهدده ولم يهدده أحد من سورية.الصحفى..هل تعتقد أن أى شخص فى الاستخبارات السورية.. أى شخص.. قد تكون له علاقة باغتيال الحريرى...الرئيس الاسد..لا أعتقد ذلك ولسبب واحد.. ان مثل هذه العمليات تحتاج الى فريق كبير لانها عملية فى غاية التعقيد ولا يمكن لشخص واحد أن ينفذها. لا بد وأن هناك فريقا.. أو منظمة أو استخبارات بلد اخر قاموا بذلك.الصحفى..لكن هذه هى بالضبط النقطة التى أثارها محققو الامم المتحدة. كانت تلك عملية معقدة تحتاج الى أشخاص لديهم معرفة بالاغتيالات والمؤامرات. ربما كانت الاجابة تكمن بين الاستخبارات اللبنانية والسورية.الرئيس الاسد..أولا.. لم يحدث فى تاريخنا أن قمنا باغتيالات. كنا موجودين فى لبنان لمنع هذا النوع من الاغتيالات وقد خسرنا حوالى عشرة الاف جندى لهذا السبب.عليك أن تسال ما مصلحة الحكومة بمثل هذا الفعل... لا يوجد لسورية أى مصلحة بما يحصل. ثالثا.. لان العملية معقدة فهى بحاجة الى جهاز. هذا يعنى أن من ارتكب ذلك لم يكن شخصا واحدا بل أكثر من ذلك. واذا كان هناك من تورط بذلك فسيتم تصنيفه على أنه خائن كما قلت سابقا. وستتم معاقبة مثل ذلك الخائن. لكن هناك فرق بين الخائن والجهاز الحكومى الذى يقف وراءه. حتى الان لا يوجد أى دليل على تورط أى سورى لا من الاستخبارات ولا من الحكومة أو من خارجها.الصحفى.. سيكون هناك حديث بينكم وبين محققى الامم المتحدة خلال الاسابيع القليلة القادمة. وهو حديث وليس تحقيقا وبالضرورة فانك ستقول لهم ما قلتهلى.الرئيس الاسد..بالضبط.الصحفى..اذا ما قدموا دليلا لكم على تورط أحد من عائلتكم سواء كان أخاكم أو زوج أختكم وصدقتم ذلك ما الذى ستقومون به...الرئيس الاسد..أولا دعنى أخبرك أننى متأكد أنه لا يوجد مثل هذا الدليل. أنا واثق مئة بالمئة من صحة ذلك. ثانيا اذا ما افترضنا أن أحدهم.. سوريا أو غير سورى.. متورط وأن لديهم دليلا سيقومون بتقديمه فى التقرير. فهذا عملهم لماذا اذا يسالوننى عن ذلك... لماذا يقدمون الدليل لى... عليهم أن يقدموه فى التقرير.

الصحفى..
هل أثر كل ذلك بطريقة أو بأخرى على سلطتكم وقيادتكم فى سورية...
الرئيس الاسد..
لا.. ربما يكون قد حصل بعض البلبلة فى البداية حيث تشوش الجميع بمن فيهم أنا. الكل كان يقول ما الذى يحصل للبنان والمنطقة لكن خلال فترة قصيرة أصبح الجميع يتحدثون عن مسرحية.. واذا ما سالت أى شخص فى سورية فسيقول لك ان هذه لعبة.
الصحفى..
لكن من وراء هذه اللعبة...
الرئيس الاسد..
اذا ما عدت لتقريرى ميليس ستجد أنهما وضعا بشكل مسبق. والشاهدان كانا مزيفين. الشاهد الاول لم يعترف وكانت لدينا أدلة على ذلك وقدمناها الى ميليس بينما عاد الثانى الى سورية وقال انه أجبر على الاعتراف بأشياء بطريقة معينة. كانت تلك لعبة. لهذا السبب معظم الشعب فى سورية يعرف أن التقارير كانت سياسية. ولم يكن لها علاقة بتحقيق مهنى. ربما نأمل الان مع تعيين المفوض الجديد أن تتحسن الامور كما نراها الان لكن علينا أن ننتظر ونرى.
الصحفى..
هناك انتخابات قادمة فى 2007 وزيرة الخارجية الامريكية تجوب الشرق الاوسط لتعزيز الديمقراطية والرئيس يشجع عليها أيضا. وهم يقولون انه لا فائدة من دعم الانظمة غير الديمقراطية فى المنطقة وانه علينا أن نغيرها.كيف تنظرون الى ذلك... هم يقولون دوما ان الديمقراطية هى الحل فى الشرق الاوسط.
الرئيس الاسد..
بالتأكيد.. الديمقراطية هى الحل لكل العالم ليس فقط فى المنطقة. واذا ما أردت الان أن نتحدث عن مصداقية أولئك الذين يطلقون مثل تلك التصريحات لنأخذ مثالا.. اذا ما نظرت شرقا أجد أبو غريب واذا ما نظرت غربا أجد غوانتانامو.
الصحفى..
بكل تأكيد لا تجد أمريكا ما تفخر به فى ذلك.
الرئيس الاسد..
ما هى العلاقة بين الديمقراطية واحتلال بلد مثل العراق... ما هى العلاقة بين الديمقراطية وأن يكون هناك بين خمسة الى ستة ملايين فلسطينى خارج بلدهم... هناك الكثير من الامور التى تضر بمصداقية أولئك الناس. نعم نحن بحاجة الى الديمقراطية.. لكن الديمقراطية التى نريدها نحن. واذا ما سالت ما هو معنى الديمقراطية بالنسبة لنا عليك أن تعود الى ثقافتنا. يجب أن يتم ذلك خطوة بخطوة وأن يتم من الداخل ومن خلال الحوار بين الشعب فى هذا البلد وبين المجتمع وفى الشرق الاوسط عموما. فأى ديمقراطية مستوردة.. بغض النظر
عن الارادة خلفها.. ستكون فاشلة.
الصحفى..
هل تعتقدون أنه ستكون هناك ديمقراطية فى العراق...
الرئيس الاسد..
هذا يعتمد على الطريقة التى أراها بها الان. هل الديمقراطية أكثر أهمية من الفوضى... الى ماذا تستند... هل تستند الى اقتصاد أفضل... أو أمان أكثر... ما هى فوائد الديمقراطية اذا لم تكن لديك الامور الاساسية فى المجتمع... الديمقراطية ليست كل شىء. الديمقراطية أداة تستخدمها لتحقق وضعا أفضل.فأنت لا تستخدمها لتقول فقط بأنك ديمقراطى.
الصحفى..
لا توجد ديمقراطية فى الاردن وفى المملكة العربية السعودية.. وخاضوا الانتخابات.. لكن..
الرئيس الاسد..
الانتخابات هى النتيجة النهائية للديمقراطية. الديمقراطية هى كيف يفكر الناس وكيف يقبلون ببعضهم البعض. ففى المجتمعات المختلطة كمجتمعنا تكون لديك ديمقراطيات مختلفة عما لديك فى بلدك.
الصحفى..
هناك قضية أخرى فى هذه المنطقة وهى مساعى ايران.. كما يفهمها الكثير من الناس.. للحصول على سلاح نووى. هل تعتقدون أنهم يريدون سلاحا نوويا...
الرئيس الاسد..
لا. لقد قالوا علنا بأن لا مصلحة لديهم بامتلاك أسلحة نووية. أعتقد أن ايران بلد قوى بدون أسلحة نووية. ثانيا.. لا نعتقد أن الشرق الاوسط بحاجة الى المزيد من المشاكل. ثالثا.. تقدمنا بمسودة قرار الى مجلس الامن لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. هذه هى الطريقة التى ننظر بها فى سورية.
الصحفى..
لقد زاركم رئيس ايران الجديد هنا فى دمشق وأنتم زرتموه فى طهران. ما رأيكم برجل يقول بأنه لم تكن هناك محرقة الهولوكوست ...
الرئيس الاسد..
اذا سالت الناس فى المنطقة فانهم سيقولون لك ان الغرب قد بالغ بشأن الهولوكوست. الناس يقولون انه كانت هناك محرقة لكنهم بالغوا فى الامر.
الصحفى..
أنتم لا تصدقون هذا أيضا.. الا تصدقون...
الرئيس الاسد..
المسالة ليست مسالة كم قتل من الاشخاص.. سواء نصف مليون أو ستة ملايين أو شخصا واحدا. فالقتل قتل. على سبيل المثال.. قتل
ثمانية ملايين سوفييتى.. فلماذا لا نتحدث عنهم... ان المشكلة ليست مشكلة عدد الذين قتلوا وانما الطريقة التى يستخدمون بها قصة المحرقة. ماذا يجب على الفلسطينيين أن يفعلوا بالنسبة للهولوكوست لدفع الثمن...
الصحفى.. حتى الناس الذين أعرفهم فى ايران يقولون انهم لا يصدقون مايقوله الرئيس. وهناك أشخاص ممن يصدقون هذا.
الرئيس الاسد..
وفى بلدى سترى رأيين أيضا.
الصحفى..
أود أن أتأكد فيما اذا كنت قد فهمت ما تعتقدونه. أنتم تعتقدون بأنه كان هناك هولوكوست حيث قام النازيون المعادون للسامية بقتل الملايين...
الرئيس الاسد..
نحن.. العرب.. ساميون أيضا. بكل تأكيد كانت هناك مذابح وقعت ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.. لكننى أتحدث عن المفهوم والطريقة التى يستخدمون فيها هذا المفهوم. لكن لا توجد لدى أى معلومات وثيقة حول عدد الذين قتلوا أو كيف قتلوا.. هل قتلوا بالغاز أم بالرصاص.. نحن لا نعرف.
الصحفى..
كان جزء من السياسة النازية هو القضاء على اليهود. وهذه ليست مجرد مذبحة.
الرئيس الاسد..
نحن نرى ما يجرى فى فلسطين بنفس الطريقة.. لكنكم لا ترون هذا بالطريقة ذاتها. فنحن لم نعش فى أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.. بل كنا بعيدين ولا نراها بالطريقة التى يراها فيها الاوروبيون. فستة ملايين فلسطينى يعيشون خارج بلادهم وعشرات ومئات الالاف قتلوا خلال العقود الماضية.
الصحفى..
لنتكلم حول مستقبلكم والاصلاح الذى تقومون به. اشرحوا لى ما الذى تريدون القيام به... لقد قلتم بوضوح انكم تريدون القيام بالاصلاح الاقتصادى قبل الاصلاح السياسى وأنتم تنظرون الى النموذج الصينى. وبالنسبة للصينيين فان لديهم اقتصادا سريع التعاظم الامر الذى يعود بالمنافع على شعبهم.
الرئيس الاسد..
أنا لا أخترع الاصلاح. فالاصلاح يبدأ من التحديات الموجودة لديك. ان الاصلاح لدينا يبدأ من التحديات والمشاكل والعقبات والشكاوى الموجودة أمامنا. واذا جلست مع أى مواطن سورى.. فانك ستسمع منه بصورة أساسية ما يتعلق بالسوءال حول ظروف معيشية أفضل وتأمين المزيد من فرص العمل. يبلغ عدد سكان سورية 18 مليون نسمة تقريبا و60 بالمئة من عدد السكان دون سن الخامسة والعشرين. وهناك 300الف طفل يولد سنويا و200الف شخص بحاجة للعمل كل سنة. والتحدى الاخطر بالنسبة لبلدنا هو توفير فرص عمل لهوءلاء
الشباب. ثانيا.. الاصلاح السياسى مرتبط بالاصلاح الاقتصادى والثقافى ومرتبط برفع سوية المجتمع ككل. لكن نحن بحاجة لوضع الاولويات وأنا لا أعنى بالاولويات التتالى حيث أقوم بالاصلاح الاقتصادى أولا ومن ثم الاصلاح السياسى وهكذا.. بل أتحرك بشكل متواز.
الصحفى..
لكن النقطة المركزية هى خلق فرص عمل...
الرئيس الاسد..
يجب علينا أن نركز على المجال الاقتصادى أولا لانه لا يستطيع الانتظار.. فالناس جياع لان هناك فقرا والناس يريدون أن يضمنوا لاولادهم امكانية الذهاب الى المدارس وامكانية الحصول على أنظمة طبية جيدة. يمكن للناس أن ينتظروا بالنسبة للمجالات الاخرى. لكن بالرغم من ذلك فاننا نتحرك معا فى جميع المجالات. لكن ما الذى تغير فى السنوات الخمس الاخيرة... كانت الاولوية الاولى بالنسبة لنا هى الاقتصاد ومن ثم السياسة.. لكن الان وبعد أحداث 11 أيلول والطريقة التى تعاملوا فيها مع الارهاب.. تغيرت الاولويات بالنسبة لنا.
الصحفى..
كيف أدى ذلك الى تغيير أولوياتكم..
الرئيس الاسد..
أولا.. ان الاولوية الان هى الامن لاننا بدأنا نشهد خلال السنتين الماضيتين المزيد من الارهاب بعد مضى عقدين من الزمن لم نشهد خلالهما أى أعمال ارهابية. أما الاولوية الثانية فهى الاقتصاد وبعد ذلك المجالات الاخرى. الان الجميع يشعرون بالقلق حيال أمنهم. وهذا التغير فى الاولويات ليس أمرا جيدا بالنسبة لنا.. وهو شىء لم نطلبه وانما هو شىء لا نستطيع تجاهله. لكن هذا التغير فى الاولويات لن يوقف الاصلاح. والاكثر أهمية من هذا هو الحالة الفكرية الموجودة. فعندما تتحدث عن الديمقراطية على سبيل المثال فهى تمثل حالة فكرية لقبول الاخر. وعندما يكون هناك ارهاب فانه مستند الى التطرف. وعندما يكون هناك تطرف وارهاب..فلن تكون هناك ديمقراطية لان المتطرفين والارهابيين لا يقبلون بالاخر.ولهذا السبب قلت سابقا ان الديمقراطية هى حول كيفية قبول الرأى الاخر.هذه هى الطريقة التى تأثرنا بها بسبب الحرب فى العراق والحرب فى أفغانستان.
الصحفى..
لنتحدث عن الهلال الشيعى. يقول الملك عبد الله.. من وجهة نظر سياسية.. ان هناك هلالا شيعيا من ايران الى العراق الى حزب الله. وهم يتحدثون عن ذلك الارتباط على أنه شىء يسبب الخوف.
الرئيس الاسد..
تماما. اذا استخدمت هذا المصطلح.. بغض النظر عن الطوائف التى تدرجها تحته.. فانه يعنى أنك تدمر المنطقة. وهذا خطير جدا ونحن قلنا لا.. لنتحدث عن مجتمعات متنوعة. هذه هى الطريقة التى عشنا فيها لالاف السنين أو أكثر.
الصحفى..
وهذا تماما ما يحصل فى العراق اليوم.. عنف طائفى وميليشيات احدى الطوائف تحارب ميليشيات طائفة أخرى.
الرئيس الاسد..
تماما. فعندما تتحدث عن السنة والشيعة.. والعرب والاكراد فانك تقسم البلد.
الصحفى..
وسينتشر التقسيم عبر الحدود...
الرئيس الاسد..
لدينا نفس النسيج الاجتماعى فى الشرق الاوسط بأكمله وجميع هذه المجتمعات مرتبطة ببعضها البعض.
الصحفى..
لكن هل تعتقدون أن أمريكا تسببت بضرر أكبر فى استقرار العراق ببقائها هناك بدلا من مغادرتها.. فالجدل الدائر الان هو أن الشىء الوحيد الذى يحول دون اندلاع حرب أهلية شاملة هو الوجود الامريكى فى العراق الان.
الرئيس الاسد..
أولا.. أينما توجد حرب فهناك اثار سلبية جدا بصرف النظر عن أسبابها أو مكانها. أى حرب هى سيئة فى أى منطقة كانت وغزو العراق هو حرب.
ثانيا.. ارتكب الامريكيون أخطاء سياسية عديدة بحيث بات هناك تراكم لهذه الاخطاء خلال السنوات الثلاث الماضية.. ولهذا السبب ظهرت هذه النتائج.
الصحفى..
هل تعتقدون أن المجتمع الاسلامى المعتدل ساهم بما فيه الكفاية بتحديد ومقاومة المتطرفين كالقاعدة وغيرها والذين يقول كثر انهم يكفرون بالقران.أضف الى ذلك أن الكثير من الناس يرون اليوم أن العالم بحاجة للمزيد من المسلمين المعتدلين لكى يلعبوا دورا.
الرئيس الاسد..
هذا صحيح. لان التطرف يحارب من خلال الاعتدال بصورة عامة.. لكن لا يمكنك أن تفصل الاعتدال فى الاسلام عن الاعتدال فى السياسة أو فى المجتمع. وهذا ينطبق أيضا على التطرف. فلو كانت هناك قضية سياسية حساسة.. لكان المجتمع حساسا بسببها. وسيكون هناك عندئذ تطرف فى المجتمع وتطرف فى الدين. اذا ما تقوله صحيح.. لكننا نحتاج الى جو ملائم لتعزيز الاعتدال.
الصحفى..
لكن كيف يمكن ايجاد مثل هذا الجو..
الرئيس الاسد..
من خلال المواقف السياسية المعتدلة ازاء مختلف القضايا فى المناطق الساخنة فى العالم. ثانيا.. من خلال نشر الثقافة.. والثقافة تعنى الحوار.
ثالثا.. من خلال التطوير الاقتصادى لان الاقتصاد يمكن أن يقودك الى أماكن أبعد من أى وسيلة أخرى. أما الملاذ الاخير.. فى حال كان ضروريا.. فهو التعاون الاستخباراتى وليس الحرب. فالحرب والمواقف السياسية الخاطئة والظلم تدفع الناس لكى يفقدوا الامل. وعندما يفقد الناس الامل فلن يكونوا معتدلين على أقل تقدير.
الصحفى..
فى الختام.. أود أن أنهى هذه المقابلة بسوءالكم عن العلاقة مع الولايات المتحدة. هل تعتقدون أن الولايات المتحدة تتمنى لحكومتكم الخير
أم الشر..
الرئيس الاسد..
لن أتحدث عن الولايات المتحدة بل عن الادارة الامريكية. هناك جناحان فى الادارة وربما أكثر من جناحين. وكل جناح ينظر الى الوضع من منظوره الخاص ومن وراء البحار ومن خلال بعض مراكز البحث هناك.. ولذلك لا يعرفون أى شىء عن منطقتنا.. لانه قد تكون هناك وجهة نظر أو وجهتا نظر أو الاف وجهات النظر حول منطقتنا.. ولذلك هم لا يرون الحقيقة فى نهاية المطاف. هذا هو الوضع. بعض الناس يتمنون أشياء سيئة لنا.. واخرون يتمنون أشياء فى غاية السوء.. والبعض الاخر يتمنى أن يقيم معنا حوارا وتعاونا.
الصحفى..
ماذا عن وزيرة الخارجية الامريكية والرئيس...
الرئيس الاسد..
لم نلتق قط.
الصحفى..
هل ترغبون بلقائهما..
الرئيس الاسد..
نرغب باقامة تعاون مع الادارة الامريكية ومع أصحاب القرار فيها.
الصحفى..
هلا ساعدتمونى على فهم ما يلى.. ما هو نوع المقابل الذى تريدونه.. وما هو
نوع الحوار المناسب بينكم وبينهم...
الرئيس الاسد..
أولا.. يجب على المسوءولين الامريكيين أن يتحدثوا معنا حول مصالحهم..ويجب على كمسوءول سورى أن أتحدث معهم عن مصالحى. لو سالتهم عن العراق لقالوا انهم يريدون استقرار العراق ودعم العملية السياسية وأنهم لن يبقوا فيه.. ونحن فى سورية نريد استقرار العراق وندعم العملية السياسية فيه ولا نود روءية أى جنود أجانب هناك. اذن.. نحن نشاطر الامريكيين نفس العناوين ولهذا يمكننا ايجاد مصالح مشتركة فيما بيننا.
الصحفى..
لكن ماذا لو قالوا ان حزب الله هو مشكلة بحد ذاتها...
الرئيس الاسد..
لا. حزب الله جزء من عملية السلام. لو قالوا انهم يريدون تحقيق السلام لقلنا اننا نريد السلام كذلك. فلو كان هناك سلام لما كانت لديهم مشكلة مع حزب الله أو حماس. اذن.. المشكلة ليست مشكلة منظمات وانما مشكلة عملية السلام. أما اذا قالوا انهم لا يحبون هذه المنظمات فعليهم أن يجدوا حلا.. وهذا الحل يكون من خلال السلام.
الصحفى..
لو تحقق السلام وكان هناك تغيير فى العراق.. ولو نجح العمل السياسى والامنى فى العراق بشكل ما.. فهل تأملون عندئذ بتجديد العلاقات مع الولايات المتحدة.. وبالتالى لا تفرض عقوبات أو قيود على سورية ويعود تدفق البضائع التجارية بين الشركات الامريكية والمستهلك السورى...
الرئيس الاسد..
لا أحد فى المنطقة يرغب بأن تكون علاقاته مع الولايات المتحدة سيئة.فالولايات المتحدة دولة عظمى وأكثر دول العالم تقدما. ومن المفيد جدا لنا أن تكون علاقاتنا مع أمريكا جيدة. أما فى السياسة فقد اعتمدنا على الولايات المتحدة لوقت طويل فى سعينا لتحقيق السلام.. ونود أن نعتمد عليها فى تطوير بلدنا فى مختلف المجالات.
الصحفى..
وتريدون أن تعودوا للفترة التى كنتم تتبادلون معهم المعلومات الاستخباراتية وتتعاونون فى محاربة القاعدة..
الرئيس الاسد..
تماما. لكن يجب أن نأخذ مصالحنا بعين الاعتبار. فالمشكلة مع الادارة الحالية هى أنها تتحدث عن مصالحها فقط ولا تتحدث عن مصالح الدول الاخرى.
وهذه المشكلة ليست مع سورية فقط وانما مع دول أخرى عدة. لكن لو تحدثنا عن النتائج التى حققوها لوجدنا أنهم لم يحققوا مصالحهم. اذ ماذا حقق العالم بعد أربع سنوات من أحداث 11 أيلول... هل حقق وضعا أفضل من السابق... لا يمكننى رؤية ذلك. اذن.. يجب على الامريكيين التعامل مع الحقائق بدلا من اضاعة الوقت فى مناقشة تمنيات أو عناوين أو شعارات.
الصحفى..
سيغادر جورج بوش البيت الابيض عام 2008 فهل سيكون بشار الاسد رئيسا عام 2008
الرئيس الاسد..
يجب أن تطرح هذا السؤال على الشعب السورى بدلا منى. لكنى أود أن أقضى حياتى فى خدمة وطنى. ويبقى من المبكر الحديث عن هذه المسالة.
الصحفى..
سأختم حديثى عند هذه النقطة.. لكن هنا تكمن المعضلة فى فهمكم. فأنت.. كما وصفك جيمس بينيت.. لغز. يقولون انك دكتاتور وبنفس الوقت غير متحكم بالامور.. ويقولون انك تريد الاصلاح وبنفس الوقت أسير لمستشارى أبيك الراحل. كيف تفسر هذا الامر...
الرئيس الاسد..
السبب أنهم ينظرون الى الاصلاح على أنه كلمة واحدة وفى عالم واحد. هناك مئات والاف من أشكال الاصلاح.. وكل شكل يكون بحسب ظروف كل بلد. لو أنهم فهمونا ووعوا ظروفنا وتاريخنا لفهموا أى شكل من أشكال الاصلاح أعنى.لكنهم عندما يروننى أسير بالاصلاح باتجاه مختلف يعتقدون أننى أتحدث عن الاصلاح وأسير باتجاه يختلف عما أتحدث عنه. فى سورية لدينا اصلاح يختلف عن الاصلاح لديهم.. ولو أنهم ديمقراطيون لقبلوا الاصلاح لدينا كما هو. لهذا يقولون اننى غامض.. ولكننى أدعوهم للقدوم الى المنطقة واكتشاف أننا واضحون جدا.. وأعتقد أننا كسورية الاكثر وضوحا بين دول المنطقة. نحن لسنا غامضين. على العكس.. نحن فى غاية الوضوح.
الصحفى..
سيادة الرئيس.. شكرا لكم على استقبالكم لنا فى دمشق.
الرئيس الاسد..
أهلا وسهلا بكم فى سورية.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:54 AM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

أدلى السيد الرئيس بشار الاسد بحديث الى محطة تلفزيون سكاي نيوز التركية .. وأجرى الحوار مع سيادته السيد سرداد أك اينان . وفيما يلي نص الحديث ..

المذيع ..
سيدي الرئيس .. بداية نشكر لكم استقبالكم لنا .. نود أن نبدأ بالعلاقات السورية التركية .. ان كانون الاول موعد مهم جدا بالنسبة الى تركيا بعد استلام حزب العدالة والتنمية الحكم .. 17 كانون الاول كان مهما جدا بالنسبة الى تركيا حيث بدأت العلاقات التركية الاوروبية .. بعد هذا
التاريخ .. كانت هناك زيارة مهمة لرئيس الوزراء أردوغان الى سورية .. وكانت هذه الزيارة مهمة جدا بالنسبة الى السياسة الخارجية لتركيا .. ولكن فيما بعد كانت هناك أصابع خفية تحاول أن تعرقل تطور العلاقات السورية التركية فما هو تقييمكم للوضع الذي الت اليه العلاقات السورية التركية الان ..
السيد الرئيس ..
صحيح ما ذكرته ان هناك ضغوطا .. ليس فقط على تركيا .. وانما على كل الدول التي تتفهم الموقف السوري سواء في منطقتنا أو في مناطق أخرى .. بعضها أوروبية .. مع ذلك .. لم تتأخر هذه العلاقة في السرعة التي تسير بها منذ عدة سنوات .. أحيانا لا تبدو بعض الامور في ظاهرها واضحة .. لكن هذه العلاقة بالمضمون .. تسير بشكل مستمر وثابت وباتجاه الصعود .. وهناك قناعة لدى كل المؤسسات في تركيا ولدى كل الشرائح .. وهذا الكلام من دون مبالغة .. بأهمية العلاقة مع سورية أولا .. ثانيا .. هناك قناعة لدى تركيا ولدى العديد من الدول أيضا في العالم بعدم عدالة ما يحصل مع سورية الان وبأن هذه الضغوط لها أهداف سياسية لا علاقة لها بالعناوين التي تطرح .. أستطيع أن أقول ان العلاقة مع تركيا تسير في سائر المجالات .. الاقتصادية والسياسية .. والتنسيق الامني .. والعلاقات الاجتماعية الطبيعية .. التاريخية أيضا تتطور وتصبح أكثر رسوخا مع الوقت ..

سؤال ..
اسمحوا لنا أن نتوسع أكثر بالموضوع .. على سبيل المثال وزير الخارجية عبد الله غول قام بزيارة مهمة ومفاجئة الى سورية .. وتركيا يبدو أنها قد تحملت أدوارا جديدة في علاقتها مع اسرائيل .. وهناك تحول جدي في السياسة الخارجية التركية فيما يخص الشرق الاوسط .. في الاطار العام .. السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية قد تكون ايجابية بشكل عام .. على سبيل المثال .. أنا كنت هنا عندما زار رئيس الوزراء أردوغان سورية .. وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات قبل عام .. بالتحديد عندما كنت معه .. ماذا جرى لهذه الاتفاقيات التي وقعت .. هل أحدثت خطوات عملية في العلاقة السورية التركية ...
السيد الرئيس ..
أنت تقصد تحديدا الجانب الاقتصادي على ما أعتقد .. هناك اتفاقيات في مجالات أخرى .. ولكن الجانب الاقتصادي كان الاوسع .. طبعا تسير
الامور الى الامام .. ربما تكون هناك أحيانا عقبات ترتبط بالاليات البيروقراطية سواء في سورية أو في تركيا .. هذه العقبات تؤخر أحيانا تطبيق بعض الاشياء .. سورية تقوم الان بعملية تطوير لكثير من الاليات الموجودة لديها .. ومع هذا التطوير تتسارع هذه العلاقات .. لكن هناك لقاءات
مستمرة منتظمة بين رجال الاعمال وبين المسؤولين في البلدين .. والقضية قضية وقت .. هذا من جانب .. من جانب اخر لا تنس أيضا أن العلاقات الاقتصادية تتأثر بالظروف السياسية الموجودة في المنطقة .. فتركيا تأثرت بحرب الخليج الاولى التي حصلت في عام 1991 بعد غزو الكويت في نهاية عام 1990 وما تبعها .. وسورية أيضا تأثرت .. الان حرب العراق تؤثر بشكل أو باخر على العلاقات الاقتصادية وعلى الاستثمار في المنطقة ..

سؤال ..
سيدي الرئيس .. قبل عام تحديدا في هذه المدينة .. كانت هناك صور شاعرية وعاطفية قوية معكم ومع رئيس الوزراء أردوغان والسيدة أسماء والسيدة أمينة .. الا تعتقدون أن هناك تغيرا في موقف أردوغان .. الستم غاضبين من التغيير الذي تشهده سياسات أردوغان ..
السيد الرئيس ..
الحقيقة .. أن ما يهمني هو ما يتعلق بسورية .. لا أستطيع تقويم الجوانب الاخرى بالنسبة للسياسة التركية .. السياسة التركية منذ عدة سنوات اتجهت باتجاه الانفتاح على دول الجوار تحديدا وبشكل كبير .. وهذا شيء .. بالنسبة لسورية .. كما قلت قبل قليل .. لم نشعر بأي تغيير في المضمون .. بالعكس .. أنت تحدثت عن زيارة وزير الخارجية الى سورية منذ أسابيع قليلة .. وأتى وزير الخارجية في أصعب مرحلة كانت تمر بها سورية .. وهي قبل انتهاء مهلة ذهاب الضباط السوريين للتحقيق في فيينا .. كانت الزيارة قبل يوم أو يومين تقريبا .. وكانت بهذا الهدف .. وأتت بطرح جريء جدا وهو تقديم موقع في غازي عنتاب لكي يتم فيه التحقيق .. لم تقم أية دولة أخرى بتقديم مثل هذا الطرح التركي .. أي مثل هذا الطرح الجريء .. فنحن نقدر هذا الشيء ولا أعتقد بأن تغيرا في العلاقات بين سورية وتركيا كان يمكن أن يؤدي الى مثل هذا المقترح التركي ..

سؤال ..
ما هي الخطوات التي حدثت عمليا في هذا الموضوع الذي قلتم عنه .. في موضوع الاقتراح التركي .. علما أننا سنتطرق الى موضوع ميليس فيما بعد.
السيد الرئيس ..
كانت هناك نقطتان .. الاولى .. ما يتعلق بمكان التحقيق .. الثانية .. ما كان يتعلق بالقاعدة القانونية لهذا التحقيق .. كان هناك مقترح سوري أن يتم التحقيق في موقع للامم المتحدة داخل سورية موجود حاليا .. أو في الجامعة العربية .. لم يكن هناك اتفاق حول المكان بشكل نهائي .. طبعا .. لم نكن نرفض فيينا .. أو موقع الامم المتحدة في فيينا .. لكن كنا نعطي أولويات .. فكان الطرح التركي أن يكون البديل هو غازي عنتاب مع تقديم تركيا الضمانات القانونية المطلوبة من قبل سورية .. فاذا .. الطرح التركي كان يغطي الجانبين المطلوبين بالنسبة لسورية .. طبعا تم لاحقا تحقيق هذه الاشياء في فيينا .. لان المقترح التركي رفض بكل الاحوال من قبل لجنة التحقيق .. لكن كمبدأ .. كان الطرح التركي جريئا ويتوافق مع مصلحة سورية ومع الاشياء التي كنا نطلبها ..

سؤال ..
ولكن لم يقبل هذا الطرح التركي .
السيد الرئيس ..
لم يقبل من قبل لجنة التحقيق .. أما سورية فقد وافقت عليه واعتبرته طرحا جيدا جدا ..

سؤال ..
والان ننتقل الى موضوع تقرير ميليس .. وهذا اللقاء هو الاول بعد تقرير ميليس الثاني .. كيف تقيمون تقرير ميليس .. ما الذي سينتهي اليه هذا التقرير ..
السيد الرئيس ..
طبعا لدينا ملاحظات على التقرير الاول والتقرير الثاني .. ربما الاستنتاجات .. التقرير هو عبارة عن سرد للقاءات مع أشخاص .. شهود
حقيقيين وشهود مزورين .. أي كلا الحالتين .. ولكن التقرير في النهاية يقول انه لم ينته .. الاخطر من التقرير .. هو أن يبنى قرارا مجلس الامن
على تقريرين كلاهما غير منتهيين .. كيف يبنى قرار مجلس الامن على مثل هذا التقرير .. هنا الخطورة الاكبر .. أي بقرارات مجلس الامن .. أو بالية صدور هذه القرارات وليس بالتقرير بحد ذاته .. بما أنه لم ينته .. فعلينا أن ننتظر حتى ينتهي التحقيق لكي نحكم عليه .. مع وجود بعض الملاحظات التي تحدثنا عنها ..

سؤال ..
بشكل ملموس .. ما الذي تنتظرونه من نهاية هذا التقرير .. فيما يتعلق بالشهود .. هناك الكثير من الملاحظات على الشهود .. ولكن في نفس الوقت الاغتيالات مازالت مستمرة .. سمير قصير .. جبران تويني .. اغتيلا بنفس الاسلوب الذي اغتيل به الرئيس الحريري .. الرأي العام العالمي .. كل الناس .. توجه أصابع الاتهام الى سورية .. الا تعتقدون أن هذا ضغط دولي عليكم ..
السيد الرئيس ..
نعم .. الحقيقة أن القضية سياسية بشكل واضح لا علاقة لها بالعمل الاجرامي الذي يحصل في لبنان .. ما ننتظره من التقرير هو أن يكون تقريرا احترافيا .. هذا يعني أن يصل بالنتيجة النهائية الى من هو الفاعل لجريمة الرئيس الحريري .. طبعا .. التقرير لا علاقة له بالجرائم .. التحقيق لا علاقة له بالجرائم الاخرى .. ربما الان يوسع بهذا الاتجاه .. بكل الاحوال .. كل هذه الجرائم متشابهة كما قلت .. وكمبدأ نرفضها جميعا .. بالنسبة لنا في سورية .. ولاننا مطمئنون بشكل كامل الان لبراءة سورية خاصة بعد التحقيقات التي حصلت .. نعتقد بأن وصول هذا التقرير للنتيجة النهائية سيبرئ سورية .. في حال كان تقريرا موضوعيا وبعيدا عن الضغوط السياسية .. أما الاتهامات تجاه سورية .. طبعا كما قلت قبل قليل .. نحن نرفض هذه الاتهامات وندين هذه الجرائم .. لكن لو وضعنا المبادئ جانبا وتحدثنا عن الوقائع والحقائق على الارض .. فعلينا أن نفكر أولا .. هل لسورية مصلحة في أية عملية اغتيال من التي حصلت .. لا توجد لدينا أية مصلحة مباشرة .. بالعكس .. نحن دائما نخسر من مثل هذه العمليات .. فمن يتهم سورية علينا أن نساله سؤالا بسيطا .. أين ربحت سورية .. وعلى أي أساس اتهمت سورية .. هم يتهمون سورية على أساس وحيد .. أن هذا الشخص كان متفقا مع سورية أو هو ضد سورية .. هذا لا يعني شيئا .. هؤلاء الاشخاص بعضهم ضد سورية ويهاجم سورية .. والبعض يشتم سورية منذ أكثر من 25 عاما .. لماذا اليوم تقوم سورية بهذا العمل .. هذا كلام غير منطقي ولا يمكن تبريره .. فكما قلت .. القضية قضية سياسية بامتياز .

سؤال ..
سيدي الرئيس .. مع ذلك هناك الكثير من التحاليل فيما يخص قضية ميليس .. ما يسمى الكوادر القديمة الموجودة في سورية .. منها عبد الحليم خدام .. غازي كنعان .. قالت بعض المقالات ان اصف شوكت وشقيقكم ماهر كنتم قد التقيتم في جلسة خاصة وناقشتم موضوع اغتيال الحريري .. البعض يقول انكم اختلفتم في هذا الموضوع .. على سبيل المثال خدام لم يعد مسؤولا في سورية بعد مؤتمر حزب البعث .. غازي كنعان انتحر فما هو ردكم على مثل هذه النظريات ..
السيد الرئيس ..
كل هذه النظريات اعلامية .. يعني أنه لا توجد حتى الان أية معطيات واضحة في عملية الاغتيال .. فيمكن أن يحللوا بالطريقة التي يشاؤون .. ولكن أيضا نسألهم سؤالا .. كيف عرفوا بأسرار هذه اللقاءات بين شخصين أو ثلاثة .. كيف يعرفون .. الان على سبيل المثال .. يطرحون لوائح اغتيال .. نقول من أين أتت هذه اللوائح .. هناك أشياء أحيانا .. لنقل أنها مسلية أو مضحكة .. لكن لا يمكن أن نعتمد عليها .. أيضا جزء من هذا الكلام هو في اطار الضغط السياسي على سورية .. رفيق الحريري كان صديقا لسورية .. كان متعاونا مع سورية حتى اللحظة الاخيرة .. وكانت له تصريحات معلنة بهذا الاتجاه .. وهم يتهمون سورية بأنها هددته في موضوع التجديد للرئيس اللبناني اميل لحود .. لكن هو استجاب لهذا الطلب السوري .. هذا يعني أنه لا يوجد موقف لرفيق الحريري ضد سورية لكي نقول بأنه اختلف معها .. هذا مثال على الية تفسير البعض لما يحصل عن سوء نية أو عن حسن نية .. لكن كل ما يقال هو عبارة اما عن اشاعات أو قصص مفبركة ومحضرة بشكل مسبق لادانة سورية ..

