ساعد بكشف عصابة فاقتيد مثل مجرم الاخبار المحلية
شرطة ركن الدين اعتقلته و عاملته "جيدا" بعد أن دفع ثمن "الفطور"
في حدود الساعة العاشرة و النصف صباحا من يوم الأربعاء الماضي طرق باب منزله الواقع في حي ركن الدين بدمشق بقوة و عنف، الأمر الذي سبب حالة من الرعب و الخوف لأولاده و زوجته،
ساعد بكشف عصابة فاقتيد مثل مجرم
و عندما سألت الزوجة: من في الباب؟، أخبرها رجل بصوت عال: أنا صديق زوجك و اسمي "أبو علي"، فأخبرت المرأة زوجها.
"حقيقة ثمة شخص صديق لي يقال له أبو علي" بتلك العبارة بدأ محمد شحمه حديثه معنا ، و هو بحالة لا يحسد عليها.
دورية شرطة دون سيارة شرطة
و شرح الرجل قصته قائلا: فتحت الباب و إذا بيد تمتد و تسحبني مثل مجرم تماما، ثم هجم نحوي سبعة رجال ، يصرخون بي أنت مطلوب، و عندما حاولت الاتصال بأحد أصدقائي أو أقاربي لم يسمح لي، و طلبوا مني أن استأجر لهم سيارة "هوندا" لتنقلنا حسب ما أخبروني إلى قسم شرطة ركن الدين، بعد ان تأكدوا بأني أمتلك النقود الكافية لدفع الأجرة، و عندما حاولت الاستفسار منهم ، عن سبب إحضاري بتلك الطريقة و خاصة أني لم أؤذي نملة في حياتي ، طلبوا مني عدم الكلام ، ورددوا أمامي و بطريقة لا تخلوا من التهديد و الوعيد بأني سأعرف كل شيء عندما أصل معهم إلى القسم.
السوريون حاولوا نسيان تلك المرحلة الصعبة التي إذا ما طلب أحدهم فيها لأي جهة امنية و لو بسؤال، في كثير من الأحيان يسبب ما يسببه من ذعر و خوف، الخوف من عدم العودة إلى المنزل أو حتى الإهانة المجانية ثم ..عدم الاعتذار أيضا، "ليحمد الموطن الله أنه نفد بجلده"، نعم حاولوا النسيان لأن الجو العام لطريقة الإحضار تلك ربما تغير قليلا، و نقول قليلا فقط.
مطلوب للشهادة فقط
يتابع محمد: وصلنا إلى قسم ركن الدين، و أدخلوني إلى السيد رئيس القسم ، ليخبرني بأني مطلوب للشهادة، و لما استفسرت منه عن طريقة التبليغ تلك، قال لي بأن الشرطي قد أبلغني في وقت مضى لصقا على الباب و بحضور المختار، في حين أني أعتقد جازما عدم صحة هذا الكلام لا من قريب ولا بعيد.
و عندما سألنا الرجل عن قصة الشهادة تلك قال: نعم في نهاية العام الماضي ساعدت مع بعض أصدقائي قوات الشرطة في القبض على عصابة شهرت في دمشق بسرقة الموبايل و ذاع صيتها أيضا، و في ذلك الحين وباعتباري موظف في محافظة دمشق قدم لي و لأصدقائي السيد المحافظ مكافأة مالية لعملنا المخلص ،و بعد عملية القبض على هذه العصابة كنت كل فترة أذهب إلى المحكمة لوحدي لأسأل كاتب المحكمة إذا ما كان لي أي تبليغ عنده للشهادة، و كان يخبرني في ذلك الحين بعدم وجود هذه التبليغ.
لم تنته قصة هذا المواطن الصالح هنا، و إنما بدأت رحلة العذاب من داخل القسم، الذي من المفترض ان يكون لخدمة هذا المواطن صاحب الضمير الحي ، عندما ساعد الشرطة بالقبض على تلك العصابة.
قال له المساعد المناوب: أنت مطلوب للمحكمة كشاهد، و اليوم لا يمكننا أن نقدمك لأن الوقت قد تأخر ، ستناوم في النظارة إلى الغد.
عاملوني جيدا بعد أن دفعت ثمن الفطور
" لم استسلم لهذا الرأي و حاولت أن أقنع المساعد بأن الوقت لم يتأخر و الساعة بحدود الـ 11 قبل الظهر"
و يوضح الرجل: نعم حاول المساعد أن يردد بأن الوقت قد تأخر، إلى أن تدخل مساعدا آخرا ليقول له: بأننا نستطيع تقديمه إلى المحكمة اليوم، و عندئذ أقتنع الأول برأي الثاني ووافق ، ثم أحضر أحد عناصر الشرطة و ربت على كتفه قائلا: هل معك إجرة سيارة لتقلكم إلى المحكمة؟، أجبته بنعم، ثم قال هل تعطي هذا الشرطي ثمن الفطور؟ فأبديت استعدادي، إلا أن المساعد أمر بأن أدفع المبلغ قبل المغادرة "ثمن الفطور" ففعلت و أعطيته خمسمائة ليرة سورية، و بعد ذلك كتبوا الضبط اللازم و كذبوا فيه أيضا، و خاصة عندما قالوا بأنهم قبضوا علي عندما كنت أمشي في الشارع، و لا أعرف لماذا ؟ فسألتهم مستوضحا عن الأمر فأخبرني المساعد بأنه أمر عادي وشكلي.
رائع سيارة فيها كونديشن
و بالطبع لم تنته القصة هنا أيضا لأن السيارة التي أقلت الموطن محمد شحمة و المساعد و الشرطي كانت تابعة للشرطة، رغم أن الرجل قد دفع أجرة الركوب إلى المحكمة.
يقول محمد: بعد صعودنا في السيارة ، قال لي الشرطي:"ابسط ياعم هذه سيارة رئيس القسم، و لأنك شاب جيد سأشغل لك الكونديشن".
نعم وصل الرجل إلى المحكمة و سلم هناك و أدلى بشهادته ، و لكنه ختم حديثه معنا قائلا: بربكم ما هو الفرق بيني و بين المجرمين و اللصوص الذين قبض عليهم..و أنا كمواطن من سيأخذ لي حقي!!.
خالد سميسم- سيريانيوز
2005-07-29