اليوم وبمحض الصدفة من أي طريق أعبر أرى أعلام الدول كلها تحمل بلا تمييز ابتسم برهة وأسأل نفسي: "بقي علم وحيد لم يحمل ...علم إسرائيل. لوكان لهم فريق ولاعبين متميزين يلعبون بأندية متعددة هل سيحمل علمهم؟" كاللاعب الفاني الذي أفتخر بانتمائه لاحد الأندية الإسرائيلية ورفع علم إسرائيل شامخا مهديا الهدف (( الكول )) إلى إسرائيل هل سيأتي يوم ونرى علمهم مرفوع مع باقي الأعلام كتشجيع للرياضة ؟ هل هناك في أميركا أو إنكلترا أو فرنسا من يلوح بعلم سورية أو بعلم فلسطين أو بعلم العراق...حتى ولو كان فريقنا قد شاءت الأقدار أن يلعب مع فريق أوروبي... هل سيهتم أحد بشأن أن يرفع علمنا من باب التشجيع أو حتى لحضور الماتش؟ هل سيهتم بهؤلاء العرب؟ حتما الجواب مسبق ومعروف. حتما لا.
لوهلة أحس بأننا فارغون لا نملك شيئا لنفعله سوى حمل الأعلام وتعليقها على بلاكين البيوت .. البرندات وبرمة السيارات بالأعلام الممدودة عليها وضرب الرصاص بالهواء تعبيرا عن الفرح كأن البلد الذي هزم أو الذي انتصر بلدنا مع أني من أشد الأشخاص حماسا لكرة الفوتبول وتحديدا لفريقي ايطاليا والبرازيل , لكني لم أرغب لحظة واحدة بأن تكون همي الوحيد والشاغل أن أتفتل حاملة أي من أعلام هذه الدول .
بالوقت الذي أصبح فيه الخبر العادي مجزرة إسرائيل على شاطئ غزة وموت عائلة بأكملها بينهم طفلة وموت المئات من العراقيين يوميا واتهام واشنطن لسورية بتأزيم الوضع بفلسطين واحتوائها للإرهاب وأمرها باعتقال (( خالد مشعل )). كلها أخبار عابرة مع أني أتمنى أن لاننسى أنه وبسبب المونديال عام 82 حينما حصرت بيروت كأول عاصمة عربية تحاصر من قبل إسرائيل لم يصدر أي استنكار عالمي الا بعد مرور 40 يوم بسبب المونديال .
(( فقط من باب التذكير )) بينما الخبر الأهم والأجمل هو من فاز ومن انتقل للدور الثاني ومن بقي للدور الأخير وما التوقعات الأخيرة للمونديال بنفس الوقت الذي تستمر إسرائيل بقصف غزة حيث تحيا غزتنا بلا كهرباء ولا ماء ولا محروقات ولا مخزون طعام دمرت كل البنيا التحتية و…و…و
… يالهذا الحديث ما همنا دعينا منه . الأهم النهائي من سيلعب مع من؟
مبروك لألمانيا على ما حصلت عليه بخلال فترة المونديال من تدفق هائل بالسياحة وأموال طائلة وأعلام هائل ودعاية ولشركة (بيبسي) على الجهود التي بذلت كراعي أول وعلى ما حصدت .
ومبروك علينا كل مايحصل. هذه همومنا وهذا انتمائنا.
فتخيلوا إلى ماذا ننتمي ومقدار محبتنا العظيمة لهذه الدول والفرق ………..
وليكن حلم من أحلامنا أن يصبح مونديال من هذه المونديالات (طبعا بعد ساوث افريكا عام 2010) على أرضنا
ندين سلامة : ( كلنا شركاء) 2/7/2006