سؤال ..
هذا يعني أن كل هذه الامور .. يمكن تفسيرها باطار نظرية التآمر .. والبعض يحاول أن يخلق لسورية الكثير من المشاكل .. من هنا نود أن ننتقل الى الموضوع الامريكي الخاص بالشرق الاوسط الكبير .. البعض يقول ان هناك أمام الرئيس بشار الاسد خيارين .. الاول أن يستنكر اغتيال الحريري ويسلم من له علاقة باغتياله .. ان كان هناك فعلا من له علاقة .. وبذلك يتخلص من كل الاتهامات الموجهة اليه .. الخيار الاخر .. أن يرفض كل ما يقال له بهذا الموضوع وينغلق داخليا .. فأي الخيارين هو المهم بالنسبة لكم ..
السيد الرئيس ..
أنا أعلنت بشكل واضح سابقا .. الخيار الاول بأنه اذا كان هناك شخص سوري متورط في أية عملية اجرامية من هذه العمليات .. سوف يحاكم .. هذا كما قلت في أحد اللقاءات يعتبر خيانة في القانون السوري .. فهذا الموضوع ليس قابلا للنقاش بالنسبة لنا .. لكن هذا الخيار بحاجة الى أرضية قانونية وأرضية موضوعية .. بمعنى اخر .. أن يبنى على أدلة .. لا يمكن أن يبني على مزاجات سياسية لبعض الدول أو لبعض المسؤولين في هذه الدول .. يجب أن يبني على أدلة واضحة .. وهذا ما كنت أتحدث عنه بالنسبة للتقرير .. من مهام التقرير أن يأتي بهذه الادلة لشخص سوري أو لشخص اخر في أي مكان في العالم .. ولكن موقفنا في سورية واضح .

سؤال ..
الان نسال عن موضوع الشرق الاوسط الكبير .. أمريكا تحاول أن ترتب أمور المنطقة من جديد .. تركيا كانت سريعة في فهم استراتيجيات الولايات المتحدة الخاصة بالشرق الاوسط .. وبدأت تتعامل مع هذه المعطيات الجديدة .. كيف تتعامل سورية مع هذه المعطيات ومع المشروع الامريكي ..
السيد الرئيس ..
لا أعرف ماذا يقصدون بالشرق الاوسط الكبير أو الصغير .. لكن ما يهمنا في الموضوع هو .. هل تتعارض أية طروحات مع مصالحنا أم لا .. طبعا أنا عندما أنتقد مصطلحا .. أنتقده لانه يأتينا من الخارج .. نحن في الشرق الاوسط .. نحن من يجب أن يحدد التسميات .. ان أردنا أن نسمي أنفسنا شرق أوسط كبيرا أم صغيرا أم وسطا .. فنحن المعنيون .. لكن كما قلت .. المهم المضمون الذي يجب الا يتناقض مع مصالحنا .. مع علاقاتنا الطبيعية التاريخية .. مع ثقافتنا .. لان الثقافة .. وهي تراكم لتاريخ .. عندما تمس فانها تؤدي الى نتائج سلبية تؤثر على استقرار المنطقة .. فلا نستطيع أن نفصل الثقافة عن المجالات الاخرى .. لكن أنا لا أعتقد .. بمعزل عن نية من يطرح هذه المصطلحات .. لا أعتقد بأن أحدا .. خارج منطقتنا .. قادر على فهم مصالحنا أكثر منا .. فيجب أن يكون الطرح منطلقا من هذه الدول .. بمعنى اننا .. مع احترامنا لرأي الاخرين .. لا نستطيع أن نجعل مراكز الابحاث تحدد لنا مستقبلنا .. تاريخنا يحدد المستقبل .. مصالحنا وعلاقاتنا المباشرة كدول تعيش في هذه المنطقة ..

سؤال ..
الى جانب ذلك .. هناك في سورية بقيادة الرئيس بشار الاسد جدول أعمال مهم .. هناك خطوات سريعة ومهمة على طريق الاصلاح الديمقراطي في سورية .. والجميع يرى ذلك .. ولكن هناك قوى تحاول أن تعرقل هذه الاصلاحات على الرغم من كل المساعي الشخصية التي تبذلونها ..
السيد الرئيس ..
أنتم مررتم بتجارب مماثلة في تركيا .. وكانت هناك مسيرة عمرها عقود ومرت بمراحل كانت فيها اخفاقات .. وهذا طبيعي .. فأية عملية تحرك للامام على مستوى دولة كبيرة فيها الملايين أو عشرات الملايين لابد أن تكون هناك اراء مختلفة وفهم مختلف وأداء مختلف لدى المقتنعين بالعملية .. فمن الطبيعي في البداية أن يكون هناك تناقض وتعثر بين كل هذه القوى الى أن تصل الدولة والمجتمع الى مفهوم موحد لعملية التطوير .. وهذا الشيء بحاجة الى وقت وبحاجة الى حوار مكثف وبحاجة للاستفادة من الاخفاقات التي تحصل .. فهذا الشيء طبيعي .. لكن أن نقول بان التطوير يجب أن يكون سريعا .. هذا مستحيل .. لان هذا الشيء مرتبط بامكانيات البلد .. الامكانيات المادية والامكانيات البشرية .. ومرتبط بالظروف السياسية التي تعيشها المنطقة والتي تعيشها سورية تحديدا .. على سبيل المثال .. نحن الان نحاصر في كل شيء .. في التقنيات .. حتى الشركات التي يمكن أن تساعد في عملية التطوير تمنع من المجيء الى سورية .. حتى عملية التطوير .. ربما نسمع من بعض المسؤولين الاجانب بأنهم حريصون على التطوير في سورية لكن في الواقع ما يحصل هو العكس .. فعلينا أن نرى كل هذه الامور بشكل موضوعي وعندها نرى أن العملية ربما تسير ولكن ليست سريعة كما قلت لهذه الاسباب .. لكن المهم أن نبقى نسير باتجاه الامام .. بمعنى واضح ربما يكون هناك بطء .. لكن لا يوجد توقف لهذه العملية .

سؤال ..
والان لننتقل الى الاحتلال الامريكي للعراق .. الاحتلال الامريكي واجه مقاومة شديدة وبالمقابل أمريكا تتهم سورية بدعم المقاومة العراقية وأنتم قلتم للجميع ان الحدود مفتوحة .. وأنا شخصيا زرت الحدود السورية التركية ورأيت التدابير التي اتخذتها سورية على الحدود مع العراق .. ولكن هناك من يقول ان واشنطن وقعت اتفاقا مع دمشق لملاحقة المتسللين داخل سورية بعمق 20 كم .. هل هذا صحيح ..
السيد الرئيس ..
هذا الموضوع طرح علينا في عام 2004 في شهر أيلول من خلال وفد أمريكي أتى الى سورية .. ونحن قلنا انه لا يوجد لدينا مانع أن يكون هناك اتفاق سوري عراقي وأمريكي لمراقبة الحدود .. لكنهم ذهبوا ولم يعودوا .. وحاولنا متابعة هذا الموضوع لاحقا .. فلم نر أية استجابة .. فغير صحيح أنه تم التوقيع .. طلبنا منهم أن يقولوا ما هي التفاصيل المطلوبة على الحدود .. لم يأتنا أي رد على الاطلاق .. لنا مصلحة في سورية بضبط عملية الحدود بمعزل عن المطالب الامريكية وهي معاناة قديمة بالنسبة للحدود السورية العراقية لكن كما تعرف من خلال الحدود السورية التركية لا يمكن ضبط الحدود بشكل كامل مئة بالمئة .. من جانب اخر .. لا يمكن ضبطها من جانب واحد .. كما قلت .. سورية اتخذت تدابير لكن لو نظرنا الى الجانب الاخر من الحدود العراقية .. فلا يوجد أي تدبير لا عراقي ولا أمريكي .. ما جعل الحدود السورية التركية مضبوطة الى الحد الاقصى وهي حدود أطول بكثير من الحدود مع العراق ومعقدة أكثر من النواحي السكانية ومن النواحي الجغرافية .. مع ذلك .. هي مضبوطة بشكل جيد بسبب التعاون السوري التركي .. فمن دون تعاون لا يمكن أن يحصل هذا الشيء .. أعتقد بأن هناك بعض المجموعات في الادارة الامريكية لا تريد أن يكون هناك تعاون سوري لكي تبقى تقول بان سورية لا تتعاون .. هذه اللعبة أصبحت واضحة بالنسبة لنا لانهم لم يطلبوا شيئا من هذه الاشياء كما قلت لانها تتوافق مع مصالحنا .. وقلنا لا بالعكس نحن متحمسون لمثل هذا التعاون لكنهم يطرحون الفكرة ويتوقعون منا أن نقول لا .. وعندما نقول نعم هم يهربون منها ..

سؤال ..
اذا ماذا ستفعلون .. وبصراحة أريد أن أفهم هذا الموضوع .. أنتم بنية صادقة تريدون أن تحلوا هذه المشاكل وفق موازين القوى الموجودة في
المنطقة وتسعون لتطوير العلاقات مع تركيا .. أنتم وكرئيس جمهورية .. ماذا ستفعلون في هذه الظروف ..
السيد الرئيس ..
أولا .. سنحافظ على مصالحنا .. سنبقى متمسكين بهذه المصالح وبالمبادئ .. القضية ليست قضية قصيرة المدى لانه ربما تكون هناك مخاطر وضغوطات وثمن ندفعه لفترة قصيرة .. علينا أن ندفع ثمنا ما دمنا نحافظ على استقلاليتنا .. لا نتنازل عن هذه الاستقلالية .. في الوقت نفسه .. ليس كل شيء سلبيا .. لا أستطيع أن أقول ان ما طرحته في سؤالك هو لوحة سوداء .. لا .. فيها الابيض وفيها الاسود .. كما قلت في البداية عن العلاقة مع تركيا هي جانب أبيض .. ودول الجوار هامة في هذا الموضوع .. بالنسبة للعلاقة مع الشعب العراقي .. الشعب العراقي يتفهم موقف سورية ويعرف تماما أن سورية لا علاقة لها بتهريب الارهابيين الذين يتحدثون عنهم .. هم يأتون غالبا من دول أخرى ولكن الاتهام يأتي الى سورية .. هذه نقطة ايجابية ثانية .. هناك المزيد من التفهم لموقف سورية خلال الاشهر الاخيرة على مستوى العالم وخاصة هذا الشهر تحديدا بعد صدور التقرير الاول والثاني بالنسبة لموضوع لبنان .. فاذا الصورة أفضل بكثير من قبل .. ولا يمكن للالاعيب السياسية عندما تكون مبنية على أشياء خاطئة وهمية أن تستمر .. تبقى مؤقتة .. فنحن ننظر الى البعيد .. العلاقة معكم ومع دول الجوار هي علاقة ستستمر لمئات السنين .. فعلينا أن ننظر بهذه الطريقة قبل أن نرى بعض الالاعيب السياسية .. لذلك أنا لست قلقا كثيرا من هذه الظروف الصعبة .. ليست سهلة .. لكنها بكل تأكيد ستمر وستكون النتيجة لمصلحتنا .,

سؤال ..
هناك انتخابات عراقية شارك فيها 70 بالمئة من الشعب العراقي بما فيهم السنة .. ما هو مستقبل العراق برأيكم بعد الانتخابات ..
السيد الرئيس ..
هذا يعتمد على الدستور وعلى ما يطرح بالنسبة لموضوع الفيدرالية .. نحن نعتبر جوهر الموضوع هو وحدة العراق .. جوهر المستقبل .. جوهر مستقبل المنطقة ليس فقط العراق .. نحن وأنتم وبقية الدول وربما دول بعيدة يعتمد مستقبلها واستقرارها على مستقبل العراق .. هذا الدستور يجب أن يحظى باجماع جميع أو معظم العراقيين لكي يؤدي الى وحدة العراق .. أي دستور يحصل حوله خلاف سيؤدي للانقسام الموجود الان كنتيجة للحرب على العراق .. وبالتالي استمرار هذا الانقسام سيكون هو الارضية التي تبنى عليها أية حرب أهلية مستقبلية أو أي تقسيم للعراق .. بمعزل عن أي حرب أهلية مفترضة .. ونحن طبعا لا نتمنى أن نرى هذا الشيء .. لذلك من الضروري جدا أن نقف مع الشعب العراقي بعيدا عن الطروحات السياسية التي تطرح هنا وهناك لاهداف أخرى .. يجب أن ينطلق تعاملنا كدول جوار من مصلحة ومن رغبات الشعب العراقي الذي يؤكد على موضوع وحدة العراق .. هكذا نرى مستقبل العراق .. كل شيء اخر هو ثانوي .

سؤال ..
الى جانب ذلك تركيا لاول مرة منذ 30/40 عاما يبدو أنها بدأت تعيد النظر في سياساتها الخاصة بالعراق .. فالفيدرالية الكردية في شمال العراق أقرت في الدستور .. وتركيا تحاول أن تغير سياساتها بالاعتراف بهذا الواقع المفروض في شمال العراق .. كيف تقيمون الموقف التركي في شمال العراق ..
السيد الرئيس ..
ستكون هناك الان مؤسسات منتخبة جديدة وربما تقر دستورا مختلفا قبل أن نفترض بأن كل شيء أصبح نهائيا لان كثيرا من العراقيين الذين نلتقي بهم غير راضين عن هذا الموضوع .. وكما قلت هذا الشيء مقلق وعلينا أن نفهم جميعا وعلى العراقيين بمختلف شرائحهم أن يفهموا أن أي شيء دائم يجب أن يحظى بالاجماع .. النقطة الثانية ما يتعلق بالفيدرالية .. لكي لا نضع أنفسنا مكان العراقيين ونحدد ما هو الصح وما هو الخطأ .. فعلى الاقل نقول ان هناك أشكالا مختلفة من الفيدراليات وما ينجح في دولة لا ينجح في دولة أخرى .. لكن ما نراه بالنسبة للعراق .. أية فدرالية مبنية على أساس طائفي أو عرقي .. هي التي ستؤدي الى تقسيم العراق أو الى التهيئة أو اشعال فتنة بين العراقيين .. فان كان هناك ضرورة أو حاجة أو رغبة للفيدرالية في العراق يجب أن تكون مبنية على أساس وطني وليس على أى أساس اخر .. هذا الموضوع بحاجة لكثير من النقاشات بين العراقيين .. لا أستطيع أنا أن أحدد ما هو الشكل الافضل للفيدرالية .. لكن بكل تأكيد هناك اجماع في العراق من قبل معظم القوى التي نلتقي بها ولدى دول الجوار بأن الفيدرالية على أساس عرقي وطائفي هي خطيرة وتؤثر على العراق وعلى دول الجوار بشكل مباشر .. وفي هذه الحالة تصبح قضية تعنينا ولا تعني فقط العراقيين .

سؤال ..
هذا الموضوع مطروح للنقاش في تركيا بشكل جدي لاننا عندنا مشكلة كردية في تركيا .. وهناك مشكلة كردية أعتقد في سورية .. على سبيل المثال أولئك الذين لا يملكون حق المواطنة والقاسم المشترك بالنسبة لتركيا فيما يخص المشكلة الكردية هو حزب العمال الكردستاني التركي .. تركيا تحاول أن تجد حلولا ديمقراطية من خلال تصريحات رئيس الوزراء أردوغان لحل المشكلة الكردية ديمقراطيا وسياسيا .. هل هناك تغيير أيضا في المفهوم السوري لحل المشكلة الكردية داخل سورية على سبيل المثال ..
السيد الرئيس ..
هناك شيء ثابت هو أولا أن الاكراد جزء أساسي من النسيج الاجتماعي في منطقتنا وليس جزءا مصطنعا .. يجب أن نضع هذا الموضوع بعين الاعتبار .. ولكن علينا أن نفصل العمليات الارهابية أو الاحزاب المتطرفة عن المشكلة الكردية .. الارهاب يجب الا يرتبط بمشكلة شريحة معينة في أي مجتمع من المجتمعات .. النقطة الثانية بالنسبة لنا في سورية أن المشكلة الكردية هي مشكلة تقنية لها علاقة باحصاء حصل في عام 1962 ولم يكن هذا الاحصاء دقيقا من الناحية التقنية .. ولم تكن هناك مشكلة سياسية ولو كانت هناك مشكلة سياسية تجاه الموضوع الكردي لما حصل الاحصاء في الاساس .. لذلك بالنسبة لنا في سورية نقوم بحل هذه المشكلة أيضا تقنيا لانه لا توجد أية موانع سياسية .. لكن كل شيء نفكر به هو أن هذا الموضوع يرتكز على القاعدة الوطنية وعلى تاريخ سورية الذي لم يتغير في الماضي منذ الاستقلال ولن يتغير في المستقبل .

سؤال ..
سوف نتطرق لموضوع اسرائيل كنتم على وشك التوقيع على اتفاقية مع اسرائيل عام 2000 أعتقد سورية لم تكن متشجعة انذاك لمثل هذا .. والان تركيا تحاول الوساطة بين سورية واسرائيل .. هل هناك احتمالات لحل الخلاف مع اسرائيل ..
السيد الرئيس ..
هذا الموضوع له عدة أطراف .. أولا الاسرائيليون سواء الحكومة أو الشعب .. لا نرى الان اهتماما من قبل الحكومة الاسرائيلية ولا ميلا شعبيا
اسرائيليا لعملية السلام بشكل جدي .. ربما بسبب الظروف التي مرت خلال السنوات الماضية .. طبعا هذه الظروف ليست مبررا لكي يبتعدوا عن السلام .. الجانب الثاني .. هو سورية .. أو الاطراف الاخرى العربية المعنية بعملية السلام كالفلسطينيين واللبنانيين .. ولا أعتقد بأن هذه الرغبة تغيرت على الاقل بالنسبة لنا في سورية .. موضوع السلام مازال قائما على أساس قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن .. الجانب الثالث .. هو الولايات المتحدة .. منذ أتت الادارة الامريكية الحالية .. لم تبد أية رغبة حقيقية في السلام وخاصة على المسار السوري .. فاذا كان الطرف الامريكي والطرف الاسرائيلي غير مهتمين بعملية السلام .. فلا نستطيع أن نتوقع أن يكون هناك أي تحرك جدي قريب .. بنفس الوقت تركيا حاولت أن تلعب دورا ايجابيا في هذا الموضوع .. خاصة خلال زيارتي لتركيا .. وكان هذا من أوائل المواضيع التي طرحها الرئيس أحمد نجدت سيزر معي .. وقلت له في ذلك الوقت اننا نثق بتركيا فهي متفهمة لموقفنا ودائما موقف تركيا عادل من قضية السلام ومن القضية العربية بشكل عام .. الموضوع الفلسطيني موضوع الاراضي السورية المحتلة أي الجولان .. فتستطيعون أن تتحركوا .. ونحن ندعم أي دور تركي في هذا الموضوع .. كان هناك في الواقع رفض اسرائيل لاي دور لانه لم تكن هناك رغبة في عملية السلام .. كما قلت الموقف السوري لم يتغير .

سؤال ..
اسمحوا لي أيضا أن أسال سؤالا عن ايران .. فلايران دور مهم في المنطقة خاصة بعد الدور الايراني في العراق .. تصريحات أحمدي نجاد الخاصة باسرائيل .. كيف تقيمون الموقف الايراني في العراق أو تصريحات السيد أحمدي نجاد ..
السيد الرئيس ..
لا أريد أن اخذ جزءا من الصورة .. دعنا نأخذ الصورة كاملة لكي تكون الرؤية أيضا موضوعية .. من يهدد دائما ومنذ عقود هو اسرائيل .. هي تهدد سورية وتهدد العرب بشكل عام وتهدد ايران .. وهي التي قصفت في يوم من الايام المفاعل النووي العراقي في عام 1981 اي أنها هي دائما البادئة في الاعتداء الفعلي وفي التهديد .. أي شيء تسمعه في منطقتنا تجاه اسرائيل هو رد فعل على ما تقوم به اسرائيل وعلى ما تقوله اسرائيل .. فاذا علينا أن نهتم بالفعل لكي نفهم رد الفعل سواء ما صرح في ايران أو ما يصرح في أي مكان اخر في منطقتنا .. بالنسبة للموضوع الاخر النووي .. ايران لها الحق بحسب المواثيق الدولية أن تمتلك الطاقة النووية لاغراض سلمية وهي تقول هذا الشيء بالسر وبالعلن أن هدفها هو الطاقة النووية السلمية وليس العسكرية .. لكن المبرر الذي نسمعه من بعض المسؤولين الاجانب هو أنهم يخشون من امتلاك ايران للطاقة النووية العسكرية .. لنفترض أن هذا الكلام صحيح .. ماذا عن الاسلحة النووية الاسرائيلية .. علما أنه يقال بانها بمئات القنابل النووية .. اذا كنا قلقين فعلينا أن نقلق من اسرائيل أولا لانها الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي في الشرق الاوسط .. من جانب اخر .. موقف سورية دائما هو مع اخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل وقمنا في عام 2003 بتقديم مقترح لمجلس الامن عندما كنا عضوا مؤقتا في المجلس .. قمنا بتقديم مقترح لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل .. ورفض هذا المشروع من الولايات المتحدة أولا .. فاذا كانوا قلقين من وجود أسلحة الدمار الشامل00 فليتفضلوا وليوافقوا على المقترح السوري الموجود في مجلس الامن .. أو أن نبقى نتعامل مع المنطقة بمعايير مزدوجة .. وربما أكثر من مزدوجة .. هناك عشرات المعايير لديهم كما أعتقد .. فهذا الكلام لن يؤدي الى نتيجة .

سؤال ..
لننظر الى الصورة بشكل عام .. على سبيل المثال ما يسمى بخماسية شنغهاي روسيا الصين .. هناك مساع لتكتلات جديدة .. في أمريكا اللاتينية هناك حكومات ورؤساء جدد ضد أمريكا .. كيف تنظرون لهذه التغيرات الاقليمية .. وكيف تنظر سورية لهذه التغييرات ..
السيد الرئيس ..
طبعا أي تكتل على مستوى العالم أراه بشكل ايجابي .. لا نراه بشكل سلبي .. خاصة الدول الصغرى تنظر بشكل ايجابي أكثر من غيرها لهذه التكتلات .. ونعتقد بأن العالم عبر التاريخ عاش دائما على توازن القوى .. قوتين أو أكثر .. أعتقد للمرة الاولى .. بحسب التاريخ الذي نعرفه .. توجد قوة وحيدة .. لاشك أن الدول الكبرى شعرت بهذا الخطر .. نحن شعرنا بهذا الخطر مبكرا .. ودفعنا ثمنه أيضا سريعا .. فأعتقد بأن هذه التكتلات هي رد فعل طبيعي على استفراد قوة وحيدة بكل قرارات العالم .. وربما ليس فقط بالقرارات .. ربما أحيانا بمحاولة السيطرة على الموارد المادية المختلفة .. فأنا أنظر اليها نظرة ايجابية وأعتقد بأنها طبيعية ..

سؤال ..
هل تفكر سورية بالاقتراب من هذه التكتلات باتفاقيات ثنائية أو جماعية .. والقيام بخطوات عملية للتقارب مع هذه التكتلات ..
السيد الرئيس ..
طبيعي .. لا نستطيع أن نعيش معزولين عن العالم .. لابد أن نكون جزءا من هذه الحركة وهذه الديناميكية الايجابية على مستوى العالم .. أنتم الان تسعون لان تكونوا جزءا من أوروبا بالرغم من أن تركيا قطعت خطوات كبيرة في التطوير خلال العقود الماضية في المجالات المختلفة .. مع ذلك لكم مصلحة أن تكونوا جزءا من هذه التكتلات الكبرى .. سورية أيضا في نفس الاتجاه ولكن بشراكة مع أوروبا وليس أن نكون جزءا من الاتحاد الاوروبي ..ولكن الشراكة هي أيضا مسعى في هذا الاتجاه .. هناك سوق عربية مشتركة .. هناك تكتلات أخرى في اسيا تحصل ولابد أن نكون جزءا منها .


سؤال ..
أود أن أسال عن منظمة المؤتمر الاسلامي .. تركيا تولى هذه المنظمة اهتماما كبيرا وتحاول أن تحول هذه المنظمة بديلا أو منافسا للامم
المتحدة .. أنا أعرف مستشارا للسيد رئيس الوزراء البروفسور أحمد تودغلو .. هناك مساع من تركيا للحصول على دعم عربي واسلامي في هذه المنظمة ..
السيد الرئيس ..
أنا لا أراها بديلا للامم المتحدة ولا منافسا .. أراها متكاملة مع الامم المتحدة ... لكن عندما تتحول الامم المتحدة الى أداة بيد بعض الدول الكبرى ولا تعود الامم المتحدة بميثاقها الذي يسعى الى تحقيق السلام والعدل وغيرها من المفاهيم الموجودة في الميثاق .. فعندها تصبح هذه المنظمات وهذه التكتلات بديلا للامم المتحدة .. لكن بكل الاحوال بمعزل عن دور الامم المتحدة لابد من أن نركز على منظمة المؤتمر الاسلامي .. فهي مهمة جدا خاصة أننا الان لم نعد في هذا الزمن بصراع سياسي أو اقتصادي .. أصبح السياسي والاقتصادي يترافق مع حرب ثقافية وحرب تأخذ توجها واضحا صارخا باتجاه الاسلام .. هناك محاولة لتشويه كل الدول الاسلامية .. تشويه ثقافتها وحضارتها على أساس أن كل مسلم متطرف وكل مسلم ارهابي وهكذا .. وأعتقد بأن تركيا وسورية لهما دور مهم جدا في توضيح صورة الاسلام المعتدل والحقيقي .. من هنا أرى أن منظمة المؤتمر الاسلامي مهمة في كل هذه المجالات ..

سؤال ..
الكثير من الاتراك يريدون أن يعرفوا الكثير عن بشار الاسد .. أود أن نحصل على المزيد .. ماذا يفعل بشار الاسد ..
السيد الرئيس ..
في العمل أم في أوقات الفراغ ..
سؤال ..
قصدت أوقات الفراغ .. ماذا تفعلون مع عائلتكم .. أنتم دكتور على سبيل المثال ..
السيد الرئيس ..
طبعا .. مع العائلة هناك الحياة العائلية الطبيعية التي يعيشها أي انسان مع أولاده ومع زوجته .. ولكن بالاضافة لها من هواياتي الاساسية الرياضة .. أنا رياضي منتظم .. وأيضا أمارس هواية التصوير وربما يكون لها علاقة باختصاصي في طب العيون .. أعتقد بحسب ما سمعت منك بأن هذه هواية مشتركة .. أنت محترف تصوير .. أنا هاو .

سؤال ..
فيما يخص التصوير .. هل انتقلتم الى الاجهزة الديجيتال .. أم مازلتم في الاجهزة القديمة ..
السيد الرئيس ..
نعم .. نعم .. أنا انتقلت منذ حوالي ثلاث سنوات للديجيتال بشكل كامل ..
سؤال ..
على سبيل المثال .. كونك مصورا محترفا أيضا .. هل تخرجون الى الشوارع للتصوير ..
السيد الرئيس ..
الان أصبح هذا صعبا .. أصبح الموضوع منحصرا بالعائلة وبالبورتريهات مع الاولاد والعائلة أو الزوجة ..
سؤال ..
الكثير من الاتراك .. أو بعضهم .. يتهمون سورية أن هناك عائلة علوية تحكم سورية .. ولكن بالمقابل نحن نعرف أن زوجتكم سنية .. هل لهذا الاختيار معنى بالنسبة الى بشار الاسد ..
السيد الرئيس ..
لا .. ما يحكم سورية هو الحالة الوطنية ... ولو كانت سورية ستحكم بالمنطق الطائفي أو العرقي لما وجدت سورية كما هي الان .. وهذا شيء تاريخي .. وعلى كل الاحوال تستطيع أن تقيم هذا الموضوع أكثر من خلال الشعب السوري .. هو الذي يعطيك نظرة أكثر موضوعية حول هذه الطروحات .. ولكن هذه الطروحات مرفوضة لدينا في سورية ..
سؤال ..
أخيرا .. اسمحوا لي سيدي الرئيس .. الان نقترب من عام 2006 هل تودون أن تقولوا شيئا للشعب التركي .. لاننا كنا نتوقع أنكم ستزورون
تركيا فلم تأتوا الى تركيا .. فهل هناك موعد معلن أو قريب لزيارة تركيا .. ماذا تريدون أن تقولوا للشعب التركي .

السيد الرئيس ..
بالنسبة للزيارة .. أولا كنت قد دعيت من قبل الرئيس أحمد نجدت سيزر ومن قبل الرئيس أردوغان لزيارة تركيا في الصيف الماضي .. وكنا بصدد تحديد الموعد حوالي شهر اب .. ولكن الظروف التي مرت بها سورية دفعتني لتأجيل كل الزيارات في ذلك الوقت .. الان لابد من زيارة تركيا .. طبعا في بداية العام المقبل تلبية لهاتين الدعوتين .. وهما دعوة واحدة طبعا باسم تركيا .. بالنهاية .. أشكرك على زيارتك الى سورية .. وأقول لكم ولمحطتكم وللشعب التركي .. كل عام وأنتم بخير بمناسبة السنة الجديدة التي نتمنى أن تعود بالخير على كل المواطنين الاتراك .. أريد أن أؤكد .. كما أكدت سابقا .. تقديرنا الكبير لتركيا حكومة وشعبا على مواقفها المختلفة خاصة في هذه الظروف .. وربما نقدر قبلا .. قبلا بالمعنى الزمني .. موقف تركيا من الحرب على العراق .. عندما رفض البرلمان التركي باسم الشعب التركي أن يكون أو أن تكون الاراضى التركية هي المنطلق للحرب على العراق .. وهذا الموقف ثبت تركيا وثبت العلاقات التركية والدور التركي في المنطقة .. أعتقد .. من وجهة نظري .. لعقود للمستقبل .. الان يسجل الشعب التركي مع حكومته نفس المواقف بالنسبة لسورية مؤخرا . أيضا لا ننسى بأن الشعب التركي بعد عقود من محاولات فصله عن ثقافته من بعض القوى الغربية .. كما حصل مع سورية .. يثبت بأنه شعب أصيل في هذه المنطقة .. نستطيع نحن وأنتم .. أي كشعب تركي .. أن نحدد مستقبل هذه المنطقة عندما نتعاون .. بمعزل عن القوى الاخرى الخارجية أو بالتعاون معها ان أرادت أن تستمع أو أن تلتزم بمصالحنا .. فأحييكم مرة أخرى .. وأحيي كل الشعب التركي والحكومة ..

المذيع ..
سيدي الرئيس بشار الاسد .. شكرا جزيلا لكم ..
السيد الرئيس ..
شكرا لكم .. أهلا وسهلا بكم .







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:55 AM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

الرئيس الأسد يدلي بحديث للقناة الثانية في التلفزيون الروسي

أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بحديث إلى التلفزيون الروسي القناة الثانية وأجرى الحديث الإعلامي الروسي بريليوف سيرغي.
وفيما يلي نص الحديث..
المذيع..
سيادة الرئيس..
شكراً جزيلاً لكم إن التلفزيون الروسي والمشاهدين الروس يقدّرون تقديراً عالياً موافقتكم على اللقاء بنا في دمشق في هذه اللحظة المعقدة بالنسبة للوضع الدولي ولاسيما بالنسبة لسورية تحديداً.
إن سؤالي الأول هو..
لقد قضيتم سنوات في الغرب.. وتحديداً في انكلترا.. وأنتم تفهمون العديد من اللغات الأوروبية الغربية بدون مترجم. ولكن فيما يتعلق بالتواصل السياسي بين الغرب وسورية.. الآن توجد مشاكل وهذا التواصل لا يستقيم أمره. وإضافة إلى ذلك بينما فرّق العراق التحالف الغربي والمجتمع الغربي.. فالآن يحصل العكس.. حيث اتفقت حول سورية دول مختلفة سابقاً مثل الولايات المتحدة وفرنسا.. وتحديداً الرئيسان بوش وشيراك. فكيف تعملون للخروج من هذه الحالة....
السيد الرئيس..
بداية.. أرحب بكم في سورية. المشكلة بالنسبة للعلاقة بين سورية وجزء من الغرب.. ولا أقول كل الغرب.. هي ربما بعض المسؤولين في هذا الغرب.. أي أنها ليست قضية اللغة كما قلت. أنا أفهم اللغة وربما بعضهم يفهم اللغة العربية.. ولكن القضية هي ما تحمله اللغة من مفاهيم.. هناك خلاف كبير في المفاهيم.. هناك تباعد في الثقافات يزداد مع الزمن بدلاً من أن يتقارب بفعل تطور وسائل الاتصالات. لكن المطلوب من هذا الغرب.. لكي تستقيم الأمور.. أن يعرف أكثر عن منطقتنا.. عن تاريخنا.. عن مفاهيمنا.. عن الأسباب الحقيقية لمشاكلنا. والمطلوب ليس أن يبتعد عن التعامل مع المصطلحات فقط.. وإنما يجب أن يدخل لمعالجة المشاكل من خلال التعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض. هذه نقطة خلاف.. نحن نعيش الواقع.. هم يعيشون على بعد آلاف الأميال.. فيجب أن يستمعوا إلى آرائنا وأن يفهموا تفكيرنا. بالنسبة لي.. العلاقة الآن بين سورية وفرنسا من جانب.. والولايات المتحدة من جانب آخر.. أنت قلت انها علاقة.. أو حالة غريبة..
هذا صحيح. وفي الواقع.. نحن لم نصالح بينهما ولا أعتقد بأنهما تصالحا.. ولكن لكل منهما الآن هدف خاص في الضغط على سورية يختلف عن الهدف الآخر.
بالنسبة لنا لدينا مبدأ.. في أية مشكلة.. ان أية مشكلة تحل بالحوار. لا يوجد هناك خيار آخر. نحن أبوابنا مفتوحة دائماً لكل الدول من دون استثناء للحوار بشأن القضايا المختلفة. لكن هذا يأخذ بالاعتبار مصالح سورية. لا يمكن أن يكون الحوار على حساب مصالحنا أو على حساب قضايانا ومفاهيمنا. هناك حوار.. لنقل انه بالحد الأدنى.. نسعى لتطويره. من جانب آخر.. لدينا علاقات واسعة مع دول أخرى صديقة في هذا العالم تعرف موقفنا وتتفهمه وتعرف أن سورية على حق. نحن لم نخرق قانوناً دولياً.. نحن عامل استقرار.. لم نسعَ لزعزعة الاستقرار في منطقتنا.. وعلى هذه الدول أن تساعد في تغيير هذه الحالة غير الطبيعية.. باعتقادنا في سورية. هذا ما نفعله حتى الآن.
سؤال..
عندما تتحدثون عن دول صديقة.. هل تقصدون تحديداً أن سورية تعتمد على دعم روسيا والصين في مجلس الأمن...
السيد الرئيس..
هما يدافعان بكل الأحوال.. ولكن روسيا والصين ليستا الدولتين الوحيدتين في مجلس الأمن.. هناك خمسة أعضاء دائمون.. وهناك عشر دول أخرى لها دور في التصويت. والقضية ليست فقط دفاعاً عن سورية لأنها دولة صديقة لروسيا والصين. كما قلت أنا.. سورية دولة مهمة بالنسبة للاستقرار.. مهمة بالنسبة لمكافحة الإرهاب.. مهمة بالنسبة لعملية السلام.. مهمة بالنسبة لاستقرار الوضع في العراق في المستقبل. لا يمكن التعامل مع هذه القضايا في الشرق الأوسط دون سورية. لروسيا والصين مصلحة في أن تقفا مع سورية في القضايا المطروحة لأن لهما مصلحة في الاستقرار.
سؤال..
إن الأزمة الراهنة.. أو سوء الفهم بين سورية والعالم الخارجي.. على الأقل مع تلك الدول التي ذكرتموها.. بالطبع.. بدأ بعد اغتيال الحريري.. فماذا تتوقعون من عمل لجنة ميليس التي ستصدر نتائجها في الأسبوع القادم....
السيد الرئيس..
لا. سوء التفاهم بدأ قبل اغتيال الرئيس الحريري.. ولكن اغتيال الرئيس الحريري ربما أعطى للبعض ذريعة لكي يصعّدوا الضغوط على سورية.. مع ذلك..
نحن تعاونا مع لجان التحقيق الأولى التي سبقت لجنة ميليس.. لجنة فيتزجيرالد.. واللجنة الثانية وهي لجنة ميليس. التقرير الأول لم يكن إيجابياً تجاه سورية ولم يكن عادلاً. مع ذلك.. أعلنا بشكل مستمر رغبتنا بالتعاون مع التقرير.. أولاً لرغبتنا بالتعاون مع لجنة التحقيق لأن هذه اللجنة منبثقة من الأمم المتحدة ولأن التحقيق.. إن كان احترافياً.. فهو يخدم سورية مباشرة لأنه لدينا ثقة كبيرة وشبه مطلقة.. إن لم نقل مطلقة.. ببراءة سورية. هذا التحقيق إن كان تحقيقاً احترافياً سيؤدي لهذه النتيجة. ما نتوقعه.. كما قلت.. أن يكون احترافياً وأن يكون عادلاً وأن يكون موضوعياً وأن يكون دقيقاً وبشكل أوضح.. هذا ما نأمله.. لا نستطيع أن نتوقع.. لا توجد لدينا معطيات لكي نتوقع ولكن ما نأمله من عمل اللجنة أن يكون بهذا الاتجاه.
سؤال..
أسمح لنفسي بطرح سؤال غير سار.. ماذا لو أن لجنة ميليس أكدت في الأسبوع القادم أن سوريين مدانون.. وإذا سمّت من بين المدانين البعض من القريبين إليكم.. ربما بعض الأقرباء.. أو ربما بعض الجنرالات الموثوقين من قبلكم.. وقد سبق أن قلتم انه إذا ما ظهر خونة في صفوفكم فإنكم ستعاقبونهم. فإذا أشارت لجنة ميليس إلى شخص ما من المقربين إليكم.. هل ستعتقلون مثل هؤلاء الأشخاص....
السيد الرئيس..
لا يوجد سؤال غير سار.. وإنما توجد حقائق غير سارة. أنا قلت في السابق ان كل من يثبت أن له علاقة في عملية الاغتيال من سورية فهو بالقانون السوري يعتبر خائناً.. والخائن عقوبته شديدة جداً. فالقضية ليست أسماء قريبة أو بعيدة. القضية هي إن كان هناك شخص متورط فيجب أن يحاسَب. ولكن في الوقت نفسه.. لكي نقول ان هناك شخصاً سورياً مذنباً.. فيجب أن تكون هنالك أدلة.. وهذا ما نريده نحن.. لذلك عندما نقول ان عمل اللجنة يجب أن يكون احترافياً.. فهذا يعني البحث عن أدلة.. عندما تبدأ بالبحث عن المتفجرات تبحث من أين أتت هذه المتفجرات.. من أين أتت السيارة.. من هو الشخص الذي قام بالعملية. تستطيع أن تحلل الحمض النووي وغيرها من الأمور
الاختصاصية. حتى الآن لم يأتنا أي شيء يتعلق بكل هذه المواضيع.. فإذا كان هناك دليل سنتعامل مع الأدلة. لا نستطيع أن نتعامل مع أي شيء له علاقة بتسييس التحقيق.
سؤال..
بالنسبة لأولئك الذين لا يعيشون هنا في الشرق الأوسط.. والذين يتابعون تطور الأحداث جانبياً.. فإن التفاصيل الواضحة والمفهومة بالنسبة لكم هي بحاجة إلى توضيحات إضافية. إن موقف سورية يقول ان لا علاقة لها إطلاقاً بهذه الجريمة المدوية.. فهل كنتم.. كمراقب.. وكرئيس لبلد بقيت قواته فترة طويلة في لبنان.. تعتقدون أن تطورات الأحداث السياسية في لبنان ستتخذ هذا المنحى الدرامي الذي اتخذته لحظة اغتيال الحريري.. وهل كنتم تتوقعون أن أحداً ما سيحاول تصفية الحريري....
السيد الرئيس..
منذ أن توقفت الحرب الأهلية في لبنان في عام 1990 حتى اغتيال الحريري.. حصلت عدة عمليات تخريب في لبنان.. تفجيرات أو اغتيال لشخصيات مختلفة.. البعض منها نجح.. البعض منها لم ينجح.. وكنا موجودين في تلك المرحلة في لبنان. لم تكن لدينا أية معطيات عن أية عملية من هذه العمليات قبل أن تحصل.. كذلك الوضع بالنسبة لاغتيال الحريري. لم تكن لدينا أية معطيات على الإطلاق بأن هناك عملاً ما سوف يحصل.
أما بالنسبة للتبدل السياسي فهو لا ينفصل عن الوضع الإقليمي ولا ينفصل عن الوضع الدولي.. هو ليس حالة منفصلة.. لم نكن نتوقعه بكل الأحوال..
أعتقد أن معظم دول العالم لم تكن تتوقع هذا الشكل من التبدلات التي كانت ستحصل خاصة بعد 11 أيلول وما تلاها وغزو أفغانستان ثم غزو العراق.
فلا شك أنه من الصعب أن نتوقع أن يذهب العالم في هذا الاتجاه لأننا دائماً نأمل بالأفضل ولا نأمل بالأسوأ. العالم الآن يعود إلى الخلف.. أي بمعنى يتجه باتجاه الأسوأ.. ونحن نتأثر كمنطقة شرق أوسط وكسورية وكلبنان بهذا الوضع.
سؤال..
لقد تحدثتم عن السياق الدولي.. وأنا أود أيضاً في السياق الدولي أن أطرح عليكم سؤالاً حول إمكانية حصول تسوية بين سورية ولجنة ميليس أو الأمم المتحدة عموماً... وبماذا يمكن أن تتلخص هذه التسوية في نظركم... وهل لديكم تصور عما ينتظره منكم بالفعل المجتمع الغربي... فهناك ادعاءات محددة ضدكم.. فلجنة ميليس تقوم بالتحقيق في موضوع اغتيال الحريري.. وهناك اتهامات بشأن الوضع في العراق وهذا ما سنعود إلى مناقشته لاحقاً.. فعموماً بماذا يمكن أن تتلخص التسوية الآن بين سورية وبين تلك القوى الخارجية التي تقف ضدكم....
السيد الرئيس..
أولاً.. لجنة التحقيق ليست دولة. ثانياً.. لسنا على خلاف مع لجنة التحقيق.. بالعكس.. نحن ندعم لجنة التحقيق.. وبالتالي أية تسوية تعني تنازلاً من قبل طرف عن شيء ما. بالنسبة لنا.. نحن نبحث عن أسباب الجريمة.. وهم يبحثون عن أسباب الجريمة. فلا أعتقد أنه بالمبادئء.. هناك تعارض بين سورية ولجنة التحقيق.. ولكن هناك أداء سياسي يحيط بلجنة التحقيق ويحاول أن يشوّش على العمل الحقيقي المفترض أن تقوم به لجنة التحقيق. لذلك لنفترض أننا استخدمنا كلمة تسوية التي تطرحها الآن.. نستطيع أن نقول ان التسوية الوحيدة هي أن تعمل لجنة التحقيق بشكل مستقل وبشكل نزيه وبعيد عن السياسة.. أي احترافي.. كما قلنا قبل قليل.. وأن تصل لأسباب هذه الجريمة.. عندها ستكون التسوية.. إن سميناها تسوية.. ستكون هي تسوية جيدة.
لكن كما قلت.. الهدف واحد.. وبالتالي لا يوجد تنازلات من قبل أي طرف.. فلا توجد لدينا أية مشكلة في التعاون.. تعاوناً كاملاً مع هذه اللجنة ومع أية لجنة تكلف بمهام البحث عن أسباب هذه الجريمة.
سؤال..
المسؤولون الحكوميون السوريون الذين أُتيح لي أن أتحدث إليهم.. وأنتم الآن بشكل غير مباشر.. تؤكدون فكرة متناقضة حول وحدة المصالح بين سورية والولايات المتحدة فيما يتعلق بموضوع العراق بالذات.. ومن المفهوم أن الجميع بحاجة إلى عراق مستقر.. والعراق المستقر ضروري أيضاً بالنسبة لروسيا.. وكذلك بالنسبة لكل الدول التي تقع في المنطقة. وفي هذا الصدد يكرر الأمريكيون اتهام بلدكم بأن الحدود السورية مع العراق شفافة جداً وأنه يمر عبرها الكثير من أولئك الأشخاص الذين يعملون فيما بعد في صفوف الإرهابيين.. وهناك تفسيرات مختلفة حول تسمية هؤلاء الأشخاص.. ولكن التسمية غير مهمة.. ولكن على الأقل أولئك الأشخاص الذين يقومون بأعمال عسكرية ولا يتركون العراق يستقر. فبماذا تردون على هذا الاتهام... لنقل تحديداً بخصوص شفافية الحدود بين سورية والعراق....
السيد الرئيس..
عندما نقول حدود فهي ليست خطاً وإنما هي جانب من قبل سورية وجانب من قبل العراق.. هكذا الوضع في كل دول العالم.
بالنسبة لنا في سورية لدينا حراسة موجودة منذ زمن طويل.. أي منذ عقود أو منذ عقدين من الزمن موجودة على الحدود مع العراق. كما تعرف.. لا توجد دولة تضبط حدودها مطلقاً مع أية دولة أخرى في هذا العالم. والأمريكيون يتهموننا بهذا الكلام ولكن هم يقولون لنا بنفس الوقت انهم غير قادرين على ضبط حدودهم مع المكسيك. الولايات المتحدة دولة عظمى لا تستطيع أن تضبط حدودها.. فكيف تضبط سورية حدودها..... لكن مع ذلك.. هناك إمكانية لأن تكون الحدود مضبوطة ضمن حد معقول.. ليست مغلقة.. وإنما مضبوطة.. بمعنى أن تهريب الأشخاص أو البضائع هو بالحدود الدنيا مع أي بلد. هذا الشيء لكي نصل إليه.. بحاجة لطرفي الحدود.. لا يمكن لطرف واحد أن يضبط الحدود. بمعنى أن يكون هناك على الطرف الآخر من العراق إجراءات معينة من قبل العراقيين أو الأمريكيين.. إجراءات ربما تكون عسكرية.. ربما تكون إجراءات تقنية مختلفة وربما يكون هناك تعاون أمني. لكن حقيقة الموضوع أن المشكلة في العراق هي الفشل السياسي الكبير والفشل العسكري الكبير الذي نراه الآن.. هذه هي حقيقة الموضوع.
هناك عدم رغبة بالاعتراف بأن المقاومة التي تحصل في العراق هي في معظمها من العراقيين. هناك دائماً إلقاء لوم على طرف أجنبي.. على أشخاص أجانب يسمونهم الإرهابيين.. يقومون بأعمال ضد القوات الموجودة.. قوات الاحتلال. هذا الكلام غير صحيح.. هذا هو الهروب من الحقيقة.. لذلك يقال ان هناك أشخاصاً يأتون من الحدود السورية إلى العراق. طبعاً هناك وضع معين ظهر بعد الحرب على العراق أدى إلى ازدياد التطرف. هناك إرهاب يزداد في منطقتنا وفي العالم. هناك حدود يتم عبرها مرور أشخاص بشكل غير نظامي.. وهذا الشيء موجود دائماً ولكنه يزداد بتأثيرات الحروب التي تحيط بنا. إلقاء اللوم على سورية هو لعدم الاعتراف بالفشل الموجود في العراق الآن.
سؤال..
تكميلاً لموضوع الحدود.. في روسيا يثمّنون عالياً.. وخاصة الاختصاصيون بشؤون الشرق الأوسط.. من الذين أتيح لي أن أتحدث معهم.. يثمّنون عالياً دور سورية العلمانية.. والتي هي في الوقت ذاته جزء من العالم الإسلامي.. فسورية تلعب دوراً كبيراً في الحوار ما بين موسكو ومنظمة المؤتمر الإسلامي.. وتحديداً في تغيير موقف منظمة المؤتمر الإسلامي مع الزمن مثلاً مما يجري في شمال القوقاز الروسي. وسؤالي إليكم كرئيس لنظام علماني.. ولكن مع ذلك لدولة إسلامية بشكل أساسي.. هو.. كيف تنظرون في العالم الإسلامي وفي سورية بالذات إلى مشكلة الإسلاميين المتطرفين.. فهناك الكثير من الكلام يقال حول هذه المسألة عندنا في روسيا.. وبالذات يذكرون الإسلاميين المتطرفين دائماً عندما تقع أعمال إرهابية مدوّية..
وأنتم أيضاً.. كما أعلم.. تكافحون هذه المشكلة.. وأعلم أنه في الأسبوع الماضي اكتشفت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة السورية.. مجموعة من الاخوان المسلمين في شمال البلاد.. فإلى أي مدى تشكل هذه الظاهرة تهديداً ومشكلة بالنسبة لكم....
السيد الرئيس..
أن نكون دولة علمانية وبنفس الوقت بلداً مسلماً.. فهذا شيء طبيعي لا يتعارض.. كما يعتقد البعض.. لأن العلمانية لا تعني الوقوف ضد الأديان وإنما العلمانية تعني حرية الأديان وعدم الربط بين الدولة ودين الإنسان. بالنسبة للاخوان المسلمين.. جانب من هؤلاء يؤمن بالعنف.. وجانب من هؤلاء متطرف.. وعانينا من هذه المجموعات في سورية في مراحل سابقة.. خاصة في السبعينيات والثمانينيات.. حيث قاموا بأعمال عنف وإرهاب أدت لقتل الآلاف من السوريين وقتل وجرح عشرات الآلاف من السوريين إضافة إلى تأخير الاقتصاد والجوانب المختلفة في حياة سورية.
فإذاً القضية ليست الاخوان المسلمين.. وإنما الجزء الذي يؤمن بالعنف. هناك تيارات أخرى مشابهة غير الاخوان المسلمين تؤمن بالعنف وبالإرهاب ربما اعتقاداً منها بأن هذا الشيء يخدم الإسلام. طبعاً لا يوجد إرهاب إسلامي لأن الإرهاب ينفصل عن الإسلام. إنه إرهاب فقط.. لا يوجد إرهاب إسلامي. ولكن درجت التسمية الآن إرهاب إسلامي. هذا النوع من الإرهاب خطير.. كان يستهدفنا في ذلك الوقت.. وفي ذلك الوقت قمنا بحملة على مستوى بعض الدول الأوروبية الغربية لكي نقنع تلك الدول بأن احتضان بعض قيادات التطرف والإرهاب في أوروبا سيرتد عليهم في وقت من الأوقات.. وفعلاً نحن عانينا منهم في السبعينيات والثمانينيات.. وبدأوا يضربون في عدد من الدول العربية.. في نهاية الثمانينيات وفي التسعينيات ورأينا النتائج الخطيرة والكبيرة في نيويورك وفي لندن وفي مدريد وأنتم أيضاً تعانون من عمليات إرهابية الآن في روسيا. هذا يعني أن الإرهاب ليست له حدود. إذا كان لديك إرهاب في بلدك ربما يضرب لدينا في وقت ما.. لأنك لا تستطيع أن تضبطه.. لا يمكن أن تحصر الإرهاب. وهذا ما بدأ ينتبه إليه الكثير من دول العالم وفهمت هذه الدول أن مكافحة الإرهاب هي مكافحة دولية.
صحيح لدينا خبرة لأننا الأقدم في هذا المجال ولأننا نعيش في منطقة إسلامية.. وفهمنا أن مكافحة الإرهاب لا تكون بالحرب.. الحرب غالباً من نتائجها.. خاصة عندما لا تكون حرباً عادلة.. هي تفعيل الإرهاب.. وهذا ما نراه الآن بعد حرب العراق.
مكافحة الإرهاب هي في البداية مكافحة فكرية.. لأن الإرهاب هو فكر قبل أن يكون مجرد منظمات.. مكافحة فكرية.. مكافحة الجهل بالحوار.. بالمواقف السياسية العادلة.. لأن الكثير من الإرهابيين يتخذون ذريعة إما قضية دينية أو قضية سياسية. عليك أن تتعامل مع الموضوع سياسياً.. هكذا نتعامل مع الإرهاب وليس بالإدانة. الإدانة لا تلغي الإرهاب.. أدنّا وكل بلدان العالم أدانت 11 أيلول.. ولكن الإرهاب استمر بعد 11 أيلول.. فإذاً يجب أن نحقق شبكة من التعاون الدولي.. وسورية كما قلت لديها خبرة ولديها رغبة كبيرة بهذا النوع من التعاون.
سؤال..
إنكم تسمعون اللغة الروسية.. حسب علمي.. للمرة الثانية على التوالي هذا الأسبوع. فمنذ يومين استقبلتم وفداً من شركة ستروي. ترانس. غاز الروسية.. التي تعتزم المشاركة في بناء الخط العربي لنقل الغاز ومصنعاً للغاز هنا في سورية.. ولدي سؤال هو.. هل سيتوقف مستقبل هذه العقود في مجال الغاز والعقود العسكرية الكثيرة بين روسيا وسورية على الموقف السياسي لموسكو لدى بحث قضية سورية في مجلس الأمن....
السيد الرئيس..
طبعاً لم تبدأ العلاقة الاقتصادية وحتى في مجال النفط من هذا العقد.. هي موجودة منذ زمن طويل.. ولكن الحقيقة هي أن العامل الأساسي الذي عزز العلاقات الاقتصادية بيننا.. بين سورية وروسيا.. وطبعاً بالإضافة إلى العلاقات السياسية.. هي الزيارة الناجحة التي قمت بها في بداية هذا العام إلى موسكو. وكان من أهم النقاط فيها هي حل مشكلة الديون بين البلدين.. المشكلة العالقة منذ عقود طويلة. حل هذه المشكلة فتح أبواب التعامل الاقتصادي في المجالات الكثيرة.. ويأتي توقيع هذا العقد كجزء من هذا التعاون.. هذا لا يعني أن العلاقة السياسية لا تنعكس أيضاً سلباً وإيجاباً على أية علاقة اقتصادية بيننا وبين روسيا أو مع دول أخرى. لاشك بأن سورية وروسيا الآن في موقع الحلفاء السياسيين ومن الطبيعي في حالة التحالف السياسي أن يكون هنالك ميزات إيجابية أو إضافية للشركات التي تأتي من أحد هذين البلدين. بالمقابل.. وطبعاً هذا من وجهة نظر سورية..
لا أعتقد بأن روسيا ستفكر بقرار سياسي من أجل هذا العقد.. هناك مصالح أكبر من هذا العقد.. هناك مصالح.. كما قلت قبل قليل.. باستقرار
المنطقة.. بدور سورية. أنت تعرف.. لم يكن هناك استقرار في هذه المنطقة.
الآن خاصة بعد حرب العراق التي كانت الخندق الأخير لاستقرار المنطقة.. بعدها أي خطأ يحصل.. سياسي أو عسكري في هذه المنطقة سيدفع المنطقة باتجاه الفوضى وهذا سيمس الحدود الجنوبية للاتحاد الروسي. فأعتقد كما قلت.. أن الجانب الاقتصادي.. الجانب السياسي والاستقرار.. يمثل الجانب الأكبر بالنسبة للعلاقة مع روسيا.
سؤال..
لدي سؤالان آخران فقط.. أعتقد أنهما يسمحان بتدقيق موقفكم. وهناك قول روسي مأثور.. وهو موجود في خارج روسيا أيضاً.. وأعتقد أنه من السهل ترجمته إلى كل اللغات.. وهو.. قل لي من هو صديقك.. أقل لك من أنت.
والآن هناك رأي واسع الانتشار بأنه إذا كان لدى سورية من يمكنها أن تعتمد عليه من بين جيرانها الأقرب إليها جغرافياً.. فإنها إيران. وإيران أيضاً الآن في وضع دولي صعب ومعقد وبالدرجة الأولى بسبب برنامجها النووي. واعذروني على التلاعب بالكلام.. وأنا أعتقد أن هذا يقال بنفس الأسلوب في العربية. هل البرنامج النووي مشكلة.. كما تعتقدون.. أم لا...
وسؤال فرعي آخر هو.. هل تعتبرون أن لإيران الحق في امتلاك السلاح النووي....
السيد الرئيس..
المثل الروسي الذي ذكرته صحيح ولكن عندما ينطبق على علاقات بين دول وشعوب.. فلكي تعرفني وتعرف صديقي لابد من أن تفهم ثقافتنا. فهذا صحيح عندما نعرف بالعمق أكثر. مع كل أسف.. ما نسمعه من كثير من المسؤولين..غربيين وربما البعض في الشرق أحياناً.. ولكن لا أقصد في الشرق الأوسط.. وما نقرأه وما نسمعه في وسائل الإعلام المختلفة يدل على عدم فهم لآلية تفكير ولثقافة هذه المنطقة. هذا فقط كتعليق على المثل.
بالنسبة للموضوع النووي.. لا نستطيع أن نتحدث في هذا الموضوع الكبير فقط عن دولة كيف تفكر.. يجب أن نأخذ الموضوع بشكل كامل في منطقة الشرق الأوسط. أولاً.. إذا كان الموضوع النووي هو ضمن الإطار السلمي.. فهو حق لكل دولة في هذا العالم. لا يوجد شيء يمنع أية دولة في العالم أن تمتلك مفاعلات نووية لأغراض سلمية. وإيران تقول بشكل واضح انها تريد هذا المفاعل لأغراض سلمية. تقول هذا الكلام بشكل علني وبالغُرف المغلقة.
لكن بالنسبة لموضوع السلاح النووي.. وهي النقطة التي طرحتها.. وهي التي نسمعها أحياناً بطريقة أن إيران تريد المفاعل السلمي لكي تصل للسلاح النووي. لا نستطيع أن نأخذها بهذه الطريقة. علينا أن نفكر بشكل أشمل..
علينا أن نرى كل المنطقة إن لم نكن نريد أن ننظر للموضوع بشكل دولي.. فعلى الأقل لنرى منطقة الشرق الأوسط. إن قلنا ان في منطقة الشرق الأوسط هناك دولة يحق لها أن تمتلك سلاحا نوويا.. فكل الدول الأخرى لها هذا الحق. إذا كنا لا نريد أن نرى سلاحاً نووياً لدى دولة ما في الشرق الأوسط فعلينا أن نقوم بعملية نزع السلاح من كل هذه الدول وأنا أقصد هنا إسرائيل. إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك سلاحاً نووياً. الآن نحن في سورية قمنا عام 2003 بتقديم مبادرة لمجلس الأمن من أجل نزع أسلحة الدمار الشامل من كل منطقة الشرق الأوسط.
تصوّرنا.. نحن في سورية.. أنه يجب ألا يكون هناك أي سلاح تدمير شامل.. وطبعاً من ضمنه الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط. لكن لا يكفي أن نأخذ هذا الموضوع بشكل نظري.. يجب أن يكون هناك تطبيق عملي. فإذا كان هناك قلق من بعض الدول من خلال الشك بأن دولة ما.. إيران أو غيرها..
تريد أن تمتلك سلاحاً نووياً فيجب أن يتعاملوا بنفس المنطق مع إسرائيل.. وإلا فبعد عقود من الزمن لن تكون المنطقة مستقرة.. وأي تكنولوجيا قابلة للتسرب في نهاية المطاف.. لا أتحدث الآن عن سنوات قريبة.. ربما يكون بعد عقود.. فالعالم سيدفع الثمن في يوم ما. لذلك الأفضل هو أن يؤخذ بالمبادرة السورية الموجودة في مجلس الأمن.. والتي عرقلتها الولايات المتحدة. لم تقبل بها.. أعتقد أنه من الأفضل أن تقوم دول العالم بدعم هذه المبادرة وإدخال أية تعديلات قابلة للنقاش طبعاً.
سؤال..
السؤال الأخير.. وأنا أعود إلى سؤالي الأول حول وحدة اللغة والتواصل السياسي.. ولا أعتقد أنني هنا أكشف سراً حكومياً لسورية.. فمن المعروف أنكم لستم وحدكم تعلمتم في انكلترا.. بل والسيد والد عقيلتكم لا يزال يعيش ويعمل في انكلترا.. ويمكن القول ان الدبلوماسية غير الرسمية تستخدمها سورية مع العالم الخارجي في هذا الظرف المعقد والصعب.. هل تعتزمون استخدام جزء آخر من دبلوماسيتكم غير الرسمية في محاولة لإيصال موقف سورية.. أو استعداد سورية لقبول تسويات.. إلى حكومات العالم عبر جالياتكم في مختلف البلدان.. فعلى سبيل المثال.. جاليتكم في روسيا نشيطة جداً.. وكذلك لديكم جالية في انكلترا.. وجالية في أمريكا.. فهل تعتزمون استخدام هذه الإمكانية.. لاسيما وأنه لأفراد جالياتكم الكثير من الصلات المباشرة مع الزعماء الغربيين التي يمكن استخدامها لإقامة اتصالات مع هؤلاء الزعماء.. وطبعاً ليس بالضرورة أن يكون ذلك ذا طابع دبلوماسي رسمي....
السيد الرئيس..
هذا ما نقوم به دائماً.. وأنت تعرف أن هذه المقابلة تتم عبر الجالية السورية الآن.. أو عبر أحد أعضاء الجالية السورية. لدينا جالية كبيرة في مختلف دول العالم ولديهم علاقات واسعة وهم يقومون بمبادرات من هذا النوع ونحن أيضاً نطلب منهم ذلك.
علينا أن نشرح موقفنا للجميع. هناك فوضى سياسية ترافقها فوضى إعلامية.. وهذا يؤدي إلى فوضى في المفاهيم.. وبالتالي لا نستطيع أن نطلب من العالم أن يفهم موقفنا من دون أن نقوم بشرحه له.
الجالية هي أقوى سلاح تمتلكه لشرح الموقف.. لأنها تعيش في بلد آخر وتفهم لغته وتفهم ثقافته وتستطيع أن تترجم مفاهيمك وقضاياك إلى مفاهيمه.. بحيث يكون الاستقبال للمفهوم دقيقاً.. وهذا يحقق التواصل بدلاً من التباعد الذي نراه الآن على مستوى العالم. هذا ما نقوم به الآن. طبعاً نحن بحاجة لخطوات أكثر فاعلية في هذا الإطار ولكن هذا لا يمنع أيضاً من القيام برحلات مكوكية دبلوماسية إلى الدول المختلفة واتصالات.. وهذه هي الحال الآن بيننا وبينكم في موضوع مجلس الأمن. وفي موضوع التحقيق.. هناك تنسيق قوي جداً بيننا وبين روسيا.. والجالية الآن أيضاً تساعدنا بنفس الإطار.
سؤال..
السؤال الأخير.. وربما كان هو السؤال الأقسى.. هل سورية مستعدة للعقوبات....
السيد الرئيس..
أولاً لا نعرف إن كانت هنالك عقوبات أم لا يوجد. علينا بكل الأحوال أن نستعد لكل شيء سيئء.. نحن نعيش في منطقة مضطربة.. نحن نعيش في عالم دولي غير عادل فيه فوضى كما قلت.. وبالتالي يجب دائماً أن تستعد للأسوأ. أن تستعد.. لا يعني أن تكون قادراً أن تربح.. ولكن أن تستعد.. يعني على الأقل إن كنت ستخسر فعليك أن تخفف الخسائر.. هذا أولاً.
لكن علينا أن نكمل الجواب بسؤال.. أي دول تسعى لعقوبات.. ماذا ستحقق... هل ستربح... هي لن تربح بل ستخسر. الشرق الأوسط في قلب العالم.. وسورية الآن في قلب الشرق الأوسط.. وسورية مع العراق إن لم يكن الوضع فيهما جيداً ستضطرب كل المنطقة.. والعالم كله سيدفع الثمن. فهذا سؤال آخر نضيفه.. ماذا سيحققون... لن يستطيعوا.. كما قلت في بداية المقابلة.. التعامل مع قضية الإرهاب.. سيتسع الإرهاب ولن يستطيعوا تحقيق السلام.. وهذا يعني أيضاً توسيع الإرهاب. سيكون هناك المزيد من الفقر وهذا أيضاً يعني زيادة الإرهاب.. وبالتالي كل العالم سيدفع الثمن مع سورية ومع الشرق الأوسط. فأعتقد أنه عندما نضع هذا السؤال.. سنصل إلى الجواب المنطقي بأن العقوبات لن تحقق شيئاً.. والحل الوحيد هو بالعمل السياسي وبالحوار. لا خيار آخر. وثبت أن الحرب لا تحقق نتائج إيجابية حتى لو كانت تقوم بها دول عظمى وقوية.
المذيع..
شكراً جزيلاً.
السيد الرئيس..
أنا أشكركم. وأهلاً وسهلاً بكم في سورية.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:56 AM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

الرئيس الاسد يدلي بحديث الى محطة فرنسا 3 - 05/12/2005

أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بحديث إلى محطة تلفزيون فرنسا 3 أجراه مع سيادته الصحفي الفرنسي كريستيان مالارد .
وفيما يلي نص الحديث :

ـ المذيع: سيدي الرئيس، شكراً لاستقبالكم إيانا هنا في دمشق، وعلى قناة فرنسا الثالثة في دمشق .

ـ سؤال: سيدي الرئيس ، وافقت سورية على أن يستجوب القاضي ميليس في فيينا خمسة من مواطنيها. ما الذي تنتظرونه فعلياً من هذا الاستجواب؟ وما الذي تنتظرونه فعلياً أيضاً من تقرير ميليس الذي سيرفعه إلى مجلس الأمن في الخامس عشر من كانون الأول 2005 ؟ .

ـ السيد الرئيس: من الطبيعي أن ننتظر أن يكون الاستجواب احترافياً يبحث عن أسباب الجريمة، لكن، كما تعلم، الاستجواب هو جزء من عملية التحقيق بشكل عام، والتي كنا ننتظر منها الكثير، ولدينا عليها الكثير من الملاحظات، ننتظر أن تبدأ مراجعة الأخطاء التي حصلت، كما تعلمون منذ بداية التحقيق ظهر خمسة شهود يقدمون معلومات مزورة، مؤخراً كان هناك شاهد سوري اعترف بأنه أُجبر على الإدلاء بشهادات تدعم وجهة نظر واحدة في هذا التحقيق، هذا يجعلنا نشعر بالقلق من سير هذا التحقيق، وبالتالي ما نتوقعه أولاً أن يكون هذا الاستجواب احترافياً وأن يراجع بنفس الوقت وأن تراجع لجنة التحقيق الأخطاء التي حصلت في الماضي لكي نصل إلى تقرير عادل، تقرير موضوعي، تقرير يؤدي فعلاً للكشف عن أسباب هذه الجريمة التي ذهب ضحيتها الرئيس الحريري .

ـ سؤال: إذاً بالمجمل، أنتم تنتظرون أن تنزع التهمة عن سورية في هذا الاستجواب ؟ .

ـ السيد الرئيس: بالنسبة لنا، نحن واثقون من نزع هذه التهمة، لا يوجد أي دليل على أن سورية متورطة، لا دليل جرمياً وليست هناك مصلحة لسورية، وليس لسورية تاريخ مشابه بهذه الأعمال، بالعكس، نحن لنا مصلحة بأن يصل التحقيق لهذه الحقيقة، لأن هذه الحقيقة، من وجهة نظرنا، هي براءة سورية بشكل كامل، لا يوجد لدينا أي شك بهذه النقطة، لذلك نتحدث عن أن التحقيق يجب أن يكون عادلاً واحترافياً .

ـ سؤال: سيدي الرئيس، ما هو شعوركم اليوم؟ هل تشعرون أن هناك مواجهة بين سورية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ؟ أم هل تعتقدون أن هناك اليوم إمكانية ما لتسوية ما ؟ وما هي بنظركم هذه الإمكانية للتسوية ؟ .

ـ السيد الرئيس: لو عدت لتاريخ العلاقة السورية مع الأمم المتحدة، فسترى أنها علاقة تعاون مستمر دائماً. نحن ندعم قرارات الأمم المتحدة ونعتقد بأن كل العالم له مصلحة في أمم متحدة مستقرة وفاعلة، عندما نتحدث عن تسوية، فهذا يعني أن هناك خلافاً على شيء ما وعلينا أن نجد حلاً وسطاً، لو عدنا لميثاق الأمم المتحدة ولقرارات الأمم المتحدة بشكل عام، فسنرى أن سورية لها مصلحة في تطبيق هذه المواثيق وبتطبيق القانون الدولي بشكل عام، المشكلة الآن هي ليست خلافاً بين سورية والأمم المتحدة، بل المشكلة الآن أن هذه الأمم المتحدة، وتحديداً مجلس الأمن، أصبح عبارة عن أداة تطبق ما يريده بعض السياسيين القلّة في هذا العالم عندما يختلفون مع دولة ما، ليس بالضرورة أن يطبقوه لمصالح بلدانهم. أنا أعتقد بأنهم يستخدمون مجلس الأمن ضد مصلحة بلدانهم وضد مصالحنا. فإذاً، الحل لكي لا نقول تسوية، هو حل واضح تماماً بالعودة لميثاق الأمم المتحدة. إذا طبقنا ميثاق الأمم المتحدة، ستكون سورية مستفيدة بشكل مباشر ولا داعي للتسويات. الحل بسيط جداً .

ـ سؤال: عندما تتكلمون عن الأمم المتحدة، ان الأمم المتحدة هي في يد الولايات المتحدة حاليا ً ؟.

ـ السيد الرئيس: ليس فقط الولايات المتحدة. أنت تعرف أن هناك خمس دول كبرى لديها من الصلاحيات ما لدى كل الدول الأخرى، وأحياناً يحصل نوع من الصفقات بين الدول الكبرى، الولايات المتحدة هي أساس في هذا الموضوع، لدينا أيضاً ملاحظات كثيرة على دور الولايات المتحدة الحالي، لكن الدول الأربع الأخرى أيضاً تستطيع أن توازن هذا الشيء أو هذا الدور أو ربما بعض الأخطاء السياسية التي تريد استخدام مجلس الأمن لأهداف خاصة، تستطيع أن توازن هذا الدور، هذا الشيء لا يحصل اليوم .

ـ سؤال: هل يمكن أن نقول، سيدي الرئيس، أنكم في كل الأحوال، أنتم سيادتكم، وماهر الأسد، وصهركم، مستهدفون من قِبَل القاضي ميليس؟ هل يمكن أن نقول ذلك ؟

ـ السيد الرئيس: الحقيقة لا توجد لدي أية معطيات بهذا الاتجاه، ولكن نحن دائماً نقول أن القضية ليست قضية أسماء، القضية ما هو الأساس القانوني الذي نعمل عليه؟ إلى ماذا تستند لجنة التحقيق؟ ما هي الضوابط؟ كأي تحقيق يحصل في أي نظام قضائي في العالم، إذا أتيت بقاضٍ جيد وأعطيته نظاماً قضائياً سيئاً، فلن تكون النتيجة جيدة، هذه هي المشكلة وليست الأسماء، ولم نتحدث بالأسماء في سورية مع أية جهة أبداً .

ـ سؤال: سيدي الرئيس، أنتم تؤكدون أنكم ضحية مؤامرة دولية تحاك ضدكم من الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعض حلفائها. هل تلمحون إلى فرنسا وإلى الرئيس جاك شيراك الذي يحقد عليكم في هذه المؤامرة ؟ .

ـ السيد الرئيس: أريد أن أتحدث عن الوقائع لكي لا أتحدث بالعناوين العامة. القرار (1559) الذي صدر في أيلول 2004، قرار يتحدث عن أشياء، عن قضايا داخلية لبنانية، وعن قضايا سورية لبنانية ترتبط بالعلاقات المشتركة، أو بشكل أدق بوجود الجيش السوري في لبنان في ذلك الوقت. صدر هذا القرار من دون طلب لا من سورية ولا من لبنان، القرار 1636، القرار الأخير المتعلق بالتحقيق، يتحدث عن أو يصدر بناء على تقرير، تقول اللجنة انه لم يكتمل ويفرض على سورية عقوبات أو يهدد بعقوبات، بحسب الفصل السابع الذي يستخدم فقط عندما يكون هناك تهديد للأمن الدولي، القرار الأول والقرار الثاني شاركت فيه فرنسا وأمريكا. إن لم نسمِّ هذا مؤامرة، هل نسميه عملاً خيرياً على سبيل المثال؟ لا تهم التسمية، هذه هي الوقائع ونسميها ما شئنا، ولكن الآن هناك مشاركة فرنسية في قرارات من هذا النوع لا تخدم الاستقرار في المنطقة .

ـ سؤال: عندما يقول الرئيس جاك شيراك الفرنسي، وأنا هنا أنقل حرفياً ما قاله: "في حال إصرار الرئيس السوري على عدم الإنصات وعدم فهم ما يجري، فعلينا أن ننتقل إلى مرحلة العقوبات". ما ردكم على هذا الكلام ؟ .

ـ السيد الرئيس: كما تلاحظ، نحن لم نرد سابقاً على هذا الكلام ولن أرد الآن لأسباب لها علاقة بالأدبيات، وبنفس الوقت لحرصي على العلاقات السورية ـ الفرنسية. ولكن هناك بعض النقاط أستطيع أن أذكرها الآن. عندما ينصت رئيس، ينصت أولاً لشعبه قبل أن ينصت لآخرين، ومن ثم ينصت لأصدقائه المخلصين ولشركائه السياسيين. ثانياً، ربما لا نفهم أشياء كثيرة، وفي مقدمتها لا نفهم كيف تضع فرنسا كل ثقلها للتحقيق بمقتل الرئيس الحريري، ونحن نفهم هذا الشيء وندعمه، ولكن بنفس الوقت لا تتحدث بكلمة واحدة عن اغتيال الرئيس عرفات الذي اغتيل في الأراضي الفلسطينية ومات في مشفى فرنسي، والأمور تمر بدون أن نعرف أي شيء عنها. لماذا هذا المعيار المزدوج؟ لماذا ازدواجية المعايير؟ إنها ليست من سمات السياسات الفرنسية، وأحد الأشياء التي لا نفهمها ولا نعرفها، هل سيأتينا جواب قريباً ؟ .

ـ سؤال: أنتم تلمحون إلى تسميم الرئيس ياسر عرفات لكن ليس الفرنسيون هم الذين قتلوا ياسر عرفات ؟ .

ـ السيد الرئيس: طبعاً، وليس هم من قتلوا الرئيس الحريري أيضاً، ولكن الرئيس الحريري مات في أراضٍ لبنانية، أما الرئيس عرفات مات في الأراضي الفرنسية. هذا أولاً، ثانياً الرئيس عرفات أعلى موقعاً وتاريخاً من الرئيس الحريري، مع احترامنا للرئيس الحريري، فكان من الطبيعي أن تتحرك فرنسا لأسباب أخلاقية، والعدل هو جزء من دستوركم، أن تتحرك بهذا الاتجاه .

