منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى القضاء > تطوير القضاء

تطوير القضاء العدل أساس الملك. والقضاء والمحاماة جناحا العدالة. ولن يحلق طير العدالة عالياً إلا بجناحين متساويين سليمين..

إضافة رد
المشاهدات 3692 التعليقات 0
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-2004, 08:00 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عمر الفاروق
عضو مساهم نشيط جدا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عمر الفاروق غير متواجد حالياً


افتراضي الإصلاح القضائي بين الشكل والمضمون

مشاركة متواضعة في موضوع شائك

منذ نحو سنة ونصف أو سنتين تفاءل المواطنون بأن عربة التحديث والتطوير ربما ستجد سكتها أخيراً مع تشكل الحكومة السورية الجديدة.. لكن بعد الإعلان عن تشكيلة الحكومة انخفضت عتبة التفاؤل إلى النصف عند الكثيرين.. وربما بعد مرور الفترة المنقضية لم يزدد تفاؤل الناس بل على العكس تراجع.
و ربما أكثر ما ينطبق ذلك على موضوع الإصلاح القضائي.. فقد انتشرت شائعات قوية في البداية لصالح الرغبة في تحسين واقع القضاء والعمل على الشروع بعملية إصلاح قضائي... ليكتشف أصحاب الشأن، القضاة والمحامون، أن العملية لا تتعدى الشكليات وصولاً إلى قرارات إدارية غاية في الارتجال واللاموضوعية.
1- فمثلاً، ما الغاية من نقل قاضٍ من إحدى المحافظات الشمالية رئيساً لمحكمة الجنايات في محافظة جنوبية - وهو، أي القاضي المنقول، لم يبق على تقاعده أكثر من بضعة أشهر بقليل؟.. وهذا القاضي لا بيت له في مكان تعيينه الجديد ولا عائلة (وهذا الأمر يضعفه معنوياً ويكسره نفسياً).. مما يضطره إلى التنقل بشكل غير منتظم بين المحافظتين.. ليتعرض في النهاية إلى حادث سير تسبب في كسور.. مع إجازة صحية طويلة، مع عرقلة عمل المحكمة المعنية وعرقلة قضايا الناس..؟! وأمثلة كثيرة من هذا النوع..
2 - أو مثلاً: عُمم على جميع المحاكم قرار (تم سُلّمت نسخة منه في ظرف إلى كل قاض باليد ليقرأه بنفسه) يؤكد ضرورة تقيد القضاة.. بالدوام الرسمي، لما في ذلك من أهمية للمصلحة العامة. القرار في ظاهره حسن.. لكن أريد أن أسأل هنا: أيعقل أن القاضي، الذي أؤتمن على أعراض وأموال الناس والبلاد، وهو مخول باتخاذ قرارات تصل إلى حد الحكم بالإعدام أو البراءة من ذلك - أيعقل أنه غير قادر بمفرده من تمييز المصلحة العامة لناحية الدوام.. وإذا كان هناك من لا يتقيد بالدوام فقطعاً هذه حالة فردية ولا تشكل ظاهرة.. ويمكن للمحامي العام المعني أن يدعو القاضي غير الملتزم بالدوام إلى مكتبه ويبين له -مع فنجان قهوة وباحترام- ضرورة التقيد بالدوام، وفي حال تكرار المخالفة يمكن اتخاذ الإجراء الإداري المناسب. هذه أمور شكلية لكنني اعتقد أن القاضي بأمس الحاجة لترسيخ قيم احترامه من قبل السلطات، ومنحه الثقة الكاملة بشخصيته الاعتبارية.
3- وبهذا الموضوع ترتبط ظاهرة أرجو أن لا تتفاقم اكثر، وهي على جانب مهم في طريق استقلالية القضاء.. القضية تتعلق بخوف بعض القضاة من الفصل في قضايا توصف بأنها (حسّاسة).. وكلمة (قضية حساسة) هنا يعرفها المحامون والقضاة.. أي حين يكون طرف من أطراف قضية معينة ممن هم في منصب المسؤولية في الدولة أو أن يكون هذا الطرف أو ذاك في القضية ممن لهم باع طويل مع الأجهزة الأمنية أو الحزبية (باختصار واصل ويده طويلة - هكذا يقال).. عندها يلجأ القاضي إلى التنحي عن الفصل بالقضية التي يُعطاها لكي لا يتورط باتخاذ قرار صعب (أيرضي الله وضميره، أم يرضي المسؤول أو الوصولي؟!).. وهذا ما حصل في إحدى المحافظات (حمص) حيث رفض أكثر من خمسة عشر قاض النظر والفصل في قضية (حساسة) كما أسلفنا.. وهذا ناتج على الأرجح من خوف القاضي من البطش الذي سيمارسه ضده ذلك المسؤول.. إلى درجة أن الأمر وصل ببعض القضاة أن يترددوا في التوقيع على أمور غاية في البساطة، مثل توقيع مذكرة تبليغ أو ما شابه..
بكلمة أخرى: إن إصلاح القضاء لا يكون بالشكليات رغم أهميتها (كأن تطالب القاضي بارتداء طقم رسمي مع ربطة عنق وثوب القضاة الرسمي في الصيف الحار جداً مع عدم وجود أجهزة تكييف). بل المهم أن يشعر القاضي بإنسانيته وأن تتوفر الظروف الضرورية لأن يمارس عمله بكل ثقة ودون خوف من البطش مادام يتقيد بالقانون ولا يخرق الأنظمة ولا يقوم بما يسيء للقضاء وللعدالة.
أما الأمور التنظيمية والقانونية والإدارية وكذلك المشاكل التي تعترض عمل القضاة والمحامين، فمن الأفضل أن أتركها لأهل الاختصاص.. لكنني أعتقد أنه لن يضر لو حدث تنسيق وحوار بين نقابة المحامين ومجلس القضاء الأعلى (كأن يتم تشكيل لجان من هنا وهناك لتقدم كل جهة ما تراه مفيداً) لدراسة سبل تطوير العمل القضائي، وكيفية مراعاة ما يحفظ للقاضي اعتباره ومكانته، وللمحامي دوره واهتمامه بالمهنة وبدراسة القانون، مما سينعكس بالتالي إيجاباً على مصالح الجميع، وفي ذلك خير للوطن بكامله.


منفول عن مقال لـ
د. ابراهيم استنبولي: النور 22/9/2004







التوقيع

أخاف أن أمر في هذا العالم دون أن أترك أثرا لوجودي أو أن أجد نفسي موثقا إلى دوامة الذين لم يخرجوا أبدا من ظلام حياتهم

أومن بأن الله يعاقب الأشرار فالعدالة التي اختارتها مشيئته نظاما لحياة البشر, يجب أن تسود.
غير أنني أتساءل أيضا : ألا يعاقب الذين لا يقومون بعمل يذكر؟

هناك من سيقرأ سطوري وما بينها وسيجيبني بضميره الحي ولهؤلاء سأستمع
وهناك من قد لا يعجبه حرف جر هنا ‏أو هناك ويتفلسف على أفكاري الطفلة ويهاجمها محتمياً باسم مستعار وهؤلاء سأطنش
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التحكيم في عقود B.0.T -Build-Operate-Transfer سامر تركاوي أبحاث في القانون الإداري 1 12-04-2011 06:40 PM
الأدلة الملزمة للقاضي في المواد المدنية سامر تركاوي مقالات قانونية منوعة 0 25-02-2011 12:36 AM
القيود الاحتياطية في السجل العقاري المحامي نضال الفشتكي رسائل المحامين المتمرنين 1 05-10-2009 12:30 AM
تعيين الحارس القضائي و مسؤولياته في القانون المغربي. ميمون بوجمعاوي مقالات قانونية منوعة 0 23-06-2008 12:10 AM
وجهة القانون الدولي في إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدول المحامي ناهل المصري أبحاث في القانون الدولي 0 21-05-2005 07:56 PM


الساعة الآن 03:38 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع