أم فلان. أخت فلان. يا أختي. كريمته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أم فلان. أخت فلان. يا أختي. كريمته
رشا عبدالله سلامة: الدبور
لم و لن أكون يوماً ما من ضمن المناديات بضرورة المساواة بين الرجل و المرأة ، و لربّما يعود ذلك لقناعتي التامّة بوجوب قوامة الرجل و حقّه الطبيعيّ في ذلك ، عدا عن كونه الوضع الأصحّ و الأقرب للفطرة الإنسانيّة السليمة . بالإضافة لإيماني التامّ بأنّ قوّة المرأة هي في ضعفها الذي تستخدمه بذكاء، بالإضافة للقوّة الأكيدة التي لم و لن أكون يوماً ما من ضمن المناديات بضرورة المساواة بين الرجل و المرأة ، و لربّما يعود ذلك لقناعتي التامّة بوجوب قوامة الرجل و حقّه الطبيعيّ في ذلك ، عدا عن كونه الوضع الأصحّ و الأقرب للفطرة الإنسانيّة السليمة . بالإضافة لإيماني التامّ بأنّ قوّة المرأة هي في ضعفها الذي تستخدمه بذكاء، بالإضافة للقوّة الأكيدة التي تستمدّّّّّها في احتمائها بظلّ الرجل ، و لعلّ معظم النساء في مجتمعاتنا العربيّة و الإسلاميّة يشاركنني وجهة النظر التي لا تلبث تظهر ممثّلة في سلوكيّاتهن و إن ادّّّعين خلاف ذلك من الناحية النظريّة.
إلاّ أنّ ذلك لا يعني مطلقاً أن ينظر معظم الرجال الشرقيّون للمرأة على أنّها فتنة و ممتلكات خاصّة يجب وضعها في الخفاء و ما وراء الكواليس كيّ لا يقع الرجال بسببها في المحظورات ، و لا حتّى مجرد معرفة اسمها و صفاتها من باب الإحتياط .يبتدأ ذلك من نقطة التعريف بهذه الفتاة ، فلا زال في مجتمعنا حتّى الآن من يرفض كتابة اسم العروس على بطاقة العرس و يكتفي بذكر (كريمته) و كأنّ اسم هذه الكريمة قد يؤدّّي لفتنة في المجتمع. عدا عن كون الفتاة قبل الزواج يشار إليها ببنت فلان أو أخت فلان أمّا بعد الزواج فهي زوجة فلان و بعد الإنجاب هي أمّ فلان. فأين هي من كلّ هذا العالم الذكوريّ؟و لماذا ترضى بأن تنعت دوماً بأسماء من حولها في مقابل أنّ أحداً لا يعلم اسمها ، إلى الدرجة التي جعلت أحد الأصدقاء يقترح عليّ قبل فترة ،عندما أخبرته بنيّّّتي عمل تحقيق جريء ، أن أكتب التحقيق بإسم شابّ منعاً لأيّ اعتراضات!!! و هو ما يجعل الكثير من الشاعرات لاسيّما في دول الخليج العربي يكتبن بأسماء مزوّرة ممّّّّّا حذا بإحدى طالبات الإبتدائي لتجيب مدرّّستها عندما سألتها عن اسم شاعرة سعوديّة لقول (المبرقعة) و (بنت أبوها) لأنّها و باختصار لا تسمع غير ذلك.
كما و تكتشف الفتاة في مجتمعنا بأنّ كلّ الرجال و الشباب قد أصبحوا أخوتها من غير أن تعلم متى؟ فما أن يريد الرجل إثبات صدق نواياه للموظّفة أو الزميلة ،و ما أن يثق بوسامته و سحره الذي يخاف من جعل الفتاة تهيم عشقاً فيه ، إلاّ و شرع يناديها ب (يا أختي) أو (والله بعتبرك أخت) ، و كأنّه يريد أن يحلف يمين بأنّه إنسان مستقيم و لا يقصد أيّ نوايا خاطئة في تعامله مع الفتاة . و لعلّ الفتاة الذكيّة يجب أن تدرك ذلك فوراً و تلجأ لركوب موجة(الأخوّة الفجائيّة(و تنعت الفحل الذي أمامها باسم (يا أخي) و ( والله إنّك أخّ عزيز) و قد تصل بها الأمور لقول (والله إنك زيّ بابا) على الرغم من كونها لا تشعر بذلك مطلقاً إلاّ أنّها وسيلة لطمئنته كيّ لا يعذّبه ضميره بأنّه قد عشّم بنت الحلال عندما لاطفها . و يخطئ الرجال في ذلك لأنّهم لا يعلمون بأنّ الفتاة تكتشف معظم نواياهم و مقاصدهم من نظراتهم و نبرات أصواتهم التي تفضحهم ، و لا يعلمون كذلك بأنّ الفتاة العاقلة عندما تتخذّ رجلاً ما زميلاً و صديقاً أنّها قد تأكّدت ضمنيّاً من أخلاقه ممّا لا يحتاج منه حلف يمين النوايا الصافية و المتمثّل ب(يا أختي). و لكنّ ذلك يشير إلى ما هو أبعد و هو أنّ النظرة الذكوريّة و الأنثويّة لا تختفي و لا تتلاشى حتّى في أكثر المواقف جديّة و حتّى عند أرقى الناس في الغالب. فما المشكلة عندما يكون الشعور اتّجاه الزميل أو الصديق هو زمالة و صداقة ؟ و لماذا لا يلبث ذلك الخوف أو القلق الخفيّ يطلّ كلّ حين من أن تفهم هذه العلاقة العاديّة بطرق أخرى؟ و هو ما يشكّكّني في لحظات كثيرة بمدى نجاح تجربة الصداقة الصافية ما بين الرجل و المرأة. و يعيد السؤال لذهني عن هل بإمكان المرأة أن تضع أنوثتها و أن يضع الرجل رجولته في الثلاّجة عندما يتعاملون مع بعضهم في إطار الصداقة التي لا يخالطها أيّ مداعبات مشاعر خفيّة؟
و تتفاجأ الفتاة كذلك ب(طيف ابن الحلال) الذي يلاحقها في كلّ مكان. فعندما تقدّم الشايّ للجارة أو الجدّة فعربون الشكر هو (الله يستر عليك و يبعتلك ابن الحلال) و عندما تساعد أيّ مسكين أو تجبر خاطر أيّ غلبانة بكلمة فلا تحتاج الأمور لأكثر من نظرة عابرة لملامحها الشابّة و أصابع يديها التي لا يزيّنها أيّ دبلة فتنطلق الدعوات لها بالبطل المغوار الذي ينظرون له على أنّ لا سعادة من دونه ،و لا نجاح يذكر لأنّ أساس الإنجازالحقيقيّ هو في الزواج و الإنجاب. و لعلّ ما أخبرتني به إحدى صديقاتي قبل فترة من ذهابها لحفل عرس و قول إحدى النساء البسيطات لها زقّفي يا خايبة للعروس اللّي طلعت أشطر منك لهو أوضح دليل على معيار شطارة و فهلوة الفتاة!! و على الرغم من كوني شخصيّاً لا أمانع في أن أحصل على دعوة بإبن الحلال الذي أتمنّاه ، إلاّ أنّ تكرار ذلك ممّن هبّ و دبّ يجعلني أشعر بأنّ عمري قد تجاوز الثلاثين على الرغم من كوني في الثانية و العشرين!! و حتّى هذه الحجّة لم تفلح لتقول إحداهن كوسيلة لإحباط دفاعي بس معظم البنات اللي بعمرك صار عندهم عيلة.
فالرجل الواعي الذكيّ الذي لا يجعل الفتاة تنفر منه هو ذلك الذي يعامل طيبتها و حنانها و عاطفيّتها و رومنسيّتها على أنّها مصادر قوّة رهيبة في شخصيّتها ، و ليس ضعفاً أو وسيلة منها لاستجداء عطفه و لطفه ، و هو كذلك لا يلجأ للقسوة و اعتبارها (بنت أبوه) عندما يبتدأ بالصراخ و الفظاظة معها بحجّة علاقة شغل أو صداقة و أخوّة لأنّ كلا الحالتين لا تعكس إلاّ مشاعر و أفكار متكلّفة و متشنّجة في النظرة للفتاة التي أمامه.
و لعلّ القول المشهور الذي قالته الأديبة مارجريت آتوود لهو أدقّ تلخيص عمّا تريده المرأةDoes feminist mean large unpleasant person who'll shout at you or someone
Who believes women are human beings. To me it's the latter, so I sign up!!
هل ينظر للأنوثة من زاوية الرجل الممتعض الذي يصعب إرضاؤه فيسارع للصراخ على المرأة؟ أم من وجهة نظر أنّ النساء ما هنّ إلاّ بشر . بالنسبة لي هو الخيار الآخر ، لذا فأنا من ضمن هذه القائمة.