ـ سؤال: منذ اغتيال الرئيس الحريري الذي كان صديقاً حميماً للرئيس جاك شيراك، لدينا الانطباع أن العلاقة بينكم وبين الرئيس شيراك تحكمها طقوس الكراهية، ما الذي برأيكم، سيدي الرئيس، يمكن أن يعيد العلاقات السورية الفرنسية، بينكم أنتم شخصياً وبين الرئيس جاك شيراك، إلى مجاريها وإلى سابق عهدها ؟ .


ـ السيد الرئيس: أولاً، أنا لا أكره الرئيس شيراك، وبالعكس، ربما في الماضي كنت أقدّر هذا الرجل كثيراً لأسباب عديدة، ولكن أريد أن أفصل هذه العلاقة عن العلاقة السورية ـ الفرنسية. هي ليست واحدة، وخلال هذه الفترة لم تتأثر كثيراً هذه العلاقة، ربما تأثرت نوعاً ما لهذا السبب ولأسباب أخرى لها علاقة بالدور الفرنسي الذي تراجع في منطقة الشرق الأوسط والذي يكاد يغيب أحياناً، لكن ما يعيد هذه العلاقة أو يدفعها للأمام هو، كما أقول دائماً، عندما تكون هذه العلاقة مؤسساتية مبنية على المؤسسات، وليست مبنية على الأفراد فقط، وأن تكون هذه العلاقة مباشرة بين سورية وفرنسا، لا تمر عبر طرف ثالث، هذه الأشياء الآن غير متوفرة .

ـ سؤال: هل يمكننا أن نقول، أو هل تقول لي اليوم أن على الرئيس شيراك وأنت شخصياً أن تقررا معاً لكي تتحاورا وتضعا كل المشكلات على الطاولة أمامكما ؟ .

ـ السيد الرئيس: نحن حاولنا كثيراً منذ أكثر من عام ونصف عام وربما تقريباً عامين، أن نقوم بهذا الشيء، وطبعاً هذا ضروري جداً ولكننا لم نحصل على أي جواب وحتى هذه اللحظة لا نعرف تماماً ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تغيير موقف الرئيس شيراك. كل مرة تأتينا أجوبة عامة وغير مقنعة، فنحن ننتظر جواباً واضحاً، مع ذلك العلاقة بين المؤسسات والحوار بين المؤسسات يساهم في الوصول لمعرفة الأسباب، وهذا ما نسعى إليه اليوم .

ـ سؤال: إذا كان لكم اليوم رسالة تريدون أن تقولوها للشعب الفرنسي، وليس للرئيس شيراك وليس لكم، ما هي الرسالة التي تريدون أن تنقلوها للشعب الفرنسي أنتم شخصياً ؟ .

ـ السيد الرئيس: الشعب الفرنسي له تاريخ كبير جداً، وتاريخ يتميز عن تاريخ الكثير من الشعوب، حتى في أوروبا نفسها. هذا التاريخ أعطى ثقافة خاصة للفرنسيين، ثقافة منفتحة، هذه الثقافة انعكست على السياسة الفرنسية وأعطت دوراً كبيراً لفرنسا في أوروبا وفي العالم وفي منطقة الشرق الأوسط. الرئيس شارل ديغول أيضاً أضاف لهذا الموقع الفرنسي كثيراً، الحقيقة اليوم هذا الدور يتراجع، كما قلت قبل قليل، هذا الدور أحياناً يبدو غير ظاهر، غير موجود، وأحياناً يبدو تابعاً لأدوار أخرى، وهذا لم يكن موجوداً في تاريخ الدور الفرنسي، وله أسباب كثيرة سياسية، وربما أسباب أخرى بحاجة لبحث، ولكن بالنتيجة، هذا يضر بمصالح الشعب الفرنسي أولاً، ويضر بمصالح أوروبا وبمصالح العالم وبمصالحنا نحن في الشرق الأوسط، ولا تستطيع أن تفصل مصالح أوروبا الآن عن الشرق الأوسط، والدليل هو ما حصل في الماضي، 11 أيلول في نيويورك، تفجيرات مدريد، تفجيرات لندن، ما يحصل في أندونيسيا، ما يحصل في الأراضي الفلسطينية، فإذاً، على الشعب الفرنسي أن يتحرك مجدداً من خلال مؤسساته لإعادة هذا الدور الفرنسي المنفتح على كل الثقافات ورفض محاولات عزل هذه الثقافة الفرنسية التي لم تكن معزولة منذ أكثر من مئتي عام، أي منذ الثورة الفرنسية .

ـ سؤال: سورية وفرنسا كانتا دوماً بلدين متقاربين بموضعهما الجغرافي في الشرق الأوسط، هل تقبلون أن يدعوكم الرئيس شيراك إلى باريس؟ أو هل تريدون أن تروه هنا للتحاور أو تتخاطبا سوية وتتكلما في كل المسائل ؟

ـ السيد الرئيس: كما قلت، القضية لا تخضع لعلاقات شخصية ولا لمزاج. من واجبنا أن نبحث عن المصالح المشتركة لبلدينا، ومن واجبنا أن نقوم بزيارات على مستوى الرؤساء والمسؤولين المختلفين، إن لم نقم بهذا الشيء، فنحن مقصرون تجاه العلاقات بالنسبة لهذين الشعبين. نحن لا نمانع بأي شيء يؤدي إلى تحسين العلاقات لأن فرنسا بلد مهم وهناك علاقة عاطفية تاريخية تربط بين سورية وفرنسا ولا أحد يكون مرتاحاً على الأقل في بلدنا، لتراجع هذه العلاقة. فلذلك، أي شيء يخدم هذه العلاقة نحن معه ولا نمانع بأي شيء ولا يوجد لدينا حتى شروط في هذا الإطار .

ـ سؤال: في موضوع آخر، ما الذي ستعملونه فعلياً للرد على الولايات المتحدة وجورج بوش الذي يصفكم بأنكم لا تضبطون الحدود مع العراق ؟ .

ـ السيد الرئيس: هم يقولون بأنهم لا يضبطون الحدود مع المكسيك، فكيف نضبط حدودنا مع العراق؟ هذا أولاً، فإذاً قضية ضبط الحدود بالنسبة لأية دولة بشكل كامل ومطلق، هي قضية نظرية وغير ممكنة. مع ذلك، سورية تضبط الحدود إلى حد كبير. سأعطيك مثالاً بالأرقام: هم يقولون بأنهم يقدّرون الإرهابيين في العراق بين ألف وثلاثة آلاف، وهم يعرفون أن سورية لديها أو أوقفت في الماضي من الإرهابيين خلال العامين الماضيين حوالي 1600، وهذا يعادل 52 بالمئة من العدد الذي يقدّرونه، على كل الأحوال، كل ما يقال عن هذا الموضوع هو هروب إلى الأمام أو هو سياسة النعامة التي تطمر رأسها في التراب لكي لا ترى الحقيقة، الخطر أو الخطأ الأساسي الذي يؤدي إلى الإرهاب في العراق هو أولاً الحرب الخاطئة، ثانياً، الأداء السياسي الخاطئ في إدارة أمور العراق من قبل القوى المحتلة، وهذه التهمة لسورية هي لإلقاء اللوم على طرف آخر لكي لا يتحملوا المسؤولية بكل بساطة .



ـ سؤال: سيدي الرئيس، في عالم يزداد فيه التطرف الإسلامي قوة، هل يشكل الاخوان المسلمون بالنسبة لكم تهديداً لسورية، كما هو الحال في مصر؟ وهل هذا هو السبب الذي دفع جيراناً لكم كالمملكة العربية السعودية ومصر، لكي يتدخلوا لدى الرئيس بوش مطالبين إياه أن لا يمس أمن سورية واستقرارها؟ .

ـ السيد الرئيس :في أكثر من دولة عربية، هناك اخوان مسلمون، وفي كل دولة لهم قيادات، ولدينا علاقات مع جزء من هؤلاء. مشكلتنا أو التهديد الذي يهدد سورية هم جزء من هؤلاء الذي يؤمن بالعنف والذي قام بأعمال إرهاب في سورية في السبعينيات والثمانينيات وأدى لمقتل الآلاف من السوريين. المشكلة ليست بالتسمية، المشكلة هي في الفكر الذي يحكم تلك المجموعات، أي التطرف، وسواء أكان هذا التطرف تطرفاً إسلامياً أو مسيحياً أو يهودياً أو كان تطرفاً اجتماعياً أو سياسياً، فإن كل التطرف يؤدي إلى التدمير، لكن أسباب هذا التطرف هي أولاً الفوضى الدولية الموجودة في العالم، الأخطاء السياسية الكبرى التي تقوم بها الدول الكبرى والتي تؤدي لتزايد الإرهاب الذي يُبنى على هذا التطرف، وبالتالي، قضية هل نحن قلقون، وهل مصر أو السعودية قلقة، كلنا قلقون. لو ذهبت لأي من الدول العربية الآن، ستسمع نفس هذا الكلام، ونفس هذا القلق، فإذاً لابد من حل السبب أو إزالة السبب لكي نزيل القلق .

ـ سؤال: بعد كل الذي جرى بين سورية ولبنان، هل هناك، سيدي الرئيس، من مستقبل لإقامة علاقات طيبة وهادئة بين سورية ولبنان. وهل هناك، إذا ما جاز لي القول، فرصة للسلام في الشرق الأوسط والعالم العربي، بينكم وبين إسرائيل؟ .

ـ السيد الرئيس: طبعاً، بالنسبة للعلاقة بلبنان، من الطبيعي أن تعود إلى سابق عهدها، هذا بحاجة إلى توفر بعض الظروف التي لم تتوفر بشكل كامل الآن، وإنما بشكل جزئي. ولكن نحن ولبنان مقتنعون بأهمية هذه العلاقة، لأنها ترتبط بالتاريخ، ولا نستطيع أن نغير هذا التاريخ. بالنسبة لموضوع السلام، نحن، أي الدول العربية، قدمنا مبادرة في عام 2002 في القمة العربية في بيروت التي تطالب إسرائيل بالتوجه باتجاه السلام، ولكن التوجه باتجاه السلام بحاجة لعدة عوامل. العامل الأول، هو رغبة الشعوب، بالنسبة للشعوب العربية، لم يتغير موقفها من قضية السلام بالرغم من هذه الظروف السيئة التي تراها في الشرق الأوسط، وربما في معظم دول أو في معظم مناطق العالم، الشعب الإسرائيلي نعتقد بأنه ابتعد نوعاً ما عن السلام ربما بسبب قيادته وربما بسبب ظروف سياسية داخلية، الإدارة الأمريكية، وهي راعٍ أساسي لعملية السلام، غير مهتمة على الإطلاق بعملية السلام، وهذا الكلام سمعناه منهم، من المسؤولين الأمريكيين، في أكثر من مناسبة، الدور الأوروبي، وهو دور هام، يجب أن يتبدل، لا يمكن لأوروبا أن تلعب في عملية السلام دور المسوّق للسياسة الأمريكية فقط تجاه عملية السلام، يجب أن يكون هناك دور أوروبي مستقل، ولكن يتوافق مع الدور الأمريكي، لا يتناقض معه، بل يتوافق معه، وهذا بحاجة لحوار أوروبي أمريكي غير موجود الآن. لذلك الآن عملية السلام لا نراها قريبة. لنكن واقعيين، فكل يوم نتأخر فيه، سيكون هناك المزيد من الدماء، وكل ما كان هناك المزيد من الدماء، يعني هناك المزيد من الحواجز ترتفع، وبالتالي، الثمن سيكون أكبر، فمن الأفضل أن نتحرك بشكل سريع بهذا الاتجاه .

ـ سؤال: كلمة أخيرة، سيدي الرئيس، عندما يكون لنا القناعة بأن إيران ستمتلك السلاح النووي، هل ستخشون مواجهة مسلحة بين حليفكم الإيراني والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، هل هناك خطر لهذه المواجهة؟ .

ـ السيد الرئيس: الخطر دائماً موجود، وما نراه من تصريحات سياسية ومن أداء سياسي وخاصة بعد حصول حرب العراق، أصبحنا نشعر بأخطار كثيرة وليس بخطر واحد، ولكن لكي لا يضيّع المحللون وقتهم بالتحليل حول هذا الموضوع، إذا حصلت هذه المواجهة، فستكون نقطة اللا عودة وتدمّر منطقة الشرق الأوسط بأكملها وستمتد تأثيراتها إلى أوروبا وإلى أماكن بعيدة في العالم وسيتطلب حلها ربما عقوداً وربما قروناً، الله أعلم، لا أحد يستطيع أن يحدد، فهذا الموضوع خطير جداً، ويجب أن تبذل فرنسا وأية دولة في هذا العالم جهدها لمنع حصول مثل هذه المواجهة .

ـ المذيع: سيدي الرئيس، شكراً جزيلاً على هذه المقابلة وأتمنى لكم حظاً طيباً .







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:58 AM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

النص الكامل للقاء السيد الرئيس بشار الأسد مع محطة CNN الأميركية
أجرى السيد الرئيس بشار الاسد لقاءاً مع كبيرة المراسلين الخارجيين في محطة CNN الاخبارية كريستيان أمانيور ننقل لكم فيما يلي ترجمته الحرفية .

المراسلة :أهلاً بكم في العاصمة السورية دمشق، حيث ينضم إلينا الرئيس بشار الأسد في أول مقابلة تلفزيونية رئيسية له، وأول مقابلة بالتأكيد مع قناة أمريكية، وتأتي هذه المقابلة في الوقت الذي يزداد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وسوريا،

وأيضاً المزيد من التوتر المحتمل بين سوريا وجيرانها في انتظار صدور نتائج تحقيق الأمم المتحدة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ينضم إلينا للحديث عن كل هذه المواضيع الرئيس بشار الأسد :



السيد الرئيس: أهلاً بكم في سوريا



المراسلة: سيدي الرئيس، ليس فقط مع الولايات المتحدة لديكم مشاكل وإنما هناك مشاكل محتملة مع العالم كله، لأن كما تعلمون خلال أسبوعين سوف تصدر نتائج تحقيق الأمم المتحدة في قضية اغتيال الحريري، وهناك مصادر مطلعة في الأمم المتحدة تقول أن سوريا سوف تدان.

السيد الرئيس: نحن لسنا معزولين حتى الآن، ولدينا علاقات جيدة جداً مع جميع أنحاء العالم وأعتقد أن معظم الدول تعرف أن سوريا غير متورطة في هذه الجريمة، وهذا يعود لسببين وهما: أن هذا ضد مبادئنا والسبب الثاني أن هذا ضد مصلحتنا، من جهة أخرى رفيق الحريري كان داعماً لدور سورية في لبنان، ولم يكن يوماً ضدنا، لهذا ليس هناك أي سبب منطقي لوضع اسم سوريا في هذه الجريمة. لهذا كنا واثقين من أنفسنا واستقبلنا لجنة التحقيق منذ أسبوعين، وكنا متعاونين جداً، وأصبحنا واثقين أكثر بعد تلك المقابلات التي أجروها في سوريا بأننا بريئون تماماً وأنه ليس لسوريا أي علاقة بهذه الجريمة.



المراسلة: والآن، لا بد أنك سمعت التكهنات بأن سوريا قد تكون متورطة، في حال حصل هذا، وفي حال ذكرت أسماء مسؤولين سوريين مرموقين على أنهم مشتبهون، فهل ستقومون بتسليمهم لمحاكمة دولية؟

السيد الرئيس: (هذا المقطع بالعربية) بالنسبة لهذا الشيء إذا كان هناك شخص سوري متورط فهو يعتبر بالقانون السوري خائن، وسوف يحاكم بأشد العقوبات على هذه الخيانة لكن أين ستحصل المحاكمة فهذا موضوع آخر. على أية حال نتحدث من ثقتنا بأن سوريا غير منغمسة وحتى الآن ليس هناك دليل مادي على تورط سوريا ونحن متأكدون من هذا.



المراسلة: دعني أستوضح هذا ثانية إذا ثبت تورط سوريين فسوف تسلمهم إلى محاكمة دولية

السيد الرئيس: نعم، إذا كانوا متورطين فيجب معاقبتهم سواء أمام القضاء الدولي أو السوري

اذا كانوا متورطين يجب معاقبتهم وإذا لم تتم معاقبتهم دولياًً ستتم معاقبتهم في سوريا.



المراسلة: هناك أشخاص يعتقدون، والأغلب فإن التحقيق الدولي سيقول ذلك، أن سوريا وراء اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، هل من الممكن أن تأمر بمثل هذا بالاغتيال؟

السيد الرئيس: (ضحكة قصيرة) إن هذا ضد مبادئنا ومبادئي شخصياً ولن أفعل شيئاً كهذا في حياتي أبداً، وما الذي سنجنيه، أعتقد أن ماحدث استهدف سوريا، إن هذا سيؤثر على علاقاتنا مع الشعب اللبناني ومعظم البلدان، لذا لن نقوم به لأنه ضد مصلحتنا وضد مبادئي ولن أقوم به، هذا مستحيل.



المراسلة: إذا كان هناك الكثير من السوريين متورطين بالجريمة، هل من الممكن أن تكون مثل هذه الجريمة قد تمت على يد مسؤولين سوريين دون علمك؟

السيد الرئيس: لا أعتقد ذلك، وكما قُلت إذا حصل هذا فهذه خيانة.



المراسلة: خيانة.

السيد الرئيس: خيانة.



المراسلة: كيف سمعت للمرة الأولى عن الاغتيال؟

السيد الرئيس: عن طريق الأخبار في مكتبي.



المراسلة: كما تعلم وكما نعلم جميعاً أن هناك شهود قالوا أن خلال زيارة الحريري الأخيرة إلى دمشق تعرض للتهديد من قبلكم في حال استمر على معارضته لتمديد رئاسة الرئيس إميل لحود الذي عرف بصداقته لسوريا. هل قمت بتهديده سيدي؟

السيد الرئيس: هذا افتراض غير شرعي آخر. أولاً ليس من طبيعتي أن أهدد أحداً، أنا شخص هادئ جداً، أنا صريح جداً لكنني لا أهدد. ثانياً: كما قلت هددناه بسبب التمديد، قالوا هددناه ثم السوريين قتلوه، إذاً لماذا نقتله إذا كان قد فعل ما طلبته سوريا، إنه لم يفعل أي شيء ضد سوريا إذا كان يريد التمديد؛ فقد وصل إلى ما يريد لماذا نؤذيه أو نقتله، ليس هناك أي منطق في ذلك، ولكنني لم أفعل ذلك ولن أفعله أبداً.



المراسلة: تعلمون بأن ابن الحريري السيد سعد الحريري قاد تحالفاً ديمقراطياً ونجح في الانتخابات الأخيرة في لبنان وهو اليوم يقيم في باريس ويقول بأنه خائف من وجود مؤامرة لاغتياله، هل السيد الحريري أو غيره من الأشخاص حتى أولئك الذين يتكلمون علناً ضد سوريا في لبنان من صحفيين أو غيرهم هل عليهم أن يشعروا بالخوف من منك؟

السيد الرئيس: أبداً إطلاقاً ليس من سوريا أبداً، ليس لدى سوريا هذا التاريخ من الاغتيالات، لذا عليهم أن لا يخشوا من ذلك.



المراسلة: البعض يقولون أنه صحيح أنك الرئيس لكنك ربما لست فعلياً مسؤولاً عن كل هذه الأمور. ربما أنت لست داخل الحلقة المتنفذة. هل هذا ممكن؟

السيد الرئيس: لكنهم في نفس الوقت يقولون أنني دكتاتور لذلك عليهم أن يختاروا، لا تستطيع أن تكون دكتاتور وغير مسيطر في نفس الوقت. إذا كنت دكتاتور فأنت مسيطر بشكل كامل، وإذا كنت غير دكتاتور، أو غير مسيطر فأنت لست دكتاتور. أنا لست الأول ولا الثاني. لدي سلطاتي من خلال الدستور السوري، لكن في الوقت نفسه لا يكفي أن يكون لديك سلطات، من المهم جداً أن تقيم حواراً مع أوسع دائرة تستطيعها من الناس حتى تتخذ قرارك وهذه هي الطريقة التي أعمل بها.



المراسلة: ما هي تصوراتك للأسبوعين القادمين؟ هذا التقرير سوف يصدر، وفي حال حدث أسوأ سيناريو بالنسبة لسوريا، وهو ورود اسم سوريا في التقرير، وكان هناك لوم على سوريا ما الذي سيحدث للبلاد سيتم تطبيق عقوبات عليها، وستعيش بلدكم عزلة متزايدة كيف ستتمكن البلاد من الاستمرار؟

السيد الرئيس: إن هذا يعتمد على الدليل وإذا كان هناك أي دليل سندعم أي تصرف. إذا كان ذلك مجرد لعبة سياسية وليس هناك أي دليل، وهم فقط يبحثون عن أسباب لعزل سوريا يأتي السؤال ما الذي يجنونه من عزل سوريا، إنهم لن يجنون شيئاً، ما الذي سيفعلونه إزاء العديد من القضايا في الشرق الأوسط التي تعتبر سوريا أساسية في حلها، لا شيء، نحن أساسيون لا يمكنهم عزل سوريا، لأنهم بعزل سوريا يعزلون أنفسهم عن العديد من القضايا في الشرق الأوسط، يعزلون أنفسهم عن العديد من المواضيع في الشرق الأوسط. نحن لسنا قلقين تجاه الأمر بل نحن واثقون أن التقرير في حال كان حِرَفياً، سيقول أن سوريا ليست متورطة، وإلا فإننا نعتقد أنه سيكون هناك ضغط سياسي على التقرير لإعطاء نتيجة أخرى واتهام سوريا بدون أي دليل، وهذا ما يقلقنا.



المراسلة: الولايات المتحدة غاضبة جداً منك ومن حكومتك، وتتهمكم بتقديم تسهيلات ومخابئ آمنة وتساعدون الآن المتمردين في العراق بشكل فعال، ما الذي ستفعلونه لإيقاف كل هذا؛ أي إيقاف السماح للمتمردين بدخول العراق؟

السيد الرئيس: إن هذا غير صحيح أبداً، إنه خطأ تماماً. هناك أوجه عديدة للمشكلة. أولاً ليس هناك بلد يستطيع ضبط حدوده بشكل كامل، وكمثال على ذلك الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، والعديد من المسؤولين الأمريكيين أخبروني بأنهم لم يستطيعوا ضبط الحدود مع المكسيك، ولكن في نهاية الحديث قالوا عليك ضبط حدودك مع العراق، وهذا مستحيل وأنا أخبرت السيد باول بهذا في أول لقاء لنا بعد الحرب، قلت له أنه من المستحيل السيطرة على الحدود، وقد طلبنا دعماً فنياً، ولكننا قمنا أيضاً بالكثير من الخطوات للسيطرة على حدودنا، ليس بشكل كامل ولكن كما قلت قمنا بالعديد من الخطوات، ونحن نرغب بدعوة أي وفد من العالم أو من الولايات المتحدة لكي يأتي ويرى حدودنا ليرى الخطوات التي اتخذناها نحن، وثم لينظر إلى الجانب الآخر فلا يرى شيئاً، ليس هناك أحد على الجانب الآخر لا أمريكيين ولا عراقيين.



المراسلة: ومع ذلك فإن كل شخص تحدثت إليه، حتى القادة الميدانيين في العراق، يقولون إن القسم الأعظم من المتمردين الأجانب أو المتمردين العراقيين يأتون من سوريا. لماذا لا تقوم قواتكم بغارات من بيت إلى بيت. لماذا لا تعملون بنشاط لإيقاف ذلك وإنهائه؟

السيد الرئيس: قلت أنه من المستحيل لأي بلد إيقاف شيء كهذا، لكن العديد من المسؤولين قالوا أن الرقم بين الألف والثلاثة آلاف متمرد أو إرهابي، كما يسمونهم، الفوضى في العراق هي السبب وليست الحدود، يجب أن نكون صريحين بهذا الشأن، المشكلة سياسية وليست الحدود مع سورية، عندما تكون هناك فوضى فذلك يعني بيئة خصبة للإرهاب، هذه هي المشكلة.



المراسلة: هل توافق على أن ذلك أمر سيء، بمعنى هل تتمنى أن نشهد نهاية للتمرد؟

السيد الرئيس: بغض النظر عما تريده الولايات المتحدة فإن مصلحتنا في سورية أن نرى استقراراً في العراق، وعندما يكون هناك تمرداً أو إرهاباً أو أي شيء مثل ذلك سيكون هناك المزيد من الفوضى، والمزيد من الفوضى تعني عراقاً مقسماً، ذلك يؤثر على سورية بشكل مباشر، لذلك من وجهة نظرنا أننا يجب أن نساعد العراقيين على الاستقرار، لكن يجب أيضاً أن نميز بين المتمردين وبين العراقيين الذين يقاتلون ضد القوات الأمريكية والبريطانية، هذا شيء مختلف، أنا أتحدث عن الناس الذين يقتلون العراقيين، هؤلاء ندعوهم الإرهابيين، ونحن ضدهم تماماً.



المراسلة: لماذا أوقفتم، حسب ما قاله سفيركم في واشنطن، التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة؟

السيد الرئيس: (بالعربية مترجمة) لا يمكن أن يكون هناك تعاون أمني عندما تكون النتائج السياسية معاكسة تماماً، أي المزيد من الهجمات من الإدارة الأمريكية هذا من ناحية، من ناحية أخرى فإنه بسبب التحليل الضعيف والمعرفة القليلة حول المنطقة من قبل الوكالات الأمريكية فإن هذا التعاون الأمني في العديد من الحالات كان له نتائج سلبية على المصالح السورية، لقد فقدنا الثقة كأجهزة أمنية سورية بالمؤسسات الأمريكية لذا أوقفنا التعاون، ولكن كان هناك محاولة لمتابعة التعاون مؤخراً نتيجة وساطة بعض الدول العربية والأوربية، وقلنا بأنه ليس لدينا أي مانع طالما أنها سنكون طرفاً ثالثاً، وتلك الأطراف العربية وغير العربية قالت للولايات المتحدة بأن سوريا ستتجاوب مع ما تريدون، ولكن لم يصدر عنهم أي رد حتى الآن.



المراسلة: ما هو شرطكم لمساعدة الولايات المتحدة هل أنتم مستعدون لمساعدة الولايات المتحدة؟

السيد الرئيس: تقصدين في العراق؟

المراسلة: نعم.

السيد الرئيس: بالطبع ليس لدينا أي مشكلة ونحن قلنا ذلك علانية. إنهم يتكلمون عن عراق مستقر، نحن لنا مصلحة مباشرة في استقرار العراق؛ يتكلمون عن عراق موحد، إن لنا مصلحة مباشرة في عراق موحد، إنهم يتكلمون دعم العملية سياسية، فإن لنا مصلحة في ذلك لأن هذا سيساعد على الاستقرار، وهكذا لا يوجد اختلافات؛ نحن لا نعلم ما الذي يريدونه، أعتقد أنهم هم لا يعلمون ما الذي يريدونه.



المراسلة: هناك حديث كثير حول احتمال قصف الولايات المتحدة لملاجئ ومعاقل داخل سوريا. هل حصل هذا؟

السيد الرئيس: أبداً.



المراسلة: إذا حصل هذا فهل ستعتبرونه عملاً عدائياً؟ هل ستردون؟

السيد الرئيس: (باللغة العربية ) سنتعامل مع كل حالة في وقتها، أنا لا أستطيع الآن أن أتحدث عن ذلك، هذا سؤال افتراضي، على أية حال ليس هناك مثل هذه الملاجئ أو المعاقل التي يجب ضربها.



المراسلة: سيدي الرئيس أن تعلم أن مبدأ تغيير الأنظمة يتجه من الولايات المتحدة باتجاهك، إنهم يبحثون بجد عن قائد سوري جديد، إنهم يمنحون تأشيرات الدخول والزيارة لمعارضين وسياسيين سوريين، يتحدثون عن عزلك دبلوماسياً، أو انقلاباً ربما، أو انهياراً في نظامك، ما رأيك بذلك؟

السيد الرئيس: أشعر بثقة مطلقة لسبب وحيد، فقد صُنعت في سورية وليس في الولايات المتحدة، لذلك لست قلقاً، هذا قرار سوري، ولا يجب لأحد أن يتخذه غير السوريين، لذلك لا نناقشه في سورية.



المراسلة: ماذا سيحدث باعتقادك في حال وجود بديل لكَ، ومن البديل لكَ؟

السيد الرئيس: قد يكون أي سوري، أي سوري وطني، وهناك الكثيرين، وأنا لست الشخص الوحيد المناسب ليكون رئيساً، لذلك ليس هناك مشكلة حول ذلك، لكن لن يسمح لأي سوري أن يكون رئيساً إذا ما تم صُنعه في أي مكان خارج حدود سورية، هذا مبدأ سوري.



المراسلة: لنتحدث عن القضايا الإقليمية: في عام 2000 كان هناك نافذة صغيرة من الأمل بعقد سلام بين سوريا وإسرائيل، لكن النافذة أغلقت، وبعد خمس سنوات ونصف لا يبدو أن هناك فرصة أخرى، ما الذي يتطلب الأمر من أجل عقد السلام بينكم وبين إسرائيل؟

السيد الرئيس: دعيني أبدأ من مذكرة الرئيس كلينتون الذي ذكر تلك الجولة في شيبردز تاون وقال أن سوريا كانت جاهزة للسلام، وأنها كانت متجهة باتجاه السلام، ولكن باراك لم يستطع أن يتجاوب. لقد كنا جاهزين في عام 2000 وكنا جاهزين في 1991، عندما انطلقت عملية السلام في مدريد وما زلنا جاهزين نحن لم نتغير. ما تغير هو شيئان: الإدارة الأمريكية، والحكومة في إسرائيل. الإدارة في الولايات المتحدة كما سمعت منهم، أعتقد من السيد باول، وحسب ما سمع العديد من المسؤولين العرب والأوربيين من الأشخاص في الإدارة الأمريكية وبعضهم سمع من الرئيس بوش نفسه بأن عملية السلام لا تقع ضمن أولوياتهم اليوم، وبنفس الوقت لا أعتقد بأن الحكومة في إسرائيل جدية حول عملية السلام، لذا نحن لا نرى في المستقبل القريب أي أمل، ولكن على المدى البعيد يجب أن يكون هناك سلام ليس هناك خيار آخر.



المراسلة: في كل مرة نتحدث عن السلام لابد لنا وأن نسألك عن المعارضين الفلسطينيين، أو أولئك الذين يسمون بالفلسطينيين المتطرفين الذين لا يؤمنون بعملية السلام والذين يقومون بالإرهاب ولديهم قواعد هنا، هل ستقومون بإغلاقها؟

السيد الرئيس: لدينا في سوريا نصف مليون فلسطيني وهناك ثمانية منظمات، منظمات سياسية وهي موجودة منذ عقود. هناك اثنتان أخريان تم نفيهما من الأراضي الفلسطينية وجاءتا إلى سوريا ولا يسمح لهما بالعودة إلى أراضيهما، الوضع الطبيعي هو أن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم أو إلى أراضيهم، جميع هذه المنظمات في سوريا تعمل فقط على أساس سياسي ولا يستطيعون عمل أي شيء آخر. يلتقون بمواطنيهم الفلسطينيين في سوريا ويعبرون عن مواقفهم السياسية بالاعتماد على مواقف منظماتهم، ليس لديهم أعضاء أو مكاتب في سورية، هم عبارة عن بعض القادة المنفيين من بلدهم في سورية، ليس لديهم مكاتب، هم يعيشون في منازلهم ويلتقون بأشخاص، فإذا ما طالبوا منا بإغلاق مكاتبهم، ماذا نفعل؟ نغلق بيوتهم؟ سينتقلون إلى منازل أخرى ويلتقون بأشخاص، ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي، لكنهم لا يقومون بأي نشاط داخل الأراضي الفلسطينية انطلاقاً من سورية.



المراسلة: أود سؤالك عن الإصلاح في سورية، عندما أصبحت رئيساً، بسبب الوفاة المأساوية لأخيك أصبحت تقريباً رئيساً لسوريا بالمصادفة، كان لدى الناس أمل كبير فيك فأنت شاب ووجه جديد بالنسبة لهم، وفي وقت من الأوقات كان ربيع دمشق يزدهر، إصلاح، تقدم ديمقراطي، ثم وصل كل هذا إلى نهاية محبطة، الآن بدأتم ثانية على نطاق أصغر بعد مؤتمر الحزب في الصيف، ومع ذلك يقول الناس أن هذا ما يزال غير كاف، لا نستطيع السير بسرعة بطيئة الآن لأن الضغط علينا كبير جداً. ما هي خطتك في هذا الصدد؟

السيد الرئيس: دعيني أعلق أولاً على "رئيس بالصدفة": أنا لا أستطيع قبول هذا لأنه يعني أننا نتجاهل رأي الشعب السوري وهو الذي اختارني رئيساً، لذلك الأمر ليس بالصدفة، وإنما بإرادتهم. ثانياً، عندما تسأليني عن خطتي يجب أن تسأليني أولاً هل أملك كل المتطلبات؟ لا ليست لدينا. هذا هو الجواب، لأن لدينا العديد من العوامل الداخلية والخارجية: العوامل الداخلية هي الإرادة، التاريخ، التقاليد، الأهداف المنشودة، وعوامل عديدة أخرى، أما بالنسبة للعوامل الخارجية فهناك عملية السلام، الاستقرار في المنطقة، ما يحدث في العراق، الدعم الذي نتلقاه من الدول المتقدمة للإصلاح، فعندما نتحدث عن إصلاح لا نعني فقط الإصلاح السياسي بل الإصلاح بمعناه العام سياسياً واقتصادياً وتقنياً وكل الجوانب الأخرى للإصلاح، ونحن لا نتحكم بكل هذه الجوانب لذلك نواجه العديد من العوائق في مسيرتنا، أما عندما تتحدث عن السرعة فيما يتعلق بهذه الخطة، الأمر يتعلق بنوع السيارة التي لديك، لا تستطيع أن تقود جميع السيارات بسرعة كبيرة، يجب أن يكون لديك سيارة حديثة؛ ما هي الأعمدة التي لديك؟ يجب أن يكون لديك أعمدة عندما يكون لديك إصلاح، هذه الأعمدة تشكل الأسس، وعندما تضع البناء على هذه الأسس فإذا لم تكن الأسس قوية كفاية فإن البناء سيقع، لذلك فإن هذه الأعمدة مرتبطة بتاريخنا بالنسبة لهذه العوامل التي ذكرتها.



المراسلة: لكن هل أنت ملتزم بها؟

السيد الرئيس: قطعاً. نحن لسنا كاملين، ولا أحد كامل نحن نمشي بثبات واستمرارية. قد لا نسير بسرعة عالية لكننا نسير بثبات ونحن ملتزمون، والأمر لا يقتصر على الحكومة وإنما غالبية الشعب يدعمون هذه العملية، لكن أمامنا طريق طويلة لكي نمشي فيها. هذا لا يعني أننا لم نفعل شيئاً، لقد فعلنا الكثير، نحن بدأنا مؤخراً بدراسة قانون تعدد الأحزاب في سوريا، نحن لدينا تعددية حزبية لكننا نتطلع إلى قانون أكثر انفتاحاً، أصبح لدينا جامعات خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، لدينا وسائل إعلام خاصة، مدارس خاصة، مصارف خاصة، الكثير من الأشياء التي قمنا بها خلال السنوات الخمسة الماضية. لا أعتقد أن الأمر بطيء، إنه سريع لكننا دائماً نريد أن نكون أسرع وهذا أمر طبيعي وجيد؛ نريد دائماً أن نحقق المزيد، هذا طموح طبيعي.



المراسلة: اتخذ والدك قراراً استراتيجياً عام 1991 بدعم الرئيس بوش الأب في حرب الخليج ضد صدام حسين. ِلمَ لَم تفعل الشيء ذاته هذه المرة؟

السيد الرئيس: الرئيس حافظ الأسد لم يدعم الرئيس بوش الأب وإنما دعم تحرير الكويت وهذا هو الفرق، الأمر مختلف تماماً، لو كنت سأدعم هذه الإدارة فإنني سأكون أدعم احتلال العراق، ونحن ضد الحرب، بشكل عام نحن نعتقد دائماً أن الحرب تخلق التوتر وتخلق نتائج سلبية وهذا سيؤثر على سوريا بشكل مباشر وغيرها من الدول وليس فقط العراق، إذن نحن ضد الحرب كمبدأ وكمصلحة ولهذا السبب لم ندعمها.



المراسلة: هل أنتم الآن خائفون من قيام حرب أهلية هناك؟

السيد الرئيس: نعم عندما يكون لديك فوضى فهذه أرض خصبة للحرب.



المراسلة: لكن هذا لا يدفعك لدعم ما تحاول الولايات المتحدة عمله في العراق؟

السيد الرئيس: هذا ما أجبته قبل بضعة أشهر أننا مستعدون لدعم العملية السياسية، لا تستطيع تحقيق الاستقرار وتمنع العراق من حرب أهلية أو من التجزئة بدون عملية سياسية، نحن نحتاج العملية السياسية وندعمها وندعم هذه الحكومة، لكن أن ندعم العراق أمر مختلف عن دعم الولايات المتحدة.



المراسلة: شكراً سيدي الرئيس

السيد الرئيس: شكراً لزيارتكم سوريا وأهلاً بكم







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:59 AM رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

السيد الرئيس بشار الأسد إلى قناة "الجزيرة" القطرية



أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بحديث شامل إلى قناة "الجزيرة" القطرية. وقد أجرى الحوار مع السيد الرئيس مراسل "الجزيرة" السيد غسان بن جدو بتاريخ 26/4/2004
وفيما يلي نص الحديث:
المذيع:

أولاً مرحباً بكم سيادة الرئيس وشكراً جزيلاً لكم على تلبيتكم هذه الدعوة واستضافتكم لنا في قصر الشعب في دمشق.

ـ السيد الرئيس:

أهلاً بكم في سورية.

سؤال:
سيادة الرئيس، إذا بدأنا بالوضع العربي العام، الرأي العام، لا ينظر بإيجابية للوضع العام والقمة العربية التي أجلت أخيراً في تونس بعثت نوعاً من القنوط، ربما لم يكونوا يتوقعون كثيراً مما يحصل ولكن هذا الذي جرى. كمدخل عام، كيف ترون هذا الوضع العربي العام كقائد وكزعيم.

ـ السيد الرئيس:

نراه من خلال رؤية الناس. أعني أننا نحن كقادة عرب طرف أساسي سواء في موضوع القمة أو القمم التي تتوج موضوع العمل العربي أو في تأثيرنا وقيادتنا للوضع العربي العام، وبالتالي تقييمكم من خلال استطلاع آراء المواطنين لا يرتبط بكل تأكيد ومنذ زمن بالأوضاع أو بسبب تأجيل القمة أو بسبب سقوط العراق فقط، هناك حالة من الإحباط واليأس التي أصابت معظم المواطنين العرب نتيجة الأوضاع السائدة. القادة العرب يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية وهذا شيء طبيعي. ليست القضية أو المشكلة في أن نصل لليأس أو لا نصل إليه. المشكلة الأهم هي هل نستسلم لليأس أم لا نستسلم. الآن هناك تياران في العالم العربي، وكلا التيارين موجود في الحكومات وموجود بين عامة الناس، في الشرائح المختلفة. التيار الأول يدعو للاستسلام لليأس وللقبول والخضوع للأمر الواقع ويستند إلى كلمة "فات الأوان". والتيار الآخر يرى أن عوامل الضعف موجودة، ولكن لدينا الإمكانية لأن نتحرك باتجاه الأمام وبأن الأوان لم يفت. التيار الأول ينظر أحياناً بشيء من النظرة المطلقة للأمور، أي الضعف العربي هو ضعف مطلق. القوة لبعض الدول العظمى هي قوة مطلقة ومن هنا تأتي كلمة "فات الأوان" أو استنادهم على هذا المصطلح. وهناك تيار آخر يرى الأمور نسبية، وأنا واحد من هذا التيار. الضعف موجود ولا نستطيع أن نعطي آمالاً بأن الوضع سيتغير بسرعة. هناك ظروف موضوعية وغير موضوعية تؤدي لهذا الشيء. هناك تراكمات عمرها عقود، تساهم في ما وصلنا إليه، ونحن نضيف عليها بممارساتنا اليومية الحالية.

سؤال:

كحكام وكمجتمع؟.

ـ السيد الرئيس:

بالدرجة الأولى كحكام. أنا دائماً أحمّل الحكام، خاصة وأنني واحد منهم. طبعاً أية قيادة وأي قائد وأية حكومة تمثل المجتمع بشكل أو بآخر ويدعمها المجتمع، يدفعها للأمام أو يشدها للخلف أو بالعكس، العلاقة تبادلية. لا نستطيع أن نقول "حكم من دون مجتمع". دائماً هناك ربط. ما هي النسبة؟ هذا الكلام نظري. خمسون أربعون بالمائة هذا كلام نظري. المهم ان القسم الأكبر من هذه المسؤولية يتحملها القادة.

أنا لا أعتقد بأن الأوان قد فات، وإلا لو كنا آمنا بالشيء المطلق بأن الضعف مطلق، لكنا الآن غير موجودين لا مادياً ولا ثقافياً. نستطيع أن نتحرك. نحن بحاجة لبعض الإرادة، لبعض الصبر، ولا أقول لكل الإرادة. الآن، ببعض الإرادة وبعض الصبر وبعض الجدية نستطيع أن نقلع.

سؤال:

عفواً. لماذا تقولون ليس حتى كل الإرادة، حتى الإرادة تحتاج الآن أن نصبر على أن تكون للقادة إرادة كاملة؟.

ـ السيد الرئيس:

لكي أعطي الأمل، أريد أن أقول اننا بقليل من الإرادة نستطيع أن نقلع. طبعاً إذا كنا نستطيع أن نضع كل الإرادة وكل الجدية فهذا شيء ممتاز. لكن أنا أقول بشيء من الإرادة أقصد أن الضعف الذي نراه، ليس لأنه توجد إرادة ولكنها غير كافية. أحياناً لا توجد إرادة ولذلك أقول بقليل من الإرادة نستطيع أن نحقق شيئاً بسيطاً على الأقل. ما هو الشيء البسيط؟ هل هو أن نحسن الوضع العربي؟ بمعنى لو افترضنا ان الوضع العربي أيضاً رقم نظري ـ هو عشرة بالمئة، هل نستطيع أن نجعله خمسة عشر بالمئة؟ لا، ربما العام المقبل سيكون خمسة بالمئة. فعلى الأقل فلنحافظ على العشرة. إذا كانت الأمور لابد ستتراجع فليكن تراجعاً بالحد الأدنى. أما أن نترك الأمور تسير بالدفع الخلفي للوراء ولا نتحرك فمن المستحيل أن تكون هناك إرادة وجدية ونحن نرى الأمور تسير بهذا الاتجاه مهما تكن الظروف الخارجية.

سؤال:

سيدي الرئيس، حتى ندخل في التفاصيل، عندما نتحدث عن هذا الوضع، على الأقل لعلكم معنا أن الساحتين الأكثر سخونة الآن في المنطقة العربية هما الساحتان الفلسطينية والعراقية. لنبدأ من الساحة الفلسطينية. الآن الوضع ملتهب جداً، رئيس الوزراء الإسرائيلي حصل على وعد كبير من قبل الرئيس بوش في زيارته الأخيرة لواشنطن. ثمة الآن تهديد بإيذاء الرئيس عرفات، اغتيال قادة حركة حماس. كيف تنظرون إلى هذا الوضع الفلسطيني الملتهب الآن؟

ـ السيد الرئيس:

أولاً ما الفرق بين الاغتيالات التي تقوم بها إسرائيل وفي مقدمتها اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي ومجازر صبرا وشاتيلا؟ نفذها نفس الشخص مع فرق الزمن. ما الفرق بين مجزرة صبرا وشاتيلا ومجزرة دير ياسين وغيرها من المجازر التي حصلت في 1948 وقبل 1948؟ أنظر إليها كأنها هي حالة مستمرة، لا شيء جديد. كيف أعبر عن هذا الشيء؟ أقول هذه هي إسرائيل تعبر عن نفسها. هي لا تعبر عن نفسها بالكلام، لا تتحدث عن حرية الكلام، تتحدث عن حرية القتل. هذه ديمقراطية بالنسبة لإسرائيل. يقولون إسرائيل هي الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. صحيح من ناحية القتل هي حرة، تمارس حرية القتل. هذه هي الصورة الطبيعية. لا نتوقع شيئاً آخر. لكن الغريب أن نبقى متفاجئين دائماً في كل حالة، وهي حالة مستمرة كما قلت. نقول لماذا حصل ذلك أو هناك شيء جديد، اغتيال شخص. الاختلاف هو الأسماء، الأعداد، الأسماء العربية والأسماء الإسرائيلية، لكن المبدأ هو واحد والمنهج هو واحد.

السؤال الأهم ما هو دورنا؟ إذا كنا نريد أن نحمّل إسرائيل الجزء الأكبر والولايات المتحدة جزءاً أقل والغرب بشكل عام ودول أوروبا والقوى العظمى الأخرى جزءاً آخر، فهل نحمّل أنفسنا مسؤولية ما يحصل؟ بكل تأكيد علينا أن نبحث عن مسؤوليتنا.

سؤال:

أين مسؤوليتنا؟.

ـ السيد الرئيس:

الصمت، عدم الفاعلية، عدم معالجة التراكمات التي تحدثت عنها قبل قليل، الالتهاء بالقضايا الثانوية على حساب القضايا الأساسية، عدم وجود منهجية، عدم وجود تعاون، إذا أردت أن أعد وأحصي لا أذكرها الآن فهي كثيرة.

سؤال:
فيما يتعلق بوعد الرئيس الأميركي جورج بوش إلى شارون، الأخير في واشنطن نود أن نعرف موقفكم منه بشكل دقيق، سيادة الرئيس.

ـ السيد الرئيس:

أنا قرأت الكثير من المصطلحات. البعض أسماه بلفور اثنين. الآن واحد أو اثنين أو ثلاثة لا يهم. كل عمل تقوم به الولايات المتحدة منذ وجود إسرائيل وخاصة في العقود الثلاثة الأخيرة وأكثر بقليل نستطيع أن نسميها كلها بلفور بالممارسة. الفرق الآن هو الإعلان. هم أعلنوا عن هذا الشيء لكن هل كنا نتوقع بأن الولايات المتحدة ستسير مع الفلسطينيين؟ أيضاً هذا السؤال هو جزء من السؤال الذي سبقه. أين هي مسؤوليتنا؟ لماذا نطالب الدول الأخرى بأن تأخذ مواقف أخلاقية بينما لديها مصالح؟ كثير منهم يقولون نحن معكم لكن أنتم لا تتحركون داخلياً في الساحة الأميركية، هي ساحة مفتوحة. هناك لوبي إسرائيلي يتحرك لكن لا يوجد لوبي عربي، فأيضاً لا يكفي أن ننظر ونقول بلفور اثنين وأن نشتم وأن نندب، ماذا سنفعل؟ أين هو الخطأ؟ لماذا وصلنا إلى هنا؟ كيف سنتحرك باتجاه المستقبل.

سؤال:

لكن الداخل الفلسطيني اعتبره أخطر ما تواجهه القضية الفلسطينية في هذه اللحظة بالتحديد سيما وأن الهجوم الشاروني مستمر بشكل كبير، جدار الفصل العنصري. فهذا امتياز كبير قدمته الإدارة الأميركية؟.

ـ السيد الرئيس:

صحيح، لذلك أنا لا أختلف مع هذه الطروحات. كل واحد يراها بمقدار من الخطورة لاشك بأنه خطير لكن أنا لا أريد أن أتوقف عند تقييمه، أنا أريد أن أقول لو أننا نظرنا بنظرة مستقبلية منذ سنوات لرأيناه حاصلاً لكنه كان بحاجة لظرف مناسب ولفرصة مناسبة، هذا هو الفرق. أنا أقصد ألا نتوقف عند التقييم. دعونا نطرح حلولاً، هذا هو المطلوب.

سؤال:

قبل مدة، سيادة الرئيس، أعلنتم مبادرة، أو لنقل إعلاناً إن صح التعبير، باستعدادكم لاستئناف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية. الحكومة الإسرائيلية لم تتجاوب مع هذا الأمر، بل بالعكس، ربما وجدنا بعض التحديات وربما بعض التهديدات. هل أنتم مازلتم مستعدين لاستئناف المفاوضات مع حكومة آرييل شارون؟.

ـ السيد الرئيس:

أريد أن أعلّق على كلمة مبادرة، طُرح كثيراً بأنها المبادرة السورية. أنا لم أطرح أية مبادرة، كل ما قلته هو الموقف السوري المكرر في كل مناسبة. نحن في كل خطاب سياسي سواء كان خطاباً رسمياً أو مقابلة صحفية أو لقاء مع مسؤولين من أية جنسية وخاصة الأجانب، نؤكد على استعدادنا دائماً للسلام بمعزل عن تسميات الأشخاص في إسرائيل لأن لدينا منهجية واضحة. هناك حق ثابت، وهناك قرارات مجلس أمن، وهناك آلية واضحة. فنحن نقول دائماً اننا مستعدون للتفاوض عندما تكون الظروف مناسبة في إسرائيل، فأنا لم أطرح أية مبادرة لكن طرحتها في لقائي مع صحيفة "نيويورك تايمز". وقد اعتُبرت مبادرة بالنسبة للأمريكيين لأنهم لا يعرفون اننا نطرح سلاماً، أي طروحات سلمية، فاعتبرت مبادرة وكأننا نحن دائماً صامتون أو لا نتحدث سوى بالحرب أو القتل أو العنف وفجأة طرحنا السلام، فاعتبرت مبادرة. وهذا يدل تماماً على الغياب، غيابنا عن الساحة الأميركية السياسية. لكن نحن دائماً نقول بمعزل عمن يوجد في إسرائيل، نحن لدينا حقوق، والحقيقة بالنسبة لنا لا نفرق كثيراً بين الأسماء. هذا الكلام معروف قبل مجيء شارون. يقولون أن رئيس الحكومة هذا المعيّن حديثاً هو أفضل من الذي سبقه، ونحن دائماً نقول كلهم مثل بعضهم البعض، الشكل يختلف. البعض يقتل العرب والفلسطينيين ويدّعي بأنه رسول سلام، والآخر يقتل ويدعي بأنه رسول حرب، لكن بالممارسة كلهم متشابهون.

سؤال:

ومع ذلك إذا كان لحكومة شارون الآن استعداد لاستئناف المفاوضات فدمشق مستعدة؟.

ـ السيد الرئيس:

كما قلت، الكل متشابهون بالنسبة لنا في إسرائيل.

سؤال:

هناك ما يشبه التحذيرات، لو صح التعبير. أي ان إسرائيل تعتبركم غير متعاونين بالقدر الكافي، كما يقول شارون، سيما على خلفية الموقف من حزب الله والمنظمات الفلسطينية المعارضة التي تنتهج خيار المقاومة والتي بعضها موجود هنا في دمشق حتى وإن كان لا ينشط بشكل علني ورسمي. ماذا تقولون، سيادة الرئيس، في هاتين النقطتين؟.

ـ السيد الرئيس:

هم يريدون أن نتعاون معهم ربما في القضاء على القضية الفلسطينية كلها، وربما القضية السورية، أي قضية الجولان. يريدوننا أن نكون ربما شركاء لهم في قتل الفلسطينيين. لماذا نتعاون؟. هناك قضية واضحة، نحن لا نغير موقفنا منها منذ عقود وهي لن تتغير. هذا الكلام مجرد بالونات سياسية لا قيمة لها.

سؤال:

سيادة الرئيس، خيار المقاومة مطروح الآن في المنطقة ولاسيما في الساحة الفلسطينية. بشكل صريح وكقائد عربي، هل تعتقدون بأنه خيار مجدٍ ومثمر يمكن أن يحقق نتائج ملموسة على الأرض؟ أم تعتقدون بأن اختلال موازين القوى يدفع هؤلاء باتجاه خيار ما يسمى بالخيار الواقعي والسلمي والمفاوضات؟.

ـ السيد الرئيس:

أولاً الفلسطينيون جربوا كل الخيارات منذ 1948 وحتى اليوم، هم لا يسيرون في اتجاه واحد، هناك تيارات. وفي كل مرة كان الشعب الفلسطيني يجرب تياراً من التيارات ويدعمه، والدليل دعمه لأوسلو، ومن ثم الانتفاضة التي نعتبرها نحن انتفاضة على أوسلو. لكي لا نقول بأنه اجتهاد، أو نظرة للمستقبل، لن نتحدث في التوقعات المستقبلية. علينا أن نتحدث بالواقع ونستطيع أن نأخذ تجارب مشابهة، لكن أريد أن أؤكد على نقطة.

سؤال:

لكن على الأقل، عفواً سيادة الرئيس، هل هو مشروع خيار المقاومة؟

ـ السيد الرئيس:

سأصل إليها، سأبدأ من موازين القوى لأصل إلى كلمة مشروع. بالنسبة لموازين القوى لا توجد مقاومة عبر التاريخ حسمت ميزان القوى خاصة من الناحية العسكرية، لأنها ليست قوى عسكرية. المقاومة لا تكون جيشاً، المقاومة هي حالة شعبية. ومن هنا نصل إلى أنه بما أن المقاومة هي حالة شعبية، فهي حالة مشروعة، وأي شيء شعبي هو مشروع. هي ليست حالة شاذة، هي ليست حالة لا تعبر عن المواطن الفلسطيني، وطالما أنها تعبر عن المواطن الفلسطيني فهي حالة مشروعة.

لو كانت حالة شاذة مرتبطة ببضعة أشخاص، والشعب الفلسطيني يرفضها، فعندها لا تكون مشروعة. وهنا أصل لنقطة مهمة: نحن لا يحق لنا أن نقيّم شرعيتها أم لا. المواطن الفلسطيني هو الذي يقيّمها. هي حالة داخلية نحن يحق لنا فقط أن نقف معها عندما يرغب الشعب الفلسطيني. أما أن نقول انها مشروعة وغير مشروعة، فهذا الكلام هو بحد ذاته غير مشروع. لكن أريد أن أكمل تتمة السؤال: هل هي مجدية أم لا. كما قلت، لن أتحدث عن المستقبل لكن هذا الكلام كان يقال للبنانيين في الثمانينيات. بالحرف الواحد كان يقال أن ما تقوم به المقاومة اللبنانية "هو كخرمشة القط"، يعني تزعج لكنها لا تؤثر. لكن في النتيجة وفي المحصلة، كانت مؤثرة وكان من نتائجها تحرير الأراضي اللبنانية ولم يبق سوى مزارع شبعا. فإذا أردنا أن نتحدث، انها مجدية على الساحة الفلسطينية، مع اختلاف الظروف بين المقاومتين، لكن هناك تجارب عديدة. أنا أتحدث فقط عن التجربة اللبنانية كتجربة حديثة نتائجها حصدناها أو حصدها اللبنانيون في أيار 2000. فأنا أخذت آخر تجربة. لو عدنا لتجارب أخرى نرى أن هذا الشيء قد تحقق.

سؤال:

أشرتم أنه إذا طلب منا فنحن ندعم هكذا خيارات. سيدي الرئيس، حقيقة رغم أن سورية دولة مجاورة لإسرائيل، رغم أنها معنية بهذا بشكل عام، ثمة من يلاحظ انه فيما يتعلق بالتطورات الفلسطينية، الدولتان الأساسيتان اللتان تتحركان هما مصر والأردن. في هذا الملف، أين الدور السوري؟ كأنه غائب؟.

ـ السيد الرئيس:

لأوضح ماذا تعني كلمة دور، وكيف ننظر لكلمة دور. أي دور يجب أن ينشأ من ظروف موضوعية وألا يتحول لحركة بهلوانية أو بالونات جزء منها إعلامي، جزء منها مسرحي. الظروف الموضوعية التي تحدد دور أية دولة أو شعب بالنسبة إلى قضية ترتبط بدولة أخرى أو شعب آخر، هي ظروف يجب أن تكون جغرافية، سياسية، تاريخية، ثقافية وتربوية.. الخ. هل هذه الظروف متوفرة لدى هذه الدول، سورية ومصر والأردن؟ نعم متوفرة. أولاً القضية الفلسطينية تجمع العرب كلهم معنوياً. فإذاً الدور العربي بشكل عام بالنسبة للقضية الفلسطينية موجود من الناحية المعنوية. مصر لها تماس مباشر مع غزة. الأردن له تماس مباشر مع الضفة الغربية، وبالتالي هناك تفاعل يومي وبالتفاصيل مع وضع الشعب الفلسطيني، فهذا الدور، الظروف الموضوعية متوفرة له، ومتوفر لسورية من جانب آخر. ورغم أنه لا توجد حدود مباشرة لكن، هناك ترابط مصيري كبير جداً بين القضيتين. إن قلنا القضية السورية والقضية الفلسطينية، إن قلناها بهذه الصيغة، فحل الموضوع السوري، أي موضوع الجولان من خلال مفاوضات سلام، سيؤثر بشكل مباشر على نتيجة المسار الفلسطيني، والعكس صحيح. عندما يكون هناك حل لقضية السلام على الاتجاه الفلسطيني ما هو مصير نصف مليون فلسطيني موجود في سورية؟ ما هو مصير نصف مليون فلسطيني أو ربما أقل موجودين في لبنان، خاصة أن المسارين السوري واللبناني متوازيان أو مترابطان. فإذاً سيكون هناك تأثير مباشر، بالإضافة إلى أن المواطن السوري يعيش القضية الفلسطينية من خلال وجود نصف مليون فلسطيني مندمجين في المجتمع السوري يومياً. فنحن نعيش الوضع الفلسطيني من خلال هؤلاء. الآن الجانب الآخر الذي يلجم هذا الدور هو الخلاف الموجود مع القيادة الفلسطينية. الخلاف مرّ بمرحلتين: مرحلة ما بعد خروج المقاومة من لبنان عام 1982 ومرحلة ما بعد انطلاق عملية السلام وحتى اليوم نحن مختلفون سياسياً إلى حد كبير، وكبير جداً، ولكن مع ذلك طبعاً نحن نقف مع الرئيس عرفات وهناك اتصالات مع الرئيس عرفات لأن الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان أن تحاصراه كنتيجة لبعض المواقف التي لم ترضهم بدءاً من كامب ديفيد عام 2000 وحتى اليوم، فنحن وقفنا معه في هذا الاتجاه. هذه هي صورة الدور السوري. طبعاً هناك تواصل مع القوى الفلسطينية أكثر من قبل لكن مازلنا في اتجاه سياسي يختلف.

سؤال:

مع ذلك، سيادة الرئيس، تجزمون الآن بأنكم تقفون إلى جانب الرئيس عرفات، خاصة وأنه يتعرض إلى حصار. ولكن هناك من يعتبر بأن بوادر المصالحة، لو صح التعبير، بين بعض الفصائل الفلسطينية المعارضة كفتح الانتفاضة، والقيادة العامة، كأن سورية هي التي تقف وراء هذه المصالحة سيما وأن هذه القوى موجودة في دمشق.

ـ السيد الرئيس:

نحن لا نقف ضد أشخاص ولا ندعم أشخاصاً، لا نقف ضد الرئيس عرفات ولسنا مع الرئيس عرفات. كأشخاص، نحن لدينا منهجية وهي تتعامل مع المنهجيات. نحن ضد نهج الانفراد، ضد نهج أوسلو وبأية تسمية سمّها. وقفنا مع الرئيس عرفات لأنه كانت هناك طريقة غير مقبولة بالتدخل. يريدون أن يقيلوا رئيساً ويضعوا رئيساً ومن هذا الكلام. هو تدخل في الشؤون الداخلية. وقد وقفنا معه انطلاقاً من هذا الشيء وقلنا له ربما نختلف معه، لكن هو يمثل حالة تاريخية نحن لا ننكر هذا الشيء. وقفنا ضده لكنه أخذ بعض المواقف التي لم ترضِ الإسرائيليين والتي فيها شيء كبير من التنازل. وقفنا معه ربما لأنه لم يقف ضد انتفاضة الشعب الفلسطيني المشروعة لأسباب كثيرة، فنحن إذاً نقف مع النهج، لا يعني هذا الشيء بأننا نوافق على النهج السياسي الذي بدأه ومازال مستمراً الآن. هذه طريقتنا.

سؤال:

لكن عفواً، سيادة الرئيس، فيما يتعلق بهذه المصالحة الآن بين هذه القوى والسلطة هل سورية تدعمها، هل تعتبرونها شيئاً إيجابياً؟.

ـ السيد الرئيس:

نحن لا نتدخل في التفاصيل، أن ندخل في الخلافات هذا موضوع داخلي فلسطيني، لكن نحن نقول لهم دائماً توافقوا لأن عدوكم واحد. أُكل الثور الأبيض عندما أُكل الثور الأسود. فعدوكم واحد، قفوا مع بعضكم البعض بمعزل عن أي خلافات أو اختلافات بينكم.

سؤال:
طالما نتحدث عن هذه الفصائل، سيادة الرئيس، انكم تعلمون جيداً أن هناك الآن تهديدات آرييل شارون لقادة بعض الفصائل الفلسطينية علنياً وبوضوح، حتى الأسماء والصور موجودة على صفحات الصحف الإسرائيلية، سواء قيادات في الداخل أو قيادات في الخارج، بعضها موجود في دمشق. كيف تنظرون لهذه التهديدات باغتيال هؤلاء القادة لاسيما الموجودون في دمشق؟ أكان من حركتي حماس أو الجهاد.

ـ السيد الرئيس:
أي تهديد من قبل إسرائيل متوقع، وهي ليست المرة الأولى، هم دائماً يهددون وحتى لو لم تهدد إسرائيل فالتهديد بحد ذاته موجود. لا أحد يثق بإسرائيل. إسرائيل بنيت على القتل والاغتيالات والتدمير، إلخ.. فهذه منهجية إسرائيل. لا نتوقف عند تهديد بالتعامل مع ما تطرحه إسرائيل، التهديد موجود منذ وجدت إسرائيل فهي أيضاً حالة مستمرة.

سؤال:
لكن ماذا لو فعلت ذلك؟.

- السيد الرئيس:

الاعتداء يعامَل كاعتداء.

سؤال:

سيادة الرئيس، إذا دخلنا في الملف الثاني بالغ الحساسية في المنطقة وهو الملف العراقي. أولاً بعد عام على الاحتلال الأميركي للعراق، كيف تنظرون لهذه التطورات العراقية؟ سقط نظام صدام حسين. هناك احتلال أميركي، بعبارة أخرى، أنتم دولة مجاورة ومعنية بشكل كبير بالوضع العراقي. كيف تنظرون لهذا الملف العراقي بعد عام من الاحتلال؟.

ـ السيد الرئيس:

كما نظرنا قبل الاحتلال بنفس الطريقة وقد عبرنا عن هذه النظرة في مناسبات مختلفة كان آخرها في القمة العربية التي انعقدت في شرم الشيخ قبل الغزو بأسابيع قليلة. أقول بشكل واضح وقلت في مقابلات صحفية عديدة، حتى خلال الحرب، بأن ما سيحصل بالنسبة للأميركيين هو انهم سيغرقون في مستنقع بالنسبة لقوى الاحتلال بشكل عام وليس فقط الأميركيين. بالنسبة للعراقيين سيدفعون ثمناً أقسى بكثير مما كانوا يدفعونه في العقود الماضية. بالنسبة لنا كدول مجاورة سندفع ثمناً مباشراً ونتأثر بما يحصل في العراق. بالنسبة للوضع العربي سيكون وضعاً أسوأ. هذا ما قلته ورأيته في ذلك الوقت، وهذا ما نراه اليوم وربما بشكل مضخم أكثر مما رأيناه. الواقع أتى أكثر ضخامة.

سؤال:

أكثر مما توقعتموه؟.

ـ السيد الرئيس:

أكثر مما توقعناه بالحجم وبالسرعة الزمنية.

سؤال:

بمعنى؟.

ـ السيد الرئيس:

بمعنى أن عدم الاستقرار والمعاناة العراقية والمعاناة لدول الجوار أتت بتأثيراتها أسرع بالزمن، ربما حصل خلال أشهر ما كان متوقعاً حصوله خلال ثلاث أو أربع سنوات.

سؤال:

لكن كيف ترون الأداء الأميركي بشكل عام في العراق؟.

ـ السيد الرئيس:

كل شيء ما عدا ما يقوله الأميركيون.

سؤال:

بمعنى؟.

ـ السيد الرئيس:

بمعنى كل شيء ما عدا تحرير العراق، ما عدا الديمقراطية، ما عدا تحسين الوضع المعاشي، ما عدا الازدهار. كل شيء ما عدا هذه المصطلحات التي يطرحونها. تستطيع أن تستخدم أي مصطلح آخر ما عدا هذه المصطلحات المستثناة من الأداء الأميركي.

سؤال:

إذاً هو احتلال. وكأن أمريكا فشلت في العراق حتى هذه اللحظة؟.

ـ السيد الرئيس:

طبعاً بكل تأكيد هم يقولون أنه احتلال وهم يعبرون مؤخراً بشكل أو بآخر عن الفشل ربما بكلام غير مباشر لكن بأداء سياسي وأداء ميداني يعبرون عن الفشل. لاشك في انهم فشلوا. لا حاجة للتحليل، ماذا طُرح؟ وما هي النتيجة الآن؟ هل الشعب العراقي مزدهر؟ هل الخدمات أفضل؟ هل الأمن متوفر؟ ما الذي تغير؟ قارن. هذا شيء بديهي واضح لا حاجة لنقاش وتحليل.

سؤال:

بمعزل عن الاحتلال وبمعزل عن أمريكا، سيادة الرئيس، هناك من يعتبر بأن سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين إنما هو سقوط لنظام الحكم القومي العربي، بل هناك من ذهب أبعد من ذلك. القومية العربية بمعناها السياسي انتهت وماتت؟.
ـ السيد الرئيس:

علينا ألا نحمّل القومية العربية أخطاء نظام أو شخص، وإلا فإننا نظلمها. وألا نحمّلها عدوانية دولة، فأيضاً نحن نظلمها. هي لا ترتبط لا بالأولى ولا بالثانية.
القومية العربية لها عوامل الجغرافيا والتاريخ واللغة والدين والمصالح المشتركة والهموم المشتركة والعواطف، الخ. هل ما تزال هذه العناصر موجودة؟ نعم موجودة بكل تأكيد، وإلا لماذا نرى هناك تعاطفاً في أقصى العالم العربي مع ما يحصل في العراق وفي فلسطين؟ فهناك فرق بين القومية العربية كفكرة وبين الممارسة القومية. الممارسة القومية شيء آخر، الممارسة القومية نحن نضربها بشكل مستمر. ربما بعد عام 1973 لا توجد ممارسة قومية بالمعنى الفعلي، بالأخطاء الكثيرة الموجودة، حرب العراق وايران هي ضرب العمل القومي ووقوف العرب مع هذه الحرب بشكل مادي ومعنوي ضرب العمل القومي. كنتيجة لهذه الحرب، كنتيجة ربما غير مباشرة أو مباشرة لا يهم، أتت عملية غزو الكويت، ضرب آخر للعمل القومي، لكنها نتيجة للحالة الأولى.

غزو العراق أتى مباشرة لغزو الكويت. أيضاً ضربة أخرى للعمل القومي لكن هناك محطات أخرى، الانفراد، الفشل في عملية السلام، محطات كثيرة يُضرب بها العمل القومي. لكن العمل القومي أيضاً ضُرِبَ في خلال فترة الاستعمار في القرن الماضي في الفترات التي سبقت تلك المرحلة، ومن ثم عاد. لا أقول عاد. بقيت القومية العربية موجودة خلال تلك الفترة. وأنا أفرق بين القومية كفكرة أو كعناصر، وبين ممارسة العمل القومي.

سؤال:

والنظام السياسي القومي لا يزال قابلاً للحياة برأيكم؟.

ـ السيد الرئيس:

أنا أقول فكرة. النظام السياسي ربما يربطها البعض بحكومات. إذا أردنا أن نربطها بحكومات يجب أن نربطها مباشرة بالممارسة، لذلك أقول بالممارسة نحن لا نمارس عملاً قومياً سليماً إلا ربما بعض العناوين وببعض الشكليات حتى عندما تعقد قمة، ولا نتفق. أين هي ممارسة العمل القومي. العمل القومي هو عمل توحيدي، توحيدي ليس بمعنى الوحدة العربية، أقصد توحيدي بالمصالح، توحيدي بالاقتصاد، بالفكر، بأشياء كثيرة، بعناصر مختلفة موجودة على المجتمعات في الساحة العربية، داخل المجتمعات العربية.

سؤال:

هذه صراحة جريئة، سيادة الرئيس، وأنتم نظام قومي عربي هنا في سورية.

ـ السيد الرئيس:

نعم لكن هذا هو الواقع.

سؤال:

إذا بقينا في الملف العراقي هذه العمليات المسلحة التي تستهدف القوات الأميركية أو مواقع أخرى. هل تعتبرونها مقاومة، تسمونها مقاومة؟ ثم ماذا تقولون في هذا الامتداد الذي حصل؟ إن كان فيما يسمى بالمثلث السني الآن امتد إلى بعض المناطق ذات الكثافة الشيعية. هل ترون هذه مقاومة أم ماذا؟.

ـ السيد الرئيس:

أستطيع أن أقول أن الجواب يأتي ضمن السؤال ويرتبط بالسؤال المرتبط بالمقاومة الفلسطينية. أنا قلت في المقاومة الفلسطينية إذا كانت شعبية فهي مشروعة وعندما يسميها الشعب الفلسطيني مقاومة فهذا يعني أنها مقاومة. لا يحق لنا وللآخرين أن نسميها أية تسمية أخرى. لأن الدعم الشعبي هو الذي يسميها مقاومة أو يدفع هذه المقاومة. لو أردنا أن نجد تسمية أخرى لها ماذا نستطيع أن نقول؟ هل من المعقول أن كل هؤلاء، مئات الألوف والملايين الذين يقاومون الاحتلال بأشكال مختلفة، ليس بالضرورة فقط المقاومة العسكرية، هم كلهم قاعدة، كما يقال، ولا نعرف إن كان هناك شيء اسمه القاعدة في كل الأحوال؟ أم انهم كلهم أنصار نظام صدام حسين كما يقولون؟ فإذاً النظام السابق كان شعبياً. فلماذا قلتم أنتم أنكم أتيتم كي تحرروا الشعب العراقي من صدام حسين؟ فإذاً كل هذه الطروحات التي تطرح بمعزل عن الطروحات الشعبية في العراق هي غير صحيحة. نعم بكل تأكيد. ما حصل شعبياً يعطي شرعية للمقاومة، ويؤكد بأن ما يحصل ـ الجزء الأكبر منه ـ مقاومة. أيضاً لأن العراقيين هناك جزء من الأعمال التي تقتل المدنيين هم لا يوافقون عليها. ما علاقة قتل المدنيين بالمقاومة؟ فأنا أفرّق. لكن أنت تتحدث الآن عن المقاومة التي تأتي ضد قوى الاحتلال. طبعاً تسمى كذلك.

سؤال:

والعمليات العسكرية الأخرى التي لا تستهدف قوات الاحتلال، يعني استهدفت قوات الأمم المتحدة، والمدنيين؟.

ـ السيد الرئيس:

كما قلت، هذه لا يوافق عليها الشعب العراقي، ونحن أدنّا هذه العمليات.

سؤال:

من الواضح، سيادة الرئيس، أنكم تعترفون بمجلس الحكم الانتقالي بدليل أنكم استقبلتم رموزه. الآن الوضع على وشك أن يتغير، يفترض أن يشرع قانون لإدارة الدولة المؤقت، وإعادة ما يسمى بالسيادة للعراقيين. كيف تنظرون لهذا الأمر، وهل ستقبلون بهذا المشروع في القمة العربية المقبلة؟.

ـ السيد الرئيس:

لنحدد معنى كلمة اعتراف. هناك اعتراف بواقع، وهناك اعتراف بشرعية، فأي واحدة تقصد تماماً لكي يكون الجواب دقيقاً؟ الاعتراف بشرعية المجلس.

سؤال:

أنتم تعاملتهم مع مجلس الحكم الانتقالي. هل هو اعتراف رسمي بمشروعيته أم اعتراف به كأمر واقع؟.

ـ السيد الرئيس:

الثانية، نحن نعترف بمجلس الحكم كأمر واقع لأنه أمر واقع، وما سأقوله الآن لك هو نفس الشيء الذي قلته حرفياً لأعضاء مجلس الحكم الذين زاروا سورية وعاتبوا سورية لماذا لم تعلن اعترافها بمجلس الحكم، فقلنا نحن: هناك منهج وموقف، بالموقف نحن لا يوجد لدينا موقف من مجلس الحكم. البعض منهم عاش في سورية لعقود ولدينا علاقات خاصة معه، لكن هذا يختلف عن المنهج. بالمنهج لا يحق لنا أن نعطي الشرعية لكم. هذا ما قلته لهم. هذا موضوع داخلي عراقي لا يحق لقمة عربية أن تعطي شرعية، لا يحق لدول الجوار أن تعطي شرعية إذا اجتمعت، لا يحق للأمم المتحدة أن تعطي شرعية. إن لم تأخذوا الشرعية من الشعب العراقي لا قيمة لأية شرعية يعطيها الآخرون. فنحن نتعامل معهم كأمر واقع طبيعي نتيجة ظروف الاحتلال. أما التقييم فهو تقييم عراقي. هذا بالنسبة لي، موقفنا من مجلس الحكم، فنحن فعلاً نتعامل معهم كأمر واقع. بالنسبة لقانون الإدارة أو الدستور المؤقت، أولاً اسمه دستور مؤقت. لا نستطيع أن نقيّم دستوراً مؤقتاً. ما نقيّمه هو دستور دائم. المبدأ بالنسبة للدستور، أي دستور أو أسوأ دستور في العالم هو جيد عندما يتفق عليه الشعب العراقي، وأفضل دستور في العالم هو سيء إذا اختلف عليه الشعب العراقي، لأن هذا الدستور سيحدد مصير العراق ووحدة العراق خاصة إذا كان هناك خلاف حول هذا الدستور الدائم، لذلك أنا لا أعلّق على المؤقت، سيعني أو يعني بذور حرب أهلية في المستقبل، فلذلك من المهم جداً لدعم أي دستور أن يكون يعبر، ربما من خلال الانتخاب أو أية آلية يختارها العراقيون، عن تطلعات الشعب العراقي. الآن ننتقل هنا من دعم الدستور إلى الاعتراف بشرعية الدستور. ماذا سيكون موقفنا نحن سواء كدولة مجاورة كسورية أو كقمة عربية، لا أعتقد بأن من مهام القمم العربية أن تجتمع لتتحدث بشأن داخلي لدولة ما. في كل العالم عندما يصاغ الدستور يطرح على المواطنين، ويقوم المواطنون بالتصويت على هذا الدستور. كيف نفسر أو أين هي المنطقية في أن نطرح دستوراً عراقياً على قمة عربية ونقوم نحن كقادة عرب بالتصويت عليه؟ أين هو المنطق؟ علينا أن لا نستغرب في المستقبل أن نحوّل كرؤساء وملوك، القوانين والمراسيم إلى القمم العربية بدل أن نحولها لمجالس النواب. وهذا الكلام غير منطقي. ليست مهمة القمة العربية أن تتدخل في شأن داخلي. من يريد شرعية لدستوره عليه أن يعود لشعبه.

سؤال:

لكن، سيادة الرئيس، الملف العراقي ملف ساخن الآن، وربما الآن العراقيون بحاجة إلى مدد عربي بدل أن يبقوا فقط تحت رحمة الاحتلال الأميركي، ومن ثم جانب كبير من الرأي العام العراقي يقول نحن في انتظار مواقف واضحة من قبل القادة العرب، من قبل القمة العربية، من قبل الشعوب العربية، حتى لا نفقد عروبتنا نحن كعراقيين.

ـ السيد الرئيس:

المواقف الشعبية واضحة، نراها بالمظاهرات التي تخرج من وقت لآخر تعبر عن دعمها للشعب العراقي حتى لا يوجد تناقض بين توجهات تلك المظاهرات أو المواطنين والتي تعبر عن المواطنين بشكل عام. أما نحن كحكومات فلا نستطيع أن نخرج عن الرأي العام أولاً في العراق، الرأي العام الشعبي نحن لا نحل محل الشعب العراقي، هذا شيء يجب أن يكون من الثوابت بالنسبة لنا لا يجوز لنا أن نتدخل في الشؤون الداخلية العراقية، ندعم العراقيين بالشكل الذي يرونه، وعندما توجد جهة تمثل تلك القوى العراقية المختلفة أو الشعب العراقي نتعامل معها.

سؤال:

طبعاً الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تتهمكم بأنكم تتدخلون في الشؤون الداخلية للشعب العراقي، بدليل أنكم تسمحون لمن يسمونهم بالمتسللين أن يدخلوا من الأراضي السورية ليشاركوا في العمليات الموصوفة بأنها قتالية إرهابية.

ـ السيد الرئيس:

هذا الموضوع طرح مباشرة بعد احتلال العراق، وطرح معي بشكل مباشر من قبل عدد من المسؤولين الأميركيين وبعض الأوروبيين، وكنا دائماً نقول لهم ـ حتى انني قلت هذا الكلام لبعض أعضاء مجلس الحكم ـ بما أنكم تقولون أن هناك أشخاصاً يدخلون إلى العراق من سورية فأنتم تعرفون من هم أو ألقيتم القبض على عدد منهم. ما هي أسماؤهم، ما هي جوازات سفرهم؟ هل هي سوريّة؟ هل هي مزورة؟ أعطونا بعض الأسماء، قولوا لنا كيف دخلوا، حققوا معهم. حتى الآن لا توجد أية معلومات.

سؤال:

ولا حتى معلومات سرية، سيادة الرئيس؟.

ـ السيد الرئيس:

ولا شيء، لا أمنياً ولا سياسياً ولا شيء. قلنا لهم بأية قناة؟ أعطونا معلومة واحدة لسبب بسيط، لأن هذا تهريب. يعني أن هناك أشخاصاً يدخلون عبر الحدود السورية ونحن لا نعرف، نحن يهمنا هذا الموضوع، بمعزل عن الموضوع الأميركي والعراقي. نحن كبلد، بالدرجة الأولى، يهمنا ماذا عن تهريب السلاح؟ ماذا عن تهريب الأشخاص؟ كل شيء يحصل من دون معرفتنا، هو عمل غير قانوني، فلا بد لنا أن نعرف. لا توجد أية معلومة حتى هذه اللحظة.

سؤال:

عفواً، حتى بالقنوات السرية لم يخبروكم؟.

ـ السيد الرئيس:

بأية قناة.

سؤال:

هي فقط اتهامات هكذا؟.

ـ السيد الرئيس:

مجرد كلام. أقول لهم أرسلوا لنا اسماً واحداً. لا يوجد شيء. طبعاً هذا متوقع. هو نوع من إلقاء مسؤولية الفشل على دول أخرى. هذه هي القضية كلها.

سؤال:

أخيراً، في الملف العراقي، سيادة الرئيس، التطورات تدفع باتجاه نظام ما، يجعل لبعض المناطق خصوصية كبيرة توصف بأنها فيدرالية. هل تخشون هذا الأمر؟ ما هو موقفكم من قضية الفيدرالية، وربما حتى تجزئة العراق كدولة مجاورة؟.

ـ السيد الرئيس:

كل دولة لديها خصوصية في العمل. الفيدرالية ناجحة في ألمانيا ربما تنجح بشكل آخر في العراق. هناك من يطرح في العراق أشكالاً مختلفة من الفيدرالية. هل الفيدرالية تعني لا مركزية إدارية أو شكلاً من أشكال اللامركزية الإدارية تعني فيدرالية، بمعنى أن هذه المقاطعات أو المحافظات التي تتميز بحكم ذاتي أو صلاحيات، هل هي متنوعة أم لا.
الخطر أن تكون الفيدرالية مبنية على عرقيات أو طوائف. هذا شيء نراه نحن، ويراه الآخرون كشيء خطير وحتى الشعب العراقي يرفضه من خلال ما نسمع من العراقيين.
فبهذا الشكل الفيدرالية المبنية على العرق أو الطائفة أو الدين هي شيء خطير. أما كمبدأ الفيدرالية فهي ليست شيئاً نقف معه أو ضده هي شأن داخلي.

سؤال:

أشرت إلى بعض الاتهامات الأميركية، سيادة الرئيس، نحن نريد أن نفهم حقيقة هذا الواقع الآن في العلاقة بين دمشق وواشنطن المواقف متراوحة، أحياناً نسمع انتقادات واتهامات كبرى. أحياناً نسمع بعض المرونة. قبل مدة شُرّع ما سمي بقانون محاسبة سورية، وإعادة السيادة إلى لبنان. كيف هي العلاقات الآن بين دمشق وواشنطن؟ على أي قاعدة تقام؟ ما هو الأداء في هذا الملف بالتحديد؟.
ـ السيد الرئيس:

لازالت القاعدة حتى الآن هي الحوار، لكن لا يعني ذلك أن العلاقة جيدة، فهي تتبدل بشكل مستمر ويومي، وتختلف بين تيار وتيار داخل الإدارة الأميركية. هناك تيارات ترفض حتى الحوار مع سورية، هناك تيارات ترغب بالحوار مع سورية، وتعتقد بأهمية الحوار مع سورية لأسباب لها علاقة بقضايا المنطقة بشكل عام ولدور سورية.

لا نستطيع أن نحدد الآن بدقة، خاصة وأن الإدارة الأميركية دخلت في مرحلة انتخابات، وكل شيء في الولايات المتحدة تحكمه الانتخابات. هناك الكثير من الأشخاص قالوا لنا نحن صوّتنا على قانون محاسبة سورية ونحن غير مقتنعين، لكن مصلحتنا الانتخابية تدفعنا باتجاه التصويت، وهذا شيء معروف عن الولايات المتحدة.

سؤال:

أعضاء في الكونغرس قالوا لكم ذلك؟.

ـ السيد الرئيس:

نعم، أعضاء في الكونغرس. أغلب الأشياء الأساسية الداخلية في الولايات المتحدة تؤثر على سياسة الولايات المتحدة الخارجية، لكن كما قلت في البداية، الحوار مازال مستمراً.

سؤال:

طالما هم في مرحلة انتخابية حساسة، هل تخشون تصعيداً أمريكياً تجاهكم؟.

ـ السيد الرئيس:

لا نستطيع أن نقول أننا نخشى تصعيداً، ولا نستطيع أن نقول أننا نطمئن للتهدئة، هذا شيء مؤقت. التصعيد ربما يكون إعلامياً، ربما يكون عابراً، والتهدئة ربما تكون إعلامية وربما تكون عابرة. هناك شيء أكبر. الولايات المتحدة هي قوة عظمى، لدينا تاريخ من العلاقات بدأت بشكل فعلي في عام 1974 بعد إعادة العلاقات بين سورية والولايات المتحدة، مرت هذه العلاقات بمراحل مختلفة، مد وجزر، وصلت إلى حد الصدام. في أسوأ مراحلها كان دائماً هناك هامش للإدارات الأميركية، هامش لعب دور القوى العظمى التي تحافظ على الاستقرار في المنطقة. التي تلجم فلَتان الأمور ليس بشكل كامل ومطلق. كان هناك على سبيل المثال، حالات اجتياح لبنان، لم تقم الولايات المتحدة في ذلك الوقت بعملية الضبط، لكن في مراحل أخرى، وهي الأغلب، كان هناك نوع من اللجم، كنا دائماً ننظر إلى هذه القوى التي لا نتفق معها في معظم الأمور على أنها جزء من الضمانات الدولية الموجودة للعالم وللدول الصغرى بشكل خاص. هذه الصورة الآن تغيرت، أصبحت الولايات المتحدة بدلاً من أن تكون قوة استقرار أو عامل استقرار، تحولت إلى عامل عدم استقرار. هذا الشيء الذي يجب أن نقلق منه وليس مجرد تصعيد عابر أو تهدئة عابرة لا تستطيع أن تقيّم في يوم واحد، ربما يأتيك الموقفان بنفس الوقت، الموقف التصعيدي والموقف المهدىء أو الذي يبحث عن الحوار. فعلى أي موقف تستقر؟.

سؤال:

أنتم كيف تنظرون لهذه؟ هل تعتبرونها ازدواجية مبرمجة منظمة أم هو اضطراب أو ارتباك داخل الإدارة الأميركية حيث نسمع عدة مواقف في وقت واحد؟.

ـ السيد الرئيس:

هناك ارتباكات لها علاقة بفشل الإدارة في حل عدد من القضايا وخاصة الموضوع العراقي. لاشك أنه حقق ارتباكاً أو أنه أدى لارتباك داخل الإدارة الأميركية. هناك الانقسام داخل الإدارة الأميركية منذ بداية هذه الإدارة. هناك انقسام واضح في هذه الإدارة. هناك تياران ولا نعلم إن كانوا أكثر من تيارين.

سؤال:

على هذا الأساس، سيادة الرئيس، هل تفضلون إدارة ديمقراطية بديلة للجمهورية المحافظة الآن؟.

ـ السيد الرئيس:

علينا أن لا نضيع وقتنا الآن بالرهان على هذا الشيء. في كل مرة نراهن وندفع الثمن بخيبة أمل، لماذا؟ لأننا دائماً منفعلون ولسنا فاعلين، لأننا دائماً نتمنى أن تأتي إدارة وتقوم بما نريد وهذا مستحيل. ربما تأتي إدارة أفضل بقليل، أسوأ بقليل، هذا الشيء لا نستطيع أن نتوقعه، ولكن ماذا علينا أن نقول نحن كي تأتي إدارة وتلتزم بما نريد أو بشيء مما نريد؟ فهذه الرهانات هي مضيعة للوقت، وعلينا أن لا نضيع وقتنا. جربنا هذا الشيء كعرب، راهنّا كثيراً، وماذا كانت النتيجة؟ أنت كنت تسألني الآن عن ما يسمى وعد بلفور الثاني، هذه هي النتيجة.

سؤال:

إذا بقينا في الغرب، واضح أن دمشق حريصة على دور ما لأوروبا بدليل أنكم قمتم بأكثر من زيارة لأكثر من عاصمة أوروبية، بطبيعة الحال، واضح أن ثمة استراتيجية سورية من أجل تعميق هذه العلاقات. هل تأملون، سيادة الرئيس، بعد كل هذه الزيارات من خلال قراءتكم، من خلال ما هو موجود على الأرض، فعلياً في دور أوروبي فاعل أم تعتقدون بأن أوروبا لا تزال في مرحلة التبعية لأمريكا حتى وإن سمعنا أصواتاً من هنا وهناك؟.

ـ السيد الرئيس:

نحن دائماً أيضاً في الخطاب السياسي وفي الحديث مع الأوروبيين نقول نحن ندعو لدور أوروبي فاعل، لكن أيضاً من الواضح تماماً من خلال الممارسة أن أوروبا الآن لا تمتلك أدوات الفاعلية. البعض يعزوها لأسباب اقتصادية، البعض لأسباب سياسية، لكن أنا أقول هناك جانب آخر موجود قد يكون بالإضافة لهذين العاملين هو الإرادة السياسية، خاصة أن أوروبا الآن غير موحدة لا بقرار سياسي ولا بالإرادة السياسية، ونرى فروقات في الأداء السياسي بين تلك الدول.

الدور الأوروبي اتبع سياسة التسويق للطروحات الأميركية خاصة في عملية السلام. تطرح الولايات المتحدة شيئاً فتقوم أوروبا بتسويقه، أي أن أوروبا لم تلعب حتى الآن دوراً أوروبياً. يجب أن يكون هناك موضوع لنفترض بأنه مبادرة، ولنفترض بأن أوروبا تريد أن تطرح مبادرة، يجب أن تكون هذه المبادرة منطلقة من رؤية أوروبية خاصة أن أوروبا هي الأقرب إلينا والأكثر فهماً لقضايانا، فإذاً هي التي يجب أن تطرح هذا الموضوع، ليس بالضرورة أن يكون دورها في هذا الموضوع أو هذه المبادرة مناقضاً للدور الأميركي، بل مكملاً للدور الأميركي، لكن هو الأساس أو ليكن موازياً للدور الأمريكي.

الحقيقة حتى الآن هي أن الدور هو دور أميركي وأوروبا تقوم بدور التسويق. مازالت هناك محاولات، أو هي ليست محاولات، هي واقع. واقع الهيمنة الأمريكية على القرار الأوروبي وهناك خضوع أوروبي للقرار الأمريكي نراه في مفاصل مختلفة منها وضع حركتي حماس والجهاد الإسلامي على لائحة الإرهاب، فأوروبا لم تكن ترغب بهذا الشيء، وهذا قلّل كثيراً من الفاعلية الأوروبية، وأفقدها أدوات. عندما تضع أوروبا منظمات على لائحة الإرهاب، وتريد أن تلعب دوراً على الساحة الفلسطينية. من هي القوى الموجودة على الساحة الفلسطينية، حماس والجهاد والسلطة وربما قوى قليلة أخرى، كيف تستطيع أن تلعب دوراً خارج إطار هذه القوى، السلطة معزولة أو الرئيس معزول وحماس والجهاد هي منظمات إرهابية، مع من تتحاور؟ فهم خسروا أدوات، أنا أقول نحن نريد دوراً أوروبياً فاعلاً، لكن حتى الآن لا تبدو هذه الأدوات موجودة بيد الأوروبيين.

سؤال:

دائماً نلاحظ، سيادة الرئيس، ليس أنا فقط، ولكن معظم المراقبين في خطبكم ولقاءاتكم حتى الآن أنا ألاحظ في هذا اللقاء حتى هذه اللحظة من الواضح أنك كرئيس وكقائد عربي تحاول دائماً أن تُقَعِّدْ للجانب السياسي بإطار نظري وفكري على هذا الأساس أنا أريد أن أسألك فيما يتعلق بعلاقاتكم مع الغرب بمعزل عن الجانب السياسي، هل تعتقد، سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، بأن العلاقات مع الغرب أمر واقع يتجه نحو الصراع الحضاري بيننا وبين الغرب أم لا؟.

ـ السيد الرئيس:

دعني أعلّق على كلمتَي النظري والفكري: البعض يعتقد بأن النظري والفكري تعنيان كلمة تنظير. ويقول لك فلان من الناس منظّر أي أن كلامه غير واقعي. عندما اختُرعت الطائرة لم يكن هناك علم طيران، اخترعت الطائرة ومن ثم أتى من حللها علمياً وأصبح هناك علم طيران. عندما اخترعت الآلة لم يكن هناك علم هيدروليك فاخترعت الآلة ومن ثم أتى علم الهيدروليك. فمن المهم عندما ننظِّر أن ننظِّر بناء على الواقع، أن ننطلق من الواقع لذلك نحن نحلل ما يحصل ولا نتخيل أشياء غير موجودة من دون عوامل فأردت أن أوضح هذه النقطة، الآن نستطيع أن نعود للسؤال.

سؤال:

يعني كيف تنظر لهذه العلاقات مع الغرب هذا الواقع السياسي المفروض علينا هل يدفع باتجاه الصراع الحضاري حتى لو لم نحب ذلك؟.

ـ السيد الرئيس:

نعم. أنا لا أؤمن بفكرة الصراع الحضاري، وأنا أقول لا توجد حضارات، توجد حضارة إنسانية نعيشها الآن، في الماضي كنا نقول حضارات عندما كان يفصل بين الحضارات إما فترة زمنية كبيرة أو ربما جغرافيا كبيرة، لم يكن هناك ربما تواصل بين حضارة أمريكا الجنوبية أو أمريكا الوسطى، والحضارة في شرق آسيا. فكنا نقول حضارات أما الآن العالم متواصل مع بعضه البعض لذلك نقول حضارة إنسانية واحدة. ولكن نقول ثقافات هذا ما أؤمن به أنا، لا أقول بأن هناك صراع ثقافات، الصراع يحصل بين من يمتلك حضارة ومن لا يمتلك حضارة. أنا أقول هناك شيء آخر أو خطر آخر، هناك قضية العولمة الثقافية أي نموذج واحد من الثقافة لكل العالم. هذا خطير، وهو يؤدي لصراعات بين من يريد أن يسير مع العولمة الثقافية ويغيّر النموذج الوطني، وبين من يريد أن يحافظ على نموذجه الخاص. الشيء الخطير بالنسبة لنا من خلال هذه العلاقة هو عملية الإلغاء الثقافي التي ربما تأتي من خلال عولمة، من خلال غزو ثقافي، وربما نساهم فيها من خلال عملية إلغاء لثقافتنا الذاتية وهذا موضوع، له متخصصون يناقشونه. فإذاً من المهم أن نتفاعل مع الثقافات الأخرى والحفاظ على الثقافة لا يعني الانغلاق، بل على العكس الانفتاح، الحوار، التأثر بكل ما هو إيجابي وتطبيق الثقافة الخاصة بكل دولة أو بكل شعب بشكل تتوافق به مع معطيات الحاضر، وتتخلص من سلبياتها، وتحافظ على إيجابياتها وتقوم بزيادتها من خلال الاحتكاك مع الثقافات الأخرى.

سؤال:

سيدي الرئيس، ما هي برأيكم أبرز وأخطر التحديات التي تواجه سورية حالياً، تحديات أمنية، اقتصادية، سياسية، ثقافية، اجتماعية؟.

ـ السيد الرئيس:

كلها. تواجهنا ليس كسورية، وإنما كدولة في المنطقة، ربما هذه التحديات نواجهها أو هي تحديات تواجهها معظم دول العالم، لكن منطقة الشرق الأوسط لها وضع خاص وسورية بالذات تقع في قلب المناطق المضطربة، في قلب الأحداث. التحديات الأمنية موجودة دائماً لكنها ازدادت بعد الطريقة الخاطئة لمكافحة الإرهاب في أفغانستان، وبعد غزو العراق والأخطاء المستمرة يومياً بالتعامل مع القضية العراقية. التحديات الاقتصادية موجودة منذ زمن ولكنها تزداد مع توحد دول الشمال، أو العالم الغني، في مصالحه، ليس لتحقيق مصلحة الدول الأقل تطوراً أو الدول الفقيرة أو دول الجنوب. التحديات الاجتماعية هي نتيجة طبيعية للاضطرابات السياسية وللاضطرابات الاقتصادية وللفقر ولغيرها، التحديات الثقافية نتيجة طبيعية لكل هذه الأشياء بالإضافة للهجمة الثقافية التي تأتي باتجاه واحد من قبل الغرب إلينا، ولا يوجد مقابلها غزو ثقافي عربي أو شرقي، لنَقُل باتجاه الآخر. كل هذه التحديات نواجهها كدولة من دول المنطقة، وبشكل خاص كسورية، كدولة تقع في شرقها القضية العراقية الآن، وفي غربها قضية السلام واحتلال الجولان، وتعيش في منطقة يمر عبرها موضوع الإرهاب.


مداخلة المذيع:

نعم لأول مرة أسمع مصطلح القضية العراقية إلى جانب القضية الفلسطينية.

ـ السيد الرئيس: هي قضية. أصبحت قضية.

سؤال:

على هذا الأساس، سيادة الرئيس، ما هي برأيكم الأولويات المطروحة على أجندة القمة العربية المقبلة المرتقبة في تونس مرة أخرى.

ـ السيد الرئيس:

التي طرحت. تقصد من قبل القادة العرب أم التي تعتقد بأنها يجب أن تكون مطروحة؟

سؤال:

لا. التي تعتقدون بأنها ينبغي أن تكون أولوية في القمة العربية المقبلة.

ـ السيد الرئيس:

أريد أن آخذ القمة العربية الحالية أو المقبلة ضمن الإطار العام، وهو العمل العربي المشترك. والقمم العربية المقبلة. لكن انطلاقاً من تجربة العمل العربي المشترك في الماضي وانطلاقاً من أداء القمم العربية أيضاً في الماضي. طبعاً تقول لماذا نقول عملاً عربياً مشتركاً ولماذا نقول قمة عربية. القمة العربية هي تتويج للعمل العربي المشترك. الخطأ بداية أن ننظر للقمة كحدث، فنحلّ كل المشاكل في يومين. فعلياً اليومان عبارة عن بضع ساعات من اللقاءات. الجزء الأكبر خطابات والجزء الآخر لقاءات ثنائية. أين هو العمل الجدي في القمة العربية؟ إذا افترضنا أن اجتماع وزراء الخارجية سيحضّر لهذه القمة. وزراء الخارجية مهامهم الأساسية هي سياسية، وكم ساعة يجتمعون، عشرين ساعة، أربعاً وعشرين ساعة، على مدى يومين أو ثلاثة. بالنتيجة إذا نظرنا للعمل العربي المشترك بهذا الإطار، عندها لا يهم ما هي الأولويات لأن أي أولوية أضعها لا قيمة لها. فإذاً الأولوية الأولى هي المنهجية في العمل العربي المشترك، لكي نصل لوضع أولويات نستطيع تطبيقها. لذلك فإنك تسمع دائماً من المواطنين ماذا سيصدر عن القمة؟ لماذا نغضب إذا ألغيت قمة ونفرح إذا عقدت قمة؟ النتيجة واحدة. هذا ما نسمعه بشكل يومي. هناك مشكلة في العمل العربي المشترك، في المنهجية، وأنا هنا أستبعد الخلافات السياسية، وأستبعد سوء النية الذي يطرح دائماً في الأوساط العربية. أولاً، ما هو العمل العربي الذي نقوم به بين قمتين. نريد أن نختصر كل قضايانا، وهي كثيرة جداً، في بضعة أيام. هذا لن يعطي نتيجة. ما هي مستويات المشاركة؟ القمة العربية الآن أو العمل العربي المشترك هو عبارة عن لقاءات لرؤساء وملوك وأمراء أو وزراء خارجية. ماذا عن بقية الجوانب في العمل العربي المشترك؟ أين اللقاءات الاقتصادية والاتفاقيات الاقتصادية، الثقافية، إلخ.. الآن أستطيع أنا أن أطرح أي موضوع قبل القمة بيومين خلال القمة وقبل القمة بعشر دقائق قبل انتهاء القمة بعشر دقائق وأستطيع أن أنسف أية قمة مهما تكن عن حسن نية أو عن سوء نية. لنفترض بأنني طرحت أي موضوع بهدف المصلحة العامة، وأن أطرحه على قمة عربية يعني أن هذا الموضوع يشمل الوضع العربي، ومئات الملايين من المواطنين العرب. فهل من المعقول أن أطلب موافقة المسؤولين العرب بأي مستوى على هذا الموضوع دون دراسة؟. أي موضوع هو بحاجة لدراسة من الجانب السياسي، هناك أشخاص مختصون عليك أن تعود إليهم هناك قانونيون، هناك مصطلحات ربما تمس الجوانب الأيديولوجية الدينية بحاجة لمراجعة. هذا من جانب، من جانب آخر، هل من المعقول أن نذهب إلى القمة قبل أن نناقش هذا الموضوع، وأن نعطيه زمناً لنناقشه كمسؤولين عرب على المستويات المختلفة، لكي نصل للحد الأدنى من الاتفاق، ومن ثم يأتي القادة والرؤساء ليضعوا الرُتوش الأخيرة، ويضعوا التوجهات السياسية بدلاً من أن نضيع الوقت في الحديث عن مصطلح نحن لسنا مختصين، ولا وزراء الخارجية مختصين به. فإذاً هناك قصور في العمل العربي المشترك يؤدي لفشل القمة. هذا من جانب. ومن الجانب الآخر، إذا افترضنا بأننا وصلنا لمنهجية سليمة في هذا العمل العربي المشترك، واستطعنا أن نحدد مثلاً أن الزمن المحدد هو شهر، شهران، أشهر، أسابيع، لا يهم، هو الحد الأدنى أو الحد الأقصى لطرح أية مبادرة عربية، لكي تكون هناك فترة زمن للتواصل والاتصال، فماذا عن القرار السياسي، أي شيء من دون قرار سياسي سليم وصادق لا قيمة له. نصدر بيانات، نأخذ قرارات، ومن ثم لا نلتزم. فإذاً الأولوية هي لوضع منهجية. وهذه نستطيع أن نضعها، ربما تكون نظاماً داخلياً، ربما تكون عرفاً متفقاً عليه، ولكن القرار السياسي لا نستطيع أن نضع له قانوناً أو نظاماً داخلياً، فهذا يعود لكل دولة وقيادتها، فإذا أعطينا الجانب الأول نختصر خمسين بالمئة من اللا فاعلية التي توصَم بها القمم العربية والعمل العربي المشترك. ثانياً نحن بحاجة لإرادة سياسية بالنسبة لأي قرار نتخذه، عندها نستطيع أن نتحدث بالإصلاح، إصلاح الجامعة، إصلاح الوضع العربي، اتخاذ مواقف من قضايا طارئة، اغتيال الشيخ أحمد ياسين، ما يحصل في الفلوجة، حصار الفلوجة، حصار النجف، كل هذه الموضوعات نستطيع أن نحوّلها لقضايا. لو أردنا أن نصدر بياناً فيكون حتى للبيان مصداقية في ذلك الوقت.

سؤال:

لكن تعلمون، سيادة الرئيس، بأن الرأي العام العربي مع كل الملاحظات التي تتفضلون بها، وأنا أعتقد بأن جزءاً من الرأي العام العربي يوافقكم على هذا الأمر لأنه بصراحة ينظر بسلبية لهذه القمم ويقول هؤلاء القادة يجتمعون حتى يصدروا بياناً لا يسمن ولا يغني من جوع وان حبره يجف حتى قبل أن تقلع هذه الطائرات. ولكن الوضع العربي يحتاج قمة تتخذ فيها قرارات، بعض المواقف على الأقل أليس كذلك؟ يعني تأجيل القمة التي حصلت في تونس حتى وإن كان البعض لم يكن ينتظر منها شيئاً، ولكن بعثت في النفوس الكثير من اليأس ومن القنوط، ألا تعتقدون، سيادة الرئيس، أن القمة المقبلة مطروحة أيضاً ربما بشكل ملح ومطروحة أيضاً فيها أولويات ما الذي ترونه في هذا الإطار؟.

ـ السيد الرئيس:

هذا ما تكلمتُ عنه وهو يأتي ضمن فكرة القرار السياسي. هل أنا مستعد كدولة لكي آخذ قراراً أو أصدر بياناً أو أعلن موقفاً جماعياً تجاه القضايا اليومية التي تحصل؟ هناك شيء طارىء، هناك أمور طويلة الأمد كالتعاون الاقتصادي والتعاون الثقافي وغيرها، وهناك قضايا طارئة ما يحصل في فلسطين وما يحصل في العراق، هل نحن مستعدون؟ هل هناك قرار سياسي في دولة ما، أن تأخذ قراراً أو تصدر بياناً أو موقفاً صريحاً بهذا الاتجاه؟. هنا يأتي الاختلاف بيننا كدول عربية. وهذه هي المشكلة.

سؤال:

في القمة المقبلة، برأيكم، ما هي الأولويات المطروحة، هل الإصلاح، الأولويات المطروحة للقادة العرب؟.

ـ السيد الرئيس:

هناك طبعاً مشروعا إصلاح، إصلاح الجامعة وإصلاح الوضع العام. إذا أردنا أن نناقش هذه النقطة، هل نحن نطرح هذا الموضوع لأننا مقتنعون به وراغبون به ونمتلك أدواته الآن؟ أم انه رد على طروحات الشرق الأوسط الكبير والطروحات الأوروبية الأخرى؟ فإذا كان رداً ـ وهنا نعود للحالة الانفعالية ـ فسيكون حالة مؤقتة هي مجرد رد، ولن تؤدي لشيء. أما إذا كانت هناك قناعة داخلية، فهذا شيء آخر. لذلك هذا الموضوع يعود أيضاً للقرار السياسي ضمن السلطة. الإصلاح أولوية دائمة، ليست أولوية لقمة، أولوية لكل دولة بشكل بديهي لكن هل يستطيع العالم العربي أن يقوم بعملية إصلاح لدوله على شكل مشروع موحد؟ هل هذا ممكن؟.

سؤال:

برأيكم ممكن أم غير ممكن؟.

ـ السيد الرئيس:

لا، هذا صعب. فكل دولة لديها تفاصيل تخصها. هم يستطيعون أن يحددوا المبادىء التي ستطرح في هذه القمم كلها، وكلنا نقولها في دولنا، نتحدث عن الإصلاح والديمقراطية والتحسين والتطوير وإلى آخره، لكن كيف نأخذ قرارات وتفاصيل واحدة؟ هناك اختلاف بين الدول العربية. ثم من جانب آخر، نحن لم نستطع أن نتفق على القضايا الكبرى التي تمسنا بشكل مباشر، على سبيل المثال، قضية العراق في العام الماضي، وقضايا سياسية يومية، هناك من يريد أن نتحدث عن اغتيال وجريمة، كاغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي، وهناك من لا يريد أن نتحدث. من أين هبط هذا الوحي لكي نتفق على الإصلاح ولا نتفق على المواقف السياسية؟ أريد هنا أن أقول بأن الحالة الانفعالية هي التي تدفعنا للتعامل مع قمة الدول الصناعية التي ستجتمع في شهر حزيران، وعلينا أن نعدّ ورقة لكي نطرحها على هذه القمة وبالنتيجة ستكون هذه الورقة عبارة عن طلب حسن سلوك من هذه القمة، بدلاً من أن نذهب إليهم ونطرح شيئاً، كأن نطلب دعماً لنا في عملية التنمية التي هي جزء من الإصلاح، هذا الإصلاح بالنسبة للوضع العربي، وبالنسبة لإصلاح الجامعة العربية يأتي ضمن إطار القسم الأول والذي تحدثت عنه أنا والذي يأتي ضمن المنهجية، ويكتمل بتطوير آليات الجامعة العربية نفسها. هذا طبعاً أولوية، كل هذه المواضيع هي أولوية، لكن المهم النية المنهجية. الأدوات التي نمتلكها. أي إطار وُضعت ضمنه، هناك عوامل كثيرة تحدد ما هي الأولويات.

سؤال:

عندما تقولون، سيادة الرئيس، من أين هبط الوحي كأنكم تقولون أنه بالفعل ثمة ضغوط خارجية لعلها أمريكية بشكل واضح على بعض القادة من أجل توجيه هذه القمة أو غيرها في بوصلة معينة؟.

ـ السيد الرئيس:

الضغوط ليست على بعض القادة، بل هي على كل القادة. ووزراء الخارجية والسفارات تتحرك بشكل دائم بهذا الاتجاه. هذه ليست حالة سرية أو غير معلنة بل معروفة، والكل يتحدث بها، طبعاً الضغوط مستمرة دائماً ودائماً هناك محاولات للتأثير في كل قمة من القمم. أنا لا أقول أنه لا يجب علينا أن نتعامل مع هذه الضغوط أو المطالب أو الطروحات، لكن هناك طرق مختلفة، على سبيل المثال، عندما نذهب لقمة الدول الصناعية لكي نقدم أو نطلب شهادة حسن سلوك شيء، وعندما نذهب لنلومهم، لنقول لهم أين أنتم أخطأتم؟ أنتم تتحدثون عن ديموقراطية في منطقتنا، أنتم تتحدثون عن ديكتاتوريات، أين هي التنمية؟ أين هو حل القضية الفلسطينية؟ ماذا عن احتلال العراق؟ أنتم تطرحون مواقف، لماذا نحن نشعر بعقدة الذنب؟ لدينا أخطاء، نحن نعترف بها ونعرفها، لكن ماذا عنهم؟ هل هم ملائكة أم مساهمون بشكل مباشر في هذا الوضع؟.


سؤال:

بالنسبة لسورية، سيادة الرئيس، هل أنتم مع إدانة الاحتلال الأمريكي للعراق؟ هل ستتخذون في القمة؟ مواقف إدانة ما وصفته بجرائم اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي إلى آخره؟ ما هو موقفكم مما قيل عن مشروع لإدانة العمليات الفدائية ضد إسرائيل؟.

ـ السيد الرئيس:

موقفنا معلن، نحن أدنّا اغتيال الشيخ أحمد ياسين وأدنّا كل السياسة الإسرائيلية، سياسة الإجرام والقتل. هذا موقف ثابت بالنسبة للاحتلال. أيضاً لدينا موقف واضح، ونحن نقول للأمريكيين نحن ضد الاحتلال كمبدأ وكممارسة قبل الحرب وبعد الحرب ودائماً.



سؤال:

أنا أقصد هل أنتم تدفعون باتجاه أن تتخذ القمة هكذا مواقف؟.

ـ السيد الرئيس:

من المفترض. وإلا لماذا نقول أن هناك قضايا طارئة.. هل تهم هذه المواقف المواطن العربي أم لا؟ وإذا كانت تهمه علينا أن نتعامل معها، وإذا كانت لا تهم المواطن العربي فعلينا أن لا نتعامل معها، هل يهتم المواطن العربي بما يحصل يومياً في العراق وفي فلسطين. هذا السؤال، يعني نحن نمثل المواطن العربي. هكذا يفترض في هذه القمة، لا نعبّر عن مواقف شخصية، نعبّر عن مواقف من هو خلفنا وهو الشعب العربي أو الشعوب العربية.

سؤال:

لاحظنا، سيادة الرئيس، خلال الأشهر الماضية، ربما خلال العام أو العام والنصف الأخير، أن ثمة فاعلية لديكم في السياسة الخارجية وفي الاستراتيجية الخارجية. في سورية، في السابق كنتم، هكذا نلاحظ كمراقبين، في اعتماد كلي تقريباً على ما يسمى بالثلاثي السعودي ـ المصري ـ السوري، بينما بدأنا نلاحظ أنكم حتى، ربما شخصياً، تقومون بعدة زيارات لأكثر من عاصمة أخرى. هل هذا يعني بأن ما سمي بالمحور السعودي ـ المصري ـ السوري لم يعد كافياً، ومن ثم أنتم مع تفعيل هذه العلاقات، سيما وأنه بدا واضحاً أن دولاً تعتبر صغيرة ولكن تأثيرها بدا واضحاً الآن في المنطقة العربية؟.

ـ السيد الرئيس:

طبعاً، بالنسبة لكلمة محور، أحياناً تُفهم كلمة محور كأنها توجه لمجموعة دول ضد مجموعة دول أخرى، فنحن نفضل كلمة نواة عمل عربي مشترك هي ليست بديلاً للعمل العربي، هي وهذه صيغة وجدت في مراحل معينة، خاصة بعد غزو الكويت في العام التسعين، توقف انعقاد القمم العربية بعد القمة التي عقدت بشكل خاص من أجل تلك الحرب حتى عام ستة وتسعين، فكان هذا اللقاء الثلاثي هو للحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق العربي. هذا من جانب، من جانب آخر، هذه الدول لها فاعلية خاصة في القضايا المطروحة، ليست قضية دول كبرى وصغرى، أنت تتحدث عن مشاركة بعض الدول الصغرى، أنا أعتقد بأن مشاركة الدول الصغرى هو دليل صحة وهو دليل العافية أو عودة العافية للعمل العربي. لا يمكن لدول أن تختصر دولاً ولا يمكن لدول أن تحل محل دول، لكن أنا أريد هنا أن أعلق على كلمة صغرى لأن هذا الموضوع يطرح كثيراً، سورية ليست من الدول الكبرى بالمقياس المعروف، لا بالمساحة ولا بالسكان، فهل لديك تعريف لكلمة دول صغرى؟.

سؤال:

لكنها دولة مركزية وهي بحكم تاريخها وعمقها الجغرافي تعتبر دولة مركزية، لكن ثمة من يصف سيادة الرئيس بعض الدول كأنها شيء طارىء على المنطقة العربية؟.

ـ السيد الرئيس:

ماذا تقصد بدول صغرى؟ هل تقصد المساحة أم السكان؟ لا الأولى ولا الثانية. الدول الكبرى، تكبر الدول بمدى أو بنسبة استقلالية قرارها الوطني وبإنجازاتها على الصعد المختلفة وسأعطيك مثالاً: لبنان من أصغر الدول العربية بالمساحة وبالسكان، ليس الأصغر وإنما من أصغر الدول العربية، هو البلد العربي الوحيد الذي استطاع أن ينجز ما لم تستطع الدول العربية مجتمعة إنجازه، تحرير أرضه بقواه الذاتية وهو خارج من حرب أهلية، وبدأ التحرير وهو في منتصف وفي ذروة الحرب الأهلية، وربما اشتدت أكثر بعد وجود مقاومة لأسباب مختلفة لكنه استطاع أن يصل بالنتيجة للتحرير ولو على مراحل، فهل يكون هو دولة صغرى أم كبرى؟ أنا أعتقد بأنه من أكبر الدول العربية، وربما العراق يكون كذلك في المستقبل وربما فلسطين كذلك. فإذاً أنا لا أؤمن كثيراً بهذه المصطلحات صغرى وكبرى، هناك دولة فاعلة وهناك دولة غير فاعلة هذا هو الأساس.

سؤال:

هذا سيفرح كثيراً من القادة والدول التي تُعتبر بأنها صغرى؟.

ـ السيد الرئيس:

يجب أن لا يعتبروا أنفسهم صغاراً إلا بإنجازاتهم وفعالياتهم.

سؤال:

إذاً، واستطراداً هنا، سيادة الرئيس، بعيداً عن المنطقة العربية لكن في عمق دائرتنا الحضارية والجيوستراتيجية ما لوحظ أن علاقاتكم مع أنقرة تطورت وتعززت بشكل كبير وتجسدت أو توجت بزيارتكم إلى أنقرة هذا علاوة على العلاقات المتميزة على مدى ربع قرن مع ايران. هل أنتم كدولة الآن تعتقدون بفاعلية إمكانية تنسيق ثلاثي سوري ـ إيراني ـ تركي على الأقل في بعض الملفات الأساسية.

ـ السيد الرئيس:

طبعاً العلاقة السورية ـ التركية تنفصل عن العلاقة الثلاثية التي تتحدث عنها. هناك خصوصية لهذه العلاقة سواء بالمراحل الجيدة أو المراحل غير الجيدة لهذه العلاقة. هناك أشياء كثيرة تجمعنا مع الجانب التركي وهذه الأشياء هي التي ساعدت على انطلاق هذه العلاقة بالشكل السريع في الأعوام القليلة الماضية، وأهمها الرغبة المشتركة والصدق في التعامل. كان هناك صدق متبادل بين سورية وتركيا إلى حد كبير، وهذا ما دفع هذه العلاقات. أتت قضية العراق مؤخراً لكي تجعل الخطر مباشراً ومتشابهاً على سورية وتركيا وايران. الحكومة التركية الجديدة اتبعت سياسة منذ مجيئها هي فك العزلة عن تركيا ـ المعروف أن تركيا، لفترات طويلة، كان لها خلافات مع دول كثيرة ـ اتبعوا سياسة معاكسة وربما تكون هجومية باتجاه تحسين العلاقات مع الدول المختلفة، وسورية و إيران منها، هذا قبل احتلال العراق. ثم أتى احتلال العراق ليوحد هذه الدول الثلاث المجاورة لبعضها والمجاورة للعراق بمخاطر مشتركة. التنسيق السوري ـ التركي بمستوى عال، التنسيق السوري ـ الإيراني منذ زمن طويل بمستوى عال جداً أيضاً، والآن التنسيق الإيراني ـ التركي يتحسن سواء بالنسبة لهذه القضية أو بالنسبة لتداعياتها، أو لمواضيع أخرى منها العلاقة الثنائية ومنها السياسة، كما قلت التركية، باتجاه الانفتاح، فلا أستطيع أن أقول ان هناك محوراً أو أيضاً نواة، لكن هناك تنسيقاً بين هذه الدول الثلاث وهو مستمر.

سؤال:

فيما يتعلق بالملف الداخلي السوري، سيادة الرئيس، حتى أكون صريحاً معكم في هذه النقطة بالتحديد، أنا أذكر جيداً بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، في فجر ذلك اليوم، أنا كنت هنا في دمشق، وأنا شاهد عيان على ذلك التدافع الشعبي العفوي، لو صحّ التعبير، لتأييدكم شخصياً بغض النظر هل نُظم بعد ذلك أم لا، هذه نقطة أخرى. لكن دعني أكون صريحاً معك، سيادة الرئيس، بعد كل هذه السنوات، هناك من يقول أن ما سمّي بربيع دمشق انتهى وأنه لم يعد هناك أمل في الإصلاح والتغيير الحقيقي.

ـ السيد الرئيس:

أولاً، أعلّق على كلمة نُظِّم لاحقاً. لم يُنظم لا لاحقاً ولا سابقاً، كل شيء رأيته كان عفوياً، ربيع دمشق هو مصطلح.

سؤال:

لكن هو ليست مشكلة في أن ينظم لاحقاً يعني بعد يومين أو ثلاثة؟.

ـ السيد الرئيس:

لا، ليست مشكلة، لكنه لم ينظم. نحن عندما تكون الأمور منظمة ننظمها ونعلنها، لكننا لم ننظم شيء أبداً في ذلك الوقت كل شيء فعلاً كان عفوياً.

بالنسبة لربيع دمشق مصطلح، مشكلة أن تتعامل مع سورية بالمصطلحات، نحن دائماً نؤمن بشيء أن البشر هم اخترعوا المصطلحات، المصطلحات لم تخترع بشراً ولم تخترع دولاً. فإذاً أريد أن أناقش المصطلح. أولاً، نحن في شهر نيسان، يعني أنت في الربيع، الآن وفي دمشق، فربيع دمشق موجود ولدينا كل الفصول. لكن لن أناقشه بهذه الطريقة. لنأخذ من أين أتى هذا المصطلح، ربيع دمشق، أخذ من ربيع براغ، ربيع براغ كانت هناك حركة مدعومة خارجياً لقلب الوضع أي يوجد فيها جانبان فيها الدعم الخارجي، وفيها العلَن النسفي. أنا من البداية لم آتِ لأنسف، ومن البداية ودائماً في سورية الموضوع هو العلاقة مع الخارج، في موضوع الإصلاح الداخلي عندما يكون هناك تدخل، فهو مرفوض بالمطلق ومحسوم ولا نناقشه بمعزل عن أي صورة تعطى لسورية، فلذلك أقول بهذا المعنى ربيع دمشق إذا افترض بأنه بهذه الصيغة كما هي يؤخذ ويوضع في سورية، فهو مرفوض، لم يكن ولن يكون فهو لم يبدأ حتى ينتهي، ولن يبدأ ولن ينتهي، فإذاً هو غير موجود، ومرفوض بالنسبة لنا. نحن نقوم في سورية بعملية تطوير ونقود عملية تطوير، عملية التطوير هذه ليست كما يقال، كبسة زر، لذلك أنا في خطاب القسَم، وكنت يوم استلام المهام، قلت لا أمتلك عصا سحرية لأن الموقع، والموقف، والمعطيات واضحة وظاهرة، هناك قصور في نواحي كثيرة، وهناك حاجة لتطوير كبير وهناك قصور في الأدوات.

سؤال:

ما الذي تعنيه بقصور في الأدوات؟.

ـ السيد الرئيس:

الأدوات بالدرجة الأولى هي الأشخاص، يعني عملية تطوير شاملة. أنت تقصد بربيع دمشق فقط الجانب السياسي، نحن نقوم بعملية تطوير واسعة سياسية، اقتصادية، ثقافية، في كل المجالات، الجانب السياسي هو أحد الجوانب. نحن أعطينا أولويات، الأولوية بالنسبة لنا هي الإصلاح الاقتصادي، هناك نوعان من الأولوية، لا تعني الأولوية أن أبدأ بشيء وعندما أنتهي منه أبدأ بشيء آخر، لأن الإصلاح الاقتصادي لا ينتهي. لكن الأولوية تعني أن تركز على مجال أكثر من مجال آخر. بالنسبة للمواطن في سورية ما هي أوسع أو أكثر المشاكل عمومية انها المشكلة المعاشية، خاصة بالنسبة للموظف ولغير الموظف ربما لا يكفي المعاش لنهاية الشهر فمن الطبيعي أن تكون الأولوية هي معاناة المواطنين المعاشية. كيف سيؤمن المواطن مدخولاً لأولاده؟ كيف يطبّب أولاده؟ كيف يؤمن لهم دراسة جيدة؟ وكل المستقبل بكل معانيه، كيف يؤمّن لهم طعامهم اليومي؟ هذه المشكلة الأساسية. فركزنا على الوضع الاقتصادي. الدولة لا توجد فيها موارد، ليست فيها جباية جيدة أو صحيحة، بالأصح لا توجد جباية موارد صحيحة، ولكي أدقق المصطلح، توجد موارد لكنها غير كافية. هناك خلل في جباية الموارد في النظام الضريبي، خلل في توزيع سلّم الرواتب وتفاصيل كثيرة لن أدخل بها الآن. لم أذكر أولوية الإصلاح السياسي مع ذلك لم نتوقف، قمنا بإصلاح سياسي من غير الصحيح أن الوضع اليوم هو كالوضع قبل بضع سنوات. لا، هذا كلام غير صحيح وإلا لو نزلت إلى الشارع فسوف تسمع آراء ناقدة كثيرة، لكن إذا كنا سنضع كل من ينتقدنا في السجن، فماذا يفعل كل هؤلاء في السجن؟.

سؤال:

لكن الجماعات التي تقول أنها من جماعات المجتمع المدني وتريد أن تنشط، تقول إنها لا تملك الحرية الكاملة للنشاط، وتقول أن ثمة بطئاً في هذا الإصلاح؟.

ـ السيد الرئيس:

من هم جماعات المجتمع المدني؟ ماذا تعني كلمة مجتمع مدني كمصطلح؟ لماذا نأخذ المصطلح من الخارج ولا نعرف ماذا يعني؟ هناك في سورية مجتمع واحد، لا يوجد مجتمعان مدني وغير مدني. هناك مجتمع واحد، مجتمع مدني متمدن. كل المؤسسات يقولون مؤسسات المجتمع المدني، هناك مؤسسات لهذا المجتمع، الحكومة هي مؤسسة مجتمع مدني، مجلس الشعب، الجيش، الشرطة، الأحزاب، الجمعيات الخيرية، المنظمات غير الحكومية أو ما يسمى (NGO) باللغة الانكليزية، أية مؤسسة، النقابات، الاتحادات، كلها منظمات مجتمع مدني. لا يوجد لدينا في سورية مجتمعان، فهذا الكلام غير سليم. هناك خلط بين كلمة المجتمع المدني وبين المنظمات غير الحكومية، أو الجهات غير الحكومية، فهذه المؤسسات أو المنظمات أو الأشخاص لا تنفصل عن المجتمع، هناك أقنية للعمل في سورية، هناك عملية تطوير تتقدم في مجالات وتتراجع في مجالات أخرى. لا نقول بأن العملية تسير بشكل سهل، هناك عوائق كثيرة، هناك ظروف موضوعية تؤثر بأية عملية تطوير سواء كان جانباً سياسياً أو غيره، لكن هناك نقطة أنا أعطيها دائماً الأولوية في إيقاف وتأخير وإعادة عملية التطوير إلى الخلف هي الانتهازية. دائماً الانتهازيون عندما يركبون موجة التغيير يخرّبون كل شيء، وهم طبعاً موجودون في الدولة وفي خارج الدولة ويركبون موجة الإصلاح بهدف، إما لأسباب ذاتية ترتبط بمصالح خاصة، أو ربما لأهداف تصل إلى حد نسف النظام الحالي وهذا شيء لا نقبل به. فإذاً نحن نسير بعملية التطوير ولكننا نسير بحذر ولا نسير بشكل منفلت. لا تعنينا المصطلحات. لا يعنينا ما يقال عنا في الخارج، عندما لا نمتلك الواقع علينا أن نمتلك الواقع الجيد الصلب قبل أن نتحدث عن الصورة الجميلة في الخارج فنحن نسير من خلال قناعات خاصة بنا ومتأكدون بأنها تسير بالاتجاه الصحيح، وفي كل يوم نكتشف أن هناك انحرافاً أو خللاً أو خطأً في هذه العملية نقوم بإصلاحه، ونوسع المشاركة. هذا أهم شيء نقوم به، نشارك كل المواطنين وربما لا نتفق كلنا مع بعضنا البعض وهذا الشيء طبيعي لكن مبدأ المشاركة هو مبدأ أساسي.

سؤال:

يعني لنقل أنكم تسيرون أو ما زلتم متمسكين بخيار التطوير الإصلاحي في سورية؟.

ـ السيد الرئيس:

طبعاً بكل تأكيد.

سؤال:

في هذا الإطار، سيادة الرئيس، ألا تقرّون بأن الخطاب السياسي وحتى الحزبي هنا في سورية مازال خطاباً متخشباً مازال خطاباً محنطاً.

ـ السيد الرئيس:

لا يوجد لدينا خطاب سياسي وحزبي، يوجد لدينا خطاب سياسي، أما الحزب فهو أيديولوجيا يختلف. فلا يوجد خطاب حزبي توجد أيديولوجيا حزبية.

مداخلة المذيع: (أنا أقصد الخطاب السياسي الذي يطلقه الحزب أو عناصر الحزب).

ـ السيد الرئيس:

الدولة بشكل عام، ليس بالضرورة أن تكون الدولة كلها من الحزبيين، هذا الكلام يطرح دائماً ويُكتب أحياناً، أنا أقول أن هؤلاء خانتهم لغتهم العربية الضعيفة وخانتهم معلوماتهم الأساسية الضعيفة لأن الخشب هو مادة مرنة جداً كان من المفترض أن يقولوا لغة متحجرة وليست متخشبة. أنا لا أدخل في سجال هنا ولا أدافع عن سورية، لكن أعطي حوادث أو أمثلة هي تحدد هل نحن مرنون، لدينا رؤية أم لا نمتلك الرؤية. أبدأ بمثال عن الهجمات الإرهابية التي تعرضنا لها في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات وكانت دول عربية ودول غربية احتضنت تلك القوى ودعمتها وقلنا لهم، نصحناهم بأن هذه القوى سوف تنقلب عليكم، سوف تدفعون ثمنها لاحقاً. في بداية التسعينات حصل هذا الشيء في بعض الدول العربية وامتد إلى دول عربية أخرى، والآن انتشر في أماكن أخرى من العالم، تلك الدول العربية نفسها أتت إلينا لتقول لنا ساعدونا والدول الغربية الآن وبعض أعضاء الكونغرس قالوا لنا عندما أعطيتهم هذا المثال، أنتم كنتم ترون قبلنا بخمسة عشر عاماًَ، وذلك لأننا طالبنا بمؤتمر لمكافحة الإرهاب، وقلنا لهم سوف يمتد وينتشر وأحد لم يسمع. موضوع المقاومة تحدثت عنه سابقاً في لبنان، كانوا يقولون خرمشة القط، وكنا نقول لهم سوف تحقق نتائج وثبت بأننا كنا على حق. موضوع العراق أيضاً تكلمت عنه. ما رأيناه الآن يحصل وبالتفاصيل وبالمحاضر، لكن المثال الأهم الذي أعطيته هنا هو موضوع الحرب العراقية ـ الإيرانية. لأننا دفعنا ثمن موقفنا من عام 1980 زمن اندلاع الحرب حتى التسعين زمن غزو الكويت، حصاراً عربياً منظماً، منهجياً، إعلامياً، مادياً، سياسياً، وفي كثير وليس في بعض الأحيان، كان يأخذ الطابع العسكري. كان الرئيس حافظ الأسد يقول للمسؤولين الخليجيين وفي مقدمتهم الكويت، الرئيس صدام سينتهي من إيران وسوف يتجه إليكم، وهذا الكلام لم أسمعه في ذلك الوقت. لم أسمعه إلا منهم، ونحن نقدّر أن هذا الكلام قالوه لي في الكويت وفي السعودية. هم الذين قالوا لي هذا الكلام ـ الذي لا أعرفه ـ ومن كبار المسؤولين، وقالوه لي مراراً وتكراراً وفي كل لقاء كانوا يكررون لي نفس المقولة. نفس المسؤولين وعلى مستويات واسعة، وكما قلت. فنحن نقدّر هذه الصراحة منهم، وهذا الاعتراف. في عام تسعين قالوا للرئيس حافظ الأسد: لقد كنت على حق. فأنا أسأل سؤال بسيط: إذا كنا في كل هذه الأحداث نثبت بأننا نرى الشيء الصحيح، فمن عليه أن يغير لغته وطريقة تفكيره، نحن أم الآخرون؟ أترك للأحداث أن تحدد هذا الشيء. نحن مقتنعون بأننا كنا نرى بشكل صحيح، وهذا لا يعني بأننا مكتملون، الكمال لله، لكن نسعى دائماً لتطوير هذه الرؤية لكي تكون أكثر دقة.

سؤال:

سيادة الرئيس، كيف ترون إمكانية التعاطي مع الجماعات التي تصف نفسها بأنها معارضة في الخارج، هناك الاخوان المسلمون، هناك جماعات أخرى، ربما متعاونة أكثر مع الولايات المتحدة الأمريكية. هل تضعون كل هذه الجماعات في سلة واحدة؟ وكيف يمكن أن تكون هناك إمكانية للمصالحة معها؟.

ـ السيد الرئيس:

لا نستطيع أن نضع الأشخاص كلهم بسلة واحدة، كل شخص يتحمل مسؤولية موقفه. انطلاقاً من هذا الشيء، هناك عدد من قادة الاخوان المسلمين عادوا إلى سورية والذين كانوا منغمسين إلى حد ما في الأحداث في ذلك الوقت. الأهم من ذلك، أن هؤلاء القياديين الذين أدخلوا إلى السجن وكانوا مسؤولين عن أعمال تدمير في الثمانينات، الآن أٌخرجوا وحتى الذين هم في المستويات العليا جداً، خرجوا من السجون، والآن معظم الاخوان المسلمين يعيشون حياة طبيعية في سورية. فإذاً طبعاً هذا الشيء ممكن. بالنسبة للموجودين في الخارج، عدد منهم كما قلت، من القياديين، عاد إلى سورية وعدد آخر من غير القياديين من الأشخاص العاديين المنتسبين أو المتعاطفين مع الاخوان المسلمين، يعود بشكل هادىء وبشكل منظم. فالقضية ليست قضية عقد من الماضي لكن هناك أسس معينة، هناك الاعتراف بأخطاء الماضي، أعمال قتل حصلت ضد المواطنين السوريين، هناك تخريب، العمل السياسي في سورية له أقنية كأية دولة أخرى، هذه الأقنية موجودة بشكلها الحالي، وستتطور، وسيكون هناك شكل آخر لهذه الأقنية. المهم أن هناك إطاراً عاماً للعمل السياسي تحدده الأنظمة والقوانين.

سؤال:

حصلت أحداث القامشلي، سيادة الرئيس، هناك من سمعنا في هذا الخطاب حتى عندما أقول هذا الخطاب، محنط ومتحجر، هناك من يقول أن هذه مؤامرة خارجية. هل هي بالفعل كانت مؤامرة خارجية أم أن هناك أمراً واقعاً سيما وأن مئتي ألف كردي تقريباً يفتقدون الجنسية حتى هذه اللحظة؟.

ـ السيد الرئيس:

هناك فصل بين الموضوعين، بين موضوع من لا يمتلك جنسية وبين أحداث القامشلي. بالتحقيقات التي جرت مع الأشخاص الذين خضعوا للتحقيق، لم يثبت أي تدخل خارجي. وهي فعلاً كما رأيناها مباراة ثم أحداث غوغائية تحولت إلى صِدام وأخذ الشكل القومي لاحقاً، وتحصل حالات انفعالية. طبعاً هي المرة الأولى التي يحصل هذا الشيء في سورية، لكن حصل وتمّت معالجته بشكل سريع. التحقيقات مستمرة، لكن حتى الآن لا نرى أي شيء له علاقة بالخارج، خارج سورية. موضوع الجنسية هي قضية عمرها الآن اثنان وأربعون عاماً تقريباً من عام اثنين وستين كان هناك قانون الإحصاء، كان فيه ثغرات، فأشخاص أُعطوا الجنسية، وأشخاص تحقّ لهم الجنسية، كما يُطرح، لم يُعطوا هذه الجنسية. أنا قمت بزيارة لمدينة أو لمحافظة الحسكة، والتقيت بفعاليات مختصة من مختلف الشرائح وطرحوا هذا الموضوع وأعطيتهم جواباً في ذلك الوقت بأن هذا الموضوع سوف يُحل، وفعلاً لا توجد مشكلة بالنسبة لهذا الموضوع. الشيء الوحيد الذي كان يؤخره هي الأمور السياسية المختلفة، ولكن وُضعت أسس ونوقشت هذه الأسس فكان الموضوع في المراحل الأخيرة، فهم يمتلكون جواباً حول هذا الموضوع، ولا توجد أية معارضة من أية جهة في سورية. فهم مواطنون سوريون يعيشون بيننا، والقومية الكردية جزء أساسي من النسيج السوري ومن التاريخ السوري، ومندمجة بشكل كامل. فهذا الموضوع محلول. هكذا هي القصة بكل بساطة.

سؤال:

أخيراً، سيادة الرئيس، لا يمكنني في حوار هام معكم إلا أن أتطرق إلى الملف اللبناني، العلاقات المتميزة جداً بين دمشق وبيروت. هناك استحقاق في الأفق الآن، الاستحقاق الرئاسي. وتساؤلات كثيرة في لبنان لما لسورية من تاثير ما. هل انكم مع التجديد للرئيس إميل لحود أم مع انتخاب رئيس جديد؟.

ـ السيد الرئيس:

كلا الأمرين وارد. المهم بالنسبة لنا ليس الأشخاص. المهم الرؤية. منذ توقفت الحرب الأهلية في لبنان في عام التسعين، ونحن ندعم المؤسسات اللبنانية. اتخذنا قراراً في ذلك الوقت هو دعم المؤسسات اللبنانية لأنها هي الضمانة لعدم عودة لبنان إلى ظروف أو إلى أجواء أو بيئة الحرب الأهلية أو إلى أسبابها. دعمنا كل المؤسسات من دون استثناء، ودعمنا كل الأشخاص الذين يقفون على رأس هذه المؤسسات من دون استثناء. والشيء الطبيعي أن ندعم بشكل أكثر المؤسسة الأولى وهي رئاسة الجمهورية، وهذا ينفصل عن موضوع الصلاحيات. موضوع الصلاحيات يختلف. أية مؤسسة بهذا الموقع سواء كانت جمهورية أو ملكية، هي التي تمثل كل الشعب، وهي التي تبقى في المحصلة النهائية الضمانة للوطن وللشعب أيضاً بمعزل عن صلاحياتها. دعمنا الرئيس الهراوي بشكل كبير، ودعمنا الرئيس لحود بشكل كبير، وسندعم أي رئيس يأتي ضمن هذا النهج، النهج المؤسساتي، بنفس المقدار، لكن تبقى الخيارات كلها مفتوحة لأن الأشخاص موجودون دائماً.

سؤال:

على أية قاعدة تفضلون خياراً عن الآخر، الوضع الخاص في لبنان أو الوضع الإقليمي؟

ـ السيد الرئيس:

لا، الوضع اللبناني بالدرجة الأولى. لا نستطيع إلا أن ننطلق من ظروف تاريخية للبنان وخاصة مرحلة الحرب الأهلية والاضطرابات التي سبقتها في عقود.

سؤال:

لا. أنا أتحدث في الاستحقاق الرئاسي المقبل؟.

ـ السيد الرئيس:

نعم. لذلك أقول أي شيء ينطلق من هذا الشيء هو ليس حالة مجردة وبالتالي نحن دائماً ننظر إلى الحالة الوطنية، الحالة الطائفية، الوضع بلبنان وضع طائفي، هذا موضوع مهم جداً. لا نستطيع أن نقبل أو أن ندعم رئيساً له توجه طائفي، رئيس لا يريد أن يكون لكل اللبنانيين، يريد أن يعيد الوضع إلى الوراء. هذا هو التوجه الأساسي. طبعاً الجانب القومي مهم، الجانب المؤسساتي يصب في النقطة الأولى، لأن المؤسسة هي التي تحمي من التقسيم ومن الطائفية ومن كل هذه الأمور.

سؤال:

لكن لا يخفى عليكم، سيادة الرئيس، بأن جانباً من الشريحة، من الطائفة المسيحية، تنظر بسلبية إلى الدور السوري وتقول أنها تتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويشعرون حتى بما يسمى بالإحباط؟.

ـ السيد الرئيس:

نحن، جزء من هؤلاء نسمع منهم بشكل مباشر، نلتقي بهم ونسمع هذا النقد، وجزء آخر نسمعه عبر وسطاء أو عبر الإعلام. أي لنقل هناك نقد موضوعي وهناك نقد غير موضوعي. النقد غير الموضوعي لنضعه جانباً لأنه لا يعنينا. هناك نقد موضوعي نسمعه وهو صحيح، أن هناك أي عمل فيه أخطاء، ونحن نحترم هذه الآراء ونعتقد بأنها مساعدة، تساعدنا على تجنب الكثير من السلبيات. بنفس الوقت هناك كثير من الأمور تحمّل لسورية، سورية لا علاقة لها بها. لكن الشيء الأهم، لا نستطيع نحن أن نتجاوز السلبيات طالما أن هناك سلبيات لبنانية. فإذاً سورية، أنا أتكلم الآن عن الجانب السلبي، لنقل في الممارسات السلبية التي تحصل، هي ترتبط بشكل أو بآخر بالممارسات السلبية الموجودة في لبنان. فيجب على اللبنانيين أن يقفوا، لا نستطيع أن نقف نيابة عنهم، نستطيع أن نساعدهم، لكن لا نستطيع أن نقف نيابة عنهم. بكل الأحوال، هؤلاء الذين ينتقدون، القسم الأكبر منهم ينتقد بهدف تطوير هذه العلاقة وهذا شيء إيجابي.

سؤال:

هل ان أبواب دمشق مفتوحة لكل الأطراف والشرائح اللبنانية؟.

ـ السيد الرئيس:

من دون استثناء، بكل تأكيد، وهذا شيء نقوله للجميع. أبوابنا مفتوحة.

سؤال:

سيادة الرئيس، لعلكم تعلمون بأن البلد الوحيد في العالم الذي يُذكر فيه مصطلح الرؤساء الثلاثة هو لبنان، وهؤلاء الرؤساء الثلاثة، نسمع أن بينهم في بعض الأحيان الكثير من الاحتكاكات، والآن لا يخفى عليكم الوضع الموجود. كيف تنظرون لهذا الاحتكاك السلبي والمبالغ فيه، خاصة بين الرئيسين الحريري ولحود؟.

ـ السيد الرئيس:

تخيّل أنك في دولة ما، أية دولة، إذا أردت أن تعيّن أو أن يُنتخب رؤساء أو مسؤولون بمستويات مختلفة يجب أن يكونوا متوافقين على المستوى الشخصي، هذا مستحيل. من يضبط الإيقاع في العلاقة؟ هو المؤسسات والأنظمة والقوانين. وهذا يدل بأنهم في لبنان بحاجة لقفزة كبيرة باتجاه دعم المؤسسات لكي تقوم بصياغة العلاقة بين كل المسؤولين. الخلل ربما نسمعه بشكل خاص على مستوى الرؤساء لموقعهم، لكن هناك خللاً على مستويات مختلفة متشابهة، وكله يرتبط بعدم وجود مؤسسات فعلية. فإذاً على الطبقة السياسية أولاً، ومن خلفها الشعب اللبناني، أن تقوم بدعم عملية بناء المؤسسات، لأنها هي الحل الوحيد لنقل الحالة من حالة صراعات بين الرؤساء وخلافات إلى حالة حوار، حوار مبني على أسس وأنظمة وقوانين وأعراف.

سؤال:

هل من كلمة أخيرة، سيادة الرئيس، في نهاية هذا اللقاء؟.

ـ السيد الرئيس:

علينا أن لا نفقد الأمل. أنا بطبعي متفائل. أنا أنظر إلى النصف المليء من الكأس من دون أن أغض النظر عن النصف الفارغ. وعندما ننظر إلى النصف المليء بهدف أن نملأ النصف الفارغ، لا أن ننظر إلى النصف الفارغ فقط من دون أن ننظر إلى النصف المليء، عندها لن نحقق شيء. يعني بمعنى أصح، أنا أدعو للتفاؤل مهما كانت الصورة سوداء لأن أي شيء أسود، لو بحثنا بشكل جدي عن شيء أبيض فيه سوف نراه. فإذاً نحن نحدد الرؤية. الرؤية والمستقبل بالدرجة الأولى هو شيء ذاتي. نحن نحدده، علينا أن نتمكن من رؤيتنا الذاتية، أن نجعلها أقل تأثراً مع الرؤى الأخرى الخارجية وأكثر تفاعلاً معها وليس أقل تفاعلاً وأكثر خضوعاً لها.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 03:00 AM رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

الرئيس الأسد يدلي بحديث الى قناة «ERT» التلفزيونية اليونانية



أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بحديث الى قناة «ERT» التلفزيونية اليونانية وأجرى اللقاء المعلق اليوناني المعروف بافلوس تسيماس وفيما يلي نص المقابلة:



سؤال: سيادة الرئيس شكرا جزيلا لتفضلكم بمنحنا هذه المقابلة ولاستقبالنا هنا أود أن أسألكم، هناك قوات أميركية بالقرب من الحدود السورية، و«إسرائيل» أغارت على موقع قرب دمشق في شهر تشرين الاول الماضي، والرئيس بوش ذكر أن سورية هي احدى الدول التي تؤوي الارهاب. فهل سورية مهددة، هل تشعرون أن البلاد مهددة؟

السيد الرئيس: تعيش منطقتنا في اضطرابات منذ أكثر من مئة عام، خلال هذه الفترة وقعت حروب كثيرة، ازدادت هذه الاضطرابات بشكل خاص بعد قيام «إسرائيل» في عام 1948 وبكل تأكيد كانت تأثيرات الحروب كثيرة وسيئة لكن التأثيرات الاكبر والاشد خطورة كانت تأثيرات السياسات الخاطئة، وهذا ما نخشى منه الآن، أي السياسات الخاطئة، اذ نرى أن الامور تزداد سوءاً يوما بعد يوم. الآن نعيش في عالم فاقد التوازن. والأمم المتحدة غير فاعلة، ويفرض عليها في بعض الاحيان وفي بعض الحالات أن تستخدم أو تتبع المعايير المزدوجة. هناك قوى عظمى بالنسبة لنا كدول صغرى ونحن نتطلع.. كنا نتطلع دائما، الى أن تكون هذه القوى العظمى قوى مساعدة للدول الصغرى، مساعدة لتحقيق الازدهار وتحقيق الاستقرار، وليس العكس، نريدها قوى لم يكن لها تاريخ استعماري قبل حرب العراق لذلك أنا أقول: إن الحروب هي نتائج وليست أسبابا، فنحن نخشى الأسباب التي هي السياسات الخاطئة، ما تدمره الحرب يمكن اعادة بنائه خلال أشهر أو خلال سنوات، لكن ما يدمر بالسياسة قد يحتاج لأجيال لإعادة بنائه هكذا نحن ننظر الى الموضوع بمنظار أشمل، وليس فقط بالمنظار العسكري البحت وهو جانب من المشكلة الاكبر.



سؤال: اتخذت سورية موقفا ضد الحرب في العراق.ويبدو الآن أن الحرب نفسها قد عادت بالسوء على القوات الاميركية. ما تقييمكم للوضع الحالي في العراق. وما اقتراحكم، وما العمل الذي يجب القيام به؟‏‏



السيد الرئيس: الحالة كنا نراها وكما يراها الآخرون في دول أخرى مجاورة، عربية، شرق أوسطية، وبعيدة خارج الشرق الاوسط، كل هذه الدول متفقة على أن الوضع سيىء جدا من كل النواحي، سياسيا، واقتصاديا، وانسانيا وبكل الجوانب الاخرى وهذا ما سمعناه أيضا من العراقيين أصحاب المشكلة وأصحاب القضية الحقيقية. المشكلة ابتدأت بالاحتلال وابتدأت باسقاط دولة في بلد اسمه العراق بمعزل عن رؤيتنا أو وجهة نظرنا أو وجهة نظر أي شخص بهذه الدولة، الحل بكل بساطة يكون بعكس هذا الموضوع أي بالانسحاب وبوجود دولة. ما الذي يضمن الاستقرار والامن والازدهار في أي وطن؟. انه وجود دولة بمعزل عن وصف هذه الدولة، فإذاً أول شيء هو أن يتم الاتفاق على أن يكون هناك انسحاب كمبدأ، ثم يحدد الجدول الزمني لهذا الانسحاب. وبالتوازي مع ذلك لابد من وجود دستور عراقي يوافق عليه الشعب العراقي، وهذا الدستور هو الذي يهيئ لاحقا لانتخاب مؤسسات الدولة المختلفة، سواء الحكومة أو مجلس الشعب أو المجالس الاخرى التي تمثل الدولة والشعب العراقي. اذاً أولا يجب الاتفاق على المبادئ ومن ثم يأتي دور الجدول الزمني.‏‏



سؤال: لقد ذهبت الى العراق وتحدثت مع أناس كثيرين في الدول العربية، ولقد لمست أن المرء في العالم العربي يتمنى أن ينهزم الاميركيون في العراق، وأن يفشلوا. وهناك من جهة أخرى خشية من أن يؤدي مثل هذا الفشل والهزيمة، الى خلق موجة من العنف الاسلامي المتطرف في كل أنحاء العالم العربي. فما الذي يجب فعله في هذا الشأن؟‏‏



السيد الرئيس: السبب الاول هو ما ذكرته أنا قبل قليل. أي سقوط الدولة. هذا أحد الاسباب لأن نخشى من المضاعفات، وهذا جانب صحيح، ولكن لا يعني أن الحل هو بقاء الاحتلال لأن الاحتلال في أحد جوانبه هو السبب الاساسي لبقاء هذه الفوضى. لو نظرنا اليوم للساحة العراقية ورأينا أين توجد الفوضى وأين لا توجد الفوضى؟ لرأينا أنها لا توجد في المكان الذي لا توجد فيه دولة وفي الوقت الذي لا يوجد فيه احتلال في هذا المكان. بمعنى أن العراقيين استطاعوا أن ينظموا أنفسهم، لابد في البدء من العمل لوجود هذه الدولة بمؤسساتها المختلفة. البعض يحاول أن يصور انسحاب القوات الآن بأنه سيؤدي الى حرب أهلية أو لاضطرابات. هذا صحيح لو كانت في العراق حرب أهلية، لم تكن في العراق حرب أهلية، ولم يكن العراق وطنا دون دولة. كانت فيه دولة، وكانت فيه مشاكل كثيرة. ونحن لنا رأي ووجهة نظر بهذه المشاكل. لكن كان هناك شكل من أشكال الدولة. الكثير كان يختلف مع هذا الشكل ونحن كنا نختلف مع هذا الشكل. فاذا لا توجد حرب أهلية لكي نقول إن انسحاب القوات الاميركية والبريطانية سيؤدي الى مزيد من الاضطرابات. هذا جانب. من جانب آخر هذا يعتمد على كيفية تعامل هذه القوات مع الوضع العراقي الحالي، بمعنى اذا خرجت هذه القوات ولم تقم بمسؤوليتها من حيث السماح للشعب العراقي بوضع الدستور وانتخاب المؤسسات فهذا سوف يؤدي الى اضطراب. هذه القوات موجودة الآن لديها مسؤوليات وأولى هذه المسؤوليات أن تنقل الصلاحيات للشعب العراقي ليختار المستقبل بنفسه، وعندها يكون انسحاب هذه القوات بكل تأكيد وبكل المعاني عملا ايجابيا للعراق وللشعب العراقي.‏‏ ‏



سؤال: لا تزال «إسرائيل» تحتل أراضي سورية في مرتفعات الجولان لسنوات. الامر الذي يجعل من سورية جزءاً من قضية الشرق الاوسط، وجزءاً من أية محاولة لإحلال السلام. ما موقف سورية من خارطة الطريق التي طرحت في سياق جهود السلام الذي يبدو أنه في وضع جمود مؤخرا. وأود أن أعرف ما موقف سورية في ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط؟‏‏



السيد الرئيس: تطرح علينا أحيانا مبادرات أو مصطلحات أو تسميات جديدة آخرها كان خارطة الطريق، اذا أردنا أن نرسم خارطة لطريق ما فلا بد من أن يكون الطريق موجودا، والا فعندها ستكون هذه الخارطة خارطة وهمية. هذه احدى المشكلات التي نعاني منها في الشرق الاوسط خاصة بعد بدء عملية السلام، أي الانتقال من مبادرة وهمية الى مبادرة وهمية أخرى، وبالتالي من احباط الى احباط، ومن مصاعب وعقبات الى مصاعب وعقبات أشد صعوبة بالنسبة لعملية السلام. فاذاً أولا قبل أن نحدد التسمية المستخدمة أي خارطة الطريق يجب أن نحدد الطريق فما هو الطريق؟ الطريق طبعا باتجاه عملية السلام. نحن لا ننظر بهذا الشكل الى عملية السلام نحن نقول إن علينا أولا أن نحدد رؤية متكاملة لعملية السلام تمتلك عناصر مختلفة، تؤدي بالنتيجة لتحقيق السلام. أولا علينا أن نحدد الهدف، والهدف معروف وهو السلام، تحقيق السلام بين طرفين مختلفين أو متصارعين لزمن ما، والطريق اذا أردنا أن نتحدث عن طريق هو تطبيق قرارات مجلس الامن المرتبطة بعملية السلام، وتحديدا مبدأ الارض مقابل السلام الذي ينطبق على القرارات /242 و338/، علينا أن نحدد ما هي الادوات التي نمتلكها والوسائل لكي نسير بهذا الطريق، الادوات هي بالنسبة لنا المفاوضات، انها الاداة المتوفرة للمفاوضات لكن هذه الادوات أيضا تحتاج الى تحقيق النتيجة النهائية وهي الوصول للسلام، وهي بحاجة لمعايرة في هذا الطريق بحاجة لادوات ووسائل لتحقيق الهدف النهائي وهو السلام هذه الادوات والوسائل بحاجة لمعايرة لكي تحقق الغرض منها والمعايرة بحاجة الى معايير.

ما المقصود بكلمة معايير؟ المقصود تحديد من هو الطرف الذي يسعى لتحقيق السلام ومن هو الطرف الذي يعرقل عملية السلام. كيف نتعامل كرعاة سلام، كيف نتعامل مع الطرف الذي يعرقل عملية السلام؟ لقد بدأنا عملية السلام منذ ثلاثة عشر عاما وحتى الان لم تحقق شيئا، وأحد الاسباب هو هذه النقطة أي عدم وجود معايير، فاذاً الاداة التي نراها أو الرؤية التي نراها صالحة للوصول للسلام هي التي اتفقنا عليها في مؤتمر مدريد. اتفقنا عليها نحن كأحد الاطراف، والاطراف الاخرى، والامم المتحدة، والولايات المتحدة، ودول العالم بشكل عام كلها كانت تدعم مؤتمر مدريد الذي يمتلك الادوات ويمتلك الطريق، ويمتلك الهدف، ويمتلك الرؤية، ربما تنقص مؤتمر مدريد هذه المعايير التي تحدثت عنها، أو المعايرة، وهذا يدفعنا لكي نعيد تقييم أسباب فشل عملية السلام خلال الفترة الماضية. نضع المعايير الجديدة. وننطلق بثقة وعندها سنتمكن من تحقيق السلام. هذه هي الرؤية السورية التي نطرحها بشكل مستمر على المسؤولين الذين نلتقي بهم ونناقش معهم عملية السلام.



سؤال: اسمحوا لي بسؤال واحد. لقد وقعت عمليات تفجير في المغرب منذ عدة شهور، ثم في المملكة العربية السعودية، وفي استنبول منذ عدة أسابيع وأنا أتساءل ما هذا، كيف تقيمون هذه الهجمات، وهل يقف وراءها تنظيم القاعدة التابع لابن لادن كما يقولون. وسواء كان ذلك صحيحا أم لا فكيف يجب التعامل مع هذه الظاهرة؟‏‏ ‏



السيد الرئيس: بشكل واضح جدا نحن أعلنا أننا ندين هذه الهجمات الارهابية التي حصلت في المغرب والتي حصلت في استنبول وغيرها من الهجمات المختلفة، لكن نحن أيضا وبشكل واضح، لا نعتقد أن هناك شيئا اسمه تنظيم القاعدة. ربما كان موجودا في أفغانستان. نحن نتعامل مع موضوع الارهاب بشكل مستمر، والكثير من الحالات هي حالات فردية، وبعض الحالات قد تكون منظمة من قبل تنظيمات صغيرة. نحن لا نختلف مع معظم أو ربما كل دول العالم حول ادانتنا للارهاب، لكن لا يكفي أن نضيع الوقت في الادانات. من نفذ العمليات هو الان ميت. فما الفائدة من أن نضيع الوقت في أن ندينه أو أن ندعه أو أن نقول له ما قمت به كان عظيما أو كان سيئا. لا قيمة لهذا الكلام. مازلنا حتى الان على مستوى العالم نهرب من معالجة الاسباب. هناك أسباب كثيرة، أولا معالجة موضوع الارهاب على المستوى الدولي معالجة خاطئة من الاساس. الارهاب لا يعالج بالحرب اذ لا يوجد جيش نقاتله. الارهاب هو فكر بالدرجة الاولى، وهذا يحارب بطرق مختلفة، بطرق ثقافية حوارية اقتصادية، بأداء سياسي صحيح. أهم الاسباب لتوفير التربة الخصبة لوجود الارهاب، عدم معالجة القضية الفلسطينية وهي قضية شعب له حقوق عادلة معترف بها دوليا، ان عدم معالجتها سياسيا بالشكل الصحيح يعد تربة يستخدمها الارهابيون. احتلال العراق أدى الى فوضى كبيرة في العراق وفي المنطقة المجاورة وأبعد من المنطقة المجاورة بقليل. وهذه الفوضى ستهيئ التربة لانتشار الارهاب بغض النظر عن تسمية القاعدة. عندما نبحث عن شخص هو بن لادن أو تنظيم القاعدة يكون هذا اضاعة للوقت. هذا كلام وهمي، وربما يكون مقصودا في بعض الاحيان ليس على سبيل المصادفة لزرع القلق وايجاد عدو وهمي موجود دائما على أنه الخطر، لكن الخطر أكبر بكثير من شخص اسمه بن لادن، والخطر أكبر بكثير من تنظيم القاعدة والخطر أكبر بكثير بعد 11 أيلول مما كان قبل 11 أيلول.‏‏ ‏



سؤال: نرجو السماح بطرح سؤال آخر: الولايات المتحدة تقول إنها تريد جعل العراق نموذجا للديمقراطية في العالم العربي والشرق الاوسط. ما تعليقكم على ذلك، وهل تعتقدون أن المثال العراقي للديمقراطية الغربية هو جيد بالنسبة للامة العربية؟



السيد الرئيس: هناك تعاريف وجوانب عديدة للديمقراطية في العالم ، لكن وبمعزل عن أن الديمقراطية لا تستورد، كل شعب يضع ديمقراطيته، لا توجد ديمقراطية مستوردة وإلا كنا رأينا الآن. في العالم شركات تبيع الديمقراطية نستطيع ان نشتريها الى منطقتنا وهذا مستحيل، ولكن لو أردنا أن ندخل في التفاصيل ونرى ما هو الوضع العراقي الآن. أقول انني تحدثت منذ قليل عن دستور عراقي. الولايات المتحدة حتى الآن لم تسمح للعراقيين بأن يحددوا ما هو الدستور الذي يريدونه، لم تسمح لهم بأن ينتخبوا الحكومة التي يريدون، لم تسمح لهم بأن يحددوا المستقبل الذي يريدون، الولايات المتحدة والقوات الاميركية في العراق تقتل العراقيين يوميا، مع أنها أتت على أنها قوات تحرير، الخدمات في العراق سيئة جدا لا يوجد ماء.. لا توجد كهرباء. لا يوجد أمن. لا يوجد أي نوع من أنواع الحضارة المتمثلة بالمؤسسات وبالعلاقات السليمة بين الناس ماعدا المناطق التي كما قلت، لا يوجد فيها احتلال لأن العراقيين حافظوا على الأمن والانضباط والعلاقات السليمة بين بعضهم بعضاً فهل هذه هي الديمقراطية التي يتحدثون عنها. إذا كانت هذه هي الديمقراطية فهذا النموذج قادرون على نقله الى دول عديدة في العالم، لكن لا أعتقد أن هذا ما يتحدثون عنه.‏‏ ‏



سؤال: سيادة الرئيس نحن نتوقع وصولكم الى اليونان وأعتقد أنها الزيارة الأولى لكم ماذا تتوقعون من هذه الزيارة؟‏‏

هناك موضوع العلاقات الثنائية ولكن هل تتوقعون أن يكون بمقدور أوروبا والدول الأوروبية أن تلعب دوراً أكبر مما لعبته سابقا في هذه المنطقة من العالم، في الشرق الأوسط؟



السيد الرئيس، سأطرح مقارنة بسيطة طرحتها في عدة لقاءات، مقارنة مع مشكلة يوغسلافيا سابقا كوسوفو والبوسنة والهرسك. لم تستطع أوروبا أن تقوم بحل هذه المشكلة وحدها، فاضطرت أن تستعين بالولايات المتحدة لحلها، فاذا لم تكن أوروبا أو الاتحاد الاوروبي قادرا على حل مشكلة في قلب أوروبا فهل سيكون قادرا على حل مشكلة في الخارج، الجواب الواقعي، لا. لكن نحن ندعو لدور أوروبي فاعل. ما يعني أن أوروبا تمتلك الادوات الان وهي لا تقوم بالحل، نعتقد بأنها لم تمتلك الادوات الضرورية لكي تكون فاعلة. نحن ندعوها ليس لحل المشكلة الان، وانما لامتلاك الادوات على المستوى الدولي لكي تكون قوة دولية مؤثرة على الوضع في الساحة. طبعا، هناك نقاط كثيرة نتفق فيها مع الدول الاوروبية بشكل افرادي ومع الاتحاد الاوروبي، هناك نقاط خلاف خاصة ما يرتبط بالتفاصيل المتعلقة بقضايانا والتي نعرفها بشكل أكبر. هكذا ننظر للدور الاوروبي. ان اليونان عضو فعال في الاتحاد الاوروبي وكانت في العام الماضي رئيسة الاتحاد الاوروبي لمدة ستة أشهر وكان هناك تعاون بيننا وبين اليونان. أستطيع أن أصف العلاقة مع اليونان بأنها علاقة حارة لدينا علاقات حارة مع عدة دول لكن ما يميز علاقتنا مع اليونان، هو أن هذه الحرارة لا تتبدل ولا تتموج بعكس العلاقة مع معظم الدول الاخرى. قد يكون السبب هو هذه العلاقة التاريخية المرتبطة بالجانب الثقافي والتاريخي، التاريخ المشترك، أو الذي يتقاطع في بعض المواقع. هذا أعطى للشعب اليوناني وللحكومات اليونانية المتعاقبة رؤية موضوعية، الى حد كبير، الى القضايا المختلفة في الشرق الاوسط، بشكل خاص، قضية الجولان والقضية الفلسطينية. هذه الاستمرارية بهذه العلاقة والاستمرار بهذه العلاقة، خلق نوعا من الوجود المعنوي لليونان في المنطقة العربية، وهذا الوجود المعنوي أعطى ثقة كبيرة باليونان، بشكل عام، خاصة أن المواقف اليونانية لم تتبدل، وهذه الرؤية وهذه العلاقة لم تتبدل على الرغم من تبدل الكثير من الظروف التي أحاطت بسورية، باليونان، بالمنطقة وبالعالم بشكل عام. فهذه الثقة المتبادلة أعطت لليونان بعدا سياسيا. ربما لم تلعب هذا الدور، لكن هناك تعاون وهناك توافق حول كثير من القضايا، وبشكل خاص العام الماضي عندما كان هناك عدة لقاءات بيننا وبين وزير الخارجية اليوناني، وعدد اخر من المسؤولين اليونانيين. في الجانب السياسي هناك توافق كبير، في الجانب الثقافي، هناك تاريخ مشترك، وهناك علاقات في الجانب الاقتصادي، هناك علاقات اقتصادية، هناك جالية سورية تعيش في اليونان منذ زمن طويل، وهي فاعلة جدا في المجالات المختلفة وخاصة في المجال الاقتصادي. أستطيع أن أقول بشكل مختصر إن الابواب دائما مفتوحة بشكل كبير، ولم تغلق مطلقاً ولو جزئيا في وجه هذه العلاقة، يبقى علينا في هذه الزيارة أن نعززها، وبشكل خاص أن نعزز الجانب الاقتصادي الذي نريد أن يكون أكثر عمقا بالنسبة لهذه العلاقة.‏‏



سؤال: لا أدري ما اذا كان من المسموح لي أن أطرح سؤالا شخصيا، صراحة. انني أقرأ عنكم في الصحافة الغربية حيث تجري الاشادة بكم كمصلح، كقائد اصلاحي شاب، ومن جهة أخرى فإنني أقرأ انتقادات حول تباطؤ خطوات الاصلاح في سورية فما هو تعريفكم؟‏‏



السيد الرئيس: لكي نقول إن هذا الاصلاح أصبح بطيئا يجب أن نقول أين أصبح، أين كان سريعا لكي نقول إنه سريع أو بطيء يجب أن نحدد ما هي السرعة وأن نقول من حدد السرعة في تطوير البلد، لا نستطيع أن نضيع الوقت في هذه المعايير التي هي معايير ذاتية. ما أراه أنا سريعا يراه الاخر بطيئا، ما أراه أنا أساسيا يراه الاخر ثانويا والعكس بالعكس، الشيء الوحيد أمامنا أن نعمل بأقصى سرعتنا وبأقصى طاقتنا وبكل الوقت المتوفر بشرط الا نخلق مقابل هذه السرعة مخاطر كبيرة على التطوير في البلد، فنحن هنا في سورية نتابع مسيرة التطوير ولا أستطيع أن أقول إنها سريعة بمعياري الذاتي، هي متوسطة السرعة في بعض المحاور، وهي بطيئة في بعض المحاور بسبب وجود عقبات كأية عملية تطوير هناك عقبات، ونحن دائما نتحدث عن هذه العقبات، لو لم تكن هناك عقبات لما تحدثنا عن عملية تطوير ولكانت الامور تسير بشكل جيد، فاذاً هناك عقبات تمكنا من تجاوز بعضها، ولم نتمكن من تجاوز الكثير. هناك عقبات نستطيع حلها في زمن قصير، وهناك عقبات بحاجة الى وقت طويل، وربما يكون هناك عقبات لا نستطيع حلها في المدى المنظور.‏‏ ‏



هذا هو الوضع الحالي لكن الأمور تسير باتجاه الامام.



ختاما شكرا سيادة الرئيس‏







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 03:01 AM رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

السيد الرئيس - حديث للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي

استقبل السيد الرئيس/ بشار الاسد/ السيد كلود سوريون المذيع والمحرر الرئيسى فى القناة الثانية للتلفزيون الفرنسى الذى أجرى مقابلة مع السيد الرئيس تناولت أهم المواضيع الخاصة بزيارة سيادته الى فرنسا والاوضاع العربية والاقليمية والدولية وفيما يلى أجوبة السيد الرئيس عن أسئلة السيد سوريون

سؤال
سيادة الرئيس : سؤالى الاول مرتبط بالمستجدات الجيش السورى يعيد انتشاره منذ بضعة ايام فى لبنان هل سيكون هناك انسحابات أخرى للقوات السورية من لبنان؟

السيد الرئيس
ماحصل هو اعادة انتشار للقوات السورية فى لبنان وهذايخضع لاعتبارات تقنية يقوم بها العسكريون فى البلدين فى سورية وفى لبنان طبعا هو يخضع بشكل مباشر لقرار القيادتين السياسيتين فى البلدين وهناك تنسيق بين المؤسسات بشكل مستمر حول هذه المواضيع طبعا المعنى المباشر فى هذا النوع من العمل هما القيادتان العسكريتان فى كلا البلدين

سؤال
سيادة الرئيس : هل يمكن للجيش السورى ان ينسحب بشكل كامل فى يوم من الايام من لبنان؟

السيد الرئيس
بكل الاحوال عندما دخل الجيش السورى الى لبنان دخل من أجل مهمة محددة وفى كل الخطابات والتصريحات التى صدرت عن مسؤولين سوريين فى الماضى وفى الحاضر وعلى رأسهم الرئيس/ حافظ الاسد/ لم يذكر أى شىء مناقض لمايدل على أن بقاء القوات السورية هو بقاء موءقت ينتهى بانتهاء مهمة هذه القوات فى لبنان فاذا بكل الاحوال وبالمختصر وجود القوات السورية فى لبنان هو وجود مؤقت حتما

سؤال
اذا الجيش السورى سينسحب فى يوم ما من لبنان هل تعتبرون أن هذا اليوم قريب؟

السيد الرئيس
أولا: هذا بديهى لان الجيش السورى مكان عمله الاءساسى هو حدود الجمهورية العربية السورية أما عن موعد الانسحاب فهو مرتبط بالظروف الداخلية اللبنانية وبالظروف الاقليمية وهذا الشىء كما قلت هناك تنسيق مستمر بشأنه بيننا وبين المؤسسات اللبنانية وأيضا القيادة اللبنانية حول هذا الموضوع وحول المعطيات السياسية والعسكرية وغيرها الموجودة فى المنطقة والتى من الممكن أن تؤثر على وجود هذه القوات أو عدم وجودها

سؤال
سيادة الرئيس: أنتم رئيس شاب ومضى عام على توليكم الرئاسة بعد رحيل والدكم سيادة الرئيس/ حافظ الاسد/ وجرى الكلام عن ربيع جديد وعن اصلاح جديد لكن حصل هناك نوع من التباطؤ فى مسيرتكم نحو الديمقراطية ماهو الوضع السائد اليوم فى سورية؟

السيد الرئيس
هذا المصطلح قرأته فى عدة مقالات سواء كانت مقالات صحفية عربية أو أجنبية وبالتحديد كلمة ربيع وبتفسير هذه الكلمة نقول بان الربيع هو ليس بالضرورة أفضل الفصول واذا أردنا أن نقول أنه أحد الفصول المفضلة لدى البعض فالبعض يفضل الشتاء والبعض يفضل الصيف هذا أولا ثانيا كلمة الربيع هى كلمة تعنى مدة مؤقتة هو فصل من فصول السنة والدليل على خطأ هذا المصطلح أن الفصول نفسها تتكرر فى كل عام وبالنتيجة نرى أن هذه الفصول الموجودة الان موجودة قبل الاف وملايين الاعوام وهذا مصطلح مناقض للتطوير نحن لانبحث عن البقاء فى مكاننا نبحث عن التطوير وبالتالى لايمكن أن نشبه هذا الكلام بكلمة ربيع ثالثا أنا أطلقت فى خطاب القسم بشكل واضح منهجا للتطوير وتضمن
هذا المنهج تفسيرالمصطلحات مختلفة منها الديمقراطية ومايرتبط بها كالشفافية وغيرها من المصطلحات ومن الطبيعى أن لايتحرك كل عمل أو أن لاتنطلق كل مسيرة بالشكل الذى نريد دائما هناك معوقات مختلفة هناك معوقات موضوعية وهناك معوقات غير موضوعية والمعوقات غير الموضوعية غالباماترتبط بالاشخاص ببعض الانتهازيين الذين يظهرون ببعض الذين ليس لهم مصلحة بالتطوير ببعض الذين يقفون فى وجه التطوير عن غير قصد وهناك عوامل موضوعية لها علاقة بالمفاهيم الموجودة فى مجتمعناولكى نستطيع أن نصل الى الهدف الذى حددناه علينا أن نتعامل مع كلا النوعين من المعوقات لكن اولا وبشكل أسرع يجب أن نتعامل مع المعوقات غير الموضوعية كمرحلة أولى وهذا يعطى دفعا لعملية التطوير ثم انه لابد من التعامل مع المعوقات الموضوعية وكلتا الحالتين هما بحاجة لعمل اجتماعىثقافى لكى نطور المجتمع ونهيىء الارضية والقاعدة للوصول للديمقراطية المطلوبة طبعا أساس الديمقراطية هو قبول الرأى الاخر ونحن فى سورية نفرق بين ممارسات ديمقراطية أو نتائج للديمقراطية وبين الديمقراطية الديمقراطية هىقبول الرأى الاخر وهو الاساس الذى نبنى عليه هذا البناء الكبير الذى يسمى بالديمقراطية

سؤال
أسس الديمقراطية هى معارضة حرية التفكير حرية النشر حرية النقاش هل تنوون مواصلة الطريق من اجل ارساء دولة القانون واطلاق الديمقراطية كما تفضلتم وقلتم واعلنتم فى خطاب القسم؟

السيد الرئيس
نحن ابتدأنا بخطوات لكن أريد أن أؤكد أن أساس الديمقراطية هو قبول الرأى الاخر أى كيف يمكن لك ان تناقش شخصا أخر وأنت لاتقبل رأيه أنت تكلمت عن النقاش هذا صحيح لكن كيف نناقش هل نناقش بان نقبل بعضنا أم نناقش بأن لانقبل بعضنا فاذا علينا ان نضع الاساس لهذا النقاش لايوجد عمل من دون أساس فنحن حاليا فى مرحلة وضع أساس للديمقراطية وهذا لايعنى أنه لايوجد نقاش ولايعنى أنه لايوجد فى سورية الان أساس للديمقراطية أو للنقاش لكن نحن نطمح للافضل وللاكثر وبالتالى يجب ن يكون الاساس أقوى لكى نبنى عليه بناء اكبر

ســؤال
سيادة الرئيس: أنتم معنيون بشكل مباشر بشؤون هذه المنطقة من الشرق الاوسط هل تظنون أنكم ستوقعون يوما ما على اتفاق سلام مع اسرائيل وتعترفون بها؟

السـيد الرئيس
طبعا نحن نتوقع مانأمل به سواء كقيادة سورية أو كشعب سورى أو كشعب عربى بشكل عام لم يمر يوم الا ونتحدث فيه عن السلام ونعمل فيه من أجل السلام فاذا هذا هو هدفنا والهدف هو الامل وبالتالى هذا الامل الذى هو حالة معنوية له أيضا أساس فى الواقع هو أن المنطقة لها مصلحة فى عملية السلام وليست مجرد حالة عاطفية أو نظرية لنا مصلحة جميعا فى هذه المنطقة بأن يكون هناك سلام حقيقى ومستمر وبالتالى سيأتى يوم بحسب اعتقادى عاجلا ام اجلا يكون فيه سلام ويكون فيه استقرار وكنتيجة طبيعية لهذا السلام العادل والشامل وكنتائج لهذا السلام الذى يأتى بعد عملية سلام عادلة ومتوازنة وبعد توقيع اتفاقية سلام ايضا متوازنة لابد أن يكون هناك اعتراف باسرائيل عندما تكون هى قادرة على ان تقدم سلاما حقيقيا

ســؤال
سيادة الرئيس :هل أنتم مستعدون للتوقيع على اتفاق مع اسرائيل والاقرار بوجود دولة اسرائيل فى يوم من الايام؟

السـيد الرئيس
أنا قلت هذا الشىء بشكل واضح فى حال كان هناك سلام عادل وشامل يعيد الحقوق الى اصحابها كافة فى المنطقة فمن الطبيعى أن يكون هناك اعتراف أى علاقات عادية علاقات طبيعية كأى علاقات بين أى دولتين أو شعبين فى المنطقة

ســؤال
هل تظنون أنه يمكنكم توقيع هذا الاتفاق مع رئيس الوزراء الاسرائيلى أراييل شارون؟

السيد الرئيس
أولا نحن لاننظر الى الاتفاق على أنه الهدف كما قلت الهدف هو السلام ولنأخذ مثالا تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين اطراف عربية واسرائيل هل حققت هذه الاتفاقيات السلام فاذا علينا أن نفرق بين اتفاقية سلام وبين سلام السلام هو الواقع أما اتفاقية السلام فهى أداة من أدوات عملية السلام وهى الاداة الاهم فى تحقيق السلام فاذا كانت هذه الاداة متوازنة كما قلت قبل قليل فمن الطبيعى أن يكون هناك سلام متوازن فاذا هناك أسس معينة لعملية السلام بالنسبة للاشخاص فى اسرائيل نحن لانهتم بهذاالموضوع من هو الشخص نحن لانتدخل فى مواضيع اسرائيلية هى لاتعنينا نحن قضيتنا هى قضية حقوق وهذه الحقوق اعترفت بها دول العالم من خلال الامم المتحدة ومن خلال قرارات مجلس الامن طبعا وتصويتها على قرارات مجلس الامن او من خلال الاعلان المباشر كل دول العالم أقرت هذه الحقوق فاذا الطريق واضح لتوقيع اتفاقية سلام متوازنة ولابد من أن يلتزم شارون أو غيره بهذه الاسس وبرغبة المجتمع الدولى بهدف اعادة الحقوق كاملة فاذا المشكلة ليست مشكلة اشخاص المشكلة هى مشكلة حقوق كما قلت

ســؤال
هل تدعمون الزعيم ياسر عرفات لدينا انطباع انكم تدعمون القضية الفلسطينية ومنظمات فلسطينية لكن يبدو أن لديكم بعض الانتقادات لطريقة تعاطى الزعيم الفلسطينى مع هذا المعركة؟

السـيد الرئيس
صحيح نحن ندعم القضية الفلسطينية ونحن نتعامل مع أى موضوع كقضايا كما قلت وليس كاشخاص فنحن ندعم القضية الفلسطينية وندعم كل ما يعيد الحقوق للشعب الفلسطينى ومنذ بداية عملية السلام كان لنا ملاحظات وكانت لنا وجهة نظر خاصة حول تعاطى الكثير من الاطراف ليس فقط الفلسطينيين وليس فقط اطراف عربية مع قضية السلام بشكل عام وكانت وجهة النظر هذه تنطلق مما قلته قبل قليل من أننا نبحث عن سلام وليس عن اتفاقية فقط اننا نفرق بين الاتفاقية والنتائج النهائية للسلام ومايحصل اليوم يثبت صحة وجهة النظر السورية لم نكن نبحث عن أشخاص يصفقون لسورية لانها وقعت اتفاقية كنا نريد لكل العالم أن يصفق لان السلام قد حل فى منطقة الشرق الاوسط مع ذلك تبقى العلاقة بيننا وبين القيادة الفلسطينية ليست علاقة ذات طابع شخصى دائما هى علاقة مرتبطة بالقضية وبناء على ذلك كان هناك لقاء بينى وبين السيد ياسر عرفات على هامش القمة العربية الاخيرة التى انعقدت فى عمان وأكدنا على نفس وجهة النظر فالموقف السورى لم يتغير وأكدناعلى نفس الثوابت فى السياسة السورية وبكل الاحوال الاختلاف بين الاشخاص لايمنع اللقاء لمناقشة هذا الاختلاف فى وجهات النظر وقلنا للسيد ياسر عرفات ان أبواب سورية مفتوحة فى أى وقت يحب أن يأتى اليها

ســؤال
ماهو الشرط الاساسى للسلام بالنسبة اليكم كسوريين استعادة الجولان أو أكثر من ذلك؟

السـيد الرئيس
نحن موقفنا واضح نريد الجولان الذى هو أرض سورية لكن هناك سوء فهم يقع فيه البعض عندما يسأل ماهى الشروط السورية وأريد هنا ان أفرق بين كلمة شروط وكلمة حقوق فى الواقع /سورية/لديها شروط انما لها حقوق يقول أحيانا بعض المسؤولين الذين يأتون الى/سورية/ماهى شروطكم للسلام أو لماذا لاتتنازلون عن قليل من هذه الشروط وفى الواقع كما قلت هذه الحقوق واضحة بالنسبة لكل دول العالم وتم اقرار هذه الحقوق فى المحافل الدولية والمؤسسات الدولية كافة هذه الحقوق أقرت من خلال قرارات مجلس الامن فى عام/1967/ لم تكن أساسا الفكرة سورية بل أعتقد بأنها انطلقت من الولايات المتحدة ووافقت عليها أوروبا ووافق عليها العرب ووافق عليها كل العالم وأتت مرجعية مدريد ففى مؤتمر مدريد فى عام/1991/عند انطلاق عملية السلام تم تحديد أساس لا يتناقض بل هو مكمل لاساس قرارات مجلس الامن وهو مبدأ الارض مقابل السلام أيضا لم يكن هو شرطا ولافكرة سورية بل هو فكرة دولية وافق عليها المجتمع الدولى بكامله من دون استثناء كما الحالة الاولى بالنسبة لقرارات مجلس الامن وبنفس الوقت وافق عليها العرب فاذا الشروط هى بالاساس شروط دولية لاتوجد شروط لسورية لكن هذه الشروط الدولية تنطلق من الحقوق السورية فاذا على اسرائيل ان تطبق هذه الشروط الدولية التى /سورية/هى أساسا موافقة عليها والتى تعتبر نفسهاأى/سورية/جزءا من المجتمع الدولى كل المجتمع الدولى الان موافق على قرارات مجلس الامن وعلى مرجعية مدريد وبموجب هاتين المرجعيتين على اعادة الاراضى لسورية كاملة حتى خط الرابع من حزيران عام/1967/ اسرائيل الوحيدة الان ليس فقط الان بل منذ بداية عملية السلام وهذا الشىء واضح ضد هذا الاجماع الدولى وبالتالى الشرط السورى للسلام هو شرط دولى شرط لايختلف بشكل من الاشكال عما تقره فرنسا دولتكم أو أى دولة أخرى فى العالم من دون استثناء

ســؤال
لقد أدليتم بتصريحات خلال زيارة البابا الى/سورية/صدمت الاوروبيين وتكلمتم عن العنصرية فى اسرائيل التى تجاوزت النازيةهل كانت تصريحات عابرةهل كانت خاطئة أم أنه أسىء فهمهانحن الاوربيين بشكل عام والفرنسيين بشكل خاص لم نفهم لم وازيتم بين النازية واسرائيل.؟

السـيد الرئيس
هناك فرق بين الموازاة والمقارنة أن نوازىأى نضعهما فى نفس المرتبة تماما وأنا كنت أجرى مقارنة ووضعتهم حقيقة فى خطاب القمة وليس أمام قداسة البابا تكلمت عن عنصرية اسرائيل من خلال ماتقوم به من قتل سواء خلال فترة الانتفاضة أو خلال وجود اسرائيل أما بالنسبة لخطاب البابا فهل قرأت الخطاب او هل اطلعت عليه ..أنا لم أتكلم عن العنصرية أنا تكلمت عن مبادىء الديانات السماوية الثلاث التى تؤكد على العدل على السلامعلى المحبةوماشابه من المبادىء الاساسية وكان هناك عملية اسقاط اذا صح التعبير لما يجرى الان فى فلسطين على ماكان يجرى فى أيام السيد المسيح أو أيام الرسول العربى محمد صلى الله عليه وسلم قلت فى هذا الخطاب مامعناه أن عذاب السيد المسيح يشبه العذاب الذى يتعرض له الفلسطينيون الان فى فلسطين وأن الغدر الذى تعرض له النبى محمد بهدف الوقوف فى وجه رسالته هو مشابه للغدر الذى تقوم به اسرائيل لعملية السلام وهذا هو كل ماقيل وبشكل واضح وهو خطاب يتحدث عن مبادىء هو عملية اسقاط لما حصل فى الماضى ولما يحصل الان طبعا كان هناك هجوم كبير فى الصحافة الغربية بشكل عام حول شىء لم يقل أى الهجوم على اليهود كما قالوا فى المقالات المختلفةوالواقع أن هذا مناقض لكثير من البديهياتأولا أنا مواطن مسلموالدين الاسلامى هو دين سماوىوهو دين يعترف بالاديان السماوية الاخرى كالدين المسيحى والدين اليهودى وهذه الاديان السماوية الثلاثة منزلة من اله واحدالله الذى نعبده جميعافمن غير المنطقى أن أخرج عن تعاليم الدين الاسلامى لكى أهاجم دينا سماوياهذا أولا ثانياأنا رئيس الجمهورية العربية السورية و/سورية/فيها مواطنون من أتباع الديانات السماوية الثلاث فهل سمعت أن هناك رئيسا يهاجم دينا موجودا فى بلده يتبعه مواطنوه؟ هذا كلام غير منطقى سواء بالمنطق الدينى كمسلم أو بالمنطق الوطنىلكن المشكلة كما قلت أنت بالنسبة لفهم هذه التصريحات وبالتالى أن نفرق بين ترجمة اللغة وترجمة المفاهيمهذه هى المشكلة الاساسية

ســؤال
سيادة الرئيس ستأتون لزيارة فرنسا فى اطار زيارة دولةماالذى تتوقعونه من فرنسا ومن اوروبا وهل تظنون أن لفرنسا دورا تضطلع به بالنسبة الى/سورية/والمنطقة

السـيد الرئيس
أنا تكلمت قبل قليل عن المجتمع الدولى عن دوره فى عملية السلامطبعا هناك مشاكل مختلفة فى العالم المجتمع الدولى معنى بها بشكل مباشر خاصة فى ظل ثورة الاتصالات التى جعلت العالم صغيرا جدا وبالتالى أصبحت المشاكل تنتقل بسرعة انتقال الكلام فى الهاتف أو المعلومات فى الانترنيتبالنسبة لنا/كسورية/نحن جزء من الشرق الاوسط والمشكلة الاساسية لنا هى قضية السلام والحقوق السورية والحقوق العربية بشكل عام وكما قلت المجتمع الدولى هو من وافق على رعاية عملية السلام وهو من صوت على قرارات مجلس الامن قبل ذلك المجتمع الدولى هو من أوجد مجلس الامن أو الامم المتحدة ومؤسساتها المختلفة وهو الذى رعى عملية مدريد وأوروبا بكلتأكيد جزء فاعل وهام جدا من المجتمع الدولى وبشكل أكثر خصوصية اوروبا الجنوبية أو جنوب اوروبا وبشكل أدق الدول الاوروبية الموجودة على البحر الابيض المتوسط لان القرب الجغرافى يساعدها لان تلعب دورا اكبر فى المواضيع فالقرب الثقافى والقرب الاجتماعى أى الطباع الاجتماعية للمتوسطيين هى متقاربة وبين كل هذه الدول فرنسا لها خصوصية أيضا تختلف عن الاخرين فهى تواجدت فى هذه المنطقة لعقود طويلة سواء فى/سورية/أو فى دول عربية مختلفة وبالتالى هى تعرف المنطقة جغرافيا ثقافيا سياسيا اجتماعيا تعرف كيف نفكر تعرف ماهى الخلفية التى تدفعنا للتفكير باتجاه معينفهى الاقرب ثقافيا وهى الاقدر على التعامل مع قضايانا هذا من جانب من جانب أخر فرنسا بلد له حضارة عريقة وذروة هذه الحضارة أو التاريخ كانت هى الثورة الفرنسية طبعا لاتهمنا الثورة الفرنسية فقط كحدث وانما تهمنا أيضا نتائج هذه الثورة والمبادىء التى اطلقها العدل والمساواة حقوق الانسانوغيرها فاذا فرنسا مسؤولة أولا عن تطبيق هذه المبادىء فى أنحاء العالم كافة لانها رسالة موسومة بالثورة الفرنسية هذا جزء من التاريخ الفرنسى

ســؤال
بصفتكم الرئيس السورى هل تجدون سهولة فى الحديث مع الرئيس الفرنسى اكثر من الرئيس بوش مثلا؟

الســيد الرئيس
الرئيس بوش الاب أم الابن على كل حال لاأعرف أيا منهما لم نلتق بأحد من الرؤساء الاميركيين سابقاهناك فقط اتصالان بينى وبين الرئيس بوش بينما هناك لقاءان بينى وبين الرئيس شيراك هذا أولا ثانيالاينفصل الحديث بينى كرئيس وبين رئيس دولة أخرى عن علاقة الدولتين على مستوى المؤسسات وعلى مستوى الشعب بشكل عام فى المجالات المختلفة سياسيااجتماعياثقافياعلميابكل تأكيد علاقاتنا مع فرنسا دائما كانت جيدة لم تكن أقل من جيدة ابتداء من الرئيس ديغول الذى وقف الى جانب القضايا العربية بكل وضوح وكان موقفه عادلا وانتهاء اليوم بالرئيس شيراك وطبعا نتمنى أن تستمر هذه العلاقة الى الافضل فى المستقبل

شكرا سيادة الرئيس على شرف اجراء المقابلة معنا
الســيد الرئيس
شــكرا لكم وأهلا بكم فى ســورية







رد مع اقتباس
قديم 02-02-2011, 03:16 PM رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
المحامي ياسر محرز
عضو مساهم نشيط

الصورة الرمزية المحامي ياسر محرز

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي ياسر محرز غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

يقوم قادة الدول وحكامها عادة ببناء قصور من الوهم لشعوبهم ويزينون لهم الأمور ويعدونهم بأحلام كبيرة، وبعد مضي عدة سنوات، تكتشف هذه الشعوب زيف الوعود وسراب الأحلام. ولكن ليس الرئيس الأسد الذي أخلص القول والفعل، فأخلص له شعبه ومضى خلفه بكل ثقة واطمئنان. فهو يعد بأقل مما يستطيع تنفيذه، وينفّذ أكثر مما يعد، وقد أثبتت تجربة العشر سنوات الماضية وافر الحكمة لديه وقوة الشكيمة وقدرة القيادة واتخاذ القرار.







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرئيس الأسد في حوار لم يُنشر من قبل : تيسير مخول سوريا يا حبيبتي 1 09-03-2011 11:07 AM
حديث سيادة الرئيس بشار الاسد لمحطة سي بي اس الامريكية سلطان سوريا يا حبيبتي 0 10-09-2007 02:58 AM
الفاعل المعنوي للجريمة د.محمد سعيد نمور أبحاث في القانون الجنائي 0 20-04-2006 10:15 AM
النـص الكامل لحديـث الرئيـس الأســد سلطان سوريا يا حبيبتي 0 31-03-2006 11:22 AM
ســورية عام 2005 المحامي سميح الزعيم سوريا يا حبيبتي 0 28-12-2005 08:14 AM


الساعة الآن 04:02 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع